
emamian
كيف نستثمر في أبنائنا؟
ما هو الأفضل للأبناء.. أن نترك لهم رصيداً في البنوك.. أم نترك لهم عقارات نمنحها لهم ليبدؤوا بها حياتهم.. أم نترك لهم شركات ومؤ سسات تقيهم شر الزمن.. أم ننفق قيمة كلّ ذلك على تعليمهم وتأهيلهم.. أم نحاول أن نفعل كلّ ذلك معاً؟!
إنه السؤال الصعب الذي يواجه الآباء، فالأسرة هي السوق الاستثماري الذي يبدأ فيه استثمار الأموال في البناء، وهي المصنع الحقيقي الذي ينتج البشر، فحين يبني الإنسان نفسه جيداً، فهو يبني أباً جيداً لأبنائه، وحين يختار زوجة صالحة فهو يختار أماً قادرة على تربية أبنائه، باختصار فإن الإنسان يبني مشروع حياته الذي سوف يستثمر فيه أبناءه.
مصطلح الإستثمار في الموارد البشرية والبشر هو مصطلح جديد، يضع معايير لهذه القضية المعقدة، حتى داخل كلّ أسرة.
مفهوم الاستثمار البشري، هو مصللح جديد بدأ يظهر في علم الإدارة مؤخراً، وأصبحت هناك مواصفات عالمية خاصة بالإستثمار البشري، فقد بدأ علم الإدارة يخاطب اهتمامات الأشخاص وهواياتهم وطموحاتهم، ماذا يحبون وماذا يكرهون، فالإنسان كائن متكامل بما يملكه من أفكار ومشاعر وأحاسيس، وليس كما ينظر إليه البعض على أنه زوج من الأيدي والأرجل.
لذلك فإن الاستثمار في الموارد البشرية هو استثمار بأموال ولكن ليس بضخ النقود فقط، وإنما من حيث الوقت وإعطاء فرصة للتعلم، فمن حق الفرد أن يخطئ ويناقش خطأه في سبيل تقويم سلوكه، وهذا نوع من الاستثمار غير المباشر، في حين يكون الاستثمار المباشر من خلال التدريب والتأهيل.
الاستثمارفي التعليم
ماذا عن حيرة الآباء فيما يجب أن يفعلوه للأبناء، هل يمنحونهم المال أم الميراث أم المشروعات أم العقارات؟
يُجمع الكثير من العلماء والباحثين على أن أفضل أنواع الاستثمار في الأبناء، هو الاستثمار في التعليم، فالإنسان هو المحور الأساسي للإبداع والإختراع لذلك فهو أهم قيم الحياة. ويخطئ بعض الآباء في اعتقادهم أن استثمار الآبناء في التعليم يعني اختيار مدرسة أو جامعة نموذجية ودفع مبلغ معين من النقود فقط، دون الاهتمام بجوانب وتفاصيل حياة الأبناء الأخرى، وهذه نظرة قاصرة لأنها تغطي جانباً واحداً وهو تعليم المناهج الدراسية، في حين أن هناك جوانب أكثر أهمية، وهي أن نستثمر أبناءنا نفسياً وجسدياً وفكرياً ومعنوياً ليشمل هذا الاستثمار كافة جوانب الحياة، ولكن بلا أدنى شك أن التعليم الجيد هو أفضل طرق الاستثمار، ولكنه ليس الطريقة الوحيدة، فليس هناك معنى لشخص تعلم جيداً بينما شخصية لا تصلح لمواجهة الحياة ومصاعبها.
تنمية الهوايات
ولكن البعض يعتقد أن الهوايات مضيعة للوقت..؟
هذا حقيقي وينظر بعض الآباء بالفعل إلى هوايات أبنائهم وميولهم على أنها ترف ويقفون حجر عثرة أمام تنميتها، وقد يعتقدون أن هوايات كالموسيقى أو الرياضة أو الرسم تهدر وقت الأبناء و تصرفهم عن دراستهم وعن بناء مستقبلهم، وعلى خلاف هذا الفهم الخاطئ فإن تنمية ميول الأبناء أحد أهم السبل لتعليمهم وتطوير طرق تفكيرهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، فعلى سبيل المثال، أكدت دراسة حديثة أن تعلم الموسيقى ينمي ملكات التفكير، فحجم الخلايا الذهنية في أثناء تعلم العزف يزداد. ويجب علينا أن نكون آباء متعلمين منفتحين مع الحفاظ على ما يصلح من عاداتنا وتقاليدنا، كذلك يجب علينا في بعض الحالات التدخل لتوجيه ميول أبنائنا بما يصب في مصلحتهم، فنحن وبحكم تجاربنا قد نكون أكثر إدراكاً وفهماً للحياة.
التفكيرالناقد
في إطار التعليم الجيد، يجبر البعض الأبناء على اختيار تخصص معين باعتباره يقدم أفضل الفرص المادية بعد التخرج، فكيف ترى ذلك..؟
هذه الإشكالية التي تحصل دائماً بيننا وبين أبنائنا حول ما نريده نحن، وما يريدونه، هي واقع شئنا أم أبينا، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن هناك معطيات متوافرة في البيئة المحيطة بأبنائنا، توفر لهم فرصة لتكّون تفكيرهم الناقد الذي يعطيهم مفاتيح الحل لمشكلات الحياة وصعوباتها، فإذا استطعنا أن ننمي هذا التفكير لديهم، لا يهم أي المجالات سوف يدرسون، لأنهم سيكونون قادرين على تطويع هذه الدراسة لتخدم حياتهم العملية من خلال ابتكارات جديدة تساهم في تطوير حياتهم و تنعكس إيجاباً على بناء المجتمع، فتعلم مهارة حل المشكلات والتعامل مع التغيير الحاصل في المجتمع أهم من مجال الدراسة نفسه، فالدراسة هي جواز سفر الشخص وليس من الضروري التقيد بها، و إنما هناك فرصة للإبداع و التطوير.
وقت لأبنائك
*هل يقتصر الاستثمار في الأبناء على ترك حرية الاختيار لهم وتقديم فرص تعليم جيدة..؟
الاستثمار في الأبناء ليس بالمال فقط، وليس بتقديم الفرص فقط، بل يجب أن نستثمر جزءاً من وقتنا أيضاً من أجل الأبناء، وهناك جزء من عملنا في تنمية الموارد البشرية هو المساهمة المجتمعية، وأحد أهم هذه الجوانب هو تطبيق مفاهيم الإدارة على الأسرة، وفي هذا المجال يوجد مفهوم في الإدارة يسمى «التغذية الراجعة» والذي يعني معرفة مدى رضى العلماء عن الخدمات المقدمة، وهذا المفهوم يمكن تطبيقه على أبنائنا، فبإمكانك تخصيص ساعة في الشهر لكل ابن من أبنائك، تخرج معه منفرداً، وتستمع له، تتعرف إلى مشكلاته وهمومه، وتعطيه جزءاً من خبراتك التي تصطلح لزمانه وتتوافق معه، وبنفس الوقت تحصل منه على التغذية الراجعة الخاصة بإدارة شؤون الأسرة، أين أخطأت و أين أصبت، فأنت بذلك تشعره بأهمية بالنسبة إليك، وتعلمه طرق جديدة، للتواصل مع ذاته ومع الآخرين، فالأسرة مشروع استثماري يحتاج إلى الإدارة، خاصة إذا علمنا أن نسب الطلاق قد تجاوزت 30% في بعض الدول العربية.
قبل فوات الأوان
هناك تباعداً حدث بين أفراد الأسرة العربية فرضته ظروف الحياة وتسارع عجلة الزمن، إلا أن هذا ليس مبرراً لعدم إعطاء الوقت الكافي لحياتنا الأسرية، فقد نستيقظ بعد فوات الأوان، يوجد مثال يطبق على حياتنا العملية والأسرية «خلال التدريب نعرض لقطة مدتها 30 ثانية، يؤديها أشخاص يلعبون بالكرة، وفي أثناء هذه اللقطة يمر شخص يرتدي لباس«غوريلا»، يطلب من المتدربين إحصاء عدد المرات التي لمست فيها الكرة الأرض، وعدد المرات التي التقطها الاعبون».
بعد انتهاء اللقطة أسأل المتدربين، هل من شيء غريب حدث في أثناء اللعب؟ والمفاجئ أن واحداً أو اثنين من بين ثلاثين متدرباً، ينتبهون إلى مرور الغوريلا، في حين أن البقية وعلى الرغم من عدم إجابتم عن العدد فإنهم لا يلحظون مرور أي شيء. بالضبط هذا ما قد يحدث مع أبنائنا، فقد تمر كارثة أو مصيبة كبيرة ونحن منشغلون بتفاصيل صغيرة ولا ندركها إلا بعد فوات الأوان، لذلك يجب أن نكون على تواصل وعلم دائمين بكل التفاصيل التي تحيط بنا.
قالب الحلوى
وكيف نتغلب على ذلك؟
حتى نستثمر وقتنا بالشكل الأمثل، يجب أن نرتب أولويات حياتنا حسب أهميتها، فالوقت أثمن شيء بالوجود، وبهذا الخصوص يقول أبو الإدارة الحديثة «بيتر دراكر» إن الشخص الناجح يبدأ يومه ليس بما يجب عليه فعله وإنما ما هو الوقت المتاح له للفعل، ويشبه دراكر الوقت بقالب الحلوى، الذي يسعى كلّ شخص للحصول على قطعة منه، فهذا يريد منك الرد على البريد الإلكتروني وذاك يريد منك حضور اجتماع أو تقديم خدمات، وأنت من واجبك توزيع هذا القالب حسب أهمية الأشياء. وهذا التنظيم سوف يتيح لك الفرصة لإعطاء الأهمية لكل جوانب حياتك على حدٍ سواء، ابتداءً من العمل ومروراً بالأسرة وانتهاءً بالتواصل الاجتماعي.
يجب الإصرار على أن يكون يوم الإجازة مقدساً في حياتنا الأسرية، مهما بلغت إغراءات العمل، فهو فرصة لقضاء أوقات ممتعة مع أفراد العائلة وزيارة أماكن للترفيه، وليس بالضرورة رصد ميزانية كبيرة، فأي مكان يكسر الروتين المعتاد يفي بالغرض، بشرط التنويع والتغيير.
الدكتاتورية مطلوبة
عندما تتعارض الرغبات، كيف يمكن اتخاذ القرار في هذه الحالة، وهل الديمقراطية هي الأفضل..؟
يقع على عاتق الآباء أحيانا وضع قواعد عامة لسولك الأبناء و شرح هذه القواعد ودواعيها التي تخدم مصلحة الأبناء، وعلى الرغم من أهمية الإقناع في الحوار بين الآباء وأبنائهم، فإن الديكتاتورية قد تكون مطلوبة في بعض الحالات، فالتعرض للتلفاز يجب أن يكون مقننا، وأوقات الفراغ يجب ملؤها بما هو نافع كتنمية الهوايات، كذلك يتوجب علينا الجلوس مع أبنائنا وتصفح مواقع الإنترنت التي يحبونها وتوجيههم لمواقع مفيدة تساهم في تكوينهم المعرفي، وعلينا ألا ننسي أبداً أن أبناءنا يحتاجون إلى مساحة خاصة بهم يقضونها مع أقرانهم، وينمون مهاراتهم في التواصل الاجتماعي.
استثمار طويل المدى
وختاماً، فالأسرة هي المكان الأول لاستثمار البشر، وقد لا تتوافر لديها الإمكانيات المادية، ولكن يجب أن نتذكر قولاً مفاده: إذا امتلكت الإدارة سوف تجد الطريق للوصول. فهناك أمثلة كثيرة لأشخاص تجاوزوا خط الفقر إلى الإبداع، حققوا ذاتهم بالإصرار والعزيمة، إن الاستثمار بالأسرة والأبناء هو استثمار معنوي طويل المدى وهو استثمار مادي أيضاً، لذلك يجب علينا زيادة الوعي من أجل الاهتمام بهذا الجانب من خلال وسائل الإعلام ومن خلال الدعوة لإعداد مناهج متكاملة تهدف إلى الاستثمار في الإنسان.
*د.علاء جراد (خبير الاستثمار في البشر)
فيتامين ج.. فوائده ومصادره وجرعته اليومية الموصى بها
فيتامين ج أحد أهم الفيتامينات التي لا غنى عنها في العديد من الوظائف الحيوية للجسم، مثل تكوين الأوعية الدموية والجلد والعظام على نحو صحي. وسنتعرف في السطور التالية بالتفصيل عن هذا الفيتامين الحيوي، من بينها فوائده وكذا مصدر فيتامين ج في الغذاء.
ما هو فيتامين ج؟
فيتامين ج (فيتامين سي) هو فيتامين قابل للذوبان في الماء. يوجد في العديد من الفواكه والخضراوات وهو مكمل شائع. كما أن هناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ج.
ويشعر الكثير من الناس أن الجرعات الكبيرة تفيد الجسم. وفوائد فيتامين ج للجسم لا حصر لها، فهو مهم لصحة الأنسجة الضامة. وتظهر بعض الدراسات البحثية أن فيتامين ج قد يساعد على تقليل أعراض نزلات البرد وطول مدتها.
فوائد فيتامين ج (vitamin c)
يلعب فيتامين ج العديد من الأدوار في كيمياء جسم الإنسان، ومن بينها ما يلي:
- ضروري لصنع الكولاجين.
- جزء مهم من النسيج الضام في الجسم.
- يساعد على زيادة امتصاص الحديد من الأمعاء.
- فيتامين ج ضروري للعديد من التفاعلات الكيميائية.
- يستخدم الجسم فيتامين ج لصنع مواد مهمة أخرى. وتشمل هذه:
- كارنتين
- تيروزين
- المنشطات المصنوعة في الغدة الكظرية
- الناقلات العصبية
هذا الفيتامين هو أيضًا أحد مضادات الأكسدة القوية. ويعتقد أن مضادات الأكسدة تلعب دوراً في إبطاء عملية الشيخوخة.
قد يقلل أيضاً هذا الفيتامين من تلف بطانة الأوعية الدموية، ويقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
هل فيتامين ج هو فيتامين c؟
نعم، فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك هو أنقى أشكال فيتامين سي، لكن أشكال فيتامين سي الأخرى تحتوي على مكملات أخرى. يأتي فيتامين سي بأشكال عديدة ، ولكل واحد منها استخدام وموقع بديل في عناصر العناية بالبشرة.
أعراض نقص فيتامين ج
يمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الإسقربوط. يسبب الاسقربوط نزيفاً متزايداً في اللثة والجلد والعضلات والأعضاء الداخلية.
تشمل الأعراض الأخرى لنقص فيتامين ج ما يلي:
- بطء التئام الجروح
- الجلد الخشن المتشقق
- التغييرات في العظام
- آلام المفاصل والسوائل في المفاصل
- تضخم بصيلات الشعر، مع تراكم الجلد في قاعدة الشعر
- فقر دم
- إعياء
استخدامات صالحة طبياً
قبل اكتشاف فيتامين ج، أصاب الاسقربوط الأشخاص الذين لم يكن يتناولوا سوى القليل من الفواكه والخضراوات الطازجة. كان الاسقربوط شائعا بين البحارة الذين ظلوا بعيدا في البحر لعدة أشهر في كلّ مرة. لكن وُجد أن تناول الليمون يمكن أن يمنع الإسقربوط لدى هؤلاء البحارة. وفي وقت لاحق، تم اكتشاف هذا الفيتامين . وتم استخدامه لمنع وعلاج الاسقربوط.
تشير الأبحاث إلى أن تناول فيتامين ج بانتظام قد يساعد على تقليل أعراض نزلات البرد. قد يقلل أيضا من مدة استمرار البرد. لكن من المحتمل أن الفيتامين لا يمنع نزلات البرد. فعدم تناول فيتامين ج إلّا بعد ظهور أعراض البرد لا يفيد على ما يبدو.
أقاويل غير مثبتة علمياً
ثمة بعض الأقاويل التي يتم تداولها حول فيتامين ج، لكن لم يتم إثباتها من خلال الدراسات، ومن بينها:
- يقال إن فيتامين ج يساعد في الوقاية من أمراض اللثة أو علاجها (التهاب دواعم السن).
- في هذا الوقت، تختلف الأدلة حول ما إذا كان هذا الفيتامين يساعد في الوقاية من السرطان.
- لا تظهر معظم الدراسات أدلة كافية على أن مكملات الفيتامين تقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- قد يحمي الفيتامين الجسم من آثار التلوث. قد يمنع أيضاً تجلط الدم ويقلل من الكدمات.
إعلام إسرائيلي: صفعة مؤلمة في مونديال قطر.. عداء العرب مستمر والتطبيع هَش
- المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية
وسائل اعلام إسرائيلية تعلّق بانزعاج على المشاهد المتكررة يومياً لعداء المشجعين العرب للاحتلال وتصف إخفاق المراسلين الإسرائيليين في انتزاع أي استصراح إيجابي تجته "إسرائيل" بالمخجل.
علّقت وسائل الإعلام الإسرائيلية بانزعاج كبير على مشاهد تفاعل الجمهور العربي السلبي مع المراسلين الإسرائيليين، الذين يحضرون إلى قطر بعنوان تغطية أخبار كأس العالم، وهم يحاولون منذ بدء المباريات انتزاع "استصراحات إيجابية"، تخدم عملية التطبيع.
وقال مقال في صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية بعنوان "المونديال في قطر مرآة للإسرائيليين: لا يحبوننا ولا يريدوننا أيضاً"، إنّ "المونديال في قطر وضع إسرائيل، أمام واقعٍ وحقيقة مؤلمة جداً للإسرائيليين".
وأوضح أنّ الإسرائيليين "شاهدوا للمرة الأولى المتحمّسين من الخليج(الفارسي)، وتجربة الرفض والتجاهل والكراهية وعدم قبول الإسرائيليين في بلد مسلم عربي".
مراسل إسرائيلي من قطر: برغم التطبيع لكن الشعوب العربية رافضة لوجودنا
وأشار المقال إلى أنّ "كلّ من يزعم أنّ سكان دول الخليج (الفارسي)ليس لديهم عداء تجاه إسرائيل، قد رأوا أنهم تعرّضوا للخداع وشاهدوا حقيقة مختلفة".
وتابع قائلاً إنّ "مراسلي الأخبار في المحطات الإسرائيلية سافروا بحماسة إلى قطر، وأقاموا الكاميرات وانتظروا قدوم عدد من العرب المقيمين في الخليج والدول العربية الأخرى ليمتدحوا إسرائيل، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم يتعرضون للازدراء والتجنب والاستهزاء من هؤلاء العرب".
وكانت مشاهد صوّرتها كاميرات وسائل إعلام إسرائيلية في قطر أظهرت مجموعة مشجعين من المغرب وهي ترفض التحدّث إلى صحافي إسرائيلي وتهتف مع فلسطين وضدّ الاحتلال، بالرغم من صراخ الصحافي الإسرائيلي بأنّ "حكومتكم طبّعت معنا.. يجب أن نكون في سلام الآن!".
صفعة ووضع مخجل
وعلّق المقال في الإعلام الإسرائيلي على رفض بعض المشجعين العرب، عندما عرفوا أنّ الصحافي الذي يستصرحهم إسرائيلي، إجراء المقابلة معه ومواجهته بأنه "لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، هناك فلسطين فقط" وأكّد الكاتب أنّه كان يتوقع ذلك و"لم يفاجأ برفض الغالبية العظمى من المشجعين العرب الذين لم يوافقوا على إجراء مقابلات مع التلفزيون الإسرائيلي".
وأضاف المقال "وحدَه من لا يفهم الأجواء في العالم العربي على مستوى عامة الناس والمواطن العادي، سيسارع إلى نصب كاميرا ويتوسل إلى عربي لإجراء مقابلة مع محطة إسرائيلية".
ووصف ما تعرّض له المراسلون الإسرائيليون من إذلال واضطرار إلى الكذب وإخفاء هويتهم فقال: "من المخجل رؤية صحافي إسرائيلي يتوسّل ويعانق من يجري معه مقابلة على الهواء مباشرة لحضّه على قول كلمة طيبة عن إسرائيل، ليتبيّن أنهم يعتبرون أنّه لا يوجد إسرائيل بل فلسطين فقط".
ضربة للتطبيع
وأضاف المقال "حقاً هذه صفعة مدوية على الوجه لمن يظنّ أنّ التطبيع في متناول اليد، وأنّ التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت".
وقال إن "سلوك المواطن العربي العادي تجاه إسرائيل يشير إلى عداء يزيد عمره على 70 عاماً، ويشير إلى أنّ أصل المشكلة لا يزال حياً ويركلنا ويصفعنا بشدة".
وأكّد المقال أنّ هذا هو الواقع والحقيقة، وأنّ "على من لا يريد أن يراها أن يغمض عينيه، لكنّ الواقع المر والصعب، وفي نظري المؤلم، هو أنّه إذا لم تُحلّ القضية الفلسطينية بطريقة ما ومقبولة من جميع الأطراف، فنحن لسنا ولن نكون موضع ترحيب في الدول العربية، ولا حتى في البلدان التي أُبرِمَت معها اتفاقيات تطبيع".
وأشار إلى أنّه "يكفي النظر إلى اتفاقيات التطبيع مع مصر لنفهم كيف لم نحرز تقدماً في مواجهة الشعب المصري، الذي لا يزال أكثر العرب عداءً لإسرائيل، وبقينا على المفهوم الخطأ نفسه من الاتفاقيات بين قادة الدول فقط".
اتفاقيات التطبيع سقفها من زجاج
وأشار المسؤول السابق في جهاز "الشاباك" دورون ماتسا، في مقال في موقع "مكور ريشون" بعنوان "كراهية إسرائيل في قطر تشير إلى السقف الزجاجي لاتفاقيات التطبيع"، إلى أنّ "التعامل الفظّ لمشجعي كرة القدم العرب مع ممثلي وسائل الإعلام الإسرائيلية، فاجأ المراسلين من أصدقائه، ما فتح عيونهم على الواقع في الشرق الأوسط وعلاقة إسرائيل بالمنطقة".
وتابع مستخلصاً: "لا يحبوننا في قطر، وكما يبدو، في عموم الشرق الأوسط، وهذا هو الاستنتاج الذي استخلصه الصحافيون في ظلّ الاحتكاكات غير اللطيفة بمشجعين سعوديين وقطريين وإيرانيين وغيرهم".
وأضاف: "اتضح أنّ لا شيء تغيّر.. حتى لو كان من الجيّد أن نتحلّى بالأمل، فإنّ قوة الواقع وضروراته يجب ألا تغيب عنا".
وقلل من قيمة اتفاقيات التطبيع الرسمية مع الأنظمة العربية على مستوى التأثير في الشعوب، التي قال إنه "جرى تشكيلها ضدّ العناصر الأقلّ أيديولوجيةً في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة".
واستنتج المقال أنّ "معنى هذه الأمور واضح، اتفاقيات التطبيع لم تضع الشرق الأوسط في حقيقة نهاية التاريخ، لم يكن هناك تزامن بين التطبيع مع القيادات وبين التطبيع مع الشعوب".
وأشار إلى أنّ "الأحداث التي جرت على هامش كأس العالم في قطر تظهر أنّ مكانة "إسرائيل" الإقليمية ومضمون "اتفاقات التطبيع" تمتلك سقفاً زجاجياً".
وقفة شعبية في المغرب تضامناً مع فلسطين ورفضاً للتطبيع
تظاهر العشرات من مناهضي التطبيع في المغرب، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، في وقفة شعبية دعماً لفلسطين، و"إدانةً لكل أشكال التطبيع والصهيونية، ورفضاً للمصادقة على قوانين تهمّ التعاون الاقتصادي والتجاري مع العدو الصهيوني".
وأطلق مناهضو التطبيع، في الوقفة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، تخليداً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هتافات منددة بالتطبيع مع "إسرائيل"، وأخرى متضامنة مع الشعب الفلسطيني، من بينها "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"المغرب أرضي حرة وصهيوني يطلع برا"، و"المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين".
وقال الكاتب العام لـ"المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" عزيز هناوي، لـ"العربي الجديد"، إن الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق عام يتعلق بالفعاليات التي يقيمها أحرار العالم كل سنة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وآخر خاص على المستوى الوطني، لتجديد تأكيد ثوابت الشعب المغربي المتمثلة باعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية.
كذلك تأتي الوقفة الشعبية في سياق هجمة تطبيعية متصاعدة بلغت مستوى كبيراً الأسبوع الماضي، بمصادقة مجلس النواب المغربي على قوانين تطبيعية على المستوى الاقتصادي وفي مجال النقل الجوي، وفق هناوي.
وتابع موضحاً، أنه "حينما يصادق 167 نائباً على تلك القوانين التطبيعية مقابل معارضة 15 نائباً، خلافاً لما كان عليه الأمر في عام 2013، حيث تم تجميد والتآمر على مقترح قانون لتجريم التطبيع، كان قد حصل على موافقة 5 كتل نيابية تمثل 90 في المائة من تشكيلة مجلس النواب، فإن ذلك يطرح سؤالاً كبيراً عن الشرعية الشعبية للبرلمان الحالي، الذي يبدو أنه يجيء به لتمرير مثل هذه القوانين"، لافتاً إلى أن "ربط التطبيع مع الكيان الصهيوني بقضية الصحراء، قتل وطعن واغتيال لقضية وجودية بالنسبة إلى الشعب المغربي".
وكان مجلس النواب المغربي قد أقر في 21 من الشهر الحالي، بالأغلبية قانونين هما مشروع قانون الموافقة على الاتفاق بشأن الخدمات الجوية الموقع عليه في الرباط قي 11 أغسطس/ آب 2021، وينص على الإعفاء المتبادل من الرسوم الجمركية ومصاريف التفتيش والضرائب التي لا تتعلق بتكلفة الخدمات المقدمة على متن الطائرة. فيما يتعلق المشروع الثاني بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب والكيان المحتل، الذي ينص على تيسير المشاركة في المعارض التجارية والتظاهرات الاقتصادية التي تعقد في المغرب والاراضي المحتلة.
وفي حال تصديق غرفتي البرلمان (النواب، المستشارون) ستُنشَر الاتفاقيتان في الجريدة الرسمية، لتدخلا حيّز التنفيذ كأول اتفاقيتين بين الرباط وتل أبيب تُحالان على البرلمان.
وإلى جانب الوقفة المركزية أمام البرلمان، شهدت مدن مغربية عدة، الاثنين والثلاثاء، وقفات احتجاجية وتظاهرات فنية ورياضية وأنشطة إشعاعية تحت شعار "من أجل تفكيك نظام الأبارتهايد الصهيوني"، دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" (غير حكومية).
وشارك مئات الحقوقيين والمواطنين في وقفات احتجاجية في مدن الدار البيضاء ومراكش ومكناس وخريبكة ووجدة وجرسيف وأزمور وتارودانت وبني ملال والجديدة وأزرو، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتنديد بالتطبيع بين الرباط وتل أبيب.
إلى ذلك، جددت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية المعارض، دعوتها للدولة المغربية وللأنظمة العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، للتراجع عن مسار التطبيع، وما عرفه من خطوات واتفاقات وقوانين للرفع من مستوى العلاقة والتعاون مع إسرائيل، مطالبةً بـ"تصحيح هذا المسار، بما ينسجم مع المواقف التاريخية للشعوب العربية، ومع الدور الذي يقوم به المغرب الذي يرأس عاهله لجنة القدس، وجهوده في إعمار القدس، وتاريخ الشعب المغربي المشرف في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس الشريف والأقصى المبارك".
وحذرت الحركة في مقال افتتاحي على موقعها الرسمي بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من "خطر الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي وللمجتمعات العربية"، معتبرةً أن "هذا الكيان المجرم لا يبحث إلا عن مصلحته".
واعتبرت أن الإحتلال "تشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار والتماسك المجتمعي بحكم سيرتها الإجرامية وسجلها الإرهابي ومشروعها الاستيطاني المدعوم من القوى الاستعمارية الكبرى".
قائد الثورة: وصول العراق لمكانته الراقية في مصلحة الجمهورية الإسلامية
إستقبل قائد الثورة الإسلامية في إيران آيةالله السيدعلي خامنئي مساء اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء العراقي محمدشياع السوداني.
و في مستهل اللقاء قال سماحة قائد الثورة الإسلامية في إيران مخاطبا السوداني: إن تقدم العراق ووصوله إلى مكانته الراقية والحقيقية هو في مصلحة الجمهورية الإسلامية، ونعتقد أن حضرتك تتمتع بالقدرة على النهوض بشؤون العراق وارتباطاته وإيصال هذا البلد إلى موقعه المستقل واللائق بحضارته وتاريخه.
وتقدم قائد الثورة الإسلامية بالتهنئة للسيد محمد شياع السوداني لانتخابه رئيساً لوزراء العراق، ووصفه بأنه شخص مخلص ومقتدر، معتبراً تعيينه رئيساً للحكومة العراقية مصدر رضا وسعادة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية العراق أفضل دولة عربية في المنطقة من حيث الموارد الطبيعية والبشرية فضلا عن الخلفية الثقافية والتاريخية والحضارية وقال: للأسف ورغم هذه الخلفية لم يستطع العراق حتى الآن الوصول إلى مكانته الحقيقية والراقية، ونأمل بحضور معاليكم أن يحقق العراق تقدمه ومكانته الحقيقيان.
وأشار إلى أن إحدى الضروريات الأساسية لبلوغ العراق موقعه الحقيقي هو تماسك الفضائل العراقية ووحدتها، وأضاف: إحدى المستلزمات الأخرى لهذا التقدم هو الاستفادة القصوى من الطاقات العراقية الشابة والنشطة.
وأضاف آيةالله خامنئي: طبعا تقدم العراق له أعداء قد لا يظهرون عدائهم جهاراً، لكنهم لا يقبلون بحكومة مثل حكومتك، ما يحتم الوقوف بحزم أمام إرادة العدو من خلال الاعتماد على الشعب والقوى المتحمسة والشابة التي اجتازت اختبارها في مواجهة الخطر الداعشي المهلك.
واعتبر قائد الثورة أن تقدم العراق في المجالات الاقتصادية والخدمية وحتى الافتراضية وتقديم صورة مقبولة من الحكومة إلى الشعب العراقي يعتمد على استخدام الطاقات الهائلة للشباب العراقي كداعم حقيقي للحكومة، وقال: بإمكان الحكومة العراقية الجديدة ومن خلال استغلال هذه الطااقات وكذلك المصادر المالية والتسهيلات الجيدة الموجودة لدى هذا البلد بأن تحدث تغييرات جادة في مختلف المجالات، وخاصة في تقديم الخدمات للشعب.
وفي إشارة إلى كلام رئيس الوزراء العراقي أنه وفق الدستور العراقی لا نسمح لأي طرف باستخدام الأراضي العراقية لزعزعة أمن إيران، قال: للأسف يحدث هذا الأمر في بعض مناطق العراق، والحل الوحيد هو أن تبسط الحكومة العراقية سلطتها على تلك المناطق أيضاً.
وأكد سماحته قائلاً: طبعا وجهة نظرنا حول أمن العراق إنه إذا أراد طرف تعكير صفو أمن العراق، فسوف نقف بوجهه، من أجل حماية العراق.
وضمن تأكيده أن "أمن العراق هو أمن إيران، كما أن أمن إيران مؤثر أيضا على أمن العراق" أشار قائد الثورة الإسلامية في إيران إلى محادثات رئيس الوزراء العراقي في طهران اليوم، وأضاف: "كانت هناك مفاوضات وتفاهمات جيدة في الجولات السابقة، لكنها لم تصل إلى مستوى تنفيذي لائق، لذلك يتعين الوصول إلى مرحلة العمل فيما يتعلق بجميع التفاهمات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل السلع والسكك الحديدية."
وفي إشارة إلى بعض النوايا التي لا ترغب حصول تفاهمات وتعاوناً بين إيران والعراق، قال: يجب التغلب على هذه النوايا من خلال العمل.
في هذا اللقاء الذي حضره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين إيران والعراق وقال: المثال الواضح للتكاتف الإيراني العراقي معاً كانت الحرب ضد داعش، حيث اختلطت دماء الإيرانيين والعراقيين في خندق واحد.
وأحيى رئيس الوزراء العراقي ذكرى الشهيدين قسام سليماني وأبومهدي المهندس، معتبراً هذين الشهيدين البارين مثالًا آخر على تضافر إيران والعراق.
وأشار السوداني إلى إصرار الحكومة العراقية الجديدة على تنفيذ الاتفاقات بين البلدين وتوسيع العلاقات في مختلف المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي ، قائلا: "إن أمن إيران والعراق ليس منفصلا عن بعضهما البعض، ووفقاً للدستور لن نسمح لأي طرف باستخدام الأراضي العراقية لزعزعة الأمن."
رئيس وزراء العراق في إيران.. رسائل ونتائج
في أول زيارة رسمية له إلى إيران بمنصب رئاسة الوزراء في العراق، إلتقى محمد شياع السوداني مع كبار المسؤولين في إيران وتحدث معهم.
- باستثناء زيارات استغرقت عدة ساعات إلى الأردن والكويت، فضل رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني أن يخصص أول زيارة جادة وهامة إلى إيران، وتشير الوفود السياسية والاقتصادية المرافقة للسوداني أن مجموعة واسعة من القضايا وضعت على طاولة المفاوضات بين البلدين.
- أدى تزامن هذه الزيارة مع مشروع معاقبة إيران للانفصاليين المناهضين للثورة المستقرين منطقة كردستان العراق لدفع البعض لأن يرى ويفسر الزيارة بأكملها في إطار القضايا الأمنية، في حين يمكن اعتبار هذه القضايا واحدة من أجندة الزيارة.
- خلال السنوات الماضية قررت إيران والعراق زيادة طاقة التبادل التجاري فيما بينهما إلى 20 مليار دولار على الأقل، لكن تطورات العراق الأخيرة وخاصة أحداث العام الماضي في هذا البلد حالت دون تحقيق ذلك.
- إلى جانب مجالات التعاون المشتركة الأخرى، يعد ملفا الكهرباء والغاز، من أهم وأبرز القضايا المطروحة للتباحث بين الجانبين.
- اللقاء الذي جمع السوداني مع بارزاني في بغداد قبل زيارته إلى إيران، إلى جانب زيارة العميد قاآني إلى العراق منذ وقت ليس ببعيد، ومحادثاته مع السوداني وعبد اللطيف رشيد من جهة، وما تلا ذلك من التزامات مسؤولين عراقيين بضمان الأمن على الحدود المشتركة من ناحية أخرى، قد يشيران إلى أن الحكومة الفيدرالية العراقية ستتخذ من الآن فصاعداً إجراءات تنفيذية أكثر من أي وقت مضى ضد مناهضي الثورة المتواجدين في كردستان العراق.
- فيما يتعلق بالتعامل مع الانفصاليين المتمركزين في العراق، ورداً على التساؤل إن كانت قوات حرس الحدود الجديدة ستتبنى وبالتعاون مع البيشمركة مسؤولية تأمين الحدود، أم سيتم ترحيل الانفصاليين إلى معسكرات تحت سيطرة العراق؟.. لم ترد أي أخبار دقيقة للإعلام حتى الآن، لكن المؤكد أن إيران سلمت الحكومة العراقية وثائق عداوات وفتن هذه الجماعات (فبحسب السفير الإيراني في العراق، تم تسليم أكثر من 70 وثيقة في هذا الشأن) كما أطلعت إيران الجانب العراقي بمقرات تواجد هذه الجماعات (76 مقراً للجماعات الانفصالية وفقاً لوزير الخارجية الإيرانية).
- خلال زيارة السوداني لإيران أكد رئيس الوزراء العراقي في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الإيراني اليوم أن بغداد لن تسمح لأحد باستخدام الأراضي العراقية لمهاجمة إيران، هذا يعني أنه وبعد هذه الزيارة، ستكون هناك المزيد من الحساسية الخاصة لدى العراق بالنسبة للدور المناهض للجمهورية الإسلامية من منطقة كردستان.
- خلال هذه الزيارة، أشاد السوداني بوقوف إيران إلى جانب الشعب العراقي منذ عام 2003 وبدور إيران الخاص في طرد داعش من العراق، وشدد على ضرورة تعميق العلاقات التاريخية بين البلدين. فإن تركيز شخصية عراقية على قضايا كهذه، بينما كان هو من أكثر الأشخاص فاعلية في النضال ضد البعثيين والأميركان وداعش في العراق، يضاعف التركيز على تعميق العلاقات بين البلدين في المستقبل المنظور.
- ليس من المستبعد أن يكون مشروع استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، الذي تم تبنيه من قبل بوساطة عراقية، كان محط اهتمام رئيس الوزراء العراقي الجديد خلال زيارته هذه.
- لإيران والعراق، وخاصة خلال الدورة الجديدة من رئاسة الوزراء العراقية اهتمامات وأهداف مشتركة تم تحديدها من قبل، ولكنها لم تكتمل بعد، ومن بين هذه الأهداف طرد أميركا من المنطقة، والقضاء التام على الإرهاب في المنطقة، ومناهضة "إسرائيل"، والتمتين الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية
لصحتك.. استفد من طاقات دماغك
التعرُّف إلى الإيقاع الطبيعي لنشاط الدماغ، يسمح لنا بالقيام بالمهمات اليومية بشكل أسهل، أسرع وأفضل.
مستويات الطاقة لدينا ليست الوحيدة التي تتغير صعوداً وهبوطاً خلال ساعات النهار، فالدماغ أيضاً يخضع لإيقاعه الخاص. ويعتمد هذا الإيقاع أساساً على عادات النوم، التعرُّض لضوء الشمس والتركيبة الوراثية. ويؤكد الاختصاصيون أنّ التعرُّف الوثيق إلى هذا الإيقاع يساعد على تحسين حالتنا الصحية والنفسية والعملية. وتعطي اختصاصية علم النفس الأميركية البروفيسورة لين هاشر، مثالاً على الدور الذي يلعبه هذا الإيقاع في حياتنا، فتقول إنّ البالغين فوق الأربعين يكونون عادة أشخاصاً نهاريين، لذلك من الأرجح أن يسجلوا نتائج أفضل على اختبار الذكاء إذا خضعوا له الساعة التاسعة صباحاً، عوضاً عن الرابعة بعد الظهر. تضيف هاشر وعدد من اختصاصيي الدماغ الآخرين أن بوسعنا حرق المزيد من الوحدات الحرارية في ممارسة الرياضة، ورفع مستوى فاعليتنا في العمل وتسهيل الكثير من مهماتنا إذا عرفنا كيف نوقتها بشكل متوافق مع الإيقاع الطبيعي للدماغ. ونستعرض في التالي أبرز التحولات التي يشهدها النشاط الدماغي على امتداد ساعات النهار، وأفضل ما يمكننا القيام به خلال كل فترة من هذه التحولات.
1- ما بين الساعتين 7 و9 صباحاً:
هذه الفترة هي الأفضل لتمتين العلاقات الزوجية. تقول عالمة الأعصاب البروفيسورة اليا كاراتسوريس، إنّ السبب يعود إلى ارتفاع مستويات الأوكسيتوسن (هرمون الحب) عند الاستيقاظ. وهذا يجعل الفترة الصباحية مثالية لتقوية العلاقات الزوجية والعائلية وعلاقات الصداقة.
2- ما بين الساعتين 9 و11 صباحاً:
تسجل مستويات هرمون التوتر الكورتيزول ارتفاعاً متوسطاً في الدماغ مع حلول هذه الساعة، وهذه الكمية المعقولة من الكورتيزول تساعد الذهن على التركيز وكانت دراسة أجريت في جامعة ميتشيغان الأميركية قد أظهرت أن طلاب الجامعة والبالغين المتقاعدين يكونون أسرع في الاستجابات الذهنية في الصباح، وأن حدة الذهن والتيقظ تتراجعان بعد الظهر. وهذه الفترة مناسبة لتطوير أفكار جديدة، وكتابة التقارير وإيجاد حلول للمشكلات الصعبة. تقول البروفيسورة كارولين يون، الأستاذة المساعدة في جامعة ميتشيغان، إنّ الأشخاص في سن الأربعين وما فوق يكونون أكثر تيقظاً في ساعات النهار المبكرة. لذلك فإنها تنصح ببرمجة النقاشات المهمة المرتبطة بالعمل، أو تلك الخاصة بالقضايا العائلية، في هذه الفترة المبكرة من النهار، كي يتم إيجاد حلول سريعة لها.
3- ما بين الساعتين 11 و2 بعد الظهر:
تهبط مستويات هرمون النوم الميلاتونين في هذه الفترة، إلى أدنى مستوياتها. وهذا يعني أننا نكون خلالها جاهزين للقيام بعدد كبير من المهمات والمشروعات. يقول البحاثة الألمان إنّ الوقت الذي تتطلبة ردود فعلنا واستجاباتنا في هذه الفترة يكون قصيراً جدّاً. كذلك فإن قدرتنا على إنجاز الكثير من الأعمال، ترتفع في فترة منتصف النهار. ويُستحسن إذن تكريس هذه الفترة، للإجابة عن كلّ الرسائل الإلكترونية والبريدية، تقديم التقارير المختلفة إلى المدير، وحل المشكلات الزوجية المستعصية. لكن البروفيسور رينيه موروا، الأستاذ المساعد في علم النفس وعلوم الأعصاب في جامعة فاندربيلت الأميركية، يقول، إنّ التمتع بالقدرة على إنجاز العديد من المهمات، يجب ألّا يدفعنا إلى إنجازها في الوقت نفسه، لأن ذلك يُرهق الدماغ، والأفضل هو إنجازها الواحدة تلو الأخرى.
4- ما بين 2 و3 بعد الظهر:
هذه الفترة هي الأفضل لأخذ قسط من الراحة. يقول الدكتور سانغ لي، من رابطة دراسات الدماغ الدولية، إنّ هذا التوقيت مناسب لتناول وجبة الغداء، خاصة أن عملية الهضم تستقطب الدم نحو المعدة، وتبعده عن الدماغ. وهو ينصح بتفادي تناول وجبة الغداء قبل هذا الوقت، أي عند منتصف النهار، لأن ذلك سيجعلنا نشعر بالرغبة في النوم. وكانت دراسة أجريت في جامعة هارفرد، قد أظهرت أنّ الإيقاع الطبيعي للجسم، أي الساعة البيولوجية التي تُنظِّم النوم واليقظة، تكون أيضاً خلال هذه الفترة في مرحلة خمود قصير، ما يتناسب مع الراحة التي ينشدها الدماغ في الوقت نفسه.
انطلاقاً من ذلك يمكن تخصيص هذه الفترة للقيام بأنشطة تساعد على الاسترخاء، مثل التأمُّل. أو أنشطة لا تتطلّب الكثير من المجهود الفكري، مثل قراءة مجلة، أو دخول مواقع "الإنترنت". ولكن من الضروري الابتعاد عن كلّ ما يمتُّ للعمل بصلة، واختيار قراءة المجلات المفضلة لدينا. أما إذا كانت ظروف العمل لا تسمح لنا بأخذ قسط من الراحة، وإذا ما شعرنا بالخمول (وهو طبيعي في هذه الفترة) فينصح لي بالخروج في نزهة سريعة على القدمين، أو احتساء الماء، فكلا الناشطين يساعدان على إبعاد الدم عن المعدة وسحبه في اتِّجاه الرأس. فالماء يزيد من حجم الدم في الدورة الدموية ويعزز انسيابه إلى الدماغ.
5- ما بين الساعتين 3 و6 بعد الظهر:
مع حلول هذا الوقت، ندخل في فترة التعاون والاشتراك مع الآخرين في إنجاز المهمات. يقول البروفيسور بول نوسبوم، الأستاذ المساعد في الجراحة العصبية في كلية الطب، في جامعة بيتسبورغ الأميركية، إنّ الدماغ يكون تَعِباً في هذا الوقت. لكن هذا لا يعني أن نكون مُعرَّضين للتوتر والإجهاد النفسي، بل على العكس، فقد أظهر العلماء في جامعة ميتشيغان، أن مستويات الكورتيزول تنخفض عادة، خاصة لدى النساء، في وقت متأخر من فترة بعد الظهر. وأفضل ما يمكن أن نقوم به في هذه الفترة هو مشاركة الزملاء في مناقشة موضوعات العمل. فعلى الرغم من أننا لا نكون مُتيقِّظين ذهنياً مثلما كنا في فترة سابقة خلال النهار، إلا أنّنا نكون أكثر هدوءاً، ما يساعد على المشاركة في اجتماعات غير خاضعة لأي ضغوط. ويمكن للأشخاص الذين يُنهون دوامهم مع حلول هذا الوقت، أن يقوموا بنشاط مختلف تماماً عن عملهم. وتعتبر ممارسة الرياضة أفضل ما يمكن القيام به. وكانت الدراسات قد أظهرت أن قوة قبضتنا، والبراعة اليدوية، والمهارات الجسدية الأُخرى تبلغ ذروتها في هذه الفترة. لكن لا يجب تأخير موعد ممارسة الرياضة لأنّ الأدرينالين المتبقِّي في الجسم على أثر ممارسة الرياضة، يمكن أن يؤثر سلباً في النوم. لذلك يُستحسَن ممارسة الرياضة قبل العشاء لتفادي هذه المشكلة.
6- ما بين الساعتين 6 و8 مساء:
وجد البحّاثة أنّ الذهن يدخل خلال هاتين الساعتين في فترة من التيقُّظ، ينخفض خلالها مستوى هرمون الميلاتونين الذي يحث على النوم، إلى أدنى مستوياته. وهذا يعني أنّه من المستبعَد جدّاً الإحساس بالتعب في هذه الفترة. وأظهرت الدراسات أيضاً أن براعم الذوق تكون ناشطة جدّاً في هذا الوقت، وذلك بسبب التغيُّرات البيولوجية الطبيعية في مستويات الهرمونات. يمكن إذن الاستفادة من مستويات النشاط المرتفعة للقيام بالمهمات المختلفة، خاصة الصعبة منها. كذلك يمكن تمضية الوقت مع أفراد العائلة، أو في إعداد وجبة عشاء لذيذة. ويمكن الحفاظ على مستويات الطاقة عن طريق الخروج إلى الهواء الطَّلْق، وتعريض النفس لأشعة الشمس قبل غروبها، فأشعة الشمس تساعد على تعزيز إفراز السيروتونين.
7- ما بين الساعتين 8 و10 مساء:
تَشهَد هذه الفترة نقلة مُفاجئة من التيقُّظ التام، إلى الإحساس بالنعاس، ويعزو البحّاثة الأستراليون والبريطانيون سبب ذلك إلى الارتفاع السريع في مستويات الميلاتونين. وفي الوقت نفسه نشهد انخفاضاً موازياً في مستويات السيروتونين، الناقل العصبي المرتبط بالتيقظ. يقول الاختصاصي الأميركي البروفيسور روبن نايمان، أستاذ الطب في جامعة أريزونا، إن ما نسبته 80% من السيروتونين، يتم إنتاجه في الجسم بفعل التعرُّض لضوء النهار، ومن الطبيعي أن تنخفض مستوياته بعد غروب الشمس. وأفضل ما يمكن القيام به خلال هذه الفترة، الاسترخاء ومشاهدة فيلم فكاهي خفيف، كما يمكن القيام بأنشطة خفيفة تتميَّز بالحركات المتكررة الرتيبة، التي تساعد على الارتياح وإزالة التوترات، مثل غزل الصوف. وينصح نايمان بتفادي حل الألغاز، أو الأنشطة التي تتطلَّب مجهوداً ذهنياً، في هذه الفترة التي يكون فيها الدماغ تَعِباً، والحرص على القيام بكل ما من شأنه تعزيز حالة الاسترخاء.
8- الساعة 10 وما بعد:
يتوق الدماغ في هذه المرحلة إلى تنسيق وترتيب كلّ ما تعلّمه خلال النهار، وهو ما يقوم به أثناء النوم. ويجب أن تكون الأولوية لدينا، الخلود إلى النوم والتمتع بليلة نوم كاملة مريحة. والواقع أنّ النوم يساعد على إيجاد الحلول لمسائل شهدناها خلال النهار. فقد تَبيَّن في إحدى الدراسات الحديثة، أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تعلَّموا مهمة ما خلال النهار، نجحوا في إيجاد طريقة أسهل للقيام بها، وذلك بعد نومهم مدة 8 ساعات. ومن الضروري في هذا الوقت تخفيف حدة الأضواء في المنزل بعد العشاء، كي يتأكد الجسم أنّ النهار قد انتهَى. وأفضل ما يمكننا القيام به في هذه الساعة هو التمدُّد وقراءة كتاب جيِّد، أو كتابة المذكرات اليومية، أو قراءة شيء نريد أن نتذكره في اليوم التالي.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
من أبرز التحدّيات التربوية التي قد تواجه الأهل هو تحدّي التعامل مع طفل عنيد، سنتحدّث هنا عن مميزات الطفل العنيد وكيفية التعامل معه.
تختلف أساليب التربية وحيلها باختلاف شخصيات الأطفال، فالطفل ذو الشخصية العنيدة يحتاج لمهارات تربوية خاصّة وقدرة عالية على الاحتواء الأمر الذي يرهق الأهل. إليك مميزات الطفل العنيد وكيفية التعامل معه.
مميزات الطفل العنيد
الطفل العنيد هو طفل مميز، ولديه الكثير من مقومات النجاح التي ننصحك بتذكّرها دائماً، فتذكّرها سيرفع من قدرتك على الاحتواء تلقائياً، إلّا أنّه بالإضافة إلى هذا التميز الإيجابي قد يمتلك خصائص سلوكية سلبية:
في الواقع لكلّ عملة وجهان حتى على صعيد التربية، فالعناد في بعض الأحيان قد تتحوّل إلى مهارة التصميم والعزم على تحقيق الأهداف، وذلك بفضل البُعد المعنوي والمضموني الذي قد يحمله تصرُّف الطفل.
العناد لا يعني الغباء، على العكس تماماً، بعض الأطفال العنيدين هم أساساً أطفال أذكياء جدّاً ولديهم وجهة نظر معينة الأمر الذي يجعلهم متمردين في سبيل فرض وجهة نظرهم.
على الرغم من أنّ كلّ الأطفال قد يعانون من نوبات الغضب، إلّا أنّ الطفل العنيد يتميّز سلوكياً بكثرة نوبات الغضب التي قد تصيبه.
يتمتع الطفل العنيد بمقومات قيادية واضحة، إلّا أنّها قد تنقلب تسلُّطاً في أحيان كثيرة.
أحياناً يتميّز الطفل العنيد باستقلاليته عن أهله، لكنّه في أحيان كثيرة يكون مستقلاً بشكل عنيف ورافض.
ببساطة الطفل ذو المميزات الشخصية العنيدة يحبّ فعل الأُمور بوتيرته الخاصّة.
حقيقة رغم ما تنطوي عليه تربية الأطفال العنيدين من مصاعب، إلّا أنّهم أكثر تميزاً في الإنجازات العلمية والمهنية.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال العنيدين أقل ميلاً للمُعاناة من التبعية لأصدقاء السوء وأقل تأثراً بالضغوط الاجتماعية.
العناد عند الأطفال قد يكون وراثياً أو مكتسباً، بالإضافة إلى كون الأطفال العنيدين يتأثّرون كثيراً من سلوكيات أهلهم وغالباً ما يتحلّى الأب أو الأُم بالصفة ذاتها. إلّا أنّ الجيِّد بالأمر أنّها صفة قابلة للتطويع.
مبادئ كيفية التعامل مع الطفل العنيد
هل تعتقدون أنّ طفلكم عنيد وتحتاجون لبعض التوجيهات من أجل التعامل معه ومساعدته في إدارة عناده بشكل سليم؟ إليكم بعض النصائح في سبيل ذلك:
1- اصغوا جيِّداً لما يحاول قوله ولا تجادلوه
كونوا متأكدين أنّ طفلكم عندما يعاندكم لا يقصد بذلك أن يغيظكم ويعمل على أذيتكم، بالعكس تماماً، أنتم عائلته التي يحبّها وهو يحاول أن يخبركم شيئاً من وراء هذا العناد كلّه.
التواصل هو ببساطة قناة مفتوحة بين طرفين، لذا لا تتوقعوا أن يسمع طفلكم كلامكم ويهتم لاحتياجاتكم إن لم تسبقوه بالإصغاء له أوّلاً.
غالباً ما يكون الطفل العنيد متمسك برأي معين أو بموقف معين ويحاول إيصاله ربّما بطُرق غير مناسبة وربّما بحدّة إن لم يتم الإصغاء له، دعوه يُعبّر عن رأيه وقوموا بمعالجة هذا الرأي بمنطق وذكاء.
2- احترموا عقله ولا تعطوه الأوامر
الطفل مهما كان صغيراً هو ذكي جدّاً، حيث لا يقتصر تأثره بكم فقط، لذا فهو من جيل صغير له كيانه الخاص وقناعاته التي تستوجب المناقشة لا القمع.
في الحقيقة قد تعمل طريقة إعطاء التوجيهات والأوامر مع الطفل حتى جيل السنتين والنصف كأقصى حدّ، بعد ذلك عليك أن تدركوا أنّك بحاجة إلى تفسير الهدف من وراء الطلب أو الأمر الذي تصدرونه.
ترووا قليلاً قبل أن تتوجهي لطفلك بطلب ما، وحاولوا أن تتأكدوا أنّكم قادرون على الإجابة على سؤاله في حال سألكم لماذا عليه أن يفعل ذلك.
3- اعطوه بعض الخيارات
هل يحتاج طفلكم لاتّخاذ القرار بنفسه؟ لا بأس في ذلك، قوموا أنتم بتحديد الخيارات واعطوه شرف الاختيار فعلى سبيل المثال قوموا أنتم باختيار 3 بدلات مختلفة للمدرسة واسمحوا له باختيار واحدة منها.
أحياناً يمكنكم التلاعب أيضاً بنوعية الخيارات، هل تودون أن يخلد طفلكم إلى النوم؟ بدل أن تقوموا بأمره قائلين: «هيا إلى النوم» اسألوه هل تود أن نقرأ قصّة قبل النوم أم قصيدة؟
في حال اعترض قولوا له ببساطة وهدوء أنّ هذه هي الخيارت الموجودة، حافظوا على هدوءكم وسوف يمل المحاججة ويختار.
4- تفاوضوا مع طفلكم
لابدّ لنا أن نعترف كأهل أنّ الأطفال في النهاية هم الأقوى، ففي حال قرّر الطفل عدم تناول وجبة معينة لن نستطيع فعل أي أمر حينها.
عندما تصلون لطريق مسدود في الحوار، قوموا بالتفاوض مع طفلكم، مثلاً، إن لعب طفلكم مع ضيف معين، فلم يساعده إعادة ترتيب الألعاب ورفض طفلكم أن يرتّبها بمفرده، تفاوضوا معه: «إن رتبت الألعاب، نشتري اللعبة التي أردتها».
5- ابقوا هادئین مهما يكن
الصراخ على الطفل يقطع أي إمكانية باقية للتواصل معه، هذا الأمر يجعله يقف وحيداً أمام مشاعره التي لا يستطيع معالجتها لوحده.
بالإضافة إلى ذلك لا يساعدكم الصراخ في شرح أهدافك وبالتالي لن يؤثِّر إيجابياً على المدى البعيد حتى وإن انصاع طفلكم لأوامركم حالياً.
مثال: إن كنتم تريدون من طفلكم ألا يقفز على الكنبة، يمكن للصراخ أن يجعله ينزل في الحال لكنّه سيعيد الكرة، أمّا عند الشرح له أنّ الوقوع عن الكنبة يؤذيه وبالمقابل يمكنه القفز على الفرشة الأرضية سيقتنع بذلك للمدى البعيد أيضاً.
6- استخدموا لغة المشاركة وشاركوه فعلاً
يود الطفل أن يشعر بأنّه شريك للأهل وأنّه يحمل المسؤولية مثلهم، لذا قد تجدون أنّ لغة الشراكة فعّالة جدّاً مع طفلك.
بدل أن تطلبوه منه أن يقوم بتوضيب غرفته، قولوا له: «ما رأيك أن نتساعد في توضيب البيت؟» اجعلوه يساعدكم في وضع شرشف الطاولة ثمّ وجهوه بحنكة للاهتمام بغرفته بينما توضبونن الصالون.
7- افهموا ما يجول في خاطره
لا تصدروا حُكماً بحقّ طفلكم وتعتبروا تصرّفه نابعاً من العناد فقط، ربّما كان لديه أُمور أُخرى لا ينجح في التعبير عنها، مثلاً طفلكم يرفض واجب النسخ؟ قد يجد صعوبة بإمساك القلم، أو هو غير راضٍ عن خطه.
حاولوا أن تضعوا نفسكم مكان طفلكم وتتوقعوا كيف له أن يفكّر، واحرصوا على عكس ذلك له لترفعوا من قدرته على إدراك ذاته وأفكاره.
8- حافظوا على بيئة مريحة للطفل في المنزل
البيئة المريحة تفسح المجال أمام الطفل للتعلم السريع، استخدموا حس الدعابة واملأوا البيت بالفرح.
احرصوا على عدم التجادل أمام طفلكم، وتبادلوا الودّ أمامه حيث أنّ الدراسات تشير إلى كون الخلافات الزوجية تنعكس سريعاً على الأطفال وكثيراً ما يتم ترجمتها بمشاكل سلوكية وعدوانية.
9- عززوا السلوكيات الإيجابية
في خضم الضغوطات الحياتية من شأن طفلكم أن يشعر أنّه ليس أولوية بالنسبة لكم، وذلك لمتابعتكم لاحتياجاته العامّة وإسقاط الاحتياجات العاطفية، هذا الأمر قد يجعل طفلكم يتمسك ببعض السلوكيات السلبية ليلفت انتباهكم إليه.
عندما تقومون بالالتفات إلى صفات طفلكم الإيجابية فتثنوا على السلوكيات الجيِّدة حينها قد يشعر باهتمامكم دون الحاجة إلى اللجوء للتصرُّفات السلبية.
الدعاء وتفعليه في صنع الإرادة
ماجد أحمد الوشلي
◄الدعاء: هو ارتباط الإنسان بالله، وهو بمعنى النداء وليس الطلب، نعم قد يكون معه الطلب لكنه ليس بمعنى الطلب، فالمناجاة أيضاً دعاء، فالدعاء يعني أن يُنادي ويُناجي ويُكلّم الإنسان ربه.
قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/ 60).
فعندما تقول: (ياالله) فهذا دعاء فيعقبه (لبيك) من الباري تعالى، فالدعاء شيء قيِّم جدّاً، وإنّني اعتقد أنّ الشعوب الإسلامية والعربية اليوم بحاجة مضاعفة إلى الدعاء الذي يحقق كلّ أمنياتها، وآمال الشعوب في الدنيا والآخرة.
ويحقق الإرادة للعالم في صنع مستقبل يضيء شمعة نوره للأُمّة الإسلامية في تحقيق مجدها وعزّتها وكرامتها أمام الأُمم، والشعوب الأخرى.
لقد كان الدعاء في يوم ما وسيلة للانشغال فقط، فقد كانوا يُذيعون الأدعية في الإذاعات أيام شهر رمضان المبارك، فكان الدعاء هيكلاً بلا روح ومعنى، وكان لاشيء وإن كان بصوت جميل يهيج الإنسان قليلاً، ولا غير ذلك وهذا ليس دعاءاً.
إنّ الدعاء هو الارتباط بالله تعالى، فإن كان المحيط معنوياً وفيه الصالحون الذين يأنسون بمخاطبة الله تعالى في معنوية الدعاء، كان للأدعية في الإذاعة فائدة وتأثير لأنّ القلوب مستعدة، والأرواح مأنوسة بالله سبحانه، فهنا للدعاء قيمة كبيرة، وفيه حاجة ماسّة للأُمّة العربية والإسلامية.
أدعوه لكلّ حاجة:
قال الله تعالى لموسى (ع): "يا موسى سلني كلّ ما تحتاج إليه حتى علف شاتك، وملح عجينك".
وعن رسول الله (ص): إنّ الله تبارك وتعالى "وكان إذا بعث نبياً قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني استجب لك".
كن على ثقة بالله عزّ وجلّ أكثر من ثقتك بأقرب الأقربين منك، فإنّه كريم حليم سريع الإجابة لعباده المؤمنين.
فإنّ أخّر الإجابة في بعض المرّات فذلك لمصلحة العبد.
فضل الدعاء:
1- عن رسول الله (ص) أنّه قال: "يدخل الجنّة رجلان كانا يعملان عملاً واحداً فيرى أحدهما صاحبه فوقه فيقول: يا ربٍّ لما أعطيته وكان عملنا واحد؟ فيقول الله تبارك وتعالى: سألني ولم تسألني".
2- وعن أمير المؤمنين عليّ (ع): "أحبّ الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء".
3- وعنه (ع) أيضاً أنّه قال: "مَن استأذن على الله سبحانه أذن له".
4- وعن الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت: "مَن أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عزّ وجلّ له أفضل مصلحته".
5- قيمة العبد بدعائه: قال تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ) (الفرقان/ 77).
وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة/ 186).
فكفى بالعبد فضلاً أنّ الله سبحانه يجيب دعوته، إذا كانت خالصة له سبحانه.
6- الدعاء جوهر العبادة: الدعاء هو لبّ العبادة، وجوهرها، فالعبادة بلا تضرّع وتوسّل بالله فارغة المحتوى والمضمون.
لذا قال الرسول الأكرم (ص): "الدعاء مُخ العبادة ولا يهمك مع الدعاء أحد".
7- الدعاء مفتاح الرحمة: لا شك أنّ الدعاء هو أحد أبواب رحمته التي فتحها لعباده، قال الإمام عليّ (ع): "الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظُلمة".
8- الدعاء عمود الدين: قال رسول الله (ص): "الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض".
9- الدعاء سلاح الأنبياء والأولياء والمؤمنين: ومن نعم الله سبحانه أن جعل الدعاء أمضى الأسلحة وأشدها فتّكاً بأعداء الإسلام والمسلمين، قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "نعم السلاح الدعاء".
10- الدعاء شفاء من كلّ داء ويدفع البلاء: ورد عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: "الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل".
وغير ذلك من الفضل العظيم والمقام الكبير الذي تتمتع به شعيرة الدعاء.
الإخلاص في الدعاء:
لم تحظَ كثير من العبادات والطُقوس الدينية بمثل ما حظيت به مفردة الدعاء على صعيد النظرية، والتطبيق العملي، وذلك عبر ما يُمكن ملاحظته من حشد الكثير من الآيات، والروايات التي جاءت بها مصادر الشريعة الإسلامية، فتناولت هذه الممارسة العبادية المُقدسة من كلّ أبعادها، ووجوهها من تعريف وبيان أهمية وشروط آداب الدعاء.
ولكن نود الإشارة ها إلى ركن مهم من أركان الدعاء والذي يشكِّل الأساس الرصين الذي تقف عليه هذه الشعيرة، وهو جواز الدخول إلى حظيرة الدّاعين الذين يُحب الله أن يسمع أدعيتهم، ويستجيب لهم بل فمنّ لهم بالإجابة لإخلاصهم في الدعاء.
الإخلاص هو خُلوص النية، وتصفيتها، وتخليصها من كلّ شائبة وكدر، مثل الرياء، والسمعة، وحُب الجاه، والظهور وغير ذلك وجعلها صافية، نقية يصعد دعاؤها مقبولاً، مرضياً عند الله سبحانه، قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر/ 10).
حيث ذكر العلماء والمفسِّرون أنّ معنى ذلك أنّ الله إنما يستجيب ويتقبل دعوة الداعي حقيقة، أي الذي أخلص في دعائه، وكان صادقاً مع نفسه، وهو يُخاطب ربه سبحانه، وإلّا فمن لم يُخلص في دعائه، ولم يُصلح سريرته فهو في واقع الأمر لم يسأل الله حقيقة، ولم يدعه، ولا يمكن تسميته من الدّاعين وإن تفوّه ببعض الكلمات وأطلق بعض العبارات، والتي لا تعدو عن كونها لقلقة لسان، وقلبه ساهٍ، لاهٍ عن ربه، قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "لا يقبل الله دعاء قلب لاهٍ".
أشار الإمام عليّ (ع) إلى هذا المعنى عندما سأله رجل عن قوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، قال: ما لنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ فقال: "... فأي دعاء يستجاب لكم وقد سددتم أبوابه وطرقه، فاتقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فيستجب لكم دعاؤكم".
فلابدّ للمؤمن الداعي أن يكون قلبه مُفعماً بالإخلاص متوجهاً إلى ربّه بكلّ ثقة واطمئنان، وأن لا يجعل الملل والضجر يتسلل إلى نفسه جرّاء تأخّر الإجابة فلعل الخير، والمصلحة في عدم الإجابة، أو تأخيرها أو لعلّ الله سبحانه يحب أن يسمع دعاءه ومناجاته كما ورد هذا المعنى في كثير من الأحاديث النبوية.
فينبغي حينئذٍ للإنسان المؤمن أن يسأل الله تعالى ما فيه خير الدنيا والآخرة، سواءً أكان في الاستجابة أم في عدمها.
وقد ورد في الدعاء عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: ".. فإن أبطئ عنّي عتبت بجهلي عليك ولعلّ الذي أبطئ عنّي هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور".
شروط الدعاء:
ذكروا للدعاء شروطاً كثيرة، وقد وردت في الكتاب الكريم، والسنة الشريفة وسوف نتعرض إلى بعض هذه الشروط، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين:
الأوّل: شروط القبول والصحّة.
الثاني: آداب الدعاء، وشروط كماله.
أما شروط القبول فمنها:
1- اليأس من غير الله: فعلى العبد الداعي أن يقطع رجاءه من غير الله، وأنّه وحده القادر على إنجاح طلبته، وقضاء حاجته، عن الإمام الصادق (ع): "إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلّا عند الله عزّ وجلّ فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه".
2- أن يكون المطلوب خيراً: فالدعاء فيما لا نفع فيه، أو ما فيه الضرر على نفس الداعي، أو على الآخرين فهو مما لا يستجيب الله له لأنّه يخالف الحكمة، والعدالة الإلهية.
3- أن يكون المطلوب مُمكناً: فالدعاء في الأمور التي تكون مستحيلة المنال عقلاً، أو عادةً أيضاً لا يُستجاب له لعدم القدرة به.
4- أن يكون عمله صالحاً ومكسبه طيباً: فالعمل الصالح والمكسب الطيِّب بمثابة الأرضية الصالحة التي تنبت فيها بذور الدعاء فيحصد الثمرة الطيِّبة.
5- أداء مظالم الناس وحقوقهم: عندما يدعو الإنسان ربّه وفي ذمته للناس، لا يمكن أن يستجيب له الدعاء، إلّا إذا ردّ الحقوق والمظالم إلى أهلها.
شروط كمال الدعاء وآدابه:
1- الطهارة من الحدث والخبث: ينبغي للداعي أن يكون متطهراً فالطهارة لها آثارها المعنوية على نفسية الداعي وروحه، مما يجعله أقرب إلى الله سبحانه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة/ 222).
2- حضور القلب: من الأمور الأساسية في استجابة الدعاء هو التوبة إلى الله سبحانه تعالى، وحضور القلب، وعدم القيام، فقد ورد عن رسول الله (ص) أنّه قال: "اعلموا أنّ الله لا يقبل دعاء عن قلب غافل".
3- الإقرار بالذنب والاستغفار منه: يجب على الإنسان عندما يُناجي ربّه أن يقر بذنبه ويعترف بالذنوب والمعاصي التي عملها ويستغفر الله على كلّ ذلك حتى يستجيب الله دعاءه.
4- حسن الظن بالله: عن الإمام الصادق (ع) قال: "إذا دعوت فظُنّ أنّ حاجتك بالباب".
5- أن يكون الدعاء بعد رقة القلب والبُكاء: من الواضح أن انكسار القلب، ورقته والبُكاء علامة واضحة على خشوع القلب، والانقطاع إلى الله سبحانه وطلب العون منه.
6- الصدقة قبل الدعاء: إنّ الصدقة تدفع البلاء، وترد القضاء، ويقبل معها الدعاء.
7- التعميم في الدعاء: وهو إشراك إخوانه في دعائه، قال رسول الله (ص): "إذا دعا أحدكم فليعم فإنّه أوجب للدعاء".
8- الدعاء في أوقات معينة: وهي كثيرة كشهر رمضان المبارك، وشهر شعبان وشهر رجب، ويوم الجمعة، ووقت السحر، قال رسول الله (ص) في شهر رمضان: ".. ودعاؤكم فيه مستجاب".
سرّ الدعاء مع العبودية:
يُولد الإنسان وتُولد معه الحاجة والعجز على تلبية رغباته، والقيام بشؤونه، ومتطلبات حياته، وهذا العجز كما هو واضح متأصل في حقيقة وجوده وذاته، ويُمكن أن يتحسسه الإنسان بأدنى مناسبة.
إذ من الممكن أن يهد كيانه وقواه الجسمانية اختلال بسيط في وظائف أعضائه، بل ارتفاع بسيط في درجات حرارته، فيجعله منحرف المزاج غير مرتاح البال.
وهذه الحالة لا يشذ منها فرد من أفراد البشر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/ 15).
ولكنّ الإنسان وفي غمرة انشغاله بالحياة، وفي كثير من حالاته وأوقاته تتملكه الغفلة، ويستولي عليه الغرور ويعيش سكرة الحياة المادية، ونعيمها لما مُنح من نعم كثيرة كالصحّة، أو المال، أو الجاه وغيرها فيبقى في غيّه مُسلِّماً زمام نفسه لهواه ورغباته فينسى نفسه وما بها من ضعف وحاجة وفقر، إلّا الذين آمنوا بالله وأدركوا حاجتهم وضعفهم وعبودتهم، فنفضوا عنهم غبار الغفلة، ومزّقوا حجب الهوى، والتفتوا إلى أنفسهم فاتجهوا بكلّ وعي وشعور إلى القوّي الذي لا يعرف الوهن، وإلى الغنيّ الذي لا يشوبه الاحتياج ليترجموا الشعور بدعائهم بكلّ تضرع، واستكانة وانكسار وتذلل، ليرفع الله حاجتهم، ويسدّ فقرهم.
وفي دعاء الإمام زين العابدين (ع): "اللّهمّ سُدّ فقرنا بغناك اللّهمّ غيِّر سوء حالنا بحسن حالك".
فالدعاء بهذا المعنى هو صدى وانعكاس حقيقي لمشاعر الفاقة، والعجز الذي يغمر الإنسان، وترجمة واقعية لعبودية الإنسان، وارتباطه بخالقه، فقد ورد في موارد الدعاء: "أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري".
إذن الدعاء هو الذي يُجذر في الإنسان شعوره بالعبودية والرهبة لله سبحانه، فلذا عُدَّ الدعاء من أفضل أنواع الوعي الذاتي الذي يستذكر فيه الإنسان أصالته وعبوديته، يقول الإمام زين العابدين (ع): "إلهي أصبحت وأمسيت عبداً داخراً لك لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلّا بك".
وأما الذين لم تنفتح لهم نوافذ الوعي والإدراك بحقيقة أنفسهم، وابتعدوا عن حظيرة عبودية الله بعد ما أوصدوا على أنفسهم منافذ الرحمة الإلهية، فمن المؤكد أن لا تنفتح أبواب قلوبهم على بارئهم. فلا تلهج حينئذٍ ألسنتهم بالدعاء والابتهال لله سبحانه وهذا معنى الاستكبار عن عبادة الله الذي يستوجب دخول النار.
وبهذا تتضح العلاقة الوطيدة بين الدعاء والعبادة ونفهم من خلالها الأحاديث التي تعتبر سر حقيقة الدعاء بكونها مُخ العبادة، وجوهرها في صنع الإرادة الذاتية للإنسان في جميع حياته التي يصل بها إلى غايته، وأمله في الدنيا والآخرة.
موانع استجابة الدعاء:
1- الذنب: عن الإمام عليّ (ع) قال: "لا تستبطئ إجابة دعائك وقد سددت طريقك بالذنوب".
2- الظلم: عن الإمام عليّ (ع) قال: "الله أوحى إلى عيسى بن مريم: قُل للملأ من بني إسرائيل أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولا لأحد من خلقي قِبَلَهُ مظلمة".
3- الدعاء لفعل المعصية: فمن يدعو ربّه أن يسهل عليه أمراً فيه غضبه لا يستجاب له، عن رسول الله (ص) قال: "قال الله عزّ وجلّ ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه فإن سألني لم أعطه وإن دعاني لم أجبه".
4- عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن رسول الله (ص) قال: "لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهُنّ عن المنكر، أو ليُسلطنّ الله شراركم على خياركم فيدعوا أخياركم فلا يستجاب لهم".
اللّهمّ هب لنا حالة الانقطاع إليك:
حُب الطفل واهتمامه يدوران حول محور واحد، وهو أُمّه فإن سقط على الأرض وبكى فإنّه سُرعان ما يهدأ لأنّ أُمّه أسرعت إلى ملاطفته، وهو أيضاً يبادلها العاطفة بالعاطفة لأنّها أُمّه، ومحور عالمه ودنياه.
وكذلك مرحلة الانقطاع إلى الله في درجة ومنزلة غاية في الرفعة، والسّمو بحيث دأب الإمام الحسين (ع) في دعائه: "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حُجب النور فتصل إلى معدن العظمة".
وهذه الحالة من أعظم مراتب، ومنازل المؤمن عندما يعيش حالة الانقطاع مع ربّه فتكون حياته سعيدة، قانعة، راضية فعند ذلك تحقق كمال العبودية لله سبحانه وتعالى التي تتجلى في سر الدعاء، وحقيقته في الوصول إلى الأمنيات والآمال التي يبحث عنها المؤمن في حياته.
الخلاصة:
حقيقة سرّ الدعاء هو ارتباط الإنسان المؤمن بخالقه في جميع شؤون حياته، وانقطاعه إليه بعيداً عن كلّ الآمال التي يعيش الإنسان معها في خيال، فلا تتحقق إلّا إذا أخلص لله في أعماله وأفعاله، وأن تكون هناك وسيلة تربط العبد بربّه حتى يصل إلى غايته وهي الدعاء الذي يكمن في داخله الكثير من الفوائد العظيمة التي تتكشف له في حياته، فيدرك معنى القرب من الله سبحانه وتعالى، ويعيش حياته التي تصنع المجد والكرامة فعندما يعرف الإنسان مدى فائدة الدعاء، وتفعليه في جميع أمور حياته خاصة في صنع الإرادة التي تحقق الكثير من الغايات والأهداف في المستقبل، فإذا فعّلت دور الإرادة في ذاتك تتجلى لك أمور كثيرة في صُنع مستقبلك المشرق الذي يُضيء للعالم شمعة صفحات تاريخك المملوءة بالخير والصلاح، والعمل الجاد الذي يخدم الأُمّة الإسلامية في عصرنا الحاضر الذي نرى فيه الكثير من الأعمال الخيرة والصالحة التي تخدم المجتمعات في ترقيتها إلى ذروة الكمال البشري، الذي يسعى كل إنسان إلى الوصول إليه في حياته.
فإذا فعّلت الدعاء في كلّ أمور حياتك سترى الأثر الكبير في صُنع المستقبل، وستعرف مدى أهمية الدعاء في صُنع أي عمل تُريد تحقيقه، وكذلك سترى كيفية صُنع الإرادة في ذاتك، وكلّ ذلك يكمن في شعيرة الدعاء الذي يحقق جميع الأمنيات في الحياة.
وأعلم أنّ طريق الإرادة هو الطريق الذي سوف يصلك إلى طريق السعادة الحقيقية في حياتك وستعرف مدى أهمية الإرادة الذاتية، عندما تفعّلها في حياتك وتستخدمها في الوصول إلى أهدافك وإلى مستقبل مشرق كلّ هذا لن يتحقق إلّا إذا فعّلت الإرادة في ذاتك وأخذت الأسرار التي تساعدك في الطريق إلى السعادة، وبعدها تعيش الحياة الطيِّبة والسعيدة مع الله سبحانه وتعالى، ومع الصالحين والمؤمنين، وهذا ما يتمنّاه كلّ إنسان في الحياة أن يعيش كما عاش الأولياء والصالحون حياة الكرماء والشرفاء الذين خلدوا التاريخ بصفحات حياتهم، التي أشرقت نوراً للمستقبل.►
المصدر: كتاب طريق الإرادة إلى مستقبل السعادة
آداب بسيطة لكسب ود الآخرين
خالد إبراهيم
◄الوصول إلى القلوب غاية عظيمة.. تتحقق بآداب بسيطة الإنسان مدني بطبعه، لابدّ له من الناس، ولابدّ لهم منه، وحتى يكون متكاملاً في جميع شؤونه فإنّه محتاج إلى إتقان فن التعامل مع الناس من عدو أو محب أو بعيد أو قريب.. فإن كسب قلوب الناس مهمة ليست باليسيرة إلا لمن يسرها الله له، والشاب الملتزم بحاجة ماسة لتعرف طرق وأساليب معاملة الناس حتى يحب الناس هذا الدين وأهله والملتزمين به. هذه الطرق والأساليب المشار إليها عبارة عن أخلاق وآداب حث عليها المصطفى (ص) إذ ورد قوله: "إنّ المؤمن بحسن خلقه يبلغ درجة قائم الليل وصائم النهار" وقوله أيضاً: "المؤمن يألف ويؤالف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس"، ويقول (ص) كذلك: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". والأمر هكذا، هذه بعض الوسائل التي يمكن أن نستعين بها على حسن التعامل مع الناس من أجل كسب ودهم، والوصول إلى قلوبهم
: 1- الاهتمام بمشاعر الآخرين: بمقابلتهم بصدر رحب والتودد في الحديث معهم والسؤال عن حالهم، وأخبارهم، والنظر في وجوههم في أثناء الحديث فلا تتشاغل عنهم، فهذا الرسول (ص): "كان لا ينزع يده إلا أن ينزعها صاحبه" وكان من صفاته (ص) أنّه إذا كلمه أحد أقبل عليه بوجهه، ومن الاهتمام بمشاعر الآخرين ملاقاتهم بوجه طلق فهذا الرسول (ص) يقول: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق". هكذا: إستمع جيِّداً لهموم الناس وقدّر مشاعرهم وحثهم في قضاياهم يقول عبدالله بن الحارث: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله (ص)
. 2- تجنب أسلوب الأوامر: كثير من الناس لا يحب أن يأمره أحد بشيء أن يفعله. وحياة الرسول (ص) خير دليل على ذلك، وفي الحادثة التالية ما يبين ذلك: "جاء وفد من الفقراء من مُضر، فرأى الرسول حالهم فقام فخطب في الناس ثمّ قال: "تصدق رجل بدرهمه، تصدق رجل بديناره.. بماله بصاعه". لم يقل الرسول: أيها الناس: قوموا فتصدقوا على هؤلاء، ولكن قال: تصدق رجل!. إستعمل أسلوب التشويق: فهذا الرسول (ص) يشجع الصحابة بقوله: "لأعطين الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله" أي يجب أن تستعمل أسلوب إعطاء الثقة في الآخرين.
3- حسن الكلام والإستماع: حث النبي (ص) على طيب القول وحسن الكلام كما في قوله (ص): "الكلمة الطيبة صدقة" لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس.. فليس المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ولكن الأهم الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة إليهم.
4- النظر إلى العيوب وترك الحسنات: يقول الرسول (ص): "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر"، ويقول أحدهم: بكيت على عمروٍ فلما تركته **** وجوربت أقواماً بكيتُ على عمرو هكذا نحتاج إلى النظرة الشمولية إلى الناس في إنصافهم. يقول مؤلف لمحات في فن القيادة: "هناك طريقتان في الحياة: 1- النظر إلى مساوئ الناس ومحاولة إذلالهم بهذه المساوئ. 2- النظر إلى محاسن ومساوئ الناس ومحاولة تحسين المساوئ".
5- الشكر وتقدير الصنيع: التقدير يكون في بداية العمل كما يكون في نهايته، وتقدير الصنيع لا يكون مادياً فحسب بل يتم ولو بكلمة، فلقد ورد في الحديث عنه (ص) أنّه قال: "من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"
. 6- لا تهتك سر أخيك: يقول الرسول (ص): "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة"، ويقول تعالى: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) (آل عمران/ 134).
7- قضاء الحوائج: جُبلت النفوس على حب من أحسن إليها، والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها، لذلك قيل: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم **** فطالما استعبد الإنسان إحسان وأولى الناس بالخدمة وقضاء الحوائج، الأهل. يقول (ص): "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". وكذلك من الأفضلية في كسب الناس الجيران لقوله (ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". لذلك ينبغي أن نتحبب إلى الجار فنبدأه بالسلام، ونعوده في المرض، ونعزيه في المصيبة، ونهنئه في الفرح، ونصفح عن زلالته. ومن أصناف الناس الذين ينبغي أن نكسبهم من نقابلهم في العمل، والدراسة.. إلخ. وفي الحديث: "ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف شهراً في المسجد".
8- التأنيب والتوبيخ في غير محله: قبل الحكم على الشخص الغائب اسأله: أين كان أوّلاً؟
9- المداراة في التعامل مع الآخرين: الصراحة التامة مع كل أحد لا تنفع دائماً. قال ابن حجر – رحمه الله – نقلاً عن القرطبي: "وفي الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى".
10- لا تنسب الفضل إليك: في رسالة من سيد قطب باسم "أفراح الروح" إلى أخته يقول: "التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبونهم حقوقهم من الربح، أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها لحد أنهم ينسبونها إلى أنفسهم لا إلى أصحابهم الأوّلين". 11- أنزلوا الناس منازلهم: فقد كان (ص) يجل من يدخل عليه ويكرمه، وربما بسط له ثوبه، وقصة إسلام عدي بن حاتم الطائي دليل على ذلك، ويقول المصطفى (ص): "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه". - إحترم من خالفك في الرأي مما فيه مجال للإختلاف، ومتسع للنظر، مع عدم إنتقاصه، ورميه بالجهل. - إحترم المتحدث ولا تقاطعه، قال الحسن بن علي (ع): "يا بني إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الإستماع كما تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك"
. 12- المزاح مع الناس: قد يظن البعض أن من كان فرحه كثيراً مع الآخرين هو أحسنهم تعاملاً معهم، أو يظن بعضهم الآخر أن التزمت وعدم الانبساط مع الناس وممازحتهم هو السبيل للحفاظ على الشخصية الجادة. فهذا الرسول (ص) يضرب أروع الأمثلة في المزاح، وإدخال السرور على الناس، فكان ينبسط مع الصغير والكبير، ويلاطفهم، ويداعبهم، ويمازحهم، وكان لا يقول إلا حقاً. - ضوابط المزاح: 1- هناك مزاح محمود، وهو الذي لا يشوبه ما كره الله عزّ وجلّ ولا يكون بإثم أو قطيعة رحم. 2- ومزاح مذموم: يثير العداوة، ويذهب الحياء، ويقطع الصداقة.
13- تقديم الهدية للآخرين: ففي الحديث "تهادوا تحابوا".►