Print this page

اليمن

قيم هذا المقال
(0 صوت)

اليمن

اليمن رسميا الجمهورية اليمنية دولة تقع جنوب غرب شبه الجزيرة العربية في غربي آسيا. تبلغ مساحتها حوالي 527,970 كيلو متر مربع، يحد اليمن من الشمال السعودية ومن الشرق سلطنة عمان لها ساحل جنوبي على بحر العرب وساحل غربي على البحر الأحمر. عاصمتها وأكبر مدنها هي صنعاء، ولدى اليمن أكثر من 200 جزيرة في البحر الأحمر وبحر العرب أهمها جزيرة سقطرى، وهي الدولة الوحيدة في الجزيرة العربية ذات نظام جمهوري. وكان اليمن أول دولة في الجزيرة العربية سمح للنساء بحق التصويت عام 1967[4] تحققت الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 22 مايو 1990.

ينص الدستور اليمني على ديمقراطية الدولة وإقرارها التعددية الحزبية والسياسية وتبنيها نظام اقتصادي حر والالتزام بالمواثيق والعهود الدولية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع [5] اليمن عضو في جامعة الدول العربية من 1945 والأمم المتحدة من 1947 وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.

لليمن طبيعة قبلية إذ أن غالب السكان يعيش في الأرياف وتشكل القبائل قرابة 85% من التعداد الكلي للسكان وتلعب الانتماءات القبلية والمناطقية دورا كبيرا في رسم الخارطة السياسية للبلاد وهو البلد الثاني بعد الولايات المتحدة كأكبر نسبة امتلاك للسلاح بين أفراده [6] يقطن اليمن أغلبية سنية شافعية وأقلية زيدية كبيرة وأقليات صغيرة من إسماعيلية ويهود ومسيحيين [7]

تاريخ اليمن القديم يبدأ من أواخر الألفية الثانية ق.م حيث قامت مملكة سبأ ومَعيَّن وقتبان وحضرموت وحِميَّر وكانوا مسؤولين عن تطوير أحد أقدم الأبجديات في العالم وهي ماعرف بخط المسند [8] والذي قاموا بنقله إلى المتحدثين بالعربية الشمالية القديمة واللغات السامية في إثيوبيا [9] عدد النصوص والكتابات والشواهد الأركيولوجية في اليمن أكثر من باقي أقاليم وأقطار شبه الجزيرة العربية[10] أطلق عليها الإغريق تسمية (يونانية: Αραβία ευδαιμονία، لاتينية: Arabia Felix) و تعني " العربية السعيدة " أو " العربية المباركة " [11]

يمتلك اليمن مخزونا سياحيا مرتبطا بتاريخه وتضاريسه الجغرافية المتنوعة واختير كوجهة سياحية إلا أن الاضطرابات الأمنية أثرت على القطاع السياحي كثيرا [12] للبلاد ثقافة تثير اهتمام السياح والباحثين وقد صنفت منظمة اليونيسكو الغناء الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه و صيانته [13] مر اليمن باضطرابات من بدايات القرن العشرين وتبنى أئمة المملكة المتوكلية سياسة إنعزالية خوفا من امتداد الأفكار الثورية والتقدمية لداخل البلاد إلا أن عدد من الثورات قامت لإسقاط المملكة بدئاً بثورة الدستور وانقلاب 1995 من المقدم أحمد بن يحيى الثلايا ومن ثم ثورة 26 سبتمبر والتي تزامنت مع ثورة 14 أكتوبر لطرد المستعمر الإنجليزي من جنوب البلاد. تمر البلاد بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة نتيجة الفساد والصراعات الإثنية والدينية التي تعيق مسيرة التنمية. قامت ثورة الشباب اليمنية في (2011 - 2012) مطالبة بإسقاط علي عبد الله صالح، والذي حكم البلاد لمدة 33 سنة وأثمرت الإحتجاجات في تنحيته وتنحية أبنائه بعد قرارات رئيس المرحلة الإنتقالية المشير عبد ربه منصور هادي بفصل وإعادة هيكلة الجيش اليمني نهاية العام 2012. وانعقدت جلسات الحوار الوطني اليمني في 18 مارس 2013 الذي يعول عليه، وفق الأجهزة الرسمية، إيجاد حلول لمشاكل اليمن العالقة [14] [15] [16]

التسمية

وردت عد نظريات لتسمية اليمن وأقدم كتابة مكتشفة تشير إلى البلاد بهذا اللفظ في نصوص المسند تعود إلى القرن الثالث بعد الميلاد وجائت بصيغة "يمنت" عند الحِميَّريين [17] وأول من استخدم هذا اللفظ كان الملك الحِميّري شَمَّر يهرعش وهي إشارة للأرضين الواقعة على رأي المستشرقين، من باب المندب نهاية بحضرموت يحكمها أذواء وأقيال مستقلون ولكنهم كانوا يعترفون بسيادة ظفار يريم عليهم وأضافها الملوك الحِميريين في إشارة لملكهم لكل هذه الأرضين وتأكيدا منهم على السلطان [17]

وللفظ نفس المعنى والدلالة في لغات سامية أخرى مثل العبرية، فاليهود يسمون أهل اليمن "تيماني" (عبرية:תֵּימָנִי) ووصف العهد الجديد ملكة سبأ بأنها "ملكة تيمان" وتعني "ملكة الجنوب" [18][19] أما الإغريق والرومان فقد وصفوا بلاد الممالك اليمنية القديمة بالـ"عربية السعيدة"[20] قبل عهد حِميَّر وفي عصور ماقبل الميلاد، كانت مملكة سبأ تسمي رعاياها بـ"شعب سبأ" و" ولد إل مقه" (أبناء الإله إيل مقه) وأسموا بلادهم باسم "أرضم سبأ" (أرض سبأ) وسبأ اسم قبيلة قديمة في الأساس معناها اللغوي يعني "حارب" أو "قاتل" [21] [22]

أما النظرية بعد الإسلام فتزعم أنه سمي بذلك لإنه يمين الكعبة فهي نقيض بلاد الشام التي تقع يسارها [23] اليمن هو أحد خمسة أقاليم تحدد جغرافيا الجزيرة العربية وهو الإقليم لما وراء تثليث ويبرين إلى صنعاء وماقاربها من مخاليف وأقصى اليمن حضرموت ومركزها وقصبتها صنعاء [24] [25] [26]

وليس كل ماوقع يمين الكعبة من بلاد اليمن ولا كل ماوقع يسارها من بلاد الشام فالمدينة المنورة شمال مكة وليست من الشام والطائف جنوبها وليست من بلاد اليمن فتثليث هذه الذي يبدأ حد اليمن منها وفق جغرافيي العصور الوسطى، تبعد عن مكة قرابة 700 كم. وأخذ المصطلح يتغير وفق التغيرات السياسية فما اعتبرته الإمبراطورية العثمانية إيالة اليمن ليس ما اعتبرته الإمبراطورية البريطانية التي سيطرت على عدن في القرن التاسع عشر، فقد حددت القوى الاستعمارية بلاد اليمن في المملكة المتوكلية التي كانت تسيطر على جزء صغير من البلاد [27] بعد ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر قامت الجمهورية العربية اليمنية على أنقاض المملكة المتوكلية بينما إستولت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على محمية عدن ومن ثم ماسماه الإنجليز اتحاد إمارات الجنوب العربي قبيل الاستقلال وقامت الجمهورية اليمنية في 22 مايو1990 على مايفترض أنها أسس قومية يمنية.

التضاريس

بادية اليمن (الجوف ـ مأرب)


بادية اليمن (الجوف ـ مأرب)

يتكون اليمن من خمسة أقاليم جغرافية هي :

إقليم السهل الساحلي : يمتد هذا الإقليم من تهامة مرورا بالسواحل الجنوبية للبلاد في عدن وحضرموت والمهرة. يتخلل هذا الإقليم عدة هضاب وجبال ويشمل سهول تهامة وأبين وميفعة والسهل الساحلي الشرقي في محافظة المهرة [29]

إقليم المرتفعات الجبلية : وهو أكبر أقاليم اليمن الجغرافية إذ يمتد من أقاصي الحدود الشمالية الغربية للبلاد حتى الحدود الجنوبية الشرقية. و الجبال في هذا الإقليم هي الأعلى ارتفاعا في شبه الجزيرة العربية بمعدل 2000 م وتبلغ بعض القمم 3500 م أعلى هذه القمم هي قمة جبل النبي شعيب الذي يعد ثاني أعلى قمة في البلدان العربية بعد جبل توبقال في المملكة المغربية [30] [31]

إقليم الأحواض الجبلية : يتميز هذا الإقليم بالأحواض والسهول الجبلية في مرتفعاته وأكثريتها تقع في الجانب الشرقي من الإقليم حيث تكثر المياه الآتية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتعبر في قاع يريم وذمار ومعبر وحوض صنعاء وعمران وصعدة. [32]

إقليم المناطق الهضبية: تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية وموازية لها لكنها تتسع أكثر باتجاه الربع الخالي وطبيعة هذا الإقليم صحراوية صخرية تتخله بعض الأودية وينقسم إلى قسمين الهضبة الغربية وأعلى ارتفاع لها قرابة 1300م والهضبة الشرقية المتمثلة في هضبة حضرموت الي بدورها تنقسم إلى شمالية وجنوبية بسبب وادي حضرموت الذي يفصل بينهما. [33]

إقليم الصحراء :إقليم رملي يكاد يخلو من غطاء نباتي بإسثناء مجاري الأمطار ويشمل أجزاء من صحراء الربع الخالي. تراوح ارتفاع السطح هنا بين (500-1000) م فوق مستوى سطح البحر. [33]

المناخ

المدرجات الجبلية في المحويت

المدرجات الجبلية في المحويت

الجو حار ودرجة الرطوبة عالية في المناطق الساحلية ومعتدل في المناطق الجبلية وجاف وحار في المناطق الشرقية للبلاد [34][35]

الساحل الغربي: تصل درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية خلال فصل الصيف و 35 درجة مئوية شتاءا[36]

الساحل الجنوبي: 37 درجة مئوية صيفا و 25 شتاءا[37] كمية الأمطار لا تزيد عن 100 مليمتر في السنة و لا تتجاوز 10 أيام فقط في السنة [38]

المرتفعات: تتمتع بمناخ معتدل في معظم أيام السنة، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح حار في الظهر و بارد في الليل و خصوصا بين شهري أكتوبر وفبراير.تصل درجة الحرارة إلى 5 درجات مئوية من نوفمبر إلى يناير و 25 درجة مئوية في يوليو[39]

تسجل الأمطار أعلى قيمها في المنطقة الجبلية الوسطى حيث تتراوح كميتها السنوية بين 400 -1100 مليمتر تقريباً و بمعدل سنوي يقترب من 750 مليمتر أيضا هذه المنطقة تسجل أعلى عدد للأيام الممطرة والتي قد تصل إلى أكثر من 156 يوم في السنة و بمعدل سنوي 94 يوم في السنة.[38]

الجيولوجيا

المدرجات الجبلية في المحويت

المدرجات الجبلية في المحويت

تتميز اليمن بتنوع جيولوجي فريد، حيث تغطي الجمهورية اليمنية صخوراً تتراوح أعمارها من عصر ما قبل الكامبري وحتى العصر الحديث، ويعود عمر بعض صخور دهر ما قبل الكامبري في منطقة البيضاء إلى العهد الأركي، حيث أظهرت دراسات تحديد العمر الجيولوجي أن عمر صخور النايس في هذه المنطقة يتراوح من 2700 – 2900 مليون سنة [40]، ومن الناحية الجيولوجية تشكل اليمن جزءً من الدرع العربي النوبي الذي يغطي مساحة كبيرة من المنطقة الغربية من شبه الجزيرة العربية.

تعد صخور الأساس (Basement Rocks) من أقدم الصخور في اليمن، حيث يعود عمرها الجيولوجي إلى عصر ما قبل الكامبري (الأركي – البروتيروزويك)، وتتكون أساساً من صخور النايس، الأمفيبوليت، المجمتايت، وصخور رسوبية وبركانية متحولة، بالإضافة إلى متداخلات من صخور الجرانيت، الجرانوديوريت، الجابرو، والديوريت.

تتوزع صخور الأساس في اليمن ضمن كتلتين رئيستين هما الكتلة الجنوبية والكتلة الشمالية الغربية، بالإضافة إلى تواجد عدد من المكاشف التي تغطي مساحات صغيرة في عدد من المناطق أهمها جنوب شرق تعز، غرب المكلا و أرخبيل سقطرى. [41]

التركيبة السكانية

السلطان حميد الثاني (يمين) آخر سلاطين سلطنة بونتياناك في إندونيسيا

السلطان حميد الثاني (يمين) آخر سلاطين سلطنة بونتياناك في إندونيسيا

لا توجد إحصائيات رسمية ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن القبائل تشكل حوالي 85 % من تعداد السكان البالغ 25,408,288 نسمة من فبراير 2013[43] [44] [45] تشكل القبائل الغالبية العظمى من المواطنين وجلهم من همدان وحِميَّر وكِندة ومَذْحَج والمعافر وخولان وحضرموت ومايندرج تحتهم من بطون وفخائذ وأحلاف [46] معظم القبائل متحضر فعموم أهل اليمن حضر وليسوا أعراباً من عصورهم القديمة [47] ولكن توجد قبائل بدوية ـ أو كانت كذلك لفترة قريبة ـ في محافظة مأرب والجوف وبادية الربع الخالي شمال حضرموت وشبوة وهناك المهرة وهم يتحدثون لغتهم الخاصة وهي اللغة المهرية.

وهناك مواطنون من أصول أخرى فحوالي 5% يُعتقد من أصول أثيوبية وقد يكونون غير ذلك ويتواجدون في المناطق الساحلية [48] كانت تجارة العبيد مزدهرة في اليمن عبر مختلف عصوره وأبرز محطات استقدام الرقيق كانت الحديدة ومايتبعها من مناطق في تهامة [49] فقد كان زعماء القبائل والأثرياء والسلاطين يشترون الجواري والغلمان من الهند [50] بينما الوصيفات والوصفان يستقدمون من القرن الأفريقي [51] وحوالي 10% من المواطنين من شعوب الترك والأرمن المسلمين والمصريين والأمازيغ [52][53] [54] [55] تعددت أسباب وجودهم من سياسية إلى إقتصادية فقد كانت البلاد جزء من الإمبراطورية العثمانية وكانت الحواضر اليمنية مثل عدن والحديدة تشهد نشاطا تجارياً جيداً فكان ذلك دافعا للعديد من التجار المصريين والشمال الأفريقيين للاستيطان في البلاد[56] هذه ليست إحصاءات رسمية فمعظمهم قد لايعرف الكثير عن أصوله هذه فقد ذابوا في مجتمعهم ولكن يمكن تمييزهم بأنهم ليسوا قبليين ويتواجدون في المدن بينما تغلب القبيلة على الأرياف سواء المرتفعات الجبلية أو البادية.

أما سكان جزيرة سقطرى فهم من خليط من سكان أصليون وقبائل يمنية وهنود وأفارقة ويونان فقد احتلها السبئيون وكانت مأهولة بسكانها الأصليين وأصبحت محطة لإستراحة السفن التجارية ونزل بها أقوام من الهند ومبشرين بالمسيحية من اليونان ولغتهم وثقافتهم مزيج من كل هذه العوامل [57] وهم يقتربون من سكان المهرة وعددهم قرابة الخمسين ألف نسمة [58] ويعيشون على تربية المواشي وصيد الأسماك وبقيت تلك الجزيرة مسيحية بالكامل حتى فترات متقدمة من التاريخ اليمني وبدأ سكانها يعتنقون الإسلام عقب سيطرة سلطنة المهرة على الجزيرة وإختفى آخر مسيحي منها في القرن الثامن عشر [59]

يمثل الذكور نسبة 50.91% والإناث نسبة 49.09% من إجمالي السكان ، حيث أن متوسط عدد الأفراد في الأسرة الواحدة 7.2 ، ويصل متوسط عدد الأفراد في كل مسكن 7.1 أفراد نسبة الزيادة السكانية حوالي 3% سنويا وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 40 نسمة لكل كم2. معدل الخصوبة هو 6.5 طفل لكل امرأة [17] و75% من السكان أعمارهم أقل من 30 سنة و 46% منهم أقل من 15 سنة و 2.6% أكبر من 65 سنة [60] يعيش 27.3% من السكان في المدن مقابل 73.7% في الأرياف و تبلغ نسبة الأمية حوالي 38.8% [17] وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 40 نسمة لكل كم2 و معدل الخصوبة هو 6.5 طفل لكل امرأة[61] ، يبلغ معدل وفيات الأطفال الرضع "68.29" لكل ألف مولود ومعدل الوفيات الخام 8.10 لكل ألف مولود للعام ومعدل المواليد الخام 35.90 لكل ألف مولود [62]

يتواجد مايقارب 5 مليون إندونيسي من أصول يمنية تحديدا من حضرموت وأعداد أقل في ماليزيا وسنغافورة وجنوب الفليبين [63] [64] ليس من الواضح متى بدأت هجراتهم تلك ولكنهم ظهروا بوضوح في القرن الثامن عشر وأقاموا عدة سلطانات صغيرة وأسسوا عدة سلطانات في أندونيسيا مثل سلطنة بونتياناك عام1771 و سلطنة سولو في جنوب الفليبين ولعبو دورا قياديا في تاريخ جنوب شرق آسيا الإقتصادي [65]

يتواجد حوالي 700,000 لاجئ صومالي في اليمن وأعدادهم في تزايد مستمر.[66][67] و أعداد القادمين بصورة غير شرعية من دول القرن الأفريقي بغرض عبور الحدود إلى السعودية ودول الخليج متزايد وأغلبهم يدخل عن طريق ميناء الحديدة ولهولاء دور في الزيادة السكانية لتعداد البلاد [68][69] كثيرون منهم يفضل العبور عن طريق اليمن، لغياب الملاحقة القانونية لهم بل إن الحكومة اليمنية رغم صعوبة الأوضاع الإقتصادية في اليمن توفر لهم حق اللجوء [70]

الديانة

تنص المادة الثانية من دستور اليمن على أن الإسلام هو دين الدولة [71] و تكفل المواد (41) و(42) و(48) تساوي المواطنين وحرية الفكر والحرية الشخصية ويحدد القانون الحالات التي يجب فيها تقييد حرية مواطن و لم تشر إلى دين المواطن بالتحديد [71][71][71] .

الدين الإسلامي :الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع و عليه فإن قانون الأحوال الشخصية و حقوق الأقليات يخضع لتفسيرات الشريعة ويشترط الدستور على عضو مجلس النواب أن " يكون مؤديا للفرائض الدينية " بينما شرط الإسلام واضح في شروط مرشح رئاسة الجمهورية [72]

تقدر نسبة المسلمين في اليمن 99.0% أي 1.5% من مجموع مسلمي العالم [73] و ينقسم المسلمون في اليمن إلى مجموعتين رئيسيتين هما السنة الشافعية والشيعة الزيدية. وتبلغ نسبة الشافعية حوالي 60-70% مقابل زيدية 30 - 40% [74] وتوجد أقلية إسماعيلية صغيرة في شمال البلاد تعود إلى أيام الدولة الصليحية والملكة أروى بنت أحمد [75] . دخلت الزيدية إلى اليمن في بدايات القرن العاشر الميلادي و أول أئمتهم يحيى بن الحسين الذي قدم من المدينة المنورة بعد أن تمت له البيعة من قبائل همدان تحديدا حتى عرف القسمين الرئيسيين لهذه القبيلة قديما بلقب جناحي الأئمة الزيدية [76]

الأقليات : هناك أعداد قليلة باقية من اليمنيين اليهود إذ هاجر أغلبهم إلى إسرائيل والولايات المتحدة وهم الأقلية الغير المسلمة الوحيدة من سكان البلد الأصليين [77] [78] فوجودهم قديم للغاية ويعود للقرن الميلادي الثاني [79] ويتميزون بتراث وعادات مختلفة عن باقي يهود العالم. ولليهود في اليمن سمعة أنهم من أمهر الصاغة وصناع الخناجر التي تعد أبرز معالم الهوية اليمنية فأغلب الصناع والصاغة في اليمن كانوا يهود [80] كانت الأعراف و التقاليد تمنع اليهودي والمسلم الغير قبلي من إرتداء الجنابي [81] كانوا يتواجدون في صنعاء وفي قاع اليهود تحديداً وكانوا يتعمدون إظهار ظاهر بيوتهم متشققا موحيا بالبؤس حتى لا يطمع أحد بما في داخلها ومنعهم الأئمة الزيدية من بناء أي بيت يتجاوز الطابقين حتى لا تعلوا بيوتهم بيوت المسلمين وفق إعتقاد الزيدية. وكانوا يتواجدون في ذمار وتعز كذلك ونزح كثير منهم إلى عدن بسبب تواجد الإنجليز حينها في مستعمرة عدن.

يوجد أربعة كنائس في عدن للمسيحيين الذين أغلبهم من الأجانب وأقلية هندوسية صغيرة جدا (من أصول هندية) متواجدة في عدن كذلك [78] إذ كانت عدن مدينة مزدهرة ومتنوعة عرقيا ودينيا فقد كان هناك وجود للطائفة الزرداشتية أو الفارسية كما كان يسميهم أهل عدن ولم يبقى منهم سوى شخص واحد في 2013. فقد كانت عدن مركزا تجارياً ومقصداً لأصحاب الأموال فغدت تجمعا حضريا نابعا بالحياة إلا أن سياسات الحزب الاشتراكي عقب خروج الإنجليز وتأميمهم لكل شي قتل المدينة [82]

اللغات واللهجات

اللغة العربية هي اللغة الرسمية مع وجود أقلية تتحدث باللغة المهرية في شرقي البلاد ويستعمل اليهود العبرية والآرامية خلال الصلوات و الحصص الدينية ولديهم لهجتهم الخاصة عند الحديث بالعبرية. ولسكان سقطرى لغتهم الخاصة هي اللغة السقطرية ولا علاقة للمهرية والسقطرية بالعربية الجنوبية القديمة التي كانت سائدة في اليمن أيام التاريخ القديم [84] كان اليمنيون قديما يتحدثون بأربع لهجات ضمن ماعرف باللغة الصيهدية وهي اللغة السبئية والقتبانية والمعينية والحضرمية ودونوا كتابتهم بخط المسند والزبور وكانت اللغة السبئية هي الأكثر إنتشارا وتدوينا [85] بالإضافة للغة "شبه سبئية" كانت مستخدمة في نجران وقرية الفاو. خط المسند كان نظام الكتابة الأقدم في شبه الجزيرة العربية ويعتبر أبجدية شقيقة للأبجدية الفينيقية ومتفرعا الأبجدية السينائية الأولية [86] وأستعمل للتدوين من قبل المتحدثين بالعربية الشمالية القديمة واللغات الإثيوبية السامية فالمسند هو الخط العربي الأصلي فلم يطور سكان تلك المناطق نظام كتابة خاص بهم إلا أن جهود مبشري الكنائس الشرقية ساهم في إنتشار القلم النبطي المتأخر وهو أحد الخطوط السريانية على حساب المسند لإنه أسهل [87] وساهم دخول اليمنيين في الإسلام إلى هجرهم قلمهم القديم واستبداله بالأبجدية النبطية المتأخرة التي دون بها القرآن [88] يتحدث اليمنيون اليوم العربية باللهجة اليمنية وهي لهجة متطورة ومرتبطة ارتباطا وثيقا باللغة القديمة [89] وهي ثلاث لهجات بتفرعات لهجة صنعانية ولهجة حضرمية ولهجة تعزية-عدنية بالإضافة للهجة بدوية لسكان مأرب والجوف وبادية حضرموت ولكل من هذه اللهجات خصائص ومميزات [90] [91]

التاريخ

"محرم بلقيس "

وجدت أثار وشواهد من العصر الحجري القديم ومدافن وميغاليث من العصر الحجري الحديث وبدأت علامات التحضر تظهر في الألفية الثانية ق م وظهرت مملكة سبأ في العام 1200 ق.م وهي أحدث من مملكة معين التي ظهرت قبلها بقرن واحد [92] قامت في اليمن أربعة إتحادات قبلية هي مملكة سبأ ومملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان وأقوى هذه الإتحادات كان سبأ والتي ضمت بقية الممالك في القرن السابع ق.م بقيادة الملك السبئي كربئيل وتر بوحدة "فدرالية" وتوسعت سبأ فأنشأت مستعمرات لها في شمال إثيوبيا وسيطرت على الطريق التجارية أهمها طرق البخور واللبان فأمتد نفوذهم لحدود فلسطين عن طريق مستعمرات أنشؤها في مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل من محاولات الأعراب لنهب وسلب محتوياتها [93] وأتبعت مملكة معين سياسة مشابهة وأشهر مستعمراتهم مملكة ديدان وذكر مؤرخو اليونان عن وجود سبئي قوي في قرب سورية [94] ووردت كلمة سبأ في نصوص في آشورية تشير إلى ملوك سبئيين قرب مناطقهم وهي دلالة أن السبئيين أنشأوا مستعمرات تابعة لهم شمال شبه الجزيرة العربية ولا علاقة لوجودهم بروايات النسابة وأهل الأخبار عن تصدع أصاب سد مأرب فكل النصوص وردت في فترة كان السبئيون في اليمن في أوجهم [95] تعاقب على اليمن أديان كثيرة إبتداء بالوثنية وأبرز آلهة اليمن القديم كانوا عثتر وإل مقه وسين وعم وود تليها أصنام القبائل الخاصة كتألب ريام الهمداني وكاهل إله كندة ومذحج. دخلت المسيحية إلى اليمن في القرن الرابع بعد الميلاد وشهدت البلاد تواجدا قويا لليهود حتى إعتنقت القبائل اليمنية الإسلام في القرن السابع الميلادي ولعبت القبائل دورا مفصليا في الفتوحات الإسلامية التي أعقبت وفاة النبي محمد. شهد اليمن دويلات تابعة لمراكز الخلافة وكان للأئمة الزيدية سيطرة طويلة على صنعاء وحاولت الدولة العثمانية إخضاع اليمن مرارا وطردوا منها غير مرة وإستطاع الإنجليز السيطرة على عدن لأمد طويل إنتهى عقب ثورة 14 أكتوبر وسقط الأئمة الزيدية بعد ثورة 26 سبتمبر. قامت الجمهورية العربية اليمنية في شمال البلاد وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوبها وتمت الوحدة في 22 مايو 1990 وقيام الجمهورية اليمنية.

التاريخ القديم

ذمار علي يهبر ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت (المملكة الحِميَّرية)

ذمار علي يهبر ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت (المملكة الحِميَّرية)

قامت مملكة سبأ في الفترة مابين 1200 - 1000 ق.م في صرواح ثم مأرب ويحكمهم كهنة يقال لأحدهم مكرب وبنى أحد هولاء المكاربة سدا صغيرا في مدينة مأرب وكانت تلك بداية السد الشهير [96] ضمت سبأ قبائل وعشائر عديدة إكتشفها الباحثون من نقوش خط المسند المشيرة إليهم بعبارات من قبيل "ولد إل مقه" و"جوم مقه" فقد كان اليمنيون القدماء يعتبرون آلهتهم أباءاً لهم [97] وقامت مملكة حضرموت ومملكة معين ومملكة قتبان في نفس الفترة تقريبا وكلها كانت ممالك مدينة وتتبع نظاما مشابها لذلك الموجود عند السبئيين تتاجر بالبخور والطيب والمر وبدأت بالمتاجرة بالذهب والفضة في عصور متقدمة، فقد ذكر اليونانيين أن تجار سبأ كانوا يزودون سورية بالذهب ولهم ارتباطات تجارية وثيقة بالفينيقيين [98] وأسمى اليونان بلادهم "العربية السعيدة" وكثر ذكرها في كتابتهم بكثير من البذخ فجاء أنهم أكثر القبائل العربية عددا وأكثرهم قوة وثراءا [99] إزدهرت مدينة مأرب وعمل المكاربة السبئيين على إنشاء سد في كل مدينة يسيطرون عليها من الممالك المجاورة فإزدادت ثروات المزارعين وأتخذت مأرب عاصمة للدولة السبئية واعتبرت صرواح مقر معبدهم الرئيسي عاصمة دينية [100] يُعتقد أن اكتمال بناء سد مأرب يعود للقرن الثامن ق.م إذ أُكتشفت كتابة سبئية تشير لإصلاحات شملت تعلية وتقوية السد في تلك الفترة فبلغ ارتفاعه 577 متر وعرضه 915 متر وكان يروي مايقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع) وهو ضعف سد هوفر الأمريكي ومعجزة هندسية لتاريخ شبه الجزيرة العربية [101] [102] وقام السبئيون بتمهيد المرتفعات الجبلية على شكل مدرجات لتسهل عمل المزارعين وقد ذكر اليونانيين أن جبال اليمن تبدو كسلالم [103]

في القرن السابع ق.م إدعى المكرب كربئيل وتر أنه تلقى وحياً من الإله إل مقه آمرا إياه بمهاجمة الممالك المجاورة وتغيير لقبه من مكرب إلى ملك [104] شن الملك ـ الكاهن حملات واسعة في اليمن شملت أراضي مملكة "أوسن" (الأوس) وقتل منهم ستة عشر ألف قتيل وقدم ساداتهم قرابين لإلهه وهرب منهم إستطاع الهرب والمعافر ودهس وأوغل كربئيل وتر في القتل والقسوة المفرطة وإستطاع تثبيت دعائم مملكته وقوى علاقاته التجارية مع عدد من الممالك البعيدة عن اليمن مثل الآشوريين. قام الملك ـ الكاهن بتوحيد البلاد عقب حملاته التي خلفت أكثر من تسعة وعشرين ألف قتيل [105] بقي الحكم في المملكة بيد سلالة هذا الملك أمدا طويلا وأقام السبئيون نظام حكم "فدرالي" - إن صح التعبير - حيث كان في كل مقاطعة مجلس مكون من ثمانية أعضاء للتشاور حول القوانين المتعلقة بالزراعة وتنظيم التجارة وفي حال الموافقة على القانون، يدرج اسم الملك وأقيال القبائل لتأكيد شرعيته [106]

على أواخر الرابع قبل الميلاد، ظهرت سلالة ملكية جديدة في سبأ وهي سلالة من همدان[107] تعاظم نفوذ أبناء همدان في الدولة وكان لزعماء قبائلهم تأثير ونفوذ على أبناء الشعب لدرجة أن الناس كانت تتيمن بأسماء زعماء القبائل الهمدانية في شواهدها وتتجاهل إسم الملك إن كان ضعيفا[108] أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، ضعفت مملكة سبأ كثيراً وتقلص نفوذها ليقتصر على مأرب وصنعاء وخاض ملك سبأ وزعيم حاشد المدعو شاعر أوتر معارك عديدة لإخماد التمردات ووصل إلى قرية الفاو لسحق تمرد من قبل ملك مملكة كندة[109] وخلفه زعيم بكيل إيلي شرح يحضب ودخلت البلاد في حرب طويلة ولكن متقطعة تخللتها فترات سلم وتحالفات بين القبائل حتى إنقسمت البلاد لأربع سلالات ملكية حاشد وبكيل وإثنتان من حِميَّر[110] تمكن شمر يهرعش من جمع البلاد من جديد فدخلت في مرحلة الحكم المطلق للحميَّريين[111]

حكم الحميريين بشكل مطلق وقاموا بتوحيد آلهة الممالك وإعتبار رحمن إله الأرض والسماء والأوحد وتركوا الوثنية ودخلت اليمن عصرا جديدا من ناحية التطور الديني [112] [113] سيطر الحميريين على وسط وشرق الجزيرة العربية من خلال مملكة كندة [114] وتوسع ملك الحِميَّريين خلال حياة الملك أبو كرب أسعد أو "أسعد الكامل" [115] إستمر حكم الحميريين بدون منغصات وشهد عهدهم إصلاحات وتحسين لنظم الري إلا أنهم ألغوا المجالس المحلية التي كانت موجودة قبل سيطرتهم.

بدأ الروم بمحاولة نشر المسيحية في اليمن قرابة القرن الرابع الميلادي وذكر المؤرخ الروماني "فيلستوريغوس" أن قائد المبشرين اشتكى أن يهوداً في "العربية السعيدة" كما عُرفت اليمن في أبجديات الرومان منعوهم من مزاولة التبشير [17] وقد أُكتشفت مقبرة يهودية في منطقة "بيت شعاريم" في إسرائيل تعود للقرن الميلادي الثالث عليها نقش باليونانية يقول "الراقدون هنا من أهل حِميّر" [17] ومع ذلك فهناك دلائل على وجود مسيحيين بين الملوك الحِميَّريين أنفسهم[116]

في العام 516، ظهرت الإنقسامات الدينية في اليمن فقام أحد الأذواء المدعو يوسف أسأر أو "ذو النواس الحِميَّري"، بإحراق وهدم عدد كبير من الكنائس ودون نصوصا يحكي فيها وقائعه ضد المسيحيين اليمنيين وأعوانهم من مملكة أكسوم، والذين حاولوا إستغلال الإنقسامات القبلية في البلاد ليعلنوا دعمهم للمسيحيين. وأوغل يوسف في القتل حتى بلغ عدد القتلى من النصوص التي دونها بنفسه إلى إثنان وعشرون ألف قتيل ودون عدد من الكتّاب السريان الوقائع وبالذات واقعة إحراق وهدم كنيسة نجران ومن فيها [117] أرسل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول أسطولا دخل اليمن عن طريق باب المندب وقُتل ذو النواس الحميري عام 525 - 527 ميلادية وبذلك كانت نهاية مملكة حمير [118] ويُعتقد أن يوسف أسأر هذا هو المسؤول عن ماورد في القرآن بشأن أصحاب الأخدود.

تولى حميري يدعى شميفع أشوع الحكم بعد مقتل ذو نواس وكان مسيحيا وأعلن نفسه ملكا على سبأ وكان ملكا تابعا لروما [119] ودخلت البلاد مرحلة من الإضطراب والإقطاعية ولم تعترف القبائل بأشوع كملك [120] بقي شميفع أشوع هذا حاكما لمدة خمسة أو ست سنوات تقريباً ومقر حكمه كان حصن مارية بمحافظة ذمار. قُتل شميفع من قبل أبرهة أو "أبراهموس" (إبراهيم) عند الرومان الذي ترك أثرا بالغا في التاريخ ونسجت حوله قصص وأساطير بعد الإسلام كعادة الإخباريين إزاء أي شخصية تاريخية مهمة [121] لكنه ترك عدة كتابات بخط المسند مدونة بلغة سبئية متأخرة يحكي فيها وقائع حدثت في أيامه مثل حربه مع "يزيد بن كبشة" زعيم قبيلة كندة و"عمرو بن المنذر" أحد المناذرة وحملته على قبيلة معد وعن هدنة عقدها مع زعيم كندة إثر أخبار وصلتهم عن تصدع أصاب سد مأرب لإنشغال القبائل بالقتال [122] وإستمرت البلاد على ماهي عليه من الإضطراب حتى بعد عودة الحِميَّريين اليهود بقيادة سيف بن ذي يزن وفقا لمصادر متأخرة فلم يعد لحِميَّر سلطان على أحد وبقيت القبائل مستقلة عن أي حكومة [123]

التاريخ الوسيط

قلعة القاهرة ، تعز

قلعة القاهرة ، تعز

إعتنقت القبائل اليمانية الإسلام في القرن السابع الميلادي بعد أن أرسل النبي محمد (ص) علي بن أبي طالب (ع) إلى صنعاء فأسلمت قبيلة همدان كلها في يوم واحد وسجد النبي لإسلامهم قائلا :"السلام على همدان، السلام على همدان"[124] [125] وبني الجامع الكبير بصنعاء على أحد البساتين على مقربة من قصر غمدان السبئي القديم الذي كان مقراً لزعماء قبيلة همدان فترة الحرب الأهلية الطويلة بين مملكة سبأ ومملكة حمير[126] ولا زالت بعض أبوابه وأعمدته تحوي كتابات بخط المسند[127]

قسم الخلفاء الراشدون بلاد اليمن إلى أربع مخاليف هي مخلاف صنعاء (يشمل نجران [134]) ومخلاف الجند (وسط اليمن) ومخلاف تهامة (يشمل مخلاف جرش) ومخلاف حضرموت وكان عهدهم مستقراً في اليمن ولا يعرف الكثير من هذه الفترة وحتى أواخر القرن التاسع الميلادي ولكن المصادر التاريخية حافلة باليمنيين أنفسهم.

ناصرت بعض القبائل اليمنية الدعوة العباسية في بدايتها [148] وإستقلت البلاد عن دولة الخلافة عام 815 وقامت عدة دويلات في أرجاء البلاد لأسباب مذهبية وقبلية فقامت دولة بني زياد ومؤسسها محمد بن عبد الله بن زياد الأموي عام 818 وكانت دولة تابعة إسمياً لمركز الخلافة في بغداد وبسطت نفوذها من حلي بن يعقوب جنوب مكة مروراً بمخلاف جرش (عسير) وحتى عدن وإتخذوا من زبيد في الحديدة عاصمة لهم[149] بينما قامت دولة بنو يعفر ومؤسسها يعفر بن عبد الرحمن الحوالي وهو حِميَّري[150] عام 847 في صنعاء وماجاورها من الأرياف والجوف والمنطقة الجبلية مابين صعدة وحتى تعز [151] وسقطت صعدة بيد الإمام يحيى بن الحسين عام 898 [152] تمكن المولى الحسين بن سلامة من الحفاظ على دولة أسياده بني زياد والتصدي لعبد الله بن قحطان الحِميَّري ولكن الحِميَّري تمكن من إحراق زبيد [153] وقُتل إبراهيم بن عبد الله بن زياد آخر أمراء آل زياد من قبل مواليه نفيس ونجاح الذين أسسا دولة بني نجاح على أنقاض دولة بني زياد في تهامة وحظوا بدعم مركز الخلافة في بغداد [154]

ظهر علي بن محمد الصليحي الحاشدي مؤسس الدولة الصليحية الذي خاض معارك عديدة مع الأئمة الزيدية والنجاحيون في تهامة والقوى القبلية المختلفة في صعدة مرورا بالمناطق الوسطى إلى عدن و حضرموت وتمكن من جمع بلاد اليمن تحت حكم دولة واحدة فكان أول من حقق ذلك بعد الإسلام وإتخذ من صنعاء عاصمة للبلاد [155] وتمكن علي بن محمد الصليحي من ضم مكة عام 1064 [156] إنتقلت العاصمة إلى جبلة أيام الملكة أروى بنت أحمد الصليحي ورغم أن الصليحيين كانوا إسماعيلية إلا أنهم لم يحاولوا فرض مذهبهم [157] [158]

عام 1138 توفي السلطان سليمان بن عامر الزراحي آخر سلاطين الصليحيين وإستقلت المناطق بما فيها صنعاء التي سيطرت عليها ثلاث أسر من همدان وإستقلت عدن وعليها بنو زريع وهم من قبيلة يام من همدان كذلك وكان المكرم الصليحي من ولاهم إياها [159] وعاد النجاحيون لفترة قصيرة إلى تهامة إلا أن علي بن مهدي الحِميَّري قضى عليهم وفرض عليهم نمط حياة معين وعزلهم عن المجتمع عام 1154 فكانت تلك بداية ظهور فئة من المواطنين اليمنيين في العصر الحديث يعرفون بالأخدام [160] [161] سيطر بنو مهدي على أراضي السليمانيين في جيزان وتعز وإب فتحالف بنو زريع مع حكام صنعاء وتمكنوا من هزيمة المهديين عام 1174.

سهل التشرذم السياسي على الأيوبيين دخولهم اليمن وهناك عدة أسباب وراء محاولتهم ضم اليمن، قوة بني مهدي في تهامة والخوف من سيطرتهم على مكة [162] وتأمين الطريق التجارية عبر اليمن فترك اليمن مقسما لعدة دويلات كان من شأنه تعريض التجارة الدولية للخطر [163] [164] بسط الأيوبيين بقيادة توران شاه بن أيوب سيطرتهم على سائر تهامة اليمن والحجاز وإقتحموا زبيد وقضوا على دولة بنو مهدي الإباضية وسيطروا على تعز وجبلة وعدن وحضرموت فما أن علم حكام صنعاء بقدوم الأيوبيين هدموا أسوارها تحصنوا بحصن براش قرب المدينة وسبب تدميرهم للأسوار أنهم علموا أن تدمير السور سيكلف الأيوبيين إعادة بنائه والإنشغال عن باقي اليمن ففطن توران شاه لذلك وترك صنعاء وإتجه نحو تعز وجعلها عاصمة له [165] وسبب إختياره لتعز كان لضيقه من جو زبيد التهامية الحارة [166] خرجت حضرموت ضد الأيوبيين بعد خمس سنوات من دخولهم اليمن فاقتحم الأيوبيين تريم وشبام ولكنهم صالحوا السلطان عبد الباقي بن دغار على إتاوة سنوية لقاء إبقائه حاكماً [167]

إنشغال توران شاه باليمن كان على حساب سلطته في مصر فطلب من أخيه العودة إلا أن صلاح الدين الأيوبي عينه حاكماً على سورية [168] أرسل صلاح الدين الأيوبي أخاه سيف الإسلام طغتكين فأعاد السيطرة على كامل البلاد من جديد وبقيت مناطق الزيدية عصية بعض الشي إلا أنه بفضل سياسته العادلة تمكن من بسط نفوذه على البلاد بالإضافة إلى أن الأحقاد بين زعماء القبائل منعتهم من توحيد موقفهم إزاء الأيوبيين [169] توفي طغتكين وحكم بعده إبنه المعز ولكنه جابه ثورة من الأئمة الزيدية وإنفصل المعز باليمن عن مركز الدولة في مصر فحارب الأئمة وإنشق الكثير من جنده عنه وأغلبهم أوغوز وحالفوا الزيدية تواصلت التمردات فانتشرت في ذمار وتعز وتضعضع حكم الأيوبيين كثيراً فلم ينتهوا من إخضاع منطقة حتى تتمرد أخرى [170] كان الأيوبيين في مصر حريصين على إستتاب الحكم في اليمن فأرسلوا المسعود بن الكامل المعروف بـ"صاحب اليمن" فنزل تعز ووالته القبائل ضد الإمام الزيدي عبد الله بن حمزة وسيطر على عدن و ذمار وشبام كوكبان وبقيت صعدة عصية على المسعود وتنازع هو والأئمة على صنعاء إلى أن صالحهم عام 1219[171] ثم ثار الزيدية من جديد وقاتلوا الأيوبيين وقتلوا منهم مقتلة عظيمة عام 1226 وأجلوا عن البلاد [172] يمكن تلخيص حكم الأيوبيين في اليمن (1180 -1226) بأنه كان مستقرا في المناطق الوسطى والجنوبية لإن سكانها كانوا يدينون بمذهب الأيوبيين الديني وهم سنة عكس المناطق الزيدية التي كانت سبباً في إرهاقهم وإرهاق غيرهم من الدول كما يظهر في دولة العثمانيين [173]

تمكن عمر بن رسول من تأسيس الدولة الرسولية عام 1229 وتمكن من توحيد البلاد من جديد وبقيت تعز عاصمة فامتدت حدود دولته من ظفار إلى مكة[174] يعتبر العصر الرسولي واحد من أزهى الفترات في بلاد اليمن فقد أقروا الحرية المذهبية والدينية [158] حتى الرحالة ماركو بولو أشاد باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد [175] فكان عهد دولة الرسوليين من أفضل العصور التي مرت على اليمن بعد الإسلام [176] وهي من أطول الدول اليمنية عمراً طيلة تاريخ البلاد بعد الإسلام وبنو قلعة القاهرة وجامع ومدرسة المظفر والمدرسة الأشرفية والمدرسة المعتبية بتعز والمدرسة الأسدية بإب والمدرسة الياقوتية بعدن والمدرسة الجبرتية بزبيد وغيرها من المدارس التي شيدت في عهد الرسوليين [177] ولعدد من ملوكهم مؤلفات في الطب والصناعة واللغة [178] [179]

قامت دولة الطاهريين عام 1454 وحاولوا محاكاة الرسوليين ولكنهم لم يكونوا بنفس الإقتدار مع ذلك بنو المدارس وقنوات الري وخزانات المياه في زبيد وعدن ومدينتهم رداع بعضها لا يزال قيد الإستخدام مثل المدرسة الأميرية في رداع. واجه الطاهريون ثلاث مشاكل تهدد حكمهم هي الخلافات الداخلية بين الأسرة ، القبائل المتمردة التي كانوا يعتمدون عليها لجبي الضرائب والتهديد المستمر من الأئمة الزيدية في صعدة وصنعاء [180] سيطر الطاهريون على معظم البلاد وبقيت مناطق الزيدية عصية عليهم إذ هُزم جيش الطاهريين أمام الإمام المطهر بن محمد عام 1458 [181] إستمر حكم الطاهريين حتى العام 1517 وكان وسط وجنوب البلاد مستقراً إلا أن سقطت حضرموت بيد السلطنة الكثيرية أواخر القرن الخامس عشر ميلادي بالإضافة لتهديد الإمبراطورية البرتغالية التي هاجمت عدن في نفس الفترة وتمكن الطاهريون من صد البرتغاليين عن عدن ولكنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على جزيرة سقطرى من القوات البرتغالية. أدرك المماليك في مصر حجم الخطر فأرسلوا قواتا بقيادة حسين الكردي الحاكم المملوكي على جدة في تهامة الحجاز. لكن الأمير الطاهري الظافر الثاني رفض معاونة الكردي فتعاون قائد جيش المماليك مع الإمام الزيدي المناوئ للطاهريين المتوكل شرف الدين وإستخدموا البارود والمدافع فتمكنوا من دحر الطاهريين من تعز ورداع ولحج وأبين التي سقطت بيد المتوكل شرف الدين[182] وهكذا إكتمل سقوط دولة الطاهريين وبقيت لهم سيطرة على عدن حتى عام 1539 بقدوم خادم سليمان باشا الحاكم العثماني على مصر وسيطرته على المدينة [183] بسط العثمانيون سلطتهم على الموانئ مثل عدن والمخا والحديدة والسهول وجابهوا ثورات عديدة من الأئمة الزيدية في المرتفعات من بداية وصولهم[184]

التاريخ الحديث

قوات ملكية تتصدى لمدرعة مصرية

قوات ملكية تتصدى لمدرعة مصرية

لم تكن هناك دولة واحدة للأئمة الزيدية بل كانوا يقاتلون بعضهم بعضا فقد كان شائعا وجود إمامين أو أكثر للزيدية [185] لذلك كانت مناطق نفوذهم مضطربة طيلة تاريخها فالفوضى في بلاد اليمن ليست مستغربة وعادة مايكون الزيدية وأئمتهم طرفاً أساسياً فيها لإن الزيدية التقليدية لا تؤمن بالتوريث للأبناء بل تبيح لكل من يرى نفسه كفؤا للإمامة أن يقاتل وأنصاره من أجلها[186] سيطر العثمانيين على عدن بداية وتوسعوا في تهامة وبسطوا سيطرتهم على اليمن الأسفل عام 1539 وتمكنوا من دحر الزيدية عن تعز عام 1547 ثم صنعاء في نفس العام وبقيت صعدة[187] تحصن الإمام المطهر إبن المتوكل شرف الدين في أحد حصون ثلا في عمران تصالح مع العثمانيين الذين اعترفوا به إماما على صنعاء وماجاورها بل أعطوه لقب بك. هذا لم يساعد العثمانيين كثيراَ فقد قاد المطهر ثورة ضدهم وتمكن بحلول العام 1568 من حصر نفوذ العثمانيين على السواحل الغربية والجنوبية [188] إلا أن السلطان العثماني سليم الثاني أرسل مدداً بقيادة سنان باشا الذي تمكن من دحر المطهر وأتباعه عن المناطق الوسطى للبلاد وعقد معه معاهدة في شبام كوكبان عام 1570 [189] قاد الإمام الحسن بن علي بن داود ثورة ضد قوات سنان باشا وكانت مناطق الزيدية المرتفعة أكثر شراسة ورفضا للوجود العثماني من المناطق السهلة وسط وجنوب البلاد بل قاتل اليمنيون اليهود في ثورة الحسن بن داوود ضد الأتراك [190] تحرك الحسن بن داوود ضد سنان باشا دفعه لنقض المعاهدة التي تمت في شبام كوكبان فاقتحمت قواته صنعاء وصعدة ونجران عام 1583[191]

هدأت الأمور حتى ظهور الإمام المنصور القاسم الذي قاد ثورات متواصلة ضد الأتراك وتمكن من إستعادة صعدة وتمكن إبنه المؤيد من طرد الأتراك تماما والسبب الرئيسي لنجاحه كان تعلم القبائل اليمانية إستخدام الأسلحة النارية إذ كانت أول مرة تستخدم من جانبهم وتمكنوا من دحر الأتراك عن البلاد عام 1636 [192] فطلقة الخرطوش التي تُطلق من المقاتل اليماني لا تخطئ هدفها رغم قلة إمكانيات القبائل مقارنة بالعثمانيين [193] تمكن الإمام إسماعيل بن أحمد الكبسي من السيطرة على عدن وطرد الأتراك منها عام 1644 [194] وتمكنوا من السيطرة على حضرموت من السلطنة الكثيرية وأجزاء من عُمان عام 1654 [195] مما جعلهم في مواجهة السلطان سلطان بن سيف اليعربي سلطان سلطنة اليعاربة في عُمان مما أدى للاضطراب الأوضاع على البحر الذي نتج عنه هبوط الصادرات اليمنية [196] في هذه الفترة تمكن اليمن من توطيد علاقات تجارية مع إمبراطورية مغول الهند وكانت مدينة سورات الهندية الشريك التجاري الأكبر حينها وعقدت معاهدات تجارية مع السلطان العثماني في جدة وعباس الثاني الصفوي في إيران [197]

في أواخر القرن الثامن عشر تعرض الأئمة لثورات من القبائل المختلفة وإستعاد آل كثير السيطرة على وادي حضرموت ونشبت الخلافات بين الأئمة بسبب ميل قبيلتي حاشد وبكيل لإمام دون آخر ورغبة حكام المناطق بإحتكار دخل صادراتها [198] وتمكن مؤسس سلطنة لحج فضل بن علي العبدلي من السيطرة على عدن وكان عاملا للأئمة الزيدية عليها قبل ثورته[199] ودخل في عدة معارك مع الأئمة مما قلل من الصادرات اليمنية (معظمها كان البن) لأوروبا وجاوة [200] في 1738 وقعت أزمة خطيرة في العلاقات بين الحكومة والتجار الفرنسيين في المخا. كانت عادة حاكم المخا شراءالسلع من الأجانب وبدلا من أن يدفع، كان يعدهم بخصم الرسوم الجمركية مستقبلا فتراكمت عليه الديون حتى وصلت إلى مايقارب 82,000 دولار (وهو مبلغ كبير تلك الأيام) لشركة الهند الشرقية الفرنسية التي طالبته بدفعها ولكنه رفض فحاصرت البحرية الفرنسية المدينة حتى أجبر الإمام حاكم تعز على دفع ديونه للفرنسيين [201] في أيام المهدي عباس القاسمي إقتصرت سلطة الأئمة على صنعاء وصعدة وسيطرة هزيلة على تهامة اليمن حتى حاشد وبكيل المعروفة بـ"جناحي الأئمة الزيدية" كانوا مستقلين في أيامه [202] كان الأئمة الزيدية من الضعف بمكان حينها لدرجة أن الإمام المهدي دفع أمولا لقبائل بكيل ليتوقفوا عن نهبهم لصنعاء[203]

عاد العثمانيون من جديد 1872 والسبب كان سيطرة الإمبراطورية البريطانية على عدن ، ومعاونة عدد من القبائل السنية للأتراك (وسط وجنوب البلاد) أملا لوضع حد للحروب القبلية بين الآئمة الزيدية وأتباعهم. لم يؤثر ذلك كثيرا على وضع الأتراك في اليمن واضطروا إلى شق طريقهم قرية بقرية وقبيلة بعد قبيلة، فلا يسيطرون على منطقة إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد. سيطر العثمانيون على الحديدة وأبو عريش وسائر تهامة اليمن وحاولوا ضم صنعاء إلا أنهم لم يستطيعوا[195] إستعان سكان اليمن الأسفل بالأتراك عام 1872 ضد الأئمة الزيدية فتقسمت بلاد اليمن وكسرت شوكة الأئمة وتقهقر الإمام المنصور والد الإمام يحيى حميد الدين إلى صعدة[204] في عام 1904 حاصر الإمام يحيى حميد الدين الأتراك لمدة ستة أشهر فإستسلمت الحامية العثمانية وتمكن الثوار وسط البلاد من دحر العثمانيين نفس السنة كذلك وغنموا منهم مدافع وذخائر كثيرة[204] وإستمر حكم العثمانيين بهذه الصورة في اليمن حتى العام 1911 بعد توقيع الأتراك معاهدة سلام مع الإمام يحيى والإعتراف به إماما على شمال اليمن [205] قامت المملكة المتوكلية عام 1918 بعد سقوط الدولة العثمانية وملوكها من آل حميد الدين المتوكل وكانت تحكم جزءا صغيراً من بلاد اليمن وكان الإمام يحيى مدركاً لذلك [206]

أعلن يحيى حميد الدين نفسه ملكا وتعرضت مملكته لتحديات عديدة أبرزها حربه مع إبن سعود وثورة الدستور بقيادة عبد الله الوزير وعلي بن ناصر القردعي المرادي التي أدت إلى مقتله وحروبه مع الأدارسة في عسير والسلطنات نواحي محمية عدن الإنجليزية. كان مذهب المملكة المتوكلية الزيدي أحد أهم العقبات خلف فشل الإمام يحيى بسط سطوته على كافة بلاد اليمن [207] كان محمد بن علي الإدريسي في عسير يود الإتحاد مع الإمام يحيى وينهي النزاع بينهما على الحديدة شريطة إعتراف الإمام يحيى بالإدريسي حاكما على عسير لكن الإمام الزيدي كان متعنتا ويرغب بإخراج الإدريسي من اليمن كلها بحجة أنه "دخيل عليها" لأصوله المغربية [208]

بسط الإمام يحيى حميد الدين سلطته على وسط البلاد عام 1911 ودعا القبائل والسلاطين جنوب البلاد للوحدة اليمنية وقتال الإنجليز عام 1912[209] مما حدا بالإنجليز لتبني سياسات أكثر صرامة لحماية محمية عدن الإنجليزية وبث النزعات الإنفصالية بوصف سكان عدن ورعايا المشيخات بالـ"جنوبيين" عوضا عن يمنيين[210] كان الأدارسة يسيطرون على جيزان وعسير وعقدوا معاهدة صداقة مع الإنجليز عام 1915 و بدأو بتلقي المساعدات المالية عام 1917 [211] وأقام الإنجليز معاهدة مشابهة مع إبن سعود عرفت بمعاهدة دارين بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير [212] قاتل الإمام يحيى حميد الدين الأدارسة وسيطر على الحديدة وفرض حصار مما اضطر حسن الإدريسي إلى التحالف مع عبد العزيز آل سعود. حاول الإمام يحيى غزو المناطق الجنوبية للبلاد وتوجه الإمام إلى نجران وسيطر عليها وطرد جيش ابن سعود إلا أن تدخل البريطانيون أخيرا وبدأو بقصف جيش الإمام بالطائرات في قعطبة وتعز وأجبروه على توقيع معاهدة معهم مهددين بدعم إبن سعود الذي كان يدعى حينها بملك نجد والحجاز وملحقاتها [213] في نوفمبر 1933 نقض الأدارسة عهدهم مع البريطانيين وإبن سعود وإلتحقوا بالإمام [214] أشرف الإنجليز على مفاوضات بين ابن سعود والإمام يحيى وكانت قوات قبلية من جنوب اليمن في طريقها إلى صنعاء وبدأت أعداد الهاربين من نجران إلى عسير تتزايد فخشي ابن سعود وتعكرت المفاوضات مع الإمام وسيطر على عسير وجازان وحوالي 100 كيلو متر تقريبا من الساحل الغربي بعد صبياء.أهل نجران من قبيلة يام أغلبهم إسماعيلية وعلاقتهم كانت سيئة مع ابن سعود حينها ولكنها لم تكن جيدة مع الأئمة الزيدية كذلك [215] إستطاع ابن سعود استعادة نجران بعد أن سقطت بيد الإمام ووقع معاهدة الطائف عام 1934 وتراجع إلى جازان ووقع الإمام معاهدة شبيهة في نفس العام مع سلاطين جنوب اليمن الخاضع للبريطانيين. في 1974، طلبت السعودية إعتماد الحدود نهائيا ووافق وزير الخارجية اليمني آنذاك على الطلب إلا أنه قوبل برفض شعبي وسياسي كذلك أدى إلى رفضه حتى عُقد إتفاق جدة في 13 يوليو عام 2000 بين علي عبد الله صالح وآل سعود [216]

عام 1948، أقدم علي بن ناصر القردعي المرادي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام، والضابط عبد الله الوزير ونجل الإمام يحيى، إبراهيم حميد الدين بمحاولة إنقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد قُتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ ناصر أصابت رأسه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل إستطاع خلالها إجهاض الثورة الدستورية وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الإنقلاب الدستورية[217]

في عام 1955، قام قائد جيش الإمام المقدم أحمد بن يحيى الثلايا بمحاصرة قصر الإمام في تعز. وأختلف قادة الإنقلاب حول تحديد مصير الإمام. فمنهم من رأى قتله و منهم من رأي تعيين أخاه "سيف الله" عبد الله بن يحيى حميد الدين. قامت نساء بيت حميد الدين بقص شعورهن وإرسالها في أظرف إلى القبائل كاتبين " ياغارة الله بنات النبي" من باب إثارة حمية القبائل الزيدية للدفاع عن أعراض بنات بني هاشم الذي تنتمي إليهم الأسرة الحاكمة ـ أو كما هو متعارف عليه ـ فشنت القبائل هجوما على تعز وأفشلت مخطط الضباط وأعتقل أحمد الثلايا و"حوكم" في ملعب لكرة القدم في المدينة وحكم عليه بالإعدام قال حينها جملته المشهورة حينها جملته المشهورة :" قبحت من شعب أردت لك الحياة فأردت لي الموت" [218]. وسجن الإمام كل من :علي محمد السنيدار وأحمد المروني ومحمد الفسيل وصالح السنيدار وحسن العمري وعبدالسلام صبرة وكهولاء كان لهم أداور قيادية في ثورة 26 سبتمبر.

في أواسط خمسينيات القرن العشرين، أدرك الإنجليز أنهم لن يستطيعوا إدارة المستعمرات وإحتاجوا إلى وحدة سياسية مستقرة تبعد عدن عن الموجة القومية العربية التي إجتاحت المنطقة وتبقي لهم نفوذا وقدرة على إدارة عدن من لندن فأقاموا ماعُرف بإتحاد إمارات الجنوب العربي عام 1959 [219] كان من مصلحة السلاطين والمشيخات التوقيع على هذا الإتحاد للبقاء ولكن هذه المشاريع الإستعمارية لم تلقى قبولاً من القوى الناصرية والإشتراكية فقد وصف جمال عبد الناصر ذلك الإتحاد بـ"الجنوب العربي المزيف"[220]

قامت ثورة 26 سبتمبر في 1962 إستطاعت إسقاط المملكة المتوكلية وتدخل فيها الجيش المصري لصالح الثوار. وقفت السعودية والأردن وبريطانيا إلى جانب الإمام البدر في ثورته المضادة [221] قامت الثورة لإن الحكم الإمامي أبقى شمال اليمن معزولا عن العالم الخارجي فلا كهرباء ولا بنية تحتية للبلاد. أخرج الإمام أحمد الضباط من السجون وعينهم في مناصب قيادية أملا في طي صفحة إنقلاب 1955. وبدأ الضباط وعدد من رجال القبائل مثل سنان أبو لحوم بتشكيل خلايا وأول عملية نفذوها كانت إغتيال الإمام أحمد على يد عبد الله اللقية ومحمد العلفي في الحديدة إستمرت المناوشات وطلب الضباط دعما من جمال عبد الناصر الذي رد قائلا :" نبارك خطواتكم وسنكون مستعدين لدعم الثورة اليمنية". خشيت السعودية من المد الناصري فأرسلت أموال وأسلحة لدعم القبائل الموالية للإمام البدر و إشترك إلى جانب الملكيين قوات من المرتزقة من جنسيات مختلفة [222] تم وضع خطة الإنقلاب في مدينة جرمش بألمانيا حيث إجتمع عبد الرحمن البيضاني وعبد الغني مطهر. أعلن قيام الجمهورية الثورية في 26 سبتمبر 1962 بعد يوم واحد من الاقتتال مع القوات الملكية ومحاصرة قصر الإمام البدر الذي تمت إذاعة خبر وفاته رغم أنه كان لا يزال حيا. وأعترف الأميركيون بالجمهورية العربية اليمنية في 14 نوفمبر 1962 شريطة إنسحاب المصريين وهو ماخيب ظن السعوديين كثيرا [223] وقامت السعودية والأردن ومن خلفهما بريطانيا بدعم الإمام البدر وإغراق اليمن بالأموال لإفشال الثورة في شهر أكتوبر من نفس العام وإدعى السعوديون أن الجيش المصري إخترق الحدود على هيئة حجاج وكانت مكيدة مدبرة من القيادة السعودية [224] ولم يكن الخوف من المد الناصري الدافع الوحيد للسعوديين لدعم الإمام الزيدي، بل لمخاوف أن جمهورية قوية في اليمن قد تنهي الهيمنة السعودية على شبه الجزيرة العربية. شكّل إنسحاب الجيش المصري بعد النكسة عام 1967 ضربة للجمهوريين فحوصروا في صنعاء فيما عرف بحصار السبعين ورغم تفوق الملكيين والإمدادات التي لا تنقطع، إنتصر الجمهوريين وإستطاعوا فك الحصار عن صنعاء في فبراير 1968 [225] وأدرك السعوديون بحلول العام 1975 أن مساعيهم لإضعاف الجمهوريين لن تنجح وهو مادفعهم لإستعمال وسائل مغايرة[226]

تزامنت الثورة ضد الإمامة في شمال البلاد، مع مساعي الجنوب للتخلص من الوجود البريطاني في عدن. كانت عدن جزءا من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني. كانت المستعمرة ـ المدينة أكثر تقدما وعمارا ونسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة أما المناطق القبلية المحيطة بها حضرموت وشبوة وأبين لم تختلف كثيرا عن المناطق الشمالية لليمن [227] عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بمحمية عدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الأخرين ويرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر [228] في خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبد الناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة صوت العرب وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر فعرض إقامة ماعرف بإتحاد الجنوب العربي وهو اتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في أرجاء المستعمرة أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للاستقلال الكامل[229] وظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين وأعلنت حالة الطوارئ (إنجليزية: Aden Emergency) في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي. وإستمرت هجمات الفصائل حتى إنسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون بثلاث سنوات وقامت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية [230] كان جمال عبد الناصر يرغب في "إذلال" الإنجليز في الجنوب ولم يرضى بخروجهم سلمياً ولذلك إستمر بدعمه لجبهة التحرير القومية [231] خلال الثورتين زادت مشاعر القومية اليمنية في أوساط الشعب والضرورة إلى الوحدة ولكن لإختلاف طبيعة الأنظمة الإقتصادية والسياسية لم تتحد الدولتين حتى 1990 عقب سقوط الإتحاد السوفييتي [232]

خلافا لألمانيا الشرقية والغربية أو كوريا الشمالية والجنوبية، كانت العلاقة بين شطري اليمن ودية نسبيا. كانت هناك مناوشات قصيرة بين الدولتين في 1972 و 1979. تم توقيع إتفاقية القاهرة بين البلدين في 28 أكتوبر 1972 وأتفقوا على عدة خطوات تأسيسية للوحدة تم إلغاء الإتفاقية من قبل شمال اليمن لمخاوف من نهج الاشتراكية المتبع في الجنوب [233] كانت هناك محاولات للوحدة أيام الرئيسين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي بل إتفق الرئيسان على إعلان الوحدة عام 1977 إلا أن كلا الرئيسيين أغتيلا في ظروف غامضة لم يتم البت فيها حتى الآن[234]

تم عقد إتفاق آخر في الكويت عام 1979 بين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل نص على وحدة فيدرالية بين الشطرين. حكومة في صنعاء وأخرى في عدن[235] في نوفمبر عام 1989 وقع علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض إتفاقية تقضي بإقامة حدود منزوعة السلاح بين البلدين و السماح للمواطنين اليمنيين بالتنقل بين الدولتين بإستعمال بطاقة الهوية وتم إعلان الوحدة رسميا في 22 مايو 1990 وإعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد وعلي سالم البيض نائب لرئيس الجمهورية.

قامت حرب أهلية بين شهري مايو ويوليو عام 1994 بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني خلفت مابين 7000 - 1000 قتيل [236] شعر الحزب الاشتراكي أن البرلمان المنتخب ديمقراطياً لا يمثلهم كون الأغلبية من المحافظات الشمالية لليمن إشتبكت القوات وقدم أنصار علي ناصر محمد الجنوبيين الدعم للقوات الحكومية والقبائل وإشترك في الحرب حزب التجمع اليمني للإصلاح وكان عبد الوهاب الديلمي وعبد المجيد الزنداني من أبرز دعاتها بالإضافة للشباب اليمني العائد من الجهاد في أفغانستان. دعمت السعودية الحزب الاشتراكي خلال الحرب للإنفصال على الرغم من موقفها المعلن والمعروف من هذه التوجهات السياسية [237] إلا أن موقفها آنذاك هو إمتداد لحساسية قديمة لأي مظهر من مظاهر الوحدة في اليمن من سبعينيات القرن العشرين [238] إنتصرت الحكومة اليمنية التي تصف الحرب بحرب الدفاع عن الوحدة بينما يصفها كثير من أبناء المحافظات الجنوبية بحرب إحتلال وترفض الحكومة اليمنية الوصف مشددة على أنها إنتصار للوحدة اليمنية مع إقرارها بالممارسات التي توصف بالتعسفية عقب إنتهاء الحرب [239] إذ أن الكثير من الأراضي والممتلكات أقتطعت لصالح مسؤولين ومشايخ قبليين من المحافظات الشمالية للبلاد. أسس أبناء المحافظات الجنوبية عدة حركات سلمية التي تجمعت في قوة احدة تعرف بالحراك الجنوبي للمطالبة بحقوق الجنوبيين الذين يشعرون أنهم يتعرضون للإقصاء والتهميش من قبل الحكومة اليمنية. ودعت منظمات حقوقية عالمية الحكومة اليمنية للإستماع لمطالب الجنوبيين وأدانت سياستها إتجاه المظاهرات السلمية التي بدأت في عدن منذ 2007 [240]

ضعف وهشاشة الأساس الذي قامت عليه الوحدة الوطنية عام 1990 والتدخل السعودي بهذه الصورة السبب الأكبر لمشاكل اليمن المستمرة فقد أظهرت الثقافة السياسية تعصباً ولا تسامحا مع الإختلافات المناطقية والمذهبية فالمجتمع اليمني متنوع وأكثر بكثير مما كان تعتقده النخب السياسية في صنعاء والذين عرَّفوا المصالح الوطنية وفقاً لمصالح ذاتية ضيقة مرتبطة بنخب صنعاء ولا أحد سواهم سواء في صعدة أو تهامة وجنوبي البلاد [248]

نظام الحكم

الشعار الوطني: الله ،الوطن، الثورة، الوحدة

الشعار الوطني: الله ،الوطن، الثورة، الوحدة

رسمياً نظام الحكم هو نظام جمهوري تمثيلي ديقراطي يكون فيه الرئيس رأس الدولة ورئيس الوزراء (الذي يعين من الرئيس) رئيسا للحكومة. السلطة التنفيذية بيد الحكومة والسلطة التشريعية تخضع لتداول الحكومة ومجلس النواب اليمني والسلطة القضائية مستقلة كما المادة رقم (149) من الدستور[264][265] المدة الرئاسية التي ينص عليها الدستور هي 7 سنوات و 6 سنوات للنائب وحق التصويت مكفول لكل مواطن فوق 18 سنة. يتمتع الرئيس بصلاحيات دستورية واسعة جعلت من منصبة الطرف الأكثر تأثيراً وهيمنة في النظام السياسي والقوات المسلحة واجهزة الأمن والإقتصاد والقضاء .

دستور اليمن

دستور اليمن هو الدستور أو القانون الذي يحدد نظام الحكم في اليمن، تم الإستفتاء عليه في 15 مايو و 16 مايو من عام 1991م، وهو يعرف اليمن كدولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، و أن الإسلام دين الدولة ومصدر جميع التشريعات [266]

أدخلت على الدستور تعديلات في فترات زمنية متقاربة، لم تتعدَّ سبع سنوات، التعديل الأول تم إقراره في عام 1994م، وفي فبراير 2001م تم إقرار التعديل الثاني، التعديلات التي أدخلت على الدستور في عام 1994م كانت لها أسباب تتصل بإزالة التناقض الذي كان موجوداً في الدستور، باعتبار أن صياغته تمت في فترة سابقة، وفي ظل ظروف وملابسات فترة ما قبل الوحدة، واختلاف التوجهات الفكرية والسياسية بين دولتي اليمن. وأيضا لاستيعاب التطورات السياسية التي ترتبت على حرب صيف عام 1994م، وفي مقدمتها انتهاء عملية التنازع على السلطة بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وقيادتيهما، وحاجة البلاد إلى التغيير في شكل رئاسة الجمهورية، من مجلس للرئاسة إلى ’’رئيس للجمهورية ونائبه’’، إضافة إلى تأكيد هوية البلاد السياسية والفكرية، وتحديد طبيعة التوجهات الاقتصادية للدولة، وإزالة التعارض الذي تضمنه الدستور في هذين الجانبين. [267] أما التعديلات الدستورية التي أقرت في 20 فبراير 2001م فكانت في إطار رغبة السلطة في إعادة صياغة بعض المواد لتتوافق مع حقيقة الواقع، لاسيما ما يتعلق باختصاصات رئيس الجمهورية، فبرغم من أن دستور عام 1990م وتعديلاته عام 1994م ، تضمنا صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية جعلت النظام اليمني من الناحية الدستورية أقرب إلى النظام الرئاسي ، إلا أن صلاحيات الرئيس في الجوانب العملية كانت أكبر بكثير مما هي عليه في الصياغة الدستورية، ولهذا رغبت السلطة في إجراء تعديل الدستور لتحدث تقارب بين ما هو محدد في الدستور، وما هو قائم في الواقع العملي ، وقضت بعض تلك التعديلات بتمديد فترة رئيس الجمهورية إلى سبع سنوات و تمديد فترة مجلس النواب إلى 6 سنوات .

السياحة

أحد شواطئ سقطرى

أحد شواطئ سقطرى

لا زالت الكثير من مواقع الجذب السياحي غير مطورة و تنقصها الخدمات جراء الحروب و الاقتتال الدائم الذي يعاني منه اليمن[333] فاليمن يمتلك أربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي هي سقطرى و صنعاء القديمة و شبام و مدينة زبيد القديمة و رغم ارتفاع عدد السياح إلى 176.98% في اليمن مابين 2004 -2003 إلا أن الحكومة لم تبدي اهتماما بالقطاع السياحي[334] و إرتفع معدل إقامة السياح من 7 أيام إلى 16 يوم و كلها مؤشرات إلا إمكانية تطوير القطاع السياحي في البلاد[335] و أشارت بعض الدراسات أن تنمية قطاع السياحة في اليمن كفيل بإخراجه من دائرة البلدان الأقل نماءا[336] يأتي أغلب السياح إلى اليمن لزيارة سقطرى و الآثار القديمة و التعرف على ثقافة الشعب اليماني. وأشارت وزارة السياحية اليمنية في تقريرها الأخير بشأن التنمية السياحية بأن الخدمات السياحية متواضعة في اليمن وتنعدم تماما في القرى الصغيرة التي تلقى إقبالا سياحيا[337] معظم الفنادق لا ترقى للمعايير العالمية، الإضطرابات الأمنية تؤثر على القطاع السياحي كثيراً وتتمركز قبائل بدوية قرب مواقع تاريخية في مأرب ومحافظة الجوف [338] عام 2007، قتل سبعة سواح إسبان في مأرب وفي 2008 قُتل سائحان بلجيكيان في حضرموت. في 2008 قُتل أربعة كوريين في شبام بحضرموت [339] [340] إختطاف وقتل السياح لا زال معضلة كبيرة في اليمن بالإضافة لمشاكل أخرى مثل عدم أهلية المواصلات البرية والجوية.

التعليم والصحة

كلية الهندسة ـ ذمار

كلية الهندسة ـ ذمار

نشأت الأنظمة التعليمية في اليمن شماله و جنوبه في ستينيات القرن العشرين و نسبة الأمية كانت أعلى مما هي عليه الآن بمراحل و بالذات في المناطق الشمالية للبلاد التي اضطرت للإستعانة بمدرسين مصريين وعراقيين لسد ثغرة عدم وجود معلمين يمنيين. كان الوضع مختلفا في عدن لوجود مدارس إنجليزية وخلال الاحتلال البريطاني للجنوب، كان التعليم متاحا في عدن فحسب وبنيت المدارس عقب الثورة و التي كانت تقتصر على الكتاتيب والمعارف الدينية قبلها أيام حكم الأئمة. وعلى الرغم أن التعليم الأولي مجاني وإلزامي أظهرت التقارير أن نسبة الإلتزام منخفضة وأن كثير من الفتيات بالذات لا ينالن نصيبهن من التعليم لعدة أسباب إجتماعية و ثقافية. تم تبني نظام 9-3 (9 سنوات من التعليم الأساسي، و3 سنوات من التعليم الثانوي). وإلى جانب ذلك، تم تقسيم الدراسة إلى قسمين علمي و أدبي في الصفين 11 و 12. يتم الإشراف على العملية التعليمية في اليمن عن طريق ثلاث جهات (وزارات): وزارة التربية والتعليم التي تشرف على التعليم العام بنوعيه: الحكومي والخاص، وزارة التعليم الفني والتدريب المهني التي تشرف على التعليم الفني والتدريب المهني الصناعي والزراعي والتجاري والصناعي التقني، ووزارة التعليم العالي التي تشرف على التعليم الجامعي بنوعيه: الحكومي والخاص، ومراكز البحوث والدراسات.

زادت معدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي في اليمن من 73 إلى 87% للذكور ومن 28 إلى 63% للإناث بين عامي 1991 و2004 و المشكلات التعليمية الرئيسية في اليمن هي ضعف النظام التعليمي، والاستيطان الغير منظم للسكان، و عدم كفاية التمويل العام، و الافتقار إلى القدرات المؤسسية اللازمة لتقديم خدمات التعليم الأساسي بكفاءة. كذلك كثير من الأطفال يلتحق بسوق العمل من سن مبكرة لإعالة عوائلهم و هو السبب الرئيسي في عدم الإهتمام من قبل الأسر بإلزام أطفالهم على اللحاق بالمدارس و حاجة الأطفال إلى العمل لإعالة أسرهم التي تثبط الأطفال عن الالتحاق بالمدارس.

قطاع الصحة تطور في اليمن عبر العقود الماضية و لكنه تطور نسبي. فالتغيير في قطاع الخدمات بشكل عام غير متقدم و ينقصه الكثير فالحديث عن أي تطور يكون نابعا من مقارنة بأيام الحكم الإمامي الذي كان يفتقر لكل أشكال البنية التحتية. إزداد عدد المستشفيات و الوحدات الصحية والمراكز الصحية وعدد الأسرة و الكوادر الطبية. هذا إلى جانب التوسع في إنشاء المراكز الوقائية و العلاجية، إضافةً إلى انتشار الخدمات الصحية، و برامج التحصين، و مكافحة الأمراض. و بالرغم من توجه الدولة نحو تطوير و تحسين قطاع الصحة و رفع مستوى الخدمات التي يقدمها هذه القطاع والتحسن الملموس في بعض المؤشرات الصحية - إلا أن اليمن لا يزال في مصاف الدول التي تعاني كثيراً من المشاكل و الأمراض الصحية؛ كون هذا القطاع لا يزال يواجه الكثير من التحديات وأهمها تدني نصيب الصحة من الإنفاق العام و الذي يتراوح بين (3-4)% تقريباً مما جعل الكثير من المراكز الصحية تعاني من نقص في تجهيزاتها وفي مواردها المالية وكوادرها الفنية ولطبية إضافةً إلى محدودية انتشار الخدمات الصحية وإنعدامها في الأرياف.

أظهرت عدة دراسات أن القات مسؤول عن عدد من المشاكل الصحية بإختلاف المزراع التي ينتج فيها. فالقات الذي يزرع في مزارع بإستخدام مبيدات كيميائية أكثر ضررا من ذلك الذي يزرع دونها. و رغم أن القات يحتوي على على منشطات ذهنية. إلا أنه سبب رئيسي في إنتشار سرطان الفم و احتشاء عضل القلب و هايبومانيا (لاتينية:Hypomania) و هي حالة من النشاط الزائد و العصبية.حالات الإصابة بسرطان الفم هي الأعلى من بين أنواع السرطان في اليمن. فيمكن إعتبار تخزين القات أحد أهم المشاكل الصحية التي تواجهها اليمن و تكلف قطاع الصحة الضعيف أصلا الكثير من الأموال.

الثقافة

خنجر يماني قديم من الأنواع التي كانت ترتديها الطبقات الثرية قديما في اليمن، عليه كتابة باللغة العبرية على مقبضه تشير إلى اسم الصانع كما جرت عادة الصناع اليهود في اليمن، أمهر صناع الخناجر اليمنية

خنجر يماني قديم من الأنواع التي كانت ترتديها الطبقات الثرية قديما في اليمن، عليه كتابة باللغة العبرية على مقبضه تشير إلى اسم الصانع كما جرت عادة الصناع اليهود في اليمن، أمهر صناع الخناجر اليمنية

ثقافة اليمن غزيرة و غنية بمختلف الفنون الشعبية من رقصات وأغاني والزي والحلي النسائية والجنبية تختلف من منطقة لأخرى تعود بأصولها لعصور قديمة جدا و لها دور في تحديد معالم الهوية اليمنية وقوميتها [341] الرقصة الشعبية الأكثر إنتشارا في اليمن هي رقصة "البرع". وكلمة "برع" مشتقة من "يبرع" أو "البراعة" في التحكم بالخنجر تختلف أنماط الرقصة بإختلاف المناطق والقبائل وكلها تتميز عن الأخرى بالموسيقى المصاحبة و سرعة الحركة و على إختلافتها إلا أن كلها رقصات حرب وقتال ضاربة في القدم ومقتصرة على القبليين فقط لم لها من دلالات ومعاني. وأهم معاني البرع هو تعليم أبناء القبيلة أن يعملوا كمجموعة مترابطة في ظروف صعبة [342]

تختلف الأمور إلى حد ما في المناطق الجنوبية للبلاد فالبرع ليس منتشرا في تعز وحضرموت وعدن والمهرة والرقصات الشعبية في هذا الجزء من اليمن دخلت عليها عوامل خارجية لإنفتاح سكان تلك المناطق على العالم الخارجي تاريخيا أكثر من سكان المناطق الجبلية أو سكان البادية في مأرب والجوف وبادية حضرموت [343] من أشهر الرقصات جنوب البلاد الزفين الشرح والشبواني والأخيرة لها جذور تتعلق بالحرب فكلمة "شرح" تعني النصر [344] إلا أن أهل حضرموت أثروا على غيرهم من الشعوب كذلك فرقصة زافين الماليزية هي حضرمية أصلا [345] وتختلف الرقصات بإختلاف الطبقات الإجتماعية في حضرموت فكان قديما "للعبيد" زامل ورقصات خاصة بها لا يشترك فيها رجال القبائل [346] لليهود في اليمن رقصة مشهورة تدعى الخطوة اليمانية (عبرية:צעד תימני تساعاد تيماني ) يتشارك فيها الجنسان و لا يستعمل فيها أي نوع من الأسلحة إلا أنها تتشابه مع رقصات أخرى في اليمن و تؤدى في الأفراح غالبا.

يعتبر امتلاك السلاح أمرا مألوفا و جزء من شخصية اليمني إبتداء بالخنجر إلى الأسلحة الثقيلة التي يمكن شرائها في الأسواق إلا أن هناك أسبابا سياسية وراء إنتشار السلاح في اليمن فالحكومة المركزية ضعيفة و هيكلتها قبلية خالصة. فلم تكن هناك جهود جدية للحد من إنتشار السلاح بين المدنيين و لا حتى إخراطهم في قوات منظمة. فعلاقة الجيش بالقبائل قوية ومتباينة وكثير من أبناء القبائل قد لا يكون منخرطا في القوات الحكومية إلا أن ولاءات قبلية و مصالح تدفعه أو لا تدفعه لمشاركة الجيش في عملياته المختلفة. فإعتماد السلطة على القبائل بهذا الشكل أحد أهم عوامل إنتشار السلاح في اليمن رغم بعض القرارات العلنية الصادرة في الأعوام الماضية عن تقنين السلاح و تجارته. هناك من 61 ـ 81 (أعلى إحتمال) قطعة سلاح لكل 100 مدني في اليمن [347] وإحصائية " 60 مليون قطعة سلاح " غير صحيحة و لا تعتمد على دراسات و لا تعدو أن تكون تخمينا لإن أعداد الكلاشنكوف حول العالم أجمع لا تتجاوز 100 مليون قطعة [348]

خنجر يماني قديم من الأنواع التي كانت ترتديها الطبقات الثرية قديما في اليمن، عليه كتابة باللغة العبرية على مقبضه تشير إلى اسم الصانع كما جرت عادة الصناع اليهود في اليمن، أمهر صناع الخناجر اليمنية

تختلف أنماط اللباس بإختلاف المناطق و القبائل بل إنه كان قديما بالإمكان التعرف على قبيلة الرجل من جنبيته وعمامته تعود أصول الجنبية إلى عصور قديمة فعدد من التماثيل القديمة أظهرت تقليدا مشابها للجنبية [349]. ويتوارث صناعة الجنابي عائلات معروفة وكان اليهود قديما من أمهرهم في صناعة الغُمد. يرصع أهل البادية خناجرهم بالعقيق اليماني في مأرب وحضرموت في حين أهالي صنعاء يكتفون بالمعدن فيزرعون جنابيهم بالفضة والذهب و اللاز (برونز) مع مقابض من قرون البقر وتتنوع أغطية الرأس في اليمن وبالذات في حضرموت فرحلات أهلها التجارية أضفى على أغطية رؤوسهم تنوعا. و تختلف العمامة أو "العمة" في المهرة و حضرموت عن المناطق الشمالية للبلاد لقربهم من سلطنة عمان. و يرتدي بعض اليمنيين القاوق الذي يصنع من قماش قطني بشكل كوفيتين يوضع بينهما قليل من القطن. وكان يلبسه الفقراء و الأطفال الصغار. و كثيرا ما يستخدم هذا القاوق قاعدة للعمامة. وهناك قاوق القص الذي قدم من جنوب شرق آسيا و يظهر ذلك في أغطية بعض اليمنيين المتصلين بهم و تختلف العمائم بإختلاف الطبقة ـ أو كانت كذلك على الأقل.

كانت النساء قديما ترتدي زيا مغايرا للعباءة السوداء المنتشرة حاليا والتي دخلت اليمن قريبا. فالعادات والتقاليد اليمنية و طبيعة الشعب الزراعية لم تعرف اللون الأسود وكانت المرأة اليمنية ولا زالت في المناطق النائية تخرج و تهتم بأرض أهلها و كإختلاف الخناجر و العمائم عند الرجال بسبب المناطق و القبائل فإختلاف المناطق أضفى تنوعا على زي النساء في اليمن. دخلت العباءة السوداء بشكلها الحالي مع إزدياد تأثير الجماعات الدينية في اليمن [350] كانت الفتيات الصغيرات يرتدين غطاء رأس إسمه "قرقوش" تبقيه الفتاة على رأسها دلالة على عذريتها ولا زالت هذه العادة متواجدة في القرى شمال اليمن.

استخدام المجوهرات قديم في اليمن وإختلافات بسيطة تطرأ على الشكل و موضع اللباس من منطقة لأخرى. فقد عرف اليمنيون منذ القدم أنهم تجار ذهب وفضة و رصد كتبة العهد القديم ذلك وتصنع الحلي يدويا و وتزين بالفصوص والأحجار المختلفة الكريمة مثل المرجان والعقيق و الياقوت واللؤلؤ والكهرمان والزمرد التي يتم استخراجها من مناجم يمنية [351]

عدت منظمة اليونيسكو اللون الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه و صيانته وتدور الأغاني الصنعانية حول الحب والغزل وتنتهي غالبا بصلاة على النبي محمد. أغلب كلماته من مدرسة الشعر الحميني التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى و هو مزيج بين اللهجة المحلية والفصحى.

للأسف كثير من المؤلفين الأصليين لهذه الأشعار مجهولون ونسبت قصائدهم دون أي أدلة للأئمة الزيدية الذين كانوا يفرضون عقوبات على المغنيين أصلا وينظرون إليهم نظرة دونية. ويعرف الغناء الصنعاني بالبلبلة وهي مرادف الدندنة في حضرموت وعدن. وضياع أسماء الشعراء لأسباب إجتماعية ودينية قديمة هو أحد أهم أسباب سرقة التراث اليمني ونسبه إلى شعراء من دول مجاورة بل إن بعض الإنتحال يحدث لقصائد وأغاني يعرف اليمنيون مؤلفوها جيدا [352] وقامت منظمة اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية بجهود لتوثيق الفن اليمني مؤخرا [353]

من الفنون الغنائية المهمة في اليمن الفن الحضرمي وأبرز شعراءه حسين المحضار و أبو بكر سالم بلفقيه وهو فن إنتشر في الجزيرة العربية أكثر من الصنعاني ووصل إلى جنوب شرق آسيا [354] ومحمد جمعة خان الهندي الأصل الذي أدخل ألحانا وإيقاعات هندية على الموسيقى في حضرموت. والفن العدني كذلك و أشهر مغنيه محمد مرشد ناجي و محمد سعد عبد الله و فيصل علوي. بقي التراث اليمني الذي بلونه القديم ولم يتغير رغم بعض المحاولات من فنانين مثل أحمد فتحي و فؤاد الكبسي و من المغنيين اليمنيين المعروفين في اليمن أيوب طارش الذي غنى العديد من الأغاني الوطنية وأحمد السنيدار الذي تفرد بالغناء الصنعاني و لم يخرج عنه .

للشعر أهمية كبيرة عند اليمنيين لطبيعة الشعب القبلية وإفتخار القبائل بشعرائها قديما وحديثا. من أبرز الشعراء الحداثيين في اليمن الشاعر عبد الله البردوني وعبد الله عبد الوهاب نعمان مؤلف كلمات النشيد الوطني اليمني وعبد العزيز المقالح . يوجد لون منتشر في اليمن يسمى الزامل و هو نوع من "الإنشاد" يختص به أبناء القبائل ويكثر منه أثناء الحروب و المعارك وهو فن يمني قديم متعلق بالحرب عصور قديمة و كان ذا شكل واحد و هو الحرب لا غيرها وهو الذي يبدأ بصيغة النداء "يا.." غالبا. تطور الزامل عبر العصور و ظهرت زوامل مثل زامل الترحيب والرثاء و الأعراس و الهجاء والتربيع (الإنضمام في حلف لقبيلة أخرى) وغيرها و تختلف ألحان الزامل من منطقة لأخرى في البلاد [355] نصيب اليهود من الأغاني اليمنية كبير و غني كذلك و أشهر الشعراء اليهود اليمنيين الهاخام الأشهر بين يهود اليمن شالوم الشبيزي الذي عاش و توفي في تعز في القرن السابع عشرأغلبها ذات طابع ديني حافظ عليه اليهود اليمنيين.

الصحافة والإعلام

وكالة الأنباء الرسمية في اليمن هي وكالة الأنباء اليمنية سبأ. تخضع وسائل الإعلام في اليمن لتأثير وزارة الإعلام و تخضع للوائحها التنظيمية و تملك محطة التلفزيون والراديو الوحيدة في اليمن. إلى أن ظهرت قنوات أخرى في العشر سنوات الماضية مثل قناة سهيل التي يملكها حميد الأحمر وقناة السعيدة تقول الحكومة اليمنية أنها لا تراقب محتويات الإنترنت و لكن أظهرت عدة تقارير عن حجب الحكومة لمواقع سياسية ودينية تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة أوالحرب على الإرهاب [362] حرية الصحافة في اليمن كانت إلى أحداث ثورة الشباب أفضل من نظيرتها العربية وخاصة في الجزيرة العربية (بإستثناء الكويت). مع ظهور الحركات الإحتجاجية رصدت المنظمات الحقوقية عمليات إعتقال لصحفيين وبعض الإعتقالات تكون بتوجيه من الولايات المتحدة كما هي قضية الصحفي عبد الإله شائع الذي سجن بسبب تقريره عام 2009 عن قصف الطائرات الأمريكية لأبين و تفنيده لمزاعم حكومة علي عبد الله صالح أنها من نفذ الهجوم وهو ما أكدته منظمة العفو الدولية ووثائق ويكيليكس [363] [364] احتل اليمن المركز رقم 169 في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2013 رغم التغيير الطارئ على الحكومة [365]

أصدرت أول صحيفة الجزيرة العربية عام 1878 في صنعاء [366] توجد 89 صحيفة في اليمن تسع منها حكومية وحوالي 30 ممثلة لأحزاب و 50 مستقلة. وهناك عدد من الصحف الإلكترونية التي تلقى رواجا عند اليمنيين.

قراءة 8174 مرة