سعى وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" مرةً أخرى إلى إظهار نفوذ بلاده المتضائل عالمياً، من خلال تحدّي مجلس الأمن الدولي لتمديد حظر الأسلحة على إيران، والذي سينتهي في أكتوبر المقبل.
لكن وفقًاً لمجلة "فورين بوليسي"، واجه كبير الدبلوماسيين الأمريكيين انتقاد أصدقاء وخصوم أمريكا لانسحابها من الاتفاق النووي الإيراني قبل عامين.
ووفقًاً للمجلة، في اليوم الذي أخرج فيه الاتحاد الأوروبي أمريكا من "القائمة الآمنة" للدول التي يسمح لمواطنيها بالسفر إلى هذه الكتلة المكونة من 27 دولة، فإن التعامل البارد مع بومبيو أكمل صورة العزلة الأمريكية المتزايدة، وأظهر الاحترام الضئيل للدول الأخرى لإدارة ترامب، التي تجد نفسها على وشك حملة انتخابية صعبة.
ألمانيا بدورها اتهمت واشنطن بانتهاك القانون الدولي بنبرة انتقادية واضحة بسبب انسحابها من الاتفاق النووي، وانضمت إلی الصين بأنه ليس لأمريكا الحقّ في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقبل كلمة مندوب ألمانيا، قال ممثل الصين إن أمريكا ليس لديها الحق في استخدام آلية العودة التلقائية للعقوبات لإحياء عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، وذلك بسبب انسحابها من الاتفاق النووي.
كما قارن مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة العقوبات الأمريكية ضد إيران باغتيال "جورج فلويد" المواطن الأمريكي الأسود الذي قتل على يد الشرطة الأمريكية وأدى مقتله إلى احتجاجات مناهضة للعنصرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقال إن هذه العقوبات مثل ضغط الركبة على الرقبة.
وأضافت فورين بوليسي: كان موضوع اجتماع مجلس الأمن عبر الإنترنت أول أمس، هو مصير الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي يقف علی حافة الانهيار. وإدارة ترامب تسعى إلى القضاء الكامل عليه قبل الانتخابات بحيث لا يمكن إحياء الاتفاق النووي إذا وصلت إدارة ديمقراطية إلى السلطة في الولايات المتحدة. وفي الآونة الأخيرة، أصبح بند في هذا الاتفاق - انتهاء حظر الأسلحة على إيران في أكتوبر - ساحةً جديدةً للمواجهة.
وفي بداية اجتماع مجلس الأمن عبر الانترنت يوم الثلاثاء، وصفت "روزماري ديكارلو" المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريکية ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، الاتفاق النووي بأنه "إنجاز مهم للدبلوماسية والمفاوضات المتعددة الأطراف"، وأعربت عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي، مؤکدةً أن إيران امتثلت لالتزاماتها بموجب الاتفاقية قبل القرار الأمريكي المفاجئ. كما أسفت لانخفاض التزامات إيران النووية منذ يوليو 2019.
وأضافت روزماري ديكارلو: "نحن قلقون أيضاً بشأن الخطوات التي اتخذتها إيران رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. ونتيجةً لذلك، تجاوزت إيران الحدود التي وضعها الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم واحتياطيات المياه الثقيلة. كما انتهكت إيران القيود المفروضة على برنامجها النووي للبحث والتطوير. واليوم، نحثّ إيران مرةً أخرى على تنفيذ هذه الاتفاقية بالكامل".
ووفقًا للتقرير، لقد صاغت إدارة ترامب مؤخرًا مشروع قرار لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، لكن الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن، قالتا إنهما لن تدعما الخطة الأمريكية.
کما کان رد فعل القوى الأوروبية علی ذلك باهتاً، ومن المتوقع أن تقترح تمديد أجزاء من حظر الأسلحة لمدة أقصاها ستة أشهر. ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم الخطة الأوروبية أم لا
المصدر:الوقت