
emamian
العراق.. الإطار التنسيقي متمسك بمرشحه لرئاسة الحكومة
أعلن الإطار التنسيقي في العراق تمسكه بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني، على الرغم من اعتراض التيار الصدري عليه.
ولا تزال الأزمة السياسية في البلاد قائمة بقوّة، إذ يعيش العراق شللا سياسيا تاما منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2021.
ولم تفض مفاوضات لا متناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية أو تكليف رئيس للحكومة.
ويطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الخصم الأساسي للإطار التنسيقي، بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
ووفقا للدستور العراقي، لا يمكن حل البرلمان إلا بناء على طلب من ثلثي أعضاء مجلس النواب أو بطلب من رئيس الوزراء وموافقة رئيس الجمهورية.
وفي المقابل يشترط الإطار التنسيقي تعيين رئيس جديد للحكومة قبل إجراء أي انتخابات جديدة.
ويضم الإطار التنسيقي الكتلة البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي،.
والاثنين أعلن الإطار التنسيقي في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) عن توصله "إلى تفاهمات متقدمة مع القوى الوطنية".
وأشار البيان إلى أن الإطار التنسيقي يؤكد "تمسكه الكامل بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني".
كما أكد الإطار التنسيقي في بيانه "استمراره في الحوار مع جميع الأطراف لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية وعودة المؤسسات إلى أداء مهامها وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، حرصا منه على تجنيب البلاد مزيدا من الأزمات".
وأعرب الإطار التنسيقي عن "تقديره الكبير للموقف الوطني والدستوري لتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد اجتماعهم في أربيل والذي أعلن فيه الطرفان تمسكهما بالخيار الدستوري في إجراء الانتخابات المبكرة بعد خلق المناخات المناسبة لها وتحت إشراف حكومة كاملة الصلاحيات وعودة المؤسسات الدستورية لممارسة عملها".
والأحد أيد تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني تنظيم "انتخابات مبكرة" على أن تجرى بعد تشكيل الحكومة.
المصدر: أ ف ب
الطفل والمراهق ومواقع التواصل الاجتماعي
لم يعُد ممكناً، في العالم الذي نعيش فيه اليوم، تجاهل أو إنكار الأثر الذي تتركه مواقع التواصل الاجتماعي على تطوّر الطفل ومن ثمّ المراهق، المعاصرين لتلك المواقع، فهو في الواقع، دور يستحيل تجاهله بتربية هذا الطفل، فهو يوازي، كي لا نقول يفوق أحياناً، دور الأهل.
والحقيقة أن شاشات (التلفاز، والكمبيوتر أو الحاسوب، والتابلت، والآيباد، والتلفون الذكي/ المحمول... إلخ) تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من يوميّات معظم العائلات؛ وهي - أي الشاشات - تضاعف عمليّات التواصل الممكنة بين الناس، فتلغي المسافات، وتفتح الأفق على عالمٍ من المعلومات والمعارف وعلى عالم من التواصل من دون وسيط... إلخ.
بفعل هذا الدخول المباشر والإمكانات التي لا حدود لها، تشكّل هذه الشاشات أدوات جديدة تثير العديد من أحاسيس القدرة والفرح، ويستخدمها صغار السنّ بنَهَم؛ الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: أيؤدّي ذلك للأفضل أم للأسوأ؟
وللإجابة عن هذا التساؤل، ننطلق من مشاعر الحيرة التي يبديها الأهل والمربّون، بشكل عام، حول انعكاسات هذه الثورة الرقميّة على طفلهم: ألا تعرض هذه الشاشات تلك التحوّلات الضروريّة لنموّه وتطوّره كطفل على مستوى عمليّات التعلّم التي يحقّقها لبناء هويّته الشخصيّة؟ وعلى إمكانيّة أن يشغلوا، كأهل راشدين، مكانهم بالنسبة لتأمين الاحتياجات اللازمة لولدهم ومساعدته على بناء شخصيته ضمن إطار الحياة الاجتماعيّة، لكن مع الحفاظ على فرادته؟
يمكّننا هنا القيام بجولة سريعة في أفق هذه الثورة الرقميّة للاطّلاع على آراء الاختصاصيين بهذا المجال، وعلى آراء علماء النفس والاختصاصيين في عالم الطفولة للتعرّف إلى مختلف الانعكاسات الاجتماعية والنفسية المرتبطة باستخدام الأطفال والمراهقين لهذه الشاشات، نظرًا للاهتمام الكبير الذي أولوه لإيجابيّاتها (من إبداعات ومبادرات فرديّة حقّقها هؤلاء الصغار والمراهقين) ولسلبيّاتها المتعددة والمتنوعة وهي تشتمل على أضرار نفسيّة متعدّدة، يبقى أهمّها إصابة تشكيل الهويّة الشخصية بالاضطراب... وعلى أضرار جسميّة تطال، على سبيل المثال، مشاكل السمع واضطرابات النوم و... إلخ.
وترتبط هذه الأضرار، عموماً، بالإفراط في استخدام مواقع التواصل من جهة، وبجهل الأهل لكيفيّة التعامل مع أولادهم بهذا الخصوص، من جهة أخرى.
أهميّة الشاشات بالنسبة للطفل
يعتبر الإنترنت، والآيباد، والتلفون الذكي والتطبيقات الاجتماعيّة بتعدّد أنواعها من غوغل، ويوتيوب، وتويتر، وألعاب على الخط، وواتساب،... إلخ، التي تنتشر في جميع مجالات الحياة بمنزلة شاشات في نظر الطفل؛ إنّها أدوات تواصُل قيّمة جدّاً في تقريب المسافات، وفي توسيع المدى المعرفي لدى الإنسان المعاصر، وفي تجديد معارفه، وفي تسريع الاتّصالات التي يقوم بها حاليًّا؛ كما أنّها أيضاً في تجدّد دائم.
وقد كشفت العيادة النفسيّة للأطفال والمراهقين، في هذا الإطار، عن نهمهم بالنسبة إلى هذه الأدوات، إذ يمنحهم استخدامهم لها العديد من المشاعر والأحاسيس التي تُشعرهم بالقوّة والفرح؛ أمّا الأهل فقد بدوا في غاية البلبلة وفي حاجة ماسّة إلى نصائح الاختصاصيين الهادفة لتوجيه خطاهم.
هذه الشاشات، وإن كانت مسلّية وعمليّة في بعض المواقف، قد تجرّ أضراراً متعدّدة على صحّة الطفل ونموّه؛ لذا، يُنصَح بتأطير (أي الحدّ من) استخدامها؛ وبالفعل، فقد صاغت إدارات صحّية رسميّة متعدّدة (في أميركا وكندا وأوربا... إلخ)، إضافة إلى العديد من جمعيات أطبّاء الأطفال في العالم بأسره، نصائح مماثلة بالنسبة لتعرُّض صغار الأطفال للشاشات.
قوة مسيطرة
الحقيقة أن وسائل الإعلام، بدءاً بالتلفزيون، وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، التي تتضمّن الهواتف المحمولة/ الذكيّة، إضافة إلى الآيباد ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي (المذكورة أعلاه) من واتساب، وغوغل، ويوتيوب، وفيسبوك، وإنترنت... إلخ، تعدّ بمنزلة قوّة تسيطِر على حياة الإنسان المعاصر، وعلى حياة الطفل بوجه خاص؛ ولا يزال التلفزيون، هو الآخر، وسيلة مسيطِرة لدى الطفل والمراهق، مع العلم بأنّ شعبيّة الوسائل التكنولوجيّة الجديدة تتزايد بسرعة فائقة.
لا بدّ من التوقّف هنا عند الاهتمام الذي أبدته وتبديه بشكلٍ مستمر المنظّمات والأكاديميات الصحية العالمية بالنسبة لطبيعة التأثيرات المحتملة (إيجابيّة كانت و/ أو سلبيّة على حدٍّ سواء) الناجمة عن الرسائل والصور التي تُطلقها الوسائل الإعلاميّة؛ يُضاف إليها نتائج مختلف البحوث والدراسات العلميّة التي تمحورت حول هذا الموضوع: لقد تمّ التركيز، في هذا الإطار، على أمور متعدّدة تأتي في مقدّمتها كيفيّة استخدام العالَم الرقمي، وطبيعة العلاقة التي تجمع كلًّا من الطفل والمراهق بالشاشات (أضرار هذه الشاشات وفوائدها...)، ثمّ ضرورة تثقيف الأهل في هذا المضمار.
كيفيّة استخدام العالم الرقمي
قد يُستخدَم هذا العالم الرقمي في كل الاتّجاهات، كما قد يُنظَر إليه بأشكالٍ عديدة ومتنوّعة تساهم كلّها في خلق أشكال جديدة من الترابط liens والتنافس والإبداع؛ لكنّ الأهم إنّما يكمن في فهم مدى تحويل الفرد هذه الأدوات الجديدة لطرق تواصُل لديه، لبناء هويّته وعلاقته بعمليّات التعلّم والمعرفة.
ويمكن فهَم إمكانيّة تحقيق ما سبق ذكره في ضوء ما كشفت عنه البحوث المعاصرة بخصوص تميّز الدماغ بمرونة كبيرة وتطوّرٍ سريع تحت تأثير النشاطات التي يقوم بها الفرد، نذكر من ضمنها تأثير التكنولوجيّات التي يستخدمها هنا.
المسألة، إذن، مسألة استخدام الإنسان للأدوات التي اخترعها: فإنّ لم يتعوّد، مثلًا، على إرفاق ما تعلّمه ضمن إطار العالم الرقمي (من اختبارات رقميّة وغير ذلك...) بنشاطات تتم ممارستها ضمن إطار الحياة الواقعيّة، لن يتعلّم أبدًا كيف يتصرّف في الحياة اليوميّة، أي: كيف يتفاعل، مثلًا، مع الرفاق، مع الزملاء، مع المربّين... إلخ؟
يُضاف إلى ذلك مسألة حياتيّة أخرى في غاية الأهميّة وتكمن في الدور الذي يلعبه الراشد (الأهل بوجه خاص) في خفض مدى الاهتمام الذي يوليه الطفل لهذه الشاشات، وبشكل خاص الوقت الذي يقضيه أمامها؛ يوضح ذلك الواقع التالي وهو شائع جدّاً على مستوى الحياة اليوميّة: تعامل الطفل، بشكل مكثّف جدّاً، مع العالم الرقمي ضمن إطار منزله، لكنّه، في المقابل، يهمله بشكل تامّ حين يكون، مثلاً، عند الأجداد: ما الفرق؟ إلامَ يعود ذلك؟ يجيب الطفل حين يُسأل عن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، «عندما أكون عند أجدادي، لا أحتاج أبدًا إلى استخدام العالم الرقمي لأنّهم يقترحوا عليّ العديد من النشاطات كي أقوم بها مثل: الذهاب لصيد السمك، والمساعدة في حرث الحديقة، بجمع الفاكهة والثمار، بتنظيف الحديقة، بالمساعدة في الأعمال البيتيّة...، أنا مشغول طوال الوقت ولا وقت عندي لألعاب الفيديو أو للاهتمام بالشاشات».
من المنطقي إذن أن يلجأ الطفل إلى العالم الرقمي/ الشاشات كي يتسلّى حين يكون وحيداً وضجرًا بعد إنهاء واجباته المدرسيّة؛ وهكذا، قد تصبح التسلية مع الوقت إدماناً عند مَن يمتلك الاستعداد الشخصي للإصابة بذلك، لمَ لا؟
لاختصار ما سبق، نستعيد ما يقوله الطفل غالبًا «أنا ضجران»؛ لكنّ الضجر عند صغير الإنسان، المشهور بحركته الدائمة، هو أمرٌ غير مستحبّ على الإطلاق وخطِر جدّاً، إذ هناك دائمًا ما يتسلّى به: المهم تركه هادئاً، وهو سيجد ما يتلهّى به، فمثلاً قد ينزع خيوطاً من السجّادة، يحرّك رِجل كرسي...؛ هو لا يتوقّف أبداً عن التحرّك... ويجد دائماً شيئاً ما.. وهذا ما يزعج الأهل فينهروه «توقّف عن لمس كل شيء» ويُجلِسونه/ يلصقونه أمام التلفزيون أو يسمحون له باستخدام ما يرغب به.
قدرة فطريّة
يتعرّض الصغير لفقدان قدرته على الاستكشاف، على الاختراع... إلخ، لأنّ قدرة الاستكشاف لديه هي فطريّة عنده كإنسان، لكنّها لا تصبح فعليّة ومحسوسة إن لم تتمّ رعايتها من قِبَل أهل/ راشدين يدركون أهميّة ذلك، أي أهميّة ترك الولد يلعب كما يشاء طالما لا يتعرّض أو يُعرّض شيئاً للخطر؛ والأهم، توجيهه وإرشاده للقيام بنشاطات ذات هدف مفيد قد يساعده على تنمية المهارات التي سيحتاج إليها لاحقًا كمهارة التفاعل مع الآخرين (مع أمثاله، بوجه خاص) لتطوير علاقاته الاجتماعية لاحقاً، مهارة تعلّم كيفيّة تسلية نفسه بنفسه حين يكون مضطرّاً للبقاء بمفرده، حيث يتمكّن من القيام بأعمال قد تصبح إبداعيّة: لمَ لا؟... إلخ.
ومن ناحية أخرى، يمكن التنبيه للأخطار الناجمة عن قضاء طفل ما بين الصفر والسنوات الثلاث أمام الشاشات (التي في مثلاً) على نموّه نذكر من أهمّها استحالة تعلّمه كيفيّة تصوّر الشخص الآخر (تصوّر وجهه وحركاته و...) فيكوّن عنه معالم واقعيّة - حيّة تساعده، فيما بعد، على التفاعل مع الآخرين؛ أكثر من ذلك نقول: قد تصبح الشاشات/ العالم الرقمي وسيلةً دائمة تساعد الطفل على الهروب، مثلاً، من وضعيّات تضطرّه لمواجهة وجوه أخرى تثير قلقه. ذلك أمرٌ لا بدّ من إيلائه أهميّة خاصّة، لأنّ الوقاية من الاستخدام المَرَضي للعالم الرقمي/ الشاشات يجب أن تبدأ، عند الإنسان، منذ طفولته.
هناك واقع آخر في غاية الأهميّة لا بدّ من الإشارة إليه ضمن هذا الإطار، ونقصد به اختلاف الوظيفة التي يشغلها العالم الرقمي عند الطفل عنها عند المراهق، وذلك على مستويات متعدّدة يبقى أهمّها: المفاجأة، واللذّة، والتمتّع، وحتّى إحساس الفرد بوجوده، إذ يكون الطفل، انطلاقاً من 5 إلى 6 سنوات، قد امتلك اللغة والقوّة المحرِّكة له بشكلٍ جيّد؛ ثمّ إنّ حشرّيته كطفل تجاه العالم المحيط به تكون قد بلغت مداها، فتتحدّد مثلاً بالتركيز على العالم الرقمي (على اليوتيوب، والإنترنت، والشبكات الاجتماعيّة، وألعاب الفيديو،... إلخ) مع كلّ ما يرافق ذلك من مخاطر حتميّة، وذلك بعيداً عن العالم الواقعي/ الحياتي؛ لذا، من الضروري التعرّف إلى معالم هذه الحشريّة، فيتم تشجيعها أو، على العكس، يتم تغيير مسار توجّهها لديه ككائن في عزّ نموّه وتطوّره.
كارثة عصبيّة
مع البلوغ المسمّى عموماً «كارثة عصبيّة» (بنظر الأهل والبالغ معاً)، وبعد ذلك، مع المراهقة، تختلف وظيفة الشاشات بمعنى أنّها ترتبط بقدرة البالغ والمراهق على اختبار الانفعالات نفسها التي يحسّ بها الراشد (ونعني، بالدرجة الأولى، الانجذاب الجنسي والعنف)، لكنّه لا يزال عاجزاً عن امتلاك القدرة على ضبط نزواته الذي لن يتمكّن من تحقيقه سوى أخيراً؛ ثمّ، حتّى وإن كان قادراً على ضبط نزواته هذه، ستتأثّر قدرته كمراهق بضغط الجماعة التي ينتمي إليها.
ويميل المراهق لحماية نفسه من خطر اللقاءات الفعليّة الواجب عليه تحقيقها مع الآخرين، لأنّه لا يعرف كيف يتفاعل معهم: مع الجنس الآخر، ومع الرفاق، وبشكل خاص مع الأهل الذين لم يعانِ من تجاذُب المشاعر تجاههم (يحبّهم ويكرههم في الوقت نفسه) كما هي الحال معه في الوقت الحاضر.
وهكذا، يميل هذا المراهق للهروب من وضعيّات التفاعل هذه عبر اللجوء إلى العالم الرقمي، علّه يتخلّص من «قلق أزمة المراهقة»، الذي يسيطر عليه، والذي يترافق، بشكل عام، مع بعض السلوكيات غير المتوقّعة وغير القابلة للضبط نتيجة عجزه، غالباً، عن ضبط قلقه. لكنّ هذه المعاناة التي يتعرّض لها المراهق (خصوصاً على مستوى اضطراب علاقاته مع الأقران والأهل والراشدين بشكل عام) لا ترتبط بلجوئه إلى الشاشات إذ كان يتعرّض لها كمعاناة حتى حين لم يكن هناك عالم رقمي.
لاستكمال هذا العرض السريع الخاص بهذا العالم الرقمي، لا بدّ لنا من التوقّف عند تأثيره على الطفل وعلى المراهق؛ وبالتالي يفرض التساؤل التالي نفسه: ما هي طبيعة تأثير هذا العالم الرقمي على نمو الطفل؟
تأثير العالم الرقمي على نمو الطفل والمراهق
ككل اكتشاف، لهذا العالم الرقمي تأثيرٌ مزدوج، أي أنّه إيجابي حين يحسُن استخدامه، خصوصاً على المستوى التربوي، وسلبي إن أسيءَ هذا الاستخدام. ثمّ إنّ هذا التأثير يرتبط، عمومًا، بالمساحة الكبيرة التي يشغلها هذا العالم من حياة الطفل وتفاصيلها، إذ يقضي ساعات طويلة من وقته أمام الشاشات دون كلل أو ملل، ترافقه أينما كان ويدخل هذا العالم لينعزل عن محيطه وكأنّه لا يشعر بالانسجام والفرح والتواصل إلّا من خلالها.
وبالنسبة لتأثير هذا العالم الرقمي على الطفل، ومن ثمّ على المراهق، يمكن القول إنّه شديد التنوّع والتعدّد إيجاباً وسلباً:
على المستوى الإيجابي، يمكن القول إنّ للأجهزة الإلكترونيّة العديد من الفوائد التي يصعُب إحصاءها، لذا سنركّز، بالدرجة الأولى، على ما يرتبط بالطفل والمراهق:
- لقد سهّلت الأجهزة (كالهاتف المحمول/ الذكي، الكمبيوتر/ الحاسوب،... إلخ) على الإنسان المعاصر حياته، إذ اختصرت عليه الكثير من الوقت وتوفير الجهد الذي كان سلفه يتحمّله سابقاً للحصول على خدمة الاتّصال والتواصل مع الآخرين.
- وقد وفرّت هذه الأجهزة العديد من وسائل الترفيه (للطفل والمراهق بشكل خاص) كألعاب الفيديو، وأجهزة البلاي ستيشن، البرامج التلفزيونية المتنوّعة... إلخ؛ والمعلوم أنّ هناك استحالة لرؤية منزل يخلو من وجود تلفزيون.
- لقد سهّلت العمليّة التعليميّة وطوّرتها بشكل مهم جدًّا، إذ وفّرت وسائل للتعلّم عن بُعد، إضافة إلى توفير سُبُل تمكّن المعلّمين والتلامذة/ الطلّاب مع بعضهم بشكل أبسط وسريع.
- أدّت إلى زيادة فرص التعليم وإتاحته لجميع الأشخاص حول العالم نتيجة ظهور التعلّم عن بُعد.
- لقد فتحت الأجهزة الإلكترونيّة الباب على العديد من التخصّصات التعليميّة، وذلك في العديد من المجالات، ومنها، مثلًا، مجال الأجهزة الإلكترونيّة وصناعتها وصيانتها.
- مكّنت من إجراء اجتماعات ولقاءات في آنٍ واحد ومن أماكن مختلفة عبر مؤتمرات الفيديو video conference.
- مكّنت من الاطّلاع على آخر الأخبار والمستجدّات لحظة بلحظة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وشبكة الإنترنت.
استمرار المخاطر
هذا غيضٌ من فيض بالنسبة إلى إيجابيّات التكنولوجيا، وقد اختصرناها لأنّ ما يهمّنا هنا يكمن في التعرّف على ما هو على علاقة بالطفل والمراهق من جهة، وفي تجنّب التطويل من جهة أخرى.
وعلى المستوى السلبي، يعتبر تأثيرها بمنزلة استمرار للمخاطر التي تعرّض لها الطفل، ومن ثمّ المراهق، منذ الصغر.
والحقيقة تُقال، يستحيل التوقّف عند كلّ السلبيّات، إذ، كما بالنسبة للإيجابيّات، يتطلّب ذلك العديد من الصفحات؛ لذا سنكتفي بذكر المخاطر الناجمة عن وضع الأجهزة التقنيّة الحديثة بين يدي الطفل في سنّ مبكرة، وخصوصاً في ضوء التأكيد الدائم على ضرورة عدم تعريض أو السماح للأطفال حديثي الولادة حتى السنوات الثلاث باستخدام أيٍّ من هذه الأجهزة، وفي عمر الـ 3 - 5 سنوات ينبغي الاكتفاء بساعة واحدة يوميّاً، وبعد ذلك (من عمر 6 - 13 سنة) تكفي ساعتان فقط يوميّاً.
تجدر الإشارة هنا إلى سهولة حصول الأولاد من الأعمار كافة، اليوم، على أحد هذه الأجهزة (الآيباد والهاتف الذكي/ المحمول بشكل خاص) واستغلالها للدخول إلى عالم الإنترنت واستخدامه؛ لذا، لا بدّ أن يتخذ المسؤولون والأهل خطوات جدّيّة بالنسبة لموضوع التقيّد بالتحذيرات/ المخاطر التي تمّ ويتم التركيز عليها دائمًا في هذا المضمار:
مخاطر استخدام الأجهزة في سنّ مبكرة
- تعرّض نمو الدماغ للخطر: لقد بات معروفًا، في ضوء التطور الهائل الذي حصل على مستوى العلوم العصبيّة، أنّ حجم دماغ الطفل يتضاعف ثلاث مرّات منذ ولادته حتّى عمر السنتين، ويستمر في النمو حتى عمر الـ 21 سنة، يتم ذلك تحت تأثير المحفّزات البيئيّة المحيطة بالطفل؛ لكن، عند تعرّضه بشكل مفرط لاستخدام هذه الأجهزة، يحدث عند ذلك تحفيزًا قويًّا للدماغ قد ينجم عنه أخطار جمّة مثل: نقص الانتباه، وتشتّت التفكير، وضعف أو صعوبات في التعلّم، عجز عن تنظيم التنفّس، وقد يدخل الطفل في نوبات غضب متكرّرة... إلخ.
- تأخّر في التعلّم، إذ يؤدّي تعرّض الطفل لهذه الأجهزة في سنّ مبكرة جدّاً إلى تأخّر نمو المهارات التعليميّة لديه؛ ممّا يؤدّي إلى انخفاض تحصيله الدراسي (على سبيل المثال، كشفت الأبحاث عن وجود واحد من 3 أطفال في أميركا يُعتبرون متأخّرين تعليميًّا، وذوي تحصيل دراسي منخفض وارتفاع بنسبة الأمّيّة سببه تعرّضهم المبكر لاستخدام الأجهزة الحديثة).
- إصابة بالبدانة، وخصوصاً لدى الأطفال الذين لديهم جهاز تقني (تلفزيون مثلاً) في غرفته؛ وكما قيل، قد تكون أجيال القرن الواحد والعشرين الأقصر عُمراً بين الأجيال السابقة.
- إصابة بالأرق، نتيجة عدم رقابة الأهل بخصوص وجود جهاز تقني في غرفة نوم الطفل، والسماح له باستخدامه دون فرض رقابة عليه؛ الأمر الذي يؤدّي إلى حرمانه من النوم وإصابته بالأرق، ومن ثمّ خفض أدائه الذهني... إلخ.
- إصابة بالأمراض العقليّة: اعتبر العديد من الدراسات الاستخدام المبكر للأجهزة الحديثة أحد أهم عوامل إصابة أطفال اليوم بأمراض نفسيّة، مثل الاكتئاب، والقلق، ونقص الانتباه، والتوحّد، والذهان، ومشاكل سلوكيّة، كالعنف مثلاً (خصوصاً عند من يتعرّض لمَشاهِد القتل والتعذيب والاغتصاب والجنس وتعاطي المخدّرات الذي أصبح شديد الانتشار)،... إلخ.
- الإدمان، ويغذّيه الأهل لدى أطفالهم الذين يرفضون أيّة هديّة لا تكون جهازاً إلكترونيّاً كالآيباد والبلاي ستيشن، وغير ذلك من الأجهزة الإلكترونيّة؛ لذا يجب أن يكون الأهل حازمين في هذا الإطار (أي ألّا يستسلموا لمتطلّبات طفلهم)، خصوصاً أنّ أعداد المدمنين على التكنولوجيا بين الأبناء بالفترة العمرية بين 8 و18 سنة تتزايد أكثر فأكثر.
- التعرّض لانبعاثات إشعاعيّة تصدر عن الأجهزة اللاسلكيّة والمحمولة، وهي تعتبر موادّ مسرطنة... إلخ.
- الاستدامة، بمعنى أنّ استخدام هذه الأجهزة ليس مشكلة حاليّة، بل هي مستدامة وستستمر أجيالاً إن لم يعمل الأهل والحكومات بقوّة على إيقاف تعرّض الأطفال لاستخدام التكنولوجيا بشكل مفرط، خصوصاً في المراحل العمريّة المبكرة.
- والأخطر من كلّ ذلك يتمثّل في طول الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، وذلك على حساب مختلف الأنشطة الواجب تحقيقها على المستوى اليومي كالقراءة، واللعب مع الرفاق، والتمارين الرياضيّة... إلخ.
وإضافة إلى هذه المخاطر العامّة الناجمة عن استخدام الشخص للأجهزة التقنيّة، لا بدّ من الإشارة إلى المخاطر الناجمة عن استخدامها في سنّ مبكرة، وقد تمّ التشديد على مدى الأذى الذي تُلحقه بنمو الأطفال حديثي الولادة وتطوّرهم فيما بعد، والذي يُترجم عبر اضطرابات المزاج والسلوك وصعوبة التعلّم؛ وانعزال الطفل عن محيطه الاجتماعي، وحصول خلل في بنيته الاجتماعيّة؛ وضعف التركيز وتشتّت الانتباه؛ وتعرّضه للعصبيّة والتوتّر والعدوانيّة؛ وتأثّر جهازه العصبي، ومن ثمّ حصول اختلال كبير في نموّه وتطوّره الطبيعيّين.
تثقيف الأهل
يختلف هذا التثقيف بخصوص الشاشات، كما بخصوص طرق استخدامها، تبعاً للعمر حيث، كلّما كان الطفل أصغر سناً يكون خفض الوقت المكرّس لاستخدام هذه الشاشات من قِبَله مهماً جدّاً؛ لكن، كلّما كبُر، يكون للتثقيف (بخصوص وظيفة الشاشات وتأثيراتها: السلبيّة والإيجابيّة... إلخ) أهميّة أكبر.
في الواقع، لا أهميّة/ لا قيمة للشاشات (مهما كان نوعها) لدى طفل ما قبل سن الثلاث السنوات، لأنّ الألعاب واللُعَب التقليديّة وحدها تتناسب مع هذا العمر.
من أهم ما ينبغي على الأهل وجمهور الناس (المربّين، بالدرجة الأولى) معرفته بالنسبة لعلاقة الشاشات بنمو الطفل والمراهق، إنّما يرتبط أساساً بطبيعة هذه العلاقة وما يمكن أن توفّره لهما، هذا من جهة، وبكيفيّة قضاء الأهل أوقات فراغهم من جهة أخرى: فمثلاً، من غير الممكن أن يحدّد هؤلاء الأهل لطفلهم الوقت الذي عليه أن يقضيه أمام الشاشات في حين أنهم يقضون هم أمامها من الوقت بدون حساب؛ يكفي هنا التذكير بأهميّة، لا بل بوجوب، أن يشكّل الأهل «مثالاً» لأبنائهم (بمعنى ألّا يفرض الأهل على الولد ما لا يفرضونه هم على أنفسهم) كي نفهم خطورة هذا التصرّف.
منع مشروط
من المهم جدّاً إدراك الأهل للواقع التالي: يلجأ ابنهم المراهق إلى الشاشات ليهرب، مثلاً، من قلق أزمة المراهقة؛ كما أنّ السلوكيات الاضطرابيّة وغير المتوقَّعة لديه تزداد كلّما عجز عن تجاوز هذا القلق... ويمكن القول، بالتالي، إنّ المراهق كان يعاني المشاكل، العلائقيّة/ الاجتماعيّة بوجه خاص، قبل ظهور الشاشات واهتمامه بها.
من المؤكد أنّه من غير الممكن، اليوم، منع أي شخص من استخدام الأجهزة الحديثة، إذ تعتبر التقنيّة المرتبطة بها مفيدة جدّاً، ومن أفضل وسائل التعلّم، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، من غير الممكن العودة إلى الوراء، لأنّ التطوّر يفرض نفسه ويستحيل تجاهله.
ثمّ إنّ المنع المفروض قد ارتبط بشروط متعدّدة من أهمّها: الحرمان التام منها خلال الأعوام الثلاثة الأولى، ومنع ازدياد الاستخدام عن حدٍّ أقصى، وليس المنع التام الذي يعرّض لخسارة كبرى، وتكريس الأهل وقتًا محدّدًا كلّما تقدّم الولد بالعمر لمناقشة ما شاهده، أو تخصيص وقت معيّن ليشاهدوا مع الولد البرامج التي يختارها... إلخ.
أخيراً، يكمن الأهم في البدء بعدم شراء الأهل أي جهاز إلكتروني للطفل إلّا ضمن إطار احترامهم وتقيّدهم بالتعليمات التي صدرت وتصدُر باستمرار عن الأبحاث العلميّة وعن منظّمات الصحّة العالميّة... إلخ، وشرط تطبيق الحسم الصارم بالنسبة إلى شروط الاستخدام.
كربلاء المقدسة وكرم استضافة الزوار ... أين منه باقي العالم ؟
بنور كربلاء المقدسة يستضيء الكون بأكمله، وتستقبل هذه البقعة المباركة في 10 أيام اكثر من 20 مليون شخص هم زوار الاربعينية ، وبهذه الاستضافة، أين منها كبريات المدن السياحية في العالم، لندن وباريس وروما و .... ؟
منذ عقود تخطط بريطانيا وفرنسا وايطاليا وتضع البرامج وتبني البنى التحتية وتقوم بالدعايات الاعلامية لجذب الوافدين والسياح، فتجذب باريس 18 مليون شخص في السنة ولندن حوالي 15 مليون وروما 9 ملايين، لكن مدينة كربلاء المقدسة في العراق تستضيف في 10 ايام فقط اكثر من 20 مليون شخص ، فكيف يكون لها هذا الكم الهائل من الضيوف من دون توفّر تلك الخطط في البنى التحتية والدعاية الاعلامية وصرف المبالغ الطائلة للدعاية ؟
نعم لهذا العمل سرّ ، وهو "ان العراقيين يجيدون الاستضافة ويحسنونها ، انهم تدربوا منذ الصغر والصبا على فتح الأحضان لضم الزوار بمعزل عن جنسياتهم وقومياتهم وألوانهم ولغاتهم ... ان الوقوف في منتصف الطرقات والدروب ودعوة الناس الى الخيم والمنازل والمضائف بالرجاء والتمنّي وابداء الرضا على قبول الدعوة ، هو اسلوب العراقيين الكرماء ... انهم يأتون بكل ما يملكون ويضعونه امام الضيوف لاكرامهم".
من هم هؤلاء المضيفون الأجودون ؟
اذا وضعنا المدن السياحية العالمية جانبا، وأردنا ان نقيس مراسم زيارة الأربعين مع مراسم دينية اخرى يمكننا ان نشير الى استضافة السعودية لمراسم الحج. السعودية التي تقوم بالاعمال التنفيذية للحج ولها وزارة الحج ايضا، تصرف منذ عقود اموالا طائلة لتهيئة البنى التحتية لمراسم الحج وهي على الاكثر تستضيف مليوني شخص فقط في أيام الحج.
وهناك فروقات اخرى ايضا، السعودية تحدد عدد الحجاج وحصة كل دولة، وكل استضافتها للحجاج مقابل اموال تدفع، وتقاضي كلفة عالية من الحجاج ولها موارد كبيرة من موسم الحج ، لكن استضافة اهالي كربلاء المقدسة والعراق للزوار هي مجانية ويصرف العراقيون اموالهم من اجلها من اجل توفير الراحة لزوار العتبة الحسينية المقدسة. وهم على الشكل التالي: ان معظم اصحاب المواكب والخيم هم من المزارعين ويملكون بساتين النخيل ويجنون مئونة العام بكدّ وجهد، وخلال اسبوعين من شهر صفر ، يهيئون أفضل الاطعمة التي ربما لا يمكنهم ان يتناولونها بأنفسهم حتى في السنة، انهم يعدونها ليل نهار ويصرفون اموالهم ووقتهم لاستضافة الزوار ... وفي بعض المدن تجد أبواب بيوت الكثير من الاغنياء وغير الاغنياء مشرعة أمام الزوار ويضعون بيوتهم وأثاثها في خدمة الزوار.
منذ عقد من الزمن يبلغ عدد زوار كربلاء المقدسة أعلى عدد من جميع المدن في العالم والاستضافة هي أعلى درجة من أية استضافة في العالم رغم أن البنى التحتية في العراق مازالت غير مهيأة بشكل كاف لأسباب عدة، ومنها جور الزمن.
ان كربلاء المقدسة هي البقعة المباركة التي يحيي ذكر سيد الشهداء الامام الحسين (ع) فيها ، أرواح ونفوس وقلوب البشر، ولن يمضي زمن طويل حتى تصبح كربلاء المقدسة أرض ميعاد البشرية برمتها، حيث يكون العراق أكبر وأفضل مستقبل للضيوف في العالم.
قبيل اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية.. طهران وموسكو ترفضان بيانا أوروبيا وإسرائيل ترحّب به
اتهم مسؤول إيراني رفيع فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتحيز والخضوع للرغبة الأميركية، كما انتقدت روسيا الدول الأوروبية الثلاث، بينما وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إلى برلين مثنيا على موقف هذه الدول.
وفي تصريحات خاصة بالجزيرة، قال مسؤول إيراني رفيع إن بيان فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن المفاوضات النووية متحيز وخاضع للرغبة الأميركية، معتبرا أنه يدفع باتجاه تعقيد الأوضاع وتعكير أجواء التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق.
وحذّر المسؤول الإيراني مما سماها أي تحركات معادية داخل أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام القادمة، مشددا على أن أي بيان في مجلس حكام الوكالة يستهدف المصالح الإيرانية سيقابل بردٍّ واضح.
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن "إسرائيل تمارس دعاية خادعة، وتطرح معلومات مضللة" لتعطيل جهود إحياء الاتفاق النووي.
وأكد أن طهران تطالب بنص اتفاق غير قابل للتأويل، على أن يتم إغلاق "ملف الادعاءات" داخل الوكالة الدولية.
واختتم المسؤول الإيراني تصريحاته للجزيرة بالقول إنه يمكن التوصل إلى اتفاق حقيقي خلال أيام، إذا ما اتسم الموقف الأميركي بالواقعية.
وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا قالت -في بيان مشترك- إن مواقف إيران الأخيرة لا تتوافق مع التزاماتها الدولية، وتثير شكوكا جدية بشأن نيتها العودة للاتفاق النووي.
واتهمت الدول الثلاث إيران بفتح قضايا منفصلة ترتبط بتعهداتها الدولية، بينما اقتربت المفاوضات من إبرام اتفاق نووي.
وأضاف البيان أن النص الأوروبي النهائي بشأن العودة للاتفاق النووي شمل أقصى حدٍّ من المرونة، وأن إيران اختارت عدم انتهاز فرصة دبلوماسية حاسمة، وواصلت التصعيد في برنامجها النووي.
بدورها، دانت الخارجية الإيرانية بشدة البيان الفرنسي البريطاني الألماني، وقالت إنه يتعارض مع المواقف المعلنة من الدول الثلاث عن حسن نيتها في مفاوضات فيينا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الدول الأوروبية الثلاث لم ترغب منذ البداية في أن تحقق المحادثات نتائج مرضية، وإنها تعمل بكل ما لديها من إمكانيات لإفشالها، بحسب تعبيره.
وأعربت الخارجية الإيرانية عن أسفها لتحرك الدول الأوروبية في ما وصفته بمسار الكيان الصهيوني لإفشال المحادثات، وحمّلت الدول الأوروبية المسؤولية عن نتائج هذه السياسة.
من جهته، قال مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث فرضت عقوبات لانتزاع السيادة الإيرانية، وانتهكت ومزقت الاتفاق النووي، والآن تجتمع هذه الدول على طاولة المفاوضات.
وأضاف مرندي في تغريدة أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث كانت هي المشكلة في الماضي، وما زالت، وأن الوقت ليس في صالح هذه الدول، بحسب تعبيره.
المصدر:الجزيره
قائد الثورة للعراقيين: نشكركم من أعماق القلب
عبر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي خامنئي عن شكره للشعب العراقي على استضافته لزوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام.
وأعاد موقع قائد الثورة الاسلامية نشر مقتطف من كلمة سابقة لسماحة آية الله السيد علي خامنئي مخاطبا فيها الشعب العراقي: الشعب الإيراني يشكركم أنتم الإخوة العراقيون الأعزاء بكل كياناتكم، وبشكل خاص أنتم أصحاب المواكب الأربعينية .. نحن نشكركم من أعماق القلب.
رئيسي يشكر العراق حكومة وشعبا على ضيافة زوار الاربعين
على الصعيد نفسه قدم رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي الشكر والتقدير للعراق حكومة وشعبا لحسن استضافة الزوار الايرانيين المشاركين في زيارة الاربعين.
وفي جلسة مجلس الوزراء مساء الاحد أشار السيد رئيسي إلى المشاركة الكبيرة والحماسية للشعب الايراني في زيارة الأربعين هذا العام، مثمنا جهود العراق لتلبية احتياجات زوار الاربعين.
كما ثمن رئيس الجمهورية وفقا لارنا، جهود جميع الأجهزة التنفيذية والصحية والعسكرية في البلاد ووسائل الإعلام، على المساعدة في إقامة هذا الحدث العالمي بافضل وجه.
وكان المتحدث باسم العتبة الحسينية علي شبر قد رجح في تصريح له، ان تكون زيارة الاربعين في هذه العام هي الاكبر بتاريخ العراق.
وقال شبر في حديثه لوسائل اعلام ، ان ذروة الزيارة بدأت منذ اليوم حيث دخلت اعداد كبيرة من الزائرين بالإضافة الى وصول اعداد هائلة من المشاية العراقيين ودخول اعداد كبيرة من الزائرين عبر الدول الاخرى.
وبين شبر استعدادات العتبة الحسينية الكبيرة في الجوانب الأمنية والصحية وحتى تدخلها بالدعم اللوجستي والبنى التحتية المتمثل بفتح الطرق لتسهيل انسيابية السير للزائرين.
المصدر:العالم
فضائح الاحتلال في المغرب..هل ستكون بداية النهاية ام نهاية البداية؟
عادت قضية تطبيع المغرب مع كيان الاحتلال الى الواجهة من جديد مع انتشار معلومات عن فضائح اخلاقية ومالية طالت مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب.
مر اقل من عامين على توقيع استئناف العلاقات بين كيان الاحتلال الاسرائيلي والمغرب. وكان المغرب والإحتلال الصهيوني قد أعلنا في ديسمبر/كانون الأول 2020 استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000 إثر تجميد الرباط العلاقات، جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
لكن ما دفع المتظاهرين من النزول مرة اخرى الى شوارع العاصمة الرباط هو الفضيحة التي طالت مسؤولين اسرائيليين في المغرب، ووفقا للإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، التي كشفت النقاب عن التحقيق بهذه المخالفات في القنصلية الإسرائيلية في الرباط، فإن الحديث يدور عن شبهات تتعلق بادعاءات حول التحرش الجنسي، واستغلال النساء، واختفاء هدايا، من مقر القنصلية، وصراعات حادة بين العديد من الموظفين في القنصلية.
الى ذلك أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت، رئيس بعثتها الدبلوماسية لدى الرباط، ديفيد غوفرين، للتحقيق معه و يواجه غوفرين اتّهامات باستغلال نساء محليات والتحرش الجنسي وجرائم ضد الحشمة. ويركّز التحقيق أيضا على سلسلة اختلاسات مفترضة، خصوصاً اختفاء هدية أرسلها ملك المغرب لمناسبة ما يدعى ذكرى تاسيس "اسرئيل" ولم يتم تسليمها إلى الحكومة كما هو معتاد.
المؤكد ان ما بني على باطل فهو باطل لذلك فان فضيحة التطبيع وبيع القضية الفلسطينية ليس عجيبا انت يتبعها فضيحة مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وتورط رئيس ما يسمى البعثة الدبلوماسية للكيان بالمغرب ، لكن السؤال بالتالي ليس مطروحاً على الاحتلال وإنما هو مطروح على المسؤولين المغاربة . هل ستكون هذه الفضيحة جرس تنبيه ام صفحة عار جديدة تكتب في تاريخ المغرب.
فالحكومة المغربية اكتفت بالقول انها لم تناقش القضية ، حيث نفت الحكومة المغربية ي مؤتمر صحفي عقب اجتماع للحكومة في العاصمة الرباط، عقده المتحدث باسمها مصطفى بايتاس أن تكون قد ناقشت شبهات "تحرش جنسي وفساد" وقعت في مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى الرباط.
ووفقا لوسائل إعلام مغربية محلية، فإن الفضيحة والمخالفات داخل مكتب الاتصال الإسرائيلي الجديد في الرباط، الذي دشن بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، تسبب بجملة إقالات لمسؤولين إسرائيليين بالمكتب. كما وقد اعترفت قناة "كان" العبرية، إن تل أبيب تعلم منذ نحو عام باتهامات لاحقت رئيس بعثتها الدبلوماسية في المغرب، ديفيد غوفرين بالتحرش بنساء مغربيات.
لكن يبدو ان العلاقات التطبيع بين المغرب والاحتلال لم يطرا عليها اي تغيير رغم تنظيم المغربيون وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط رفضاً للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتنديدا بفضائح اخلاقية ومالية طالت مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب. وأطلق نحو مئة متظاهر هتافات منددة بالتقارب بين الرباط وتل أبيب وبالسفير الإسرائيلي في المغرب ديفيد غوفرين وبوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. کما قام المتظاهرون المغاربة بحرق العلم الصهيوني أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط .
فقد افادت وسائل اعلامية ان المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية الفاروق بلخير إلى سيصل الى كيان الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء في ما يعتبر أول زيارة من نوعها، و أن مراسم رسمية لاستقباله ستجري في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعلن مشاركة الجيش المغربي في مؤتمر عسكري دولي سيعقد في الكيان. وعليه يبقى السؤال ماذا تنتظر حكومات التطبيع لتفيق من غفلتها، فالاحتلال الذي استحل ارض فلسطين وخيراتها ليس مستبعدا ان يستحل كل شيء في اراضي المطبعين.
ملايين الزائرين يواصلون تدفقهم نحو كربلاء المقدسة للمشاركة بزيارة الاربعين
كربلاء المقدسة (العالم) 09/09/2022 - توقعت العتبة الحسينية المقدسة في محافظة كربلاء ان يصل عدد زوار الأربعين هذا العام الى 20 مليون شخص من داخل العراق وخارجه.
قادمين من كل حدب وصوب وقاطعين مئات الكيلومترات يواصل ملايين الزائرين سيرهم باتجاه كربلاء المقدسة يسبقهم الشوق واللهفة لإحياء زيارة الأربعين والفوز بها هذا العام.
آلاف المواكب الحسينية من داخل العراق وخارجه انتشرت على طول الطرق التي يسلكها الزائرون "المشاية" لتقديم الخدمات لهم من طعام وشراب ومبيت وحتى رعاية صحية وارشادات.
وأعلن قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الاسلامي التابع للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين أن مئات إجازات المشاركة أعطيت لمواكب وهيئات من بلدان مختلفة لتقديم الخدمات للزائرين بالتنسيق مع مديرية الحرمين الشريفين وقيادة شرطة محافظة كربلاء.
حالة استنفار كامل وشامل تعيشها ملاكات العتبتين المقدستين الخدمية والأمنية، مستكملة خططها وتحضيراتها لاستقبال ملايين الزوار وتقديم خدمات متعددة داخل المدينة وعلى طريق "يا حسين" المتمثل بمحاور النجف، بابل، الحسينية وبغداد.
وباشر قسم مضيف الإمام الحسين (عليه السلام) التابع للعتبة الحسينية المقدسة بافتتاح مواقع متعددة في أكثر من موقع داخل وخارج المدينة القديمة في محافظة كربلاء المقدسة.
الأجهزة الأمنية والخدمية في محافظة واسط من جانبها استنفرت كذلك إمكانياتها كافة لتقديم أفضل الخدمات للزائرين القادمين من المنافذ الحدودية مع ايران وباقي المحافظات العراقية، وأكدت قيادة شرطة المنطقة استنفار جميع قطاعاتها الأمنية والاستخبارية لتأمين سلامة الزائرين، وتسهيل عملية دخولهم.
ونشرت دائرة الصحة بالاشتراك مع الدفاع المدني وقيادة الشرطة المفارز الصحية على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة لتقديم الاستشارات والخدمات الطبية للزائرين.
بلدية كربلاء أشارت الى أن خطتها لزيارة الأربعين تضمنت إشراك اكثر من 4000 عامل تنظيف على القواطع الثمانية في المدينة وتهيئة اكثر من 300 آلية تخصصية.
وأكد قسم العلاقات والإعلام في قيادة شرطة كربلاء إطلاق حملة لمحاربة الشائعات وأن ملاكات القسم أجرت جولات ميدانية تثقيفية لزيادة الوعي الأمني لدى أصحاب المواكب الحسينية والزائرين خلال زيارة الأربعين.
في أول خطاب له.. الملك تشارلز يحدد أولوياته بعد توليه العرش
الملك تشارلز الثالث: والدتي كرّست حياتها لخدمة الشعب وبقيت قيمنا ثابتة رغم التغيرات والتحديات (رويترز)
تعهد ملك بريطانيا تشارلز الثالث، في كلمة له اليوم الجمعة، بأن يخدم وطنه طوال حياته ويدافع عن الدستور، وذلك في أول خطاب له بعد يوم من وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية عن 96 عاما.
ووعد الملك تشارلز الثالث بخدمة البريطانيين طوال حياته، مستعيدا الالتزام الذي قطعته والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على نفسها في عيد ميلادها الـ21.
وقال تشارلز "أجدد أمامكم هذا الالتزام بالخدمة طوال حياتي"، مشيدا بـ"حياة الخدمة" التي عاشتها والدته وبـ"محبتها للتقاليد"، و"تمسكها بالقيم"، فضلا عن "عاطفتها وظرفها".
وفي كلمة متلفزة من قصر باكنغهام الذي وصل إليه بعد الظهر، وصف الملكة الراحلة التي حكمت طوال 70 عاما بأنها "مصدر إلهام ومثال" له ولعائلته.
وأضاف "كما فعلت الملكة بتفان راسخ، ألتزم دوري الآن، طوال الوقت المتبقي الذي يمنحني إياه الله، بالدفاع عن المبادئ الدستورية التي هي في صلب أمتنا".
وسيلتقي الملك الجديد رئيسة الوزراء ليز تراس التي كان تعيينها رسميا من قبل إليزابيث الثانية الثلاثاء الماضي آخر مهمة دستورية قامت بها الملكة في حياتها المكرسة حتى النهاية لدورها.
وصافح الملك البريطاني الجديد أفرادا من العامة خارج قصر باكنغهام اليوم، بعدما نزل من سيارته. وأظهرت لقطات تلفزيونية تشارلز وزوجته كاميلا ينزلان من السيارة الملكية وسط هتافات من حشد تجمّع خارج القصر.
الملك تشارلز خاطب البريطانيين للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش (الفرنسية)
وغنى العديد من أفراد الجمهور "حفظ الله الملك"، وقال أحدهم "نحبك يا تشارلز".
وأصبح تشارلز أكثر حضورا في الأشهر الأخيرة، ومثّل والدته -إلى جانب ابنه الأكبر وليام- بسبب ما وصفه القصر بأنها مشاكل في التنقل تعاني منها الملكة.
وتحدث للمرة الأولى مساء أمس الخميس، في بيان عبر فيه عن "حزن العائلة الشديد"؛ بعد وفاة "صاحبة الجلالة العزيزة والأم الحبيبة".
وقال "أعلم أن خسارتها ستلمس بعمق في جميع أنحاء البلاد والممالك والكومنولث ولدى عدد لا يحصى من الناس في العالم".
قصر باكنغهام أعلن فترة حداد "ملكي" يستمر 7 أيام (غيتي)
مدفعية وأجراس
وخلال النهار، تطلق 96 طلقة مدفعية في أماكن عدة في البلاد، وتُدقّ أجراس كنيسة سانت بول ودير ويستمنستر وقصر وندسور.
كما بدأت مراسم التكريم في الطرف الآخر من العالم، في أستراليا ونيوزيلندا، وهما من دول مجموعة الكومنولث التي أصبح تشارلز الثالث رئيسا لها.
وأعلن قصر باكنغهام فترة حداد "ملكي" مدتها 7 أيام تبدأ يوم تشييع الملكة، الذي لم يحدد بعد.
و"الحداد الملكي" يختلف عن الحداد الوطني -الذي يبدأ اليوم الجمعة- ويلتزم به أفراد العائلة الملكية وموظفو النظام الملكي، وكذلك الحرس المشاركون في المراسم.
بايدن بين الحضور
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن -اليوم الجمعة- أنه سيحضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية في المملكة المتحدة.
وقال الرئيس الأميركي للصحفيين "لا أعرف التفاصيل بعد، لكني سأحضر الجنازة"، وأشار بايدن إلى أنه لم يتحدث بعد إلى الملك تشارلز الثالث، قائلا "لم أتصل به".
ولم يتأكد بعد موعد الجنازة، لكن يرجح أن تقام في 19 سبتمبر/أيلول في كاتدرائية ويستمنستر في لندن.
المصدر : وكالات
إيران تحذر من أي أعمال استفزازية وغير مبررة معادية لها تحت غطاء مزاعم لا أساس لها
اكد سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة أن "إيران ، باعتبارها أحد أهداف الهجمات السيبرانية، تعتبر مزاعم ألبانيا مفبركة ولا أساس لها"، محذرا من أي اجراءات استفزازية وغير مبررة تتم تحت غطاء مزاعم لا أساس لها من الصحة.
وفي رسالة وجهها إلى الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، الجمعة، أمير سعيد إيرواني سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى الأمم المتحدة، الاتهامات الأخيرة الموجهة من قبل الحكومة الألبانية للجمهورية الإسلامية بانها لا اساس لها، وأكد قائلا: "ان بلادي اتُهِمت زورا بشن هجوم سيبراني".
وأضاف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في هذه الرسالة ، التي أرسلت نسخة منها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية ترفض بشكل قاطع وتدين أي اتهام ضدها بالهجوم السيبراني المزعوم على البنية التحتية لألبانيا وبالتالي فإن الاتهامات ضد إيران لا أساس لها من الصحة وهي مرفوضة.
وقال: إن مثل هذه الادعاءات المفبركة والكاذبة طرحت بالتزوير والافتراضات ذات الأهداف السياسية. بالإضافة إلى ذلك ، فانه نظرًا لطبيعة الفضاء السيبراني وخصائصه التقنية ، تحذر إيران من إمكانية تصميم وتنفيذ مجموعة واسعة من سيناريوهات الهجمات السيبرانية باستخدام أدلة مزيفة وملفقة لإسناد هذه الهجمات إلى الحكومات.
واضاف: أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تؤكد مرة أخرى موقفها الثابت المتمثل في أن الفضاء السيبراني والتكنولوجيات المرتبطة به ينبغي ألا تستخدم إلا للأغراض السلمية ، ويجب على الحكومات المبادرة للتعاون بمسؤولية مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي. تحافظ إيران على هذا النهج في الفضاء الإلكتروني الدولي ، والذي يقوم على السلوك القويم والمسؤول للحكومة في وقت السلم.
وأضاف سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في هذه الرسالة: لطالما كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية الهدف الرئيسي والضحية للهجمات السيبرانية التي استهدفت بنيتها التحتية والتي عطلت توفير الخدمات العامة والحكومية. ومن الأمثلة على هذه الهجمات السيبرانية هجمات "ستوكس نت" و"دوكو" على المنشآت النووية الإيرانية السلمية وكذلك الهجمات الأخيرة على البنية التحتية الصناعية مثل الصلب والصناعات البتروكيماوية. كما اعترف الكيان الصهيوني مرارًا بتورطه في هذه الهجمات الإجرامية ، التي حظيت بدعم اميركا الكامل.
وأشار سفير إيران لدى الأمم المتحدة في هذه الرسالة إلى إمكانية تصميم عمليات وهجمات سيبرانية وأنشطة تخريبية من قبل زمرة المنافقين (خلق) الإرهابية بهدف توجيه الاتهام لايران ببالضلوع فيها ، وقال إن هذا التنظيم الإرهابي المدعوم من قبل الكيان الإسرائيلي قادر على تخطيط وتنفيذ هجمات سيبرانية على البنى التحتية لدول أخرى من داخل أراضي ألبانيا وحتى الآن نفذت هذه الزمرة الإرهابية عدة هجمات سيبرانية إرهابية ضد البنى التحتية لإيران بمساعدة ودعم بعض الدول.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية، اذ تحذر من أي أعمال استفزازية وغير مبررة تُرتكب تحت غطاء ادعاءات لا أساس لها ، تؤكد حقها الطبيعي في الرد ، وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، على أي تهديد أو هجوم أو عمل غير قانوني يستهدف مصالحها وبنيتها التحتية الحيوية والمدنية ، حسب الاقتضاء ومتى ترى ذلك ضروريًا.
وفي ختام الرسالة ، اعتبر سفير ومندوب ايران الدائم ، تعرض الشرطة الألبانية للمقر الدبلوماسي لإيران انتهاكًا صارخا لالتزامات ألبانيا الدولية ، وأكد أن الشرطة الألبانية دخلت البعثات الدبلوماسية الإيرانية في تيرانا من خلال اللجوء إلى القوة دون موافقة إيران. هذا الاعتداء يعتبر انتهاكًا صارخا للقانون الدولي ، وخاصة مبدأ حصانة الاماكن الدبلوماسية والقنصلية ، وكذلك التزامات الدول على أساس معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 ومعاهدة فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963 ، حيث ان جميع الدول ملزمة بالالتزام بهما ومتعهدة باتخاذ التدابير المناسبة لحماية الأماكن الدبلوماسية والقنصلية من أي تعرض أو ضرر ولمنع أي ضرر يلحق بهذه الأماكن.
"الشهيد سليماني": بارجة إيرانية بمميزات "شبح عائم"
دخول سفينة الفريق "الشهيد سليماني" إلى عداد أسطول البحرية الإيرانية الذي يضم 142 وحدة بحرية يشكّل قفزة نوعية، خاصة وأنها مصنّعة بقدرات محلية وتتمتع بمميزات هجومية ودفاعية وهيكل قادر على التخفيّ.
دخلت سفينة الفريق "الشهيد سليماني" إلى عداد أسطول القوات البحرية الإيرانية، وهي سفينة حربية محلية الصنع ذات مقطع راداري منخفض يمنحها قدرات شبحية.
وكان قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري، أعلن في أيار/ مايو الماضي أنّ هنالك العديد من السفن الحربية قيد التصنيع من ضمنها سفن فئة "الشهيد سليماني" وسفينة "الشهيد أبو مهدي المهندس" الحربية.
ويومها، قال الأدميرال تنكسيري في تصريح: "هنالك سفن عديدة يتم الآن تصنيعها بالاستفادة من الخبرات المحلية، ذات القدرات الهجومية والدفاعية وهيكلها على شكل حرف W ويبلغ طولها 47 متراً".
وتمتلك إيران أسطولا ًحربياً يضم 142 وحدة بحرية، يصنّف في المرتبة رقم 3 في الشرق الأوسط بعد الأسطولين المصري والتركي، بينما يصنّف في المرتبة رقم 21 عالمياً.
ومن المتوقّع أن تُدخل القوات البحرية لحرس الثورة هذا العام منظومات دفاعية وسفناً وزوارق جديدة إلى الخدمة واستخدام أجهزة رادار وأجهزة معلوماتية وقتالية كالطائرات المسيرة والغواصات الذكية في استفادة من الخبرات المحلية.
هيكل قادر على التخفيّ
بناء سفينة "الشهيد سليماني" راعى أحدث التجارب العالمية في التصميم وتخصيص الأماكن وتركيب الأجهزة وتنسيق الألوان واختيار المعدات من أجل المساعدة على التركيز الذهني والنفسي للطاقم على أداء المهام.
ما يميّز سفينة الشهيد سليماني في النظرة الأولى هي تصميم هيكلها الخاص، ونحن الأن أمام سفينة من نوع "كاتاماران" أي ذات هيكل مزدوج وأن هذا النمط من التصميم يساعد على منح ثبات أكثر للسفينة أمام قوة الأمواج الكبيرة وكذلك يمنحها القدرة على بلوغ سرعة أكبر، وكما يقول قائد القوات البحرية فإن هذه السفينة المزوّدة بـ 4 محركات يمكنها بلوغ سرعة 45 عقدة بحرية أي ما يوازي اكثر من 80 كيلومتراً في الساعة .
3 سفن حربية بينها سفينة الشهيد سليماني تنضم لبحرية الحرس الثوري
انضمت صباح اليوم الاثنين 3 سفن حربية بينها سفينة "الشهيد سليماني" الدورية القتالية للقوة البحرية لحرس الثورة الاسلامية.
ومن خصائصها الظاهرية أيضاً استخدام الخطوط المتقطعة في تصميم هيكلها الخارجي وبزوايا حادة تستخدم في مثل هذا النوع من التصميم في العالم لإيجاد مقطع عرضي منخفض للغاية لجعل كشفها بواسطة الرادارات المعادية أكثر صعوبة وهذا الأمر اهتم به المصممون في صنع هذه السفينة والذين استخدموا أيضاً غلافاً جاذباً للأمواج الرادارية في صنع الهيكل الخارجي للسفينة.
مهبط مروحيات وأبعاد كبيرة
وهناك أيضاً مهبط للمروحيات على ظهر هذه السفينة وقد تمّ تصميمه بقياسات أكبر نسبياً من مهابط المروحيات الأخرى المستخدمة في باقي السفن الحربية، لكي يكون قادراً على استقبال مروحيات "بيل 412" و "بيل 206" التي تملكها القوات البحرية الإيرانية.
كما ان الأبعاد الكبيرة نسبياً لهذه السفينة ( طولها 65 متراً وعرضها 20 متراً ) أدّت إلى وجود فضاءات داخلية أكبر للطاقم ولحمل القوات والقدرة على حمل منظومات وأسلحة أكثر على متنها وهذه هي أكبر ميزة للسفينة.
صواريخ دفاعية وهجومية
ومن أكبر ميزات سفينة الشهيد سليماني في مجال التسليح هي القدرة على حمل صواريخ الدفاع الجوي والقدرة على إيجاد مظلة للدفاع الجوي أمام هجوم محتمل عليها وعلى الوحدات والقطع البحرية التي ترافقها.
وحسب إعلان المسؤولين العسكريين فان سفينة الشهيد سليماني تحمل صواريخ مضادة للطائرات يبلغ مداها 150 كيلومتراً وهذا يعني مظلة دفاعية قطرها 300 كيلومتراً .
ومن الميّزات الأخرى لسفينة الشهيد سليماني هي كيفية استخدام صواريخ الدفاع الجوي حيث أصبحت السفن الحربية الايرانية تستخدم لأول مرة الصواريخ عمودية الإطلاق ومن ميّزات استخدام هذا النوع من الصواريخ العمودية الإطلاق ، تخصيص فضاء أقل لها في السفينة وارتفاع عدد الصواريخ التي يمكن حملها ما يمنح السفينة قدرة أكبر على الصمود في ساحة المعركة.
هذا ما يميّزها عن المدمرات الإيرانية
ومن الملفت أن المدمرات الإيرانية الأخرى من فئة "موج" والتي هي أكبر حجماً ووزناً من سفينة الشهيد سليماني لا تحمل إلا صاروخين للدفاع الجوي لإنها غير مزوّدة بمنصات إطلاق عمودية، فيما تعتبر "سفينة الشهيد سليمان"ي قادرة على حمل 14 صاروخاً للدفاع الجوي.
ومن ميًزات استخدام الصواريخ عمودية الاطلاق للدفاع الجوي هي امكانية اطلاقها نحو الاهداف المعادية من دون تغيير مسار ووجهة السفينة، لأن الصواريخ عمودية الاطلاق مزودة باجهزة تمنحها القدرة على الاستدارة نحو أهدافها والتحليق نحوها أين ما كانت تلك الاهداف.
وحسب تصريحات رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية والذي أعلن بأن مدى صواريخ الدفاع الجوي لهذه السفينة هو 150 كيلومتراً فانه من المحتمل جداً ان تكون هذه الصواريخ من طراز "صياد 3" التي يبلغ وزنها طناً واحداً وطولها 6 أمتار وبامكانها إصابة الأهداف على ارتفاع 27 الف متر .
وحسب ما هو معلن فان هذه السفينة مزودة أيضاً بصواريخ دفاع جوي قصير المدى إلى جانب الصواريخ طويل المدى ، وهذه الصواريخ قصيرة المدى للدفاع الجوي هي من طراز "عقاب" وهو الطراز البحري من منظومة صواريخ "نواب" للدفاع الجوي.
قدرة عالية على الاشتباك
سفينة الشهيد سليماني مزوّدة بنوعين من صواريخ الدفاع الجوي الطويل والقصير المدى يمنحها القدرة على الاشتباك مع الطائرات المقاتلة والقاذفة المعادية بالاضافة الى القدرة على التصدي للطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ التي تطلق من الجو والأهداف الأخرى التي تجوب الأجواء باستخدام صواريخ قصيرة المدى .
وإلى جانب أسلحتها الدفاعية فإن "سفينة الشهيد سليماني" مزودة أيضاً بأسلحة هجومية هامة ومنها سلسلتين من صواريخ كروز المضادة للسفن تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة وفي كل سلسلة 3 منصات لصواريخ كروز .
كما أن هناك امكانية لاستخدام صواريخ يبلغ مداها بين 90 و700 كيلومتر على ظهر هذه السفينة، والمعلوم ان المدى 90 كيلومتر هو لصواريخ "نصير" الذي يبلغ وزن راسه الحربي 130 كيلوغراماً، لكن الصاروخ الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر لازال ضمن الصواريخ غير المعلن عنها لدى القوات البحرية للحرس الثوري ويبدو أنها ضمن نطاق المعلومات السرية لهذا المشروع.
كما زوّدت هذه السفينة بنوعين من المدافع للقيام بالدفاع الجوي القريب، فهي تحمل 4 مدافع من عيار 20 ميليمتر متعددة الفوهات يتم التحكم بها من داخل السفينة ، بالاضافة الى مدفع من عيار 30 ميليمتر ذو فوهة واحدة تم تركيبه على ظهر السفينة.
صواريخ مضلِّلة
كما تم تجهيز "سفينة الشهيد سليماني" بمنصتي إطلاق للصواريخ المضلّلة لحرف صواريخ العدو اثناء الاشتباك المحتمل وقد تم تركيبها على جانبي قمرة القيادة. وكل واحد من الصواريخ المضللة هذه بامكانه خلق هدف وهمي ذو مقطع عرضي بمقدار 2500 متر مربع امام العدو ما يوفر حماية جيدة للسفينة امام الصاروخ المعادي.
وفي الجهة الخلفية لهذه السفينة هناك الزوارق السريعة التي تحملها هذه السفينة على ظهرها وهناك رافعات تستخدمها القوات الخاصة ومشاة البحرية لتنزيل وانتشال هذه الزوارق من المياه، وتبلغ سرعة هذه الزوارق اكثر من 100 عقدة بحرية (180 كيلومترا في الساعة) وهي الورقة الرابحة الرئيسية للقوات البحرية لحرس الثورة في أي معركة قادمة.
وفي مجال إدارة ساحة الاشتباك تم تزويد السفينة بأول منظومة اطلاق مركبة للصواريخ طويلة وقصيرة المدى المضادة للسفن (اس اس ام) ، كما جهزّت السفينة بغرفة عمليات تعمل وفق نظام برمجي محلي للقيادة الموحدة لساحة الاشتباك، قادرة على تشخيص نوع الهدف أو الخطر واحالته على المنظومات الهجومية والدفاعية للتعامل معه.
إبحار لمسافات طويلة
وتستطيع هذه السفينة الإبحار لمسافة 5 آلاف ميل بحري وهي مسافة طويلة جداً لسفينة بهذا الحجم والوزن ، ونظراً إلى قيام القوات البحرية للحرس بالتخطيط للاستفادة من سفينة الشهيد رودكي (سفينة عملاقة تعتبر قاعدة بحرية عائمة) للتواجد في المياه البعيدة والالحاق القريب لسفينة الشهيد مهدوي (هي أيضا قاعدة بحرية عائمة) الى هذه المهمة فسيصبح بإمكان سفينة الشهيد سليماني زيادة مسافة ابحارها الى أبعد بكثير من 5 الاف ميل بحري اذا ترافقت مع سفينتي الاسناد هاتين.
وبالإضافة إلى التواجد طويل الأمد في المياه الدولية فبامكان هذه السفينة أن توفر مظلة حماية جيدة جداً للسفن الحربية التي ترافقها.
ويجب اعتبار سفينة الشهيد سليماني، سفينة خارقة في مجال تصميم وبناء السفن الحربية الايرانية ، وهي سفينة شكّل بناؤها قفزة في تصميم سفن ذات هيكل مميز وخاص، كما أن الحجم الواسع للاسلحة المتنوعة التي تحملها يشكّل قفزة في القدرات القتالية للقوات المسلحة الإيرانية في المياه الإقليمية والدولية.