" إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (سورة الأنبياء الآية 92)
"لا يوجد في الإسلام أي فرق بين الشيعة والسنّة؛ ولا ينبغي أن يكون هناك فرق بين الشيعة والسنّة. ويجب أن تحفظ وحدة الكلمة، فنحن أخوة لهم، وهم أخوة لنا"
"الإمام الخميني رحمة الله عليه"
( یحرم النیل من رموز إخواننا السنّة فضلاً عن اتهام زوجة النبي بما یخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبیاء وخصوصاً سیدهم الرسول الأعظم "ص" )
"الإمام الخامنئي مد ظله العالي"
• المقدمة
كانت إيران منذ القدم مهداً للتعايش السلمي بين الأقوام والشعوب والفرق والمذاهب المختلفة. وتفتخر هذه الأرض بأنها احتضنت مختلف الديانات والمذاهب. وعاشت إيران قروناً متمادية متآلفة بالسلام والطمأنينة تحت راية المحبّة والصداقة والتسامح.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران أكد الإمام الخميني على ضرورة التمسك بالوحدة الإسلامية وتوفير الأرضية المناسبة للتعايش والتعاون بين أتباع مختلف الفرق الإسلامية في البلاد. واعترف دستور الجمهورية الإسلامية في إيران بحقوق الأقليات وبذل مسؤولوها جهوداً حثيثة لتوفير الأمن والراحة لهؤلاء الأعزاء، وهيأوا لهم كل مستلزمات المشاركة الفعّالة في الأنشطة الإجتماعية والسياسية. ولم يغفل دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي صوّت الشعب لصالحه بعد انتصار ثورته الإسلامية عام (1978 م) بنسبة (98.2) بالمئة في عموم البلاد؛ لم يغفل حقوق الأقليات بل أكد ضرورة الإهتمام الكامل بهذه الحقوق. ومن أبرز الأقليات في إيران التي كان لها حضور فعّال في مختلف مراحل الثورة وبعد انتصارها هم أهل السنّة الذين لعبوا دوراً مهماً في حفظ مكتسبات الثورة ونظامها الإسلامي.
ونظام الجمهورية الإسلامية لا يميّز أبداً بين المواطنين والجميع يتمتعون بحقوقهم التي نص عليها الدستور. ورغم المؤامرات الكثيرة والمتواصلة التي يحيكها الإستكبار العالمي لبث الفرقة بين السنّة والشيعة في إيران إلا انه ولحسن الحظ باءت جميع هذه المؤامرات بالفشل. وأخفقت جميع محاولات الأعداء المتربصين بالجمهورية الإسلامية والتي سعوا من خلالها لعزل السنّة عن إخوانهم الشيعة وتشويش أذهانهم لإساءة الظن بمسؤولي النظام.
ومن أجل توضيح الحقائق بشأن وضع السنّة في إيران لأولئك الذين قد تؤثر عليهم المزاعم الواهية التي يطلقها أعداء الإسلام وتجعلهم يصدرون أحكاماً مجانبة للواقع بسبب قلة معلوماتهم في هذا المجال، شرحنا في هذا الكتاب جميع ما يتعلق بهذا الموضوع ليطلع القارئ على مكانة السنّة في إيران قبل وبعد الثورة الإسلامية والخدمات التي قدمها لهم النظام الإسلامي من خلال الإحصائيات والأرقام التي تبين هذه الحقائق. ويركّز الكتاب بشكل خاص على المدن التي تقطنها نسبة معتبرة من السنّة في إيران.
• الدستور
الإسلام هو دين الدولة الرسمي في إيران طبقاً للمادة الثانية عشرة من دستور الجمهورية الإسلامية. والمذهب الجعفري هو المذهب الرسمي للبلاد باعتباره يمثل الأكثرية المطلقة للسكان. ولكن رغم ذلك فان بقية المذاهب وفي مقدمتها الحنفي والشافعي والمالكي، والحنبلي والزيدي تحظى بالاحترام الكامل في الدستور.
واتباع هذه المذاهب يتمتعون بكامل الحرية في إقامة شعائرهم الدينية طبقاً للأحكام الفقهية لمذاهبهم. ولهم كامل الحرية في تعليم أبنائهم وتربيتهم طبقاً لهذه الأحكام وإجرائها فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من زواج وطلاق وإرث ووصية. والدعاوى القضائية المرتبطة بهذه الأمور معترف بها رسمياً في محاكم الدولة. وكل منطقة تسكنها أغلبية من اتباع أحد هذه المذاهب تكون مقرراتها في المجلس المحلي "البلدي" لتلك المنطقة تكون طبقاً لأحكام ذلك المذهب.
ومن هنا يتبين مدى اهتمام النظام الإسلامي باتباع سائر المذاهب ومراعاة حقوقهم تبعاً للدستور. وهو أمر يقل نظيره في دساتير باقي الدول الإسلامية.
وطبقاً لهذا المبنى الحقوقي الذي قرره دستور الجمهورية الإسلامية يتمتع اتباع جميع المذاهب الإسلامية الآنفة الذكر بما يلي:
1 – الإحترام: من ضروريات العلاقات السليمة في أي بلد هو الاحترام المتقابل بين مواطنيه والذي بدوره يسهل إقامة هذه العلاقات فيما بينهم على أحسن وجه. وقد أكد دستور الجمهورية الإسلامية في إيران على أهمية الاحترام الكامل بين المواطنين وضرورة الابتعاد عن جميع أشكال التفرقة لبناء مجتمع سليم تحكمه العلاقات الأخوية والودية بين جميع المسلمين. ولهذا يمنع القانون الإساءة إلى اتباع أي مذهب إسلامي طبقاً للدستور.
2 – حرية إقامة الشعائر الدينية: إقامة الشعائر الدينية لأي مذهب تعكس بالإضافة إلى جانبها العبادي المكانة السياسية لهذا المذهب في البلد. ولهذا فإن المجتمعات التي تنتشر فيها الخلافات المذهبية والطائفية تبتلى غالباً بالتنافس والحقد والعداوات في إقامة هذه الشعائر. ولهذا تعمد الكثير من الحكومات إلى وضع قيود على هذه الشعائر وتتخذ إجراءات صارمة بحق الأقليات إلا أن الوضع في الجمهورية الإسلامية يختلف تماماً، فاتباع جميع المذاهب الإسلامية وحتى الأقليات غير الإسلامية يتمتعون بحرية واحترام كاملين لإقامة شعائرهم الدينية.
3- الاعتراف الرسمي بحرية التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية: جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية في إيران يجب أن تتبع تعاليم وأحكام القرآن الكريم وسنّة النبي الأكرم (ص) . وحرية المذاهب تلزم الدولة بتوفير الأرضية المناسبة لاتباع هذه المذاهب لممارسة هذه الحرية وتهيئة كافة الإمكانات اللازمة لهم في مجال التربية والتعليم طبقاً لمذاهبهم التي اعترفت بها المادة الثانية عشرة من الدستور.
4- الاعتراف الرسمي المناطقي: أجاز الدستور لأتباع أي مذهب بوضع مقررات تتناسب مع مذهبهم في المجالس المحلية لمناطقهم إذا كانوا يشكلون الأغلبية السكانية في تلك المناطق شريطة أن تكون هذه المقررات في إطار المعايير الإسلامية وقوانين البلاد.
5 - الحقوق السياسية والإدارية: إضافة إلى الحقوق المذكورة آنفاً هناك مميزات مهمة أخرى منحها دستور الجمهورية الإسلامية لأتباع جميع المذاهب الإسلامية وهي عبارة عن:
الف) حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات السياسية والمهنية والهيئات الإسلامية استناداً للمادة 26 من الدستور.
ب) عضوية مجلس الشورى الإسلامي استناداً للمادة 26 من الدستور.
ج ) المساواة في جميع الحقوق الإنسانية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية بما يتفق والمعايير الإسلامية استناداً للمادتين التاسعة عشرة والعشرين من الدستور.
• الموقع الجغرافي والكثافة السكانية
يتواجد إخواننا السنّة في إيران في محافظات سيستان وبلوشستان وکردستان وآذربایجان الغربية وخراسان الرضوية وخراسان الشمالية وخراسان الجنوبية وبوشهر وجنوب محافظة فارس وشرق محافظة جلستان وعدد قليل منهم يقطن في محافظة جيلان فيما يعيش آخرون بصورة متفرقة في بعض المحافظات الأخرى.
واكثر أهل السنّة يتركزون في محافظة سيستان وبلوشستان في شرق البلاد خصوصاً في مدن زاهدان وجابهار وايرانشهر وخاش وسراوان وسرباز وكنارك وهم من أتباع المذهب الحنفي.
وتأتي محافظة كردستان في غرب إيران في المرتبة الثانية من حيث الكثافة السكانية لإخواننا السنّة. واكثر سكان هذه المحافظة المحاذية للعراق هم من أتباع المذهب الشافعي ويتركزون في مدن: سنندج وسردشت ومريوان وبانة ونقدة.
كما تضم مدن مهاباد وأشنوية في محافظة أذربيجان الغربية في غرب إيران والمحاذية لحدودَيْ العراق وتركيا قسماً آخر من إخواننا السنّة فيما يتركز التركمان السنّة في ميناء تركمن وفي شمال شرق إيران وتحديداً في محافظة جلستان.
• مدارس العلوم الدينية
وفقاً للمادة الثانية عشرة من دستور الجمهورية الإسلامية ونظراً للإهتمام الكبير الذي يوليه النظام المقدس للجمهورية الإسلامية فإن إخواننا السنّة ليس فقط لا يعانون من أي عوائق في مجال التربية والتعليم الديني بل أن جهوداً حثيثة ومتواصلة بذلت وتبذل لتوفير كافة الإمكانيات والتسهيلات اللازمة لهم لدراسة العلوم الدينية المطابقة لمذاهبهم.
وإذا ما ألقينا نظرة سريعة على الإحصاءات الخاصة بالمدارس والمعاهد الدينية في المناطق التي يقطنها السنّة في مختلف أرجاء الجمهورية الإسلامية فستكون الصورة واضحة تماماً للعيان بأن هذه المدارس والمعاهد تضاهي الحوزات العلمية الشيعية في البلاد بل تفوقت عليها بمرات في بعض المحافظات قياساً للكثافة السكانية في هذه المحافظات.
وقد ساهم تشكيل مجلس شورى يُعنى بمدارس ومعاهد العلوم الدينية لأهل السنّة في تحديث هذه المدارس والمعاهد من خلال رفدها بالخدمات اللازمة بشكل منسق ومنتظم.
واستجابة لتأكيدات قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي على ضرورة توفير الخدمات الأكاديمية العلمية والرعاية الاجتماعية لجميع الحوزات العلمية السنية والشيعية على حد سواء صادق المجلس الأعلى للثورة الثقافية في الجمهورية الإسلامية على تشكيل مجلس أعلى لتطوير المدارس والمعاهد الدينية السنية.
وتقوم الأمانة العامة لهذا المجلس الذي يديره علماء من أهل السنّة في طهران وفي جميع المحافظات السنية في عموم البلاد بمتابعة أمور هذه المدارس والمعاهد والعمل على تطويرها باستمرار في جميع المجالات .
• مركز خدمات الحوزات العلمية
طلبة العلوم الدينية وبالتوكل على الله سبحانه شمروا عن سواعدهم لدراسة هذه العلوم في الحوزات العلمية وكلهم ثقة بالله تعالى بأنه هو الذي يدبر أمورهم ولا ينتظرون الحصول على شيء مادي، إلا إن التفرغ لدراسة هذه العلوم يتطلب وقتاً كافياً وراحة بال، وهذا لا يتم إلا من خلال تأمين متطلباتهم المعيشية لمواجهة الصعوبات التي تواجههم في هذا المجال.
وللتخلص من العوائق المعيشية لطلبة العلوم الدينية السنية عمد مركز خدمات الحوزة العلمية في جميع أنحاء البلاد إلى وضع جميع هؤلاء الطلاب تحت رعايته المباشرة للإستفادة من خدماته الإجتماعية.
ومن جملة هذه الخدمات التأمين على حياة هؤلاء الطلاب، ومنحهم تسهيلات مصرفية وقروض لتسهيل زواجهم، وتخصيص حصة لهم لأداء العمرة، وتأمين متطلباتهم المعيشية من خلال حصة مقررة تمنح لهم على شكل دفعات، وتجهيز مدارسهم ومعاهدهم بأجهزة الحاسوب والمكتبات العامة والتخصصية وغيرها من الخدمات. ويستفيد حالياً أكثر من 30 ألف طالب من إخواننا السنّة من هذه الخدمات.
ويمنح مركز خدمات الحوزة العلمية كذلك جميع أساتذة ومدرسي المعاهد والمدارس الدينية السنية رواتب شهرية شأنهم في ذلك شأن أساتذة الجامعات والمعاهد الأكاديمية في البلاد كلاً حسب اختصاصه ودرجته وشهادته العلمية. كما يحظى كبار السن والأسر اليتيمة من إخواننا السنّة باهتمام هذا المركز وتقدم لهم رواتب شهرية وخدمات خاصة تتناسب مع احتياجاتهم وتليق بشأنهم.
وجميع طلبة المدارس الدينية السنية يُعفون من الخدمة العسكرية وتمنح لهم شهادات تخرج معتبرة بعد إكمال دراساتهم الحوزوية . كما يمنح الطلبة العاملون في إدارات ومؤسسات الدولة وثائق عمل معتبرة وقيِّمة. وهذا الموضوع يحظى باهتمام الكثير من الطلبة.
وساهمت الإمكانات الخدمية والرعاية الاجتماعية التي تقدم لطلبة المدارس والمعاهد الدينية السنية في زيادة نسبة الطلب للمتقدمين للدراسة في هذه المدارس والمعاهد إلى درجة أن الكثير من الأشخاص الذين لم تكن لهم رغبة في دراسة العلوم الدينية بسبب قلة الإمكانيات باتوا يرجحون الدراسة في المدارس والمعاهد الدينية على الدراسة في الجامعات الأكاديمية، وأضحت العوائل السنية تشجع أبناءها على الدراسة الدينية وتفضلها على الدراسة الجامعية.
• مدارس العلوم الدينية في محافظة سيستان وبلوشستان
من المحافظات التي تتميز بكثرة مدارسها ومعاهدها الدينية لإخواننا السنّة في البلاد هي محافظة سيستان وبلوشستان.
وقبل انتصار الثورة الإسلامية كانت المدارس العلمية في هذه المحافظة قليلة ولا يتجاوز عددها أصابع اليد، ويضطر الراغبون بدراسة العلوم الدينية للهجرة إلى الهند وباكستان. وكان مستوى الدراسة في المدارس الدينية بمحافظة سيستان وبلوشستان في حده الأدنى نظراً لقلة الإمكانات وندرة العلماء الجديرين بالاضطلاع بهذا الواجب.
وبعد انتصار الثورة والنمو المضطرد للمدارس الدينية في المحافظة انعدمت الحاجة للهجرة إلى البلدان الأخرى لتلقي العلوم الدينية.
ووصل عدد المدارس والمعاهد والحوزات الدينية في محافظة سيستان وبلوشستان في الوقت الحاضر إلى اكثر من 100 مدرسة وحوزة ومعهد. واستقطب التطور النوعي لهذه الحوزات الكثير من مواطنينا من إخواننا السنّة من مختلف أنحاء البلاد للدراسة في هذه الحوزات التي جذبت إليها أيضاً اهتمام الراغبين بتلقي العلوم الدينية من أفغانستان وإقليم بلوشستان في باكستان.
ويقدر عدد طلبة العلوم الدينية في هذه المحافظة في الوقت الحاضر بـ 7000 شخص في حين كان لا يتجاوز الـ 300 قبل انتصار الثورة الإسلامية.
وتُدرّس العلوم الدينية الآن على أعلى المستويات في المعاهد والحوزات الدينية السنية في هذه المحافظة.
وإلى جانب هذه الحوزات هناك مؤسسات ومراكز ثقافية تنشط في مجال تدريس العلوم الدينية لإخواننا السنّة في محافظة سيستان وبلوشستان. كما تقوم المكتبات المجهزة بأرقى الأجهزة وصالات المطالعة الحديثة بتقديم افضل الخدمات لطلبة هذه العلوم في مختلف أرجاء المحافظة.
• محافظة کردستان
توجد حالياً 26 حوزة علمية في محافظة کردستان تتوزع على مدن مریوان وبانة وسروآباد وسنندج وسقز ودیواندره. وهناك 1300 طالب من إخواننا وأخواتنا السنّة يدرسون العلوم الدينية في هذه الحوزات. وتوجد حالياً 10 مدارس أخرى لا زالت في طور الإنشاء.
• محافظة أذربيجان الغربية
توجد 11 مدرسة لتدريس العلوم الدينية لإخواننا السنّة في محافظة أذربيجان الغربية تتوزع على مدن أرومیة وبوکان ومهاباد ونقدة وبیرانشهر وأشنویة.
• محافظة کرمانشاه
توجد 15 مدرسة حالياً في محافظة کرمانشاه لتدريس العلوم الدينية لـ 200 طالب من إخواننا وأخواتنا السنّة. وهناك أكثر من أربع مدارس دينية في بعض مدن هذه المحافظة.
• محافظة كلستان "جلستان"
في شرق محافظة كلستان "جلستان" أكثر من 120 مدرسة للعلوم الدينية لإخواننا السنّة ويتلقى هذه العلوم 3500 طالب وطالبة في هذه المدارس في الوقت الحاضر.
• محافظة خراسان الرضوية
محافظة خراسان الرضوية وفي ظل الفيوضات الإلهية وعناية الإمام علي بن موسی الرضا عليه السلام تحولت إلى أرض يُمن وسلام للمشتاقين من إخواننا السنّة لدراسة العلوم الدينية. وتوجد الآن 30 مدرسة لتدريس اكثر من 1500 طالب وطالبة في أجواء آمنة مطمئنة ودعم كامل من قيادة ونظام الجمهورية الإسلامية.
• محافظة خراسان الجنوبية
محافظة خراسان الجنوبية فيها الآن 10 مدراس علمية دينية تضم أكثر من 200 طالب وطالبة من إخواننا وأخواتنا السنّة. وهذه المحافظة لم يكن فيها سوى مدرستين قبل انتصار الثورة الإسلامية، وكانت هاتان المدرستان تفتقدان لأبسط الإمكانات التدريسية في ذلك الوقت.
• محافظة خراسان الشمالية
تنشط في محافظة خراسان الشمالية ثلاثون حوزة علمية لتدريس العلوم الدينية السنية وهو عدد لا يمكن مقارنته بما كان قبل انتصار الثورة الإسلامية. ويتلقى العلم يومياً نحو ألف طالب وطالبة من إخواننا وأخواتنا السنّة في هذه الحوزات المنتشرة في مختلف أرجاء المحافظة.
• محافظة هرمزكان "هرمزجان"
يقطن أتباع المذهب الشافعي في إيران مدن بندر عباس وقشم ومیناب وجاسك وبستك وکیش وبندر لنكه "ميناء لنجه" من توابع محافظة هرمزكان "هرمزجان" في جنوب إيران والمطلة على الخليج الفارسي. ولأهل السنّة في هذه المدن مدارس ومراكز علمية خاصة بهم كما في بقية المحافظات.
وفي حين لم يكن عدد المدارس الدينية السنية يتعدى عدد أصابع اليد قبل انتصار الثورة الإسلامية فانه وببركة الجمهورية الإسلامية في إيران واهتمام مسؤوليها وصل هذا العدد إلى 40 مدرسة تتوفر فيها كافة الإمكانيات اللازمة للدراسة والبحث في العلوم الدينية من قبل إخواننا وأخواتنا السنّة.
• محافظة بوشهر
يقطن بعض مواطنينا السنّة في محافظة بوشهر التي تضم 8 مدارس علمية دينية لتدريس 1100 شخص من هؤلاء المواطنين بينهم 700 طالبة.
• محافظة فارس
اختار مواطنونا السنّة في محافظة فارس السكن في المدن الجنوبية لهذه المحافظة التي تضم 20 مركزاً علمياً لتدريس حوالي 1000 طالب وطالبة يومياً من هؤلاء المواطنين الأعزاء في مختلف المراحل.
• محافظة كیلان " جيلان "
تضم محافظة كیلان "جيلان" الواقعة على ساحل بحر الخزر "قزوين" 7 مدارس دينية لمواطنينا السنّة وهي تضم نحو 200 طالب وطالبة.
• حرية ممارسة الشعائر الدينية
من المسائل المهمة في دراسة حقوق الأقليات في إيران ما يتعلق بحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية. فهناك ما يقرب من (13000) مسجد للمواطنين السنّة في الجمهورية الإسلامية ومن خلال عملية حسابية بسيطة يمكن القول أن لكل (500) مواطن سني مسجداً واحداً على الأقل من هذه المساجد.
والإحصائيات الصادرة عن مراكز التحقيق والنشر السنية والمؤسسات التابعة لمنظمة الإعلام الإسلامي في البلاد تشير إلى أن اكثر هذه المساجد يقع في محافظة سیستان وبلوشستان وعددها (3700) مسجد تليها محافظتا كردستان وأذربيجان الغربية واللتان تضمان (2000) و(1500) مسجد على الترتيب.
وعدد المساجد في محافظات كلستان "جلستان" (1560)، وهرمزكان "هرمزجان" (1200)، وخراسان التي تضم ثلاث محافظات (746)، وکرمانشاه (420)، وفارس (290)، وبوشهر (135) وكيلان "جيلان" (95) مسجداً. وهناك العديد من مساجد أهل السنّة في كل من محافظتي کرمان وخوزستان.
وكمثال على الزيادة الحاصلة في عدد المساجد السنية في إيران نشير هنا إلى أن عدد المساجد الموجودة الآن في مدينة زاهدان قد تضاعف (10) مرات مقارنة مع ما كان قبل (32) عاماً.
وتقام صلاة الجمعة لأهل السنّة في (400) مكان في محافظة سیستان وبلوشستان في حين كان هذا الرقم لا يتعدى الـ 11 قبل انتصار الثورة الإسلامية.
وتقام هذه الصلاة في (12) مكاناً في مدينة زاهدان وحدها ويشارك فيها الكثير من إخواننا السنّة.
وجميع أئمة الجمعة ومدرسي وطلاب وخدام مساجد أهل السنّة في محافظة سیستان وبلوشستان يحصلون على رواتب شهرية وهدايا في مختلف المناسبات إضافة إلى رعايتهم من قبل مؤسسة التأمين الاجتماعي في البلاد.
ولا يخضع ائمة وخطباء الجمعة لأهل السنّة لأي ضغوط فيما يقولونه على منبر صلاة الجمعة خلافاً للكثير من الدول التي تملي على خطبائها ما تريد.
• محافظة کردستان
محافظة کردستان الواقعة في غرب إيران هي ثاني محافظة من حيث الكثافة السكانية لأهل السنّة في البلاد وفيها أكثر من (200) مسجد في مختلف ضواحيها والمواطنون السنّة أحرار في ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية في هذه المدينة.
ومن بركات زيارة قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد الخامنئي لهذه المدينة عام (2009م) رفع الأذان وفقاً للتوقيت الشرعي لأهل السنّة استجابة لطلب العلماء السنّة في هذه المدينة من سماحته والذي حظي بترحيب واسع من قبل أهالي كردستان.
• محافظة أذربيجان الغربية
ومن المناطق الأخرى التي اختارها مواطنونا السنّة لسكنهم هي محافظة أذربيجان الغربية الواقعة في غرب البلاد وهذه المحافظة تضم (1500) مسجد من مساجد إخواننا السنّة.
• محافظة کرمانشاه
منذ ظهور الإسلام وحتى عام (1978) وهو عام انتصار الثورة الإسلامية لم يكن في محافظة کرمانشاه سوى (95) مسجداً لأهل السنّة ولكنها تبلغ الآن (491) مسجداً في الوقت الحاضر وذلك ببركة انتصار الثورة وقيام نظام الجمهورية الإسلامية المقدس أي ما يعادل أربعة أضعاف العدد السابق.
ويقطن السنّة في محافظة کرمانشاه في مدن جوانرود وروانسر وباوة وباباجاني، ويقيمون (120) صلاة جمعة في مختلف أنحاء المحافظة.
• محافظة هرمزكان " هرمزجان "
مواطنون آخرون من إخواننا السنّة يقطنون في محافظة هرمزكان "هرمزجان" المطلة على الخليج الفارسي، وحسب الإحصائيات المتوفرة هناك (1200) مسجد في هذه المحافظة ويؤمها المواطنون السنّة كل يوم.
• محافظة كلستان "جلستان "
في هذه المحافظة (1500) مسجد لأهل السنّة وتقام فيها يومياً المناسك العبادية بكل نشاط وبهجة.
• محافظة بوشهر
إرتفع عدد المناطق التي تقام فيها صلاة الجمعة في محافظة بوشهر إلى (34) منطقة بعد أن كانت لا تتعدى الثلاثة قبل انتصار الثورة الإسلامية. وفي هذه المحافظة (57) إمام جمعة دائم ومؤقت وجميعهم يحظون بالدعم المعنوي والتأمين الإجتماعي ويتقاضون رواتب شهرية من نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.
وهناك مسجداً للسنّة في جزيرة شیف (جزيرة شیخ سعد) في محافظة بوشهر وهو قريب من بندر "ميناء" بوشهر.
• النشاطات الإجتماعية والسياسية
يمثل 18 نائباً المواطنين السنّة في مجلس الشورى الإسلامي وهم منتخبون من قبل سكان (6) محافظات يقطنها إخواننا السنّة، والجدول التالي يبين أسماء هذه المحافظات وأسماء ممثليها في المجلس بدورته التاسعة إضافة إلى النواب الذين مثلوا هذه المحافظات في الدورة الثامنة.
اسم المحافظة | دورة المجلس الثامنة | دورة المجلس التاسعة |
کردستان: سقز و بانة | فخرالدین حیدری | محسن بیگلری |
قروه و دهکلان | سید عماد حسینی | حامد قادر مرزی |
مریوان و سرو آباد | آقبال محمدی | امید کریمیان |
سنندج | امین شعبانی | الدور الثانی |
سنندج | عبدالجبار کرمی | الدور الثانی |
أذربیجان الغربیة: ارومیه | عابد فتاحی | |
مهاباد | جلال محمودزاده | عثمان احمدی |
بوکان | محمد قسیم عثمانی | محمد قسیم عثمانی |
بیرانشهر و سردشت | محمد علی برتویی | رسول خضری |
نقده و أشنویه | علی زنجانی حسنلویی | عبدالکریم حسین زاده |
بلوشستان: زاهدان | بیمان فروزش | ناصر کاشانی |
خاش | حمید رضا بشنک | حمید رضا بشنک |
سراوان | عبدالعزیز جمشید زهی | هدایت الله میرمرادزهی |
جابهار و نیک شهر و کنارک | یعقوب جنکال | یعقوب جنکال |
ایرانشهر و سرباز | محمد قیوم دهقانی | سعید اربابی |
کلستان: مینودشت و کلاله | سید نجیب حسینی | عبدالکریم رجبی |
کرمانشاه: باوه | قدرت الله حسینی | نعمت منوتشهری |
خراسان الرضویة: خواف | محمد رضا سجادیان | محمود نکهبان سلامی |
كما أن لأهل السنّة ثلاثة ممثلين في مجلس خبراء القيادة الذي يتولى مسؤولية الإشراف على أعلى مقام في الدولة. وهؤلاء الممثلون "النواب" يُنتخبون مباشرة من قبل الشعب حسب مناطق سكناهم. وليس هناك أي قيود أو موانع أمام المواطنين السنّة للعمل في مؤسسات ودوائر الدولة. كما أن الكثير من المسؤوليات في المدن والمحافظات التي يسكنها السنّة هي بيد مواطنين يمثلونهم ومن مذهبهم.
إضافة إلى ذلك بإمكان الأخوة السنّة العمل ضمن المؤسسات العسكرية والأمنية في الدولة.
وفي الوقت الحاضر هناك أكثر من (5000) شخص من إخواننا السنّة أعضاء في قوات حرس الثورة الإسلامية في محافظة كردستان وحدها.
ووفقاً لبعض الإحصائيات هناك أكثر من (60%) من مسؤولي المدن والأقضية التابعة لمحافظة سيستان وبلوشستان وحوالي (98%) من أعضاء مجالس المدن والقرى في هذه المحافظة هم من السنّة أيضاً.
وعدد كبير من محافظي المدن ورؤساء البلديات هو من المذهب السني، إضافة إلى أن الكثير من المدراء العامين ومساعدي المحافظين هم من السنّة أيضاً وهذا الأمر لا نظير له في كل الدول الإسلامية.
والكثير من مدراء المدارس والمفتشين العامين في مديرية التربية والتعليم بمحافظة سيستان وبلوشستان وکردستان هم من السنّة أيضاً.
و(90%) من أعضاء مجالس حل الإختلافات هم من المعتمدين من أهل السنّة في المناطق ذات الأكثرية السنية وهؤلاء ينتخبون ويصادق على أحكام مسؤولياتهم من قبل محاكم المحافظات التي يقطنون فيها.
وخريجو كليات الحقوق من المواطنين السنّة ينتخبون من قبل السلطة القضائية وينسبون إلى المحاكم حسب الحاجة بمنصب مدعي عام مساعد أو محقق أو قاض.
• الخدمات العمرانية والرفاهية الإجتماعية
في هذا الفصل نشير إلى منجزات الثورة الإسلامية في محافظتي کردستان وسيستان وبلوشستان باعتبارهما يضمان أكثر المواطنين السنّة في البلد.
• منجزات الثورة الإسلامية في محافظة کردستان
وتتجلى خدمات الجمهورية الإسلامية بشكل ملموس في هذه المحافظة من خلال ملاحظة النمو المضطرد في بناها التحتية وازدهار مستوى الرفاه الإجتماعي لمواطنيها وتحويلها إلى محافظة متطورة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والزراعية والأمنية.
ويمكن القول بثقة واطمئنان أن هذه المحافظة أصبحت من المحافظات المتقدمة في كافة المجالات لما تشهده من تطور على جميع الأصعدة. فالتطور العمراني والتميز الأمني والإجتماعي المشهود في كردستان يعد من الأهداف المهمة التي سعى النظام الإسلامي إلى تحقيقها. ومن الموارد التي حظيت باهتمام خاص في هذه المحافظة باعتبارها تمثل أساساً مهماً في البنى التحتية هي عملية تعبيد الطرق التي شهدت تطوراً محسوساً في ظل الحكومة في الجمهورية الإسلامية. فهناك أكثر من (2300 كيلومتر) من الطرق المعبدة التي تربط بين الأقضية والقرى التابعة إلى محافظة كردستان وتتصل مع مركز المحافظة، إضافة إلى (750 كيلومتر) هي عبارة عن طرق سريعة داخل المحافظة. وتحظى هذه المحافظة بـ 7 بالمئة من المياه السطحية للبلد والتي يذهب أكثرها إلى المناطق المجاورة والبعيدة خارج المحافظة. وهناك نية لبناء (30) سداً للسيطرة على هذه المياه والإستفادة منها في تطوير القطاع الزراعي والحيواني وتربية الأحياء المائية. ويوجد حالياً (7) سدود تقوم بهذا الغرض إلا أنها لا تسد الحاجة الفعلية للمحافظة .
وبالاستفادة من منابع المياه المسيطر عليها تم تجهيز 40 ألف هكتار من الأراضي الخصبة في هذه المحافظة بنظام الري المضغوط . وقبل انتصار الثورة الإسلامية كانت هناك تسع قرى فقط مجهزة بالطاقة الكهربائية في محافظة كردستان ولكنها بلغت الآن 683 قرية ببركة الثورة الإسلامية. ومن المؤشرات الأخرى على التقدم الذي أحرزته محافظة كردستان هو التطور الكبير الذي شهدته في مجال مد أنابيب الغاز الطبيعي إلى الأقضية والقرى التابعة لهذه المحافظة. وتعد كردستان واحدة من ثلاث محافظات كبيرة في إيران من حيث نسبة الإستفادة من الغاز الطبيعي والتي بلغت (99.6) بالمئة في هذه المحافظة. و63٪ من سكان قرى هذه المحافظة والبالغة 624 قرية يستفيدون حالياً من نعمة الغاز الطبيعي. وهناك 48 محطة لوقود الغاز الطبيعي المضغوط " CNG " تنشط في هذه المحافظة إضافة إلى 10 مدن صناعية تستفيد بالكامل من شبكة الغاز الطبيعي في المحافظة. وببركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوجد حالياً 960 وحدة صناعية كبيرة وصغيرة في هذه المحافظة والتي وفرت فرص عمل لـ 15870 شخص في عموم المحافظة. ويعد مصنع الصلب في مدينة قروة الذي وفر 1800 فرصة عمل ويبلغ إنتاجه السنوي 70 ألف طن من سبائك الحديد ، ومعملا الإسمنت والجرارات الزراعية في مدينتي بيجار وسنندج من الصناعات الرئيسية في محافظة كردستان. وتحتضن هذه المحافظة الثقافية في الوقت الحاضر أكثر من 65 ألف طالب وطالبة يتلقون العلم في أكثر من 250 فرع ومرحلة دراسية في 37 مركزاً جامعياً وأكاديمياً. أي ما يعادل نحو 4.5 بالمائة من مجموع سكان هذه المحافظة. وكانت نسبة المتعلمين في هذه المحافظة لا تتجاوز 29 بالمئة قبل انتصار الثورة الإسلامية، في حين وصلت هذه النسبة إلى 90 بالمئة في الوقت الحاضر. أما في مجال الرعاية الصحية والعلاجية فكان عدد الأطباء في هذه المحافظة قبل انتصار الثورة الإسلامية 99 طبيباً و35 أخصائياً في حين وصل عددهم إلى 300 طبيب أخصائي و20 طبيباً (بورد) و135 طبيب أسنان في الوقت الحاضر. ويوجد حالياً 621 بيتاً صحياً و75 مركزاً صحياً قروياً و66 عيادة و12 مستشفى تضم 1626 سريراً لتقديم الخدمات الطبية لسكان هذه المحافظة.
• منجزات الثورة الإسلامية في محافظة سیستان وبلوشستان
قبل انتصار الثورة الإسلامية كانت أكثر مناطق هذه المحافظة خصوصاً الريفية والنائية منها لم يصلها العمران وتفتقد إلى المدارس وتكثر فيها الأمية بسبب الإهمال. ومعظم سكان هذه المحافظة ممن تجاوز الـ 40 عاماً والذين يقطنون المناطق الريفية كانوا أميين ولم تكن لهم القدرة على التعلم والحصول على المعرفة. وبعد انتصار الثورة الإسلامية، وإنشاء المؤسسات الثقافية وازدهار مستوى التربية والتعليم في المناطق الريفية والعشائرية في المحافظة زادت نسبة المتعلمين في هذه المحافظة ووصل عددهم إلى 802-825 شخصاً من مجموع 124-860 شخصاً من مختلف الفئات العمرية "من ستة أعوام وصاعداً" وفقاً لإحصائيات مركز إحصاء إيران لعام (1997).
ونسبة المتعلمين بين النساء أكثر من الرجال، حيث وصل عدد المتعلمين من الرجال إلى 487-336 رجلاً والمتعلمات من النساء إلى 338-466 امرأة. وبسبب عدم وجود مدارس للبنات ومدرسات في المناطق الريفية والعشائرية التابعة لهذه المحافظة في السنوات التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية بقيت غالبية نساء هذه المحافظة أميات. وكانت جامعة سيستان وبلوشستان في مركز المحافظة هي الوحيدة في زمن النظام البهلوي في هذه المحافظة وكان عدد الطلاب فيها من غير السكان الأصليين والقادمين من مختلف مناطق البلاد محدود جداً. ولكن بعد انتصار الثورة وإنشاء جامعة زاهدان للعلوم الطبية، وجامعة "بيام نور"، والجامعة الحرة الإسلامية في مدن زاهدان و إیرانشهر وزابل وباقي مدن المحافظة عُبِّدَ الطريق لتطوير الجوانب الثقافية والاجتماعية في المحافظة.
• نظرة على التطور والإزدهار الذي تحقق في سيستان وبلوشستان خلال السنوات الأربعة والثلاثين الماضية من عمر الثورة الإسلامية
تبلغ مساحة محافظة سيستان وبلوشستان 187500 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 11.4 بالمئة من المساحة الكلية لإيران.
ومن خلال نظرة سريعة إلى مؤشرات التقدم الذي تحقق في هذه المحافظة بعد انتصار الثورة الإسلامية نستطيع أن نكتشف مدى الإهتمام الذي يوليه نظام الجمهورية الإسلامية للقضاء على الفقر والحرمان في هذه المنطقة. والنمو الذي بلغت نسبته 90 بالمئة في قطاع التعليم وتزايد عدد المدارس في سيستان وبلوشستان إلى عشرة أضعاف يبين حجم الإهتمام والتطور الذي حصل في إعداد البنى التحتية اللازمة لتدريب وتخريج الكوادر البشرية في هذا القطاع. والنمو الحاصل في شبكات إيصال مياه الشرب إلى القرى والذي بلغت نسبته 99 بالمئة، وكذلك في مجال نصب الهواتف الثابتة بنسبة 70 بالمئة وفي عدد المستشفيات بنسبة 140بالمئة والبيوت الصحية بنسبة 96 بالمئة وزيادة عدد المراكز الصحية إلى سبعة أضعاف لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من هذه الخدمات.
وزودت محافظة سيستان وبلوشستان بشبكة طرق واسعة تتناسب مع حجم التطور الصناعي والزراعي في المحافظة، حيث زاد مجموع الطرق التي تربط الأرياف في هذه المحافظة إلى 50 ضعفاً والطرق المعبدة إلى أربعة أضعاف. كما شهد قطاع الصيد تطوراً بنسبة 75 بالمئة وزاد عدد المدن الصناعية إلى أربعة أضعاف. ووفقاً لإحصاءات مؤسسة تحديث وتطوير وتجهيز مدارس سيستان وبلوشستان توجد حالياً 3200 مدرسة تشتمل على 15450 صفاً في هذه المحافظة.
وهناك أكثر من (80 ألف) طالب جامعي يدرسون حالياً في أكثر من 40 مركزاً للتعليم العالي في هذه المحافظة التي شهدت أيضاً تطوراً ملحوظاً للبنية التحتية بعد انتصار الثورة الإسلامية ولاسيما في مجالي الطرق وسكك الحديد والقطاعين الجوي والبحري وصناعة السفن وفتح أسواق حدودية وغيرها من المجالات. وهذه المحافظة فيها اكثر من 2000 منطقة مسكونة، أكثر من 95 بالمئة منها مزودة بالكهرباء وأكثر من 85 بالمئة منها مزودة بمياه الشرب، في حين هذه الإحصائيات معكوسة في زمن النظام السابق. ومعظم الطرق المؤدية إلى القرى في سيستان وبلوشستان معبدة وتتوفر فيها البيوت الصحية والعيادات الطبية. وتشهد أقضية هذه المحافظة تطوراً ملحوظاً في المجالات الرياضية والتعليمية والثقافية والأكاديمية إلى درجة أن المراكز الجامعية لمدينة جابهار " شاباهار " التابعة للمحافظة تستقبل طلاباً من جميع أنحاء العالم.
ومنذ انتصار الثورة الإسلامية اهتمت الجمهورية الإسلامية بدعم ذوي الدخل المحدود. وتشكلت بأمر مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني رحمة الله عليه لجنة إغاثة سميت باسمه لمساعدة المحتاجين. وشملت هذه العناية المحافظات السنية وقامت لجنة الإغاثة بنشاطات متميزة في هذه المحافظات. ويعمل الآن 700 ألف شخص من إخواننا السنّة في هذه اللجنة لمساعدة نحو (75000) عائلة في محافظة سيستان وبلوشستان وقرابة (50000) عائلة في محافظة كردستان و(30000) في محافظة أذربيجان من المواطنين السنّة. وتحصل هذه العوائل على مرتبات شهرية من هذه اللجنة. وتتنوع أشكال الدعم التي تقوم بها لجنة الإغاثة بتقديم المساعدة للأعمال المنزلية التي تديرها النساء المعيلات لأسرهن ومنحهن قروضاً بلا فوائد، وتحمّل نفقات طلبة الجامعات المعوزين وتهيئة متطلبات الزواج لبنات هذه الأسر وغيرها من الخدمات. وعلى سبيل المثال يستفيد اكثر 133 ألف شخص من خدمات لجنة الإغاثة في محافظة كردستان وحدها. ولجنة الإمام الخميني للإغاثة تقدم دعمها لجميع المحتاجين دون النظر إلى انتماءاتهم السياسية أو دينهم أو مذهبهم أو قوميتهم بل إن هذه المؤسسية ذات الطابع الثوري تسعى لخدمة مختلف الشرائح بصدق وأمانة. وكون الشخص شيعياً أو سنياً ليس معياراً لتقديم الخدمات له من قبل هذه المؤسسة المقدسة والهدف الأساس في هذه الخدمة هو التغلب على المشاكل التي تواجه المحتاجين وإزالة العقبات عن طريق المسلمين. وتقدم الخدمات الواسعة من قبل هذه المؤسسة المقدسة بأشكال مختلفة في الوقت الحاضر بينها بناء المساكن للمحتاجين وتوفير فرص العمل لهم وتهيئة متطلبات الزواج لهم وكل ما شأنه أن يمكنهم للتغلب على مشاكلهم. ويستفيد من الخدمات المختلفة التي تقدمها لجنة الإمام الخميني رحمة الله عليه للإغاثة في الوقت الحاضر 10 بالمائة من مجموع نفوس محافظة كردستان ونحو 17 ألف طالب وطالبة، و26 ألف امرأة معيلة لأسرة و7000 يتيم تقل أعمارهم عن 15 عاماً.
وقد وفرت لجنة الإمام الخميني رحمة الله عليه 18900 فرصة عمل للمحتاجين المشمولين برعايتها في هذه المحافظة منذ تأسيسها وحتى الآن.
• أهل السنة والثورة الإسلامية
في هذا القسم سنتطرق إلى دور السنّة في بلورة وانتصار الثورة الإسلامية وما بعدها.
ويمكن توضيح ذلك من خلال تقسيم البحث إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث مراحل:
1 – قبل انتصار الثورة الإسلامية وأثناء فترة النضال.
2- خلال سنوات الدفاع المقدس والحرب التي فرضها الإستكبار العالمي على الجمهورية الإسلامية في ثمانينات القرن الماضي.
3 – المشاركة في الانتخابات والمسيرات الداعمة للثورة الإسلامية.
فأهل السنّة في إيران يحبون الإسلام ومن الدعاة لإقرار العدالة في زمن الشاه المقبور بعد أن تعرضوا للظلم والإجحاف على يد السلطة الغاشمة في ذلك الزمان. وبسبب ابتعاد مناطق سكناهم عن مركز البلاد وتركيز دولة الشاه على العاصمة فقط تعرض الأخوة السنّة إلى الحرمان من أبسط حقوقهم ومن الحد الأدنى من الإمكانات اللازمة لنيل الراحة والإستقرار. وكان السنّة يشعرون بهذا الحرمان بكل وجودهم. وقد أدى إهمال الجهاز الحاكم في زمن الشاه للمناطق المحرومة إلى أن تكون حياتهم في المناطق الحدودية صعبة للغاية. ولهذا تصاعدت وتيرة الإستياء والسخط في أوساط الشعب. وبعثت نهضة الإمام الخميني رحمة الله عليه التي انطلقت من الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة بصيص أمل في قلوب أهل السنّة التواقة للانعتاق من الظلم والحرمان. واختار السنّة الإمام لأن يكون قائداً ثورياً لهم بعد أن لمسوا فيه مواصفات الإنسان والرجل المعبّر عنهم وعن طموحاتهم. ومنذ ذلك الوقت بدأوا يساندون نضاله وثورته. وزاد الشاه من ضغوطه على أهل السنّة خصوصاً علمائهم واغلق العديد من حوزاتهم الدينية لأنه لم يكن يتصور أن يقفوا إلى جانب المجاهدين الثوار ويساندوا نضالهم. وإعلان التضامن مع الثورة الإسلامية من قبل علماء السنّة من الطراز الأول في محافظتي سيستان وخراسان الجنوبية من الأمور التي سجلها التاريخ لأهل السنّة في إيران. وأبرز مثال لتضامن السنّة مع الثوار ومساندتهم للنضال الثوري تجلى في الإستقبال والتواصل والتعاون الصادق من قبل الاخوة السنّة في مدينة إيرانشهر أثناء نفي أحد أبرز المجاهدين الثوريين إلى هذه المدينة. فالنظام الحاكم في ذلك الوقت ولأجل زيادة الضغط على الثوار وبث الفرقة بينهم عمد إلى نفي عالم الدين المجاهد سماحة آية الله السيد الخامنئي إلى مدينة إيرانشهر لإلحاق الهزيمة بالثوار. فنظام الشاه الظالم كان يتصور أن مدينة إيرانشهر ولكونها منطقة سنية ستكون مكاناً مناسباً لنفي قائد الثورة إليها ليكون هذا العالم الشيعي المجاهد في مأزق اجتماعي ونفسي، ولهذا نفاه إلى هذه المدينة. ولكن هذا النظام لم يكن في حسبانه أن هذا النفي سرعان ما سيتحول إلى علاقة صميمية وأواصر ودية للغاية بينه وبين أهل السنّة في هذه المدينة بسبب الحب العميق والإخلاص والمشاعر الدينية الصادقة التي يتحلى بها أهل هذه المدينة.
ويذكر قائد الثورة الإسلامية علاقته هذه مع أهل السنّة بحفاوة وتقدير ويشير إلى ذلك بالقول "أنا لم أكن أشعر بالوحدة والغربة في إيرانشهر".
• بعد انتصار الثورة الإسلامية
في بداية انتصار الثورة الإسلامية كان الأعداء يشيعون بأن هذه الثورة هي ثورة شيعية وكانوا يتوقعون أن أهل السنّة لا يتضامنون معها، إلا أن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني رحمة الله عليه بعقيدته الراسخة وإدراكه الثاقب لمؤامرة العدو ورداً على أحد الصحفيين عندما سأله هل أن ثورتكم ثورة شيعية فأجابه الإمام: "ثورتنا إسلامية." وتيقن الأخوة السنّة عند ذلك وأكثر من أي وقت مضى بأن الثورة الإسلامية هي ثورتهم. ولهذا اعتبروا المشاركة في ترسيخ أسس نظام الجمهورية الإسلامية من واجباتهم ولم يألوا جهداً في الدفاع عن المكاسب التي تحققت في سنوات الجهاد والنضال. ومن المصاديق البارزة لمشاركة السنّة في الدفاع عن القيم والمثل العليا للجمهورية الإسلامية هي مشاركتهم الفعّالة في جبهات الحرب في زمن الدفاع المقدس جنباً إلى جنب مع إخوانهم الشيعة. والإحصائيات المتوفرة حول حجم مشاركة أهل السنّة في قوات حرس الثورة الإسلامية والجيش وقوات التعبئة الشعبية والمتطوعين الآخرين بصفة فدائيين خاصة في محافظة كردستان وتصديهم لعناصر (الكوملة) دليل واضح على صدق هذا المدعى. وتضحيتهم بأكثر من (5500) شهيد لنصرة الثورة الإسلامية تبين بوضوح أن أهل السنة لم يخدعوا بشائعات الأعداء اليائسة.
• المشاركة في الانتخابات والمسيرات
إحدى المظاهر البارزة للمشاركة الفعّالة لأي شعب في تقرير مصيره والتي تبيّن مدى إخلاصه وحبه لدولته وحكومته هي المشاركة في الانتخابات. فالمشاركة في الانتخابات من جانب أي فئة أو قومية كلما كانت أكثر فعالية ونشاطاً تشير إلى مشروعية ومقبولية النظام الحاكم في البلد. وطبقاً للوثائق المتوفرة فإن محافظتي كردستان وسيستان وبلوشستان اللتان يقطنهما أكبر عدد من أهل السنّة في البلاد تبيّن أنهما الأكثر مشاركة في الانتخابات التي أجريت بعد انتصار الثورة الإسلامية. وكان للأخوة السنّة حضور واسع في جميع المسيرات التي شهدتها البلاد بعد انتصار الثورة جنباً إلى جنب مع إخوانهم الشيعة، وبهذه المشاركة أعلنوا عن مدى حبهم وتضامنهم مع النظام الإسلامي.