لماذا خلق الله العصاة وهو يعلم بما سيفعلون؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
لماذا خلق الله العصاة وهو يعلم بما سيفعلون؟

لماذا خلق الله الناس وهو يعلم أنّ منهم من سوف يعصيه ويفسد ويؤذي الآخرين، وبالتالي سيكون مصيرهم العذاب؟

إنّ هذا السؤال يحمل نفس الخلفية التي انطلق منها سؤال الملائكة لله تعالى حينما أخبرهم عزّ وجل بمشروع خلق الإنسان، فقال لهم :" اِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" فقد سألوا –بصورة الاعتراض-: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"1.

إنّ مداخلة الملائكة هذه تتألف من أمرين:
الأول: يتعلّق بالمستقبل الأسود للإنسان الذي فيه إفساد وسفك للدماء.
الثاني: يتعلّق بالمقارنة بين الإنسان المختار الذي سيؤدّي اختياره إلى ذلك المستقبل الأسود وبين الملائكة المسيّرين في سلوكهم، فهم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"2 وبالتالي هم لا يفعلون إلا الخير وما يسلكون إلا طريق الكمال.

وقد أجمل الله تعالى بداية الجواب بقوله عزّ وجل: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"3.

وهذه الإجابة الابتدائية لم تنطلق من خطأ في سؤال الملائكة، ولا من استنكار لما ذكروه من مستقبل الإنسان. ونحن اليوم نعلم بوضوح أنّ الإنسان قد أفسد في الأرض، وسفك الدماء، بل إنّ نظرة سريعة فيما اقترفه ويقترفه الصهاينة وغيرهم يؤكّد ذلك بوضوح تام، ومن هنا نفهم أنّ جواب الملائكة انطلق من أمر آخر هو قصور معرفي؛ لأنهم اقتصروا في نظرتهم إلى جزء من لوحة الإنسانية، ولم يطلعوا على كامل اللوحة وتمامها.

ومما يشهد لذلك هو جواب الله تعالى للملائكة: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"4. فالمشكلة إذاً هي في سعة العلم ودائرة المعرفة.
ولإيضاح الصورة للملائكة أراد الله تعالى أن يُطلع الملائكة على الجزء الآخر من لوحة الإنسان، وعلى الصفحات الأخرى من كتابه الذي اقتصر نظر الملائكة على قراءة الصفحات السوداء منه. لذا "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"5، أسماء من هي؟ إنها أسماء صفوة البشر، إنها أسماء الأولياء، إنها أسماء الحجج، إنّها أسماء من يسلكون درجات الكمال، ومعهم تتكامل الإنسانية.

وسأل الله تعالى الملائكة "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"6.

التفتت الملائكة إلى عجزها وإلى كمال الله تعالى وتنزهه عن كل نقص، وأنّ كل ما عندها هو منه عز وجل فقالت: "قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"، عندها أراد الله تعالى أن يبرز حكمة الخلق والهدف الإلهي الذي سوف يتحقق رغم ذلك الإفساد والسفك للدماء، فطلب من آدم أن ينبئ الملائكة بهؤلاء الأسماء. وحينما أنبأ آدم الملائكة بالأسماء تعرّفت على الصفحات المضيئة والجزء النوراني من لوحة الإنسانية، فترجمت الخضوع لحكمة الله تعالى بهيئة السجود لمن يحمل الأسماء.
من الواضح أنّ فعل الملائكة لم يكن تعبديّاً صرفاً بقرار الله تعالى بالسجود لآدم (عليه السلام)، لأن الله تعالى سلك معها مسلكاً إقناعيّاً من خلال تعليم آدم للأسماء وعرضها على الملائكة.

ونحن نفهم من طبيعة ما جرى أنّ الله تعالى علمهم أمرين:
الأول: المنهجية الصحيحة في التفكير لأجل الوصول إلى النتيجة (أني أعلم ما لا تعلمون).
الثاني: تطبيق المنهجية على خلق آدم (علّم آدم الأسماء).

1- المنهجية الصحيحة للوصول إلى النتيجة
إنّ ما يحسم النتيجة ليس أصل وجود إفساد وسفك دماء ونحوها كما ظنَّت الملائكة، بل هو غلبة الإيجابيات على السلبيات.
وهذه الغلبة ليس من الضروري أن تكون بالعدد والكم، بل إنّ النوع قد يكون هو الأساس في تقييم النتيجة وإضفاء صفة الصحة عليها.

ألا نرى لو أنّ شخصاً أراد أن يكسب مئة جوهرة نفيسة، واقتضى ذلك أن يعمل في مصنع للنفايات الكربونية لمدة عشرة أعوام، فإنّ العقلاء إن اطلعوا على واقع حاله، فإنهم يمتدحونه على ما يقوم به رغم الجهد الذي سيصرفه خلال السنوات العشر، فالجواهر المئة تبرّر وجود معمل نفايات يمتد لمدة طويلة. إن النوع في هذا المثال غلب الكم في نظرة العقلاء بشكل واضح.

2- تطبيق المنهجية على خلق آدم (عليه السلام)
لقد عرّف الله تعالى الملائكة أن في الوجود البشري جواهر إنسانية تصل إلى ذروة كمالها في خضم معمل الدنيا الذي يحتوي نفايات كثيرة رأت الملائكة آثارها الفاسدة، فسألت بصورة اعتراض: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"8. وأبرز الله تعالى لها تلك الجواهر النفيسة المبرّرة لوجود مصنع الدنيا بعنوان "الأسماء" وهي تمثّل الصفوة من الناس الذين يسلكون باختيارهم وحريتهم سبيل التكامل.وبالتالي فهم الذين لأجلهم خلق الله الإنسان.

توسعة دائرة الفائزين
وإكمالاً للإجابة عن السؤال لم يكتف الله تعالى بنجاح الصفوة في امتحان مصنع البشرية، بل وسّع من دائرة الذين يفوزون بسعادة الآخرة، وهذا ما نفهمه من أمور عديدة دلّ العقلُ على بعضها، ونصَّ المعصومون على بعضها الآخر نعرض منها:

1- عذر القاصر حتى لو كان خاطئاً:
إن حساب الله تعالى يوم القيامة لا يتم على أساس النتائج بحيث من لم يكن من أهل الحق يكون من أهل العذاب، بل إن الحساب الالهي ينطلق من المقدمات التي بنيت عليها العقيدة والتي يلاحظ الله تعالى فيها مدى تقصير أو قصور صاحب العقيدة الخاطئة، فقد يكون الإنسان معتقداً بالباطل، لكنه لم يقصر في الوصول إلى النتيجة، بل كان قاصراً في ذلك، فلا يصح في هذا أن يُحكم عليه بأن مصيره هو استحقاق العذاب.

من هنا استثنى الله تعالى من أطلق عليهم المستضعفين من استحقاق العذاب باعتبارهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، قال الله تعالى :"إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا* إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا"9.

وقد رفض أهل البيت (عليه السلام) ثقافة فرز الناس باعتبار ما يظهر من عقيدتهم وسلوكهم، وهذا ما يظهر جلياً في ما أورده الشيخ الكليني في كتابه الكافي عن زرارة قال:
"دخلت أنا وحمران - أو أنا وبكير - على أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له: إنا نمد المطمار قال: وما المطمار؟ قلت: الترّ، فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه. فقال لي: يا زرارة قول الله أصدق من قولك ، فأين الذين قال الله عز وجل: "إلا المستضعفين من الرجال والنساء والوالدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا" أين المرجون لأمر الله؟ أين الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً؟ أين أصحاب الأعراف أين المؤلفة قلوبهم؟!"10.

2- دور الصفات والسلوك الإنسانية في نجاة الإنسان وإن كان كافراً أو مشركاً
إن كون الإنسان كافراً أو مشركاً لا يعني حتمية عذابه في الآخرة، ففضلاً عن ما مرّ في مسألة تقصير الإنسان أو قصوره في العقيدة أو المسلك، فإنّ الصفات الإنسانية وكذا السلوك الإنساني قد يكونان سبباً لنجاة المشرك والكافر، فحاتم الطائي مات مشركاً لكن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبر ابنته أن الله تعالى بسبب كرمه لا يعذبه في النار؛ لأنّ الكرم صفة إنسانية هي عبارة عن تجلٍّ للصفات الإلهية، لذا قد يكون لها أثر طيب في آخرة الإنسان. وهكذا سلوك الإنسان المنطلق من إنسانيته والذي هو نوع من التجلي الرباني أيضاً قد يكون سبباً لنجاة من لا يحمل العقيدة الحقّة، بل يحمل ضدّها كفراً أو شركاً، وهذا ما ورد في عدة روايات نعرض منها:

- عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إن مؤمناً كان في مملكة جبار، فولع به فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك، فأظلّه، وأرفقه وأضافه، فلمَّا حضره الموت أوحى الله عز وجل إليه: وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها، ولكنها محرمة على من مات بي مشركاً، ولكن يا نار، هيديه ولا تؤذيه، ويؤتى برزقه طرفي النهار"11.

- عن الإمام الكاظم (عليه السلام): "كان في بني إسرائيل رجل مؤمن، وكان له جار كافر، فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتاً في النار من طين، فكان يقيه حرّها، ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتوليه من المعروف في الدنيا"12.

3- التوبة:
فتح الله تعالى باباً للعودة إلى سبيل الكمال حتى لو حصل انحراف من الإنسان، وذلك بفتح باب الإنابة والتوبة له، بل ضمن الله تعالى التوبة من أولئك الذين يعملون السيئات دون عناد بل من طيش وجهالة، فيلتفتون إلى أنفسهم، فيعودون للسير في سبيل تكاملهم، قال تعالى: "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً"13

وحتى لا ييأس من تكررت منه المعاصي فتح الله له باب تتكرر قبول التوبة، حتى لو تعددت المعاصي. وقد عبر عن ذلك بتعبير لافت حينما قال: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"14.

4- الشفاعة
من مات تائباً كان من الفائزين، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، وتفتح باب الثواب الإلهي، أمّا من لم يتب، فإنّ هناك باباً آخر فتحه الله تعالى للناس هو باب الشفاعة التي تعني توسيط الله تعالى لنبيّ أو وصي أو مؤمن ليفيض عز وجل عليه المغفرة.

وقد ورد فيها آيات عديدة مؤكدة للشفاعة من ناحية، وبأنها من الله تعالى، وليس من شفيع يستقلّ بشفاعته، قال تعالى: "اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ."14".
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ"15.
"يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلً"16.

وفي الحديث النبوي الشريف: "ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء"17.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): "إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"18.

5- الرحمة
وإضافة لكلّ ما مرّ يبقى أمام الإنسان في عالم الآخرة رحمة الله تعالى التي حدثنا الله تعالى عنها في كتابه العزيز بقوله عز وجل: "فَقُلْ رَبكُمْ ذو رَحْمَةٍ واسِعَة"19.

"وَرَحْمتي وَسِعَتْ كُلَ شَيء"20.

"كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَحْمَة"21.

" رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شيءٍ رَحْمَة"22.

وفي الحديث القدسي المنسوب إلى الله تعالى حول العبد الخاطئ الذي أخفى خطيئته عن الناس:
"عبدي قد ستر ذنبه عن أبناء جنسه، لقلَّة ثقته بهم، والتجأ إليّ لعله يتبعه رحمتي، اشهدوا أني قد غفرتها له لثقته برحمتي، فإذا كان في يوم القيامة، وأوقف للعرض والحساب يقول: عبدي أنا الذي سترتها عليك في الدنيا، وأنا الذي أسترها عليك اليوم"23.

والخلاصة
إن الله تعالى خلق الإنسان ليسير إلى كماله باختياره، فمن سار فإنه حقّق غاية خلقه، ومن لم يسر فإنه خالف باختياره وقد يكون مستحقاً للعقاب، ولكن مع ذلك فتح الله أبواباً لنجاته ليكون الفائزون في الآخرة من أرقى الكاملين نوعاً ومن أوسع المرحومين كماً"

سماحة الشيخ د. أكرم بركات

1- سورة البقرة، الآية30.
2- سورة التحريم، الآية6.
3- سورة البقرة، الآية30.
4- سورة البقرة، 30.
5- سورة البقرة، الآية31.
6- المصدر نفسه.
7- المصدر نفسه، الآية32.
8- سورة البقرة، الآية30.
9- سورة النساء، الآية 97-99.
10- الكليني، الكافي، تصحيح وتعليق علي أكبر غفاري، ط4، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365 ش، ج2، ص382.
11- المصدر السابق، ص189.
12- سورة النساء، الآية17.
13- سورة البقرة، الآية222.
14- سورة البقرة، الآية255.
15- سورة الأنبياء، الآية28.
16- سورة طه، الآية109.
17- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق يحيى العابدي الزنجاني، ط2، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1983م ، ج8، ص34.
18- نفس المصدر.
19- سورة الأنعام، الآية147.
20- سورة الأعراف، الآية 156.
21- سورة الأنعام، الآية12.
22- سورة غافر، الآية7.
23- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج22، ص450.

قراءة 1679 مرة