بعد أن منّ الله عليهم الخميس بالوقوف على صعيد عرفات
علاء أبو العينين
توافد حجاج بيت الله الحرام، الجمعة، أول أيام عيد الأضحى (10 ذي الحجة) إلى مشعر مِنى لأداء نُسك "رمي الجمرات".
ووفق ووكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، توافد الحجاج إلى مِنى مهللين مكبرين، مع بزوغ فجر اليوم، قادمين من مزدلفة؛ حيث باتوا ليلتلهم بعد أن من الله عليهم، الخميس (9 ذي الحجة) بالوقوف على صعيد عرفات، الركن الأعظم من أركان الحج.
وبعد وصول الحجاج إلى مشعر مِنى شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه واله .
إذ يلقي الحجاج جمرة "العقبة الكبرى"، وهي أقرب الجمرات إلى مكة، بـ7 حصيات، واحدة تلو الأخرى، مع التكبير أثناء الرمي.
وإذا فرغ الحاج من رمي جمرة "العقبة الكبرى"، يشرع له أن يقوم بذبح الهَدي، وهي الإبل أو البقر أو الغنم، بالنسبة للحاج المتمتع والقارن فقط، ثم يحلق شعره أو يقصره، ويتحلل التحلل الأول من الإحرام، ويقوم بعدها بالتوجه إلى مكة لأداء الطواف.
وبداية من الغد يبدأ الحجاج أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 ذي الحجة)؛ إذ يتوجه الحجاج بداية من صباح كل يوم من مزدلفة إلى منى لرمي الجمرات، لكن هذه المرة لرمي 21 جمرة بداية من الجمرة الصغرى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى، بسبع حصيات لكل جمرة، ويُكبرون مع كل واحدة منها، ويدعون بما شاؤوا بعد الصغرى والوسطى مستقبلين القبلة رافعين أيديهم.
ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وإذا رمى الحاج الجمار يومي السبت (أول أيام التشريق/11 ذي الحجة) والأحد (ثاني أيام التشريق/12 ذي الحجة)، أباح الله له الانصراف من مِنى إذا كان متعجلا، وهذا يسمى النفرة الأولى، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي الجمرات في اليوم
وتأتي مناسك الحج الاستثنائي هذا العام، في ظل تغييرات كبيرة فرضتها جائحة كورونا؛ إذ يقتصر عدد الحجاج على نحو 10 آلاف من داخل المملكة فحسب، وهو عدد محدود جدا مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج العام الماضي.
وتحدّدت نسبة الحجاج غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة بـ70 بالمئة، ونسبة السعوديين 30 بالمئة، وهم من الممارسين الصحيين ورجال الأمن، الذين تعافوا من "كورونا"، وذلك تقديرا لجهودهم في خدمة المجتمع.
كما استبقت السلطات بدء مناسك الحج بإجراء فحوص كورونا لجميع ضيوف الرحمن، قبل إخضاعهم لحجر صحي مدته 10 أيام منها 7 في منازلهم فور ترشيحهم لأداء الشعيرة، و3 في فنادق مكة.
وتم تزويد كل حاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقم وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة، فيما ذكر حجاج أنه طُلب منهم وضع سوار لتحديد تحركاتهم.
وشددت السلطات السعودية إجراءات التعقيم في المشاعر، والمسجد الحرام، وفرضت تعليمات بمنع الحجاج من لمس كسوة الكعبة.
وعند انتهاء موسم الحج، سيخضع ضيوف الرحمن للحجر المنزلي للتأكد من صحتهم وسلامتهم.
وحتى الخميس، بلغ إجمالي إصابات كورونا في المملكة 274.219؛ بينها 2.842 وفاة، و231.198 حالة تعاف.