
emamian
أسباب علاقة المتقين بالله عز وجل المتقون
إن هؤلاء المحبين إنما سرى حب الله في عروقهم لأنهم لا يرون محبوبا مستحقا للحب سواه ولا محبوب في الحقيقة غيره وذلك لأسباب ثلاثة:
السبب الأول: حب الذات:
وهو أمر فطري فلا نجد إنسانا إلا محبا لذاته وهو بالتالي محب لمن أوجد هذه الذات وهو الله جل شأنه فهو موجدها من العدم إلى الوجود ومن الظلمة إلى النور وهو قوام كل ذات موجودة والمنعم عليها بسائر النعم، وفي الحديث عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم): "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه"([1]).
السبب الثاني: حب الكمال والجمال:
وهذا أمر فطري فالإنسان بفطرته يميل نحوالكمال والجمال ولا يوجد جمال خالص وكمال مطلق إلا لله عز اسمه فهما منحصران فيه، وكل كامل سواه فكماله فرع لكماله، وكل جميل مقتبس جماله منه تعالى، وما دام الله هو الكمال المحض والجمال الخالص فهو أحق أن يكون محبوبا وحري بأن يكون معشوقا.
السبب الثالث: طلب العزة والقوة:
إن كل فعل يراد به غير الله سبحانه وتعالى فالغاية المطلوبة منه إما عزة في المطلوب يطمع فيها أوقوة يخاف منها، والعارفون بالله المحبون له لديهم يقين بأن ذلك كله بيد الله تعالى لا بيد غيره إذ يقول تعالى ﴿...فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ ([2])، ويقول سبحانه: ﴿..أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً..﴾ ([3]).
فمن خلال هذه الأسباب وأمثالها انغرست أشجار محبة الله في أفئدتهم وسرت في عروقهم فانقطعوا عن كل شيء سوى الله، وانطبع هذا العلم والإدراك على أفعالهم وتصرفاتهم فكلها إلهية ملكوتية فلا يخطون خطوة إلا للتقرب إلى الله تعالى ولا يرجون ولا يخافون إلا الله ولا يرضون ولا يغضبون إلا لله وفي الله، وبذلك تستقيم أخلاقهم بصورة طبيعية.
وكما في خطبة المتقين: "عظُم الْخالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فصغُر ما دُونهُ فِي أعْيُنِهِمْ".
الشوق إلى الجنة والإشفاق من النار
"لوْلا الأجل الّذِي كتب اللهُ عليْهِمُ لمْ تسْتقِرّ أرْواحُهُمْ فِي أجْسادِهِمْ طرْفة عيْن، شوْقا إِلى الثّوابِ، وخوْفا مِن الْعِقابِ".
فالمتقون شأنهم شأن سيدهم أمير المؤمنين وسيد المتقين الذي قال: "والله لَوْ كُشِفَ لِيَ اَلْغِطَاءُ مَا اِزْدَدْتُ يَقِيناً "[4].
هذا اليقين باليوم الآخر وثوابه وعقابه لا بد أن يكون له أثره في السلوك والعمل لذا يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):"لا تجعلوا علمكم جهلا، ويقينكم شكا، إذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقنتم فأقدموا"([5]).
لذا، فإن من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومنارتقب الموت سارع إلى الخيرات.
([1]) المجلسي- محمد باقر- بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة- ج17 ص14.
([2]) القرآن الكريم، سورة النساء: 129.
([3]) القرآن الكريم، سورة البقرة: 165.
[4] موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ
([5]) نهج البلاغة، قصار الحكم، 247.
ما هي مميزات الإسلام من الناحية الفكرية؟
إنّ بيان مميزات الإسلام من الناحية الفكرية صعب جداً بالنظر إلى اتساع شعاع فكرة الإسلام سواء من ناحية المميزات العامة أو من ناحية مميزات فرع خاص من فروع هذه الفكرة. وإنّنا نفهرس ما يتيسر لنا الآن في هذه الفرصة لأنّ "ما لا يدرك كله لا يترك جلُّه".
الشمول: هو من مميزات الإسلام بالقياس إلى الأديان الأُخرى، وبتعبير أصح إنّ من جملة مميزات الصورة الكاملة الجامعة لدين الله بالنسبة إلى الصور الابتدائية هي جامعيته وشموله. والمصادر الرباعية الإسلامية تكفي ليكشف علماء الأمة وجهة نظر الإسلام حول كل موضوع.
قبول الاجتهاد: فالكليات الإسلامية قد نظمت بشكل يقبل الاجتهاد، والاجتهاد يعني كشف الأُصول العامة الثابتة وتطبيقها على الموارد الجزئية المتغيرة.
السماحة والسهولة: فالإسلام - بتعبير الرسول الكريم "شريعة سمحة سهلة"([1]) فلم توضع في هذه الشريعة - باعتبارها سهلة –تكاليف محرجة شاقة: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾([2])، وهي تسامح باعتبارها سمحة، وكلّما صار التكليف حرجاً وعسيراً يلغى.
التمسك بالحياة: إنّ الإسلام دين متمسك بالحياة لا يتهرب من الحياة، فلذا يكافح "الرهبانية" بشدّة، "لا رهبانية في الإسلام"([3]). وإنّ (مدنية الإسلام وشموله) جعل التمسك بالآخرة ضمن التمسك بالحياة، فمن وجهة نظر الإسلام يُجتاز طريق الآخرة في وسط الحياة ومسؤولياتها الدنيوية.
اجتماعيته: إنّ للأحكام الإسلامية ماهية اجتماعية، حتى في أخص الفرديات كالصلاة والصوم فقد دخل فيها تطعيم اجتماعي، وإنّ أحكام الإسلام الكثيرة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والحقوقية والجزائية صادرة عن هذه الخصلة. كما أنّ أحكاماً من قبيل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صادرة عن المسؤولية الاجتماعية الإسلامية.
حقوق الفرد وحريته: إنّ الإسلام بنفس الوقت الذي هو دين اجتماعي ويفكر بالمجتمع ويعتبر الفرد مسؤولاً عن المجتمع، لا يغض النظر عن حقوق الفرد وحريته، ولا يعتبره غير أصيل. فللفرد -من وجهة نظر الإسلام- حقوقه سواء من الناحية السياسية، أم الاقتصادية، أم القضائية، أم الاجتماعية.
تقديم حق المجتمع على حق الفرد: يتقدم حق المجتمع على حق الفرد، والحق العام على الحق الخاص فيما يحصل التعارض فيه بين حق المجتمع وحق الفرد، والحاكم الشرعي هو الذي يقرر في هذه الموارد.
أصل الشورى: إنّ أصل الشورى في القضايا الاجتماعية أصل معتبر من وجهة النظر الإسلامي. يجب على المسلمين أن يتخذوا نهجاً عملياً بالتشاور والتفكير الجماعي في الموارد التي لم يرد فيها نص عن الإسلام.
انتفاء الضرر: إنّ الأحكام الإسلامية المطلقة العامة واجبة التنفيذ ما دامت لا تستلزم الإضرار، وقاعدة الضرر قاعدة كلية في الإسلام، وفيها حق النقض "الفيتو" في كل مورد قانوني ينتهي بالضرر.
أصالة الفائدة: فمن وجهة نظر الإسلام يجب النظر بالدرجة الأولى في الفائدة والنتيجة المفيدة في كل عمل فردياً كان أم اجتماعياً، فكل عمل لا يسفر عن فائدة يعتبر "لغواً" بنظر الإسلام ويكون ممنوعا" ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾([4]).
أصالة الخير في التبادل: يجب أن ينزه تداور المال والثروة في النقل والانتقال من كل أنواع العبث، ويجب أن يحص خير مادي أو معنوي لقاء كل نقل أو انتقال وإلا فمداورة المال باطلة وممنوعة:
﴿لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾([5]). فانتقال الأموال عن طريق القمار مصداق لأكل المال بالباطل وهو حرام.
مضادة ضد العقل: يحترم الإسلام العقل ويعتبره النبي الباطني، وأنّ أصول الدين لا تقبل إلّا بالتحقيق العقلي، وفي فروع الدّين يكون العقل أحد مصادر الاجتهاد. ويعتبر الإسلام العقل نوعاً من الطهارة وزواله نوعاً من "الحدث"، لذا فإنّ عروض الجنون أو السكر يعتبر ناقضاً للوضوء كالنوم أو البول. وإنّ مكافحة الدين لكل نوع من أنواع السكر وتحريم المواد المسكرة هو بسبب مضادة ضد العقل الذي هو جزء من الدّين.
مضادة ضد الإرادة: كما أنّ العقل محترم وجاءت بعض الأحكام الإسلامية للمحافظة على العقل فإنّ الإرادة التي هي القوّة التنفيذية للعقل محترمة أيضاً، لذا فإنّ المانع الذي يسمى بلغة الإسلام بـ "اللهو" حرام وممنوع.
العمل: إنّ الإسلام عدو البطالة، فالإنسان يجب عليه - بحكم استفادته من المجتمع، وبحكم أنّ العمل أفضل عوامل بناء الفرد والمجتمع، وأنّ البطالة أكبر عوامل الفساد - أن ينجز عملاً مفيداً. وقد جعل كون الفرد كلاً وطفيلياً على المجتمع بكل أشكاله موضع اللعن: "ملعون من ألقى كله على الناس"([6]).
قدسية الحرفة والمهنة: إنّ الحرفة والمهنة - بالإضافة إلى أنّها تكليف - أمر مقدس ومحبوب عند الله، ويشبه الجهاد "إنّ الله يحب المؤمن المحترف"، "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله"([7]).
([1]) بعثت على الشريعة السمحة" إنّ هذا الحديث مشهور بهذا اللفظ، ولكنّني لم أذكر أنّي رأيته بهذا اللفظ في مكان. وقد جاء في الكافي، ج5، ص494: "لم يرسلني الله بالرهبانية ولكن بعثني بالحنيفية السهلة السمحة". وفي كتاب الجامع الصغير (من كتب أهل السنة) نقله عن تاريخ الخطيب، وفي كنوز الحقائق (من كتب أهل السّنة) نقله عن الترمذي: "بعثت على الحنيفية السمحة".
([2]) سورة الحج، الآية 78.
([3]) دعائم الإسلام، ج 2، ص193.
([4]) سورة المؤمنون، الآية 3.
([5]) سورة البقرة، الآية 188.
([6]) إنّ ما جاء في النص النبوي "البيع الغرر" ولكن الموازين الاجتهادية تتحكم بإلغاء الخصوصية وتعتبر مطلق الغرر ممنوعاً.
([7]) المقنع، الشيخ الصدوق، ص361.
المجتمع الإسلامي في عصر الإمام السّجاد (عليه السلام)
الانحطاط الفكريّ والعقائديّ:
انتشر الانحطاط الفكريّ في أغلب أطراف العالم الإسلاميّ وأكنافه، نتيجة عدم الاهتمام بتعاليم الدّين في مرحلة العشرين سنة الماضية. وفيما بعدُ، هُجر التّعليم الدينيّ، وتعليم الإيمان، وتفسير الآيات، وبيان الحقائق منذ زمن النبيّ - في مرحلة العشرين سنة بعد عام 40 للهجرة، وإلى ذاك الوقت - فابتُلي النّاس، بلحاظ الاعتقاد والأصول الإيمانيّة، بالخواء والفراغ. عندما يضع المرء حياة النّاس في ذلك العهد تحت المجهر، يتّضح هذا الأمر من خلال التّواريخ والرّوايات المختلفة الموجودة. بالطّبع، كان هناك علماء وقرّاء ومحدّثون، سيأتي التعرّض لهم، لكنّ عامّة النّاس ابتُلوا بعدم الإيمان، وضعف الاعتقاد ضعفًا كبيرًا. وقد وصل الأمر إلى حيث إنّ بعض أيادي جهاز الخلافة يُشكّكون في النبوّة! ذُكر في الكتب أنّ خالد بن عبد الله القسريّ - ويُعدّ من عمّال بني أميّة المنحطّين جدًّا، والسيّئين - كان يُفضّل الخلافة على النبوّة، ويقول: "إنّ الخلافة أفضل من النبوّة"، ثمّ يستدل قائلًا: "أخليفتك في أهلك أحب إليك وآثر عندك، أم رسولك"([1])، أي لو أنّك تركت في أهلك شخصًا يخلفك في غيبتك، فهل هو أفضل وأقرب إليك، أم ذاك الّذي يأتيك برسالةٍ ما من مكانٍ معيّن؟ فمن الواضح أنّ ذاك الّذي جعلته في بيتك خليفةً لك سيكون أقرب إليك. فخليفة الله - وهنا لا يقول خليفة رسول الله - هو أفضل من رسول الله!
إنّ ما كان يقوله خالد بن عبد الله القسريّ كان يجري على لسان الآخرين. وعندما ننظر في أشعار شعراء العصر الأمويّ، نجد أنّه منذ زمان عبد الملك قد تكرّر تعبير "خليفة الله" في الأشعار، إلى درجة أنّه ينسى المرء أنّ الخليفة هو خليفة النبيّ! فقد استمرّ هذا الأمر إلى زمن بني العبّاس.
بني أميّة هِبّوا طال نومُكمُ إنّ الخليفة يعقوب بن داوودِ
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمِسوا خليفة الله بين الزقّ والعودِ([2])
حتّى عندما كانوا يريدون هجاء الخليفة، كانوا يقولون خليفة الله! وأينما كان الشّعراء المعروفون في ذلك الزمان، كجرير والفرزدق وكُثير وغيرهم، ومئات الشّعراء المعروفين والكبار، عندما يريدون مدح الخليفة، كانوا يُطلقون عليه لقب خليفة الله، لا خليفة رسول الله. وهذا نموذجٌ واحد. لقد ضعُفت عقائد النّاس بهذا الشكل، حتّى فيما يتعلّق بأصول الدين.
الانحطاط الأخلاقيّ:
في عهد الإمام السجّاد عليه السلام، انحطّت الأخلاق بدرجة شديدة. وبالرجوع إلى كتاب الأغاني لأبي الفرج، وهو أنّه في سنوات الـ 70 والـ 80 والـ 90 والمئة، إلى 150 - 160 تقريبًا، فإنّ أشهَر المغنّين والمطربين واللاعبين والعابثين في العالم الإسلاميّ كانوا في المدينة أو في مكّة، وكلّما كان يضيق صدر الخليفة في الشام شوقًا للغناء، ويُطالب بمغنٍّ أو مطرب، كانوا يرسلون له من المدينة أو مكّة أحد المطربين المعروفين، أو المغنّين. فأسوأ الشعراء والماجنين كانوا في مكّة والمدينة. فمهبط وحي النبيّ، ومنشأ الإسلام، أضحى مركزًا للفحشاء والفساد. ومن الجيّد أن نعرف هذه الأمور بشأن تاريخ المدينة ومكّة.
وسنتعرض لنموذجٍ من رواج الفساد والفحشاء:
كان في مكّة شاعرٌ يُدعى عمر بن أبي ربيعة، وهو من شعراء التعرّي والمجون، وقد مات في أوج قدرته وفنّه الشعريّ. ولو أردنا ذكر قصص هذا الشّاعر، وماذا كان يفعل في مكّة، لاحتاج الأمر إلى فصلٍ مشبّعٍ بالتّاريخ المؤسف لذلك العصر، في مكّة والطواف ورمي الجمرات. وهذا البيت مذكور في كتاب المغني:
بدا لي منها معصمٌ حينما جَمَّرت وكفٌّ خضيبٌ زُيّنت ببنان([3])
فوالله ما أدري وإن كنت داريًا بسبعٍ رميتُ الجمر أم بثمانيِ([4])
وعندما مات عمر بن أبي ربيعة، ينقل الراوي أنّه أقيم في المدينة عزاءٌ عامّ، وكان النّاس يبكون في أزقّة المدينة. ويقول إنّني أينما ذهبت كنت أجد مجموعة من الشباب، نساءً ورجالًا، واقفين ويبكون عمر بن أبي ربيعة في مكّة، فشاهدت جارية تسعى في عملها، وتحمل دلواً لتُحضر الماء، وكانت دموعها تنهمر على خدّيها بكاءً على عمر بن أبي ربيعة غمًّا وأسفًا، وعندما وصلت إلى مجموعة من الشّباب، سألوها لماذا تبكين لهذا الحدّ؟ فقالت لأنّ هذا الرّجل قد مات وخسرنا، فقال لها أحدهم، لا تحزني هناك شاعرٌ آخر في المدينة هو خالد المخزوميّ، والّذي كان لمدّةٍ حاكمًا على مكّة من طرف علماء الشّام، وقد كان من شعراء التعرّي والمجون، كعمر بن أبي ربيعة، فذكروا لها ذاك البيت، وأرادوا أن يذكروا لها بعض الأبيات الشعريّة لهذا الشّاعر، فاستمعت هذه الجارية قليلًا - وقد ذُكر في "الأغاني" هذا الشّعر وخصائصه - فمسحت دموعها وقالت: "الحمد الله الّذي لم يُخلِ حرمه"، فإذا فُقد شاعرٌ جاء آخر. هذا نموذج من الوضع الأخلاقيّ لأهل المدينة.
والقصص كثيرة عن سهرات مكّة والمدينة. ولم تكن المسألة منحصرة بالأفراد المنحطّين، بل شملت الجميع في المدينة، بدءًا من ذاك المتسوّل المسكين، كأشعب الطمّاع المعروف الّذي كان شاعرًا ومهرّجًا، ومرورًا بالأفراد العاديّين وأبناء السّوق، وأمثال هذه الجارية، إلى أبناء المعروفين من قريش، وحتّى بني هاشم، كانوا من هؤلاء الّذين غرقوا في هذه الفحشاء.
وفي زمن أمارة هذا الشّخص المخزوميّ، جاءت عائشة بنت طلحة، وكانت تطوف، وكان يُحبّها، وعندما حان وقت الأذان، أرسلت هذه المرأة رسالةً أن لا تؤذّنوا حتّى أُنهي طوافي، فأُمر بعدم رفع أذان العصر! فقيل له أنت تؤخّر الأذان من أجل شخصٍ واحدٍ وامرأة تطوف: أوَتؤخّر صلاة النّاس؟! فقال: واللهِ لو أنّ طوافها بقي إلى الصبح لقلت لهم أن يؤخّروا الأذان إلى الصبح! هذا كان حال ذلك الزمن.
([1]) ابن قتيبة الدينوريّ، الأخبار الطوال، تحقيق عبد المنعم عامر، نشر دار إحياء الكتاب العربيّ، الطبعة الأولى، 1960م، القاهرة، ص 346.
([2]) السيد المرتضى علم الهدى، علي بن الحسين، أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد- ، تحقيق وتصحيح محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار الفكر العربيّ، الطبعة الأولى، 1998م، القاهرة، ج1، ص141.
([3]) ابن هشام الأنصاري، مغني اللبيب، تحقيق وفعل وضبط محمد محي الدين عبد الحميد، نشر مكتبة الشيخ آية الله المرعشي ـ قم، 1404هـ، ج1، ص 14.
([4]) ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن الشافعيّ، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، طبع ونشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1998م، ج69، ص260.
الخصائص القيادية للإمام الحسين (عليه السلام)
من الجيد أن نلفت النظر إلى شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وصفاته التي ينبغي تحققها في كل قائد ونأخذ على سبيل المثال بعض الملامح العامة لهذه الشخصية.
1- قوة الإرادة:
ويكفي أن نرى قوة الإرادة عنده من إصراره على إنهاء المسيرة حتى النهاية مع عائلته وأولاده رغم سماعه نبأ استشهاد مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه)، في جو لا يطمئن بأي حسم عسكري لصالحه بل في ظروف يعلم أنه ملاقٍ فيها الشهادة وهو القائل:
"لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما"([1]).
2 - الإباء عن الضيم:
وهذا اللقب من أهم ألقابه المباركة، وقد قال عنه ابن أبي الحديد المعتزلي: "سيّد أهل الإباء الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدّنية أبو عبد اللَّه الحسين بن علي بن أبي طالب عُرض عليه الأمان هو وأصحابه فأنف من الذل، وخاف ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان مع أنه أبى الموت على ذلك"([2]).
وهو الذي خلد لنا التاريخ كلمته المشهورة التي تنبض بالعزة والكرامة:
"ألا إن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى اللَّه ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"([3]).
3 - الشجاعة:
ومواقف عاشوراء كلها دليل على هذه الشجاعة الملفتة للإمام (عليه السلام) وهو الذي قال لأصحابه حينما أمطرتهم سهام الأعداء.
"قوموا رحمكم اللَّه إلى الموت الذي لا بد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم"([4]).
4- الصراحة والوضوح:
توجت كل هذه الصفات بصفة مهمة جداً وهي الوضوح والصراحة وهو القائل:
"يا أمير إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، بنا فتح اللَّه وبنا يختم ويزيد فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله"([5])
5 - الصلابة في الحق:
"ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء اللَّه"([6]).
6 - الصبر:
قال الأربلي: "شجاعة الحسين (عليه السلام) يضرب بها المثل، وصبره في الحرب أعجز الأوائل والأواخر"([7]).
إلى غيرها من الصفات التي اجتمعت في الإمام الحسين (عليه السلام).
([1]) الذهبي، سيرة أعلام النبلاء، ج3، ص310، والحديث في كتاب الطبري، والطبراني «إلا برما».
([2]) المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص302.
([3]) المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج45، ص8.
([4]) ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص65.
([5]) أنساب الأشراف، ج1، ص1.
([6]) بحار الأنوار، ج44، ص381.
([7]) الأربلي، كشف الغمة، ج2، ص20.
قائد الثورة الاسلامية يعين الشيخ نعيم قاسم ممثلا لسماحته في لبنان
عين قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ممثلا لسماحته في لبنان.
وكان الامين العام الشهيد لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله هو الممثل السابق لسماحة الامام الخامنئي في لبنان قبل استشهاده.

قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3 الاف مدان
وافق سماحة قائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي خامنئي"، على اقتراح رئيس السلطة القضائية بشان العفو او التخفيف عن عقوبات اكثر من 3 الاف مدان وفقا لأحكام المحاكم المختلفة في ايران.
بمناسبة حلول الاعياد الشعبانية المباركة والذكرى السنوية الـ 46 لانصار الثورة الاسلامية، فقد تقدم رئيس السلطة القضائية "حجة الاسلام غلام حسين محسني اجئي" من سماحة قائد الثورة الاسلامية، باقتراح للعفو او التخفيف عن العقوبات المقررة لـ 3126 شخصا من المدانين وفقا لاحكام المحاكم العامة، والهيئة القضائية للقوات المسلحة، والتعزيرات الحكومية في البلاد
10 فواكه يجب أن تؤكل بقشرتها..من بينها المانغو
الجوافة
إن الجوافة فاكهة متعددة الاستخدامات وغنية بالعناصر الغذائية ويمكن تناولها بقشرتها، حيث توفر الألياف وفيتامين C ومضادات الأكسدة للحصول على وجبة صحية ومنعشة.
التين
يمكن الاستمتاع بتناول فاكهة التين التي تشتهر بمذاقها الحلو وفوائدها الغذائية المتعددة، بما يشمل توفير الألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
المشمش
بالإضافة إلى حلاوة المذاق الطبيعية والمفيدة للصحة، يعد المشمش فاكهة غنية بالعصير ومغذية ويمكن تناولها بقشرتها، فهي توفر الألياف والفيتامينات A وC.
المانغو
يبلغ وزن قشر المانغو حوالي 1.7 غرام، ويحتوي على ألياف و36% من فيتامين C، مما يدعم الهضم والمناعة والجلد.
الكرز
من المعتاد تناول فاكهة الكرز وقشرتها، التي تتميز بفوائدها الصحية الشهيرة والتي تمد الجسم بالألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات في وجبة خفيفة صحية ومريحة.
الخوخ
يوفر تناول قشرة ثمرة الخوخ الألياف والفيتامينات A وC ومضادات الأكسدة. في كل 100 غرام، تحتوي القشرة على 2-3 غرام من الألياف وحوالي 10-15% من فيتامين C الموصى بتناوله يوميًا.
البرقوق
تمتلئ قشرة ثمرة البرقوق بمضادات الأكسدة، وخاصة الأنثوسيانين، التي تقاوم الإجهاد التأكسدي والالتهابات للحفاظ على صحة الجسم بشكل عام وحماية الخلايا من التلف.
العنب
يحتوي قشر العنب على 1.4 غرام من الألياف. كما يوفر حوالي 20% من الاحتياج اليومي من فيتامين C بالإضافة إلى مادة الريسفيراترول، التي تقدم فوائد صحية مهمة للقلب وتقليل الالتهابات.
العراق العراق 564 إصابة خلال الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة في العراق
الكمثرى
إن قشرة ثمرة الكمثرى مصدر غني بالألياف وفيتامين C. تحتوي على 3.1 غرام من الألياف وحوالي 5-6% من فيتامين C اليومي، والذي يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم ويساعد في تعزيز المناعة الطبيعية.
التفاح
تمتلئ قشرة التفاح بالألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات، وتوفر 2.4 غرام من الألياف و5-7% من فيتامين C يوميًا، مما يدعم الهضم وصحة القلب والعافية بشكل عام.
هل هناك علاقة بين شرب القهوة والشاي والإصابة بالسرطان؟
وتوصلت الدراسة إلى تلك النتائج بعد تحليل بيانات نحو 25 ألف شخص شاركوا في 14 دراسة سابقة، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت".
وأوضح الموقع أن تحليل النتائج بحث تحديد العوامل الغذائية التي تؤثر على خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة، وأظهرت أن تناول أكثر من 4 أكواب من القهوة يوميا يقلل خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 17 في المئة.
كما حلل الباحثون الفوائد المحتملة لشرب الشاي، حيث أظهر التحليل أن هذه المشروبات تحتوي على مواد مضادة للسرطان والالتهابات التي قد تقلل تأثير المواد المسرطنة.
- سيمرض قلبك إذا شربت القهوة بهذا الشكل!
- تحذير من تناول القهوة في الوقت الخطأ من اليوم!
وترجح هذه النتائج ما توصلت إليه دراسات سابقة بشأن فوائد الشاي والقهوة للوقاية من السرطانات.
وبحسب ما توصل له الباحثون في امريكا فإن شرب 4 أكواب من القهوة العادية يوميًا يقلل خطر الإصابة بسرطان الفم بنسبة 30 في المئة وسرطان الحلق بنسبة 22 في المئة.
علامة غير عادية تظهر في السرير تحذر من السرطان!
علامة غير عادية تظهر في السرير:
التعرق في الليل هو علامة تحذيرية للسرطان يمكن التغاضي عنها خاصة في فصل الصيف، وفقا لموقع "تايمز أوف إنديا".
لذا يجب فحص الملاءات والوسائد في الصباح لمعرفة ما إذا كنت تعاني من التعرق المفرط أثناء النوم.
وإذا كنت تعاني من التعرق الليلي فعادة ما تصبح الملاءات والوسائد مليئة بالعرق.
أسباب التعرق؟
العدوى هي أحد الأسباب الأكثر شيوعا للتعرق لدى الأشخاص المصابين بالسرطان.
ويمكن أن تؤدي العدوى إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وتعرق الجسم لمحاولة تقليلها.
ويحفز السرطان استجابة مناعية يمكن أن تؤدي إلى إطلاق مواد التهابية تؤثر على نظام تنظيم درجة حرارة الجسم، ما يسبب التعرق.
ويمكن أن تسبب التغيرات في مستويات الهرمونات بسبب السرطان أيضا الهبات الساخنة والتعرق.
سرطان العظام والتعرق:
يرتبط التعرق الليلي بشكل شائع بسرطان العظام، وقد يعاني المرضى المصابون بالسرطان المتقدم من أي نوع من التعرق.
كما أن ألم العظام المستمر هو أكثر أعراض سرطان العظام شيوعا، وقد يكون الألم متقطعا في البداية ويصبح ثابتا وشديدا فيما بعد.
ويمكن أن تتفاقم أيضا في الليل أو مع النشاط، حيث يعاني المريض أيضا من تورم واحمرار والتهاب فوق العظام، وهذا يمكن أن يجعل الحركة صعبة إذا كان العظم المصاب بالقرب من المفصل.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من التعرق المفرط خاصة في الليل يجب عليك استشارة طبيبك، لأنه قد لا يحدث التعرق المفرط بالضرورة بسبب السرطان فقط.
شبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خَلقاً وخُلقاً
كان الحسين (عليه السّلام) يُشبَّهُ بجدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) في الخِلْقة واللونِ، ويقتسمُ الشَّبَهَ به (صلّى الله عليه وآله) مع أخيه الحَسَن (عليه السّلام).
ولا غَرْوَ فهما فِلقتان من ثمرة واحدة من الشجرة التي قالَ فيها رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «أنا الشجرة، وفاطمة أصلها ـ أو فرعها ـ وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها؛ فالشجرة أصلها في جنّة عَدْن، والأَصل والفرع واللقاح والثمر والورق في الجنّة»([1]).
روى ذلك عبد الرحمن بن عوف قائلاً: ألا تسألوني قبل أن تشوبَ الأحاديثَ الأباطيلُ؟!
فالحسنُ أشبَهَ جدَّه ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبهه ما كان أسفل من ذلك من لدن قدميه إلى سرّته.
وكان الإمام عليّ (عليه السّلام) يُعلنُ عن ذلك الشَبَه ويقول: «مَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن. ومَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه إلى كعبه خَلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن عليّ».
وقال في حديث آخر: «اقتسما شَبَهَهُ»([2]). ليكون وجودهما ذكرى وعبرةً استمراراً لوجود النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في العيون، مع ذكرياته في القلوب، وأثره في العقول، وعبرةً للتاريخ، يتمثّل فيه للقاتلين حسيناً، والضاربين بالقضيب ثناياه، إنهم يقتلون الرسول ويضربون ثناياه.
ولقد أثار ذلك الشَّبَهُ خادِمَ الرسول أنسَ بن مالك لَمّا رأى قضيبَ ابن زياد يَعْلو ثنايا أبي عبد الله الحسين حين اُتي برأس الحسين، فجعلَ ينكتُ فيه بقضيب في يده، فقال أنس: أما إنّه كانَ أشبههما بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله).
الخُلق العظيم:
حِجْرُ الزهراء فاطمة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذي الخلق العظيم، هو خير مهد لتربية أولادها على ذلك الخلق، وأكرم به.
ولكن لمّا رأت الزهراء (عليها السّلام) والدها الرسول (صلّى الله عليه وآله) محتضراً، وعلمتْ من نبئهِ بسرعة لحوقها به، هبّتْ لتستمدّ من الرسول (صلّى الله عليه وآله) لأولادها الصغار المزيدَ من ذلك. واجتهدتْ أن تطلبَ من أبيها علانية ـ حتّى يتناقل حديثها الرواة ـ أن يُورِّث ابنيها.
أتَتْ فاطمةُ بنت النبي (صلّى الله عليه وآله) بابنيها إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في شكواه التي توفّي فيها ـ فقالت: يا رسول الله، هذانِ ابناكَ تورّثهما شيئاً؟ ـ أو قالت: ـ ابناك وابناي، انحلهما. قال (صلّى الله عليه وآله): نعم
أمّا الحسن فقد نحلتُه هَيْبتي وسُؤددي. وأمّا الحسين فقد نحلتُه نَجدتي وجُودي.
قالتْ: رضيتُ يا رسول الله.
لقد ذكّرتْ الزهراءُ فاطمة أباها الرسولَ (صلّى الله عليه وآله) بالإرث منه. فوافقها بقوله: «نعَم».
ولم يقل لها: «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث».
فإنّ الزهراءَ (عليها السّلام) الوارثة أوْلى بأنْ يُذكر لها عدم الإرث لو كان، ومع أنّ ابنيها الحسنين لا يرثان من حيث الطبقة من جدّهما مع وجود اُمّهما بنت النبي (صلّى الله عليه وآله)، فالنبي كذلك لم يعارض ابنته في طلبها، بل قال لها: «نعم».
لكن الذي يخلُد من إرث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) هو الخلُق العظيم دون حُطام الدنيا الزائل، وهو أشرف لهما؛ ولذلك رضيت الزهراءُ (عليها السّلام) لابنيها من الرسول (صلّى الله عليه وآله) إذ نحلهما ـ أيضاً ـ أهمّ الصفات الضروريّة للقيادة الإلهيّة:
الحلم، والصبر على الشدائد، والهيبة، والسؤدد، والجلالة للحسن الممتَحن في عصره بأنواع البلاء، فأعطاه ما يحتاجه الأئمّة الصابرون.
والشجاعة، والجرأة، والنجدة، والجود للحسين الثائر في سبيل الله لإعلاء كلمته، فأعطاه ما هو أمسّ للأئمة المجاهدين.
الطهارة الإلهيّة:
وإذا تقرّرَ في اللوح أن يكونَ الإمامُ الحُسَين (عليه السّلام) من الأئمّة الّذين تجب طاعتهم، فإنّ الوحيَ الذي عاش الحسينُ في ظلّه؛ حيث كان بيتُ الرسالة مهبطَهُ، تنزلُ آياتُه على جدّه، وهو يحبُو في أفنانه، لا بُدّ وأن يؤكّد ما تقرّر في اللوح.
وكذلك كان، فهذه اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة تقول: نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وعليّ وفاطمة، والحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
قالت: وأنا على باب البيت، فقلت: يا رسول الله ألستُ من أهل البيت؟
قال: «إنّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله)» وما قال: «إنّك من أهل البيت»([3]).
وفي حديث آخر: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان عند اُمّ سلمة، فجعَل الحسنَ من شقّ، والحسين من شقّ، وفاطمة في حجره، فقال: «رحمةُ اللهِ وبركاتُه عليكم أهلَ البيتِ إِنَّه حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وكان موعدُ المباهلة عندما أمر الله رسولَه بقوله: (فَقُلْ تَعَالَواْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ).
فإنّ الإمام عليّاً (عليه السّلام) قال: «خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين»([4]).
ثم قال النبي (صلّى الله عليه وآله): «هؤلاء أبناؤنا ـ يعني: الحسن والحسين (عليهما السّلام) ـ وأنفسنا ـ يعني: عليّاً (عليه السّلام) ـ ونساؤنا ـ يعني فاطمة (عليها السّلام) ـ».
وإذا وقفوا مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في هذا الموقف الخاصّ العظيم فلا بُدّ أن يتّسمَ الواقفون معه بما يتّسم به من الطهارة والقُدس والعظمة.
الحسين (عليه السلام) سماته وسيرته، السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
([1]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 3 ـ 124.
([2]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 3 ـ 124.
([3]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 120.
([4]) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 123.