استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الثلاثاء 28/10/2014 م المسؤولين و القائمين عن شؤون الحج في إيران، و اعتبر البرمجة لمضاعفة فاعلية الحج بنظرة تحولية و إبداعية للاستجابة للاحتياجات المعنوية و الفكرية للمتلقين، و كذلك مواجهة الشبهات و الدعايات التي يبثها أعداء الإسلام، ضرورة من الضرورات، مؤكداً: بناء جدار عازل بين الجمهورية الإسلامية و باقي العالم الإسلامي من أساليب أعداء اتحاد الأمة الإسلامية، و يجب الاستفادة بأفضل شكل من فرصة الحج باعتباره «محشر الأمة الإسلامية» لتهديم هذا الجدار المفتعل و تغيير التصورات و الأفكار الخاطئة المتكوّنة نتيجة دعايات الأعداء الكاذبة.
و في موضوع رفع فاعلية الحج أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى جانبي «تحسين الخدمات» و «تأمين المضامين القيمة التي يحتاجها المخاطبون في الحج» مردفاً: الرفع الحقيقي من فاعلية الحج رهن بالاستجابة للاحتياجات الفكرية و المعنوية للحجّاج، و يجب في هذا الجانب البرمجة لزيادة فاعلية البرامج الجارية من قبيل إقامة مراسم دعاء كميل و مراسم البراءة من المشركين و الملتقيات و المؤتمرات، و كذلك الاستجابة بنظرة تحولية و إبداعية للاحتياجات الفكرية لمخاطبي الحج في خصوص القضايا الراهنة المهمة في العالم الإسلامي.
و من هذه الزاوية أشار قائد الثورة الإسلامية إلى قضية «الوحدة الإسلامية» المهمة باعتبارها حاجة واقعية راهنة للعالم الإسلامي، و أضاف قائلاً: الوحدة و الأخوّة بين المسلمين جزء من مبانينا الدينية، و الجمهورية الإسلامية لا تجامل أحداً في هذا الخصوص.
و أوضح سماحته بأن الوحدة الإسلامية لا تعني عدول الفرق الإسلامية المختلفة عن معتقداتها المذهبية، مضيفاً: الوحدة الإسلامية و هي شعار أساسي للجمهورية الإسلامية معناها أن لا تتعادى الأمة الإسلامية فيما بينها، بل يدعم بعضها بعضاً في القضايا العالمية المهمة.
و ذكّر قائد الثورة الإسلامية بمبادرة الإمام الخميني الجليل (رض) بتبديل شعار الوحدة الإسلامية إلى سياسة رسمية و علنية للجمهورية الإسلامية، و اعتبر أسلوب أعداء اتحاد المسلمين لنقض هذه السياسة الواضحة هو تشييد جدار بين إيران و العالم الإسلامي، و أضاف مؤكداً: من واجب الجميع السعي لهدم هذا الجدار الزائف، و الحج باعتباره محشر الأمة الإسلامية أفضل فرصة و ظرف لهذه المساعي.
و تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بالإشارة إلى الشبهات و الدعايات الضخمة و الكاذبة للعدو بهدف خلق أوهام و تصورات خاطئة بخصوص التشيّع و الجمهورية الإسلامية و إيران العزيزة، كواحد من أساليب فصل الجمهورية الإسلامية عن العالم الإسلامي، ملفتاً: لا يكفي مجرد إصدار الكتب للرد على هذه الشبهات، بل يجب التدقيق في كيف يمكن عن طريق الاستفادة من أساليب التواصل المتنوعة و المتعددة، تغيير الذهنيات المتكونة بالدعايات و التهم الكاذبة.
و اختتم سماحته حديثه بالتأكيد على ضرورة معرفة الآفات و نقاط الخلل و اكتشاف العوامل المؤثرة في تصديق دعايات العدو غير الواقعية.
في بداية هذا اللقاء تحدث حجة الإسلام و المسلمين قاضي عسكر ممثل الولي الفقيه و المشرف على الحجاج الإيرانيين رافعاً تقريراً عن أنشطة الحج لهذا العام. كما تحدث السيد أوحدي رئيس منظمة الحج و الزيارة مقدماً تقريراً ذكر فيه أن 64 ألف حاج إيراني توجّهوا للديار المقدسة هذا العام على شكل 451 قافلة.