emamian

emamian

الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2022 07:15

تونس تمدد حالة الطوارئ شهرا حتى 18 فبراير

الرئيس التونسي قيس سعيد في قصر قرطاج على مشارف تونس العاصمة بصورة من أرشيف رويترز

تونس - ذكرت الجريدة الرسمية في تونس أن الرئيس قيس سعيد مدد يوم الثلاثاء حالة الطوارئ في البلاد شهرا حتى 18 فبراير شباط.

وتخضع الدولة لحالة الطوارئ منذ عام 2015 بعد هجوم قُتل فيه عدد من أفراد حرس الرئاسة.

المصدر: رويترز

الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2022 07:14

ايران تزيح الستار عن 55 منتجا نانويا متطوراً

أزيح الستار يوم الاثنين في طهران عن 55 منتجًا نانويا متطورا تستخدم في مجالات الصحة، المياه، البيئة، الطاقة، الزراعة، الصناعات الغذائية، السيارات، النقل، الهندسة المدنية والبناء.

برعاية مساعد الرئيس الايراني للشؤون العلمية والتقنية سورنا ستاري، وحضور سكرتير الهيئة الخاصة لتطوير تقنية النانو في ايران سعيد ساركار، تم يوم الاثنين إزاحة الستار عن 55 منتجا مطورا بتقنية النانو وذلك في معرض المنجزات النانوية في طهران الذي بدأ اعماله الاثنين ويستمر حتى يوم الخميس المقبل.

وفيما يلي قائمة بالمنتجات النانوية التي أزيح الستار عنها في هذا المعرض:

المنتجات النانوية في قطاع الصحة:

1- عقار النانو لعلاج السرطان

2- مكمل غذائي لفيتامين د.

3- مكمل نانوي لامتصاص الكالسيوم

4- مكمل نانول للمنصة الشحمية (Liposomal platform)

5- نظام الميكروفلويد النانوي

6- عدة تحديد أنواع المخدرات

7- ملابس واقية من الموجة السينية الخفيفة بدون رصاص

8- الصندوق الأسود لسلسلة النقل البارد

9- كونتي (Conte)

المنتجات النانوية في مجال المياه والبيئة:

10- تطهير المياه المنزلية والصناعية

11- نظام تطهير ومعالجة مياه اتزان السفن

12- التحلية باستخدام نظام الغسيل الكهربائي الشمسي

13- إزالة المعادن الثقيلة من مياه الشرب بتقنية EC-EO

 14- التطهير بطريقة الأوزون (حقن غاز الأوزون في محطات معالجة المياه)

15- جهاز معالجة المياه والصرف الصحي بفقاعات النانو

16- قطب الأكسدة

17- نظام إزالة الروائح الكريهة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي

المنتجات النانوية في قطاع الطاقة:

18- إزالة آثار الكبريت من دخان المازوت

19- دهان مقاوم للتآكل مع انتقال حرارة عالية

20- فلتر هواء مقاوم للحرارة

المنتجات النانوية في قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية:

21- آلة إنتاج الأوكسجين النانوي في البيوت الزجاجية (دفيئات) للزراعة المائية

22- تحسين جودة ومتانة أجنة القمح بتقنية البلازما

  1. أكياس الفريزر لتخزين المواد الغذائية

المنتجات النانوية في قطاعي السيارات والنقل:

24- محفز الديزل

25- محفز ثلاثي للسيارة

26- غطاء سفلي لجسم السيارة

27- عازل (مانع تسرب) السيارات

28- جل مزيل الطلاء

29- رغوة البوليمر للسيارات الكهربائية

30- مركبات المطاط

31- مصابيح السيارة الكهربائية

32- تلميع السيارات

33- طلاء غير عاكس لمرايا المركبات الثقيلة

34- لاصق وسادة الفرامل

35- صنع الأجزاء الاستهلاكية لمحركات الطائرات

36- تغطية ريش ضاغط الهواء

37- طلاء جسم الطائرة

38- مواد نانوية ماصة للكربون

39- عنق خزان الحريق

المنتجات النانوية في قطاع الصناعة:

40- عبوات مضادة للتآكل للأجزاء المعدنية

41- إنتاج مركبات تعمل على تحسين الهياكل النانوية

42- الخالط الصناعي المستمر بالموجات فوق الصوتية

43- طلاء مضاد للماء

44- إنتاج صفيحة لتحويل الضوء إلى طاقة حرارية

45- مسحوق الصب الدقيق

46- ​​قطب لحام مضاد للماء

47- جهاز طلاء صلب

48- راتينج البولي يوريثين

49- نانو ورنيش ألمنيوم مضاد للتآكل

50- كاميرا حرارية يدوية

51- صب الطلاء النانوي

52- محول نانو لصدأ الحديد

53- فقاعات النانو لتحسين أداء مزارع السلمون

54- غطاء واقي مكون واحد

المنتجات النانوية في قطاع الهندسة المدنية والبناء:

55- غطاء عازل للحرارة

 

من القاهرة الى الدوحة.. وصولا الى موسكو والرياض ومخيم الشاطئ وليس انتهاءً عند السنغال .. هذا هو السياق التاريخي الذي سارت فيه حوارات المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام ولكنها كانت تنتهي بوعود وتصافح وفي أحسن الأحوال انتهت بوثائق وُقّعت وسط تصفيق الجميع .. لكن ما أن بدأ التنفيذ حتى تعثر المنقسمون وعادوا إلى نقطة الصفر.

هذه المرة باب عاصمة جديدة يفتح ليستقبل الفرقاء فتح وحماس فقد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالتزامن مع لقائه بمحمود عباس في السادس من الشهر الماضي عن استضافة بلاده لمؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية لإنهاء الإنقسام ، وبالفعل رحبت حركتي فتح وحماس بالدعوة وبدأت بتجهيز وفودها بحيث أرسلت حركة حماس وفداً يرأسه عضوي المكتب السياسي للحركة خليل الحية وحسام بدران، في حين يضم وفد حركة فتح أعضاء اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد ومحمد المدني ودلال سلامة .. كما سيشارك في حوار الجزائر أربعة فصائل فلسطينية أخرى هي : الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية – “القيادة العامة”.
وقد تقرر أن تأخذ الحوارات نهج التفرد بكل فصيل على حدة ثم الوصول لحوار جامع حيث ستبحث الجهات السيادية العليا في الجزائر، مع كل وفد (بشكل منفصل) الرؤية الفصائلية لإمكانية إحداث اختراق حقيقي في ملف المصالحة ثم الوصول الى مؤتمر يتم الإعلان فيه عن مصالحة فلسطينية شاملة ..
الفكرة من حيث المبدأ فتحت نافذة أمل جديدة عند الشعب الفلسطيني لاسيما وأن الجزائر تحظى بمكانة عالية ومرموقة لدى الفلسطينيين ومعروفة بمواقفها الوطنية، ولها رمزيتها التاريخية بالنسبة للقضية الفلسطينية على مدار سنوات طويلة، ولكن علينا أن نجزم بأن مشكلة الطرفين لم تكن في مكان الاستضافة ولا فيما يطرح من نقاط ولا في الأسلوب بقدر ما هي في إرادتهم التي تتعثر عند التنفيذ ، فالطرفان بحاجة لقرار لا رجعة فيه لكنه قرار يبدو أن اتخاذه ممكن ولكن تنفيذه صعب في ظل الفجوات الواضحة في البرامج السياسية ل”فتح” و”حماس” على الرغم أن بعض المراقبين حذروا من عدم إنجاز المصالحة في ظل حياة محمود عباس، لأنهم يرون أن المرحلة التي ما بعده ستدخل القضية الفلسطينية في حالة من الغموض وسيناريوهات متعددة ولا يمكن لأحد أن يعلم ما ستؤول إليه التطورات، بينما يرى آخرون أنه هو نفسه من ضيع فرصة ذهبية للمصالحة الفلسطينية حينما قام بتأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية العام الماضي والتي كان من الممكن أن تطوي الصفحة الأخيرة في ملف الانقسام .. وأيا كانت الفروض الصحيحة فإن الحقيقة هي أن الوضع الفلسطيني صعب جدًا وبحاجة ماسة لإنهاء الانقسام في ظل الأوضاع السياسية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، وفي ظل حكومة اسرائيلية متطرفة تعزز نظام الفصل العنصري من خلال بناء المستوطنات ومكونات النظام الإسرائيلي الحالية تؤكد عدم وجود أي أفق سياسي للوصول لأي حل عبر المفاوضات وبالتالي فالوضع الفلسطيني بحاجة لإنهاء الانقسام لمواجهة الاحتلال والسياسات الاستعمارية الاستيطانية والمخاطر الجسيمة التي تمس بالقضية الفلسطينية لاسيما وأن هناك غياب للإرادة الدولية الداعمة للوحدة الفلسطينية ، فالإدارة الأميركية الحالية تشجع فقط على تقديم تسهيلات اقتصادية ليس اكثر ويقرأه البعض على أنه دعم لتعزيز طرف على حساب الآخر وتعميق للخلافات الفلسطينية ..
وفي حال لم ينته الانقسام في هذه المرحلة بشكل عاجل سنكون أمام حالة سياسية تفضي إلى انفصال كامل ما بين قطاع غزة والضفة الغربية وهي رغبة اسرائيلية قديمة ويدعمها الان حلفاؤها المطبعون وأصدقاءها المخلصون وبالتالي في ظل كل ما سبق طرحه من مخاطر تحدق بالقضية الفلسطينية فإن إنجاح حوار الجزائر ضرورة وليس رغبة .. وهذا ما يجب أن يدركه الطرفان ، أما عدم ادراكه أو تجاهله فهو إهدار للوقت في حوارات جديدة لن تسمن ولن تغني من جوع ..

إسراء البحيصي ..

 

الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2022 07:11

الرئيس الايراني يزور روسيا الاربعاء

يتوجه رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله السيدابراهيم رئيسي اليوم الاربعاء الى موسكو في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الرروسي فلاديمير بوتين.

ومن المقرر ان يعقد رئيسي خلال زيارته لموسكو اجتماع قمة مع الرئيس الروسي بوتين.
ويتضمن برنامج زيارة الرئيس الايراني التي تستغرق يومين، القاء كلمة في مجلس الدوما الروسي، ولقاء الجالية الايرانية في روسيا، وحضور اجتماع مع الناشطين الاقتصاديين الروس.
ويرافق رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، والنفط، والاقتصاد والمالية.
وكان آية الله رئيسي قد زار في وقت سابق كلا من طاجيكستان وتركمانستان في اطار نهج الحكومة الايرانية  لتعزيز العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.

 

 

اعلن المدير التنفيذي لمؤسسة دار الكتاب والأدب الإيراني علي رمضاني، ان 2014 ناشرا من 15 دولة سيشاركون في معرض الكتاب الافتراضي الثاني بطهران.

وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد بحضور المساعد الثقافي لوزير الثقافة والارشاد الاسلامي ياسر احمدوند، قال علي رمضاني: تم تسجيل اسماء 2014 ناشرا للمشاركة في المعرض الافتراضي الثاني بطهران، في حين كان عدد المشاركين العام الماضي 1847 ناشرا.
واوضح مدير معرض الكتاب الافتراضي: سيعرض ناشرون من 15 دولة بما فيها إسبانيا وإيطاليا والهند والسويد والمانيا واميركا والعراق والبحرين ولبنان ومصر وسوريا وعمان 20 ألف عنوان من كتبهم بينما هذا العدد كان في العام الماضي 15 ألف عنوان.

 

الإثنين, 17 كانون2/يناير 2022 07:14

هلاك القرى بظلم أهلها

﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ * فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ﴾([1]).

إشارات:
‏- "القَرية" هنا تعني موضع اجتماع الناس أو أيّة منطقة آهلة، مدينة کانت أو رستاقاً.
‏- "بيات" عند الليل، و"قائلون" من "القيلولة"، وهي نوم نصف النهار أو الاستراحة نصف النهار وإن لم يکن معها نوم، ومنها "الإقالة" والتي تعني الفسخ، وتقايل البيعين، تفاسخا صفقتهما ذلک أنّ المشتري يرتاح من مشکلات الصفقة.
‏- لکلّ ظالم يوم يواجه فيه عذاب الله وسخطه، فيعترف حينئذ بما اقترفته يداه، «إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ» ولکن لات ساعة مندم، إذ لن يکون لاعترافه أثر. کما نقرأ في آية أخری: «فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا...»([2]).

التعاليم:
‏١- کثيرة هي البلاد التي هلکت بعذاب الله وبأسه، «وكَمْ«.
‏٢- فلنتّعظ من التجارب المريرة للآخرين، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٣- يصف القرآن الکريم هلاک القری بدلاً من هلاک البشر، بأنّه إمعانٌ منه في تصوير هول العذاب، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٤- وقوع العذاب الإلهي لا يقتصر علی يوم القيامة فقط، إذ ليس بمستبعد أن نشاهد أمثلة له في هذه الدنيا أيضاً، «وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٥- من يتولّ غير الله، حقّ عليه عذابه وقهره، «ولَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ... وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٦- إحدی السنن الإلهية إهلاک الأمة التي تعصي الله وتتبع غيره، «ولَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ... وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٧- إرادة الله تقلب الأمور رأساً علی عقب، «أَهْلَكْنَاهَا«.
‏٨- أحياناً ينزل عذاب الله تعالی بغتةً ودون سابق إنذار ليومه أو ساعته، وبذلک يسلب المرء فرصة المبادرة، «بَيَاتًا أَوهُمْ قَائِلُونَ«.
‏٩- عذاب القيلولة يکون مباغتاً وأشدّ وطأة وإيذاءً، «بَيَاتًا أَوهُمْ قَائِلُونَ«.
‏١٠- عند اليسار تطلق الشعارات جزافاً، ولکن حين يدلهمّ الخطب تخرس الألسن، «فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ...«.
‏١١- الأخطار والملمّات تسحق کبرياء الإنسان، وتزيح حجب الغفلة عن بصيرته وتوقظ ضميره من سباته، «إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ«.
‏١٢- إذا لم تمتثل اليوم بإرادتک وتخضع، فسوف تضطرّ ذات يوم إلی الرکوع، «قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ«.
‏١٣- طاعة غير الله تعالی والتمرّد علی نهج الأنبياء (کما جاء في الآيتين السابقتين) ظلم، «كُنَّا ظَالِمِينَ«.

تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي

 

لا يبدو أن المؤسسة العسكرية السودانية تعارض وساطة الأمم المتحدة خاصة وأن رئيس بعثتها فولكر بيرتس ظل على تواصل مع القادة العسكريين خلال الأزمة التي استفحلت منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لقاء سابق بين رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس (يسار) ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (الصحافة السودانية)

مزدلفة عثمان

الخرطوم- مع استحكام حلقات الأزمة السياسية في السودان، تقدمت الأمم المتحدة بمبادرة لوقف تدهور البلد الذي بات مرشحا للانزلاق صوب مربع العنف مع تطاول خلافات ساسته والاحتجاجات الشعبية شبه اليومية، التي تدعو لعزل المكون العسكري عن السلطة.

وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس" (UNITAMS) -أول أمس السبت- إنها بدأت مع الشركاء المحليين والدوليين في إطلاق المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية، تتولى الأمم المتحدة تيسيرها بهدف التوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية، والتقدم في مسار مستدام نحو الديمقراطية والسلام

اقرأ أيضا

وفي فبراير/شباط 2020، أنشئت يونيتامس بقرار من مجلس الأمن الدولي بعد طلب حكومة السودان، لدعم عملية الانتقال الديمقراطي.

و أن مكتب رئيس البعثة الأممية في السودان، فولكر بيرتس، سيكشف اليوم الاثنين عن تفاصيل المبادرة التي حظيت بدعم دولي فور إعلانها، في وقت تباينت فيه ردود فعل الأوساط السودانية حيالها بين الترحيب والحذر والرفض.

لماذا أثارت المبادرة الجدل؟

تنظر عدة أطراف سودانية بعين الريبة لمبادرة بيرتس باعتبارها تسعى إلى إيجاد مخرج للمكون العسكري، وحمل السياسيين الفاعلين والقوى المحركة للشارع على التفاوض معه.

في حين يرفع المحتجون في مظاهرات مستمرة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي شعار "لا تفاوض، لا شراكة، لاشرعية"، مؤكدين حالة انعدام الثقة تجاه القادة العسكريين، بعد استبعادهم الشركاء المدنيين والإطاحة بحكومتهم واعتقال وزرائهم، وفي حين سماها قائد الجيش "إجراءات تصحيحية"، تصفها غالبية الأحزاب السياسية بـ"انقلاب" لا يجوز فيه الحوار مع العسكر.

وبحسب ما رشح عن المبادرة، فإنها ترمي لإنهاء العنف، وتشمل جميع "أصحاب المصلحة" كما تسميهم الأمم المتحدة، من المدنيين والعسكريين والحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة، للمشاركة في العملية السياسية التي ستتولى الأمم المتحدة تسهيلها.

تعقدت الأزمة في السودان بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل أسبوع

كيف ساءت الأوضاع؟

تعقدت الأوضاع السياسية في السودان بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الأسبوع الماضي، بسبب تعذر التوافق بين المكونات السياسية، وفشله في تكوين حكومته إثر إعادته إلى منصبه بموجب اتفاق سياسي وقعه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو الاتفاق الذي أبرم ليكون مخرجا من الأزمة التي خلفتها قرارات 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لكن الاتفاق بين البرهان وحمدوك أثار حفيظة القوى السياسية التي أطاح بها قائد الجيش، واتُّهِم حمدوك نفسه بموالاة الانقلابيين في حين حاول تبرير الاتفاق بالسعي إلى حقن الدماء وإشاعة التوافق.

وازداد الوضع تأزما مع استمرار الاحتجاجات وموجة القمع الأمني العنيف للمتظاهرين، مما أدى لسقوط 60 قتيلا ومئات الجرحى منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وهو ما أسهم في تأجيج الخلاف بين الأحزاب وقوى الشارع والمكون العسكري، ليرتفع سقف المطالب برحيل كل قادته الحاليين، وهو ما سيعقد مهمة مبعوث الأمم المتحدة ويضع مبادرته أمام تحدٍّ صعب.

جذور الأزمة؟

من وجهة نظر رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل فإن الأزمة بدأت عندما أطاحت قرارات  البرهان بالوضع الدستوري القائم في 25 أكتوبر/تشرين الأول وعطل بموجبه الوثيقة الدستورية و"هو ما يتم التصدي له حاليا في الحراك السلمي بالشارع لإسقاط الانقلاب" كما يقول، ومن ثم بدء تأسيس عملية دستورية جديدة.

ويشدد فيصل في حديثه للجزيرة نت على ضرورة عدم التعامل مع المبادرة الأممية في سياق فشل السودانيين في الحل، خاصة أن الاتفاق الذي أثمر الوثيقة الدستورية كان برعاية الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، كما أن السودان عضو في الأمم المتحدة وجاءت بعثتها السياسية بطلب من الحكومة.

كيف نظرت الأحزاب السياسية للمبادرة؟

لم تظهر غالبية القوى الحزبية موقفا حاسما حيال مبادرة الأمم المتحدة باعتبار أن تفاصيلها ما زالت غامضة، لكن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أفاد بأن بعثة يونيتامس لديها تفويض -بموجب قرار مجلس الأمن 2525- لدعم الانتقال المدني في السودان، وأن هذا الانتقال "عصف به انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول".

وعليه، قالت قوى الحرية والتغيير -في بيان- إن تعاطي البعثة مع الوضع الراهن يجب أن يتوافق مع قرارات مجلس الأمن التي نصت على دعم الانتقال والتقدم نحو الحكم الديمقراطي والسلام وحماية حقوق الإنسان.

وقال الائتلاف إنه سيتعاطى بإيجابية مع أي جهد دولي يساعد في تحقيق غايات الشعب السوداني في مناهضة "الانقلاب"، وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، ويقول بابكر فيصل وهو عضو في المجلس المركزي للحرية والتغيير، إنه من المهم التعرف على محتوى المبادرة قبل تحديد موقف حيالها.

وفي المقابل، كان تجمع المهنيين أشد وضوحا وهو يعلن رفضه القاطع للمبادرة الأممية؛ إذ أكد -في بيان على حسابه بفيسبوك- رفضه التام للدعوة "التي تسعى للدفع تجاه التطبيع مع مجرمي المجلس العسكري الانقلابي وسلطتهم الفاشية".

وأشار إلى أن الشعب أعلن أن الطريق لحل الأزمة السودانية يبدأ بإسقاط "المجلس العسكري الانقلابي"، وتقديم أعضائه للعدالة "على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب السوداني المسالم الأعزل في محاكم خاصة".

وذهب التجمع إلى الأبعد باتهام فولكر بيرتس بالسعي إلى تثبيت اتفاق البرهان – حمدوك، وقال إن "ممارسات فولكر تخالف أسس ورسالة المنظمة الدولية في دعم تطلعات الشعوب للحرية والسلم والعيش الكريم، وحريٌ به الإصغاء لأهداف شعبنا وقواه الثورية في الحكم الوطني المدني الكامل وهزيمة آخر معاقل الشمولية".

ومن جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كمال كرار، أنه لا حوار في ظل "سلطات الانقلاب".

الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر رحب بالمبادرة

بينما قال المؤتمر الشعبي -على لسان الأمين السياسي للحزب كمال عمر- إنهم يرحبون بأي دعوة للحوار والتواصل، للخروج من الأزمة.

وفي دوائر الحزب الاتحادي بزعامة محمد عثمان الميرغني، لاقت المبادرة الأممية قبولا باعتبارها تعزز الحوار وتعيد تعريف دور الشركاء الدوليين، بلوغا لتوافق وطني يجمع الآراء ويمهد للانتقال الديمقراطي المفضي لانتخابات عامة.

ورحب بها حزب بناء السودان ورأى فيها إعلاء للحلول السياسية السلمية، ودعا البعثة ورئيسها للاضطلاع بدور أكبر وأوضح لدعم الانتقال الديمقراطي بالسودان في ظل انعدام الثقة بين الأطراف السياسية والمكون العسكري.

وشدد كذلك على أهمية أخذ مطالب الشارع السوداني في الاعتبار بما يشمل الحوار مع كل الأطراف، ويفضي لحل سياسي يجعل القوى المدنية في قمة هرم السلطة الانتقالية، مع ضرورة إبعاد المكون العسكري أو تقليل تأثيرهإغلاق مربع الحوار المشروط

ما موقف الجيش والدعم السريع؟

لا تزال المؤسسة العسكرية تلتزم الصمت حيال المبادرة، في حين أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتصالا برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، قبل ساعات من إطلاق الوساطة وتناقشا حولها، وتعهدت المنظمة الدولية بدعم الفترة الانتقالية وتشجيع الحوار بين الأطراف السودانية لضمان الانتقال السلس الذي يفضي للانتخابات.

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي في، هاتفت في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، ونقلت إليه لأول مرة إمكانية الاستفادة من بعثة يونيتامس في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، بينما أبلغها حمدان أن المخرج من الأزمة يتمثل في إدارة حوار وطني يفضي إلى توافق شامل.

كما هاتفت الدبلوماسية الأميركية، يوم الجمعة الماضي، عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي، وحدثته عن وساطة الأمم المتحدة لحل الأزمة السودانية.

ولا يبدو من هذه الاتصالات أن المؤسسة العسكرية تعارض وساطة الأمم المتحدة، خاصة وأن رئيس بعثتها فولكر بيرتس ظل على تواصل مع القادة العسكريين خلال الأزمة التي استفحلت منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

هل عجزت الأطراف السودانية عن الحل؟

يرى القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي، حاتم السر، أن تأييد بعض القوى السودانية للمبادرة الأممية المدعوم من أميركا والاتحاد الأوروبي ودول الجوار السوداني هو إقرار بالأمر الواقع، خاصة أن الشأن السوداني تدوّل أصلا ولم يعد محليا.

ويقول السر إن الحوار السوداني السوداني أصبح "نداء المرحلة الذي لا نملك ترف التفريط فيه، وإلا فإن السودان سيدفع ثمنا باهظا، لا يمكن تخيل عواقبه ولا تحمل تبعاته".

ويشير إلى أن حقائق الأمر الواقع أجبرت القوى السياسية السودانية على قبول المبادرة، وهي (الفرصة الأخيرة) لحل الأزمة وتمهيد الطريق أمام الانتخابات.

وبشأن دعوات إبعاد الجيش من الحياة السياسية، يقول السر إن ذلك محل اتفاق القوى السياسية وحتي العسكريين لا يعارضون، لكن في وضعية الانتقال السوداني الحالي فإن الأمر لا يتم بالقوة، وإنما عبر الحوار والتوافق، وإن السيناريو الأفضل هو الاتفاق على موعد للانتخابات والتي ستفرز بدورها نظام حكم مدني منتخبا.

المصدر : الجزيرة

 

الإثنين, 17 كانون2/يناير 2022 07:11

كيف تكون عزيزاً؟

إنّ العزّة والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام العظيم، وغرسها في نفوس المسلمين، وتعهَّد نماءها بما شرعه من عقائد، وسنّه من أحكام، ووجَّه به من آداب، فالمؤمن عزيزٌ بما أعزّه الله به من إيمان، وبما منحه من كرامة. قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾[1]. كما أنّ المؤمن مُؤَيَّدٌ منصور، مكْفِيٌّ ومدفوعٌ عنه، ولو اجتمع عليه من بأقطار الأرض، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاهرًا وباطنًا، وقد خاطَبَ الله المؤمنين قائلاً: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[2].
 
فالمؤمن عزيز بعزّة الله حتى لو كان فقيراً معدماً من المال، ولو طوى شهراً كاملاً جوعاً تراه لا يذلّ لأحد إلا لله سبحانه لأنّه علِم وتيقّن أنّ النافع الضار هو الله، وأنّ الذي بيده ملكوت كلّ شيء هو الله تعالى، وأنّه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾[3]، فالخلق خلقه، والأمر أمره، فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟
 
روى مولانا الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: "الرجل كلّ الرجل نِعْمَ الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله، يرى الذلّ مع الحقّ أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل".
 
وقال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يُفوّض إليه أن يذلّ نفسه ألم ترَ قول الله سبحانه وتعالى هاهنا ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾"[4].

وللمحافظة على هذا العزّ الذي يُبقي المؤمن منيعاً رفيع القدر بسبب دينه، فلا يحتاج في عزّه وكرامته وغلبته إلى أن يميل إلى أحد ويأنس به، لأنّ عزّته بالدين لا بالعشائر والتابعين - من أجل هذا - يُطالعنا مولانا الإمام الباقر عليه السلام بوصيّته الخالدة: "وَاطْلُبْ بَقَاءَ الْعِزِّ بِإِمَاتَةِ الطَّمَعِ، وَادْفَعْ ذُلَّ الطَّمَعِ بِعِزِّ الْيَأْسِ، وَاسْتَجْلِبْ عِزَّ الْيَأْسِ بِبُعْدِ الْهِمَّة".

فطلب بقاء العزِّ يكون بإماتة الطمع، وإلا فالمآل إلى الذلّ، ويُدفع ذلّ الطمع بعزّ اليأس.
 

[1] سورة المنافقون، الآية 8.
[2] سورة آل عمران، الآية 139.
[3] سورة الأعراف، الآية 54.
[4] أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، الأحتجاج، ج 2، ص 321، الطبعة 1: دار المرتضى، مشهد.

 

 

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع عائلة الشهيد الحاجّ قاسم سليماني والأعضاء في لجنة إحياء ذكراه بتاريخ 2022/01/01م

بسم الله الرحمن الرحيم[1]

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين.

المقياس الدّولي لحادثة شهادة الشّهيد سليماني
رحمة الله ورضوانه على شهيدنا العزيز. لقد صارت حادثة الشهادة لهذا العزيز العظيم حدثاً وطنياً، بل حدثاً إسلامياً دولياً. حسناً، هذه الذكرى الثانية. الناس يفعلون هذه الأشياء [لتكريمه]، وسأعود إلى قضية الناس هذه. نحن في الحقيقة نتحرك تبعاً للناس، وإن لقاءنا وحديثنا وأمثالهما هي في الواقع تبعاً لتلك الحركة المبتكرة للناس التي تجري في أنحاء البلاد كافة.

الصّدق والإخلاص رمزان لمدرسة سليماني
قد قلنا عبارةً، قلنا «مدرسة سليماني»[2]. صار الشهيد سليماني مدرسة أو كان مدرسةً. في ما يخص هذه المدرسة، رأيت الآن أنه -بحمد اللّه- تم نشر عدد من الكتب التي لم أرها من قبل. إذا أردنا تبيين ما نسميه «مدرسة سليماني» بجملتين قصيرتين، يجب أن نقول إن هذه المدرسة هي الصدق والإخلاص. هاتان الكلمتان هما في الواقع عنوانٌ ورمز ودليل لمدرسة سليماني. «الصدق» يعني الشيء نفسه الذي جاء في الآية الشريفة: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾[3]، التي سأشرحها الآن بإيجاز. «الإخلاص» أيضاً، نفسه الذي ورد في كثير من آيات القرآن ومن جملتها هذه الآية الشريفة: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾[4]. هذان العنوانان القرآنيان شكّلا حركة الشهيد سليماني.

شهادة الفريق سليماني حجّة على الأعداء
هذه الحركة مباركة، فحياة هذا الرجل مباركة من بدايتها إلى نهايتها، وشهادته أيضاً - نحن نقول في زيارة الأئمة (ع): «وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أعْداءَكَ الْحُجَّةَ»[5] - أي قبْض الروح بيد الله، لكن قبض الروح هذا أوجب قيام الحجة على أعدائك وأعداء الله. هنا الشيء نفسه: النفوس بيد الله.

يجب أن يرحل الجميع عن هذه الدنيا، كل شخص يرحل بطريقة ما عن هذه الدنيا. الشهيد رحل عن الدنيا أيضاً، لكن طبيعة شهادته أتمت الحجّة على الأعداء وعلى من شهدها كافة.

علامات الصّدق ومعانيه
1.
تحمّل ألم الجهاد
حسناً، الآن ماذا يعني ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾؟ أي التعامل بصدق مع الهدف، مع العهد الإلهي، مع المُثل. هذه هي مشكلتنا. مشكلتنا في أحيان كثيرة هي أن قدم الصدق تزلّ في حركتنا وتعاملنا مع مُثُل الإسلام والثورة. لقد عمل هذا الرجل، وكان يعمل في حياته، بصدق بالمعنى الحقيقي للكلمة كما رأينا هذه الحياة وعرفناها من قرب، سواء في «الدفاع المقدس»، أو بعده، وحتى مسؤولية «قوّة القدس»، أو في «قوة القدس». تحمّل عناء الجهاد في سبيل الأهداف. هذا معنى «بصدق».

2. الوفاء للإسلام والثّورة
الوفاء للإسلام والثورة. بقي وفيّاً للإسلام وللثورة بكل كيانه. الوفاء! بقي وفيّاً للعهد الذي قطعه مع الله والإمام [الخميني]. كان وفيّاً بكل كيانه وبمنتهى الدقة لواجباته تجاه الشعب الإيراني والأمة الإسلامية، سواء واجباته تجاه الشعب الإيراني، أو واجباته تجاه الأمة الإسلامية.

هناك من يحاول خلق ازدواجية بين الشعب والأمة. جذور هذا العمل عند العدو، وهم يفعلون ذلك. بالطبع، يخطئ بعض الأشخاص ويتبعون الخط نفسه عن غير قصد. في الداخل أيضاً، نرى أحياناً أن ذلك الشخص الذي يعمل من أجل الأمة الإسلامية لا يعود يلتفت بالضرورة نحو الشعب الإيراني، أو بالعكس. أثبت شهيدنا العزيز، الشهيد سليماني، أنه يمكن للمرء أن يكون الأكثر الوطنية في البلاد، وفي الوقت نفسه الأكثر الأممية فيها؛ الأكثر وطنيّةً والأكثر أمميّةً في الوقت نفسه.

علامات الوطنيّة والأممية عند الشهيد سليماني
كان الأكثر وطنيّة. من أين يُعرف ذلك؟ من تشييع جنازته! أي اجتماع لدينا في هذه السنوات المديدة خلال الثورة - مرحلة التجمعات العظيمة - مثل تشييع عشرات الملايين الشهيدَ سليماني؟ من كان أولئك؟ إنهم الشعب، أليس كذلك! لا يمكن تصوير الشعب في الأوهام. الشعب هو هذا الواقع القائم. عشرات الملايين قد شيّعوا هذا الرجل بعد استشهاده، ولذلك هو الأكثر وطنية. وهو أيضاً الأكثر أمميةً، لأن اسمه وذكره انتشر أكثر فأكثر في العالم الإسلامي خلال هذين العامين. يتكرر مراراً اسم الشهيد سليماني وذكره في العالم الإسلامي، وهو في تزايد مستمر. يرى الإنسان هذا ويشاهده. لقد كان بحق مظهراً للصدق: ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾.

3. الجهد الدّؤوب
وفق ما شاهدنا عمله من قرب، كان حقاً مظهراً من مظاهر الجهد والعمل الدؤوب بلا كلل. في بعض الأحيان، عندما كان يذهب مثلاً إلى بلد ما، كان يرسل إلينا [تقريراً] عندما يعود. عندما كنت أقرأ هذا التقرير، يُذهلني الكم الهائل من العمل الذي حدث مثلاً في بضع أيام آنذاك. لقد أخذت نسخة من بعض هذه التقارير لأحتفظ بها لنفسي. كتبت عليها أيضاً أنني احتفظت بها حتى يُعرَف ويُدرَك كم كان يُنجِز هذا الرجل من الأعمال. لدي الآن نسخ عدة - تقريران أو ثلاثة - من هذا القبيل... العمل الدؤوب!

4.5. الشّجاعة والتّدبير
[العمل الدؤوب] المصحوب بالشجاعة، أي ليس العمل عملاً عادياً، وإنما يحتاج إلى الشجاعة. إنه يحتاج إلى الشهامة، ويعتمد على العقلانية. الشجاعة والعقلانية أيضاً، كلاهما مثير للإعجاب. إنه [أيضاً] مُدبّر. كان يعرف العدو بصورة صحيحة، وأدواته أيضاً. فالشهيد سليماني لم يكن غافلاً عن ماهية إمكانات العدو التي يمكنه أن يستفيد منها ويوجّه ضربةً. كان يعرف إمكانات العدو تماماً، لكنه في الوقت نفسه دخل الميدان بمنتهى الشهامة والقوة. لم يكن يخاف من العدو، وكان يختار أسلوب العمل بحكمة.

قلت مرات عدّة في حضور جمع من كبار المسؤولين في البلاد، والشهيد كان لا يزال حيّاً - سواء في حضوره أو غيابه - إنه كان يؤدي عمله بتدبير. وشجاعته... إلى درجة أننا نرى الآن كيف تتناقل الألسن أعماله الشجاعة. الأعمال التي كان يؤديها بحكمة كانت دقيقة. هذا هو «الصدق»، وهذا معنى ﴿صَدَقوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ﴾.

الثّمرة الدّنيويّة لإخلاص الشّهيد سليماني
أما إخلاصه... الصدق والإخلاص. إذا لم يكن هناك إخلاص، يصير العمل بلا بركة. حين ترون أن العمل يصير مباركاً يكون هذا بسبب الإخلاص. من أين يمكن فهم إخلاصه؟ مِن أنه لم يكن يسعى أبداً أن يُرى. كان يهرب من أن يُرى ذرة واحدة أيضاً. كان يهرب من أن يُرى، والآن صارت الحال أن يراه العالم كله، الدنيا كلها تراه. لقد كان يعمل العمل من أجل الله، ومن دون تظاهر ولا تباهٍ. أول مكافأة دنيوية أعطاها الله المتعالي عن هذا الإخلاص كانت ذلك التشييع بعشرات الملايين. كان ذلك التشييع أول أجر في الدنيا على إخلاصه، وبالطبع جزاء الآخرة محفوظ مكانه. كان هذا الانتشار لاسم الشهيد سليماني ورواج شخصيته وذكره واسمه في الدنيا أجره الدنيوي. في هذين العامين، ورد اسم الشهيد سليماني آلاف المرات على ألسن الناس وعبر أقلام الأفراد. هذا العام أيضاً، الناس يحتفلون بعفوية - قلت إنني سأعود إلى ذلك - وهذا بسبب إخلاص هذا العزيز.

الشّهيد سليماني أنموذج لشباب العالم الإسلاميّ
صار الشهيد سليماني أنموذجاً. واحدة من أبرز الحقائق هي أن الشهيد سليماني صار أنموذجاً. اليوم كثيرون من الشباب في العالم الإسلامي - خاصة في هذه المنطقة، أي ما أعرفه يتعلّق بهذه المنطقة - متعطشون لوجود أبطال مثل الشهيد سليماني. إنهم متعطشون اليوم. وكلما يزداد انتشار ذِكر سليماني أكثر، يزداد اهتمامهم وتعطشهم لوجود مثل هؤلاء الأبطال في بلدانهم.

اليوم الشهيد سليماني في منطقتنا رمز للأمل والثقة بالنفس، رمز للشجاعة، رمز للصمود والانتصار. الله يفعل هذه الأعمال، إنها ليست في أيدي أحد. نحن لا نعرف أن نفعل مثل هذه الأشياء بأي تدبير. هذه الأعمال من فعل الله.

سليماني الشّهيد أخطر على أعدائه من سليماني اللواء
قال أحدهم إنّ الشهيد سليماني أخطر على أعدائه من اللواء سليماني. لقد أدرك الأمر بصورة صحيحة، وهو كذلك فعلاً. أولئك الذين اغتالوا قبل عامين الشهيد سليماني والشهيد العزيز أبا مهدي وسائر رفاقهما كانوا يظنّون أنّ الأمر انتهى. كانوا يظنّون أنّهم قتلوهم وقُضي الأمر وانتهى. انظروا اليوم إلى حالهم، انظروا في أيّ حال ووضع هم، انظروا إلى وضع أمريكا! يفرّون بتلك الطريقة من أفغانستان، وهي مضطرّة إلى التظاهر بالخروج من العراق - طبعاً على الإخوة العراقيّين أن يتابعوا القضيّة بيقظة -، أمريكا مُجبرة على القول: سأؤدي دوراً استشاريّاً بعد الآن، أي تقرّ برغبتها عن الوجود عسكريّاً هناك، ولا يمكن لها ذلك. انظروا إلى قضيّة اليمن، وانظروا إلى قضيّة لبنان.

ازدهار تيّار المقاومة في المنطقة ببركة دم الشّهيد سليماني
التيار المناهض للاستكبار في المنطقة، تيار المقاومة في المنطقة، يتحرك ويعمل اليوم بصورة أكثر رونقاً وأكثر حيوية وأكثر أملاً مما كانت منذ عامين. في سوريا أيضاً هؤلاء علقوا، وفي ليس لديهم أيّ أمل في مستقبلهم هناك. هذه بركات ذلك الدم العزيز ودم المظلومية. إنها من بركات هذه الدماء.

تعامُل الشّهيد سليماني مع عائلات الشّهداء
نُقل عن الشهيد أنه قال في خطاب له: مَن يعيش شهيداً يصير شهيداً. لقد عاش على ذلك النحو، حقاً عاش شهيداً. عاش كما الشهداء. وكذلك بعض الصفات الأخلاقية للشهيد [محط اهتمام].
أنا أقرأ هذه الأيام كتاباً يتناول شرحاً لحالة الشهيد [سليماني] الأخلاقيّة وحياته... كتب أحد أصدقائه القدامى في عنوانٍ كما أعتقد: «سليماني الذي أعرف»[6]. وردت فيه أمورٌ لافتة؛ يقول: أرادوا إجراء عمليّة جراحيّة[7] لحفيد أحد أصدقائه الشهداء، فذهب إلى المستشفى وانتظر حتى انتهاء العمليّة. قالت والدة ذاك الطّفل حسناً إنّ العمليّة انتهت، يا حاج، فلتذهبوا وتتفرّغوا لإنجاز أعمالكم. قال: لا! والدُكِ، أي جدّ هذا الطّفل، ذهب بدلاً عنّي واستُشهد، وأنا أقف الآن هنا بدلاً عنه. بقي واقفاً حتّى عاد الطّفل إلى وعيه. اطمأنّ إليه ثمّ ذهب. هكذا كان تعامله مع عائلات الشهداء. أيضاً تعامله مع الأشرار والمفسدين خارج البلاد بطريقة، وداخل البلاد بطريقة أخرى... في جنوب كرمان ومنطقة جيرفت وتلك الأعمال التي أنجزها خلال تلك الأعوام بطريقة أخرى[8]، وتلك القوّة التي أبرزها والتحرّكات الحاسمة والشديدة التي كان يفعلها، كانت على نحو أنه عندما يدخل مكاناً معيّناً يعرفون أنّه قد جاء. قدومه بحد ذاته يبيد معنويّات الطرف المقابل والعدوّ ويزيلها بتلك الطريقة.

خوف المستكبرين من اسم الشّهيد سليماني حتى في الفضاء المجازيّ
اليوم أيضاً المستكبرون يرتعبون من اسمه، ومن ذِكره. انظروا في الفضاء المجازي - ربما لديكم اطلاع أكثر مني - كيف يتعاملون مع اسمه. هذا تنبيه آخر لنا ولمسؤولي الفضاء المجازي في البلاد كي يُدركوا ما عليهم فعله، حتى لا يتصرف العدو بأي طريقة يرغب فيها، في أيّ مكان يرغب فيه. طبعاً الفضاء المجازي في العالم هو تحت سيطرة المستكبرين. يخافون من اسمه ويرتعبون من انتشاره أيضاً. هذا ما يعنيه الأنموذج؛ يخشون من أن ينتشر.

الشّهيد سليماني الحيّ الأبديّ
على أي حال، الشهيد سليماني خالد، فهو حي إلى الأبد. أولئك الذين اغتالوه - ترامب وأمثاله - مكانهم في مزبلة التاريخ وسيكونون بين منسيي التاريخ في المزبلة، لكنه حيّ إلى الأبد. هكذا يكون الشهيد، وأعداؤه يضيعون ويُدفنون. طبعاً - إن شاء الله - يضيعون ويدفنون بعد أن ينالوا قصاصهم الدنيوي.

أنتم أيضاً، عائلته المحترمة وأيضاً أصدقاءه ورفاقه في النضال، وأيضاً العميد [إسماعيل] قاآني[9] الذي يعمل ويتحرك بصورة جيدة للغاية، الحمد لله. تابعوا جميعكم هذا النهج إن شاء الله، واجعلوه يتقدم.
وعدَنا الله المتعالي بالنصر؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُو﴾[10]. وعدَ بالدفاع. حسناً، نحن نتحرك في سبيل الإرادة الإلهية والأهداف الإلهية، والشعب يعمل من أجل الإسلام. هذا الدفاع ثم النصر: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُه﴾[11]، ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[12].

نتمنى أن تكونوا جميعاً موفقين ومؤيدين، إن شاء الله. الأعمال التي ذكرَتها هذه السيدة هي أيضاً جيدة. كل هذا سيستمر على أحسن وجه إن شاء الله.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] في بداية هذا اللقاء، تحدث كل من السيدة زينب سليماني (ابنة الشهيد سليماني)، واللواء حسين سلامي (القائد العام لـ«حرس الثورة الإسلامية»).
[2] خطبتا صلاة الجمعة، بتاريخ 17/10/2020م.
[3] سورة الأحزاب، الآية 23.
[4] سورة الزمر، الآية 11.
[5] الشيخ الطوسيّ، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، ج2، ص738.
[6] «سليماني الذي أعرف»، كتاب ذكريات وخواطر حجة الإسلام الشيخ علي شيرازي.
[7] بكاء سماحته.
[8] بعد الدفاع المقدَّس، تولى الشهيد سليماني بصفته قائد فرقة ثار الله 41 (التي تتألف من قوات من محافظات كرمان وسيستان وبلوشستان وهرمزجان)، توفير الأمن في جنوب شرق البلاد ومحاربة المجرمين ومهرّبي المخدرات حيث تمكن من إحلال الأمن في تلك المناطق.
[9] العميد إسماعيل قاآني (قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية).
[10] سورة الحجّ، الآية 38.
[11] سورة الحجّ، الآية 40.
[12] سورة محمّد، الآية 7.

 

أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن "الاتفاقية الشاملة للتعاون الاستراتيجي بين طهران وبكين، دخلت أمس الجمعة، حيز التنفيذ"

 

عبد اللهيان يبحث مع نظيره الصيني العلاقات الثنائية بين البلدين

وفي تصريح للصحفيين بعد اجتماعه بنظيره الصيني وانغ يي، قال أمير عبد اللهيان: "خلال الزيارة، اتفقنا أولا على بدء الجانبين بتنفيذ وثيقة التعاون الشامل للأعوام الـ25 القادمة اعتبارا من اليوم، وفي ذات الوقت الذي تجري فيه المحادثات بين الجانبين في الصين، أعددنا الأساس للإعلان اليوم عن بدء تنفيذ وثيقة التعاون الشامل بين البلدين".

وأضاف: "إلى جانب القضايا الأخرى المدرجة على جدول الأعمال، نقلت رسالة خطية من الرئيس، إبراهيم رئيسي، إلى نظيره الصيني شي جين بينغ، تضمنت تنفيذ وثيقة التعاون بين البلدين للأعوام الـ25 القادمة ومختلف القضايا الإقليمية والدولية..أجرينا محادثات تفصيلية بشأن المحادثات الجارية بفيينا حول رفع الحظر، إذ يؤدي المندوب الصيني مع نظيره الروسي دورا إيجابيا في دعم الحقوق الإيرانية بشأن الموضوعين النووي وإزالة الحظر".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، "استعداد بلاده لتطوير التعاون مع إيران في مختلف المجالات من ضمها الاستثمارات والطاقة والبنوك والثقافة، رغم الحظر الأمريكي غير القانوني والجائر ضد الشعب الإيراني"، مشددا على أن "سياسة بكين المبدئية في استمرار دعم مواقف إيران في مفاوضات فيينا، وعلى ضرورة أن تعوض الولايات المتحدة عن أخطائها الناجمة جراء انسحابها من الاتفاق النووي".

ووصف وانغ يي وثيقة التعاون بين البلدين للأعوام الـ25 القادمة بأنها "مهمة جدا"، معتبرا أن "اتفاق الجانبين لبدء تنفيذ الوثيقة، حدث مهم وأساسي لتحقيق تطور جوهري في العلاقات بين البلدين".

وعقدت الجولة الثانية من المباحثات بين وزيري الخارجية الإيراني والصيني خلال المأدبة الرسمية التي أقامها وانغ يي على شرف نظيره الإيراني.

المصدر: "إرنا"