Print this page

مفهوم السمع و سماع الموتی

قيم هذا المقال
(0 صوت)
مفهوم السمع و سماع الموتی

کلمة «السمع» في القرآن علی حسب أقوال صاحبي المعاجم مضافاً علی أنها بمعنی قوّة السماع، تُطلَق بعضَ الأحیانِ علی معانٍ أخر؛ کالفهم و القبول نحو قوله تعالی: «سمعنا و عصینا»[3] بمعنی أنّنا فهمنا و لکن عصینا و لم نُطِع. کذلک نحو قوله تعالی: «إنّک لا تُسمِعُ الموتی و لا تُسمِعُ الصمَّ الدعاء»[4] أي لا تفهمهم، لكونهم كالموتى في افتقادهم بسوء فعلهم القوّةَ العاقلةَ التي هي الحياة المختصّة بالإنسانيّة.[5]

و أطلِقَت أیضاً بمعنی القبول؛ أي لا تقدر أن توفق الكفار لقبول الحق.[6]

لکنّ «الموت» في لغة العرب یکون ضدَّ الحیاة، و الحیاة لکونها لها معان متعدّدة ففي قبال کلّ حیاةٍ موتٌ متناسبٌ معه؛ ف«الموتی» لها مفاهیم متعدّدة و الذي یهمّنا منها معنیان:

۱. الأموات بمعنی الأشخاص الذین فقدوا الحیاة و رحلوا من عالم الدنیا و یُطلق غالباً علی أجسادهم؛ لأنّ الموت ضدّ الحیاة و عند الموت یموت الجسد و تبقی الروح في عالم البرزخ تستمرّ في حیاتها.
۲. الأموات بمعنی الذین زالت القوَّة العاقلة منهم، وهي الجهالة نحو: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ونحو: «إنّک لا تُسمع الموتی و لا تُسمع الصمَّ الدعاء»[7]
فمفهوم عدم سماع الموتی نستطیع أن نستعمله في الکفار الذین لم یفهموا کلام النبي و نستطیع أن نستعمله أیضا في الأجساد التي تتبدّل إلی التراب و لم یبق منها سوی العظام و سُلِبَ منها قوّة سماع الأصوات.

یمکن أن یُطرح هنا سؤالٌ و هو: هل الأموات یمسعون في لحظة وفاتهم بتلک الأُذن و ترجع الروح إلی الجسد فتکون الأُذن واعیة کما ذهب إلیه جمهور أهل السنة أم لا تحتاج الروح إلی الجسم و الأُذن المادّیَّین بل تدرک بلاحاجة إلیهما؛ کما یُستنبط من بعض الروایات. لو قلنا بالرأي الأول للزم ألّا یسمع المیّت شیئا بعد التساؤل في أول لیلة القبر و لکن إذا قلنا بالرأي الثاني فلایحتاج إلی الجسم المادّي حتی في ابتداء الوفاة بل تکون الروح مدرکة للأصوات بلاواسطة الأُذن؛ کما احتمل هذا الرأي صاحب تفسیر روح المعاني.[8]

نظر أهل السنة

هناک آراء ثلاثة عند أهل السنة حول سماع المیت و عدمه[9] :

۱. ثبت سماع المیّت مطلقاً: قال ابن عبدالبر: الأکثرین علی ذلک و هو اختیار ابن جریر الطبري و کذا ذکر ابن قتیبة.[10]
و یفتي عبدالحقّ الاشبیلی بهذه الفتوی: « فينبغي لمن زار القبور أن يسلم على أهلها» إلی أن قال: « فواجب عليك ألا تؤذيه بسماع ما لا يريد سماعه وألا تدخل عليه ما لا يريد إدخاله»[11]

و ابن تیمیة أیضاً في تفسیر الآیات التی استند بها مخالفوا السماع، ینفي السماع الذي یفید الکفار و ینفعهم و أما أصل السماع الذي جارٍ في العالم عادة فلا ینفیه.[12]

و یفتح ابن القیم الجوزی تلمیذ ابن تیمیة باباً في کتابه الروح[13] و کذلک ابن رجب الحنبلي الدمشقي أیضا في أهوال القبور[14] یفتح باباً في ما ورد في سماع الموتی و نقلوا الأحادیث التي وردت في هذا الباب.

و قال بالسماع ابن حجر في فتح الباري[15] و کذلک السیوطي فی شرح الصدور[16]؛ فإنهما صرّحا بهذا الرأي.

۱. ثبت سماع المیت في الجملة و لدیهم قدرة السماع في موارد خاصة التي صرّحت بها الآیات و الروایات. قال محمود الآلوسيّ في تفسیره روح المعاني بعد بیان أدلّة الموافقین و المخالفین: والحق أن الموتى يسمعون في الجملة وهذا على أحد وجهين، أولهما أن يخلق الله عزّ وجلّ في بعض أجزاء الميت قوة يسمع بها متى شاء الله تعالى السلام ونحوه مما يشاء الله سبحانه سماعه إياه ولا يمنع من ذلك كونه تحت أطباق الثرى وقد انحلت منه هاتيك البنية وانفصمت العرى ولا يكاد يتوقف في قبول ذلك من يجوز أن يرى أعمى الصين بقة أندلس، وثانيهما أن يكون ذلك السماع للروح بلا وساطة قوة في البدن ولا يمتنع أن تسمع بل أن تحس وتدرك مطلقا بعد مفارقتها البدن بدون وساطة قوى فيهوهذا على أحد وجهين، أولهما أن يخلق الله عزّ وجلّ في بعض أجزاء الميت قوة يسمع بها متى شاء الله تعالى السلام ونحوه مما يشاء الله سبحانه سماعه إياه ولا يمنع من ذلك كونه تحت أطباق الثرى وقد انحلت منه هاتيك البنية وانفصمت العرى ولا يكاد يتوقف في قبول ذلك من يجوز أن يرى أعمى الصين بقة أندلس، وثانيهما أن يكون ذلك السماع للروح بلا وساطة قوة في البدن ولا يمتنع أن تسمع بل أن تحس وتدرك مطلقا بعد مفارقتها البدن بدون وساطة قوى فيه.[17]
۲. لم یسمع الأموات صوت الأحیاء مطلقاً: لم تقبل عائشة تخاطب النبیّ مع قتلی بدرٍ: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: إنما قال النبي: «إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول لهم حق»[18]
قال العلامة نعمان الآلوسيّ ابن محمود الآلوسي: لا خلاف بین الحنفیة فی عدم سماع الأموات.[19]

و نقل النووي عن الإمام المارزي المالکيّ بأنه کان معتقداً بأنّ روایة قتلی قلیب بدرٍ تختصّ بهم و لکنَّ سائر الأموات لا یسمعون.[20]

و رجّح القاضي أبویعلی الحنبلي في کتابه الجامع الکبیر، عدم سماع الموتی تبعاً لأمّ المؤمنین عائشة.[21]

و الألباني أیضاً في مقدّمته علی الآیات البیّنات و ابن الجوزي في الفروع لابن مفلح بیّنا عدم سماع الموتی.[22]

أدلة المعتقدین بسماع الموتی

مسألة سماع الموتی یعتقد بها جمیع المسلمین شیعةً و سنةً[23] و یُستند في هذا الموضوع بآیات مختلفة من القرآن؛ الآیات التي تبیّن عذابین للمنافقین[24] و تصرّح بحیاة الشهداء و تنعّمهم[25] و بعذاب آل فرعون[26] في عالم البرزخ و کذلک الروایات التي وردت حول عذاب القبر.[27] إنّ الحیاة ملازمة مع نوع شعورٍ و سماع و رؤیة و قدرة علی إتیان بعض الأفعال و باستطاعتنا مع الاستناد بالآیات و الروایات الآتیة إثبات أنّ أرواح أولیاء الله مضافاً علی أنّها تتکلّم في عالم البرزخ، لدیهم قدرة سماع صوت الأحیاء أیضاً.

۱. سورة الأعراف آیة79: بعد أن ذبح قوم صالح الناقة التي کانت معجزة له و عصوا أمرربّهم قالوا: یا صالح ائتنا بالعذاب إن کنت نبیّا فأخذتهم الصیحة فأصبحوا فی دارهم جاثمین:
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)[28]

یقول ابن کثیر فی تفسیره: هذا تقريع من صالح لقومه، لما أهلكهم اللّه بمخالفتهم إياه و تمردهم على اللّه و إبائهم عن قبول الحق و إعراضهم عن الهدى إلى العمى، قال لهم صالح ذلك بعد هلاكهم، تقريعاً و توبيخاً و هم يسمعون ذلك، كما ثبت في الصحيحين.[29]

و یقول أبوحیان محمد بن یوسف الأندلسي فی تفسیره بعد نقل هذه الآیة: آیة (ولکن لا تحبون لا الناصحین) فَتَكُونُ حِكَايَةَ حَالٍ مَاضِيَةٍ و فی تأیید تخاطب الأموات ینقل روایة أموات بدر.[30]

و کذلک قال صاحب تفسیر بیان المعاني: خاطب صالح قومه بعد نزول العذاب؛ کما خاطب النبيُّ أموات قریش.[31]

و کتب محمد ثناء الله المظهري فی تفسیره بعد ذکر الآیة: فان قيل كيف خاطبهم بقوله أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم بعد ما اهلكوا بالرجفة قيل كما خاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم قتلى بدر بعد ما القوا فى القليب[32]

و قال صاحب التفسیر الواضح أیضاً: ونداؤه لهم بعد الموت ، كنداء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لقتلى بدر بعد أن دفنوا في القليب.[33]

وبذلک صرّح القرطبي أیضاً فی تفسیر الجامع لأحکام القرآن.[34]

قال أبوالفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي فی تفسیره: قال قتادة: ذکر لنا أنّ صالحاً أسمع قومه کما أسمع نبیّکم قومه، یعنی بعد موتهم.[35]

۱. سورة الأعراف آیة93: فتولّی عنهم و قال یا قوم لقد أبلغتکم رسالات ربّي و نصحت لکم فکیف آسی علی قومٍ کافرین. قال ابن کثیر فی تفسیر هذه الآیة: أي فتولى عنهم شعيب بعد ما أصابهم من العذاب و النقمة و النكال، و قال مقرعاً لهم و موبخاً.[36]
المفسّرون الذین استُنِد بکلامهم فی الآیة السابقة أیضاً جعلوا هذه الآیة دلیلاً علی تخاطب القوم المهلکین بعد العذاب.

۱. تکلم النبيّ مع أموات بدرٍ: عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله ترك قتلى بدر ثلاثاً، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: «يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا» فسمع عمر قول النبي فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال: «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا»[37] و أصل هذه الروایة من المسلّمات عند أهل السنة. و إن أنکرت عائشة سماع الموتی و اعتقدت أنّ النبيّ قال: أنهم لیعلمون ما أقول لهم حقّا. و لکنّها لم تُنکِر أصل الروایة و الاختلاف بین النقل إنما وقع فی وجود کلمة «الآن» في بعض النُسخ الذي أوجب أن یستدلّ بها بعضٌ علی عدم سماع الموتی في غیر ذلک الوقت.
۲. تکلم النبيّ مع الشهداء و أموات المؤمنین: إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله کان في أواخر عمره یذهب إلی البقیع و یقول: السلام عليکم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط و إنا بکم لاحقون ليهنئ لکم ما أصبحتم فيه.[38]
عن أبي هريرة: أن رسول الله حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه، فوقف عليه رسول الله ثم قال رسول الله: « والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه»[39]

۱. وصیة النبیّ بالسلام علی أهل القبور: کان النبیّ یوصي المسلمین بالسلام علی المؤمنین و یقول: ما من أحد یمرّ بقبر أخیه المؤمن کان یعرفه فی الدنیا یسلم علیه الا عرفه و رد علیه.[40]
۲. سماع المیت قرع نعال المشیّعین: نُقِل عن أنس بن مالک أنّه قال: إن العبد اذا وضع فی قبره و تولی عنه أصحابه و إنه لیسمع قرع نعالهم[41]
۳. سماع کلام المشیّعین: یستطیع المیّت أن یسمع کلام المشیّعین حوله: أخرج ابو نعیم عن عمرو بن دینار قال ما من میّتٍ یَموتُ الا روحه فی یدِ ملکٍ یَنظُر إلی جسَدِه کیف یُغسَّل و کیف یُکفَّن و کیف یُمشی به و یقال له و هو علی سریره اسمع ثناء الناس علیک.[42]
و هذه الروایة صحیحة و جمیع رجاله ثقات کما قال مصحّح کتاب ابن طولون.[43]

۱. تکلم أمیر المؤمنین عليّ علیه السلام مع الأموات: لمّا رجع عليٌّ علیه السلام من صفین و وصل إلی قبور الکوفة خاطبهم بهذا الکلام: يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ. أمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لأخْبَرُوكُمْ أنَّ (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[44]
الروایات التی نُقِلت بألفاظ متعددة فی کتب الصحاح و السنن تدلّ بوضوحٍ علی أنّ الأموات یسمعون کلام الأحیاء و بما أنّها أثبتت أصل السماع و لم تقیّده بمکانٍ أو زمانٍ خاصٍ یثبت أنّهم یسمعون کلام الأحیاء في أی حالٍ من الأحوال سواء کان سلاماً أم غیره، و سواء کان دفنهم فی أول أسبوع أم بعده. فبهذا لیس هناک دلیل للآلوسی صاحب تفسیر روح المعانی الذی یخصّ سماع الموتی فی الموارد المذکورة[45].

قال شریف بن عبدالله الحازميّ جواباً للآلوسيّ: الله الذی یُرجع الروح إلی القبر عند التساؤل، یستطیع أن یرجعها أیضا لسماع کلام من یکلّمهم.[46]

۱. کلام العلماء و الأعاظم: کتب محمد بن محمد العبدري المالکي في المدخل في باب زیارة القبور، ضمن شرحٍ مفصّلٍ من آداب زیارة النبيّ و الغسل و رعایة الأدب عند القبر و الترحّم علی الصحابة و التابعین: ثم یَتوسّل إلی الله تعالی بهم في قضاءِ مأربه و مغفرةِ ذبوبه و یَستغیث بهم و یَطلب حوائجَه منهُم ... فمَن توسَّل بِه أو طلَب حوائجَه منه فلا یُردُّ و لا یَخیبُ.... فالتّوسُل به علیه الصّلوة و السّلام هو محل حطّ الاوزار و أثقال الذنوب و الخطایا.[47]
نقل السمهودی عن أبي هریرة عن النبيّ أنه قال: من زارني بعد موتي فکأنّما زارني و أنا حي و من زارنی کنت له شهیداً و شفیعاً یوم القیامة.[48]

و هناک روایات أخر في کتاب تحریر المرسخ في أحوال البرزخ لابن طولون تدلّ علی السماع و النظر و علم الأموات بأحوال الأحیاء و یثبت العلم و قدرة السماع للأموات بلاشکّ فی الصفحة259 و کذلک فی الصفحة265 نقل عن ابن القیّم أحادیث تدلّ علی أنّ الزائر متی ما جاء عند القبر، یعلم المیت به و یسمع صوته و یأنس معه و یردّ سلامه. مضافاً علی أنّ النبيّ شرّع لأمته أن یسلّموا علی أهل القبور؛ سلاماً یسمعونه و یدرکونه. ثمّ ینقل روایات لتأیید کلامه.

نظرة المخالفین

استند المخالفون بآیات من القرآن و بعض الروایات؛ استند المخالف بالآیات التی لا تنفي السماع بل تنفي إسماع أهل القبور و نزلت هذه الآیات حسب سیاق الآیات القرآنیة و التفاسیر، في حقّ الکفار المعاندین.

استند المخالفون بهذه الآیات:

۱. (وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[49]
۲. (لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)[50]
اعتقد المفسّرون أنّ هذه الآیات نزلت فی حق الکفار المعاصرین لزمن النبيّ و قالوا إنّ المقصود من الموتی هم الکفار الذین طُبِع علی قلوبهم و لم یهتدوا بعدُ أبداً و إذا أشیر إلی الموتی الذین في القبور فلأجل تشبیه الکفار بالأجساد التی في القبور؛ بعبارة أخری کما أنّ الأجساد في القبور لا تسمع و التکلم معهم لم ینفع، فکذلک الکفارُ لم یدرکوا کلام النبيّ و لم ینتفعوا به.

و لکنّ المخالفین لسماع الموتی أخذوا بظاهر الآیة و ما اعتنوا بشأن النزول فنفوا قدرة السماع عن أرواح أولیاء الله.

و أمّا المعتقدون بقدرة سماع الأموات لصوت الأحیاء، جعلوا السبب الأصیل للسماع و درک صوت الأحیاء هو الروح التی لم تمت بل فارقت الجسم و في عالم البرزخ مرتبطة بالجسم لتعلّقها السابق به، و حتی الذین أنکروا سماع الأموات قالوا بعود الروح للجسم في وقت التساؤل في القبر و هذا یدل علی أنهم یروا أنّ السبب الأصیل للسماع هو الروح، و تکون الأُذن وسیلة في عالم الطبیعة لاغیر.

۱. (إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)[51]
المراد من هذه الآیة هم الأصنام التي کان المشرکون یعبدونها؛ ولکنّ البعض یعتقد أنّ المراد هم موتى الأولياء والصالحين الذين كان المشركون يمثلونهم في تماثيل وأصنام لهم يعبدونهم فيها وليس لذاتها[52]. قال ابن کثیر فی تفسیر الآیة: يعني الآلهة التي تدعونها من دون الله لا تسمع دعاءكم, لأنها جماد لا أرواح فيها, {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} أي لا يقدرون على شيء مما يطلبون منها[53]

فقد قیل فی الجواب عن هذه الآیات:

المراد نفي أهلیة السماع. فإنّ الأجساد الفاقدة للروح التي في القبور لا تسمع و لیس لها قابلیة سماع أيّ صوتٍ و لذلک شبّه الله الکفار بهم و خاطب نبیّه بأنّک لا تسمع الکفار الذین في عنادهم بلغوا درجةً لا یستطیعون درک کلام الحق و الذین هم کالأموات في القبور فإنّک لا تستطیع إسماعهم. قال ابن القیم الجوزي تلمیذ ابن تیمیة في تفسیره للآیة «لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ»: أَن المُرَاد عدم أَهْلِيَّة كل مِنْهُمَا للسماع وَأَن قُلُوب هَؤُلَاءِ لما كَانَت ميتَة صماء كَانَ اسماعها مُمْتَنعا خطاب الْمَيِّت والأصم.[54]
المراد نفي انتفاع السماع أي کما أنّ الأموات لن ینتفعوا بسماع الصوت، فالکفار أیضا لن ینتفعوا بسماع کلام النبيّ. قال ابن القیّم في تفسیر قوله تعالی (وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[55]: فسياق الْآيَة يدل على أَن المُرَاد مِنْهَا أَن الْكَافِر الْمَيِّت الْقلب لَا تقدر على اسماعه اسماعا ينْتَفع بِهِ كَمَا أَن من فِي الْقُبُور لَا تقدر على إسماعهم إسماعا يَنْتَفِعُونَ بِهِ[56]
و قال بعضٌ: إنّ المراد هو إنّک لا تسمع الموتی مستقلاً من دون إذننا و إرادتنا[57]
الروایات المستند بها لعدم سماع الموتی

۱. إنّ موتی بدرٍ لم یسمعوا إلا في ذلک الوقت. وردت کلمة «الآن» فی بعض الروایات التي نقلت تکلم النبيّ مع موتی قلیب بدرٍ، أي نقلوا الروایة بهذا القید: «إنهم الآن لیسمعون ما أقول لهم»[58] فقال بعضٌ إنّ کلمة «الآن» في الروایة دلّت علی أنّ سماعهم کان في ذلک الوقت و في غیره لم یسمعوا. مضافاً علی أنّ عائشة أنکرت تصریح النبيّ بسماع الأموات و اعتقدت أنّه قال: إنهم لیعلمون ما أقول لهم.[59]
۲. إنّ الملائکة تبلّغ رسول الله سلام المؤمنین: فقد روی عبدالله بن مسعود: «ان للّه ملائکة سیاحین فی الارض یبلغونی من أمتی السلام»[60] قال الألبانيّ: أنه صريح في أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يسمع سلام المسلمين عليه؛ إذ لو كان يسمعه بنفسه لما كان بحاجة إلى من يبلغه إليه.[61]
۳. قال قتادة: قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم، قوله توبيخا وتصغيرا ونقيمة وحسرة وندماً.[62]
الجواب:

هذه الروایات لم تکن حجة قطعیة لعدم السماع؛ لأنَّ کلَّ واحدٍ من المتمسکین بها نقل مقطعاً لاستدلاله به و غضّ النظر عن باقی الروایات؛ کقید«الآن» الذی یوجد فی بعض الروایات، لا یدلّ علی حصر السماع فی ذلک الوقت الخاصّ فقط؛ لأنّ إثبات سماعهم في الآن لا ینفی ما عدا ذلک الزمن و لا یصلح للمعارضة مع باقي الروایات.
جمهور أهل السنة لم یقبلوا إنکار عائشة في روایة موتی قلیب بدرٍ و أظهروا بأنّ هذا خطأٌ منها[63]. قال ابن رجب: وعائشة لم تشهد ذلك وروايتها عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم أنه قال : [ إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول لهم حق ] يؤيد رواية من روى : إنهم ليسمعون ولا ينافيه فإن الميت إذا جاز أن يعلم جاز أن يسمع لأن الموت ينافي العلم كما ينافي السمع والبصر فلو كان مانعا من البعض لكان مانعا من الجميع[64]. مضافاً علی ما قاله الشنقیطي: الثَّالِثُ: هُوَ مَا جَاءَ عَنْهَا مِمَّا يَقْتَضِي رُجُوعَهَا عَنْ تَأْوِيلِهَا، إِلَى الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ.[65]
الروایة التي فیها: إنّ الملائکة تبلّغ السلام لرسول الله صلی الله علیه و آله تدلّ علی أنها تبلّغ سلامَ من یسلّم علیه من بعید. قال ابن عبدالهادی[66]: ومعلوم أنه أراد بذلك الصلاة والسلام الذي أمر الله به[67] وأما من سلم عليه عند قبره فإنه يرد عليه، وذلك كالسلام على سائر المؤمنين. و هناک روایاتٌ تدلّ علی سماع النبیّ و ردّه للسلام. «عن ابي هریره قال رسول الله: ما من أحد یسلم عليّ الا ردّ الله علی روحي حتی أردّ علیه السّلام» و في روایة أخری عن أبي هریرة عن رسول الله صلی الله علیه و آله: «من صلّی عليّ عند قبري سمعتُه»[68] و یعتقد ابن تیمیة أیضاً أنّ النبيّ یسمع سلام من سلّم علیه قریباً منه. [69]
قال الآلوسيّ حول قول قتادة: ولو كان الأمر كما قال قتادة لكان الظاهر أن يقول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم له: ليس الأمر كما تقول إنّ الله عزّ وجلّ أحياهم لي أو نحو ذلك، وعائشة رضي الله تعالى عنها أنكرت ما وقع في الحديث مما استدل به على المقصود.[70]
تشریع سلام المؤمنین علی النبيّ و آله فی الصلوات الخمس دلیلٌ علی أنّ النبيّ یسمع السلام و إلّا لکان لغواً.
الشبهات المرتبطة بسماع الموتی

۱. الآیة الدالة علی عدم سماع الموتی نزلت بعد تکلّم النبيّ مع القتلی. قال صاحب الدرّ المنثور عن قول أبي سهل سري بن سهل الجنديسابوري في ذیل الآیة: (لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ): وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فإنك لا تسمع الموتى الروم 52 وما أنت بمسمع من في القبور قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا يا فلان بن فلان ألم تكفر بربك ؟ ألم تكذب نبيك ؟ ألم تقطع رحمك ؟ فقالوا : يا رسول الله أيسمعون ما نقول؟ قال : ما أنتم بأسمع منهم لما أقول فأنزل الله فإنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور ومثل ضربه الله للكفار أنهم لا يسمعون. و قال العلامة الطباطبائی: أقول: و في الرواية ما لا يخفى من لوائح الوضع فساحة النبي أجل من أن يقول ما ليس له به علم من ربه حتى ينزل الله عليه آية تكذبه فيما يدعيه و يخبر به. على أن ما نقله من الآية لا يطابق المصحف فصدره مأخوذ من سورة النمل الآية 80 و ذيله مأخوذ من سورة فاطر الآية 22.
۲. مضافاً علی ما ذُکِر، فسیاق الآیة یشهد بأنّها کالآیات التي قبلها و بعدها نزلت في مکّة و الروایة إنّما تحکي عن کونها نزلت في المدینة في حرب بدرٍ.[71]
۳. تکلّم النبیّ مع الموتی معجزة.
إنّ معجزات النبیّ کانت للکفّار و مع تحدٍّ لتکون دلیلاً لنبوّته صلی الله علیه و آله، و لم تکن للمسلمین مع کونها لم تکن مشیرةً بأنّ هذا العمل خارقٌ للعادة. و مع غضّ النظر عن هذا فسماع الموتی إن کان قابلاً للفهم و الدرک یکون مفیداً و إلّا فلا یثبت الإعجاز بصرف ادّعائه صلی الله علیه و آله. مضافاً إلی أنّ تکلّم أمیرالمؤمنین مع أهل القبور[72] و طلبِ الصحابة الاستغفار َمن النبيّ بعد موته[73] یدلّ علی أنّ هذا العمل ما صدر من النبيّ فقط بل کان عند السلف أمراً عادیاً.

۱. سماع الموتی لقرع نعال المشیّعین إنّما یکون فی وقت السؤال و الجواب حینما ترجع الروح إلی الجسد و حینئذٍ یسمع المیت هذه الأصوات.
هناک روایاتٌ تدلّ علی أنّ المیّت یسمع صوت من یسلّم علیه و یعرفه و یردّ علیه السلام.[74] و هذا السلام لا یختص بأولِ أسبوعٍ بل یمکن أن یکون بعد مرور سنینٍ علیه.

۱. سماع الموتی یختصّ بموارد ثبتت في الروایات کالسلام علیه و في غیر هذه الموارد لا یسمع المیّت.
هذا ادّعاء و لم یدلّ علیه دلیلٌ؛ بل علی ما في الروایات إنّ قدرة الأموات للسماع ثابتة بلا قیدٍ یقیّدها بموارد خاصة و بما أنّ العالَمَ بعد الموت و مکانةَ الروح مع الدنیا و البدن مختلفة و أنّ الله یُرجع الروح حین السؤال و الجواب، فعند التکلم مع الموتی أیضاً یستطیع أن یرجعها للسماع.[75]

۱. قد مات عزیرٌ مأة سنة و لمّا أفاق ظنّ أنه کان نائماً یوماً أو بعض یومٍ و هذا یدل علی عدم اطلاعه بما حوله.
لمّا کان المراد من إماتته و إحیائه هو إرائة کیفیة إحیاء الموتی فأراد البارئ أن یجعله غیرمطلّعٍ بما حوله. فقبض الله روحه و جعل جسده کطعامه لم یمسّه سوء حتی انقضاء مئة سنة. فبعد انقضاء السنة و بعد انحطاط أعظام حماره أحیاه الله لإرائة قدرته تعالی؛ و السؤال باقٍ في ذهنه. فأوحی الله إلیه أن انظر إلی حمارک و لنجعلک آیة للناس. فقیاس موردٍ خاصٍّ أحیاه الله بعد موته بسنین متعدّدةٍ مع باقي الموتی غیر صحیحٍ. مضافاً علی هذا فالموتی یعیشون في برزخهم إمّا في العذاب یُعذَّبون و إمّا في الجنة متنعّمون.[76] فعندهم قدرة الدرک و التوجّه إلی مرور الزمن و أمّا عزیرٌ فلم یکن هکذا. إذاً لا یصح إثبات عدم السماع بالاستناد بهذه الآیة.

۱. لمّا کان سماع الإنسان بواسطة أُذنه و الأُذن تتعطّل مع الموت فالمیّت لا یستطیع سماع صوتٍ؛
و إن کان سماع الإنسان بواسطة الأُذن و لکنّ السبب الذی یجعل الإنسان مستطیعاً للسماع فهی الروح و إذا الروح لم تکن موجودة في الجسم فلم یکن معنیً للسماع و لمّا کان العالَمُ بعد الموت یختلف مع عالَم الدنیا اختلافاً کثیراً و الروح غیر مقیّدة بالجسم، فمن الممکن أن تکون قابلة للسماع بلاواسطة أو بواسطة شیء آخر.

 

*سماع الموتی و علاقته بالتوسل

بعد أن ثبتت حیاة أرواح أولیاء الله و أنّ لدیهم مقام و جاه عندالله تعالی و عندهم قدرة سماع صوت الأحیاء، فمن الأمور العقلائیة هي إتیان المسلمین نحو قبور الأولیاء لزیارتهم و اقتفاء أثرهم و جعلهم نمطاً لیستلهموا من شخصیاتهم و لیجعلوهم واسطة بینهم و بین الله تعالی و لیطلبوا من الله أن یستجیب دعائهم ولادلیل للذي یخالف التوسّل علی منعنا من ندائهم و التکلم معهم؛ مضافاً إلی أنّه بإمکاننا الاستناد إلی بعض الروایات لإثبات أنّ لدیهم قدرة الدعاء للأحیاء؛ کما أنّ جواب السلام هو نوعٌ من الدعاء و صرّحت الروایات الصحیحة علی أنّ النبيّ و عموم المسلمین الراحلین من الدنیا یردّون سلام من یسلّم علیهم.[77]

 

 

 

المصادر
۱. نهج‌البلاغة.
۲. ابن‌تیمیة، احمد: مجموع الفتاوی، الجمع و الترتيب عبدالرحمن بن محمد ابن قاسم، بی‌تا.
۳. ابن الجوزى، ابوالفرج عبدالرحمن بن علی: زاد المسير في علم التفسير، تحقیق عبدالرزاق المهدی، بیروت: دار الكتاب العربی، الطبعة الأولي، 1422ق.
۴. ابن‌رجب الحنبلی الدمشقی، ابو‌الفرج زين‌الدين: اهوال القبور، تحقيق خالد عبد الطيف السبع العلمي، بیروت: دار الکتب العربي، الطبعة السابعة، 1422ق.
۵. ابن‌سعد: طبقات الکبری، بیروت: دارالفکر، 1405ق.
۶. ابن‌طولون، محمد بن‌علی: التحریر المرسخ فی احوال البرزخ، تصحیح عبید الله ابوعبدالرحمن اثری، مصر: دار الصحابة، 1411ق.
۷. ابن‌عبدالهادي: الصارم المنکي في الرد علي السبکي، تحقيق عقيل بن محمد مقطري يماني، بیروت: موسسة‌الريان، 1412ق.
۸. ابن‌قیم الجوزی: الروح، تحقیق: یوسف علی بدیوی، بيروت: دار ابن­کثیر، الطبعة الرابعة، 1420ق.
۹. ابن‌كثير الدمشقى، اسماعیل بن‌عمرو: تفسير القرآن العظيم، تحقیق محمد حسین شمس الدین، بيروت: دار الكتب العلمية، منشورات محمدعلى بيضون، الطبعة الأولي ، 1419ق.
۱۰. ابن‌مفلح، شمس الدین ابوعبدالله محمد: الفروع ، بیروت: عالم الکتب، الطبعة الثالثة ، بی تا.
۱۱. ابونعیم: حلیة الاولياء ‌و طبقات الاصفياء، تحقیق: مصطفی عبدالقادر عطا، بیروت: دار الکتب العلمية، بی‌تا.
۱۲. الاشبيلي، عبدالحق: العاقبة، تحقيق: ابوعبدالله محمد حسن اسماعيل، بیروت: دارالکتب العلمية، 1415ق.
۱۳. الآشتیانی، محمد جعفر، محمد رضا امامی: ترجمة نهج البلاغة، قم: مدرسة الامام علی ابن‌ابی‌طالب، الطبعة الأولى ، 1384ش.
۱۴. آل غازى، عبدالقادر ملاحويش: بيان المعانى، دمشق: مطبعة الترقى، 1382ق.
۱۵. الآلوسى، سید محمود: روح المعاني فى تفسير القرآن العظيم، تحقیق علی عبدالباری عطیه، بیروت: دارالكتب العلمية، 1415 ق.
۱۶. آلوسی، نعمان بن‌محمود: آلایات البینات في عدم سماع الاموات عند الحنفية‌السادات، تحقيق ناصر الدين آلباني، المکتب الاسلامی، الطبعة الرابعة ، 1405ق.
۱۷. الاندلسى، ابوحيان محمد بن يوسف: البحر المحيط في التفسير، تحقیق صدقی محمد جمیل، بيروت: دار الفكر، 1420ق.
۱۸. الالبانی، محمد ناصر‌الدین: موسوعة العلامة الإمام الألباني، صنعاء ـ یمن: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية و تحقيق التراث والترجمة، الطبعة الأولى ، 1431ق/2010م.
۱۹. البخاری، محمد بن‌اسماعيل: صحيح بخاري، ریاض: دارالسلام، 1417ق.
۲۰. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: مصطفى ديب البغا، بیروت: دار ابن‌كثير ـ اليمامة؛ الطبعة الثالثة ، 1407ق/1987م.
۲۱. الحازمی، شریف بن‌عبدالله: دراسات عقدیة في الحیاة البرزخیه، بیروت: دار ابن حزم، الطبعة الأولى ، 1424ق.
۲۲. الحاکم النیسابوری، محمد بن‌عبدالله: المستدرک علی الصحيحين، تحقيق: مصطفی عبدالقادر عطا، بیروت: دارالکتب العلمية، 1415ق.
۲۳. الحجازى، محمد محمود: التفسير الواضح، بیروت: دارالجيل الجديد، الطبعة العاشرة ، 1413ق.
۲۴. الراغب اللآصبهانى، حسین بن محمد: المفردات في غریب القرآن، تحقيق صفوان عدنان داود، دمشق ـ بیروت: دارالعلم الدار الشامية، الطبعة الأولى ، 1412ق.
۲۵. السمهودي، علی بن‌احمد: وفاء الوفاء في اخبار دار المصطفی، بیروت: داراحياء التراث العربي، 1401ق.
۲۶. السيوطي، جلال‌الدین: شرح الصدور في احوال الموتی والقبور، تحقيق عبد المجيد طعمه حلبي، بیروت: دار المعرفة، الطبعة الثالثة ، 1421ق.
۲۷. الشنقيطی، محمد امين بن‌محمد المختار: اضواء‌البيان في ايضاح القران بالقرآن، بيروت: عالم الکتب، بی‌تا.
۲۸. الشوکانی، محمد بن‌علی: نیل الاوطار شرح منتقي الاخبارمن احاديث سيد الاخيار، مصر: دارالحديث، بی‌تا.
۲۹. الطريحى، فخر الدین: مجمع البحرين، تحقيق سيد احمد الحسينی، طهران: مكتبة مرتضوى، الطبعة الثالثة ، 1375ش.
۳۰. العبدری المالکی، محمد بن‌محمد: المدخل، القاهرة: مکتبة دار التراث، بی‌تا.
۳۱. العسقلاني، ابن‌حجر: فتح الباري علی الصحيح البخاري، مصر: المکتبة‌السلفية، الطبعة الثالثة ، 1407ق.
۳۲. القرطبى، محمد بن‌احمد: الجامع لأحكام القرآن، طهران: منشورات ناصر خسرو، الطبعة الأولى ، 1364ش.
۳۳. المتقی الهندی، علاء الدین: کنز العمال في سنن الاقوال و الافعال، سوریه: دار الکتاب الاسلامي، بی‌تا.
۳۴. المظهرى، محمد ثناءالله: التفسير المظهرى، تحقیق غلام نبی تونس، باکستان: مكتبة رشديه، 1412ق.
۳۵. المناوی: فیض القدیر، بیروت: دارالفکر، الطبعة الثانية ، 1391ق.
۳۶. الموسوى الهمدانى، سید محمد باقر: ترجمه تفسير الميزان، قم: مكتب المنشورات الاسلامية لجامعة المىرسين للحوزة العلمية في قم ، الطبعة الخامسة ، 1374ش.
۳۷. النسائی، احمد بن‌علی: سنن النسائی، مکتب تحقیق التراث الاسلامی، بیروت: دارالمعرفة، الطبعة السابعة ، 1429ق.
۳۸. النمری القرطبی، ابن‌عاصم: الاستذكار، تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علی معوض، بیروت: دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى ، 1421ق/2000م.
۳۹. النووی، أبوزكريا يحيى بن‌شرف: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، بیروت: دارإحياء التراث العربی، الطبعة الثانية ، 1392.
۴۰. النیسابوری، ابوالحسین مسلم بن‌حجاج: صحیح مسلم، بیروت: دارابن‌حزم و مکتبة المعارف، 1416ق.
 

[3] سورة النساء(4)، الآیة 46.

[4] سورة النمل(27)، الآیة 80.

[5] الراغب الإصبهانى، حسین، المفردات في غریب القرآن، ص 426.

[6] الطريحي، فخر الدین، مجمع البحرین، ج4، ص 347.

[7] سورة النمل(27)، الآیة 80. الراغب الإصبهانی، حسین، السابق، ص781 .

[8] الآلوسي، سید محمود، روح المعاني، ج11، ص57.

[9] الحازمي، شریف بن‌عبدالله، دراسات عقدیة فی الحیاة البرزخیه، ص371

[10] ابن‌رجب، ابوالفرج، اهوال القبور، ص 133.

[11] الاشبيلي، عبدالحق، العاقبة، ص127.

[12] ابن‌تیمیة، احمد، مجموع فتاوی، ج4، ص298.

[13] ابن‌قیم الجوزي، الروح، ص 77.

[14] ابن‌رجب، ابوالفرج، السابق، ص132-140

[15] العسقلاني، ابن‌حجر، فتح الباري ، ج3، ص278.

[16] السيوطي، جلال‌الدین، شرح الصدور، ص 201- 225.

[17] الآلوسي، سید محمود، السابق، ج11، ص57.

[18] البخاري، محمد بن‌اسماعیل، صحیح البخاري، كتاب الجنائز، ج1، ص462.

[19] الآلوسي، نعمان بن محمود، الآیات البینات، ص 67.

[20] النووي، ابوذکریا، المنهاج شرح صحیح مسلم، ج17، ص206.

[21] ابن‌رجب، ابوالفرج، السابق، ص133.

[22] ابن‌مفلح، شمس‌الدین ابی‌عبدالله محمد، الفروع، ج2، ص302.

[23] الحازمي، شریف، دراسات عقدیة فی الحیاة البرزخیة، ص39.

[24] (سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)(سورة التوبه(9)، الآیة 101).

[25] (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(سورة آل عمران(3)، الآیة 169).

[26] (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)(سورة غافر(40)، الآیة 46).

[27] البخاري، محمد بن اسماعیل، السابق، ص461.

[28] سورة الأعراف(7)، الآیة 79.

[29] ابن‌كثير، اسماعيل، تفسير القرآن العظيم، ج‏3، ص 399.

[30] الاندلسي، ابوحيان، البحر المحيط في التفسير، ج‏5، ص 98.

[31] آل‌غازى، عبدالقادر، بيان المعاني، ج‏1، ص 37

[32] المظهري، محمد ثناءالله، التفسير المظهري، ج‏3، ص 376.

[33] الحجازي، محمد محمود، التفسير الواضح، ج‏1، ص 73.

[34] القرطبي، محمد بن‌احمد، الجامع لأحكام القرآن، ج‏7، ص 242.

[35] ابن‌الجوزي، ابوالفرج، زاد المسير في علم التفسير، ج‏2، ص 13

[36] ابن كثير، اسماعیل، السابق، ج‏3، ص404.

[37] النیبابوري، مسلم بن‌حجاج، صحيح مسلم، ‌ج4، باب 17، ‌ح 77.

[38] ابن‌سعد، طبقات الکبری، ج2، ص203.

[39] الحاکم النیسابوری، محمد، المستدرک علی الصحیحین، کتاب التفسیر، رقم 2977، ج2، ص271؛ ابونعیم، حلیةالاولیاء، ج 1، ص 108؛ ابن سعد، السابق، ج3، ص121

[40] النمری القرطبی، ابن‌عاصم، الاستذکار، ج1، ص185؛ المناوی، فیض القدیر، ج5، ص487؛ الاشبيلي، عبدالحق، العاقبة، ص 118؛ الشوکانی، محمد بن‌علی، نیل الاوطار، ج3، ص248.

[41] البخاري، محمد بن‌اسماعیل، باب المیت یسمع خفق النعال الحدیث رقم 1273، ج1، ص448.

[42] السیوطي، جلال‌الدین، السابق، ص128؛  ابن‌طولون، محمد بن‌علی، التحریر المرسخ فی احوال البرزخ، ص 123، ح 347

[43] ابن‌طولون، محمد بن‌علی، السابق، ص123

[44] نهج البلاغة، ص 493، حکمة 130.

[45] الآلوسي، سید محمود، السابق، ج 1، ص57

[46] الحازمي، شریف، السابق، ص388

[47] العبدري المالکي، محمد، المدخل، ج1، ص258.

[48] السمهودي، علی، وفاء الوفاء باحوال دار المصطفی، ج4، ص1336

[49] سورة فاطر(35)، الآیة22

[50] سورة الروم(30)، الآیة 52.

[51] سورة فاطر(35)، الآیة 14.

[52] الآلوسي، نعمان، السابق، ص24.

[53] ابن‌كثير، اسماعیل، السابق، ج3، ص482

[54] ابن قیم الجوزي، السابق، ص62ـ63.

[55] سورة فاطر(35)، الآیة 22.

[56] السابق.

[57] الآلوسي، سید محمود، السابق، ج‏11، ص5.

[58] النسائي، احمد بن علی، سنن،‌کتاب الجنائز، ج4، ص417، ح2075

[59] البخاري، محمد بن‌اسماعیل، صحیح البخاری، كتاب الجنائز، ج1، ص462.

[60] النسایي، احمد بن‌علی، السابق، کتاب السهو، باب 46، رقم1281، ج 3، ص50

[61] الآلباني، موسوعة  الآلبانی فی العقیدة، ج3، ص772..

[62] البخاري، محمد بن‌اسماعیل، السابق، کتاب المغازی، رقم3757، ص1461.

[63] العسقلاني، ابن‌حجر، السابق، ج3، ص277؛ الشنقيطي، محمد، اضواء‌البيان، ج6، ص421.

[64] ابن رجب، ابوالفرج، السابق، ص133.

[65] الشنقیطي، محمد، السابق، ج6، ص429.

[66] ابن عبدالهادی، الصارم، ص159-160

[67] (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (سوره احزاب(33)، الآیة 56).

[68] المتقي الهندي، علاءالدین، کنز العمال، ج1، ص 498.

[69] ابن‌تیمیة، احمد، السابق، ج27، ص 384.

[70] الآلوسي، سید محمود، السابق، ج‏11، ص55.

[71] الموسوي الهمداني، سید محمد باقر، ترجمه تفسیر المیزان، ج17، ص53.

[72] نهج البلاغة، ص 493

[73] المتقي الهندي، علاء الدین، السابق، ج1، ص506

[74] النمري القرطبي، ابن‌عاصم، السابق، ج1، ص185؛ المناوي، السابق، ج5، ص487؛ الاشبیلي، عبدالحق، السابق، ص 118؛ الشوکاني، محمد، السابق، ج3، ص 248.

[75] الحازمي، شریف، السابق، ص 388

[76] البخاري، محمد بن‌اسماعیل، السابق، كتاب الجنائز،ج1ص461

[77] النمري قرطبي، ابن‌عاصم، السابق، ج1، ص185؛ المناوي، السابق، ج5، ص487؛ الإشبیلي، عبدالحق، السابق، ص 118، الشوکاني، محمد بن‌علی، السابق، ج3، ص 248.

قراءة 1409 مرة