Print this page

آثار ضعف الإيمان

قيم هذا المقال
(0 صوت)
آثار ضعف الإيمان

إذا لم تقف بوجه الانحلال الأخلاقيّ، الشخصيّ، اتّباع الشهوات والميل إلى الأنانيّات المختلفة... وتحارب هذه الأمور بنفسك، سوف يُسلب منك الإيمان، وستكون خاويًا من الداخل. عندما يُسلب الإيمان منك سيكون قلبك خاليًا منه، وظاهرك مؤمن، ويطلق على مثل هكذا إنسان اسم المنافق. إذا لا قدّر الله خلا قلبي وقلبك من الإيمان، وكان ظاهرنا ظاهرًا إيمانيًّا، فقدنا ارتباطاتنا وميولنا العقائديّة والإيمانيّة، لكنّ ألسنتنا لا تزال تنطق بذلك الكلام الإيمانيّ الذي كانت تنطق به في السابق، يصبح هذا نفاقًا، وهو أمر غاية في الخطورة. يقول القرآن الكريم: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾[1]، فالذين أساءوا ستكون عاقبتهم السوأى. ما هي تلك السوأى؟ التكذيب بآيات الله. ويقول في موضع آخر: أولئك الذين لم يؤدّوا التكليف العظيم ـ الانفاق في سبيل الله ـ ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ﴾[2]، لأنّهم أخلفوا الله ما وعدوه، ظهر النفاق في قلوبهم. هذا هو الخطر الكبير على الأمّة الإسلاميّة. وأينما ترون، المجتمع الإسلاميّ قد انحرف على امتداد التاريخ، فقد انحرف من هنا. قد يأتي عدوّ خارجي، يطيح، يهزم، يدحر، لكنّه لا يستطيع أن يلغي. بالنهاية، الإيمان يبقى، ويعلو في مكان ما ويزدهر، أمّا حين يهجم جيش الأعداء الداخليّ هذا على الإنسان، ويخلي داخل الإنسان ويفرّغه، فسوف يضلّ الطريق. وأينما يوجد الانحراف فهذا منشؤه. ولقد حارب الرسول هذا العدوّ أيضًا[3].
 
مكامن الخطر نتيجة للمنّ إنّنا في هذه العشرين سنةً في الجمهوريّة الإسلاميّة، حيثما استطعنا تقديم التكليف والأهداف، وإضعاف أنفسنا، (أشخاصنا)، ذواتنا وأهوائنا، تقدّمنا إلى الأمام، لكن حيثما كان يحدث خلاف ذلك، كنّا نتلقّى الضربات. ويعرف الأشخاص الذين كانوا على علم بتفاصيل الأمور، على امتداد السنوات الثماني للحرب المفروضة، (يعرفون) هذا الأمر أفضل معرفةً، حيثما كانت روح المسؤوليّة حاكمة، والمنّ قليل لدى المتصدّين للأمور، تقدّمنا، وحيثما كان المنّ يظهر كانت مكامن الضرر تنشأ. والمسألة اليوم كذلك[4].
 


[1] سورة الروم، الآية 10.
[2] سورة التوبة، الآية 77.
[3] من كلام للقائد في خطبتي صلاة الجمعة في طهران (28/2/1380).
[4] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (15/8/1378).

قراءة 11 مرة