الرئيس العراقي برهم الصالح يستقبل بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني، ويؤكد أنه لا بد من مواصلة العمل لمكافحة الفكر المتطرف والانتصار لفكر التعايش، والبابا فرنسيس يدعو إلى العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم.
- الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني آذار/مارس 2021
أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني عن "امتنانه" لفرصة قيامه "بهذه الزيارة الرسولية التي طال انتظارها"، وقال "جئت حاجاً لأشجع على شهادة الإيمان والرجاء والمحبة".
وقال "أنا هنا بصفتي تائباً، أرجو المغفرة لكل هذا الدمار، وحاجاً يحمل السلام"، داعياً إلى "وضع حد لانتشار الأسلحة في كل مكان، ولوقف المصالح الخاصة ولإعطاء مجال للتسامح".
وأكد بابا الفاتيكان، أن "الأيزيديين هم ضحايا أبرياء لهمجية عبثية بسبب انتمائهم وهويتهم"، منوهاً إلى أن "العراق مدعو إلى أن يبين أن الاختلافات يمكن أن تتحول إلى تعايش ووئام".
وشدد على أنه "يجب تشجيع الحوار، وندعو إلى الاعتراف بكل المجتمعات والاتجاهات"، لافتاً إلى أنه "يجب تشجيع الوحدة الأخوية والتضامن مع الضعفاء، وأولئك الذين فقدوا أحبتهم وأملاكهم".
من جهة أخرى، لفت إلى أن "جائحة كورونا تسببت في تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وهي تتطلب جهوداً مشتركة"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يكون هناك توزيع منصف للقاحات، وعلينا الخروج من محننا بطريقة توحد ولا تفرق".
البابا فرنسيس قال إنه "يجب بذل الجهود لخلق فرص اقتصادية وتربوية وإجادة أعمال البناء من أجل نتيجة أفضل"، مشيراً إلى ضرورة "تعزيز روح التضامن الأخوي وتحقيق العدالة والنزاهة من أجل الوصول إلى الاستقرار".
وأكد ضرورة "العمل من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم، كما يجب مواصلة مد أيدي المساعدة إلى الشعب العراقي بعيداً عن المصالح الخاصة".
بدوره، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني إلى العراق "رسالة نبيلة ورسالة وحدة ودليل حرص على العراق".
وأضاف خلال استقباله البابا، أن "العراقيين يشعرون بالاعتزاز بحلولكم ضيفاً عليهم رغم الظروف"، مشيراً إلى أنهم "حريصين على حماية كنائسهم كما يدافعون عن بيوتهم".
صالح أكد أن "العالم يعيش اليوم زمن الأقطاب الذي يغذيه الإرهاب والعنف"، مشدداً على أنه "لا بد من مواصلة العمل لمكافحة الفكر المتطرف والانتصار لفكر التعايش".
ونوه إلى أن "الشعب العراقي كان لعقود ضحية لحروب عبثية وأسلحة كيميائية وحرب إبادة وتدمير للبيئة"، لافتاً إلى أن العراق "خاض أكبر حرب ضد الإرهاب، دُمر فيها بلدنا وارتكبت المجازر".
وقال الرئيس العراقي، إنه "لا تزال أمامنا تحديات كبيرة لاصلاح أوضاعنا وتعزيز سيادتنا"، معتبراً أن "الكل خاسر في هذه الفوضى السوداء، ولا حل إلا بالتعاون الوثيق".
وأكد أن "مسيحيي العراق والشرق هم أهل هذه الأرض وملحها، ولهم إسهاماتهم التاريخية"، مشيراً إلى أن "هجرة المسيحيين من المنطقة لها تداعيات خطيرة ولا يمكن تخيل مستقبلنا دونهم".
وأوضح صالح أن "زيارة الحبر الأعظم هي فرصة للتأكيد على قيم المحبة والسلام"، وقال للبابا فرنسيس "نحن نلملم جراحنا، وأنتم تضمدونها بهذه الزيارة".