رسائل إيرانية من الخليج الفارسي الى البحر الكاريبي

قيم هذا المقال
(0 صوت)
رسائل إيرانية من الخليج الفارسي الى البحر الكاريبي

التحركات العسكرية الامريكية الاخيرة في البحر الكاريبي والخليج الفارسي، لا تخرج عن احتمالين، اما انها تاتي في الاطار الاستعراضي، واما ان تكون محاولة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإستفزاز ايران وجرها الى نزاع محدود بهدف تحقيق انتصار لتحسين حظوظه الانتخابية التي باتت في الحضيض.

ارسال امريكا لاربع سفن حربية الى بحر الكاريبي لعرقلة وصول خمس ناقلات ايرانية تحمل شحنات من البنزين الى فنزولا، وتهديد القيادة المركزية الامريكية الارهابية في الخليج الفارسي للسفن الحربية من الاقتراب 100 متر من القطعات البحرية الامريكية المتواجدة في المنطقة بصورة غير مشروعة، ردت عليها ايران عبر وزارة خارجيتها وقادتها العسكريين.

ايران اعتبرت وعلى لسان وزير دفاعها العميد امير حاتمي ان اي تعرض لناقلات النفط الايرانية المتجهة الى فنزويلا في اطار التجارة القانونية المشروعة بين الدول ، لن يكون قرصنة و ستواجه برد حازم من جانب ايران، وان الاميركيين وغيرهم يعلمون تماما بان ايران لن تتردد لحظة واحدة في الرد.

اما اعلان القيادة المركزية الأمريكية الارهابية بانها ستتخذ ما وصفته باجراءات "دفاعية" حيال اي سفن مسلحة تقترب لمسافة 100 من قطعاتها البحرية، ردت عليه بالقول ان الوحدات البحرية الايرانية في الخليج الفارسي وبحر عمان وكما في السابق ستقوم بتنفيذ مهامها بمنتهى الاحترافية، وما تعلن عنه القوات الاجنبية المتواجدة في المنطقة بطريقة غير مشروعة من اجراءات وقواعد لا تاثير لها على قيام القوات البحرية الايرانية بالمهام المناطة اليها بمنتهى الدقة.

نحن نبني تحليلنا على احتمال ان ترامب يسعى من خلال هذه التحركات الى اختلاق نزاع عسكري محدود مع ايران لتحسين صورته الانتخابية، وهو احتمال في حال صحته لن يكون في صالح ترمب بالمرة، لانه اختار ميدانا خاطئا لاستعرض عضلاته المترهلة، ميدان مواجهة ايران عسكريا، فأقل نتائج هذه المواجهة تعني تمزيق صورة ترامب والى الابد، ليس بسبب امتلاك ايران قدرات عسكرية هائلة فحسب، بل لوجود رجال يمتلكون ارادة لا تعرف التردد او التلكؤ حين يتطلب الامر الضغط على الزناد، وقد خبر العالم بعض هذه الارادة خلال السنوات القليلة الماضية.

يعتقد ترامب ان بامكانه حصر المنازلة مع ايران في نطاق محدود، الا اننا نحيله الى التصريح الواضح والقاطع لرجل خبره ترامب وجنرالاته عندما دك بصواريخه اكبر قاعدة امريكية في العراق، انه قائد قوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد امير علي حاجي زادة، والذي اعلن فيه ان ايران اليوم ليست ايران قبل ثلاثين عاما، فانها سوف لن تستهدف القوات الامريكية في غرب اسيا في نطاق 2000 كيلومتر فحسب، بل ستستهدف كل القطعات البحرية الامريكية في هذا النطاق ومنها حاملات الطائرات في اول منازلة، ولا نعتقد ان ترامب بحاجة ليختبر ارادة وصدق الرجل فقد خبره من قبل.

هناك دول تمتلك من القدرات العسكرية ما تمتلكه ايران واكثر، ولكن ما يميز ايران عنها هو وجود رجال يمتلكون ارادة المواجهة واستخدام القدرات العسكرية دون ادنى تردد ، ما دامت القوة المعادية تهدد مصالح ايران المشروعه وامنها القومي، ولا يهم بعد ان كانت هذه القوة امريكا او غيرها.

المصدر:العالم

قراءة 733 مرة