في ذکری ولادة السیدة زينب الكبرى

قيم هذا المقال
(2 صوت)
في ذکری ولادة السیدة زينب الكبرى

وإذا بجبرئيل ينزل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وآله، ويقول له: السلام يخصك بالسلام، ويقول لك: سمّ هذا المولود باسم: زينب، فقد كتبناه لها في اللوح المحفوظ، فضمّها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صدره، وقبّل ما بين عينيها، وسماها باسم زينب، ثم قال: ليبلغ الحاضر من أمتي الغائب منهم بكرامة ابنتي هذه زينب، فإنها شبيهة جدتها خديجة الكبرى. (1)
ولقد كانت نشأة هذه الطاهرة الكريمة، وتربية تلك الدرة اليتيمة زينب عليها السّلام في حضن النبوة، ودرجت في بيت الرسالة. رضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول، وغذيت بغذاء الكرامة من كف ابن عم الرسول، فنشأت نشأة قدسية، وربيت تربية روحانية، فالخمسة أصحاب العباء عليهم السلام هم الذين قاموا بتربيتها، وتثقيفها، وتهذيبها، وكفاك بهم مؤدبين ومعلمين.
وقد تأثرت عقيلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الروح الكريمة؛ فزهدت في جميع مظاهر الدنيا، وكان من زهدها كما جاء في الخبر عن ابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام: «ما ادخرت شيئاً من يومها لغدها». (2) وقد طلقت الدنيا، وزهدت فيها؛ وذلك بمصاحبتها لأخيها أبي الأحرار عليه السلام. فقد علمت أنه سيستشهد في كربلاء الأمر الذي أخبرها أبوها بذلك، فصحبته، وتركت زوجها الذي كان يرفل بيته بالنعيم، ومتع الحياة. فقد عد من أغنى أغنياء العرب، لكنها رفضت ذلك كله، وآثرت القيام مع أخيها؛ لنصرة الإسلام والذبّ عن مبادئه وقيمه، وهي على علم بما تشاهده من مصرع أخيها، وما يجري عليها من الأسر والذل، لقد قدمت على ذلك خدمة لدين الله تعالى.

  وجوه التشابه بين السيدة خديجة و عقيلة زينب (سلام الله عليهما):
وما ذكرناه ليس شيئاً جديداً بالنسبة لهذه العائلة الكريمة. نعم، لقد ورثت هذه الأمور من جدتها السيدة خديجة بنت خويلد سلام الله عليها، وهناك أوجه للتشابه بين العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها وبين جدتها السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها: 
1ـ التضحية: لقد ضحّت السيدة خديجة سلام الله عليها جميع ما تملك من أجل إعلاء كلمة لا اله إلا الله وذلك على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وكذلك السيدة زينب سلام الله عليها ضحت بجميع ما تملك من أجل بقاء كلمة التوحيد والنبوة والإمامة، ولقد زادت على جدتها بتضحية أبنائها وتحملها للسبي المؤلم وما جرى عليها في كربلاء ومن ثم في الكوفة والشام.
2ـ الصبر على نوائب الدهر: لقد صبرت السيدة خديجة سلام الله عليها، وتحمّلت مشقّات الحياة وما جرى عليها في شعب أبي طالب عليه السلام، بحيث كانت سيدة قريش، ولا تشتكي ذلك لرسول الله صلى الله عيله وآله، وكذلك السيدة زينب سلام الله عليها صبرت على المصائب التي  واجهتها، ولم تشتكي لإمام زمانها عليه السلام من ذلك، وكانت تحامي بكل ما تملك وتصبر على آلام الشتم والسياط؛ لكي تحفظ عائلة أخيها الإمام الحسين عليه السلام.

قراءة 2180 مرة