ماذا فعلت الصواريخ الإيرانية بأمريكا؟ إنجازات خالدة لرد ساحق علی جريمة

قيم هذا المقال
(1 Vote)
ماذا فعلت الصواريخ الإيرانية بأمريكا؟  إنجازات خالدة لرد ساحق علی جريمة

في رد ساحق علی استشهاد لواء الإسلام الفريق "الحاج قاسم سليماني" والشهيد البطل "أبومهدي المهندس" ورفاقهما الذين ارتقوا في الجريمة الوحشية التي ارتکبتها اليد الأمريکية الآثمة، قام الحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر من صباح هذا اليوم(الأربعاء، 10 أكتوبر 2010) بإطلاق العشرات من الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين هما "عين الأسد وإربيل" في العراق.

هذا الهجوم الانتقامي والمشروع، الذي يعد ثأراً وطنيًا وجاء بطلب ثمانين مليون إيراني، ستكون له آثار ونتائج خطيرة وحاسمة، والتي سيتم مناقشتها فيما يلي.

  1. إنهيار الهيمنة الأمريكية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يوم أو يومين من الانتقام الإيراني، وتحت تأثير فكرة وهمية، عمد عن طريق التغريدات إلی خلق حالة من الرعب، ووصف الجيش الإرهابي للولايات المتحدة بأنه أقوى جيش تجهيزاً وتقدماً وعتاداً في العالم، عله يستطيع أن يمنع إيران من الانتقام من خلال هذه التهديدات الجوفاء.

من المرجح أن هناك دولاً حول إيران تخشى الجيش الأمريكي حتى بدون هذه الإيماءات الفارغة؛ لکن الحرس الثوري هاجم القاعدتين دون أن يهتم بهذه السياسة الأمريكية التي تهيمن من خلالها على العالم لعقود. وعن طريق تدمير قاعدة "عين الأسد"، وهو ما أكده مسؤول أمريكي، أزال هيمنة هذا الجيش في دقائق، بحيث لايبدو أن يتمکن الجيش الأمريكي من استعادتها بسهولة.

  1. جدية إيران

بعد انتهاء فترة الدفاع المقدس(الحرب العراقية الإيرانية) التي حدث في نهايتها نزاع عسكري مباشر بين إيران والولايات المتحدة، استمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وکلما هدد المسؤولون الأمريكيون بعمل عسكري، تم تحذيرهم من رد الفعل الإيراني. وفي كل مرة کانت إيران تعلن صراحةً أنها سترد بقوة على أي عمل عسكري ضدها.

في هذه السنوات، لم يحدث هناك اختبار خاص لاستعداد إيران للرد على العمل العسكري، إلی أن وقع اغتيال الحاج قاسم سليماني ورفاقه يوم الجمعة الماضي، حيث أعلنت إيران عقب ذلك عن استهداف قاعدتين أمريكيتين في العراق بقاذفات صواريخ، وأظهرت أنها جادة في الرد على أي عدوان ولن تتراجع، حتى لو كان المعتدي هو أمريكا الشيطان الأكبر.

  1. إتضاح ثقل بلدان المنطقة

إن بعض دول المنطقة، وخاصةً في الخليج الفارسي، عن طريق تمهيد الأرضية لوجود الدول الأجنبية، وخاصةً الولايات المتحدة في الخليج الفارسي، والترحيب بها بحرارة وذلة، تلعب باستمرار دوراً مدمراً بالکامل في شؤون المنطقة.

هذه الدول مدعومةً بالوجود الأمريكي، وانتهاك حقوق الحكومات والشعوب الأخرى في المنطقة، قد وفرت الأسباب لتأمين مصالح الکيان الإسرائيلي والوجود المستمر وغير المشروع للولايات المتحدة في المنطقة، ومن خلال الشراء المطرد والواسع للأسلحة من أمريكا وقمع المعارضة الداخلية والخارجية بشكل مباشر وغير مباشر، نصبت نفسها شرطي الأمريكان في المنطقة بل وحتى هددت في بعض الأحيان البلدان الأخرى.

هذا السلوك والمواقف الجبانة لهذه المجموعة من الدول في قضية الهجوم الانتقامي الإيراني على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، أظهرا بوضوح وزنها الحقيقي في مثل هذه الأمور، واتضح أنها دون شعوبها في ذروة العجز الحقيقي، حتى عند الاعتماد على منافس قوى مثل الولايات المتحدة، ناهيك عن حالة انفرادها.

  1. الذلة المتنامية للکيان الإسرائيلي

إن الکيان الإسرائيلي، الذي يُعرف عالمياً وعند الأحرار في کل أنحاء المعمورة، بأنه "قاتل الأطفال"، بعد انتهاء فترة سيادته علی بعض الدول العربية عن طريق احتلال أراضيها، وبعد صعود الصحوة الإسلامية وتعزيز النظرة المعادية للصهيونية بين جزء كبير من العالم الإسلامي، وتشكيل فكرة العودة المقدسة واستعادة الأراضي المحتلة لدی الفلسطينيين على الرغم من تواطئ بعض القادة العرب، لا يعيش أوضاعاً جيدةً على عكس ما يدعيه.

هؤلاء المحتلين، وبعد عدة هزائم نکراء من حزب الله في لبنان والفصائل الجهادية الفلسطينية، شعروا بأن قدرتهم على التعامل مع هذه المجموعات تتضاءل يوماً بعد يوم، والدعوة إلى وقف مبكر لإطلاق النار في کل معرکة مع الفصائل الجهادية في فلسطين، مؤشر واضح على هذا الادعاء.

لذلك، فإن هجمات الکيان الإسرائيلي المتكررة على بعض المواقع الإيرانية في سوريا أيضًا، والتي کانت من أجل إظهار القدرة، ولم تُواجه برد فعل إيراني بسبب ضبط النفس،لم تنجح في تقديم دليل على قوة کيال الاحتلال، وفي أعقاب اغتيال الفريق سليماني، فإن الصهاينة الذين شاهدوا غضب الشعب الإيراني وعزم الجمهورية الإسلامية على الانتقام، وأخيراً استهداف صاروخي لقاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، فقد انتابهم شعور متزايد بالإحباط والإذلال، ومن هنا يأتي سلوكهم الخبيث والحذر.

  1. تزايد قوة الردع الإيرانية

وفقًا لبعض الآراء داخل النظام السياسي الأمريكي، فإن السبب الرئيسي لعدم الرد العسكري الأمريكي على إيران بعد إسقاطها لطائرة غلوبال هوك الأمريکية المسيرة، كان فهم ترامب الصحيح بأن إيران سترد على أي هجوم عسكري.

إمتناع ترامب عن العمل العسكري ضد إيران في ذلك الوقت، لم يسمح بأن يخضع تصور ترامب الصحيح لرد الفعل الإيراني للاختبار، فضاعت الفرصة حينها. لکن الفرصة عادت من جديد بعد تحليلات غير دقيقة لنتائج وعواقب هذه الجريمة الإرهابية، وأثبتت إيران تزايد قدرتها علی الردع عن طريق تدمير قاعدتين أمريكيتين.

ما قيل باختصار شديد هو جزء من العواقب الحتمية لرد إيران الساحق على الولايات المتحدة، وعدم هجوم أمريكا علی إيران يثبت ذلك أكثر، والهجوم الأمريكي المحتمل بسبب اليقين من رد إيراني أکبر من الرد السابق والذي يمكن أن يغطي المنطقة بأسرها، والأميركيون يدركون ذلك جيداً؛ لا ينقص شيئاً من حتمية هذه العواقب، ويضاف إلى ذلك أن هذا الرد الساحق والشجاع سيترك تأثيره الخطير في المستقبل القريب على التطورات الإقليمية مثل اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان إن شاء الله.

 

قراءة 1084 مرة