Print this page

من الوفاء تجاه الموظفين: كن مستمعاً جيداً

قيم هذا المقال
(0 صوت)
من الوفاء تجاه الموظفين: كن مستمعاً جيداً

في علوم الإدارة الحديثة تعتبر مهارة الإستماع من أهم المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها الرئيس والمدير في العمل فيما إذا أراد لمؤسسته أن تخطو خطوات فعالة نحو النجاح والتطور. فكلما أحسن المدير الاستماع، كلما دل ذلك على تمرسه الإداري وخبرته في هذا الميدان. والمتتبع لسير العديد من المدراء الذين أصبحوا أعلاماً فيما بعد في عالم الإدارة سيجد أن هؤلاء لم يكونوا يهملون الاستماع حتى إلى أدنى مرؤوس لديهم من حيث رتبته الوظيفية.

 فلماذا عليك تنمية مهارة الاستماع؟
في السطور القادمة سنحاول الإجابة على هذا السؤال من زاوية الالتزام بخلق الوفاء:

العامل والموظف والمرؤوس هو شخص سخّر قسما مهماً من يومه وعمره ليؤدي عملاً ما في المؤسسة التي انتمى إليها. وفي الغالب هؤلاء يعملون مقابل أجر زهيد وبسيط نسبة لما تجنيه مؤسسته. وهو في نهاية المطاف إنسان وليس آلة، تعترضه بعض المشاكل والصعوبات في العمل من وقت لآخر، وقد يواجه مشاكل خارج عمله أيضاً، كوننا لا نعيش في مدن فاضلة، فمقتضى الوفاء لهذا العامل الذي هو سبب من أسباب تقدم المؤسسة وتطورها أن يتم الاستماع له فيما لو كان لديه ما يقوله. إعطاؤه عشرة دقائق أو أكثر من الاهتمام والعناية والانصات لن يضر المدير شيئاً، بل قد يكون في كلامه أو شكواه ما فيه مصلحة المؤسسة. عشرة دقائق فقط من الانصات والتركيز معه كافية أيها المدير، فلا تستقبل خلال هذه الفترة أي مكالمة، ولا تنظر إلى هاتفك الخلوي، ولا تنشغل بأي أمر آخر سوى الإلتزام بإعطاء هذا الموظف هذه الفسحة البسيطة من الوقت للاستماع. ترى لو أن الذي يكلمك هو رئيسك ومن هو أعلى منك رتبة هل كنت ستنشغل بهذه الأمور أثناء تكلمه؟ بالتأكيد لا، وهذا يعني أن هذه المكالمات الطارئة والأمور الجانبية ليست بذات أهمية حتى تمنعك من التركيز بشكل كامل مع من يتحدث إليك.

هذا الالتزام تجاه الموظف والمرؤوس هو أقل الوفاء له، فمن هي المؤسسة التي توفي الموظف كامل حقوقه في قبال جهوده ووقته؟ القليل القليل في هذا الزمن من يلتزم بذلك. فإذاً، فلنحافظ على هذا الرابط البسيط ولكن الفعّال معه، وهو رابط الإصغاء له لبعض الوقت عسى أن نكون مصداقاً للخلق النبوي الكريم حيث كان من أخلاقه صلى الله عليه وآله الإنصات إلى محدثه، فقد ورد في سيرته صلى الله عليه وآله: "... ومن تواضعه أنّه كان يبدأ بالسلام على الناس، وينصرف إلى محدّثه بكلّه: الصغير والكبير والمرأة والرجل. وكان آخر من يسحب يده إذا صافح، وإذا أقبل جلس حيث ينتهي به المجلس..."[1].

قراءة 1683 مرة