Print this page

من هم "أنصار الله" الذين تصنفهم واشنطن "إرهابيين"؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
من هم "أنصار الله" الذين تصنفهم واشنطن "إرهابيين"؟

ضجت وسائل الإعلام ما بين مؤيد ومعارض وبين مصدق وغير مصدق وذلك بعد إعلان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، نيته تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية حسب حديثه، ونقلا عن حديثه فهو أسماهم جماعة أنصار الله ولم يسمهم الحوثيين. لأنه يعلم جيدا أن حصر الأنصار في مسمى جماعة الحوثيين أو ميلشيات الحوثيين مثلما يسموهم  فإن هذا التصنيف يحرج الولايات المتحدة في الدرجة الأولى لأنها من تتزعم قيادة تحالف عدوان عسكري على اليمن منذ مطلع العام 2015، وكان من أهم أهدافه هو القضاء على من أسمتهم الحوثيين.

وبعد ست سنوات من تحالف عشرات الدول تتزعمها أميركا واستخدمت فيه كل أنواع الأسلحة الحديثة الأميركية والبريطانية وارتكبت فيه مئات المجازر التي أصبحت  وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، حيث ثكلت النساء ويُتم الأطفال وانقطعت الرواتب وتفاقمت المعاناة وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.. كل هذا بسبب تحالفهم الإجرامي ثم يأتون بكل برود وبكل وقاحة وهم على وشك المغادرة من كرسي السلطة ليعلنوا عزمهم على تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية!! فيا هؤلاء المعاتيه الذين أثر عليكم معتوهكم الأكبر ترامب هل بإمكانكم أن تخبرونا من تعنون بأنصار الله الذي ذكرتموهم في تصنيفكم؟

فلا شك أنكم تتابعون المسيرات المليونية في مناسبة المولد النبوي وغيرها من المناسبات وهم يهتفون بشعار الأنصار ويتمسكون بهويتهم الإيمانية اليمنية الأصيلة فهل تقصدون أن كل هؤلاء هم ارهابيون؟! لأن دوّي أصواتهم وهم يصرخون بالموت لأميركا والموت لـ "إسرائيل" قد وصل صداه لأسمعاكم؟ فلو كان هذا مقصدكم فعليكم مراجعة تصنيفكم أيها الأغبياء فكم ستلاحقون من شعب لا تعرفون أوله من آخره؟ أم هل تقصدون بأنصار الله كل من رفع في بيته صور للسيد عبد الملك وللشهيد القائد وقرأ دروسا من محاضرات الهدي القرآني؟ فهنا أيضا مشكلة لو كانت هذه نيتكم ومشكلة عويصة تكشف مدى حماقتكم وقلة حيلتكم فهل ستلاحقون كل هؤلاء؟ أم تعنون بأنصار الله الذين لولاهم بعد الله لما استمرت الجبهات في الصمود فهم يدعمون الجبهات بالمال والرجال والقوافل اليومية؟

أم تعنون أنصار الله الذين قدموا عشرات الألاف من الشهداء وهم يواجهون عدوانكم الإجرامي؟ فهنا أيضا مشكلة ستقعون فيها ولن تستطيعوا حصرهم أبدا فإلى متى ستظلون تلاحقونهم؟ حتى تحصوهم عدا؟ أم تقصدون بأنصار الله الذين يهينون فخر الصناعة الأميركية تحت أقدامهم ويحرقون الدبابة الإبرامز بولاعة؟ أم ربما تعنون بأنصار الله الذين ربطوا على بطونهم بعد عدوانكم الاقتصادي عليهم وصمدوا عدة سنوات ورفعوا شعار هيهات منّا الذلة؟ فلو تقصدون هؤلاء فهذا يعني أن كل الشعب المظلوم المقطوع راتبه دخل تحت تصنيفكم؟

أم تعنون الأنصار الذين يحققون انتصارات زراعية و تنموية ويتغلبون على كل الظروف رافعين شعار الاكتفاء الذاتي حتى يستغنوا مستقبلا عن قمحكم المستورد وهذا يسبب لكم خسارة اقتصادية مردودة لكم؟ أم تقصدون بأنصار الله من صمدوا في الجبهة التعليمية متحدين كل الظروف واستمروا في متارسهم التعليمية ليستمر أبناء الشعب اليمني في التعليم؟ أم تقصدون بالأنصار كل من حمل على عاتقه فضح جرائمكم بحق اليمنيين وحقيقة نهبكم للثروات والخيرات واحتلالكم لليمن وذلك عبر منبره الإعلامي المرئي والمسموع والإلكتروني فكان قلمه وصوته مؤرق لكم ومزعج؟

فهذه أيضا مشكلة عليكم حلها فقد تحول أغلب الشعب ولو البسطاء لوعاظ وخطباء توعويون في كل المنصات المجتمعية البسيطة في الأسواق العامة والمجالس العادية وحتى فوق باصات النقل الجماعي فالكل ضد العدوان وضد أميركا وضد السعودية والإمارات ويلعنون هادي وحكومة الفنادق ولا يستجرئ حتى من يريد أن يسبح بحمدكم أن يقول كلمة واحدة في مكان عام لأنه يعرف جيدا ردة فعل الشعب المضحي والصامد.

كم سيدخل في قائمة تصنيفكم من نساء أيضا يربين أبناءهن على الفخر والاعتزاز بشعار الموت لأميركا كسلاح وموقف ضد غطرستكم وهيمنتكم التي تريدون فرضها على كل الشعوب المستضعفة؟ وكم من أشبال لا زالوا يترعرعون وهم مشاريع شهادة مشاريعكم و استكباركم؟ كم سيزعجكم كل هذا الشعب وسيستمر في إزعاجكم فهل تملكون القوة والإمكانيات التي تجعلكم تدفعون ثمن تصنيفكم لشعب أغلبه يقرأ أية (يا أيها اللذين أمنوا كونوا أنصارا لله) فيلبّون النداء من منطلق واجبهم الديني والأخلاقي والإيماني والفطري؟ 

أنتم من سيتحمل العواقب فلا يوجد شعب يعيش على ارضه يدافع عن سيادته من المحتل ويتم تصنيفه ارهابي؟ لأن كل القوانين والأعراف والمسلمات تعطي الحق لصاحب الأرض المعتدى عليه بأن يدافع عن ارضه وسيادته وكرامته بكل الوسائل المتاحة له.

نحن نعلم جيدا أن الصهاينة يخافون خوفا شديدا من الأنصار ويدركون قيمة قائد مسيرتهم ويعرفون جيدا أن مشروع الأنصار يشكل خطورة كبيرة على بقاء كيانهم المحتل الغاصب، لذا فهم من ضغطوا على إدارة المعتوه ترامب بأن يهدد ويعلن بهذا التصنيف، مقابل أن لا تتم محاكمة سلطته وهي على وشك حزم أمتعتها والمغادرة وهي منبوذة غير مأسوف عليها بعد الأحداث الأخيرة في الكونغرس
 ومع ذلك فإن كل الشعب اليمني بعد ست سنوات من الحصار والإجرام لا يعني لهم تصنيف أميركا لهم ولا تفرق لديهم فقد تجرعوا كل أنواع الجرائم والمعاناة وحتى ألقيت عليهم القنابل النيترونية والفسفورية ولا يوجد ما سيفعله الأميركان أشد مما قد فعلوه في هذه المدة.

وأخيرا المؤشرات تؤكد أن كل ما حصل مجرد هرطقة إعلامية وجس نبض العالم بشكل عام واليمنيين بشكل خاص  وما يوم 19 يناير ببعيد وسيتضح يومها كل الأهداف المستورة وإن غدا لناظره قريب.

 

المصدر:فارس

قراءة 845 مرة