المواجهات اليومية الشاملة في الضفة والقدس اصبحت عنوان مرحلة ما بعد الاعلان عن صفقة القرن جراء الغضب الفلسطيني، ولكن الجديد دخول العمليات البطولية من اطلاق نار ودهس الى ساحة المواجهة مع الاحتلال الذي يبدو انه دخل في مأزق متصاعد.
فالعمليات والهجمات تبدو في وتيرة تصعيدية وهذا الامر هو المطلوب بمواجهة صفقة ترامب – نتنياهو وهي العمليات التي ستضع حدا للعجرفة الاميركية الصهيونية والانتهاكات بحق الفلسطينيين وتكرس الثبات على الحقوق مهما كانت المخططات ضد فلسطين واهلها، ورغم سقوط شهداء واصابات من شعب تعود على التضحيات ليؤكد تمسكه بوطنه وحقوقه ومقدساته.
المواجهة مع صفقة القرن بدأت تاخذ اشكالا عدة، ومعالم الرفض تبدّت ابتداء من التظاهرات في اكثر من ساحة في دول العالم، مرورا بالتظاهرات في الارض المحتلة ووصولا الى المواجهات من غزة الى الضفة واخيرا في العمليات البطولية المتنوعة التي تمثلت في عمليات اطلاق نار في مناطق مختلفة طالت جنود العدو اليوم في تكرر للمشهد وتصعيد للمواجهة والاحتكاك مع العدو من القدس الى رام الله الى البيرة والخليل وغيرها مما ينبئ بما هو اكبر ولتضاف تلك العمليات والمواجهات الى عملية الدهس البطولية التي وقعت اليوم.
هذه التطورات المتسارعة دفعت رئيس وزراء العدو الى الغاء خطاب كان مقررا والى الاتجاه لعقد مشاورات امنية لمواجهة المستجدات.
صفعة كبيرة تلقاها كيان الاحتلال في عملية الدهس التي نفذها فلسطيني ضد جنود من لواء غولاني وردود الفعل في الاوساط الصهيونية عكست صدمة الاحتلال واشارت الى التخوف من تصعيد كبير ، وحذر المعلقون الصهاينة من عملية “محاكاة” متكررة للعملية وان تشجع هذه العمليات فلسطينيين آخرين على شن هجمات شبيهة.
يقول المحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشوع في هذا الاطار “علينا ان نحذر من عمليات المحاكاة لان كل عملية تنجح تشجع الاخرين “.
توقُّع الاسوأ عكَسه ايضا كلام المحلل العسكري الصهيوني تال ليف رام الذي قال “ربما تتدحرج الامور لما هو اوسع وعلينا الاستعداد لهذا الامر”.
واكدت الاوساط الصهيونية ان مستوى الجرأة لدى الفلسطينيين يرتفع وان “علينا اخماد النار واحتواء الوضع” في ظل وجود جبهات مقلقة اخرى مثل غزة والشمال.
القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان أكد للمنار على أهميةِ عمليةِ القدس معتبراً انها جاءت في سياق الرد الطبيعي على الانتهاكات اليومية وللردّ على ما يسمى صفقةَ القرن ليؤكد الشعب الفلسطيني من خلال العمليات والثورة الشعبية ان الرد الحقيقي هو باستمرار هذه المقاومة.
وقد أكدت حركة الجهاد الاسلامي ان عملية الدهس التي نُفذت في القدس والتي أدت لإصابة 16 جندياً اسرائيلياً ستشكل بداية مواجهة جديدة تحمل عنوان التصدي لخطة ترامب “الصفقة”، وحماية المقدسات .