كان أحد أكثر أيام الدفاع المقدس ضد الكيان الصهيوني التي استمرت 12 يوماً لا يُنسى، عندما استعدت القوات المسلحة الإيرانية لتنفيذ الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق 3"؛ يوما حدقت فيه أنظار الكثيرين حول العالم إلى عظمة وقوة إيران الإسلامية.
ولكن ما جعل الأنظار تلتفت نحو قوة إيران الإسلامية كان الاستخدام غير المسبوق للصواريخ الباليستية متعددة الرؤوس الحربية والمسماة "خيبرشكن 2" (کاسر خیبر 2) وهو صاروخ من الجيل الثالث من إنجازات القوة الجوفضائية لحرس الثورة، استطاع في هذه العملية، باستخدام تكتيكات جديدة ومفاجئة، أن يحطم الأهداف بدقة أكبر وقوة تدمير وتأثير أعلى.

متى تم الكشف عن "خيبرشكن 2"؟
أثناء زيارة سماحة قائد الثورة الإسلامية لمعرض إنجازات القوة الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية في شهر نوفمبر 2023، عرض الصاروخ الباليستي "خيبرشكن 2" ذو المدى 1800 كيلومتر ورأس حربي محدث مقارنة بالنسخة الأولى. ونظرا لنوع التصميم والمواد المستخدمة في صنع هذا الصاروخ، فإن أبعاد خيبرشكن 2 مشابهة لأبعاد خيبرشكن 1 مع اختلاف أن مداه زاد حوالي 600 كيلومتر. النقطة المهمة هي أن قواتنا المسلحة خلال عملية الوعد الصادق 3، بالإضافة إلى استخدامها صاروخ خيبرشكن 2، استخدمت أيضا صاروخ خيبرشكن 1، وسنتعرف فيما يلي على أبرز مواصفات هذا الصاروخ أيضا.
تعرف أكثر على "خيبرشكن 1"
يعد "خيبرشكن 1" من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى حيث يبلغ مداه 1450 كيلومترا. يبلغ طول هذا الصاروخ 10.5 مترا، وقطره 800 ملم، ووزنه الإجمالي 4500 كجم. يزن رأسه الحربي 500 كجم ويتحرك بسرعة تفوق 5 آلاف كيلومتر في الساعة.

وتشمل مميزات هذا الصاروخ القدرة على تنفيذ مناورات معقدة، والاختراق الفعال لحاجز أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ داخل الغلاف الجوي، والسرعة العالية جدا في الاصطدام بالأهداف. الرأس الحربي للصاروخ خيبرشكن من النوع القابل للانفصال ويمكن توجيهه حتى لحظة الاصطدام بالهدف؛ كما أنه قادر بخلال تنفيذه للمناورات على خداع أنظمة الدفاع الجوي والمضادة لصواريخ للعدو.

حققت إيران الإسلامية خلال السنوات الأخيرة وبعد انتصار الثورة الإسلامية تقدما هائلا في المجال الصاروخي، حيث ظهرت نتائج هذا التقدم في مواجهة العدوان إلاسرائيلي. أظهرت القوة الصاروخية الايرانية، بامتلاكها أنواعا مختلفة من الصواريخ ذات مديات وقدرات متنوعة، قدرة ملحوظة في هذا المجال. هذه الصواريخ، بمدياتها المختلفة ودقتها العالية في التصويب على الأهداف، تعد أحد الركائز الأساسية للدفاع عن اراضي البلاد ومصالحها الإستراتيجية.
صاروخ واحد؛ هدف واحد
يقول القائد الشهيد أمير علي حاجي زادة، القائد السابق للقوة الجوفضائية لحرس الثورة: "في المجال الصاروخي، على الأقل خلال السنوات الاثني عشرة الماضية، كان لدينا اتصال مباشر وجلسات مستمرة مع قائد الثورة الإسلامية وكنا ننسق معه الأمور الأساسية، سواء بشكل شخصي أو عبر الرسائل. كان لديه رؤية في هذا المجال وكان أحيانا يصحح المسار أمامنا. على سبيل المثال، عندما كنا نسعى لزيادة السرعة في الجوانب التقنية للصواريخ، كان يؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية للدقة."

كانت الدقة المذهلة للضربات الصاروخية الإيرانية ردا على اعتداء العدو إلى درجة أنه في إحدى موجات عملية الوعد الصادق 3، تمكنا بتصويب صاروخ واحد فقط من تدمير هدف حساس ومحدد؛ كان ذلك الهدف مركزا للبيانات الحساسة يقع في الطابق السفلي الأول (تحت الأرض) لمبنى مكون من 32 طابقا.

وكتب المعهد الأمريكي "إنتربرايز" عن زيادة دقة الصواريخ المصنعة في إيران: زيادة دقة الصواريخ الإيرانية تدل على زيادة القدرة التقنية للصناعات العسكرية المحلية في هذا البلد، وقد يثير هذا الأمر فكرة أن جهود الغرب في فرض عقوبات على التقنيات المتقدمة والسلع ذات الاستخدام المزدوج غير مجدية.في
الواقع، يمكن القول إن صواريخ خيبرشكن والأنظمة الصاروخية الإيرانية الأخرى تحمل رسالة واضحة للأعداء، رسالة تقول: "أي عدوان سيكون له رد قاس لا يمكن تجاهله، وأن أمن وسلامة أراضي البلاد مضمونان بقوة لا نظير لها."