من هم أجود الناس وأكرمهم؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
من هم أجود الناس وأكرمهم؟

حينما يؤمن الإنسان بقضية إيماناً عميقاً حقيقياً لا ظاهرياً، يصل لمرحلة يستطيع فيها أن يبذل شيئاً نفيساً في سبيلها، من ماله إلى عياله ونفسه. حتى روحه التي هي أغلى ما يملكه، يبذلها في سبيل قضيته التي يؤمن بها.
 
ويأتي التاريخ ليخلِّد من يبذل نفسه في سبيل قضيته، ويرفعه لمقام المضحين، وصانعي الأمجاد والإنتصارات. فكيف إذا كانت التضحية لله وفي سبيله، وهو المالك الحقيقي لكل المخلوقات، والواهب الحقيقي لكل الكمالات. حينها سيصبح للتضحية معنى آخر، ستصبح التضحية فوزاً ورضواناً، كيف لا؟! وأنت تصل الكريم الوهاب الذي عنده خزائن لا تنفد، والذي هو ملك ومالك الدنيا والآخرة.
 
البذل والتضحية
 
﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[1]
 
﴿وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[2]
 
﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾[3]
 
عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "أجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله"[4]
 
إعانة المجاهدين وذم إيذائهم
 
عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "من اغتاب غازياً أو آذاه أو خلفه في أهله بخلافة سوء، نصب له يوم القيامة علم، فليستفرغ لحسابه ويركس في النار".[5]
 
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "من جهز غازياً بسلك أو إبرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".[6]
 
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "من جبن من الجهاد فليجهز بالمال رجلاً يجاهد في سبيل الله، والمجاهد في سبيل الله إن جهز بمال غيره فله فضل الجهاد، ولمن جهزه فضل النفقة في سبيل الله، وكلاهما فضل، والجود بالنفس أفضل في سبيل الله من الجود بالمال".[7]
 
وعن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): "الجبان لا يحل له أن يغزو، لأن الجبان ينهزم سريعاً، ولكن ينظر ما كان يريد أن يغزو به فليجهز به غيره، فإن له مثل أجره في كل شئ ولا ينقص من أجره شيئاً".[8]
 
وعن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبةً، وهو شريكه في "ثواب" غزوته".[9]
 
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله، فإن الله يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم".[10]
 
وعن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): "جاهدوا في سبيل الله بأيديكم، فإن لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم، فإن لم تقدروا فجاهدوا بقلوبكم".[11]
 
وعنه عليه السلام: "الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله".[12]
  


[1] - القرآن الكريم، سورة النساء/95.
[2] - القرآن الكريم، سورة الأنفال/72.
[3] - القرآن الكريم، سورة التوبة/20.
[4] - الريشهري- محمد- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 483.
[5] - الريشهري- محمدي- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 446.
[6] - نفس المصدر.
[7] - نفس المصدر.
[8] - نفس المصدر.
[9] - الريشهري- محمدي- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 446.
[10] - نفس المصدر.
[11] - الريشهري- محمدي- ميزان الحكمة- دار الحديث، الطبعة الأولى- ج 1 - ص 447.
[12] - نفس المصدر.

قراءة 5 مرة