Print this page

لقاء القيّمين على شؤون الحج في جمهورية إيران الإسلامية مع قائد الثورة الإسلامية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
لقاء القيّمين على شؤون الحج في جمهورية إيران الإسلامية مع قائد الثورة الإسلامية

الإمام الخامنئي، صباح اليوم الاحد خلال لقائه بالقيّمين على شؤون الحج و جمعٍ من الحجاج الإيرانيين، هدف الله من فرض فريضة الحج هو تقديم نموذج كامل و هادف لادارة البشرية و أوضح الإمام الخامنئي أنّه، إلى جانب الشكل و التركيب السياسي للحج، فإنّ مضمونه عبادي و معنويّ بالكامل؛ فكلّ شعيرة فيه تنطوي على رمز و تعليم يلامس قضايا الحياة الإنسانية و ضروراتها. مشددًا على أنّه لا توجد اليوم منفعة أعظم للأمّة الإسلامية من الاتّحاد، الذي لو تحقّق، لما وقعت مآسي غزّة و فلسطين، ولما تعرّض اليمن لهذا الحجم من الضغوط.

في بداية حديثه، عزّى الإمام الخامنئي مجدّدًا «عائلات ضحايا الحادثة الأليمة في بندر عباس»، داعيًا للمصابين وذويهم بالصبر و السكينة، و أكّد أنّ «الله يمنح الإنسان أجرًا عظيمًا و مضاعفًا آلاف المرات مقابل صبره على الحوادث المختلفة».

أشار سماحته إلى أنّ «الأضرار التي تلحق بالمؤسسات و المعدات في الحوادث الطبيعية أو غير الطبيعية يمكن تعويضها بفضل جهود و إمكانات المؤسسات الأخرى»، وأضاف: «لكن ما يُحرق قلب الإنسان هو فقدان العائلات لأعزائهم، و هذا ما حول الحادثة إلى مصيبة لنا جميعًا».

اعتبر قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، فهم أهداف الحج و أبعاده المتعدّدة هو مقدّمة ضرورية لأداء هذه الفريضة العظيمة على الوجه الصحيح. وأضاف: «إن تكرار استخدام تعبير «الناس» في العديد من آيات الحج يُظهر أن الباري قد شرّع هذه الفريضة لتنظيم شؤون البشرية جمعاء، لا المسلمين فقط، ومن هنا فإن إقامة الحج بالشكل الصحيح تُعدّ خدمة للإنسانية».

و في معرض تبيينه الأبعاد المعرفية للحج، أشار سماحته إلى أنّ الحج ربما يكون الفريضة الوحيدة التي تتّسم من حيث ظاهرها و تركيبها بأنها «سياسية بالكامل»، إذ يجتمع الناس سنويًا في مكان و زمان محدّدين لهدف مشترك و هو ما يحمل في طيّاته طابعًا سياسيًا واضحًا.

أوضح الإمام الخامنئي أنّه، إلى جانب الشكل و التركيب السياسي للحج، فإنّ مضمونه عبادي و معنويّ بالكامل؛ فكلّ شعيرة فيه تنطوي على رمز وتعليم يلامس قضايا الحياة الإنسانية و ضروراتها.

و في سياق شرحه لهذه الرموز، عدّ سماحته «الطواف» درسًا يجسّد أهمية الدوران حول محور التوحيد ومركزه، قائلاً: «الطواف يعلّم البشرية أن تُبنى شؤون الحكم، و الحياة، و الاقتصاد، و الأسرة، وكل جوانب الحياة، على أساس التوحيد، وإذا تحقّق ذلك، ستزول مظاهر القسوة، و قتل الأطفال، و الجشع، و يتحوّل العالم إلى جنة».

كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن «السعي بين الصفا والمروة» يرمز إلى ضرورة المثابرة في مواجهة التحديات، مؤكّدًا أن الإنسان ينبغي أن يواصل السعي بين جبال المصاعب، من دون توقّف أو تردّد أو حيرة.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ «التحرّك نحو عرفات والمشعر ومِنى» يحمل في طيّاته درسًا في الحركة المستمرة وتجنّب التوقف، و أضاف: «الأضحية أيضاً تحمل دلالة رمزية على هذه الحقيقة، وهي أنّ الإنسان قد يُضطر أحيانًا إلى التخلي عن أعزّ ما يملك، وأن يُقدِّم قربانًا، أو حتى يُضحِّي به».

و وصف سماحته «رمي الجمرات» بأنه تجسيد لتأكيد إلهي على ضرورة أن يعرف الإنسان شياطين الإنس و الجن، و أن يضربهم أينما وُجدوا ويسحقهم.

كما عدّ قائد الثورة الإسلامية «ارتداء لباس الإحرام» رمزًا للخشوع والتواضع، وتعبيرًا عن وحدة البشر في حضرة الله، مضيفًا: «جميع هذه الشعائر هي توجيه لمسيرة حياة الإنسان».

و استنادًا إلى آية من القرآن الكريم، رأى الإمام الخامنئي أنّ الهدف من اجتماع الحج هو «إدراك شتى أنواع المنافع الإنسانية و نيلها»، و قال: «اليوم، لا توجد منفعة أعظم من وحدة الأمّة الإسلامية. فلو كان هناك اتحاد و تنسيق و تآزر بين صفوف الأمّة الإسلاميّة، لما وقعت المآسي الجارية في غزّة وفلسطين، و لما تعرّض اليمن لكل هذا الضغط».

أشار سماحته إلى أنّ «التشرذم و الفرقة داخل الأمّة الإسلامية» يُمهّدان الطريق أمام هيمنة القوى الاستعمارية، من أمريكية  وصهيونية و سواها من المستكبرين، على مصالح الشعوب، و أضاف: «عندما تتحقّق وحدة الأمّة، يتحقّق معها الأمن و التقدّم و التآزر بين الدول الإسلامية، و يغدو من الممكن أن يمدّ بعضها يد العون لبعضها الآخر؛ يجب أن يُنظر إلى فريضة الحج بهذه النظرة».

كما أكّد الإمام الخامنئي أنّ «لدول العالم الإسلامي، و لا سيما الدولة المضيفة للحجاج، دورًا مهمًا و مسؤولية بارزة في توضيح حقيقة الحج و أهدافه»، و أضاف: «ينبغي على مسؤولي الدول و العلماء و المثقفين و الكتّاب و المؤثرين في الرأي العام أن يبيّنوا للناس حقائق الحج».

قراءة 12 مرة