تصاعدت الاشتباكات في شمال غرب ليبيا منذ بداية العام الجاري، وخلال تلك الاشتباكات تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية (حكومة مقرها في غرب ليبيا ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة) وبدعم واسع النطاق من الحكومة التركية من تحقيق العديد من الانتصارات في ساحة المعركة خلال الفترة القليلة الماضية وتمكنت أيضا من إلحاق الكثير من الهزائم الكبيرة بقوات الجنرال "خليفة حفتر" التي تتلقى الكثير من الدعم من قبل الحكومة السعودية والإماراتية والمصرية. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأنه وبمساعدة القوات والطواقم الاستشارية لأنقرة، وكذلك عناصر الجماعات الإرهابية المرسلة من سوريا، تمكنت القوات الحكومية الليبية من السيطرة على الطريق الساحلي الهام والاستراتيجي الواصل بين طرابلس وتونس في أواخر أبريل الماضي، وفي الأيام الأخيرة من شهر مايو الماضي، تمكنت أيضا تلك القوات الحكومية من السيطرة على 90 في المائة من محافظة "الزوارة" وتطهير مساحة تعادل 2،850 كيلومتر مربع من قوات الجنرال "حفتر".
ولفتت تلك المصادر الاخبارية أن القوات التي يقودها الجنرال "خليفة حفتر" (الحكومة الليبية المتمركزة في شرق ليبيا، والمعروفة باسم الجيش الوطني)، والتي تدعمها بشكل خاص فرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، لم يكن لها بداية جيدة في الأيام الأولى من شهر يونيو الحالي. وكما هو متوقع، واصلت حكومة الوفاق الوطنية عملياتها لتطهير ضواحي العاصمة بالكامل (العزيزية والزاوية والزوراء) وشنت هجمات واسعة النطاق من المناطق الشرقية لمحافظة الزوراء ومن شمال محافظة الزاوية ضد قوات الجنرال "حفتر".
وبعد قتال عنيف، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من طرد القوات التابعة للجنرال "حفتر" وتمكنت أيضا من السيطرة على المناطق الشرقية من محافظة "الزوارة" ومع تقدم هذه القوات الحكومية في هذا المحور خلال الايام القليلة الماضية، أصبحت كانت محافظة "الزوارة" تحت سيطرة هذه القوات الحكومية بالكامل. ولم تكن هذه هي نهاية القصة، ففي الوقت نفسه، شنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية عملية عسكرية من المحور الشمالي لمحافظة الزاوية، وتقدمت نحو المناطق الوسطى والجنوبية الليبية، وألحقت هزيمة ثقيلة أخرى بالقوات التابعة للجنرال "خليفة حفتر". وخلال تلك العملية، تمكنت قوات الحكومية الليبية، وبدعم من القوات التركية وعناصر الجماعات الإرهابية المرسلة من سوريا، من تحرير محافظة الزاوية بالكامل من قوات "حفتر" وتسجيل نجاح آخر للشهر الثالث على التوالي.
وبعد استتاب الأمن والاستقرار في المناطق المحررة حديثاً، واصلت قوات حكومة الوفاق الوطنية التقدم على المحور الشرقي لمحافظة الزاوية وذلك لتطهيرها من قوات "حفتر"، وبعد اشتباكات عنيفة، تمكنت تلك القوات الحكومية من السيطرة على المناطق الغربية والجنوبية الغربية من محافظة العزيزية وخلال الأسبوعين الأخيرين تمكنت تلك القوات الحكومية من تطهير مساحة تعادل 3،315 كيلومتر مربع. وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الميدانية، أن قوات حكومة الوفاق الوطنية تمكنت خلال الـ 70 يومًا الماضياً من تنفيذ العديد من العمليات العسكرية الناجحة في المحور الشمالي الغربي الليبي، وتمكنت من استعادت مساحة تعادل حوالي 6150 كيلومترًا مربعًا واستطاعت أيضا تحرير محافظات الزوارة والزاوية والعزيزية من سيطرة قوات الجنرال "خليفة حفتر".
إن تأمين الحدود المشتركة مع تونس وكذلك إعادة الأمن والاستقرار لطريق "طرابلس – تونس" الاستراتيجي البالغ طوله 480 كيلومترًا، إلى جانب إعادة مصفاة صبراتة المهمة إلى دائرة الإنتاج، هي نتائج هذه العمليات العسكرية الناجحة والمهمة في المحور الشمالي الغربي الليبي التي نفذتها القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية. ووفقًا لأحدث المعلومات، شنت القوات الحكومية أيضًا عملية عسكرية ناجحة بدعم من المقاتلات التركية وطائراتها بدون طيار في العاصمة الليبية، وتمكنت من التقدم في الضواحي الجنوبية الغربية لطرابلس بعد قتال عنيف. وبحسب مصادر ميدانية، فلقد قاومت قوات الجنرال "خليفة حفتر" بشراسة في بعض المناطق، بما في ذلك قاعدة "اليرموك"، خلال الاشتباكات وذلك حتى لا تفقد السيطرة على تلك المواقع الهامة. ولكن في نهاية المطاف تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من السيطرة على العديد من المناطق الهامة والاستراتيجية بما في ذلك "جزيرة الفحم، وقاعدة الحمزة، وجامع قباء، ومسجد أبو ذر الغفاري، وقاعدة اليرموك وحصن الفرجان".
وعلى صعيد متصل، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية وسلطات مدينة "بني وليد" الواقعة غربي البلاد، أن عناصر شركة "فاغنر" الروسية غادروا البلدة الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس عبر ثلاث رحلات بعد انسحاب قوات شرق ليبيا بقيادة الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" من الخطوط الأمامية بالعاصمة. ولقد وجهت مغادرة المسلحين الروس ضربة أخرى لقوات "حفتر" وحلفائه الأجانب من روسيا ومصر والإمارات، والتي تحاول انتزاع السيطرة على العاصمة منذ 13 شهرا لكنها منيت بسلسلة هزائم في الأسابيع القليلة الماضية في قتالها قوات حكومة الوفاق في طرابلس والمعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا.
وأكدت حكومة الوفاق الوطنية الليبية، إن انسحاب مقاتلي فاغنر التي يستعين بها "حفتر" في جنوب طرابلس، جاء عقب تعرضها لهجمات قوات الوفاق في مناطق الاشتباكات في طرابلس. وكشفت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية أنها تمكنت من السيطرة على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس بينها معسكري حمزة واليرموك، ودفعت قوات "حفتر" إلى الانسحاب الى مناطق بينها المطار القديم وحي "قصر بن غشير" جنوب طرابلس.
ومن جهة أخرى، أعلنت غرفة عمليات "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق أن طائرات إماراتية مسيرة قصفت أحياء وقسم النجدة في مدينة غريان جنوب غربي طرابلس. وأضافت الغرفة أن قصف الطائرات الإماراتية جاء بعد ساعات من استهداف قوات "حفتر" مطار "معيتيقة" ومحيطه بصواريخ غراد. وبحسب آخر المعلومات، تواصل الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية الليبية، إلحاق خسائر فادحة بقوات "حفتر"، ولفتت تلك المعلومات إلى أن تلك الغارات نجحت في تعطيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لقوات "حفتر" في شمال غرب ليبيا. وأكدت تلك المعلومات على أن قوات حكومة الوفاق الوطنية نفذت ضربات جوية بطائرات بدون طيار تبرعت بها تركيا لها في وقت سابق، على مواقع قوات الجنرال "حفتر" وهذه الضربات غيرت ميزان القوى في ساحة المعركة. وبحسب مصادر ميدانية، فقد تم استهداف وتدمير ثلاثة أنظمة دفاع جوية على الأقل تابعة لقوات الجنرال "حفتر"، وكان لهذه القضية تأثير كبير على نتيجة الاشتباكات، حيث أدت هذه الانتصارات إلى زيادة سرعة تقدم القوات الحكومية. الجدير بالذكر أن أحد أنظمة الدفاع الجوي المدمرة هو "بانتسير" الذي قدمته دولة الإمارات للجنرال "حفتر"، حيث تمكنت قوات حكومة الوفاق من استهداف ذلك النظام الجوي بطائرات بدون طيار تركية بالقرب من بلدتي "سرت والجفرة".
وتظهر التطورات الميدانية الاخيرة في الساحة الليبية أنه إذا استمر دعم الحكومة التركية لقوات حكومة الوفاق الوطنية، فإن هذه الاخيرة ستواصل عملياتها العسكرية وانتصاراتها الكبيرة على قوات الجنرال "حفتر" على المحور الجنوبي للعاصمة طرابس وسوف تتمكن من التقدم إلى مطار طرابلس الدولي.
المصدر:الوقت