فضل الإعتكاف وثوابه

قيم هذا المقال
(1 Vote)
فضل الإعتكاف وثوابه

قال تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾1.

الهدف:توضيح عبادة الإعتكاف وبيان فضلها ودعوة الناس إلى الإهتمام بها خلال في شهر رمضان المبارك.

مقدّمة

لعلّ مبدأ الإعتكاف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع اعتزال الناس وصخب الحياة والإبتعاد عن مفردات الحياة اليوميّة ومحاولة الخلوة بالله تبارك وتعالى والإنشغال بمختلف أنواع العبادات ممّا يساهم في تقوية الشعور بلذّة الطاعة عند الإنسان، وتربية الإنسان على ضرورة تخصيص وقت بشكلٍ مستمرٍّ للخلوة مع الله.

يرتكز مفهوم الإعتكاف على أمرين أساسيّين:

1- الإنقطاع إلى الله: ولا يخفى لما للإنقطاع إلى الله من أثر بالغ في صفاء النفوس وبلوغها أعلى المراتب، فقد ورد في الدعاء: "إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك"2.

2- الإعراض عن الدنيا: أي عدم الإنشغال بالشؤون الدنيويّة من بيع أو تجارة أو أحاديث لغوٍ أو لهوٍ أو خوض في باطل وسوى ذلك ممّا يفسد الإنقطاع إلى الله، وبالتالي تنزيل الدنيا منزلة مبدأ المعاصي ورأس كلّ خطيئة في النفس، وأنّها الحجاب الأكبر الذي يحجب الإنسان عن التقرّب والإخلاص لله.

فضل الإعتكاف

وللإعتكاف ثوابه العظيم فقد كان رسول الله يردّد دائماً أنّ "ثواب الإعتكاف يعادل حجّتين وعمرتين"3.

أفضل أوقات الإعتكاف

لمّا كان الصوم شرطاً في صحة الإعتكاف، وأفضل الصوم في شهر رمضان كان أفضل الإعتكاف خلال شهر رمضان المبارك فقد ورد أنّ النبيّ صلى الله علية واله وسلم إذا كان مقيماً اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين4.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله علية واله وسلم إذا كان العشر الأواخر - يعني من رمضان - اعتكف في المسجد، وضربت له قبّة من شعر، وشمّر الميزر وطوى فراشه"5.

مكان الإعتكاف

عنه عليه السلام: "لا اعتكاف إلّا في مسجد جماعة قد صلّى فيه إمام عدل بصلاة جماعة"6.

قضاء حوائج المؤمنين أفضل من الإعتكاف

عن ميمون بن مهران: كنت جالساً عند الحسن ابن عليّ عليه السلام فأتاه رجل فقال له: يا بن رسول الله ! إنّ فلاناً له عليَّ مال ويريد أن يحبسني، فقال: "والله ما عندي مال فأقضي عنك"، قال: فكلّمه، قال: فلبس عليه السلام نعله، فقلت له: يا بن رسول الله ! أنسيت اعتكافك؟ فقال له: "لم أنس ولكنّي سمعت أبي عليه السلام يحدّث عن (جدي) رسول الله صلى الله علية واله وسلم أنّه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنّما عبد الله عزّ وجلّ تسعة آلاف سنة، صائماً نهاره، قائماً ليله"7.

ولا يخفى أنّ قضاء حوائج المؤمنين عبادة بل من أهمّ العبادات كونها لها بُعد عام يطال سلامة المجتمع، وهذا أرفع شأناً من العبادة التي لها بعد خاصّ وفرديّ فقط.

هوامش

  1.  البقرة: 125.
  2.  إقبال الأعمال، ج3، ص299.
  3.  من لا يحضره الفقيه، ج2، ص60.
  4.  ميزان الحكمة، ج3، ص260.
  5.  روضة المتقين / ج3، ص496.
  6.  وسائل الشيعة، ج7، ص401.
  7.  وسائل الشيعة، ج7، ص409.

 

 

   

 

قراءة 2749 مرة