emamian

emamian

السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 19:09

طلب الشفاعة من غيره تعالى وشبهة الشرك

لا مرية في أنّ الشفاعة حق خاص بالله سبحانه، فالآيات القرآنية - مضافة إلى البراهين العقلية - تدل على ذلك، مثل آية: ﴿قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعا﴾([1]).

 

إلاّ أنّ في جانب ذلك دلت آيات كثيرة أُخرى على أنّ الله أذن لفريق من عباده أن يستخدموا هذا الحق، ويشفعوا - في ظروف وضمن شروط خاصة - حتى أنّ بعض هذه الآيات صرحت بخصوصيات وأسماء طائفة من هؤلاء الشفعاء، كقوله تعالى:

﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ ([2]).

 

كما أنّ القرآن أثبت لنبيِّ الإسلام «المقام المحمود»، إذ يقول: ﴿عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودً﴾([3]).

 

وقد قال المفسرون: إنّ المقصود بالمقام المحمود هو: مقام الشفاعة، بحكم الأحاديث المتضافرة التي وردت في هذا الشأن.

 

كل هذا مما اتفق عليه المسلمون، إنّما الكلام في أنّ طلب الشفاعة ممن أُعطي له حق الشفاعة كأن يقول: «يا رسول الله اشفع لنا» هل هو شرك أو لا؟

 

وليس البحث في المقام ـ كما ألمعنا إلى ذلك غير مرّة ـ في كون هذا الطلب مجدياً أو لا، إنّما الكلام في أنّ هذا الطلب هل هو عبادة أو لا؟

 

فنقول: قد ظهر الجواب مما أوضحناه في الأبحاث السابقة، فلو اعتقدنا بأنّ من نطلب منهم الشفاعة، لهم أن يشفعوا لمن أرادوا ومتى أرادوا وكيفما ارتأوا، دون رجوع إلى الإذن الإلهي أو حاجة إلى ذلك، فإنّ من المحتّم أنّ هذا الطلب والاستشفاع عبادة وإنّ الطالب يكون مشركاً حائداً عن طريق التوحيد، لأنّه طلب الفعل الإلهي وما هو من شؤونه من غيره.

 

وأمّا لو استشفعنا بأحد هؤلاء الشفعاء ونحن نعتقد بأنّه محدود مخلوق لله لا يمكنه الشفاعة لأحد إلّا بإذنه، فهذا الطلب لا يختلف عن طلب الأمر العادي ماهية، ولا يكون خارجاً عن نطاق التوحيد.

 

وإنّ تصوّر أحد أنّ هذا العمل، أعني: طلب الشفاعة من أولياء الله، يشبه - في ظاهره - عمل المشركين، واستشفاعهم بأصنامهم، فهو تصوّر باطل بعيد عن الحقيقة.

 

لأنّ التشابه الظاهري لا يكون أبداً معياراً للحكم، بل المعيار الحقيقي للحكم إنّما هو: قصد الطالب، وكيفية اعتقاده في حق الشافع، ومن الواضح جداً أنّ المعيار هو النيّات والضمائر، لا الأشكال والظواهر، هذا مع أنّ الفرق بين العملين واضح من وجوه:

أوّلاً: أنّه لا مرية في أنّ اعتقاد الموحّد في حق أولياء الله يختلف - تماماً - عن اعتقاد المشرك في حق الأصنام.

 

فإنّ الأصنام والأوثان كانت ـ في اعتقاد المشركين ـ آلهة صغاراً تملك شيئاً من شؤون المقام الإلوهي من الشفاعة والمغفرة، بخلاف أهل التوحيد فإنّهم يعتقدون بأنّ من يستشفعون بهم: عباد مكرمون لا يعصون الله وهم بأمره يعملون، وأنّهم لا يملكون من الشفاعة شيئاً، ولا يشفعون إلّا إذا أذن الله لهم أن يشفعوا في حق من ارتضاه.

 

 وبالجملة فإنّ تحقق الشفاعة منهم يحتاج إلى وجود أمرين:

  1. أن يكون الشفيع مأذوناً في الشفاعة.
  2. أن يكون المشفوع له مرضياً عند الله.

 

فلو قال مسلم لصالح من الصالحين: (اشفع لي عند الله)، فإنّه لا يفعل ذلك إلّا مع التوجّه إلى كونه مشروطاً بالشرطين المذكورين.

 

ثانياً: أنّ المشركين كانوا يعبدون الأصنام مضافاً إلى استشفاعهم بها، بحيث كانوا يجعلون استجابة دعوتهم واستشفاعهم عوضاً عما كانوا يقومون به من عبادة لها، بخلاف أهل التوحيد فإنّهم لا يعبدون غير الله طرفة عين أبداً.

 

وأمّا استشفاعهم بأُولئك الشفعاء فليس إلّا بمعنى الاستفادة من المقام المحمود الذي أعطاه الله سبحانه لنبيّه في المورد الذي يأذن فيه الله، فقياس استشفاع المؤمنين بما يفعله المشركون ليس إلّا مغالطة. وقد مر غير مرّة أنّه لو كان الملاك التشابه الظاهري للزم أن نعتبر الطواف بالكعبة المشرفة، واستلام الحجر، والسعي بين الصفا والمروة، موجباً للشرك وعبادة للحجر.

 

مفاهيم القرآن السبحاني ج 1، آية الله الشيخ جعفر سبحاني

 

([1]) الزمر: 44.

([2]) النجم: 26.

([3]) الإسراء: 79.

النبي محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم الخليل(ع)، ومن أسمائه (ص) في القرآن خاتم النبيين، الأُمِّي، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذير، المُبين، الكريم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحيم، الشاهد، المبشّر، النذير، الداعي، ويكنى أبو القاسم، أبو إبراهيم، ولقبه المصطفى.

تاریخ ولادته (صلى الله علیه وآله)ومکانها :17 ربیع الأوّل 40 عام قبل البعثة النبویة، الموافق 571 میلادی، مکّة المکرّمة.

وهو العام الذی یُسمّى بـ(عام الفیل)، حیث تعرّضت فیه مکّة لعدوان أبرهة الحبشی صاحب جیش الفیل، فجعل الله کیدهم فی تضلیل، کما ورد فی سورة الفیل من القرآن الکریم.

أُمّه السیّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف، زوجته السیّدة خدیجة بنت خویلد الأسدی، أُمّ السیّدة فاطمة الزهراء(علیها السلام)، وله زوجات أُخر.
مدّة عمره (صلى الله علیه وآله) ونبوّته: عمره 63 سنة، ونبوّته 23 سنة.
حملت به أُمّه أیّام التشریق، وقالت: فما وجدت له مشقّة حتّى وضعته.
ثمّ خرج أبوه عبد الله وأُمّه حامل به فی تجارة له إلى الشام، فلمّا عاد نزل على أخواله بنی النجّار بالمدینة، فمرض هناک ومات، ورسول الله (صلى الله علیه وآله) حمل.

وکان أبوه عبد الله فقیراً، لم یخلّف غیر خمسة من الإبل وقطیع غنم وجاریة اسمها برکة، وتکنّى أُمّ أیمن، وهی التی حضنت النبی (صلى الله علیه وآله)(1).
لمّا سمع عبد المطّلب ـ جدّ النبی (صلى الله علیه وآله)ـ بولادة النبی فرح فرحاً کثیراً، ودخل على السیّدة آمنة (رضی الله عنها)، وقام عندها یدعو الله ویشکر ما أعطاه، وقال:

الحمد لله الذی أعطانی ** هذا الغلام الطیّب الأردان
قد ساد فی المهد على الغلمان ** أُعیذه بالله ذی الأرکان
حتّى أراه بالغ البنیان ** أُعیذه من شرّ ذی شنان
من حاسد مضطرب العنان.

أرضعته أوّلاً ثویبة مولاة أبی لهب بلبن ابنها مسروح أیّاماً قبل أن تقدّم حلیمة السعدیة، وکانت أرضعت قبله (صلى الله علیه وآله) عمّه حمزة.
وکان رسول الله (صلى الله علیه وآله) والسیّدة خدیجة یکرماها، واعتقها أبو لهب بعد الهجرة، فکان (صلى الله علیه وآله) یبعث إلیها من المدینة بکسوة وصلة حتّى ماتت، فسأل عن ابنها مسروح، فقیل: مات، فسأل عن قرابتها، فقیل: ماتوا.

ثمّ أرضعته حلیمة بنت أبی ذؤیب السعدیة، من بنی سعد بن بکر، وکان أهل مکّة یسترضعون لأولادهم نساء أهل البادیة طلباً للفصاحة، ولذلک قال(صلى الله علیه وآله): «أنا أفصح من نطق بالضاد، بید أنّی من قریش واستُرضعت فی بنی سعد».

فجاء عشرة نسوة من بنی سعد بن بکر یطلبن الرضاع، وفیهنّ حلیمة، فأصبن الرضاع کلّهن إلّا حلیمة، وکان معها زوجها الحارث المکنّى أبا ذؤیب، وولدها منه عبد الله، فعرض علیها رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فقالت: یتیم ولا مال له، وما عست أُمّه أن تفعل. فخرج النسوة وخلفنها، فقالت لزوجها: ما ترى قد خرج صواحبی، ولیس بمکّة غلام یسترضع إلّا هذا الغلام الیتیم، فلو أنّا أخذناه، فإنّی أکره أن أرجع بغیر شیء.

فقال لها: خذیه عسى الله أن یجعل لنا فیه خیراً، فأخذته فوضعته فی حجرها، فدرّ ثدیاها حتّى روی وروی أخوه، وکان أخوه لا ینام من الجوع. فبقی عندها سنتین حتّى فطم، فقدموا به على أُمّه زائرین لها، وأخبرتها حلیمة ما رأت من برکته فردّته معها، ثمّ ردّته على أُمّه وهو ابن خمس سنین ویومین.
وقدمت حلیمة على رسول الله(صلى الله علیه وآله) بعدما تزوّج، فبسط لها رداءه، وأعطتها خدیجة أربعین شاةً، وأعطتها بعیراً.
وجاءت إلیه (صلى الله علیه وآله) یوم حُنین، فقام إلیها وبسط لها رداءه، فجلست علیه.
من الکرامات الظاهرة عند ولادته (صلى الله علیه وآله) :
1ـ روى علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن رجاله قال: «کان بمکّة یهودی یقال له یوسف، فلمّا رأى النجوم تُقذف وتتحرّک لیلة ولد النبی(صلى الله علیه وآله) قال: هذا نبی قد ولد فی هذه اللیلة؛ لأنّا نجد فی کتبنا إنّه إذا ولد آخر الأنبیاء رُجمت الشیاطین وحُجبوا عن السماء.

فلمّا أصبح جاء إلى نادی قریش فقال: هل وُلد فیکم اللیلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن فی هذه اللیلة، قال: فاعرضوه علیَّ. فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجی ابنک، فأخرجته فی قماطه، فنظر فی عینه وکشف عن کتفیه، فرأى شامة سوداء وعلیها شعیرات، فلمّا نظر إلیه الیهودی وقع إلى الأرض مغشیاً علیه، فتعجّبت منه قریش وضحکوا منه.

فقال: أتضحکون یا معشر قریش؟ هذا نبی السیف، لیبیرنکم، وذهبت النبوّة عن بنی إسرائیل إلى آخر الأبد. وتفرّق الناس یتحدّثون بخبر الیهودی».

2ـ قالت أُمّه السیّدة آمنة: لمّا قربت ولادة رسول الله(صلى الله علیه وآله) رأیت جناح طائر أبیض قد مسح على فؤادی، فذهب الرعب عنّی، وأتیت بشربة بیضاء وکنت عطشى فشربتها، فأصابنی نور عال.

ثمّ رأیت نسوة کالنخل طوالاً تحدّثنی، وسمعت کلاماً لا یشبه کلام الآدمیین، حتّى رأیت کالدیباج الأبیض قد ملأ بین السماء والأرض، وقائل یقول: خذوه من أعزّ الناس... فخرج رسول الله(صلى الله علیه وآله) رافعاً إصبعه إلى السماء.

ورأیت سحابة بیضاء تنزل من السماء حتّى غشیته، فسمعت نداءً: طوفوا بمحمّد شرق الأرض وغربها والبحار، لتعرفوه باسمه ونعته وصورته.

ثمّ انجلت عنه الغمامة، فإذا أنا به فی ثوب أبیض من اللبن، وتحته حریر خضراء، وقد قبض على ثلاث مفاتیح من اللؤلؤ الرطب، وقائل یقول: قبض محمّد على مفاتیح النصرة والریح والنبوّة.

ثمّ أقبلت سحابة أُخرى فغیّبته عن وجهی أطول من المرّة الأُولى، وسمعت نداءً: «طوفوا بمحمّد الشرق والغرب وأعرضوه على روحانی الجنّ والأنس والطیر والسباع، وأعطوه صفاء آدم، ورقّة نوح، وخلّة إبراهیم، ولسان إسماعیل، وکمال یوسف، وبشرى یعقوب، وصوت داود، وزهد یحیى، وکرم عیسى».

3ـ قالت السیّدة آمنة: «لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم یصبنی ما یصیب النساء من ثقل الحمل، فرأیت فی نومی کأنّ آتٍ أتانی فقال لی: قد حملت بخیر الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ علیّ ذلک حتّى وضعته، وهو یتّقی الأرض بیدیه ورکبتیه، وسمعت قائلاً یقول: وضعت خیر البشر، فعوّذیه بالواحد الصمد من شرّ کلّ باغ وحاسد».

4ـ قال ابن عبّاس: «لمّا کانت اللیلة التی وُلد فیها النبی(صلى الله علیه وآله) ارتجّ إیوان کسرى، وسقط منه أربعة عشر شرافة، وغاضت بحیرة ساوة، وانقطع وادی السماوة، ولم تجرِ بحیرة طبریة، وخمدت بیوت النار».
وصف رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) :

قال الإمام علی ( علیه السلام ) وهو یصف رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) : ( کان نبیّ الله أبیض اللّون ، مشرباً حمرة ، أدعج العین ، سبط الشعر ، کثف اللّحیة ، ذا وفرة ، دقیق المسربة ، کأنّما عنقه إبریق فضّة ، یجری فی تراقیه الذهب ، له شعر من لبّته إلى سرّته کقضیب خیط إلى السرة ، ولیس فی بطنه ولا صدره شعر غیره ، ششن الکفّین والقدمین ، ششن الکعبین ، إذا مشى کأنّما یتقلّع من صخر إذا أقبل کأنّما ینحدر من صبب ، إذا التفت التفت جمیعاً بأجمعه کلّه .

لیس بالقصیر المتردّد ، ولا بالطویل المتمعّط ، وکأنّ فی الوجه تدویر ، إذا کان فی الناس غمرهم کأنّما عرقه فی وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطیب من ریح المسک ، لیس بالعاجز ولا باللّئیم ، أکرم الناس عشرة ، وألینهم عریکة وأجودهم کفّاً ، من خالطه بمعرفة أحبّه ، ومن رآه بدیهة هابه ، عزّه بین عینیه ، یقول ناعته لم أر قبله ولا بعده ) .

وقال الإمام الحسن المجتبى ( علیه السلام ) : ( سألت خالی هند بن أبی هالة عن حلیة رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ؟ وکان وصّافاً للنبی ( صلى الله علیه وآله ) فقال : ( کان رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) فخماً مفخماً ، یتلألأ وجهه تلألؤ القمر لیلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذّب ، عظیم الهامة ، رجل الشعر إن انفرقت عقیقته فرق ، وإلاّ فلا یجاوز شعره شحمة أُذنیه ، إذاً هو وفرة ، أزهر اللّون ، واسع الجبین ، أزج الحواجب ، سوابغ من غیر قرن بینهما له عرق یدرُّه الغضب .

أقنى العرنین ، له نور یعلوه ، یحسبه من لم یتأمّله أشمّ ، کثَّ اللّحیة ، سهل الخدّین ، ضلیع الفم ، أشنب مفلّج الأسنان ، دقیق المسربة ، کأنّ عنقه جید دمیة فی صفاء الفضّة ، معتدل الخلق ، بادناً متماسکاً ، سواء البطن والصدر ، بعید ما بین المنکبین ضخم الکرادیس ، أنور المتجرّد ، موصول ما بین اللّحیة والسرّة بشعر یجری کالخطّ ، عاری الثدیین والبطن ممّا سوى ذلک ، أشعر الذراعین والمنکبین وأعالی الصدر ، طویل الزندین ، رحب الراحة .

ششن الکفّین والقدمین ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصین ، مسیح القدمین ، ینبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعاً ، یخطو تکفّؤاً ویمشی هوناً ذریع المشیة ، إذا مشى کأنّما ینحطّ فی صبب ، وإذا التفت التفت جمیعاً ، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جلّ نظره الملاحظة ، یبدر من لقیه بالسلام ) .

من أسمائه (صلى الله علیه وآله) فی القرآن :
خاتم النبیین، الأُمِّی، المُزّمِّل، المُدّثِر، النذیر، المُبین، الکریم، النور، النعمة، الرحمة، العبد، الرؤوف، الرحیم، الشاهد، المبشّر، النذیر، الداعی

من وصایاه (صلى الله علیه وآله) :
1ـ قال(صلى الله علیه وآله):«یا علی، ثلاث من مکارم الأخلاق فی الدنیا والآخرة:أن تعفو عمّن ظلمک، وتصل من قطعک، وتحلم عمّن جهل علیک.
یا علی، بادر بأربع قبل أربع:شبابک قبل هرمک، وصحّتک قبل سقمک، وغناک قبل فقرک، وحیاتک قبل موتک».

2ـ قال(صلى الله علیه وآله):«جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إلیها وبغض من أساء إلیها».
3ـ قال(صلى الله علیه وآله):«شرّ الناس من باع آخرته بدنیاه، وشرٌ من ذلک من باع آخرته بدنیا غیره».
4ـ قال(صلى الله علیه وآله):«طوبى لمن أنفق فضلات ماله وأمسک فضلات لسانه، طوبى لمن شغله عیبه عن عیوب الناس».
ثواب زیارته (صلى الله علیه وآله) :
1ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من أتانی زائراً کنت شفیعه یوم القیامة».
2ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زارنی فی حیاتی أو بعد موتی کان فی جواری یوم القیامة».
3ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زارنی بعد وفاتی کان کمن زارنی فی حیاتی، وکنت له شهیداً وشافعاً یوم القیامة».
4ـ قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):«من زار قبری بعد موتی کان کمن هاجر إلیَّ فی حیاتی، فإن لم تستطیعوا فابعثوا إلیَّ السلام، فإنّه یبلغنی».
تاریخ وفاته (صلى الله علیه وآله)ومکانها :
28 صفر 11هـ، و دفن فی المدینة المنوّرة .

تولّى الإمام علی(علیه السلام)تجهیزه ولم یشارکه أحد فیه، فقام(علیه السلام) بتغسیله وتکفینه، والصلاة علیه ودفنه، ووقف على حافة قبره قائلاً:«إنّ الصبر لَجَمیل إلّا عنک، وإنّ الجزع لَقَبیح إلّا علیک، وإنّ المُصابَ بک لَجَلیل، وإِنّه بَعدَکَ لَقلیل».

المصدر : العالم

السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 19:06

الوحدة لمواجهة الحرب الناعمة

يجب الإيمان بأن الوحدة والانسجام بين أركان القيادة وبين القيادة والشعب وبين المذاهب والتيارات الاسلامية من أهم عوامل القوة لمواجهة الحرب الناعمة. وينبغي عدم إعطاء أي ذريعة قد يستغلها العدو سواء عبر الخلافات الهامشية أو عبر سوء الأداء أو سوء التصريحات من قبل نخبة النظام أو القادة والمسؤولين في الجهة المستهدفة.
 
فأحد أهم أهداف ومخططات الحرب الناعمة تفكيك قوة الخصم وضرب موارده الناعمة. ويأتي هدف تفكيك القيادة وتغيير أولويات وسياسات النظام الإسلامي في إيران على رأس أهداف الحرب الناعمة.
 
كما أن ضرب موقع وزعامة وصورة وشرعية قائد الثورة والولي الفقيه الإمام الخامنئي دام ظله من أهم الأولويات الأمريكية والغربية والصهيونية على الإطلاق[1] بالنظر إلى معرفتهم الدقيقة بأهمية قائد الثورة ومواصفاته القيادية الرفيعة ودوره في حفظ كامل منظومة القيادة في إيران وتأثيره في الرأي العام على امتداد العالم الإسلامي[2]. ومن ثم فإن تفكيك اللحمة والثقة بين القيادة والشعب، وضرب التيارات الدينية والسياسية التي تشكل روافد للنظام يأتي في هذا الإطار...
 
كما تقع مخططات إشعال وتسعير الحرب الطائفية والمذهبية في إيران وفي المنطقة على نفس خارطة الأهداف.
 
ولهذا يندر أن نسمع خطبة لسماحة الإمام الخامنئي أعزه المولى من دون أن يشدد على أهمية وأد أي خلاف بين السنة والشيعة، وقد دعم سماحته مبادرات كثيرة منها اللقاء السنوي الذي يجمعه مع الشخصيات الإسلامية المشاركة في مؤتمرات التقريب، وتعزيز المسابقات القرآنية الدولية التي يشارك فيها أبناء المذاهب الإسلامية كافة والتي يعتبرها الإمام الخامنئي من المباردات الهامة في ترسيخ الوحدة الإسلامية[3] والفتوى الشهيرة والتاريخية التي أصدرها بتحريم أي إساءة للصحابة أو لأي رمز من رموز أهل السنة وغيرها.
 
وفي نفس الإطار تأتي الخلافات والصراعات داخل التيار والنظام الواحد..
وقد يسأل سائل: ما الذي تستفيده هذه القوى الكبرى من هذه الصراعات وما علاقتها بها؟ ولقائل أن يزعم أنه يجب علينا أن لا نرمي بمشاكلنا وأزماتنا على الخارج وينبغي عدم الاستناد الى نظريات المؤامرة.
 
والجواب يتضح لنا متى عرفنا حجم الطاقات الفكرية والسياسية والتنظيمية والإعلامية الهائلة التي تستنزف وتصرف من رصيد وقوة الأمة في المعارك الداخلية والصراعات والتنافسات غير المشروعة على مواقع النفوذ والسلطة، ويتكشف ذلك متى عرفنا حجم الأموال والجهود الأجنبية المبذولة التي تضخ لإحداث هذا الشقاق وهذه الصراعات، لأن من يدرس وثائق وأرشيف أجهزة الاستخبارات يعرف قدر تعويلها على هذه الإستراتيجيات، ويقتنع ولو متأخراً أنها ليست قضية مؤامرات وقصص من نسج الخيال، بل هي في صلب عمل ووظائف وتخطيط أجهزة الاستخبارات الأجنبية وخاصة[4] CIA ..
 
فالصراعات تؤثر على الأداء العام في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، وتؤدي إلى تعطيل الكثير من الطاقات والمشاريع وإلى سوء في إنتاجية وفعالية المؤسسات، وإلى أخطاء وانحرافات كبرى في الأداء.
 من هنا وجه سماحته عناية الجميع إلى التوجيه والتكليف الشرعي المناسب.
 
"ينبغي لوسائل الإعلام والنشطاء والسياسيين والمسؤولين الإبتعاد عن الخلافات الهامشية غير المبدئية، لأن الأولوية في البلاد اليوم هي لمواجهة الحرب الناعمة التي يشنها العدو والتي تستهدف بث الفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب، ومن أهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والمعنوية والأمل في المستقبل. وهذا لا يعني إنكار وجود المشاكل والأزمات، ولا يلغي ضرورة القيام بواجب الإصلاح والمعالجة"[5].
 
وأضاف سماحته "البلد يتقدم بالاتحاد ولا يتقدم بالتفرقة والانقسامات. وكما تلاحظون فإن شيئاً بسيطاً يحدث بين المسؤولين وإذا بالإذاعات الأجنبية تحلل وتضج وتفرح، والحال أن أساس القضية ليس بالأمر المهم، ولنفترض أن هناك اختلافاً في الأذواق والآراء والتصورات بين مسؤولين اثنين أو بين مجموعتين من المسوؤلين فهل ينبغي أن يؤثر هذا على سير العمل بالمشاريع"[6].
وأكد في خطاب آخر على أهمية إخفاء مظاهر الخلاف والضعف لو وجدت "لا ينبغي أن نظهر أمام العدو بمظهر الضعف لأنه ينتظر ذلك. حتى لو كانت هناك نقاط ضعف فيجب التستر عليها أمام الأعداء فما بالنا إذا لم يكن هناك نقاط ضعف أصلاً "[7]. وهذا لا يلغي القيام بواجب التبيّين أي إبانة الخطأ والتصحيح بصورة مناسبة وبدون التشهير الذي يستفيد منه العدو"[8].
 
وفي معرض تقدير حجم الأضرار المترتبة على هذه الخلافات أشار سماحته إلى حجم الامكانيات المادية والمعنوية التي بددت في خضم الصراعات والانقسامات الداخلية والذاتية في إيران، قال سماحته "لولا تهاون بعض الناس في منتصف الطريق لشهدت البلاد تطوراً أكثر في المجالات المادية والمعنوية"[9]...
 
وسنبرز نصاً يطابق ويؤكد ما ذهب إليه سماحة الإمام الخامنئي، قال صاحب كتاب القوة الناعمة جوزيف ناي "لقد سدد قادة الاتحاد السوفياتي أهم وأقسى الضربات بحق نظامهم جراء سوء أدائهم، وقد أسدوا للسياسة الأميركية خدمات لا تقدر بثمن"[10].
  
الحرب الناعمة – معالم رؤية الإمام الخامنئي دام ظله، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

[1] يراجع: للتوسع دراسة للباحث مايكل آيزنشتات المتخصص بالشؤون الإيرانية والخليجية، منشورة في عدة مواقع منها www.annabaa.org.
[2] يُراجع دراسة معهد راند للابحاث حول الولي الفقيه في النظام الاسلامي في ايران والسيناريوهات البديلة والعوامل التي تساهم في تشكيل مؤسسة ولاية الفقيه. نشرها موقع الجزيرة للدراسات بعنوان "المرشد المقبل لايران "www.aljazeera.net. تجدر الإشارة الى ان مؤسسة راند افتتحت فرعاً جديداً لها في دولة قطر !!
[3] خطاب لسماحة الإمام الخامنئي خلال لقائه المشاركين في المسابقات الدولة القرآنية بتاريخ 5/7/2011
[4] يراجع للتوسع التفصيلي كتاب "إرث من الرماد "للصحافي الاميركي تيم واينر الذي صدر حديثاً سنة 2010 وأرخ لتاريخ CIA ليتضح له حجم الخطط الموضوعة في هذا الاتجاه.
[5] خطاب لسماحة الإمام الخامنئي لدى استقباله أعضاء مجلس خبراء القيادة بتاريخ 24/9/2009
[6] خطاب لسماحة الإمام الخامنئي بتاريخ 23/4/2008.
[7] خطاب لسماحة الإمام الخامنئي بتاريخ 17/2/2007
[8] خطاب لسماحة الإمام الخامنئي خلال لقائه قادة الحرس الثوري بتاريخ 4/7/2011
[9] لقاء لسماحة الإمام الخامنئي مع رؤساء اتحادات الطلبة الإيرانيين في الخارج بتاريخ كانون الأول 2010.
[10] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص. 83

المصدر:شبکه المعارف الاسلامیه

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن “حادثة مدينة نيس يدينها المسلمون بشدة من كل مواقعهم المختلفة في فرنسا واوروبا وفي كل مكان وهذه الحادثة يرفضها الاسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الاسلام الذي يحرم قتل او ايذاء الابرياء ، وكل حادثة مشابهة هي بالنسبة الينا كمسلمين مرفوضة ومدانة في اي مكان وقعت وايا كان المستهدف”، واضاف “لا يجوز للسلطات الفرنسية او غيرها ان تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين كامل او لاتباع هذا الدين، اذا كان مرتكب الجريمة مسلما فلا يجوز لاحد ان يحمل الاسلام والمسلمين مسؤولية هذه الجريمة”، واكد ان “هذا التصرف غير قانوني وغير اخلاقي لان من يرتكب الجريمة يتحمل هو المسؤولية”.

وأضاف السيد نصر الله في كلمة بمناسبة ذكرى ولادة الرسول محمد(ص) مساء الجمعة “عندما يتهم الرئيس الفرنسي الاسلام ويتحدث عن الارهاب الاسلامي، من يرتكب جريمة هو مجرم وليس الدين كله، اليوم الولايات المتحدة الاميركية ترتكب جرائم في كل انحاء العالم هل يخرج احد يقول ان هذا الارهاب الاميركي هو ارهاب مسيحي باعتبار او رئيس اميركا او غالبية الشعب من المسيحيين”، وتابع “نفس الامر ما فعلته فرنسا سابقا بالجزائر وما فعله غيرهم في ليبيا وغيرها من بلدان المنقطة، هل خرج احد وحمل المسؤولية للدين المسيحي او المسيحيين او السيد المسيح؟”، واوضح انه “لا شيء اسمه ارهاب اسلامي او فاشية اسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم”.

واشار السيد نصر الله الى ان “الفكر التكفيري الارهابي في منطقتنا حمته الدول الغربية واستخدام هذا النوع من الجماعات يجب ان يتوقف”، وتابع “المسألة بدات عندما قامت تلك المجلة الخبيثة بنشر رسوم مسيئة لنبي الاسلام وخرجت الاعتراضات ثم تطورت الى احداث مثل قتل المعلم الفرنسي”، واضاف “بدل ان تبادر السلطات الفرنسية لمعالجة الموضوع اعلنت حربا من هذا النوع واخذها العناد وان هذه حرية تعبير واننا سنكمل بالرسوم الساخرة وذلك من رأس الهرم”.

وقال السيد نصر الله “عندما تصر السلطات الفرنسية على الرسوم المسيئة للرسول(ص)، فماذا تقولون للمسلمين؟”، وتابع “هم يدعون انها حرية تعبير، فلو كان هذا هو الامر في فرنسا او اوروبا لكنا بحثا عن حل من زاوية اخرى، لانه يجب ان تقنعوا المسلمين ان هذا الإدعاء صادق لان لدينا الكثير من الشواهد في فرنسا واوروبا لممارسات رسمية تمنع وتقمع حرية التعبير وفي امور اقل حساسية من موضوع الاساءة للرسول”، ولفت الى انه “عندما يمس الامر باسرائيل فهنا تقف حرية التعبير لكن هذه الحرية تبقى مطلقة عندما تمس غيرهم”، ورأى ان “حرية التعبير في فرنسا واوروبا ليست مطلقة بل مقيدة بكثير من القيود”.

ووجه السيد نصر الله كلمة للسلطات الفرنسية، حيث قال “لا احد يفتش عن عداوات ومعارك جديدة ويجب ان تفكروا بمعالجة هذه الخطيئة التي تم ارتكابها ومعالجة الخطأ ليست خضوعا للارهاب”، واضاف “كونوا منصفين وعادلين والاساءة لكرامة نبينا لا يمكن ان يقبل بها مسلم وحتى الانظمة السياسية لا تستطيع امام شعوبها ان تغطي مسا بنبي هذه الشعوب”، وتابع “اسحبوا الذرائع وعالجوا اساس المشكلة ولا تسمحوا باستمرار هذه السخرية وهذا الانتهاك”.

ودعا السيد نصر الله “لاعتماد ما طرحه شيخ الازهر او شي قريب له عبر تجريم المس بمقدسات الامم او الاديان من خلال اعتماد تشريع عالمي ويوجد مخرجا لكل الحكومات في العالم التي تدعي وتتحدث عن حرية التعبير المطلقة”، وتابع “لا يجوز ان ندفع العالم وخصوصا الامة الاسلامية والدول الاوروبية نتيجة ادعاءات غير واقعية وغير صحيحة، بل على الجميع التعاون لمعالجة هذا الملف”.

وعن الحشود التي نزلت دفاعا عن رسول الله في اليمن، قال السيد نصر الله “بالرغم من الحصار والحرب والعدوان والاوبئة والامراض نجد هذه الجماهير الحاشدة للاحتفال بمولد الرسول والدفاع عن هذا النبي العظيم، للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهم للرسول واستعدادهم للدفاع عن شرف الرسول”، وسأل “أليس في هذا دلالة ورسالة قوية يجب على الجميع التوقف عندها، على المسلمين في العالم التوقف عند هذه الرسالة”، وتابع “يقف هؤلاء لساعات يرددون الهتافات ويستمعون لقائدهم السيد العزيز عبد الملك الحوثي ويؤكدون التزامهم بالقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني بمقابل المترفين والمرفهين الذين لم يدخلوا حربا مع العدو الاسرائيلي بل يسارعون للتخلي عن فلسطين والتطبيع مع العدوط، وتساءل “أليست هذه حجة إلهية شرعية جديدة؟ بينما الشعب اليمني يحتاج من يدافع عنه ويقف الى جانبه بمواجهة العدوان”.

وعن تأليف الحكومة، قال السيد نصر الله “نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة بأسرع وقت”، وتابع “معطياتنا ان الامور ايجابية ومعقولة”، واكد “من جهتنا سنتعاون وسنسهل بقدر ما نستطيع وهناك الكثير مما ينقل في بعض وسائل الاعلام غير صحيح”، واضاف “الآن الوقت ليس للتناقضات بل للتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة”.

وعن ارتفاع الارقام بالاصابات بوباء كورونا، قال السيد نصر الله “وصلنا الى اعتاب الالفين اصابة يوميا وكل المستشفيات تصرخ واعداد الوفيات ترتفع يوما بعد يوم”، وتابع “تساهل بعض الناس بمسألة كورونا غير شرعي وهو حرام وهذه مسؤولية انسانية ترتبط بالجميع سواء بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم”، واضاف “يمكن التعايش من خلال الالتزام بالضوابط وإلا فإننا سنذهب الى واقع خطير جدا”.

من جهة ثانية، بارك  السيد نصر الله للمسلمين في العالم وللشعب اللبناني وللجميع ذكرى ولادة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله(ص) وولادة الامام جعفر الصادق(ع).

وقال السيد نصر الله “ولد النبي محمد فيما يعرف بعام الفيل، هذه الولادة المباركة كانت المقدمة الطبيعية لاعلان الرسالة الالهية الخاتمة حيث لا تبديل ولا تعديل بعدها”، وتابع “كانت المقدمة الطبيعية لولادة حياة انسانية حقيقية تخرج من الظلمات الى النور، كلنا يعرف ان للانبياء والرسل معجزاتهم وإنجازاتهم التي شهدتها عصورهم والاجيال التي عاصرتهم، وقد نقلت الينا عبر الكتب والقرآن الكريم”.

واضاف السيد نصر الله “كان للرسول محمد معجزات متنوعة شاهدها الناس في زمانه كما هو حال الانبياء السابقين، ولكن لرسول الله محمد معجزة خالدة الى يوم القيامة تشهدها كل الاجيال في كل الازمنة والامكنة، هذه المعجزة هي القرآن الكريم الذي ما زال محفوظا بكلماته وآياته دون اي تحريف او تزوير او تعديل منذ اكثر 1450 سنة”، وتابع “على الرغم من وجود الدواعي المختلفة لتزويره وتحريفه او تعديله، إن بقاء هذا الكتاب المقدس محفوظا هو بحد ذاته معجزة وهو تحقيق للوعد الالهي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون(

ولفت السيد نصر الله الى ان “هذا النبي العظيم يحمل له جميع المسلمين من الحب والعشق والتقدير والاحترام والتقديس ما لا يحملونه لبشري آخر مع محبتهم لكل الانبياء والاوصياء”، وتابع “للمسلمين حب خاص لهذا الرجل العظيم”، واوضح “قد يختلف المسلمون فيما بينهم في مسائل كثيرة فقهية او سياسية وغيرها، لكن هناك نقاط ومسائل اجماعية لم يخرج عنها المسلمون طوال التاريخ من هذه النقاط هي ايمانهم حبهم لمحمد(ص) وانه سيد المرسلين وانه افضل الخلق والانسان الاكمل والاعظم واقرب المخلوقات لله تعالى واعزهم عنده”، واضاف “مع هذا الايمان يخالط حبه ايمانهم وقلوبهم وهو ليس ايمانا معرفيا او فلسفيا فقط وانما هناك علاقة روحية مميزة مع الرسول، وهم يعظمونه ويرون مكانته المميزة في الاخرة ولذلك لا يمكن للمسلمين ان يتحملوا اي اساءة او اهانة تتوجه لهذا الرسول العظيم ويرون الدفاع عنه اولوية تتقدم على اي امر آخر ولا يسعهم السكوت عنه ويتصرفون مع اي سلوك او اساءة للرسول الاعظم بطريقة مختلفة”.

المصدر: موقع المنار

السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2020 18:56

التوجه لله في جوف الليل

إن لخلوة الليل تأثيراً عظيماً في إقبال النفس على الله، واستقبال رحمة الله تعالى، وما يجده الانسان في نفسه في الساعات المتأخرة من الليل من الاقبال على الله، والقدرة على استقبال رحمة الله تعالى قلما يجدها في وقت آخر. وقد جعل الله تعالى في هذه الساعات المتأخرة من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الاخرى من الليل والنهار.

 

وليس من شك، لمن يتأمل النصوص الاسلامية، أن الاوقات ليست سواء، فمن الاوقات ما تنفتح فيها أبواب الرحمة على الانسان أكثر من غيرها، ومن الاوقات ما تستنزل رحمة الله تعالى أكثر من غيرها، ومن أفضل هذه الاوقات، واكثرها حظاً من رحمة الله ساعات النصف الأخير من الليل.

 

يقول تعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيل﴾([1]).

 

روى المفضل بن عمرو عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: «كان فيما ناجى الله به موسي بن عمران طايفة أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم انه يحبني، فإذا جته الليل نام عني، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه؟ ها أنا يا بن عمران مطلع على إحباني، إذا جئتهم الليل حولت أبصارهم في قلوبهم ومثلت عقوبتي بين اعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلموني عن الحضور.

 

يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع، وادعني في الظلمات فإنك تجدني قريباً مجيباً»([2]).

 

وفي هذا النص مواضع للتأمل لا نريد أن نقف عندها طويلا. إن الليل يجن اولياء الله، ويسترهم عن زحمة الحياة وشواغلها، وكأنما الليل ينترع الانسان انتزاعاً من وسط شواغل الدنيا التي تشغله عن الانصراف والانقطاع الى الله، وتستره، وتجنه، وهذه هي فرصة خلوة الليل، حيث يخلو للانسان وجه الله عن كل شاغل وصارف، ويتمكن من الانقطاع إلى الله في هذه الخلوة.

 

ويكذب من يزعم أنه يحب الله، فإذا جنّه الليل نام عن مناجاة من يحب والقيام بين يديه، والتضرع عنده. أليس كل حبيب يحب الخلوة بحبيبه؟

 

إن زحمة النهار وشواغله الكثيرة والمتعددة تشتت أبصارنا وأسماعنا، فإذا جننا الليل، وانتزعنا من زحمة الحياة تجمع شتات أبصارنا وأسماعنا (التي شتتها النهار) وتحولت من الخارج الى الداخل، ومن زحمة الحياة في النهار الى داخل القلب، مصدر البصيرة والنور في حياة الانسان، فيجتمع شتات الابصار، ويتحول من الخارج الى الداخل، ويفتح الله على قلب الانسان حينئذ أبواب البصيرة والنور (إذا جنهم الليل حولت أبصارهم في قلوبهم)، وعندئذ يرى الانسان نفسه ماثلاً بحضرة الله، ويرى غضب الله تعالى ورحمته ماثلة أمامه، فإذا خاطب الله خاطبه عن مشاهدة وحضور لا عن بعد وغياب (يخاطبوني عن المشاهدة)، وإذا كلم الله بكلمه عن حضور، وليس عن غياب (ويكلموني عن الحضور) وتتمثل عقوبة الله تعالى وعذابه وغضبه بين عينيه (ومثلت عقوبتي بين أعينهم) فيسلبهم أنس حضور الحبيب والخلوة به ومخافة العقوبة الماثلة بين أعينهم راحة النوم، وكيف ينام من يري نفسه في خلوة الليل بحضور حبيبه، يناجيه، وبخاطبه؟ وكيف يغلب عليه النعاس وهو يرى عذاب الله ماثلاً بين عينيه؟

 

وهذه الحالة نتيجة طبيعية لتحول الأبصار من الخارج الى الداخل وتركزه وتجمعه في الليل بعد تشتته في النهار.

 

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة المعروفة بخطبة المتقين في وصف هذه الحالة من انقلاب الأبصار من الخارج الى القلب: «أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم. فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول اذانهم، فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم واكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالي فكاك رقابهم. وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء...»([3]).

 

وفي نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين لنوف البكالي في صفة الليل: «يا نوف، إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل، فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له»([4]).

 

وعن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: «إذا كان آخر الليل يقول الله عز وجل: هل من داع فأجيبه؟ وهل من سائل فأعطيه سؤاله؟ وهل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟».

 

الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام) سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي

 

([1])المزمل: 1 ـ 6.

([2])المجالس للمفيد: 214، وسائل الشيعة 4: 1125، ح: 8781.

([3]) نهج البلاغة، خطبة رقم 193.

([4]) نهج البلاغة القسم الثاني ص 165.

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وسمي"#اسبوع_الوحدة_الإسلامية" و "#محمد_يجمعنا" مع انطلاقة الدورة الـ 34 من المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في العاصمة الايرانية طهران والذي جاء هذا العام تحت عنوان "التعاون الإسلامي في مواجهة الكوارث والبلايا".

وأعلن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الشيخ حميد شهرياري اطلاق مؤتمر الوحدة الإسلامية بمشاركة 167 شخصية بارزة في العالم الإسلامي ومفكرين وخبراء التقريب بين المذاهب الاسلامية من 47 دولة و120 شخصية محلية سيلقون كلمتهم في المؤتمر خلال أسبوع واحد.

وانطلاقا من ما اسماها المؤتمر "خيانة القرن" المتمثلة بتطبيع بعض الدول علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي وصولا إلى الاساءة لشخصية نبي الوحدة والسلام محمد "صلى الله عليه وآله" يتباحث العلماء المشاركين عن سبل لمواجهة هذه التحديات على المستويين الشعبي والعلمائي.

هذا ويتضمن المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى الثلاثاء دراسة عدد من التحديات التي تهم الأمة بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور الشهيد الفريق قاسم سليماني في وحدة وأمن العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ازاحة الستار عن عدد من الكتب القيمة مثل فلسطين في وجدان علماء الإسلام لتكون كلمة الاختتام لقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي.

وأسبوع الوحدة الإسلامية نادى به مفجر الثورة الاسلامية الامام روح الله الخميني (قدس) وإحدى طروحاته حيث جعل من تاريخي ولادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، المشهورين عند أهل السنة والشيعة، وهما 12 و17 ربيع الأول، منطلقا إلى الوحدة بين المسلمين، فأعلن بينهما أسبوع الوحدة الإسلاميّة.

والإمام الراحل بهذا الطرح استثمر الخلاف ليكون عامل قوة، ونقطة التقاء فكري وحضاري، وهو رد منه لنبي الرحمة على هواة الفتنة، الراغبين في شق صف المسلمين، فقد تحول التاريخ محل الخلاف، إلى فرصة تجمع عشاق النبي الخاتم (ص)، مع محاولة شذاذ من المتأسلمين؛ قطع العلاقة الروحية والمعنوية بجد الحسنين عليهم جميعا الصلاة والسلام.

وهذه السنة يتزامن احتفال المسلمين حول العالم بذكرى مولد فخر الكائنات، نبي الأمة والرحمة المهداة للبشرية جمعاء محمد بن عبدالله صل الله عليه وآله سلم، مع اساءات بعض وسائل الاعلام الغربية (خاصة فرنسا ورئيسها) لنبي الاسلام، حيث يطالب المسلمون بوقفة واحدة لنصرة نبي الرحمة والسلام.

وكتب "محمد" في تغريدة على حسابه الخاص تحت هاشتاغ #اسبوع_الوحدة_الإسلامية "وفي إحدى كلمات الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي اعتبر "أنّ إحدى الصدقات الجارية للثورة الإسلاميّة والتي تحقّقت ببركة عبقريّة الإمام الراحل رضوان الله عليه هي تخصيص أيام ذكرى ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بالوحدة الإسلاميّة".

 

دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الحكومة الايرانية لتخصيص حزم الدعم للمتضررين بسبب تفشي فيروس كورونا.

وخلال استقباله اليوم السبت، رئيس الجمهورية حسن روحاني واعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، اشاد سماحته باداء هذه اللجنة وقدم توصيات مهمة واكد ضرورة اتخاذ قرارات حازمة وسيادية واقناع الراي العام وتعاون جميع الاجهزة وكل المواطنين لمواجهة الاوضاع المؤسفة لتفشي جائحة كورونا التي تعم العالم كله.

وانتقد قائد الثورة الاسلامية بشدة وصراحة تصرف بعض الافراد تجاه الحكومة ورئيس الجمهورية والاساءة اليه قائلا: ان انتهاك الحرمة حرام شرعا، والانتقاد  يختلف عن انتهاك الحرمة، خاصة وان البلاد الان بحاجة الى التعاون والوحدة والتلاحم اكثر من اي وقت مضى.

وفي مستهل حديثه اعتبر الهدف من هذا اللقاء الذي جرى بدعوة منه، هو الوضع المؤسف لتفشي مرض كورونا في البلاد وضرورة بذل جهود مضاعفة واستخدام مبادرات جديدة لمواجهة الفيروس واضاف: بطبيعة الحال فان القضية اساسا وكذلك الذروة الخريفية للفيروس تعم العالم كله وليست مختصة بايران فقط.  

واشار آية الله الخامنئي الى كيفية ادارة مواجهة هذا الفيروس في الدول المختلفة واضاف: هنالك في بعض الدول مثل اميركا اسوأ سبل الادارة للمرض الا انه علينا العمل للعبور بافضل ادارة ممكنة من هذا الحدث المتعلق بارواح وصحة الشعب وامنه واقتصاده.

واعتبر "اتخاذ القرارات السيادية الحازمة" و"اقناع الراي العام" و"تعاون جميع الاجهزة وكذلك تعاون المواطنين" ضرورة للادارة الصحيحة والمناسبة واضاف: بطبيعة الحال فان هذا التعاون لا يختص بمكافحة كورونا فقط بل ينبغي ان يكون قائما في جميع القضايا خاصة السياسية منها لان البلاد التي تمتلك شعبا مقتدرا ونظاما حديث الظهور وخطابا جديدا تواجه بصورة طبيعية قضايا مهمة على الصعيدين العالمي والداخلي.

واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة الوحدة والتلاحم الداخلي في البلاد، واشار الى تصرف البعض في مواجهة الحكومة ورئيس الجمهورية شخصيا قائلا: هنالك بين هؤلاء الاخوة افراد جيدون الا ان هذا العمل خاطئ وهو امر اعلنه صراحة.

واعتبر آية الله الخامئني الانتقاد بانه يختلف عن انتهاك الحرمة واضاف: ان انتهاك الحرمة بين الناس حرام شرعا وتجاه المسؤولين هي اشد خاصة بين كبار مسؤولي البلاد.

واضاف: من الممكن ان يكون انتقادكم صائبا. انتقدوا فلا اشكالية في ذلك الا ان الانتقاد يختلف عن الاساءة وانتهاك الحرمة، لان مثل هذه التصرفات وانتهاك الحرمة هو اسلوب الاميركيين الذين فضحوا انفسهم في العالم في المناظرات والانشطة الاعلامية بحيث ان احد شخصياتهم السياسية البارزة يقول بان العالم ينظر الينا بهلع واستخفاف.

واكد قائد الثورة الاسلامية: ان اسلوبنا اسلامي وقرآني، اي انه يتم اعلان الانتقاد وليس انتهاك الحرمة، ولا بد من الحفاظ على حرمة رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي البلاد الذين يقدمون الخدمات للشعب.  

واشاد سماحته باجراءات اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا واللجان الفرعية التابعة لها، ووصف اداء الكوادر الصحية والطبية بانها باهرة جدا وجهاد في سبيل الله وقدم توصيات مهمة في هذا الصدد، اولها "ضرورة التدشين الفوري لمقر عملاني لتنفيذ قرارات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا ومراقبة التنفيذ".  

واعتبر التوصية الثانية هي "محورية وزارة الصحة في تحديد حالات القيود"  واضاف: انه حينما تحدد وزارة الصحة حالات القيود فانه على الاجهزة الاخرى الالتزام بذلك وتنفيذه دون الاخذ بنظر الاعتبار الامور الاخرى.

واعتبر سماحته السيطرة الدقيقة على منافذ الدخول الى البلاد وقيود السفر غير الضروري بين المدن مع اقناع المواطنين وتنفيذ الضوابط بصرامة في اسطول النقل في المدن والاجواء العامة، بانها من حالات القيود التي تقع المسؤولية الرئيسية للتنفيذ والمراقبة فيها على عاتق مجلس امن البلاد وقوى الامن الداخلي.

كما اكد ضرورة التعليم العام حول تفشي الفيروس وسبل الوقاية منه والاستفادة من طاقات المساجد والتعبئة بمحورية وزارة الصحة وتعاون وزارة الارشاد ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون وكذلك المصادقة على فرض غرامات صارمة على الافراد الذين يرتكبون مخالفات كبيرة تجاه الضوابط الصحية.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى الظروف المعيشية الصعبة لبعض الافراد بسبب تفشي فيروس كورونا واكد ضرورة تخصيص حزم دعم معيشية لهم من قبل الحكومة، واضاف: انه كذلك على الافراد المحسنين والمواطنين الاخرين الدخول الى الساحة والمسارعة بدعم اولئك الافراد، لان مثل هذا العمل يعد من افضل الاعمال وافضل سبل التقرب الى الباري تعالى.  

ولفت الى اهمية الكشف عن الاصابة في الايام الاولى للتقليل من الاضرار والضحايا، مؤكدا ضرورة خفض مراجعات المواطنين للاجهزة التنفيذية من خلال زيادة الخدمات الالكترونية، داعيا القوى الايمانية والشبابية المخلصة للدخول الى الساحة ثانية من خلال اجراءاتها وخدماتها الطوعية في دعم كوادر التمريض وتعقيم الشوارع والساحات والاماكن العامة وارشاد الاسر ومساعدة المسنين.

واكد سماحته في الختام الاهمية الاعجازية للدعاء والتوسل الى الباري تعالى والاستغفار لدفاع البلايا، وقال: ان اعمالا كبرى جارية في البلاد حاليا وبتوفيق من الباري تعالى لم تستطع اي حادثة ايقاف الجمهورية الاسلامية ولكن يجب ازالة هذه العقبات التي تؤدي الى ابطاء الحركة.

اکد سماحة قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمی السيد "علی الخامنئی" ان تضحیات الشهداء انحفرت فی اذهان الشعب الایرانی ولن يطويها ويمحوها مرور الزمن. سماحة قائد الثورة الاسلامية وجه رسالة بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس ويوم إحياء ذكرى الشهداء والمضحين قال فيها : ان مرور الزمن لم ولن يمحو ابدا الذكري الكريمة للشهداء الاعزاء من ذاكرة الشعب الايراني لانها لوحة مشرقة ومزينة بعنوان الشهادة وذكرى الشهداء.

واضاف ان ذكري الشهداء وتضحياتهم تمثل كنزا تاريخيا يبعث علي الامل والطمانينة و الشجاعة عند اجيالنا لاتخاذ خطوات ثابتة نحو تحقيق اهداف سامية ولا يخيفهم الشياطين الذين ينصبون العداء لنا.

واختتم قائلا: ان جبهة العدل والحق ستحقق بعون الله وبفضل القدرات التي تتمتع بها الانتصارات الكبرى ان شاء الله.

.................

 

 

وُلد الامامُ الحسنَ العسکریُّ علیه‌السلام  فی الیوم الثامن من شهر ربیع الثانی عام مائتین واثنین وثلاثین هجریة فی المدینة المنورة.

 

إِسمه: حسن وإسم أبیه: علیُّ بن محمد وإِسم أُمه: حدیث أوسوسن.

 

کنیته: أبو محمد، وألقابه: الصامت والهادی والرفیق والزکیّ والنقی والخالص والعسکریّ.

 

وتوفی (شهیداً) فی الیوم الثامن من شهر ربیع الاول عام مائتین هجریة فی مدینة سامرّاء، ودفن الی جانب والده الکریم.

 

کان قد انقضی من عمره‌الشریف ،یوم استُشهدَ ثمانی وعشرون سنة، وکانت مدة إمامته منها حوالی ستة أعوام علیه‌السلام .

 

النصوصُ علی إمامته

 

إن الادلة والبراهین  علی الإمامة - کما اسلفنا - تنقسم إلی قسمین: القسم الاول هی الأدلة العامة التی یمکن الإستفادة منها لإثبات إمامة کل واحد من الأئمة وقد سبق البحث فی هذا النوع من الأدلة تفصیلاً.

 

القسم الثانی، الأدلة الخاصة باثبات إمامة کل واحد من الأئمة بخصوصه

مثل النصوص التی صدرت من کل إمام علی الامام الذی یلیه، ونحن هنا نکتفی بادراج هذه النصوص:

 

قال عبدالعظیم الحسنی: دخلت علی سیدی علی بن محمد فلما بُصر بی قال لی: مرحباً بک یا أبا القاسم أنت ولینا حقاً.

 

قال: فقلت له : یا ابن رسول اللّه إنی أُرید أن أعرض علیک دینی فإن کان مرضیاً، ثبت علیه حتی ألقی اللّه عزوجل.

 

فقال: هات یا أبا القاسم.

 

فقلت: إنی أقول: إن اللّه تبارک وتعالی واحد، لیس کمثله شئٌ، خارجٌ عن الحدین: حدِّ الابطال وحدِّ التشبیه، وإنه لیس بجسم ولا صورة، ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسِّم الاجسام، ومصوِّر الصور، وخالق الأَعراض والجواهر، وربُّ کلِّ شئ ومالکُه وجاعلُه ومحدثُه، وإن محمداً علیهماالسلام عبدُه ورسولُه، خاتمُ النبیین فلا نبیَّ بعده إلی یوم القیامة، وإن شریعتَه خاتمةُ الشرائع فلا شریعةَ بعدها إلی یوم القیامة.

 

وأقول: إن الامام والخلیفة وولیّ الأمر بعده أمیرُ المؤمنین علیُّ بن أبی طالب، ثم الحسنُ، ثم الحسینُ، ثم علیُّ بن الحسین، ثم محمدُ بن علی، ثم جعفرُ بن محمد، ثم موسی بن جعفر، ثم علیُّ بن موسی، ثم محمد بن علی، ثم أنت یا مولای.

 

فقال علیه‌السلام : « ومن بعدي الحسنُ ابني، فكيف للناس بالخلَف من بعده »؟

 

قال: فقلت: وکیف ذاک یا مولای؟

 

قال: « لأنه لايُرى شخصُه ولايحلُّ ذكره باسمه حتى يخرجَ فيملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملِئت جورا وظلماً ».[714]

 

وقال ابوهاشم الجعفریّ قال: سمعتُ أبا الحسن العسکریَ علیه‌السلام  یقول: «الخَلَفُ

من بعدِ الحَسَن إبنى، فكيف لكم بالخَلَفِ من بعدِ الخَلَف؟»

 

قلت: ولِمَ جَعَلَنی اللّه فداکَ؟

 

فقال: «لأنّكمْ لاترونَ شَخصَهُ، ولايحلُّ لكم ذِكرُهُ بإسْمِهِ».

 

قلتُ: فکیفَ نَذْکرُهُ.

 

فقال: قولوا: «الحجةُ ابنُ الحُجّة».[715]

 

وقال الصقرُ بن أبی دُلف قال: لما حمل المتوکِّل سیدَنا أبا الحسن علیه‌السلام  جئتُ لاسأل عن خبره، قال: فنظر إلیَّ حاجب المتوکل  فأمر أن أَدخل إلیه، فأُدخلت إلیه، فقال: یا صقر ما شأنُک؟

 

فقلت: خیر، أیها الاستاذ.

 

فقال: أُقعد،

 

قال الصقر: فأخذنی ما تقدم وما تأخر، وقلتُ فی نفسی: أخطأت فی المجیء.

 

ثم قال: ما شأنک وفیم جئت ؟

 

قلت: لخبرٍ مّا.

 

قال: لعلک جئتَ تسألُ عن خبر مولاک ؟

 

فقلت له: ومَن مولای؟ مولایَ أمیرُ المؤمنین ،

 

فقال: أُسکت مولاک هو الحق، لا تتحشمنی فإنی علی مذهبک.

 

فقلت: الحمد للّه.

 

فقال: أتحب أن تراه؟

 

فقلت: نعم.

 

فقال: إجلس حتی یخرجَ صاحبُ البرید.

 

قال: فجلستُ فلما خرج قال لغلام له: خذ بید الصقر فأدخِله إلی الحجرة

التی فیها العلویُّ المحبوس وخلِّ بینه وبینه.

 

قال: فأدخلَنی الحجرة وأومأ إلی بیتٍ، فدخلتُ فإذا هو علیه‌السلام  جالسٌ علی صدر حصیر وبحذاه قبرٌ محفورٌ،

 

قال : فسلَّمت فردَّ  علی السلام  ثم أمرنی بالجلوس فجلست ، ثم قال لی : یا صقر ما أتی بک؟

 

قلت : یا سیدی جئتُ أتعرف خبرک.

 

قال: ثم نظرتُ إلی القبر وبَکیتُ، فنظر إلیَّ وقال: «يا صقر لا عليك لن يصلُوا إلينا بسوء».

 

فقلت: ألحمد للّه.

 

ثم قلت: یا سیدی حدیث یروی عن النبی  صلی‌الله‌علیه‌وآله  لا أعرف معناه،

 

قال: فما هو؟

 

قلت: قوله  صلی‌الله‌علیه‌وآله : «لا تعادُوا الأيام فتعاديكم» ما معناه؟

 

فقال: «نعم، الأَيام نحن، بنا قامتِ السماواتُ والارض، فالسبت اسم رسول اللّه‏  صلى‌‏الله‌‏عليه‏‌و‏آله‌‌  والأحد أمير المؤمنين، والإثنين الحسن والحسين، والثلاثاء عليُّ بن الحسين ومحمدُ بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق والأَربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملأُها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، فهذا معنى الأَيام ولا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة».

 

ثم قال علیه‌السلام : «ودِّعْ واخرج فلا آمَنُ عليك».[716]

 

وعن الصقر بن أبی دلف قال: سمعت علی بن محمد بن علی الرضا علیه‌السلام  یقول: «الامامُ بعدي الحسن إبني وبعد الحسن إبنه القائم الذي يملأ الارض قسطاً و عدلاً

كما ملئت جوراً و ظلماً».[717]

 

عن یحیی بن یسار العنبری قال: أوصی أبو الحسن علی بن محمد إلی إبنه الحسن علیه‌السلام  قبل مضیه بأربعة أشهر، وأشار إلیه بالامر من بعده وأشهدنی علی ذلک وجماعة من الموالی.[718]

 

عن علیِّ بن عمرو النَوفلی قال: کنت مع أبی الحسن علیه‌السلام  فی صحن داره فمرَّ بنا محمدٌ إبنه، فقلت :جعلت فداک، هذا صاحبنا بعدک؟

 

فقال: لا صاحبکم بعدی الحسنُ.[719]

 

وعن عبد اللّه بن محمد الاصبهانی قال قال أبو الحسن علیه‌السلام : «صاحبُكم بعدي الذي يصلّي عليَّ».

 

قال: و لم نکن نعرف أبا محمد قبل ذلک.

 

فخرج أبو محمد بعد وفاته فصلّی علیه.[720]

 

وعن علی بن جعفر قال: کنت حاضراً أبا الحسن علیه‌السلام  لما توفی ابنُه محمد فقال للحسن:«يا بنيّ أحدث اللّه‏ شكراً فقد أحدثَ فيك أمراً».[721]

 

وعن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن مروان الأَنباری قال : کنت حاضراً عند مضیّ أبی جعفر محمد بن علی علیه‌السلام  فجاء أبو الحسن علیه‌السلام  فوُضع له کرسیٌّ فجلس علیه و حوله أهل بیته ، و أبو محمد ابنُه قائمٌ فی ناحیة، فلما فرغ من أمر أبی جعفر التفت إلیَّ أبی محمد علیه‌السلام  فقال:«يا بنيَّ أحدِث لله شكراً، فقد أحدث فيك أمراً».[722]

 

 

و عن علی بن مهزیار قال قلت لأبی الحسنعلیه‌السلام : إن کان کونٌ وأعوذ باللّه‌فإلی مَن؟

 

قال: عهدی إلی الأَکبر من وُلدی یعنی الحسنَ  علیه‌السلام .[723]

 

وعن علیِّ بن عمرو العطار قال: دخلتُ علی أبی الحسن  علیه‌السلام  و ابنُه أبو جعفر یحیاو أنا أظن أنه هو الخلف من بعده فقلت له: جعلت فداک من أخصُّ من ولدک؟

 

فقال: لا تخصوا أحداً حتی یخرج إلیکم أمری.

 

قال: فکتبت إلیه بعد فیمن یکون هذا الأَمر؟

 

قال: فکتب إلیَّ «في الأَكبر من ولدي».

 

قال: و کان أبو محمد  علیه‌السلام  أکبرُ من جعفر.[724]

 

وعن سعد بن عبد اللّه عن جماعة من بنی هاشم منهم الحسن بن الحسین الأَفطس أنهم حضروا یوم توفیِّ محمد بن علی بن محمد فی دار أبی الحسن [الهادی] علیه‌السلام  وقد بُسِط له فی صحن داره والناس جلوسْ حوله، فقالوا: قدَّرنا أن یکون حوله من آل أبی طالب وبنی العباس و قریش مائة وخمسون رجلاً سوی موالیه و سائر الناس إذ نظر إلی الحسنِ بن علی علیه‌السلام  وقد جاء مشقوقَ الجیب حتی قام عن یمینه و نحن لا نعرفه فنظر إلیه أبو الحسن علیه‌السلام  بعد ساعة من قیامه، ثم قال له:«يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً».

 

فبکی الحسنُ علیه‌السلام  واسترجع، فقال: «الحمد لله رب العالمين وإياه أسأل تمام نِعمه علينا، إنا للّه‏ وإنا إليه راجعون».

 

فسألنا عنه، فقیل لنا: هذا الحسن ابنُه، فقدّرنا له فی ذلک الوقت عشرین سنة ونحوها، فیومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد أشار إلیه بالإِمامة وأقامه مقامه.[725]

 

وقال  محمد بن یحیی: دخلتُ علی أبی الحسن [الهادی] علیه‌السلام  بعد مضیِّ أبی

جعفر إبنه فعزَّیته عنه وأبو محمد جالس فبکی أبو محمد فأقبل علیه أبو الحسن علیه‌السلام  فقال: «إن اللّه‏ تعالى قد جعل فيك خلفاً منه فاحمد اللّه‏ عزوجل».[726]

 

وعن شاهویه بن عبد اللّه: کتب إلیَّ أبو الحسن علیه‌السلام  فی کتابٍ: «أردتَ أن تسأل عن الخلف بعد أبی جعفر وقلقتَ لذلک فلا تقلق فإن اللّه لا یضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتی یتبین لهم ما یتَّقون، صاحبک أبو محمد إبنی وعنده ماتحتاجون إلیه، یقدم اللّه مایشاء ویؤِّر ما یشاء «وما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها»».[727]

 

 

 

فضائله ومکارم اخلاقه

 

کتب الشیخ المفید  رحمه اللّه فی هذا المجال یقول :کان الامامُ بعد أبی الحسن علیِّ بن محمد علیه‌السلام  ابنَه أبا محمد الحسن بن علی لإجتماع خلال الفضل فیه وتقدمه علی کافة أهل عصره فیما یوجب له الإمامة، ویقتضی له الرئاسة من العلم والزهد، وکمال العقل والعصمة، والشجاعة والکرم، وکثرة الاعمال المقرّبة إلی اللّه ثم لنص أبیه علیه‌السلام  علیه وإشارته بالخلافة إلیه.[728]

 

وعن الحسین بن محمد الأشعری ومحمد بن یحیی وغیرهما قالوا: کان أحمد بن عبید اللّه بن خاقان علی الضیاع والخراج بقُم فجری فی مجلسه یوماً ذکر العلویّة ومذاهبهم وکان شدیدَ النصب والانحراف عن أهل البیت علیه‌السلام  فقال: ما رأیتُ ولاعرفت بسرِّ من رأی من العلویة مثلَ الحسن بن علی بن محمد بن الرضا فی هدیه وسکونه وعفافه ونبله وکبرته عند أهل بیته وبنی هاشم کافة، وتقدیمهم إیاه علی ذوی السنِّ منهم والخطر، وکذلک کانت حاله عند القُواد والوزراء وعامة الناس، فأذکر إننی کنت یوماً قائماً علی رأس أبی وهو یوم مجلسه للناس إذ دخل

حُجّا به فقالوا: أبو محمد إبن الرضا بالباب.

 

فقال بصوتٍ عالٍ: إئذنوا له فتعجبْت مما سمعت منهم ومن جسارتهم أن یُکَنُّوا رجلاً بحضرة أبی ولم یکن یکنّی عنده إلا خلیفة أو ولّی عهد أو من أمَر السلطان أن یُکنّی.

 

فدخل رجلٌ أسمرٌ حسنُ القامة، جمیلُ الوجه، جید البَدَن، حدیثُ السن، له جلالة وهیئة حسنة، فلما نظر إلیه أبی قام فمشی إلیه خطیً ولاأعلمه فعلَ هذا بأحد من بنی هاشم والقُواد، فلمادنا منه عانقه وقبَّل وجهه وصدره وأخذ بیده وأجلسه علی مصلاه الذی کان علیه وجلس إلی جنبه مقبلاً علیه بوجهه وجعل یکلِّمه ویفدیه بنفسه وأنا متعجب مما أری منه إذ دخل الحاجبُ فقال الموفق: قد جاء، وکان الموفق إذا دخل علی أبی یقدمه حُجابه وخاصة قُواده، فقاموا بین مجلس أبی وبین باب الدار سماطین إلی أن یدخل ویخرج، فلم یزل أبی مقبلاً علی أبی محمد یحدِّثه حتی نظر إلی غلمان الخاصة فقال حینئذ له: إذا شئتَ جعلنی اللّه‌ُ فداک.

 

ثم قال لحجّابه: خُذوا به خلف السماطین لا یراه هذا یعنی الموفق، فقام وقام أبی فعانقه ومضی.

 

فقلتُ لحجّاب أبی وغلمانه: ویلَکم من هذا الذی کنَّیتموه بحضرة أبی وفعل به أبی هذا الفعل؟

 

فقالوا: هذا علویٌّ یقال له الحسن بن علی یعرف بإبن الرضا.

 

فازددتُ تعجباً ولم أزل یومی ذلک قلقاً مفکراً فی أمره وأمر أبی و ما رأیته منه حتی کان اللیل وکانت عادته أن یصلی العتمة ثم یجلس فینظر فیما یحتاج إلیه من المؤمرات وما یرفعه إلی السلطان.

 

فلما صلی و جلس جئتُ وجلست بین یدیه ولیس عنده أحدٌ فقال لی: یا أحمد أ لک حاجة؟

 

 

فقلت: نعم یا أبه، فإن أذنتَ سألتُک عنها.

 

فقال: قد أذنتُ.

 

قلت : یا أبه مَن الرجل الذی رأیتُک بالغداة فعلتَ به ما فعلتَ من الإِجلال و الکرامة والتبجیل، و فدیته بنفسک وأبویک؟

 

فقال: یا بُنیّ ذاک إمام الرافضة الحسنُ بن علی المعروف بابن الرضا، ثم سکت ساعةً وأنا ساکتٌ، ثم قال: یا بنیَّ لو زالت الإمامة عن خلفائنا بنی العباس ما استحقها أحدٌ من بنی هاشم غیره لفضله وعفافه وهدیه وصیانته وزهده وعبادته وجمیل أخلاقه وصلاحه، ولو رأیتَ أباه رأیت رجلاً جزلاً نبیلاً فاضلاً.

 

فازددتُ قلقاً وتفکراً وغیظاً علی أبی وما سمعتُ منه فیه ورأیت من فعله به فلم یکن لی همَّةٌ بعد ذلک إلا السؤل عن خبره والبحث عن أمره، فما سألتُ أحداً من بنی هاشم والقُواد والکُتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عنده فی غایة الإجلال والإعظام، والمحلّ الرفیع، والقول الجمیل والتقدیم له علی جمیع أهل بیته ومشایخه فعظم قدرُه عندی إذ لم أر له ولیاً ولا عدواً إلا وهو یحسن القول فیه والثناء علیه.[729]

 

و عن محمد بن إسماعیل العلوی قال :حُبس أبو محمد علیه‌السلام  عن علی بن أوتامش و کان شدید العداوة لآل محمد غلیظاً علی آل أبی طالب و قیل له: إفعل به وإفعل.

 

قال: فما أقام إلاّ یوماً حتی وضع خدیه له و کان لا یرفع بصره إلیه إجلالاً له وإعظاماً وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصیرةً وأحسنهم قولاً فیه.[730]

 

وعن محمد بن إسماعیل بن إبراهیم بن موسی بن جعفر قال: دخل العباسیون علی صالح بن وصیف عند ما حبس أبو محمد علیه‌السلام  فقالوا له: ضیِّق علیه

ولا توسع.

 

فقال لهم صالح: ما أصنع به قد وکلتُ به رجلین شرَّ من قدرت علیه فقد صارا من العبادة والصلاة والصیام إلی أمر عظیم، ثم أمر بإحضار الموکَّلین فقال لهما: ویحکما ما شأنکما فی أمر هذا الرجل؟

 

فقالا له: ما نقول فی رجلٍ یصومُ النهار ویقوم اللیل کله، لا یتکلم ولا یتشاغل بغیر العبادة، فإذا نظر إلینا ارتعدتْ فرائصنا، وداخَلَنا ما لا نملکه من أنفسنا.

 

فلما سمع ذلک العباسیّون انصرفوا خاسئین[731].

 

وقال أبو هاشم الجعفری قال: شکوت إلی أبی محمد علیه‌السلام  ضیق الحبس وکَلَب القید فکتب إلیَّ أنت مصلی الیوم الظهر فی منزلک، فأُخرجت وقت الظهر فصلَّیت فی منزلی، کما قال، وکنت مضیَّقا فأردت أن أطلب منه معونةً فی الکتاب الذی کتبته فاستحییت، فلما صرت إلی منزلی وجَّه لی بمائة دینار، وکتب إلیَّ إذا کانت لک حاجة فلا تستح ولا تحتشم واطلبها تأتِک علی ما تحب إن شاء اللّه.[732]

 

وعن محمد بن أبی الزعفران عن أمّ أبی محمد علیه‌السلام  قال: قالت لی یوماً من الأَیام:«تصيبني في سنة ستين ومائتين حزازةٌ أخاف أن أُنكبَ منها نكبة».

 

قالت: وأظهرتُ الجزعَ وأخذنی البکاء.

 

فقال:«لا بدّ من وقوع أمر اللّه‏ لا تجزعي».[733]

 

فلما کان فی صفر سنة ستین أخذها المقیمُ والمقعد وجعلت تخرج فی الأحایین إلی خارج المدینة و تتجسس الأخبار حتی ورد علیها الخبر حین حبسه المعتمد فی یدی علی بن جریر و حبس جعفراً أخاه معه، وکان المعتمد

یسأل علیاً عن أخباره فی کل وقت فیخبره أنه یصوم النهار ویصلی اللیل، فسأله یوماً من الأیام عن خبره فأخبره بمثل ذلک.

 

فقال له: إمض الساعة إلیه و أقرئه منی السلام، وقل له: إنصرف إلی منزلک مصاحباً.

 

قال علی بن جریر: فجئت إلی باب الحبس فوجدت حماراً مسرجاً، فدخلت علیه فوجدته جالساً و قد لبس خُفه وطیلسانه وشاشته، فلما رآنی نهض فأدیت إلیه الرسالةَ، فرکب فلما استوی علی الحمار وقف، فقلت له: ما وقوفک یا سیدی؟

 

فقال لی: حتی یجیء جعفر.

 

فقلت: إنما أمرنی بإطلاقک دونه.

 

فقال لی: ترجع إلیه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جمیعاً، فإذا رجعتُ ولیس هو معی کان فی ذلک ما لا خفاءَ به علیک.

 

فمضی و عاد فقال له: یقول لک قد أطلقتُ جعفراً لک، لأنی حبسته بجنایته علی نفسه، وعلیک وما یتکلم به، وخلّی سبیله فصار معه إلی داره.[734]

 

وقد نقل انه وقع لبهلول أنه رآه وهو صبیٌّ یبکی والصبیان یلعبون فظن أنه یتحسر علی ما بأیدیهم، فقال له: أشتری لک ما تلعب به؟

 

فقال: «يا قليل العقل ما لِلّعب خُلقنا».

 

فقال له: فلماذا خُلقنا؟

 

قال: «للعلم والعبادة».

 

فقال له: من أین لک ذلک؟

 

فقال : من قوله تعالی: «أفحَسبتم أنما خَلقناكم عَبثاً وأنكم إلينا لا تُرجَعون».

 

 

ثم سأله بهلول أن یعظَه، فوعظه بأبیاتٍ، ثم خرَّ الحسن رضی اللّه عنه مغشیاً علیه فلما أفاق قال له: مانزل بک وأنت صغیرٌ ولا ذنبَ لک.

 

فقال: إلیک عنی یا بهلول، إنی رأیت والدتی توقد النار بالحطب الکبار فلا تتقد إلا بالصِّغار، وإنی أخشی أن أکونَ من صغارِ حَطَب جهنم.[735]

 

عَن مُحمدِ بن علیِّ بنِ إبراهیم بن موسی بن جعفرٍ قال: ضاقَ بِنا الامرُ.

 

فقالَ لی أبی: امضِ بِنا حتَّی نَصیرَ إلی هذا الرَّجل یعنی أبا محمدٍ فإِنهُ قد وصف عنه سَماحةٌ.

 

فقلتُ: تعرفُه؟

 

فقال: ما أعرفه و لا رأیتُه قَطُّ.

 

قال: فقصدْناهُ، فقال لی أَبی وهو فی طریقه: ما أحْوَجَنا إلی أن یأمر لنا بخمسمائة درهمٍ مائتا درهمٍ للکسوةِ ومائتا درهمٍ للدَّینِ ومائةٌ للنَّفقة.

 

فقلتُ فی نفسی: لیتهُ أَمر لی بثلاثمائةِ درهمٍ مائةٌ أشتری بها حماراً ومائةٌ للنّفقةِ ومائةٌ للکِسوةِ وأخرُجَ إلی الجبل.

 

قال : فلمَّا وافَینا البابَ خرجَ إلینا غلامُه فقال: یدخُل علیُّ بن إبراهیم ومحمد إبنه، فلما دخلنَا علیه و سلمنا قال لابی: یا علی ما خلَّفکَ عنا إلی هذا الوقت؟

 

فقال: یا سیدی استحییتُ أن ألقاک علی هذه الحال.

 

فلما خرجنا من عِندهِ جاءَنا غلامُه، فناوَل أَبی صُرَّةً، فقال: هذه خمسمائة درهمٍ مائتان للکسوةِ ومائتان للدین ومائة للنفقة، وأعطانی صرة، فقال: هذه ثلاثمائة درهمٍ، إجعلْ مائةً فی ثمن حمارٍ و مائة للکسوةِ ومائة للنّفقةِ ولا تخرجْ إلی الجبَلِ، وصِر إلی سوراء.

 

 

فصار إلی سوراء، وتزوج بامرأة فدخله الیوم ألف دینار.[736]

 

 

 

علمُه

 

کان الامامُ الحسن العسکری علی غرار آبائه العظام عارفاً بجمیع العلوم والمعارف المرتبطة بالدین وأحکامه وقوانینه، وکانت منابعُ علوم الدین متوفرةٌ لدیه جمیعاً، کما کان یتمتّع بالعصمة والحصانة الالهیة الموهوبة له، وکان یعتبر نشر علوم الدین وحفظها من أهم وظائفه وواجباته، ولم یکن یمتنع عن أداء رسالته أبداً.

 

علی أن الأَئمة لم یکونوا متساوین من حیث الأَوضاع والظروف، ولقد کان کل إمام یعمل بوظائفه من نشر أحکام الدین ومعارف الشریعة حسب ظروفه وفی حدود إمکاناته.

 

إن العلوم والمعارف المنقولة عن إِلامام الحسن العسکری لیست - وللأَسف - بالقدر الذی روی عن الإمام الباقر والإمام الصادق، ویمکن إرجاع ذلک إلی سببین:

 

الأول: ان فترة إمامة الإمام الحسن العسکری کانت قصیرة لم تتجاوز ستة أعوام.

 

ثانیا: أنه کان یعیش هذه الفترة فی سامراء فی محلة العسکر وقد کان العیون السِّریون والعلنیون المکلفون من جانب الخلفاء یراقبونه بشدة، ولهذا کان محدوداً فی قوله وفعله ومراجعیه.

 

لقد کان تحت الرقابة الشدیدة، ولهذه الأسباب وغیرها لم یؤثَر عنه علیه‌السلام  من

الروایات بمقدار ما أُثر من آبائه.

 

ومع ذلک فقد نُقلت عنه أحادیث فی مختلف مجالات التوحید والمعاد والإمامة والاخلاق والمواعظ وشتی مجالات الفقه وهی موجودة فی کتب الحدیث، ومع کل هذا نحتمل بقوة أن یکونُ کثیر من الاحادیث الصادرة عن ذلک الإمام وغیره من الأئمة قد ضاع طوال التاریخ ولم تصل الینا.

 

ولقد ربّی الإمام الحسن العسکری علیه‌السلام  فی أثناء ستة أعوام ورغم کل تلک الضغوط والمحدودیات جملة من الشخصیات ورواة الأَحادیث وقد ذکرت أسماؤهم فی الکتب المرتبطة.[737]

 

 

[714]  کفایة الاثر ص282

[715]  کفایة الاثر 284

[716]  کفایة الاثر ص 285

[717]  کفایة الاثر ص 318

[718]  الإرشاد ج 2 ص 314

[719]  الإرشاد  ج 2 ص 314

[720]  الإرشاد ج 2 ص 315

[721]  الإرشاد ج 2 ص 315

[722]  الارشاد ج 2 ص 316

[723]  الإرشاد  ج 2 ص 316

[724]  الإرشاد ج 2 ص 316

[725]  الإرشاد ج 2 ص 317

[726]  الإِرشاد ج 2 ص 318

[727]  الارشاد  ج 2 ص 219

[728]  الارشاد ج 2 ص 313

[729]  الإرشاد ج2 ص321

[730]  الإرشاد ج2 ص329

[731]  الارشاد ج2 ص 334

[732]  الارشاد ج2  ص313

[733]  الارشاد ج2 ص 329

[734]  بحار الانوار ج 50 ص 313

[735]  نور الابصار ص138 والصواعق المحرقة ص207

[736]  الکافی ج 1 ص506

[737]  وقد جمع أحد المحققین أحادیث ذلک الإمام فی المجالات المتنوعة، ونشره تحت کتاب أسماه مسند الامام العسکری کما جمع أسماء رواته فی هذا الکتاب وبلغ عددُهم مائة وتسعة وأربعین شخصاً

غضب شعبي عارم يجتاح الشارع السوداني انعكس بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان الحكومة السودانية موافقتها على تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي برعاية امريكية.

العالم - نبض السوشيال

واتفقت "إسرائيل" والسودان أمس الجمعة على تطبيع العلاقات، بالتزامن مع الإعلان عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوما برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث توسطت الولايات المتحدة في الاتفاق بين الطرفين، ليصبح السودان خامس بلد عربي يقيم علاقات مع كيان الاحتلال، وثالث بلد عربي يلتحق بقطار التطبيع معها في غضون شهرين.

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني- أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وأعلن حزبا "المؤتمر" و"البعث" السودانيان رفضهما قرار الحكومة السودانية توقيع اتفاق التطبيع، حيث قال حزب "المؤتمر" السوداني الذي يتزعمه حسن الترابي، إنه "يرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه يرحب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب". من جهته، أعلن حزب "البعث" السوداني العضو في قوى التغيير، أنه شرع "في اتصالات سياسية ومجتمعية لتشكيل جبهة وطنية ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وجاء أول رد فعل خارجي على إعلان التطبيع بين السودان والاحتلال من فلسطين، حيث قال رئيس السلطة محمود عباس إن الفلسطينيين يرفضون ويدينون خطوة السودان لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بوساطة أميركية، مضيفا "لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن انضمام السودان إلى "المطبعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يشكّل طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لقضيته العادلة، وخروجا عن المبادرة العربية". كما وصفت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تطبيع السودان بالخيانة ووصمة عار،بدورها دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائلة: "هي خيانة لثورة شعب السودان الشقيق الذي دفع الغالي والنفيس من أجل التحرّر من التبعيّة، ومن أجل سودانٍ حر ومستقل".

واطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعية والنشطاء العديد من الهاشتاغات التي وصلت الى نصاب الترند في السودان نذكر منها "#سودانيون_ضد_التطبيع"، "#التطبيع_خيانة"، و#السودان_ضد_التطبيع"، معبرين من خلالها عن رفضهم وادانتهم لاي شكل من اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني المجرم.

وقال "ahmed" في تغريدة على حسابه الخاص، "هل من المنطقي ألا يتم إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إلا بعد التطبيع مع إرهابيين؟ أرفض قرار التطبيع مع إسرائيل لما فيه من إنتهاك لسيادة السودان ولأنه ليس من مهام الحكومة الإنتقالية ولا يجب أن يتم إلا عن طريق حكومة منتخبة وبعد إستفتاء شعبي #سودانيون_ضد_التطبيع".

المصدر:العالم