الحج دَعوةٌ وتلبية

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الحج دَعوةٌ وتلبية

دعوة من الله تعالى لعباده أن يحلوا ضيوفاً عليه، عند بيته المحرم، ويطلبوا قراه،ويستفتحوا أبواب رحمته الواسعة،وإبراهيم(ع)خليل الرحمن،وأبو الأنبياء ورائد التوحيد،هو رسول الله تعالى إلى عباده،والمبلغ عن الله في هذه الدعوة.

قال تعالى:- (وأذن في الناس يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍ عميق)[1]، هذه هي الدعوة.

وأما التلبية فهي من الناس الذين دعاهم ربهم إلى بيته:- (وأذن في الناس بالحج)يشهرون فيها استجابتهم لدعوة ربهم، ويعلنون الاستجابة كل سنة في جموع غفيرة حاشدة في الميقات من كل فج عميق.

ويرفعون إلى الله تعالى هذه التلبية كل سنة في رحاب الميقات بالتلبيات الأربعة التي علمناها رسول الله(ص):لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك.

روى عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله(ع)قال:سألته لم جعلت التلبية؟فقال:إن الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم(ع):- (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً)فنادى فأجيب من كل فج عميق يلبون[2].

وسنتحدث إن شاء عن كل من الدعوة والتلبية.

الدعوة:

الحج ضيافة الله تعالى لعباده فهو دعاهم لهذه الضيافة، واستضافهم في بيته المحرم في موسم الحج، كما أن الصيام ضيافة أخرى في شهر رمضان المبارك، وفي كلا الضيافتين يدعو الله تعالى عباده إلى أفضل مواهبه ونعمه.

والمواهب والنعم التي يدعو الله تعالى عباده إليها في الحج تختلف عما نألفه ونعرفه في حياتنا الدنيا من المواهب الإلهية والنعم، حتى عن تلك التي يهبها لعباده الصائمين في شهر رمضان.

فإن دعوة الحج تـتضمن الدعوة إلى(التوحيد)و(التسليم)و(الإخلاص)و(الكدح في سبيل الله)و(التجرد عن الأنا والهوى)و(الانقطاع إلى الله)و(انتـزاع الغل والحقد من النفوس)، كما تتضمن الدعوة الالتزام بقيم العبودية الخالصة لله وحده.

هذه هي الدعوة والتلبية استجابة لهذه الدعوة الإلهية استجابة من العباد لدعوة الله تعالى لهم على لسان نبيه إبراهيم(ع).

الدعوة والوعد بالاستجابة:

ومن جمال وعظمة هذه الدعوة الإلهية التي أشهرها إبراهيم الخليل، بأمر من الله تعالى في عباده:- (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)أن الله تعالى وعد عبده وخليله إبراهيم عندما أمره بإشهار هذه الدعوة…استجابة عباده لهذه الدعوة:- (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر).

فكأن الدعوة من الله تعالى لعباده وإشهار الدعوة بأمر من الله تعالى، والاستجابة للدعوة بضمان ووعد من الله تعالى لعبده وخليله إبراهيم(ع).

ومنذ أن وعد الله سبحانه إبراهيم عبده وخليله بالاستجابة لهذه الدعوة يحج في كل عام حشد غفير من الحجاج من الميقات إلى البيت الحرام ليلبوا هذه الدعوة.

الدعوة إلى التلبية الطوعية:

وكل ما في الكون يلبي أمر الله تعالى طائعاً منقاداً، في كل شيء لله تعالى، إلا أن الله تعالى أكرم الإنسان بالدعوة إلى عبادته وطاعته طوع إرادتهم، وأكرمهم بهذه التلبية الطوعية.

وتختلف التلبية(الطوعية)عن التلبية(القهرية)أن الحركة منها إلى الله، حركة واعية،وبالحركة الواعية يبلغ الإنسان من الكمال والعروج إلى الله ما لا يصله بغيرها.

وهي ميزة وتكريم خص الله بها من اصطفى من خلقه، والنقطة المقابلة لهذا التكريم هي(السقوط)والهلاك إذا رفض الإنسان الاستجابة لله طوعاً، وعن اختيار.

إن في كل استجابة طوعية لدعوة الله تعالى عروج إلى الله، وفي كل إعراض وصدود عن الله تعالى سقوط وهلاك.

وخص الله الإنسان وأكرمه بهذا الخيار الصعب:- (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)[3].

الدعوة من الله والتلبية من العباد:

وتكريم آخر للإنسان في أصل الدعوة، فإن الدعوة عادة من صاحب الحاجة والتلبية ممن يملك هذه الحاجة، والله تعالى هو الغني وعباده الفقراء إليه:- (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)[4].

وحق عليهم أن يطلبوا من الله تعالى أن يأذن لهم بالعبودية والعبادة، ولكن الله تعالى بدأهم بهذه الدعوة، وأكرمهم بالتلبية والاستجابة، وهو غاية ما يمكن أن يبلغه الكرم، وإذا كانت هذه الدعوة من الله غاية الجود والكرم من الله فإن الإعراض والصدود عنها غاية اللؤم من الإنسان،وإذا كانت الاستجابة لهذه الدعوة من سعادة الإنسان،فإن من بؤس الإنسان وشقائه الإعراض والصدود عن الاستجابة لهذه الدعوة.

ولهذا السبب يقال:إن الاستجابة لدعوة الله تعالى عروج إلى الله،والصدود والإعراض عنها سقوط وهلاك للإنسان.

وكيف انعكس الأمر في هذه الدعوة الإلهية، وانقلب العبد في فقره وحاجته من موقع الطالب والداعي والسائل إلى موقع (التلبية)وكان الله تعالى هو صاحب الدعوة والطلب، وهو غني بذاته عن خلقه وعباده.

إن لهذا الانقلاب في المواقع سراً،وهو خصلة الكرم والجود الذاتية والأصيلة في الذات الإلهية،فهو سبحانه وتعالى يحب أن يجود على عباده ويحب أن يكرمهم وأن يحسن إليهم،كما نحتاج نحن إلى جوده وكرمه وإحسانه.

وحب الجود والكرم والإحسان والعطاء صفة من صفات ذاته عز شأنه، وليس على الإنسان إلا أن يضع نفسه في مواضع جوده وكرمه وإحسانه وعطائه تبارك وتعالى.

وهذه حقيقة من حقائق العلاقة بين الله تعالى وعباده، وهذه الحقيقة تفتح على الإنسان أبواباً من المعرفة، فكما نحتاج نحن إلى رحمة الله تعالى وفضله يحب الله تعالى أن يجود برحمته وفضله على عباده، وهذه العلاقة قائمة بين كل غني وفقير، ولا تقل حاجة الغني إلى العطاء والكرم عن حاجة الفقير إلى الغني.

والله تعالى غني عن عباد، وغناه في ذاته، فلا يحتاج عباده وخلقه في شيء، ولكنه يحب أن يجود عليهم، ويكرمهم ويعطيهم من فضله ورحمته، كما نحتاج نحن إلى رحمته وفضله وجوده.

وهذا هو سر دعوة الله لعباده بالإقبال عليه، والدخول في رحاب ضيافته، والوقوف على أبواب رحمته في شهر ذي الحجة في عرفات عند بيته المحرم، وفي شهر الصيام، فيدعو الله تعالى عباده لدعائه، ليستجيب لهم برحمته وفضله.

وهذا من ألطاف سنن الكرم الإلهي، قال تعالى:- (أدعوني استجب لكم)فتحل دعوة العبد في هذه الآية الكريمة بين دعوة الله تعالى واستجابته.

فالله عز شأنه يدعو عباده لدعائه ليستجيب لهم:- (أدعوني أستجب لكم)فيقع دعاء العبد بين دعوته تعالى له بالدعاء، واستجابته سبحانه لدعائه.

والله عز شأنه يحب دعاء عباده، ويشتاق إلى مناجاتهم، ويحب الاستجابة لدعائهم.

فعن رسول الله(ص):إن الله أحب شيئاً لنفسه، وأبغضه لخلقه، أبغض لخلقه المسألة، وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم من أن يسأل الله من فضله، ولو شسع نعل[5].

وعن أبي عبد الله الصادق(ع):أكثروا من أن تدعوا الله، فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة[6].

وفي الدعاء الذي علمه أمير المؤمنين لكميل:وأمرتهم بدعائك، وضمنت لهم الإجابة، ودعاء العبد يقع بين تلك الدعوة وهذه الإجابة.

التلبية جود العبودية:

التلبية هي الاستجابة، والاستجابة لله في مساحتين:

الأولى:مساحة الدعوة.

الثانية:مساحة الأحكام، والأمر والنهي.

ومن الواضح الفرق بين الدعوتين، فإن الله تعالى يدعو عباده، ويأمرهم، وبينهما فرق، فإن مساحة الدعوة هي أساس الأحكام، والأوامر الإلهية.

يدعو عباده إلى ما يحيـيهم، ويطلب من عباده أن يستجيبوا لدعوته:- (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيـيكم)[7]ويأمر عباده ويحكمهم.

وهو الحاكم لعباده في التكوين والتشريع، فيأمر عباده في التكوين ويحكمهم بالقضاء والقدر، بألوان الابتلاء والفتنة والجوع والمرض ونقص من الأموال والأنفس والثمرات،وليس للناس حيلة في ذلك كله،ولكن الله تعالى يطلب من عباده أن يستجيبوا لحكمه وأمره في قضائه وقدره،ويطمئنوا إليها،ويفوضوا أمرهم إليه تعالى،في كل ذلك،ويسلموا أمرهم له تسليماً،(وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)،هذا في مساحة التكوين.

وهو سبحانه يحكم عباده في مساحة التشريع بالأمر والنهي، ويطلب منهم أن يستجيبوا له في أمره وحكمه ويسلموا تسليماً:- (ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)[8].

التلبية لدعوة الله وحكمه:

والاستجابة لدعوة الله تعالى هي الإيمان والإسلام،والإعراض عن دعوة الله تعالى هو الكفر والشرك والريب والشك والنفاق.

والاستجابة لقضاء الله تعالى وقدره وأحكامه على عباده في الابتلاء والفتنة والفقر والجوع والموت والمرض هي التفويض، والرضا، والتسليم والاطمئنان، والثقة بحكم الله تعالى.

وقد ورد في الدعاء:- واجعلني بقسمك راضياً قانعاً وفي جميع الأحوال متواضعاً، وجاء أيضاً:واجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك.

وخلاف ذلك(الاعتراض)و(التذمر)و(الشكوى)من أمر الله وحكمه.

ولا ينفع الإنسان اعتراض وتذمر عن أمر الله وحكمه وقضائه وقدره في مساحة التكوين،فإن الله تعالى يقهر عباده بقضائه وقدره،ولكنه يطلب من عباده أن يستجيبوا لقضائه وقدره،ويسلموا أمرهم إليه تسليماً،ويفوضوا إليه أمورهم تفويضاً،ويطمئنوا إلى قضائه وقدره دون اعتراض وتذمر.

والاستجابة لأمر الله وحكمه في التشريع هي الطاعة والانقياد عن طوع وإرادة، وخلاف ذلك الذنب والمعصية والفسوق.

العقل مبدأ التلبية والاستجابة:

والاستجابة لله بكل أقسامها هي جوهر العبودية لله تعالى، وقيمة الإنسان في الاستجابة لله تعالى، ووزن الإنسان ومقامه عند الله بمقدار عبوديته وتسليمه له تعالى.

والاستجابة لله هي العبودية والتسليم، و(العقل)هو مبدأ هذه الاستجابة.

روى سماعة عن أبي عبد الله(ع):خلق العقل، وهو أول خلق خلقه من الروحانيـين عن يمين العرش من نوره، فقال له:أقبل فأقبل، ثم قال له:أدبر فأدبر.

وهذه الرواية تـتحدث بلغة الرمز، وهي لغة مألوفة في النصوص الإسلامية، والإقبال هنا يعني الاستجابة لأمر الله تعالى، وهو ما ذكرنا آنفاً أنه جوهر العبودية لله تعالى، والعقل ينهض بهذه الرسالة في حياة الإنسان ويتبعه القلب ويقترن به.

مراتب الاستجابة والتلبية:

هذا ولاستجابة مراتب أربع، بعضها فوق بعض:

المرتبة الأولى:هي الاستجابة التكوينية لله تعالى، فكل شيء في الكون مسخر لأمر الله،يجري بأمره،قال تعالى:- (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)[9].

(وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)[10].

ومن الواضح أن الإنسان جزء من هذا الكون، ومقهور لإرادة الله تعالى ومسخر لأمره سبحانه في شطر من شخصيته بالضرورة.

وهذه الاستجابة التكوينية تعم المؤمن والمنافق والكافر من دون فرق.

المرتبة الثانية:الاستجابة لأمر الله تعالى، بمعنى الطاعة وعدم الاعتراض وهي أدنى مراتب الاستجابة له تعالى، في التشريع والتكوين.

وهذه المرتبة بدون ريب من مراتب التسليم لأمر الله تعالى في أمره وقضائه، ولكن التسليم على مرتبتين:

1-التسليم بمعنى الطاعة وعدم الاعتراض.

2-التسليم عن رضا بأمر الله تعالى.

والاستجابة في هذه المرتبة تعني تسليم بالمعنى الأول، وهو روح الإسلام وجوهره،وقد روي عن أمير المؤمنين(ع)في هذا الشأن:لانسبن الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي،ولا ينسبه أحد بعدي:

الإسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو الداء، والأداء هو العمل.

هذا التسليم لأمر الله في مساحة التشريع، وهو الإسلام لله تعالى، قال تعالى:- (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)[11].

وقال عز من قائل:- (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن….)[12].

وقال سبحانه:- (وأمرت أن أسلم لرب العالمين)[13].

وهو طاعة الله عز وجل ورسوله(ص)، قال تعالى:- (قل أطيعوا الله والرسول)[14].

وقال سبحانه:- (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)[15].

وقال تعالى شأنه:- (أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون)[16].

وكما يحب الله تعالى من عباده التسليم له في أحكامه وحدوده وشريعته، يحب منهم التسليم في قضائه وقدره.

وهو من خصائص الإيمان، ولا شك في أن الإنسان يحب العافية فيما يرزقه تعالى، ولكن المؤمن إذا أنزل به البلاء سلم أمره إلى الله تعالى.

يروى أن صبياً لأبي جعفر الباقر(ع)كان قد مرض واشتد مرضه، فـقلق الإمام الباقر(ع)وبان ذلك على وجهه، فمات الطفل فانبسط وجه الإمام الباقر(ع)واطمأن، فتعجب من ذلك أصحابه.

فقال(ع):إنا لنحب أن نعافى فيمن نحب، فإذا جاء أمر الله سلمنا فيما يحب[17].

وعن أبي الحسن الرضا(ع)عن أبيه موسى عن جعفر(ع)قال:أمرني أبي(يعني أبا عبد الله(ع)أن آتي المفضل بن عمر، فأعزيه بإسماعيل، وقال:أقرء المفضل السلام،وقل له:أصبنا بإسماعيل،فصبرنا،فاصبر كما صبرنا،إذا أردنا أمراً وأراد الله سلمنا لأمر الله[18].

وروي عن الإمام الصادق(ع):لم يكن رسول الله يقول الشيء قد مضى لو كان غيره[19].

وهذه المرتبة من التسليم في الاستجابة لأمر الله تعالى تجري في أحكامه تعالى في التشريع والتكوين على نحو سواء.

المرتبة الثالثة من مراتب الاستجابة:الاستجابة والتسليم لأمر الله عن رضا، وهذه مرتبة فوق المرتبة السابقة، وتجري في التشريع والتكوين كلك على نحو سواء.

عن رسول الله(ص):أعبد الله في الرضا، فإن لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير[20].

وفي هذه الرواية تفكيك واضح بين مرتبتين من الاستجابة والتسليم،وأن المرتبة العليا هي الاستجابة والتسليم عن رضا،فإن لم يتمكن العبد من هذه المرتبة فليصبر ويسلم أمره لله تعالى عن صبر على قضاء الله وقدره،ولا يعترض أو يتذمر أو يشكو من قضاء الله.

وليس معنى(الرضا)بأمر الله أن لا يحب الإنسان لنفسه ولن يحب شيئاً، ولكن معنى ذلك أن العبد إذا عرف أن الله يحب ما يكره رضي بما يحب الله، وجعل رضاه تبعاً لرضا الله عز وجل.

روي عن أبي عبد الله الصادق(ع):إنا قوم نسأل الله ما نحب فيمن نحب فيعطينا، فإذا أحب ما نكره فيمن نحب رضينا[21].

المرتبة الرابعة من مراتب الاستجابة:هي الاستجابة عن حب وشوق إلى الله تعالى ودعوته وأمره وقضائه.

والحب والشوق مرتبة فوق مرتبة الرضا، وأحسن حالات العبادة والإقبال على الله والاستجابة لدعوته تعالى،وأمره وذكره،هو ما يكون عن شوق وحب.

فعن رسول الله(ص):أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبها بقلبه،وباشرها بجسده،وتفرغ لها،فلا يبالي أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر[22].

ويروي هارون بن خارجة عن أبي عبد الله الصادق(ع)قال:إن العبّاد ثلاثة:قوم عبدوا الله عز وجل خوفاً فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا الله حباً له فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة[23].

وعن يونس بن ظبيان قال:قال الصادق جعفر بن محمد(ع):إن الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاث أوجه:فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء، وهو الطمع، وآخرون يعبدونه خوفاً من النار، فتلك عبادة العبيد، وهي الرهبة، ولكني أعبده حباً له عز وجل، فتلك عبادة الكرام، وهو الأمن لقوله عز وجل:- (وهم من فزع يومئذٍ آمنون)، ولقوله عز وجل:- (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبـبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، فمن أحب الله عز وجل أحبه، ومن أحبه الله كان من الآمنين[24].

وعن أمير المؤمنين(ع):إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار[25].

وقد علق المحقق النراقي(ره)في كتابه القيم جامع السعادات على الروايات الواردة في عبادة الأحرار فقال:

لا ريب في أن العبادة على الوجه الأخير لا نسبة لمنـزلتها ودرجتها إلى درجة العبادة على الوجهين الأولين، فإن من تـنعم بلقاء الله والنظر إلى وجهه الكريم، يسخر ممن يلتفت إلى وجه الحور العين[26].

تكبيرة الإحرام والتلبية:

وقد أودع الله تعالى في الحج، كنوزاً من الوعي، والإخلاص، والانفتاح، والإقبال على الله، والإعراض عما دون الله، والكدح، والتسليم، والتوحيد، والإخلاص، والتوكل، والذكر، والولاء والبراءة، وغير ذلك من أبواب المعرفة والكدح إلى الله، ومفتاح هذه الكنوز جميعاً(التلبية)ولا ينال الحاج ما أودع الله تعالى في الحج من هذه الكنوز إلا إذا أحسن التلبية.

ومن لا يحسن التلبية لا ينال من حجه الكثير، وكل ما كان حظ الحاج أكثر من الإقبال والانفتاح على الله في التلبية كان حظه من مواهب الحج أكثر.

وشأن(التلبية)في الحج شأن(تكبيرة الإحرام)في الصلاة، فإن الصلاة كنـز، ومفتاح هذا الكنـز تكبيرة الإحرام، ومن أحسن(تكبيرة الإحرام)في الصلاة فتح الله تعالى عليه كنوز الصلاة، ومن لم يحسن تكبيرة الإحرام، كانت صلاته هيكلاً من دون روح.

فإن كلاً من الصلاة والحج، رحلة إلى الله تعالى، وكل رحلة إلى الله عروج وصعود، ولابد في هذا العروج من أن ينفصل عن هذه الدنيا ويقلع عنها إقلاعاً كاملاً بصورة مؤقتة خلال هذه الرحلة، وما لم يقلع الإنسان في صلاته وحجه عن دنياه، وما لم يتحرر من الأواصر والعلائق التي تشده إلى هذه الدنيا شداً، لا يستطيع الإنسان أن يجد في صلاته وحجه ذوق العروج والسفر إلى الله.

وليس يدعو الإسلام الناس إلى أن يفصلوا أنفسهم عن دنياهم التي لابد لهم منها، ولا يريد منهم أن يعرضوا عن هذه الدنيا وما فيها من لذة ونعيم وعلائق ووشائح تشدهم بها، وإنما يطلب منهم أن يتحرروا في حياتهم من أسر التعلق بهذه الدنيا وحبها والافتتان بها،وهذا رأي الإسلام في التعامل مع الدنيا.

تكبيرة الإحرام مفتاح الصلاة:

فإذا أقبل العبد على الله تعالى، في صلاته فلابد من أن يفصل نفسه عن هذه الدنيا وما فيها من علائق ووشائح ولذة وفتنة فصلاً كاملاً، لكي يستطيع أن ينعم بلذة العروج والعود إلى الله في الصلاة.

ففي هذه الرحلة العجيبة التي يكرم الله تعالى بها عباده في كل يوم خمس مرات، يمر الإنسان بآفاق رحبه من الحمد، والعبادة، والاستعانة بالله، والتوحيد، والتعظيم، والدعاء، والتسبيح، والتأليه، والذكر، والشكر، والتضرع، والإبتهال، والمناجاة، والتسليم له.

وليس بإمكان الإنسان أن يقطع هذه الآفاق الرحبة المباركة من لقاء الله،ما لم ينفصل بشكل كامل عن هذه الدنيا وما فيها من لذة ونعيم وعلائق ووشائح وهم وحرص وقلق وانشغال،فإنها تصرفه وتشغله عن آفاق اللقاء في هذه الرحلة.

وأشد ما في الصلاة، هو هذا الانفصال والإقلاع عما حول الإنسان من العلائق والوشائح ومن الهم والتفكير في الدنيا والانشغال بها، فإذا أمكنه أن يقلع في صلاته عن ذلك كله أمكنه أن يعرج في صلاته إلى الله، وأن يتمتع في هذه الرحلة بلذة لقاء الله، وأن يعيش فيها آفاق اللقاء الرحبة المباركة، وأن يتمتع بمواهبها وكنوزها.

ومفتاح ذلك كله(تكبيرة الإحرام)فإنها إذا أداها مقيم الصلاة أداءاً صحيحاً تفصله مرة واحدة، وبحركة سريعة خفيفة عما حوله فصلاً سريعاً قوياً، فإن تكبيرة الإحرام تتضمن بعدين، أحدهما يتضمن الآخر، وهما معاً يقوّمان معنى هذه التكبيرة العظيمة التي يفتح بها المصلي صلاته:

البعد الأول:تكبير الله وتعظيمه، والله كبير عظيم، ذو الجلال، والكبرياء، والعظمة، إلا أن هذا التكبير يتضمن معنى رقيقاً يستحق الكثير من التأمل والتفكير، وهو معنى(أفعل التفضيل)في هذه الكلمة، ومقارنة كبرياء الله تعالى إلى وضاعة الدنيا، وجلال الله إلى حقارة ما يشغله ويصرفه عن الله، فكل ما في هذه الدنيا مما دون الله حقير وضيع، ومتاع زائل، ومن سقط المتاع ومتاع الغرور.

ومتاع مثل هذا المتاع زائل، ووضيع لا يستحق أن يصرف الإنسان ويشغله عن الله ذي الجلال والإكرام، ولو للحظة واحدة، ولا يحسن به أن يرافقه في هذه الرحلة، فيشغله عن الله، ويصرفه عنه تعالى، ولو لبعض الوقت، وببعض الانشغال والانصراف، فإن الله أكبر من كل ذلك وأجل وأعظم، وهو الباقي وما في هذه الدنيا زائل، وهو الحق وما في هذه الدنيا باطل، وهو العظيم وما في هذه الدنيا حقير، وهذا هو البعد الثاني الذي تـتضمنه تكبيرة الإحرام، وهذا البعد يستنبطه معنى(أفعل التفضيل)في التكبيرة.

ويستحب أن يفتح المقيم للصلاة صلاته بسبع تكبيرات، ليؤكد ويعمق نفسه حالة الإقلاع والفصل عن الدنيا، ويتجاوز بها الحجب التي تحجبه عن الله تعالى ليمكنه بعد ذلك أن ينطلق إلى الله في هذه الرحلة العجيبة.

وقد روي في تعليل التكبيرات السبع في افتـتاح الصلاة:أن النبي(ص)لما أسري به إلى السماء قطع سبعة حجب، فكبر عند كل حجاب تكبيرة، فأوصله الله عز وجل، بذلك إلى منتهى الكرامة[27].

التلبية مفتاح الحج:

وينطلق الحاج إلى الحج من الميقات بـ(التلبية)والتلبية مفتاح الحج، كما أن التكبيرة مفتاح الصلاة، ومن دون التلبية لا يتمكن الحاج من أن ينطلق في هذه الرحلة المباركة التي شق طريقه إليها أبونا إبراهيم(ع)، وعمقه، ووكده ابنه المصطفى محمد(ص).

ولا يتأتى للإنسان أن ينطلق إلى الله في هذه الرحلة الإبراهيمية في الاستجابة لدعوة الله تعالى، من دون أن يفتح قلبه في هذه الاستجابة، ويلبي الدعوة إلى هذه الضيافة التي ينعم بها الله تعالى على عباده في كل سنة، عند بيته المحرم، بكل مشاعره وأحاسيسه وعقله وقلبه.

ولا تـتأتى له هذه الاستجابة وهذا الانفتاح على هذه الدعوة إذا كان لا يعرض في هذه الرحلة على الأقل عن كل دعوة أخرى يدعوه إليها ما في الدنيا من الغنى، وإذا كان لا يقاطع، ولو بصورة مؤقتة كل ما يشغل باله وهمه عن هذه الدعوة.

إن التلبية من فعل القلب، وأفعال الجوانح تختلف عن أفعال الجوارح.

فليس في وسع القلب أن يكون له في وقت واحد همان واهتمامان، وانشغالان وانصرافان واستجابتان، وذكران، بعكس الجوارح التي يمكنها أن تمارس في وقت واحد أكثر من فعل واحد.

يقول سبحانه وتعالى:- (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)[28]،فليس في جوف الإنسان إلا قلب واحد،وليس للقلب الواحد إلا اهتمام واحد.

فإما أن يصرف الإنسان هذا الاهتمام في الاستجابة إلى الله تعالى، وإما أن يصرفه إلى غير الله، وإما أن يعطل الإنسان قلبه، ويبلده فيكون محلاً لكل شارد ووارد.

التلبية استجابة وإعراض:

والتلبية استجابة وإعراض، استجابة لدعوة الله تعالى، وإعراض عن كل دعوة أخرى، مما تلقاها في هذه الدنيا.

وليس يدعو الإسلام المسلمين إلى الإعراض عن الدنيا، وليس ينهى الإسلام عن الإقبال على هذه الدنيا وفتـنها، وإنما يدعوهم إلى أن يجعلوا استجابتهم لها في طول استجابتهم لدعوة الله وامتدادها،وليس في عرضها،وإلى جنبها.

وأما في (الحج)فلا يتمكن الحاج أن يستجيب لهذه الدعوة الإلهية، وأن يقطع آفاق هذه الرحلة الإبراهيمية المباركة إن لم يمحض قلبه واهتمامه واستجابته لله تعالى، ولا يتأتى له هذا التمحيض إن لم يعرض عن أية دعوة أخرى في هذه الدنيا، حتى لا تـشغله دعوة عن هذه الدعوة، ولا تصرفه مغريات دعوات الدنيا وعواملها وفتـنها عن دعوة الله تعالى لعبادة الله.

والتلبية تـتضمن هذين المعنيـين معاً، الاستجابة لله، والإعراض عن غير الله، والانفتاح على الله، والانقلاب عما دونه سبحانه وتعالى.

الانقلاب الذي يحدث في الميقات بفعل التلبية:

و(التلبية)تفصل الحاج في الميقات فصلاً كاملاً عن دعوات هذه الدنيا، ومغرياتها وفتنها وإثاراتها مرة واحدة، ويصب الحاج من كل فج عميق في الميقات بأزياء مختلفة وهموم كثيرة، واهتمامات عديدة، فيصيغهم الله تعالى في الميقات، صياغة جديدة وينتـزعهم من كل رغباتهم وهمومهم واهتماماتهم انتـزاعاً كاملاً بـ(التلبية)ويمحضهم للاستجابة لدعوته تعالى،وينـزعهم أزياءهم،ويوحد نسكهم وزيهم،وهمهم واهتمامهم وعملهم ومسارهم ويَصُبّهُم في مصب واحد إلى بيته المحرم.

ومبدأ كل ذلك ومنطلقه(التلبية)فإن التلبية توحد في نفس الحاج شتات الهموم والاهتمامات والاستجابات والرغبات، وتوحد همهم واهتمامهم ورغباتهم واستجاباتهم باتجاه الاستجابة إلى دعوة الله تعالى.

إن(التلبية)تجمع شتات اهتمامات الإنسان في هم واهتمام واحد، وتجمع بنفس الطريقة شتات اهتمام الناس وتعدد مذاهبهم في الحياة الدنيا في اتجاه واحد.

إن الحياة تشتت الإنسان إلى هموم واهتمامات شتى، وتشتت الناس إلى مصالح ومذاهب شتى.

والميقات يجمع شتات الناس، في هم واحد، واهتمام واحد، وزي واحد، وطريق واحد.

و(التلبية)هي وسيلة هذا التوحيد، وفي الوقت نفسه توجه هذا الحشد البشري الهائل الواحد إلى الله الواحد القهار.

فهي توحد الإنسان (الفرد) وتوجهه إلى الله سبحانه، وتوحد الناس (المجتمع) وتوجههم إلى الله.

وهذا الانقلاب العظيم يجري في الميقات، بفعل(التلبية)و(الميقات)و(الحرم)هو وعاء هذا الانقلاب و(التلبية) عامل هذا الانقلاب.

وغاية الحج أن تـتحول ساحة الحياة كلها إلى(الميقات)و(الحرم)ويكون لكلمة(لا إله إلا الله)في ساحة الحياة الواسعة نفس الفعل والدور الذي يكون لكلمة(التلبية)وأن ينقل الحجاج(الحرم)إلى واقع حياتهم في(السوق).

ومن بؤس الناس وشقائهم أنهم ينقلون(السوق)إلى (الحرم)بخلاف ما يريده الله تعالى، وذلك أن(التلبية)تعيد بناء الفرد والمجتمع.

وهذا البناء يتم على صعيدين:

الأول:توجيه الناس إلى الاستجابة لله تعالى، وهذا الأمر يوحد شتات هموم الإنسان واهتماماته.

الثاني:توحيد الناس بهذا الاتجاه، يوحد شتات مذاهب الناس ومصالحهم وأعمالهم.

ويحب الله تعالى أن ينقل الحجاج هذه(الوحدانية الموجهة)إلى حياتهم في الأسواق،وفي مواقع الحكم والسياسة،وساحات الصراع…ومن عجب أن الناس ينقلون شتات أهوائهم وميولهم ومذاهبهم إلى(الميقات)و(الحرم).

ولو أمعنا النظر في(الميقات)و(التلبية)لقلنا:إن الميقات ليس فقط يستقبل شتات الناس ليصهرهم في اتجاه واحد، واهتمام واحد، وأسرة واحدة، وهم واحد، وإنما ينـزعهم من دنياهم انتـزاعاً ليعيد بناءهم الفردي والاجتماعي، بعد أن شتـتـتهم الحياة الدنيا آراءً ومذاهب ومصالح وهموماً.

هذا إذا أعطى الحاج نفسه لـ(التلبية)وفعل(التلبية)في نفسه، وفتح كل قلبه بالتلبية على الله، ولم يحتفظ لنفسه عند التلبية بشطر من قلبه، ويعطي الشطر الآخر لله تعالى، فإن القلب السليم لا ينشطر ولا يتعدد، قال تعالى:- (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).

والقلب البليد العاطل فقط ينشطر ويتعدد، وأمارة سلامة القلب توحيد الله، وأمارة بلادة القلب وعطله التعدد والإنشطار.

والتلبية توجه القلوب إلى الاستجابة لله، وتوحدها في هذه الاستجابة.

وهذه هي أبعاد هذا الانقلاب العظيم، ووعاؤه(الميقات)و(الحرم) وعامله (التلبية).

روي عن الإمام الرضا(ع):إنما أمروا بالإحرام ليخشعوا قبل دخولهم حرم الله وأمنه، ولئلا يلهو ويشتغلوا بشيء من أمور الدنيا وزينتها ولذاتها، ويكونوا جادين فيما هم فيه، قاصدين نحوه مقبلين عليه بكليتهم[29].

تأكيد التلبية:

لقد ورد في النصوص الاهتمام بتكرار التلبية،والإكثار منها وترديدها،فعن ابن أبي عمير وابن فضال عن رجال شتى عن أبي جعفر(ع)قال:قال رسول الله(ص):من لبى في إحرامه سبعين مرة احتساباً أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق[30].

والبراءة من النفاق من فعل التلبية، فإن التلبية وترديدها وتكرارها تزيل النفاق من النفس وتبرئ صاحبها من حالة النفاق، وتشتـت الميول والأهواء والهموم.

شعور الحاج عند التلبية:

إن التلبية تقترن في نفس الحاج بانفعالات نفسية وأحاسيس مختلفة،فهي تقترن بالشوق إذ يقبل الحاج إلى الميقات ملبياً دعوة ربه،ويقترن بالإحساس بالهيبة عندما يشعر الحاج أنه يقف بين يدي ذي الجلال والعظمة ليلبي دعوته،ويقترن بالرهبة والخوف،عندما ينظر إلى نفسه،فلا يراها أهلاً لهذا التكريم الإلهي،ولا يراها موضعاً لهذه الدعوة الإلهية ويخشى إن لبى أن يرد الله تعالى تلبيته.

 

سماحة الشيخ محمد العبيدان

 

——————————————————————————–

[1] سورة الحج الآية رقم 27.

[2] بحار الأنوار ج 99 ص 184.

[3] سورة الأحزاب الآية رقم 72.

[4] سورة فاطر الآية رقم 15.

[5] فروع الكافي ج 1 ص 196.

[6] وسائل الشيعة ج 4 ص 1086.

[7] سورة الأنفال الآية رقم 24.

[8] سورة النساء الآية رقم 65.

[9] سورة الأعراف الآية رقم 54.

[10] سورة النحل الآية رقم 12.

[11] سورة النساء الآية رقم 125.

[12] سورة آل عمران الآية رقم 20.

[13] سورة غافر الآية رقم 66.

[14] سورة آل عمران الآية رقم 32.

[15] سورة آل عمران الآية رقم 132.

[16] سورة الأنفال الآية رقم 20.

[17] بحار الأنوار ج 46 ص 301.

[18] المصدر السابق ج 82 ص 103.

[19] تنبيه الخواطر ص 417.

[20] المحجة البيضاء ج 5 ص 104.

[21] بحار الأنوار ج 32 ص 132.

[22] أصول الكافي ج 2 ص 84.

[23] وسائل الشيعة ج 1 ص 45.

[24] المصدر السابق ص 46.

[25] نهج البلاغة حكمة رقم 237.

[26] جامع السعادات ج 3 ص 117.

[27] وسائل الشيعة ج 4 ص 722.

[28] سورة الأحزاب الآية رقم 4.

[29] وسائل الشيعة ج 9 ص 3.

[30] المحاسن ص 64.

قراءة 2342 مرة