
emamian
ارتباط الإسلام حدوثاً وبقاءً بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾1
تتحدث الآية عن طريق الاستقرار الاجتماعي الذي يتحقّق من خلال أمرين:
الأول: رفع سلبيات الماضي ﴿كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾
الثاني: دفع ما يقلق في المستقبل ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾
كيف يحصل هذا الاطمئنان الاجتماعي؟
الجواب في هذه الآية: من خلال ثلاثة عناصر:
1- الايمان
2- العمل الصالح
3-الايمان بما نزّل على محمد
العنصر الثالث هو الإضافة اللافتة؛ فهو يشير إلى أنّ استقرار المجتمع الإسلامي لا يمكن أن يكون إلا من خلال الإيمان بما نزّل على محمد (صلى الله عليه وآله)، والتركيز على الاسم دون الصفة أو اللقب أمر لافت؛ إذ لم يقل إلا ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل أصرّ الله تعالى أن يذكر اسم محمد (صلى الله عليه وآله)، والسُّر في ذلك هو أنّ بقاء الإسلام، لا يكون إلا ببقاء محمد (صلى الله عليه وآله).
من هنا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حذراً من تبليغ ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غدير "خم"، لذا أرسل الله إليه رسالة اطمئنان، ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾2.
فعصمة الله تعالى ليست العصمة الأمنيّة من القتل وما شابه، بل هي عصمة بقاء محمد الرسول (صلى الله عليه وآله)؛ لأنّ بقاء محمد (صلى الله عليه وآله) هو بقاء للإسلام، فالخروج على محمد (صلى الله عليه وآله) ليس مجرد انقسام سياسي في المجتمع الإسلامي، بل هو كفر وخروج عن ذلك المجتمع.
من هنا أعطى الله الضمانة لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) الذي كان يعرف أنه سيرحل عن هذه الدنيا بعد شهرين وعشرة أيام من تاريخ يوم الغدير، وهو بتلك الضمانة سيبقى رسولاً، وستمتد رسالته لتحقق وعد الله وهدف الأنبياء والمرسلين، يوم يُظْهِر الله دين محمد (صلى الله عليه وآله) على كلّ الأديان، فيتحقق حينها وعد الله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾3.
المنهج في بقاء الإسلام ببقاء محمد (صلى الله عليه وآله)
لارتباط الإسلام حدوثاً وبقاءً بمحمد (صلى الله عليه وآله) أكّد الإسلام قرآناً وسُنّةً وعترةً على خطوات لتحقيق ذلك منها:
1- محمد (صلى الله عليه وآله) في القرآن.
تكرّر ذكر اسم رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) في القرآن الكريم، بل سميت سورة باسم محمد (صلى الله عليه وآله).
2- محمد (صلى الله عليه وآله) في الأذان والإقامة.
شرّع الله تعالى أن يقال في كل أذان وإقامة أشهد أن محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله).
3- محمد (صلى الله عليه وآله) في الصلاة.
شرّع الله تعالى في الصلاة الشهادة أمام الله تعالى بعبودية محمّد (صلى الله عليه وآله) ورسوليّته بقول المصلّي: "أشهد أنّ محمداً عبده ورسوله".
كما أن اللافت هو تشريع الله تعالى زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول المصلي: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" مع أنّ مقام الصلاة هو التوجه إلى الله تعالى.
4- الصلاة على محمد (صلى الله عليه وآله)
دعانا الله تعالى أن نصلي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بأمرنا بذلك في قوله تعالى: ﴿.. إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً﴾.
عن الإمام الصادق(عليه السلام): "من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذ كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه"4.
وعن الإمام الرضا(عليه السلام): "من لم يقدر على ما يكفِّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، فإنها تهدم الذنوب هدماً"5.
وعن الإمام أبي جعفر(عليه السلام): "ما من شيء يُعبد الله به يوم الجمعة أحبّ إليّ من الصلاة على محمد وآل محمد"6.
وعن الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام: "أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وأهل بيته"7
5- تسمية الأبناء باسم محمّد (صلى الله عليه وآله):
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من ولد له ثلاثة بنين ولم يسمِّ أحدهم محمداً فقد جفاني"8.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "لا يولد لنا مولود إلا سميناه محمداً، فإذا مضى سبعة أيام، فإذا شئنا غيّرنا وإلا تركنا"9.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "بورك لبيت فيه محمد ومجلس فيه محمد، ورفقة فيها محمد"10.
عن الإمام الرضا(عليه السلام): "لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد"11.
وعن أبي جعفر (عليه السلام): "إنّ الشيطان إذا سمع منادياً ينادي يا محمد، يا علي، ذاب كما يذوب الرصاص"12.
6- عدم مسّ اسم محمّد (صلى الله عليه وآله) من دون طهارة:
احتاط الفقهاء بمس اسم محمد (صلى الله عليه وآله) دون طهارة باعتبار القداسة التي تنتقل من المعنى إلى الحبر والمداد.
فكان اسم محمد (صلى الله عليه وآله) صنو القرآن لا يمسّه إلا المطهرون.
بهذه الخطوات التي واكبها الله تعالى في مخططه لمسيرة البشرية عصم محمد (صلى الله عليه وآله) من الزوال، بل عصمه من التشويه رغم كل المحاولات الهادفة إلى ذلك.
﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾13
الفتح هو فتح العقول والقلوب على كمال محمد (صلى الله عليه وآله).
ومغفرة الذنب المتقدم هو رفع لدعاية مشركي مكة ومن سار معهم.
ومغفرة الذنب المتأخر هو دفع لدعايات التشويه في مستقبل الإسلام أن تطال من طهره ونقائه ودوره و رسالته.
حاولوا في القرن الإسلامي الأول أن يقضوا على محمد (صلى الله عليه وآله) الرسالة، فكانت عاشوراء لتحفظ محمداً ورسالته.
وحاولوا بعد ذلك وما زالوا يحاولون أن يشوِّهوا من صورة محمد (صلى الله عليه وآله) تارةً عبر آيات شيطانية بريطانية، وتارة عبر رسوم هولندية وغير هولندية، وتارة أخرى عبر منع المآذن السويسرية التي تصدع باسمه المبارك ولكن مع كل ذلك بقي وسيبقى محمد (صلى الله عليه وآله).
سماحة الشيخ د. أكرم بركات
- سورة محمد، الآية 2.
2- سورة المائدة، الآية 67.
3- سورة التوبة، الآية 33.
4- الكليني، الكافي، ج2، ص 494.
5- البحراني، الحدائق الناضرة، ج8، ص 471.
6- المصدر السابق، ج10، ص 197.
7- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج4، ص 1214.
8- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج101، ص130.
9- المصدر السابق، ج101، ص131.
10- المصدر السابق، ج16، ص240.
11- المصدر السابق، ج101، ص131.
12- الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، ج6، ص20.
13- سورة الفتح، الآيتان 1-2
المصدر شبکه المعارف الاسلامیه
هل تنظر لهاتفك كل 15 دقيقة؟ احذر من الـ “نوموفوبيا”
حذر الطبيب التركي آدم أيدن، اختصاصي الأمراض النفسية، من انتشار “رهاب فقدان الهاتف المحمول” أو ما يعرف بالـ “نوموفوبيا”.
وقال أيدن، المدرس بكلية الطب في جامعة نجم الدين أربكان بولاية قونية، إن “النوموفوبيا” تتمثل في حالة التوتر والقلق النفسي التي تصيب المرء لدى ابتعاده عن هاتفه المحمول.
وأوضح أن الشخص المصاب بهذا الرهاب، يتصفح هاتفه كل 15 دقيقة، ويتأكد من أن هاتفه بجانبه 150 مرة في اليوم.
ومن بين الأعراض الأخرى لهذه الظاهرة، وضع الهاتف تحت الوسادة أثناء النوم، وفق أيدن.
وشدد الطبيب التركي على ضرورة ترك الهاتف قبل 4 ساعات من الخلود إلى النوم.
ولفت أن التعرض للضوء الأزرق الصادر عن شاشة الهاتف، يقلب الساعة البيولوجية للجسم رأسا على عقب، ما يؤدي إلى النعاس وفقدان التركيز خلال النهار.
كما أعرب الطبيب عن اعتقاده بعدم جدوى فلاتر الضوء الأزرق المستخدمة في الهواتف.
وأشار أن الدراسات أظهرت تدني مستوى النجاح لدى واحد من كل ثلاثة طلاب مصابين بإدمان التكنولوجيا، الأمر الذي يتفاقم أكثر مع مرور كل يوم.
على اعتاب مولد النبوي الشريف من شعراء المديح النبوي
اجتمعت للشاعر ابن الجَنان الأندلسي ،عدّة مزايا لم تجتمع لشاعر في عصره، فرغم أن عصره كان زاخراً بالشعراء الكبار إلا أنه استطاع أن ينافسهم بشاعريته ويدرك مكانة متميزة بينهم لغزارة نتاجه الشعري الرصين، ولغته الجزلة المتينة الألفاظ وأسلوبه المتماسك التراكيب.
اعتمد ابن الجنان في شعره على فنون البلاغة لاسيما البديع وفنونه، كالجناس والطباق والمقابلة والتكرار ولزوم ما لا يلزم وغيرها من الفنون، فكان أحد أعمدة القصيدة العمودية الأندلسية الرصينة التي احتوت على عناصر القصيدة العربية الشرقية في عصره بعد أن طغت على الأدب الأندلسي في بعض المراحل اللغة السهلة والأسلوب التقريري الذي اعتمد على لغة التخاطب القريبة من لغة النثر منها إلى اللغة الشعرية.
الأدب الملتزم
تميّز ابن الجنان بالأدب الملتزم في زمن شاعت فيه موضوعات الشعر المنحرفة وأغراضه المبتذلة كالغزل الماجن والهجاء الفاحش وغيرها، أما هو فيعد خليفة لشعراء الأندلس الملتزمين بقضايا الأمة الإسلامية كابن هانئ الأندلسي وابن دراج وابن الأبار وغيرهم، وقد انعكست مبادئه وحسّه الديني والأخلاقي على شعره فغلب عليه طابع التوحيد والنبوة فكانت أكثر قصائده في (الإلهيات) و(النبويات) وقصائده في هذين الجانبين متلازمان، فالشاعر حيثما يذكر الله، يذكر رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) خاتماً به قصيدته مصلياً ومسلماً، وكلما يمدح الرسول، فهو يحمد الله على نعمة الإسلام.
كما تميّز ابن الجنان بأنه من ذوي المواهب المتعددة، ففضلاً عن براعته في الشعر وإحرازه مكانة متميزة فيه فقد كان ناثراً مبدعاً تجلّى ذلك في مخاطباته ومكاتباته التي نقلتها المصادر والتواريخ، غير أن أهم ما يميزه هو كثرة قصائده وجودتها في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) حتى عرف بـ (شاعر المديح النبوي).
الشاعر والكاتب والمحدث
إنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري القيسي المعروف بـ (ابن الجَنان) ــ بفتح الجيم ــ ، ويرجع في نسبه إلى الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام). ولد في مدينة مرسية في الأندلس في القرن السابع الهجري، (عصر الموحّدين) حيث شهد خلال حياته في الأندلس مجد الدولة الموحّدية، كما شهد انحسارها وضعفها وتقوّضها عبر أحداث واضطرابات كثيرة يطول شرحها شهدتها الأندلس على الصعيد السياسي.
نشأ ابن الجنان نشأة أبناء عصره وقرأ في عهد مبكر القرآن الكريم وتعلّم أحكامه وعلومه كما درس الحديث والعلوم الأخرى فضلاً عن الشعر فكان: (محدثاً، كاتباً، بليغاً، شاعراً، بارعاً، وُصف بجودة الخط وحسن الضبط والحفظ والاتفاق)، كما وصفته كل المصادر التي ترجمة له، فأحرز مكانة متميزة وشهرة فائقة بين شعراء عصره.
ولكن رغم هذه الشهرة فإن شعره لم يدوّن في حياته ولا بعد مماته، ففقدان دواوين الشعراء البعيدين عن مدح السلاطين كان أمراً مألوفاً حتى وإن كانوا من كبار شعراء عصرهم كابن الجنان، فلا يمكن الجزم بأن ما صلنا هو كل شعره، فهناك إشارات للمؤرخين إلى فقدان أشعار كثيرة للشاعر، كما لا يمكن أن يكون جميع ما نُسب إليه من الشعر هو له، وقد بذل الدكتور منجد مصطفى بهجت جهداً كبيراً لجمع شعر ابن الجنان من مصادره المخطوطة والمطبوعة فتكونت لديه أربع وخمسون قصيدة في ألف وثلاثمائة بيت.
النبويات
أما شعر ابن الجنان فقد توزّع على موضوعات الشعر العربي وأغراضه جميعها، باستثناء الموضوعات التي ناقضت سلوكه الديني وسيرته القويمة والذي نشأ عليهما وعرف بهما، فعزف عن هجر القول وباطله.
وتتصدر (النبويات) ــ مدح الرسول صلى الله عليه وآله ــ ديوانه واحتلت نصف الديوان تقريباً، فالشاعر هائم بحب النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وهو يتفنن في عرض زوايا حبه إياه بأفانين الأساليب وأنماطها، فالرسول الأكرم كامن في ضميره، وهو يرجو بجاهه أن يتقرّب إلى الله تعالى وأن يغفر بشفاعته (ص) ذنوبه وهو الصادق في حبه إياه، يقول في إحدى قصائده الكثيرة في هذا الباب وهو من اللزوميات:
أيذهبُ يومٌ لم أكـــــــــــــفّرْ ذنوبَه *** بذكرِ شفيعٍ فــــــــي الذنوبِ مشفّعُ
ولم أقضِ في حقِّ الصـلاةِ فريضةً *** على ذي مقامٍ في الحســابِ مُرفّعُ
أرجّي لديــه النفعَ فــي صدقِ حبِّه *** ومن يربحُ المختارَ لا شــــكَّ ينفعُ
وأهدي إلى مثـــــــــواهُ مني تحيةً *** إذا قصدتْ بابُ الرضى ليسَ تدفعُ
ويقول في (مشفّعة) أخرى متوسّلاً بالرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ويمزج في قصائده بين الدعاء إلى الله سبحانه، والتضرّع إليه والتوجه إلى الرسول بطلب الشفاعة:
يا أرحمَ الخلقِ يومُ الحشرِ والندم *** ارحمْ عبيدَكَ يا ذا الطولِ والنعمِ
إني توسَّلت بالمختـــــــارِ ملجأنا *** الطاهرِ المجتبى من خيرةِ الأممِ
فهو الشفيعُ الذي أرجو النجاةَ به *** من الجحيـــــمِ إذا الكفارُ كالحِممِ
وبلغت شهرة ابن الجنان في المديح النبوي أنه عندما أراد ابن المرابط تأليف كتابه (زواهر الفكر وجواهر الفقر) سأل ابن الجنان أن يتحفه بأبيات في مدح الرسول يفتتح بها كتابه، فالرسول الأكرم هو مفتاح أبواب الخير وبه يُدرك اليُمن وتنال البركة وتدرك الغايات السامية، فأرسل إليه ابن الجنان هذه الأبيات:
إبدأ مقالكَ بالثنــــاءِ على النبي *** يزكو شذا مسكِ الختامِ ويعبقُ
واجعلْ وسيلتكَ التي ترجو بها *** درٌ على جيدِ المحــــامدِ ينسقُ
بختام ديوانِ الرســالةِ والهدى *** فبه تروقُ النــــاظرين وتؤنقُ
ويتجلى في مدائحه لسيد الخلق (صلى الله عليه وآله) ذكر صفاته (ص) الرسول الكريم فهو إمام المسلمين، وأبهر الخلق، وصفاته أعجزت أهل البراعة أن يصفوها ويدركوا كنهها:
بخاتمِ الرُّسلِ أعني *** إمام تلك الجمـــــــاعة
لأبهرِ الخـلقِ مجداً *** يحكي الصباحَ نصاعة
لمن صفــاتُ علاهُ *** تُعجزُ أهلَ البــــــراعة
وأسمى سبيل يمكن أن يقدمه الإنسان المسلم للرسول الكريم فيما جاء في الآيات والأحاديث النبوية الشريفة يكمن في توجيه الله تعالى للمسلمين بالصلاة على نبيه (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فالآية الكريمة تتضمن فِعلَي الأمر (صلوا وسلموا) ولذلك يتجلى هذا الأمر واضحاً لدى ابن الجنان حيث جسّد ذلك في ثلاث قصائد كانت الغاية والهدف من مضمونها هو الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
استهل في الأولى مقدمتها بجملة (صلوا على) وانساقت في محورين: الأول يقوم على تعداد خصاله السامية وصفاته الرفيعة، والآخر يقوم على أساس تفرّده بالمعجزات الخارقة يقول فيها:
صلوا على خيرِ البــــريَّةِ خيماً *** وأجلِّ من حازَ الفخارَ صميما
صلوا على من شرّفتْ بوجودِه *** أرجاءُ مكةَ زمزماً وحـطــــيما
صلوا على نورِ تجلّى صبــحُه *** فجلا ظلاماً للضـــــــلالِ بهيما
صلوا على هــــــادٍ أرانا هديه *** نهجاً من الدينِ الحنيفِ قـــويما
صلوا على هذا النبـــــــيِّ فإنه *** من لمْ يزلْ بالمؤمنيــــنَ رحيما
أما من النمط الثاني فقوله:
وبدت شواهد صـدقه قد قسّمت *** بدر الدجى لقسيــــــــمه تقسيما
والشمس قد وقـفت له لما رأت *** وجهاً وسيمـــــــــاً للنبيِّ وسِيما
كم آيةٍ نطقـــــتْ تصدِّقُ أحمداً *** حتى الجمــــــــــادُ أجابَه تكليما
والجذع حنَّ حنينَ صبٍ مُغرَمٍ *** أضحى للوعاتِ الفـراقِ غريما
ويختم هذه القصيدة بقوله:
يا أيها الراجــــون منه شفاعةً *** صلّوا عليه وسلمــــــــوا تسليما
أما قصيدته الأخرى فقد جعلها مخمّسة وهي الوحيدة من هذا النمط في ديوانه، فقد بنى شطرها على جملة (صلوا عليه وسلموا تسليما) في تسعة وعشرين مقطعاً وتقوم أيضاً على المحورين المتقدم ذكرهما: فمما جاء من المحور الأول:
الله زاد محــــــــــــمداً تكـريما *** وحباهُ فضلاً من لدنه عظيما
واختصّه في المرسلين كـريما *** ذا رأفة بالمؤمنيــــــن رحيما
صلوا عليه وسلموا تسليم
جلّت معاني الهاشمي المرسل *** وتجلّت الانوارُ منه لـمجتلي
وسما به قدر الفخار المعتــلي *** فاحتل في أفقِ السمـاءِ مقيما
صلوا عليه وسلموا تسليما
أما ما جاء من المحور الثاني فقوله:
بركــــاتُه أربتْ على التعدادِ *** كم أطعمتْ من حاضرٍ أو بادِ
من قصعةٍ أو حشيةٍ من زادِ *** رزقاً كريماً للجيـــوش عميماً
صلوا عليه وسلموا تسليما
ويختم هذه القصيدة (المخمَّسة) بقوله:
يا سامعي أخبـــــاره ومفاخره *** ومطالعـــــي آثاره ومآثره
ومؤملي وافي الثواب ووافره *** إن شئتمُ فوزاً بذاك عظيما
صلوا عليه وسلموا تسليما
أما قصيدته الثالثة فهي الدالية المعروفة بـ (القصيدة المباركة الشريفة) وهي في مائة وأربعين بيتاً، وهي أطول قصيدة للشاعر وقد دارت على ثلاثة محاور هي تعداد معجزاته (صلى الله عليه وآله) والأمور الخارقة التي أجراها الله على يديه الشريفتين والاشادة بمقامه عند الله ومنزلته الخاصة.
ثم يتحدث الشاعر عن شمائله وكريم صفاته وخصاله والقصيدة فريدة من نوعها يبدأ الشاعر كل بيت منها بكلمة (سلام على) يبدؤها الشاعر بقوله:
سلامٌ على من جاءَ بالحقِّ والهدى *** ومن لم يزلْ بالمعجزاتِ مُؤيَّدا
سلامٌ على خيرِ البريــــــــةِ شيمةً *** وأكرمها نفساً وبيــــــتاً ومحتدا
سلامٌ على المختارِ من آلِ هــاشمٍ *** إذا انتخبوا للفخرِ أحــمدَ أمجدا
سلامٌ على زينِ النـــديّ إذا انتدى *** وأجمـل ذي حلمٍ تعمَّمَ وارتدى
ويسترسل الشاعر في تعداد معاجز الرسول (ص) فيقول:
سلامٌ على الداعي (عـــــلياً) لرايةٍ *** على آيةٍ كـــــــانت لــعينيه أثمدا
سلامٌ على من أخبــــــــرته بخيبرٍ *** ذارعُ سميطٍ أودعــت سمّ أسودا
سلامٌ على من أعشـيت أعينُ العدا *** وقد بيّتوه قصدَ فـتكهِ رُصَّـــــــدا
سلامٌ على ملقي التـرابَ عليــــهم *** ومبقٍ (علياً) في الفراش موسّدا
وفي نهاية القصيدة يتشوّق إلى زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) شوقاً شديداً فيقول:
سلامٌ عليه إنَّ ذكــــــــراه جددّت *** غرامي ومـا زال الغرامُ المجددا
سلامٌ عليه إنَّ نفسي مشــــــــوقةٌ *** إليه فهل يـــــــدني اشتياقي أبعدا
سلامٌ علـــــــــيه هل تتـاحُ زيارةً *** توفّي الوفاءَ الحقَّ عهداً ومعهدا؟
لقد كان ابن الجنان بحق شاعر المديح النبوي في عصره بدون منازع وجاءت قصائده غصناً مورقاً من شجرة المديح النبوي بكل خصائصها وسماتها الفنية وصياغتها وأسلوبها ومعانيها تنبئ عن صدق التجربة الشعورية لديه، لنقرأ هذه القطعة من قصيدة في توحيد الله تعالى والثناء عليه وتقديس ذاته ثم يذكر الرسول الكريم فيقول:
صلى على من تبدّى *** نورُ الهدى من سماتِهِ
ومن علا الفــخر لمَّا *** نمى إلى عـــــــلواتِهِ
محمدٌ خيرُ هــــــــادٍ *** بحلمِهِ وأناتِــــــــــــه
محمدٌ خيـــــــرُ داعٍ *** بالصدقِ من كلمــاتِهِ
محمدٌ خيــــــــرُ مبدٍ *** لنا سَنا معجــــــــزاته
كما تجلت في قصائده المناسبات الدينية كموسم الحج وشهر رمضان المبارك وغيرهما، وفي هذه القصائد يمدح ابن الجنان النبي ويعدد فضائله ونعمه على المسلمين، ففي قصيدته في الحج يصف ركب الحجيج المتوجِّه إلى مكة المكرمة فيغبطهم على التشرُّف بضيافة الله عز وجل فيقول:
فللهِ ركبٌ يمَّــــــــــموا نحوَ مكةٍ *** لقد كرموا قصداً وجلوا مناسجا
أناخوا بأرجاءِ الرجـاءِ وعرّسوا *** فأصبــــحَ كلٌ مايزُ القدح فالجا
فبشرى لهم كم خوّلوا من كرامة *** فكانـــــــت لما قد قدَّموه نتائجا
ويتشفّع في نهايةِ القصيدة بالرسول الكريم فيقول:
لعلَّ شفيعي أن يكـــــونَ معاجلاً *** لداءِ ذنوبٍ بالشــــفــــــاءِ معالِـجا
فينشقــــــــــني بين الإلهِ نوافحا *** ويعبقُ لي قبـــــرُ النبــــيِّ نوافِـجا
فما لي لآمـالي سوى حبِّ أحمدٍ *** وصلتُ له من قربِ قلبي وشـائجا
عليه سلامُ اللهِ من ذي صبـــابةٍ *** حليفِ شجىً يكنى من البعد ناشجا
أما في شهر رمضان فيقول:
فللهِ من شهرٍ كريــــمٍ تعرَّضت *** مكارمُـــــه إلا لمن كان أعـرضا
ففي بينه بيِّن شجــــــونَكَ مُعلماً *** وفي إثره أرسل جفـــــونَكَ فيِّضا
وإن قُضيتْ قبل التفرُّقِ وقــــفة *** فمقضيّها من ليلةِ القدر ما قضى
ثم يفرد القطعة الأخيرة من القصيدة لمدح النبي صلى الله عليه وآله فيقول :
فيا حسنهـــا من ليــلةٍ جلَّ قـدرُها *** وحضَّ عليها الهاشمـيُّ وحرّضا
لعلَّ بقــــايا الشهر وهي كريـــمةٌ *** تبيِّن سراً للأواخـــــــــرِ أغمضا
وقد كان أصفى ورده كي يفيضه *** ولكــن تلاحى من تلاحى فقّيَّضا
وقال اطلبوها تسعــــدوا بطلابها *** فحرَّكَ أربابَ القلــــوبِ وأنهضا
جزاهُ إلهُ العرشِ خيــــــرَ جزائه *** وأكرمنا بـــــالعفو منه وبالرضا
ويمزج ابن الجنان في مديحه للنبي (صلى الله عليه وآله) بين الدعاء إلى الله والتضرُّع له والتوجّه إلى الرسول بطلب الشفاعة حتى عدّ اقتران ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وإنه الوسيلة إلى الله هي السمة الطاغية على شعره، يقول في قصيدة له:
إلى أحمدَ المختـارِ نهدي تحية *** تفاوح روض الحزنِ بـــللّه المزنُ
إذا نافحتْ معنــــاه زادَ تأرّجاً *** وإن لثمت يمناهُ قابـــــــــــله اليمنُ
أُسيّرُ أشواقي رســولاً بعرفها *** لتسعدها منه العــــــــوارفُ والمنِّ
وأرجو لديه الفضل فهو منيله *** وما خابَ لي منه الرجاءُ ولا الظنُّ
وليس بوسعنا ان نلم بقصائده النبوية جميعها ونرجو أن نكون وفقنا في عرض نماذج من أبرزها فقد كرّس الشاعر براعته وسخر قريحته في مدح الرسول الكريم وطلب شفاعته ولا يزال يلهج بذكره الشريف حتى مات عام 648هـ.
محمد طاهر الصفار - العتبة الحسينية
"سرايا القدس" للعدو: القرار بيدنا
الناطق العسكري باسم "سرايا القدس" أبو حمزة يقول إن توقيت نهاية المعركة لم يعد بيد الجيش الإسرائيلي، ويدعو المستوطنين إلى عدم الاستماع إلى قيادتهم.
أبو حمزة للعدو: بدأت العدوان ولن تستطيع تحديد توقيت النهاية
أكد الناطق العسكري باسم "سرايا القدس" أبو حمزة أن الساعات المقبلة "ستضيف عنواناً جديداً إلى سجل رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) الأرعن".
وتوجه أبو حمزة للعدو قائلاً "ربما نجحت في بدء هذا العدوان على شعبنا ومقاومتنا لكنك لن تستطيع أن تحدد توقيت النهاية"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المستوطنين الذين دعاهم إلى "عدم الاستماع إلى قيادتهم لأن القرار الآن بيد "سرايا القدس"".
وحمّل الناطق باسم "سرايا القدس" العدو "المسؤولية الكاملة لتبعات القرار الغبي باغتيال قيادة المقاومة".
كلام أبو حمزة سبقه تصريح للناطق بإسم "الجهاد الإسلامي" مصعب البريم أعلن فيه أن الساعات المقبلة "تحمل ما يشفي صدور الشعب"،
مضيفاً أن "تفاصيل الرد وطبيعة الأهداف بيد الأذرع العسكرية".
تونس تدين العدوان على غزة وتدعو الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها
أعربت تونس، عن إدانتها لكلّ أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني، وعلى كلّ شبر من الأراضي العربية في سوريا أو غيرها.
وأكدت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيان لها، موقفها الثابت من القضية المركزية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ونعت الشهداء الذين سقطوا جراء الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال.
ودعت تونس المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة، إلى تحمّل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني، والتدخل لوقف ما يتعرض له من انتهاكات وجرائم واعتداءات "سافرة".
كما جددت دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالاته، من أجل استرداد حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد البيان التزام تونس الثابت بدعم الشعب الفلسطيني.
ودعا المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى إلزام الاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية، لا سيّما قرارات مجلس الأمن الدّولي حسبما افاد المركز الفلسطيني للاعلام.
وأعرب عن ثقة تونس بأن إرادة أبناء فلسطين "شعب الجبّارين" ستنتصر في النهاية، مهما اشتدت الأزمات وتتالت المحن.
أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية لـ"العهد": "المسجد الاقصى يعبر عن مركز الاسلام والمثل الاعلى لجمع كلمة المسلمين"
أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية لـ"العهد":
"المسجد الاقصى يعبر عن مركز الاسلام والمثل الاعلى لجمع كلمة المسلمين"
تشهد العاصمة الايرانية طهران الخميس القادم 14 تشرين الثاني / نوفمبر وعلى مدى ثلاثة أيام إقامة المؤتمر الدولي الثالث والثلاثون للوحدة الاسلامية بشعار "وحدة الأمة في الدفاع عن الأقصى الشريف" وبمشاركة 350 من كبار العلماء والشخصيات والمفكرين من 90 دولة اسلامية وغير اسلامية، فضلاً عن مشاركة 180 من علماء ومفكري إيران.
وفيما يفتتح المؤتمر رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني، سيكون من بين المشاركين الـ350 عدد من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، والوزراء وقادة المقاومة وخاصة الفلسطينية، فضلًا عن مشاركة مميزة للشباب والسيدات.
ويشهد المؤتمر هذا العام إقامة 16 لجنة، من أهمها: اجتماع المجلس الأعلى للتقريب، اتحاد الناشطين في المجال القرآني، الصحوة الاسلامية، فقه المقاومة، المساعي الحميدة، الشباب والمقاومة، الناشطات في مجال التقريب، حقوق الشعب الفلسطيني، دراسات مستقبل فلسطين، اتحاد المرأة المسلمة...
وقد يحمل المؤتمر هذا العام شعار القضية المحورية للأمة الاسلامية وهو الدفاع عن فلسطين والاقصى الشريف. في هذا الاطار، يقول أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محسن الاراكي في تصريح لموقع "العهد" الاخباري إن "القضية الفلسطينية والمقاومة الاسلامية هي الأساس الذي يمكن أن يجتمع المسلمون حوله، وهذه البوصلة لا بد أن تتوجه الى القبلة الاولى وهي القضية الفلسطينية ولا بد من تحرير فلسطين وهذه القضية تجمع المسلمين كلهم من شرق العالم الاسلامي الى غربه".
ويضيف آية الله الاراكي لموقع "العهد" الاخباري": أهمية القضية الفلسطينية هي ذات جوانب مختلفة،
أولا يجب تحرير أرض فلسطين كلها، وهذا واجب شرعي اسلامي علينا، ولا بد من دعم الاخوة الفلسطينيين مالياً وعسكرياً ومعنوياً وسياسياً وفكرياً واعلامياً.
النقطة الثانية المسجد الاقصى يعبر عن مركز الاسلام والمثل الاعلى لجمع كلمة المسلمين وعن هوية الامة الاسلامية. واحتلال المسجد الاقصى يعني احتلال الهوية الاسلامية. لذلك لا يمكن للمسلمين أن يصمتوا أمام التعدي الصهيوني على الاقصى والشعب الفلسطيني.
والنقطة الثالثة هي أن فلسطين هي القضية التي توحد المسلمين ولا بد أن نلتف حول القضية الفلسطينية وندعم مقاومة الشعب الفلسطيني".
السعودية.. إدانة 38 متهما بالتكفير وتمويل الإرهاب
أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة السعودية الرياض، حكما ابتدائيا بحق 38 متهما من مجموع 41، وذلك بعد ثبوت إدانتهم بعدد من التهم.
وضمت قائمة التهم التي وجهتها المحكمة لهم، "انتهاج المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة بتكفير حكومة المملكة وعلمائها ورجال أمنها، وتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية".
وأضافت، "قام أحدهم بإنشاء تنظيم إرهابي سري أثناء إيقافهم، وبايعه أعضاء التنظيم بالإمارة، وكذلك قيامه بتجنيد عدد من الموقوفين في هذا التنظيم بهدف الإخلال بالأمن الداخلي، وأيضا إعداد وتخزين وإرسال ما من شأنه المساس بالنظام العام".
وقررت المحكمة تعزير المدعى عليه الأول بالسجن مدة 25 سنة، والمدعى عليه الثاني بالسجن 20 سنة، والثالث بالسجن 15 سنة، فيما تراوحت الأحكام على البقية بالسجن مددا متفاوتة، والإبعاد عن البلاد لغير السعوديين منهم بعد انتهاء محكوميتهم.
المصدر: وكالات سعودية
450 صافرة انذار.. حالة من الهلع في المستوطنات الإسرائيلية نتيجة صواريخ المقاومة
جيش الاحتلال يعلن حالة الطوارئ ويستدعي مئات جنود الاحتياط للخدمة في القبة الحديدية والجبهة الداخلية، والدراسة للمرة الأولى منذ حرب الخليج في مدن الوسط، وحالة من الهلع تسود بين المستوطنين الإسرائيليين جرّاء استمرار استهداف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات بالصواريخ والقذائف.
حالة من الهلع تسود بين المستوطنين الإسرائيليين
سادت حالة هلع في المستوطنات الإسرائيلية، إثر توّعد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بالرد على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقائد الشهيد بهاء أبو العطا.
حال إعلان سرايا القدس نيتها الرد، بدأت بإطلاق صليات صاروخية باتجاه الأراضي المحتلة، واستمرت على مدار الساعات الماضية، مستهدفة عدد من تجمعات للجنود الإسرائيليين، منها تجمع شرق رفح استهدفته بعدد كبير من قذائف الهاون، وتجمع آخر خلف موقع أبو مطيبق العسكري، موقعة إصابات في صفوفهم.
الجيش الإسرائيلي عزز قواته في محيط قطاع غزة، ورفع حال التأهب على الحدود الشمالية، وشرع باستدعاء مئات جنود الاحتياط للخدمة في القبة الحديدية والجبهة الداخلية.
وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة في الجبهة الداخلية بكل الأراضي المحتلة، في حين أبلغ رئيس المجلس الإقليمي شومرون، قائد الجبهة الداخلية بالجاهزية لاستيعاب آلاف الإسرائيليين.
كما أغلقت قوات الاحتلال جميع المعابر البرية والبحرية في القطاع، حيث تم إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، وإغلاق البحر بشكل كامل بوجه الصيادين من اليوم حتى اشعار آخر.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي وعضو الكابينت غلعاد اردان إن "هناك مخاوف من أن تقوم حركة الجهاد بتنفيذ عمليات عن طريق البحر أو الجو، الاستعدادات بمستوى عال جداً لكل سيناريو محتمل".
منذ ساعات وصافرات الإنذار لا تتوقف في مستوطنات الاحتلال من حدود قطاع غزة إلى "تل أبيب"
حياة شبه مشلولة من حدود القطاع حتى وسط الكيان.. الدراسة متوقفة والأعمال معطلة
ورغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت فجر اليوم لتلاميذ المدارس أن الدراسة لن تقام في مبان خفيفة غير محصنة في كل مستوطنات الجنوب والوسط وتل أبيب، إلا أن مليون تلميذ إسرائيلي، و80 ألف مدرّس بقوا في المنازل اليوم، وتعطلت الدراسة في تل أبيب وحولون وريشون لتسيون، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تعطيل الدراسة في مدن الوسط منذ حرب الخليج.
وعلق وزير التعليم الإسرائيلي رافي بيرتس على الأمر بالقول:"هذا أمر قاس جداً أننا وصلنا لهذا الوضع، ووفقاً للمعطيات التي أمامنا فإن المخاوف على أطفالنا هي على رأس أولوياتنا".
وتوقف عمل سكك الحديد والمدارس ومرافق مختلفة في عدد من المناطق، بالتزامن مع طلب قيادة الجبهة الداخلية تطلب عدم فتح مراكز العمل غير الحيوية، وتوجيهات إسرائيلية للمستوطنين للبقاء قرب الأماكن المحصنة في المناطق القريبة من غزة.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن سكان غلاف غزة لم ينتظروا التصعيد، وغادروا نحو الشمال مع إطلاق أول صافرة إنذار.
ودوّت أكثر من 450 صافرة إنذار في عدد من المستوطنات الإسرائيلية والمدن المحتلة، منها ساحل عسقلان، ومستوطنة أسدود، وفي مستوطنة سديروت نشب حريق هائل، وأصيب مصنع ومنزل بصاروخ أطلق من غزة.
كما استهدفت صواريخ المقاومة الفلسطينية نتيف هعسرا، ناحل عوز، نتيفوت ومستوطنات غلاف غزة، ومستوطنة موديعين التي تقع بين رام الله والقدس، بالإضافة إلى حولون وريشون لتسيون وبات يام.
وأكد رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعه بكبار القادة العسكريين لبحث الوضع في غزة.
وقال في تغريدة له على تويتر أنه اجتمع صباح اليوم مع وزير الحرب الجديد نفتالي بينيت، ومع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفريق أفيف كوخافي، في مكتبه بتل أبيب.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن اجتماع "الكابينيت" استمر لثلاث ساعات، ويأتي هذا الاجتماع على خلفية إطلاق المقاومة الفلسطينية حوالي 180 صاروخاً وقذيفة على المستوطنات والمدن المحتلة، رداً على اغتيال الجيش الإسرائيلي للقيادي في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا باستهداف منزله، شرق مدينة غزة، فجر اليوم، الثلاثاء.
المصدر : الميادين
بحث استدلالی فی مشروعیة الاحتفالات
بحث استدلالی فی مشروعیة الاحتفالات
المقدمة
انّ مسألة الاحتفالات التی اعتاد المسلمون القیام بها احیاءً للذکریات الرائعة فی تاریخهم الاسلامی، فشأنهم فی ذلک شأن أیّ أمة أخری تحترم مقدّساتها، وتبجّل أیّامها الکبری، وذکریاتها الخالدة، بل هی حالة لدی الانسان الفرد قبل الجماعة لایشذّ عنها أحد.
انّ الاقتران الزمانی والمکانی للحوادث یترک أثره الکبیر فی النفس، ولذا فهی تعمل علی استعادة الذکریات واستیحاء العبر منها. وتلک طریقة من أفضل طرق التربیة عموماً والتربیة القرآنیة بالخصوص. فما أکثر تذکیر القرآن الکریم بأیام الله وشعائره، وما أشدّ تعظیم الاسلام لسیر العظماء وفی طلیعتها سیرة ابراهیم (ع)
ولا یتسع لنا المجال لو أردنا أن نستعرض کل الامثلة الزمانیة والمکانیة لهذه الخصیصة القرآنیة التربویة الفطریة. فالاحتفال بالذکری العظیمة هو مقتضی الاصل والفطرة والطبیعة، بل ولا یحتاج الی دلیل شرعی بعد أن کان یشکّل حالة طبیعیة ومصداقاً لأوامر التکریم والتبجیل.
تری ماذا علی المسلمین لو أحیوا ذکری المعراج واستقوا معانی العظمة الانسانیة منه؟ وهل علیهم من غضاضة لو احتفلوا بیوم الهجرة النبویة الشریفة، او الثورة الحسینیة العظیمة؟ وهل یعدّ ذلک بدعة کما یدّعی الوهابیون؟
فتاوی حول الاحتفال
لقد طال النزاع فی الاونة الاخیرة عبر وسائل الاعلام وغیرها حول الاحتفال بمولد النبی الاکرم(ص) وغیره من المناسبات، وقد رفع بعضهم شعار البدعة فیه، بینما یراه الاکثرون أنه من السنة، والیک فتاوی الوهابیین فی هذا الموضوع:
قال ابن تیمیة: «النوع الثانی: ما جری فیه حادثة کما کان یجری فی غیره، من غیر أن یوجب ذلک جعله موسماً، ولا کان السلف یعظّمونه، کثامن عشر من ذی الحجة الذی خطب فیه النبی (ص) بغدیر خم اثناء رجوعه من حجة الوداع، فانه خطب فیه خطبة، وصی فیها باتباع کتاب الله، ووصیّ فیها بأهل بیته، کما روی مسلم فی صحیحه عن زید بن أرقم (رضی الله عنه
فزاد بعض أهل الاهواء فی ذلک، حتی زعموا أنه عهد الی علی (رضی الله عنه) بالخلافة بالنص الجلی بعد أن فرش له وأقعده علی فرش عالیة، وذکروا کلاماً باطلاً وعملاً قد علم بالاضطرار أنه لم یکن من ذلک شیء... ولیس الغرض الکلام فی مسألة الامامة، وانّما الغرض: أنّ اتخاذ هذا الیوم عیداً محدث لا أصل له، فلم یکن فی السلف، لا من أهل البیت، ولا من غیرهم من اتخذ ذلک عیداً حتی یحدث فیه أعمالاً، اذ الاعیاد شریعة من الشرائع، فیجب فیها الاتّباع، لا الابتداع... وانما یفعل مثل هذا النصاری الذین یتخذون أمثال أیام حوادث عیسی (ع) أعیاداً، أو الیهود. وانما العید شریعة، فما شرّعه الله اتبع، والا لم یحدث فی الدین ما لیس منه.
وکذلک ما یحدثه بعض الناس اما مضاهاة للنصاری فی میلاد عیسی (ع)، واما محبة للنبی (ص) وتعظیماً له، والله قد یثیبهم علی هذه المحبة والاجتهاد لاعلی البدع: من اتخاذ مولد النبی (ص) عیداً، مع اختلاف الناس فی مولده. فانّ هذا لم یفعله السلف،مع قیام المقتضی له، وعدم المانع منه، ولو کان هذا خیراً محضاً أو راجحاً لکان السلف (رضی الله عنهم) أحق به منّا، فانّهم کانوا أشد محبة لرسول الله (ص)، وتعظیماً له منّا، وهم علی الخیر أحرص...» [1]
وقال الشیخ عبدالعزیز بن باز: «لا یجوز الاحتفال بمولد الرسول (ص) ولا غیره، لانّ ذلک من البدع المحدثة فی الدین، لانّ الرسول (ص) لم یفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غیرهم من الصحابة ـ رضی الله عنهم ـ ولا التابعون لهم باحسان فی القرون المفضّلة ...».[2]
وقالت اللجنة الدائمة من الفتوی: «لا یجوز الاحتفال بمن مات من الانبیاء والصالحین، ولا احیاء ذکراهم بالموالد، ورفع الاعلام، ولا بوضع السراج والشموع علی قبورهم، ولا بناء القباب والمساجد علی أضرحتهم أو کسوتها أو نحو ذلک، لانّ جمیع ما ذکر من البدع المحدثة فی الدین، ومن وسائل الشرک، فانّ النبی (ص) لم یفعل ذلک بمن سبقه من الانبیاء والصالحین، ولا فعله الصحابة (رضی الله عنهم) بالنبی (ص) ولا أحد من أئمة المسلمین فی القرون الثلاثة التی شهد لها (ص) بأنها خیر القرون من بعده بأحد من الاولیاء والصالحین...».[3]
قال ابن فوزان: «البدع المعاصرة کثیرة بحکم تأخر الزمن، وقلّة العلم، وکثرة الدعاة الی البدع، و المخالفات، وسریان التشبّه بالکفار فی عاداتهم وطقوسهم، فمن هذه البدع... الاحتفال بمناسبة المولد النبوی فی ربیع الاول ... ومن هذا: التشبّه بالنصاری فی عمل ما یسمی بالاحتفال بالمولد النبوی، یحتفل جهلة المسلمین أو العلماء المضلّون فی ربیع الاول من کل سنة بمناسبة مولد الرسول محمد (ص)، فمنهم من یقیم هذا الاحتفال فی المساجد، ومنهم من یقیمه فی البیوت أو الامکنة المعدة لذلک، ویحضره جموع کثیرة من دهماء الناس وعوامهم، یعملون ذلک تشبهاً بالنصاری فی ابتداعهم الاحتفال بمولد المسیح (ع)، والغالب أنّ هذا الاحتفال ـ علاوة علی کونه بدعة وتشبهاً بالنصاری ـ فانّه لا یخلو من وجود الشرکیات والمنکرات... وقلنا: انه بدعة لأنه لا أصل له فی الکتاب والسنة، وعمل السلف الصا لح والقرون المفضّلة».[4]
وقال ابن تیمیة: «وکذلک ما یحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصاری فی میلاد عیسی (ع)، وإما محبة للنبی )ص( وتعظیماً ... من اتخاذ مولد النبی (ص) عیدا مع اختلاف الناس فی مولده، فإن هذا لم یفعله السلف... ولو کان هذا خیرا محضا أو راجحأ لکان السلف (رضی الله عنهم) أحق به منا ...».[5]
ثم بعد نقل ابن فوزان هذه العبارة من ابن تیمیة یقول: «وقد اُلفّ فی إنکار هذه البدعة کتب ورسائل قدیمة وحدیثة، وهو ـ علاوة علی کونه بدعة وتشبها ـ فإنه یجرّ إلی إقامة موالد أخری کموالد الأولیاء والمشایخ والزعماء، فیفتح أبواب شر کثیرة.»[6]
وقال الشیخ ابن عثیمین: إن الإحتفال بعید المیلاد للطفل فیه تشبه بأعداء الله، فإن هذه العادة لیست من عادات المسلمین، و إنما ورثت من غیرهم، وقد ثبت عنه (ص) أن من تشبه بقوم فهو منهم.7
وقال الشیخ عبدالرحمن بن حسن آل الشیخ: وقد أحدث هؤلاء المشرکون أعیادا عند القبور التی تعبد من دون الله، و یسمونها عیدا، کمولد البدوی بمصر و غیره، بل هی أعظم، لما یوجد فیها من الشرک والمعاصی العظیمة.8
وقال محمد حامد الفقی: «والموالید والذکریات التی ملأت البلاد بإسم الأولیاء، هی نوع من العبادة لهم وتعظیمهم».9
الحب والبغض
الحب والبغض یعبرّ بهما عن إقبال النفس ومیلها إلی الشیء، وعن إدبارها عنه. ویستفاد من الأدلة العقلیة والنقلیة وجوب محبة الله ورسوله وأهل البیت (علیهم السلام).
حب الله تعالی
الذات الوحیدة التی تستأهل للحب أولاً وبالذات قبل کل شیء إنما هو الله تعالی، نظرا إلی ذاته وصفاته وأفعاله، وما یوجد لدی غیره من دواعی الحب وأسبابه فمن رشحة فضله وغیث وجوده . قال الله تعالی: قل إن کان آباؤکم وأبناؤکم وإخوانکم وأزواجکم وعشیرتکم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون کسادها ومساکن ترضونها أحب إلیکم من الله ورسوله وجهاد فی سبیله فتربصوا حتی یأتی الله بأمره والله لا یهدی القوم الفاسقین. 10
حب رسول الله (ص)
یستفاد من الآیة السابقة لزوم حب الرسول (ص) کحب الله تعالی. وقال رسول (ص): «أحبوا الله لما یغذوکم، و أحبونی بحب الله» 11هذا واحد من بواعث حب رسول الله (ص)، و هناک نواح شتّی لا تعد ولا تحصی نظرا إلی صلته الوثیقة بالله سبحانه وتعالی، و انتسابه الأکید إلی المولی سبحانه تارة وإلی ما جعل الله له من مناقب وفضائل، وإلی شخصیته الفذة العظیمة وما یحمله بین جوانحه من محاسن ومحامد وملکات یستدعی کل منها حبه والتعلق به قبل کل شیء بعد الله تبارک وتعالی .
فهو (ص) مع قطع النظر عن فضائل طینته، وما فی خَلقه وخُلقه، ومولده ونشأته وکراماته وفضائله، لو لم یکن فیه إلا کونه غایة للوجود لکان أجدر وأولی وأحق بأن یکون أحب لکل امرء آمن به وصدقه من نفسه وما تهواه... وعلی هذا الأصل ـ المتسالم علیه ـ قد جاء فی الصحیح مرفوعا من طریق أنس بن مالک: «فوالذی نفسی بیده لا یؤمن أحدکم حتی أکون أحب إلیه من والده وولده والناس أجمعین». 12
حب آل الرسول (ص)
قد تظافرت السنة فی حب آل الرسول (ص) و تواترت، و الیک جملة منها:
قال رسول الله (ص): «احبوا الله لما یغذوکم من نعمه، و أحبونی لحب الله، و احبوا أهل بیتی لحبی».13
و قال رسول الله (ص) : «اساس الاسلام حبی و حب اهل بیتی». 14
الوجوه التی تدعو الی حب آل الرسول
یجب علینا ان نحب آل الرسول (ص) کما نحب الرسول (ص) وذلک لوجوه:
صلتهم بصاحب الرسالة نسبا ومصاهرة، وهو أفضل خلق الله من الأولین والآخرین . وقد صح عنه (ص): «کل سبب و نسب و حسب منقطع یوم القیامة إلا سببی ونسبی». 15
حب الله وحب رسوله إیاهم ،وکونهم أحب خلق الله إلیهما، کما جاء فی حدیث الرایة والطیر ونحوهما.
کون حبهم أجر الرسالة المحمدیة بنص من الکتاب. قال تعالی: قل لا أسألکم علیه أجرا إلا المودة فی القربی. 16
کون حبهم مسؤولا عنه یوم القیامة، کما جاء فی قوله تعالی: وقفوهم إنهم مسؤولون17 قال ابن الجوزی: ای عن ولایة علی وأهل البیت (ع) 18
کونهم أعدال القرآن الکریم، کما فی حدیث الثقلین.
کون حبهم علامة الإیمان، کما فی الصحیح الثابت قال (ص) لعلی (ع): «لا یحبک إلا مؤمن ولا یبغضک إلا منافق».
کونهم (سلام الله علیهم) سفینة لنجاة الأمة، کما فی حدیث السفینة الصحیح الثابت، قال رسول الله(ص): «مثل أهل بیتی فیکم کسفینة نوح من رکبها نجی ومن تخلف عنها غرق».19
شرطیة إقتران الصلاة علی آل محمد لدی الصلاة علی النبی محمد فی کل حال، وعدم الفصل فیها بین النبی وبین آله.20
کون حب أهل البیت وولائهم (علیهم السلام) شرطا عاما فی قبول مطلق الأعمال والطاعات والقربات.
قال رسول الله (ص): «لو أن رجلا صَفَن بین الرکن والمقام فصلی وصام ،ثم لقی الله وهو مبغض لأهل بیت محمد دخل النار».21
ثناء الله تعالی وثناء رسوله (ص) علیهم فی الکتاب والسنة بما اختصوا به، فلا یضاهیهم فیه أی إنسان.
بواعث الحب الذاتیة الموجودة فیهم من طهارة المحتد، وقداسة الأرومة، وما یمتازون به من الحکمة والعلم والخلق السامی والزهد والورع والتقوی.
کونهم (علیهم السلام) أمان لأهل الأرض من الإختلاف. قال رسول الله (ص): «النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بیتی أمان لأمتی من الإختلاف، فإذا خالفتها قبیلة من العرب إختلفوا فصاروا حزب إبلیس».22
اختلاف الناس فی درجات حبهم للنبی (ص)
لیست الأمة المؤمنة فی الحب شرعاً سواء، بل هم فیه متفاوتون علی إختلاف درجات عرفانهم به، کإختلافهم فی حب الله تعالی.
قال القرطبی: «کل من آمن بالنبی إیمانا صحیحاً لا یخلو عن وجدان شیء من تلک المحبة الراجحة غیر أنهم متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلک المرتبة بالحظ الاوفی، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنی...».23
دور الحب فی الحیاة
إن لهذا الحب مظاهر، إذ لیس الحب شیئاً یستقر فی صقع النفس من دون أن یکون له انعکاس خارجی علی أعمال الإنسان و تصرفاته، بل إن من خصائص الحب أن یظهر أثره علی ملامح الانسان، وعلی قوله وفعله بصورة مشهودة ملموسة . فحب الله و رسوله لاینفک عن اتباع دینه و الاستنان بسنته، و الائتمار بأوامره والإنتهاء عن نواهیه.
للحب مظاهر وراء الاتباع
لا یقتصر أثر الحب علی الاتبّاع، بل له آثار أخری فی حیاة المحب، فهو یزور محبوبه ویکرمه ویعظمه و یقضی حاجته، و یذب عنه، ویدفع عنه کل کارثة، و یهیئ له ما یریحه، یسره إذا کان حیاً. و إذا کان المحبوب میتاً أو مفقودا حزن علیه أشد الحزن، وأجری له الدموع. بل یتعدی أثر الحب عند فقد الحبیب وموته هذا الحد، فنجد المحب یحفظ آثار محبوبه، وکل ما یتصل به من لباسه و أشیائه، و کما یحترم أولاده، ویحترم جنازته ومثواه. ویحتفل کل عام بمیلاده وذکری موته، ویکرمه ویعظمه حبا به ومودة له.
فإذا ثبت أن حب النبی (ص) وتکریمه من أصول الاسلام فانه یجوز للمسلم القیام بکل ما یعد مظهرا لحب النبی (ص) شریطة ان یکون عملا حلالا بالذات، ولا یکون منکرا فی الشریعة، و یدخل ذلک فی عمومات أدلة المحبة.
روی البخاری فی صحیحه أن أبا بکر دخل حجرة النبی (ص) بعد رحیله وهو مسجی ببرد حبرة، فکشف عن وجهه، ثم أکبّ علیه یقبّله ثم بکی فقال: بأبی أنت یا نبی الله.24
القرآن والاحتفالات
من یری إستحباب الإحتفال بذکرهم فإنه یستدل علی صحة ذلک بأن جل مناسک الحج إحتفال بذکری الأنبیاء والأولیاء کما سنذکر أمثلة منه فیما یلی:
أ- مقام إبراهیم(ع)
قال سبحانه وتعالی: واتخذوا من مقام ابراهیم مصلی.25
إن الله سبحانه وتعالی أمر الناس أن یتبرکوا بموطئ قدمی إبراهیم (ع) فی بیته الحرام، ویتخذوا منه مصلی إحیاءً لذکری إبراهیم وتخلیداً، ولیس فیه شیء من أمر الشرک بالله جل اسمه.
وفی صحیح البخاری ما ملخصه: إن إبراهیم (ع) وإسماعیل (ع) لما کانا یبنیان البیت جعل إسماعیل یأتی بالحجارة وإبراهیم یبنی، حتی إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر، فوضعه له، فقام علیه وهو یبنی وإسماعیل یناوله الحجارة.
وفی روایة بعدها : حتی ارتفع البناء وضعف الشیخ علی نقل الحجارة فقام علی حجر المقام، فجعل یناوله الحجارة.26
ب ـ الصفا والمروة
قال سبحانه وتعالی: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البیت أو اعتمر فلا جناح علیه أن یطّوّف بهما.27
جعل الله السعی بین الصفا والمروة من مناسک الحج إحیاء لذکری سعی هاجر بینهما و إحتفالا بعملها، وجعل إستحباب الهرولة فی محل الوادی الذی سعت فیه هاجر سعی الإنسان المجهود إحیاء لذکری هرولتها هناک.
روی البخاری ما ملخصه: إن هاجر لما ترکها إبراهیم (ع) مع ابنها إسماعیل بمکة ونفد ماؤها عطشت وعطش ابنها وجعل یتلّوی، فانطلقت إلی جبل الصفا کراهیة أن تنظر إلیه، فقامت علیه تنظر هل تری أحدا، فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتی إذا بلغت الوادی سعت سعی الإنسان المجهود حتی جاوزت الوادی، ثم أتت المروة فقامت علیها ونظرت هل تری أحدا، فلم تر أحدا، فعلت ذلک سبع مرات.
قال ابن عباس: قال النبی (ص): فذلک سعی الناس بینهما... الحدیث .28
ج- الفدیة
قال الله سبحانه وتعالی فی قصة إبراهیم وإسماعیل: فبشرناه بغلام حلیم، فلما بلغ معه السعی قال یا بنی إنی أری فی المنام أنی أذبحک فانظر ماذا تری قال یا أبت افعل ما تؤمر ستجدنی إن شاء الله من الصابرین، فلما أسلما وتله للجبین، ونادیناه أن یا إبراهیم، قد صدقت الرؤیا إنا کذلک نجزی المحسنین، إن هذا لهو البلاء المبین، وفدیناه بذبح عظیم.29
وکذلک جعل الله إحیاء ذکری فداء إبراهیم إبنه إسماعیل وإرسال الله الکبش فدیة له، والاحتفال بها من مناسک الحج، وأمر الحجاج بالفدیة فی منی إقتداءً بإبراهیم واحتفالا بذکری موقفه من طاعة الله.
قد استدل البعض بقوله تعالی: ذلک ومن یعظم شعائر الله فإنها من تقوی القلوب30 علی اعتبار أن شعائر الله سبحانه هی أعلام دینه، خصوصا ما یرتبط منها بالحج، کما قال القرطبی، لأن أکثر أعمال الحج إنما هی تکرار لعمل تاریخی، وتذکیر بحادثة کانت قد وقعت فی عهد إبراهیم (ع)، وشعائر الله مفهوم عام شامل للنبی (ص) ولغیره، فتعظیمه (ص) لازم. ومن أسالیب تعظیمه إقامة الذکری فی یوم مولده ونحو ذلک، فکما أن ذکری ما جری لإبراهیم (ع) من تعظیم شعائر الله سبحانه ، کذلک تعظیم ما جری للنبی الأعظم محمد (ص) یکون من تعظیم شعائر الله.
و قد استدل أیضا علی مشروعیة المواسم و المراسم بقوله تعالی ـ مخاطبا موسی (ع) ـ : و ذکرهم بأیام الله. 31 فإن المقصود بأیام الله، أیام غلبة الحق علی الباطل، وظهور الحق، ومانحن فیه من مصادیق الآیة الشریفة، فإن إقامة الذکریات والمواسم فیها تذکیر بأیام الله سبحانه.
والآیة الشریفة تدل بإطلاقها علی جواز التذکیر ولو بالإختصاص بیوم خاص، کیوم المولد النبوی.
و قد استدل أیضا بقوله تعالی: قل لا أسألکم علیه أجراً إلا المودة فی القربی؛32 إذ إقامة الاحتفالات للتحدث عما جری للأئمة (ع) هو من أبرز مصادیق المودة.
وبالنسبة لتعظیم خصوص لیلة مولده (ص) أو لیلة المعراج، نورد هنا نصاً یشیر إلی هذا التعظیم من قبل الله سبحانه ، فقد قال الحلبی وغیره: وقد أقسم الله بلیلة مولده فی قوله تعالی والضحی، و اللیل إذا سجی، و قیل: المراد لیلة الاسراء ولا مانع أن یکون القسم وقع بهما، ای استعمل اللیل فیهما.33
إن القرآن الکریم یشید بجماعة کرّمت النبی (ص) حیث یقول: فالذین آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذی أنزل معه أولئک هم المفلحون . 34
هل یحتمل أحد أن تکون هذه الکلمات والأوصاف خاصة بزمن النبی (ص)؟
بالتأ کید لا. ومع إنتفاء هذا الإحتمال، تکون کلمة (عزروه) ـ التی هی بمعنی التکریم والتعظیم کما فی مفردات الراغب ـ عامة لحیاة النبی (ص) و بعد رحیله، فالله تعالی یرید أن یکون حبیبه المصطفی (ص) معظما مکرما حتی الأبد.
ونتساءل: ألیست إقامة الإحتفالات فی یوم میلاد النبی (ص) وبعثته، وإلقاء الخطب والقصائد مصداقا واضحا لقوله تعالی: (وعزروه)؟!
إن النبی عیسی(ع) سأل ربه ان ینزل مائدة من السماء، ویعتبر یوم نزولها عیداً له ولأصحابه حیث قال تعالی علی لسان عیسی: ربنا أنزل علینا مائدة من السماء تکون لنا عیداً لأولنا وآخرنا وآیة منک وارزقنا وانت خیر الرازقین.35
فهل یا تری أن شخصیة الرسول (ص) أقل شأنا من تلک المائدة التی اتخذ المسیح یوم نزولها عیداً؟!
إذا کان اتخاذ ذلک الیوم عیداً لکون المائدة آیة إلهیة ومعجزة سماویة، ألیس نبی الإسلام اکبر آیة الهیة وهو الایة الکبری وهو معجزة القرون والعصور؟!
فاعجب لقوم یوافقون علی اتخاذ یوم نزول المائدة السماویة ـ التی لم یکن لها شأن سوی إشباع البطون الجا ئعة ـ عیداً، ولکنهم یُهملون یوم نزول القرآن علی رسول الله (ص) ویوم مبعثه الشریف، بل ویعتبرون الاحتفال به بدعة وحراماً !!
قال سبحانه و تعالی: ورفعنا لک ذکرک. 36
إن إقامة المجالس والاحتفالات هی نوع من رفع الذکر، والمسلمون لا یهدفون من الإحتفال بمیلاد النبی (ص) ومبعثه وغیر ذلک من المناسبات الدینیة سوی رفع ذکره، وذکر أهل بیته الأطهار (ع). فلماذا لا نقتدی بالقرآن؟ ألیس القرآن قدوة وأسوة لنا؟
ولیس لاحد أن یقول ان رفع ذکره خاص بالله سبحانه ولایشمل غیره، لأن ذلک یشبه أن یقول: إن نصر النبی (ص) خاص بالله سبحانه، ولا یجوز لاحد من المسلمین أن ینصره، وقد قال تعالی: ینصرک الله نصرا عزیزاً.37 ولعل هدف هذه الآیات هی دعوة المسلمین إلی نصرة النبی (ص) وتخلید ذکراه وإحیاء أمره.
إن الله تبارک وتعالی قال: وکلاً نقص علیک من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادک.38 اذ یشیر الی أن الحکمة من حکایة أنباء الرسل وأخبارهم (ع) للنبی (ص) انما هی لتثبیت فؤاده الشریف بذلک، ولا شک أننا الیوم محتاجون إلی تثبیت أفئدتنا بأنبائه وأخباره وسیرته العطرة وجهاده (ص) بصورة أشدّ، والاحتفال السنوی بالمولد یحقق هذه الغایة النبیلة.
قال الاستاذ عیسی بن عبد الله بن محمد بن مانع الحمیری- مدیرعام دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامیة بدبی ـ: فی الآیة طلب قص أنباء الرسل بما فی ذلک من تثبیت الفؤاد، وسیدنا محمد (ص) أفضل الرسل، والمولد النبوی الشریف یشتمل علی أنباء النبی صلی الله علیه وسلم، ففی ذکره تثبیت لفؤاد المؤمنین، فهو حث علی تکرار ذکر المولد والعنایة به.
و قد قلت فی هذا المعنی :
وکلا نقص علیک من أنباء الرسل قلبا نثبت ثابتا ذکاراً
فسواه أولی فی ثبات فؤاده وثناه أولی أن یکون شعاراً 39
وقال تعالی: قل بفضل الله و برحمته فبذلک فلیفرحوا.40 فالله تعالی طلب منا أن نفرح بالرحمة، والنبی (ص) رحمة، وقد قال الله تعالی:
وما أرسلناک إلا رحمة للعالمین .41
وفی الدر المنثور: أخرج أبو الشیخ، عن ابن عباس (رضی الله عنهما) فی الآیة قال: فضل الله العلم، ورحمة الله محمد (ص)، وقال الله تعالی: وما أرسلناک إلا رحمة للعالمین. 42
وذکر الرحمة فی الایة بعد الفضل تخصیص بعد العموم المذکور، وهو یدل علی شدة الإهتمام، ومجیء اسم الإشارة (ذلک) هو أکبر دلیل علی الحث علی الفرح والسرور، لإنه إظهار فی موضع الإضمار، وهو یدل علی الإهتمام و العنایة ولذلک قال الآلوسی فی (روح المعانی): «فبذلک فلیفرحوا» للتأکید والتقریر، وبعد أن رجح کون الرحمة المذکورة فی الآیة هی النبی (ص) قال: والمشهور وصف النبی (ص) بالرحمة، کما یرشد إلیه قوله تعالی: وما أرسلناک إلا رحمة للعالمین.43
السنة النبویة والاحتفال
أخرج مسلم فی صحیحه عن أبی قتادة: أن رسول الله (ص) سئل عن صوم الإثنین فقال: «ذاک یوم ولدت فیه و یوم بعثت (أو انزل علیّ فیه)». 44
وهذا نص فی الإحتفال بیوم مولده (ص) ولا یحتمل غیره. ولم نجد لمخالف جواباً علیه الا طلب الإقتصار علی الصیام فقط، وهی ظاهریة محضة، وتخصیص بدون مخصص، لکنها مع ذلک موافقة لنا فی مشروعیة الإحتفال بالمولد النبوی الشریف. قال الحافظ ابن رجب الحنبلی فی کتابه (لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف):
«فیه إشارة إلی استحباب صیام الأیام التی تتجدد فیها نعم الله علی عباده، فإن أعظم نعم الله علی هذه الأمة إظهار محمد (ص)، وبعثته وارساله إلیهم، کما قال تعالی: [لقد من الله علی المؤمنین اذ بعث فیهم رسولاً من أنفسهم[، فصیام یوم تجددت فیه هذه النعمة من الله سبحانه علی عباده المؤمنین حسن جمیل، وهو من باب مقابلة النعم فی أوقات تجددها بالشکر. والمقصود الوصول بهذه الطاعة إلی محبة الله ورسوله، وقد یتحقق هذا المقصود بأی وسیلة مشروعة، فالوسائل لها حکم المقاصد اذا کان المقصد شرعیا». 45
أخرج مسلم أیضا فی صحیحه عن ابن عباس (رض) قال: لما قدم النبی (ص) المدینة وجد الیهود یصومون یوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلک فقالوا: هو الیوم الذی أظفر الله موسی وبنی إسرائیل علی فرعون، ونحن نصوم تعظیما، فقال رسول الله (ص): نحن أولی بموسی و أمر بصومه. 46
و هذا الحدیث تأصیل لملاحظة الزمان والعنایة به. وقد استدل الحافظ ابن حجر العسقلانی بهذا الحدیث علی مشروعیة الإحتفال بالمولد النبوی الشریف، کما فی فتوی له نقلها الحافظ السیوطی فی (حسن المقصد فی عمل المولد) فقال ما نصه: (فیستفاد من فعل الشکر لله علی مامن به فی یوم معین من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ویعاد ذلک فی نظیر ذلک الیوم فی کل سنة والشکرلله یحصل بأنواع العبادة کالسجود والصیام والصدقة والتلاوة، و أی نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبی (ص) نبی الرحمة فی ذلک الیوم).47
کان الصحابة یتذاکرون سیر الأنبیاء فأرشدهم النبی إلی ذکر سیرته، لانه أفضل وأکمل الأنبیاء، والجامع لما کان متفرقا فیهم، وما المولد إلا عمل بهذا الإرشاد النبوی، لأن فیه ذکراً لسیرة النبی (ص).
فقد أخرج الترمذی وغیره عن ابن عباس قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله (ص)، فخرج حتی إذا دنا منهم سمعهم یتذاکرون قال بعضهم: إن الله اتخذ إبراهیم خلیلا. وقال آخر: موسی کلمه تکلیما. وقال آخر: فعیسی کلمة الله وروحه. قال آخر: آدم اصطفاه الله. فخرج علیهم رسول الله (ص) وقال: قد سمعت کلامکم و عجبکم أن إبراهیم خلیل الله وهو کذلک، وموسی نجی الله وهو کذلک، وعیسی روحه وکلمته وهو کذلک، وآدم اصطفاه الله وهو کذلک، ألا وأنا حبیب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد یوم القیامة، تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وانا أول شافع وأول مشفع یوم القیامة ولا فخر، وانا أول من یحرک حلق الجنة فیفتح الله لی فیدخلنیها ومعی فقراء المؤمنین ولا فخر، وأنا أکرم الأولین والآخرین علی الله ولا فخر.48 وهذا حدیث قوی وله شواهد ذکرها البیهقی فی دلائل النبوة. 49
قال الحافظ بن ناصر الدین الدمشقی فی کتابه: (مورد الصادی فی مولد الهادی):
«قد صح أن أبا لهب یخفف عنه العذاب فی مثل یوم الإثنین لاعتاقه ثویبة سرورا بمیلاد النبی (ص) ثم أنشد:
إذا کان هذا کافرا جاء ذمه وتبت یداه فی الجحیم مخلدا
أتی أنه فی یوم الاثنین دائما یخفف عنه بالسرور بأحمدا
فمالظن بالعبد الذی کان عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا
فإذا کان هذا الکافر الذی جاء القرآن بذمه یخفف عنه العذاب لفرحه بمولد النبی(ص) فما بال المؤمن الذی یحتفل بذلک. وهذا ما ذکره و قرره أیضا شیخ القراء الحافظ شمس الدین الجزری فی (عرف التعریف بالمولد الشریف).
أخرج البیهقی عن أنس: أن النبی (ص) عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عق عنه فی سابع ولادته. قال الحافظ جلال الدین عبدالرحمن بن أبی بکر السیوطی فی الحاوی للفتاوی: «والعقیقة لاتعاد مرة ثانیة، فیحمل ذلک علی أن الذی فعله النبی (ص) إظهار للشکر علی إیجاد الله إیاه رحمة للعالمین، وتشریع لأمته، کما کان یصلی علی نفسه. لذلک فیستحب لنا أیضا إظهار الشکر بمولده بالإجتماع وإطعام الطعام ونحوذلک من وجوه القربات، و إظهار المسرات».50
صحّ أن النبی (ص) قال فی فضل یوم الجمعة : «وفیه خلق آدم». 51
فقد تشرف یوم الجمعة بخلق آدم، فبدلالة النص وفحوی الخطاب و قیاس الأولی ثبت فضل الیوم الذی ولد فیه المصطفی (ص).
إن الاحتفال بالمولد الشریف یشتمل علی الصلاة علی النبی (ص) والذکر والصدقة ومدح وتعظیم الرسول (ص)، و ذکر شمائله الشریفة و أخباره المنیفة، وکل هذا مطلوب شرعا ومندوب إلیه.
أخرج أحمد، وابن أبی شیبة، والطبرانی، عن الأسود بن سریع قال: قلت: یا رسول الله! مدحتُ الله بمدحة ومدحتک بمدحة. قال رسول الله (ص): «هات وابدأ بمدحة الله» . 52
علی بن زید جدعان وهو ضعیف، إلا أن حمزة بن یوسف السهمی أخرجه فی تاریخ جرجان عن أبی سعید الأشج. قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عوف، عن الحسن، عن الأسود، عن النبی (ص) نحوه، واسناده صحیح عندهم، مسلسل بالثقات، المحتج بهم فی الصحیح. وعوف هو ابن أبی جمیلة ، والحسن هو البصری، وقد سمع من الأسود.
روی أحمد والطیالسی فی مسندیهما عن رسول الله (ص) أنه قال:
«ان جبرئیل ذهب بإبراهیم إلی جمرة العقبة، فعرض له الشیطان فرماه بسبع حصیات فساخ، ثم أتی الجمرة الوسطی، فعرض له الشیطان فرماه بسبع حصیات فساخ، ثم الجمرة القصوی فعرض له الشیطان فرماه بسبع حصیات فساخ......». 53 و هکذا جعل الله ذکری رمی إبراهیم الشیطان، والاحتفال بذکره من مناسک الحج. و قد جاء مدح رسول الله (ص) علی لسان عدد من الصحابة منهم: أبو رواحة، فقد أخرج البخاری فی صحیحه عن أبی رواحة قال یمدح رسول الله (ص):
فینا رسول الله یتلو کتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدی بعد العمی فقلوبنا به موقنات أنّ ما قال واقع
یبیت یجافی جنبه عن فراشه اذا استثقلت بالکافرین المضاجع54
المولد عید:
قال الدیاربکری فی هذا الصدد: «لا یزال أهل الإسلام یحتفلون بشهر مولده، ویعملون الولائم، و یتصدقون فی لیالیه بأنواع الصدقات، ویظهرون السرور، ویزیدون فی المبرات، ویعتنون بقراءة مولده الشریف، ویظهرعلیهم من کراماته کل فضل عظیم».55
وقال أبو شامة المقدسی: «ومن أحسن ما ابتدع فی زماننا ما یفعل فی الیوم الموافق لیوم مولده (ص) من الصدقات و المعروف بإظهار الزینة والسرور، فإن فی ذلک مع ما فیه من الإحسان إلی الفقراء شعارا لمحبته». 56 ومعلوم أنه أراد بالبدعة المعنی اللغوی.
وقال القسطلانی: «ولازال أهل الإسلام یحتفلون بشهر مولده(ع)، ویعملون الولائم، ویتصدقون فی لیالیه بأنواع الصدقات، ویظهرون السرور، ویزیدون فی المبرات و یعتنون بقراءة یوم مولده الکریم، ویظهر علیهم من برکاته کل فضل عظیم ... فرحم الله امرءاً إتخذ لیالی شهر مولده المبارک أعیاداً، لیکون أشد علة علی من فی قلبه مرض». 57
ویؤید ذلک أن هذه الإحتفالات تجسید لتکریم النبی (ص) فإنه یقضی بلا مریة علی أنها إعلاء لمقام النبی (ص) و إشادة بکرامته وعظمته، علی أن المحتفلین یعزرون نبیهم ویکرمونه ویرفعون مقامه إقتداء بقوله تعالی: ورفعنا لک ذکرک. 58
ولقد أطنب ابن الحاج فی المدخل فی الإنکار علی ما أحدثه الناس من البدع والأهواء والغناء بالآلات المحرمة عند عمل المولد الشریف، فالله تعالی یثیبه علی قصده الجمیل. 59
وقال ابن عباد فی رسائله الکبری: «... وأما المولد فالذی یظهرلی: أنه عید من أعیاد المسلمین، وموسم من مواسمهم، وکل ما یفعل فیه مما یقتضیه وجود الفرح والسرور بذلک المولد المبارک من ایقاد الشمع و امتاع البصر و السمع و التزین بلباس فاخر الثیاب، ورکوب فاره الدواب، أمر مباح لاینکر علی أحد».60
قال ابن الحاج أیضا: فإن کان یوم الجمعة فیه ساعة لایصادفها عبد مسلم یسأل الله تعالی شیئا إلا اعطاه إیاه، وقد قال الإمام أبوبکر الفهری المشهور بالطرطوشی، معظّم العلماء والأخیار: أنها بعد صلاة العصر إلی غروب الشمس، وقوی (ره) ذلک بحدیث قال فی کتابه: «رواه مسلم فی الصحیح، وذکر فیه: أن آدم خلق بعد العصر من یوم الجمعة فی آخر ساعة من ساعات الجمعة، ما بین العصر إلی اللیل...».
إلی أن قال: إذ ان المعنی الذی فضل الله به تلک الساعة فی یوم الجمعة هو خلق آدم علیه الصلاة و السلام، فما بالک بالساعة التی ولد فیها سید الأولین والآخرین (ص). 61
للحافظ السیوطی رسالة سماها «حسن المقصد فی عمل المولد»، قال: «فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوی فی شهر ربیع الأول ما حکمه من حیث الشرع؟
وهل ممدوح او مذموم؟ وهل یثاب فاعله أولا؟
و الجواب عندی: أن أصل عمل المولد الذی هو اجتماع الناس، وقراءة ما تیسر من القرآن، وروایة الأخبار الواردة فی مبدأ أمر النبی (ص)، وما وقع فی مولده من الآیات، ثم یمد لهم سماط یأکلونه وینصرفون من غیر زیادة علی ذلک هو من البدع الحسنة التی یثاب علیها صاحبها لما فیه من تعظیم قدر النبی (ص)، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشریف. وأول من أحدث فعل ذلک صاحب إربل الملک المظفر أبوسعید کوکبری بن زین الدین علی بن بکتکین أحد الملوک الأمجاد والکبراء الاجواد، و کان له آثارحسنة، وهو الذی عمر الجامع المظفری بسفح قاسیون». 62
قال ابن کثیر فی تاریخه (البدایة والنهایة): «کان یعمل المولد الشریف ـ یعنی الملک المظفر ـ فی ربیع الأول، ویحتفل به إحتفالا هائلا، وکان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله و أکرم مثواه».63
ویذکر سبط بن الجوزی فی مرآة الزمان: أنه کان یحضر عنده فی المولد أعیان العلماء والصوفیة.64
وقال الشیخ عبد الله الهروی المعروف بالحبشی فی کتابه: الروائح الزکیة فی مولد خیر البریة (ص): «فتبین من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوی بدعة حسنة فلا وجه لإنکاره، بل جدیر بأن یسمی سنة حسنة، لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله (ص): «من سن فی الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غیر أن ینقص من أجورهم شیء»، وإن کان الحدیث وارداً فی سبب معین وهو أن جماعة أوقع بهم الفقر فجاؤا إلی رسول الله وهم یلبسون النمار مجتبیها، أی: خارقی وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شیء کثیر، فسر رسول الله لذلک فقال: «من سن فی الإسلام». الحدیث، وذلک لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب کما هو مقررعند الأصولیین، ومن أنکر ذلک فهو مکابر».65
فوائد الاحتفال بمولد النبی (ص) والائمة (ع)
کونها ذکری سنویة یتذکر فیها المسلمون نبیهم (ص) فیزداد حبهم وتعظیمهم له.
سماع بعض الشمائل والفضائل المحمدیة، ومعرفة النسب النبوی الشریف، وقد قال الله تعالی: لقد کان لکم فی رسول الله أسوة حسنة. 66
إظهار الفرح بولادة الرسول (ص)، لما یدل ذلک علی حب الرسول و کمال الإیمان به.
إطعام الطعام وهو مأمور به، وفیه أجر کبیر، لا سیما بنیة الشکر لله تعالی.
الإجتماع علی ذکرالله تعالی وقراءة القرآن.
ان المولد الشریف مناسبة و فرصة للاکثار من الصلاة و السلام علی المصطفی الحبیب (ص) المطلوبین بنص قوله تعالی: یا أیها الذین آمنوا صلوا علیه وسلموا تسلیما. 67
إن الإجتماعات ـ یعنی فی المولد ـ وسیلة للدعوة إلی الله تعالی.
من ألف حول الاحتفال بالمولد النبوی من أهل السنة
الإمام السیوطی، ألف کتابا فی المولد النبوی أسماه: «حسن المقصد فی عمل المولد».
و فی کتابه ( الحاوی للفتاوی) یبین فی أحد فصول الکتاب حکم الإحتفال بالمولد النبوی، ویردّ فیه علی من قال بأن المولد بدعة مذمومة.
الإمام الحافظ ابن کثیر (777-842 هـ) ألف فی المولد النبوی کتباً عدة، ذکر صاحب (کشف الظنون فی أسامی الکتب والفنون)68 أن الحافظ ابن کثیر قد صنف فی المولد النبوی الشریف أجزاء عدیدة منها: (جامع الآثار فی مولد النبی المختار) فی ثلاثة مجلدات، و (اللفظ الرائق فی مولد خیر الخلائق)، وهو مختصر، وقال ابن فهد: إن لابن کثیر کتابا یسمی: (المورد الصادی فی مولد الهادی).
ومنهم الإمام الحافظ العراقی، صنف هذا الإمام کتابا فی المولد الشریف سماه: (الورد الهنی فی المولد السنی).
ومنهم الامام الحافظ السخاوی، له کتاب فی المولد یسمی: (التبر المسبوک فی ذیل السلوک).
ومنهم الإمام ملاعلی قاری، له کتاب فی المولد سماه: (المورد الروی فی المولد النبوی)
ومنهم: العلامة الغماری.
أدلة القائلین بحرمة الاحتفالات
إن من یراجع کلمات هؤلاء القوم یجد أنهم یستدلون لما یذهبون إلیه بأدلة إستنباطیة وروائیة، وان کانت کلماتهم قد جاءت فی الأکثر خطابیة فلابد من ایراد جانب منها واستخلاص ما یمکن إستخلاصه مما أوردوه علی شکل إستدلال و مستند لهم:
الاحتفال نوع من العبادة
جاء فی هامش (کتاب فتح المجید) ما نصه: «وهی التی یسمیها الناس الیوم «الموالد والذکریات» التی ملأت البلاد بإسم الأولیاء، وهی نوع من العبادة لهم و تعظیمهم... وقد إمتلأت البلاد الاسلامیة بهذه الذکریات، وعمت المصیبة، وعادت بها الجاهلیة إلی بلاد الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولم ینج منها إلا نجد والحجاز فیما نعلم بفضل الله، ثم بفضل آ ل سعود الذین قاموا بحمایة دعوة الشیخ محمد بن عبد الوهاب». 69
وقالوا أیضاً: «والمستقرئ لشؤون البشر وما یطرأ علیها من التطورات الصالحة والفاسدة یعرف حقیقة هذه الأعیاد الجاهلیة بما یری الیوم من الأعیاد یسمیها أهل العصر (الموالد)، أو یسمیها (الذکریات) لمعظمیهم من موتی الأولیاء و غیرهم... وکل ذلک إنما هو إحیاء لسنن الجاهلیة، وإماتة لشرائع الإسلام من قلوبهم وإن کان أکثر الناس لایشعرون بذلک لشدة استحکام ظلمة الجاهلیة علی قلوبهم، ولا ینفعهم ذلک الجهل عذرا، بل هو الجریمة کل الجریمة التی تولد عنها الجرائم من الکفر والفسوق والعصیان». 70
ویلاحظ علیه
أولاً: ان العنصر المقوم لصدق العبادة علی العمل هو الاعتقاد بألوهیة المعظم له أو ربوبیته، واما اذا خلا التعظیم عن هذا الاعتقاد، واحتفل بذکری رجل ضحی بنفسه و نفیسه فی طریق هدایة المحتفلین، فلا یعد ذلک عبادة له، وإن أقیمت له عشرات الإحتفالات، و ألقیت فیها القصائد والخطب.
ومن المعلوم أن المحتفلین المسلمین یعتقدون أن النبی الأکرم عبد من عباد الله الصالحین وفی الوقت نفسه هو أفضل الخلیقة، فلأجل تکریمه یقیمون الإحتفال أداء لشکر النعمة.
وثانیاً: إنهم قد خلطوا بین العبادة و التعظیم و صاروا یکفرون الناس إستناداً إلی ذلک:
قال السید الأمین (ره): «العبادة بمعناها اللغوی الذی هو مطلق الذل والخضوع والإنقیاد لیس شرکا ولا کفرا قطعاً، وإلا لزم کفر الناس جمیعا من لدن آدم إلی یومنا هذا لأن العبادة بمعنی الطاعة والخضوع لا یخلو منها أحد، فیلزم کفر المملوک، والزوجة، والولد، والخادم و... بإطاعتهم وخضوعهم للمولی والزوج، والاب، و المخدوم... وقال تعالی لرسوله (ص): «واخفض جناحک لمن اتبعک من المؤمنین».
والخلاصة: إن ما یترتب علیه الکفر والشرک لیس هو التعظیم، ومطلق التعظیم لیس عبادة، وإنما الذی یترتب علیه الکفر والشرک هو الخضوع والانقیاد الخاص». 71
الاحتفالات تشتمل علی أمور محرمة
قال ابن الحاج: إن هذه الإحتفالات مشتملة علی الأمور المحرمة فی الغالب، کاختلاط النساء بالرجال، وقراءة المدائح مع الموسیقی والغناء.72
ویلاحظ علیه:
أولا: نحن لا ننکر أن ارتکاب أی من المعاصی لا یجوز، ولکن عدم جواز ذلک لایختص بالإحتفالات، بل حرمتها مطلقة، ولا یلزم من تحریمها تحریم إقامة الذکریات والمواسم والإحتفالات، بل یمکن أن تکون هذه محکومة بالحلیة، وتلک بالحرمة، ولا ملازمة بینهما، إذ یمکن إقامة الاحتفالات من دون تعرض للمعاصی إطلاقا، کما هو معلوم ومشاهد، وإلا فلو استغلت الصلاة لخداع الناس مثلا فهل تکون الصلاة محرمة أم أن المحرم هو خصوص هذا الذی یضاف إلی الصلاة، ویجب الابتعاد عنه وترکه؟!
وثانیا: إن الإستدلال علی الجواز أو المنع بالأمور الجانبیة خروج عن الإستدلال الفقهی، فإن الحکم بالجواز والمنع ذاتا یتوقف علی کون الشیء بما هو هو جائزا أو ممنوعاً، وأما الاستدلال علی احدهما بالامور الطارئة فلیس إستدلالاً صحیحا.
ثالثا: إن الإستدلال علی الجواز بما جرت علیه السیرة العقلائیة من إقامة الإحتفالات لعظمائهم قیاس مع الفارق، لأن الاحتفالات الرائجة بین العقلاء من الأمور العادیة، والأصل فیها هو الحلیة، وأما الإحتفال بمولد النبی (ص) فانما هو إحتفال دینی، وعمل شرعی فلا یقاس بتلک الإحتفالات.
قال السیوطی فی «الحاوی للفتاوی»: «إن التحریم فیه إنما جاء من قبل هذه الأشیاء المحرمة التی ضمت إلیه، لا من حیث الإجتماع لإظهار شعائر المولد، بل لو وقع مثل هذه الأمور فی الإجتماع لصلاة الجمعة مثلا لکانت قبیحة شنیعة، ولا یلزم من ذلک ذم أصل الإجتماع لصلاة الجمعة، کما هو واضح ... نقول: أصل الإجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، وما ضم إلیه من هذه الأمور مذموم وممنوع».73
إستدلالهم ببعض الروایات
وقد أستدلوا بما روی عن أبی هریرة قال: قال رسول الله (ص): «لا تجعلوا بیوتکم قبورا، ولا تجعلوا قبری عیدا، وصلّوا علی، فإن صلاتکم تبلغنی حیث کنتم».74
وقد رووا: «أنّ عمر نهی عن اتخاذ آثار الأنبیاء أعیاداً». 75
و قال ابن القیم: «... نهیه لهم أن یتخذوا قبره عیدا، نهی لهم أن یجعلوه مجمعاً، کالأعیاد التی یقصد الناس الإجتماع إلیها للصلاة، بل یزار قبره (ص) کما یزوره الصحابة (رضوان الله علیهم) علی الوجه الذی یرضیه ویحبه...».76
ویلاحظ علیه:
أولا: یحتمل أن یکون المراد الحث علی کثرة زیارة قبره (ص) وأن لایهمل حتی یکون کالعید، الذی لا یؤتی فی العام إلامرة.
و ثانیا: یحتمل أن یکون المراد: ان إجتماعهم عند قبره ینبغی أن یکون مصحوبا بالخشوع والتأمل والإعتبار، حسبما یناسب حرمته (ص) فان حرمته میتا کحرمته حیاً، فلا یکون ذلک مصحوبا باللهو واللعب والغفلة والمزاح، وغیر ذلک مما اعتادوه فی أعیادهم. قال السبکی: یحتمل: لا تتخذوه کالعید فی الزینة والإجتماع وغیر ذلک، بل لایؤتی إلا للزیارة والسلام والدعاء.77
وثالثا: قوله: صلوا علی حیث ما کنتم، فهو بیان لأمر آخر، وهو: أن الصلاة علی النبی (ص) لا یجب أن یراعی فیها الحضور عنده ، بل هی تصله عن بعد ، کما تصله عن قرب.
و یظهر مما تقدم ان الروایة غیر صالحة للإستدلال بها علی المنع من الإجتماعات، و إقامة الموالد والذکریات و... فی أوقات معینة، إذ یکفی لرد الإستدلال ورود الإحتمال العقلائی فیه، فکیف إذا کان هذا الإحتمال من القوة بحیث یصیر صالحا لان یدّعی أنّه هو الظاهر من الروایة دون سواه؟
مضافا إلی أن الروایة خاصة بالتجمع عند القبور، فلا إطلاق فیها بالنسبة إلی غیرها من المواضع، ولعل لقبر النبی (ص) خصوصیة فی المقام.
إلاحتفالات مضاهاة للنصاری فی میلاد المسیح (ع)
یقول إبن تیمیة: «وکذلک ما یحدثه بعض الناس إمّا مضاهاةً للنصاری فی میلاد المسیح (ع) وإما محبة للنبی(ص) وتعظیما له، والله قد یثیبهم علی هذه المحبة والإجتهاد لاعلی البدع، من اتخاذ مولد رسول الله (ص) عیداً مع إختلاف الناس فی مولده...».78
و قال: «حتی أن بعض القبور یجتمع عندها القبوریون فی یوم من السنة ویسافرون لإقامة العید، إما فی المحرم، أو رجب، أو شعبان ، أو ذی الحجة، أو غیرها...». 79
کما أن محمد بن عبد الوهاب قد أنکر تعظیم الموالد والأعیاد الجاهلیة التی لم ینزل فی تعظیمها سلطان ولم تَرد به حجة شرعیة ولا برهان، لأن ذلک مشابهة للنصاری الضالین فی أعیادهم الزمانیة والمکانیة وهو باطل مردود فی شرع سید المرسلین.80
وقال ابن فوزان: «البدع المعاصرة کثیرة بحکم تأخر الزمن، وقلة العلم، وکثرة الدعاة إلی البدع، والمخالفات، وسریان التشبه بالکفار فی عاداتهم وطقوسهم... فمن هذه البدع... الإحتفال بمناسبة المولد النبوی فی ربیع الأول... ومن هذا التشبه بالنصاری فی عمل ما یُسمی بالإحتفال بالمولد النبوی... یعملون ذلک تشبها بالنصاری فی ابتداعهم الإحتفال بمولد المسیح علیه السلام...».81
ویلاحظ علیه:
أولاً: أن المضاهاة والتشبه بالنصاری من العناوین القصدیة التی یحتاج ترتب الحکم علیها الی القصد، فنقول حینئذ: هل ابن تیمیة وغیره علی یقین بأن المسلمین یقیمون الإحتفال مضاهاة للنصاری؟
وبعبارة أخری: إن التشبه من الأمور القصدیة، کما یقتضیه باب التفعل أیضاً، ومثله القیام الذی یقصد به التعظیم تارة، والسخریة أخری.
بعبارة ثالثة: إن الحکم فی أمثال هذه الموارد المشترکة بین الراجح والمرجوح یکون دائراً مدار القصد، وعلیه فلو قصد من إقامة الإحتفال التشبه یکون مرجوحا، وإن قصد منها إقامة شعائر الله، وتجدید العهد بالنبی (ص) وأخلاقه یکون مستحبا وراجحا، للعمومات الدالة علی لزوم تعظیم شعائر الله.
روی البخاری فی صحیحه، کتاب المغازی فی غزوة أحد: «...فقال أبو سفیان: أُعل هُبل .فقال النبی(ص): أجیبوه ، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلی و أجل. فقال أبوسفیان: لنا العزی ولا عزی لکم. فقال النبی (ص) أجیبوه. قالوا: ما نقول: قال: قولوا: الله مولانا ولا مولی لکم. قال أبوسفیان: یوم بیوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مُثلة لم آمر بها ولم تسؤنی».82
وهل یجوز لک أن تقول: ان هذا العمل تشبه بالکفار؟
وقد قال تعالی: یا أیها الذین آمنوا کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلکم تتقون. وهل هذا تشبه بالکفار المنهی عنه، وهل مطلق التشبه بالکفار حرام، أم ان الحرام هو الإقتداء والتشبه بهم فی خصوصیاتهم الدینیة المبتدعة، کإستعمال الصلیب.
قال الإمام الشیخ محمود شلتوت فی (الفتاوی): «لا یشترط فی صحة الصلاة غطاء الرأس، فتصح الصلاة برأس مغطاة، وبرأس مکشوف، ولا یشترط فی غطائها إذا غطیت نوع خاص من الغطاء. فللمسلم أن یصلی بعمامة و بقبعة ما دامت لا تمنعه من وضع الجبهة علی الارض. والإسلام لا یعرف زیاً خاصا للرأس، والزی وغطاء الرأس من الأمور التی یترکها الإسلام للعرف الذی یجری علیه الناس ولیس صحیحا ما یقال: إن القبعة زی خاص بغیر المسلمین وشعار غیر إسلامی، فالمسلم وغیره فی ذلک سواء، والذین یلبسون القبعات من المسلمین لا یقصدون التشبه بغیرهم فیما هو من خصائص دینهم، وإنما یلبسونها لتقیهم من حر الشمس أو برد الشتاء مثلا أو لأن عرف بلادهم جری علی ذلک.83
وقد روی مسلم فی صحیحه عن ابن عباس (رض) قال: قدم رسول الله (ص) المدینة فوجد الیهود یصومون یوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلک؟ فقالوا: هذا الیوم الذی أظهر الله فیه موسی وبنی إسرائیل علی فرعون، ونحن نصومه تعظیما له، فقال النبی (ص) : (نحن أولی بموسی منکم) فأمر بصومه.84
ثانیا: إن الأساس الذی یجب أن یُبنی علیه عمل المسلم هو انطباق العمل علی الکتاب والسنة، فلا تکون المضاهاة مانعة عن اتباع الکتاب والسنة.
وثالثا : إن عید الفطر والأضحی یشبهان الأعیاد الزمانیة للنصاری أیضا، کما أن الحج یشبه أعیادهم المکانیة فینبغی أن تصبح هذه الامور محرمة حسب ما یقتضیه الدلیل المذکور، کما ینبغی تحریم بناء المساجد، بل تحریم الاجتماع فیها للصلاة، لانه یشبه تجمع النصاری فی کنائسهم.
رابعاً: الظاهر أن المراد من قوله (ص): لاتتشبهوا بالیهود ولا النصاری، علی تقدیرصدوره عنه(ص) هو أنه لایجوز أن تتشبهوا بهم فی خصوصیاتهم الدینیة، کنصب الصلیب و ضرب الناقوس و...فتکونوا منهم، وإلا فإن المشابهة للنصاری إن کانت فی أمور تقتضیها طبیعة البشر وحیاتهم وتعاملهم العادی والطبیعی فلا مانع منها، وکذلک إن کانت نتیجة لتشریع إلهی یتحری مصلحة البشر وسعادتهم فلا مانع من ذلک أیضا. وأما إذا کانت نتیجة إجتهاد بشری فی مقابل التشریع الإلهی بهدف إبطال الشرع والدین، أو بهدف الزیادة أو إحداث النقص فیه خصوصا إذا کانت من الأمور الخاصة بهم فذلک هو الذنب.
لم یحتفل السلف بمولد النبی (ص)
قال ابن تیمیة فی (الفتاوی الکبری): «أما اتخاذ موسم غیر المواسم الشرعیة کبعض لیالی شهر ربیع الأول التی یقال: إنها لیلة المولد، أو بعض لیالی رجب، أو ثامن عشر ذی الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذی یسمیه الجهال: عید الابرار، فإنها من البدع التی لم یستحبها السلف الصالح ولم یفعلوها».85
قال ابن الحاج فی (المدخل): «فإن خلا ـ أی المولد النبوی ـ منه ـ أی: السماع وتوابعه ـ وعمل طعاما فقط، ونوی به المولد، ودعا إلیه الإخوان، وسلم من کل ما تقدم ذکره، فهو بدعة بنفس نیته فقط، إذ ان ذلک زیادة فی الدین، ولیس من عمل السلف الماضین، واتباع السلف أولی بل أوجب من أن یزید نیة مخالفة لما کانوا علیه لأنهم أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله (ص) و تعظیما له ولسنته (ص)، ولهم قدم السبق فی المبادرة إلی ذلک، ولم ینقل أحد منهم أنه نوی المولد، ونحن لهم تبع فیسعنا ما وسعهم».86
وقال الشیخ عبد العزیز بن عبدالله بن باز فی رسالته حول حکم الإحتفال بالمولد النبوی: «لا یجوز الإحتفال بمولد الرسول (ص) ولا غیره، لأن ذلک من البدع المحدثة فی الدین، لأن الرسول (ص) لم یفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولاغیرهم من الصحابة ـ رضوان الله علی الجمیع ـ ولا التابعون لهم بإحسان فی القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأکمل حبا لرسول لله (ص)، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم». 87
و قال ابن تیمیة ایضا: «إن هذا لم یفعله السلف مع قیام المقتضی له، وعدم المانع منه، ولو کان هذا خیرا محضا أو راجحا لکان السلف ـ رضی الله عنهم ـ أحق به منا، فإنهم کانوا أشد محبة لرسول الله (ص) وتعظیما له منا، وهم علی الخیر أحرص.» 88
وقال الشیخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب: «اعتبرناها من البدع المنهی عنها، حیث لم یأمر بها الرسول، ولا فعله الخلفا الراشدون، ولا الصحابة، ولا التابعون».89
وقال محمد بن جمیل زینو: «الإحتفال لم یفعله الرسول (ص) ولا الصحابة ولا التابعون، و لا الأئمة الأربعة، وغیرهم من أهل القرون المفضلة، ولا دلیل شرعی علیه».90
ویُلاحظ علیه:
اولاً: قد ذکر فی محله أن عدم فعل المعصوم لا یدلّ علی الحرمة، بل یدل علی عدم الوجوب فقط. کذلک فعل المعصوم لا یدل علی الوجوب بل یدل علی عدم الحرمة فقط؛ لأن المعصوم لا یفعل الحرام ولا یترک الواجب، هذا فی المعصوم فضلا عن غیر المعصوم.
وثانیا: وعلی فرض أن السلف لم یفعلوا بعض الأمور ومنها الأعیاد، غیر الفطر والأضحی، فإن عدم فعلهم لا یضر مادام قد انعقد الإجماع بعد ذلک علی إقامة هذه المواسم والأعیاد، ولا سیما عید المولد النبوی (ص). وعمّ ذلک جمیع قطاعات الأمة صغیرها وکبیرها، عالمها وجاهلها، رئیسها ومرؤسها.
وقد استمرعمل الناس علی هذه المواسم إلی ظهور ابن تیمیة الذی أقام الدنیا وأقعدها، فی إنکاره أمورا واضحة ، وفی دعاواه العریضة. وهم قد صرحوا بأن الإجماع معصوم، وبأنه یمکن انعقاده فی کل عصر وزمان, ویکون حجة. بل قد صرحوا بأن الإجماع نبوة بعد نبوة، ولیس لهم دلیل معصوم سواه، وقد جعله الله من الشریعة خَلَفَ النبوة. 91
ثالثا: إن قولهم: إن السلف کانوا أکثر حباً لرسول الله (ص) منا فهو ینافی قول النبی (ص) «إنه سیأتی أقوام یحبونه أکثر من حب أصحابه له». 92
و رابعا: لا یلزم علی السلف أن یعملوا بجمیع المباحات أو حتی بجمیع المستحبات .
وخامسا: إن السلف إذا تأولوا ـ خطأ ـ حدیث (لا تتخذوا قبری عیدا) علی ذلک فامتنعوا من عمل الموالد والذکریات، فلو أدرکنا نحن خطأهم فی فهم النص أو فی الإستظهار منه کان لنا مخالفتهم، بعد أن فرضنا أن باب الإجتهاد کان ولایزال مفتوحا، حسبما اعترف به إبن تیمیة الذی حکم بالأجر لمن اجتهد فی هذا الأمر و أخطأ.
وسادساً: إن المانع هو الذی یحتاج إلی الدلیل، وأما الآخرون فلا یدعون أن ذلک جزءاً من الشریعة لیصح الإحتجاج علیهم بفعل السلف ،أو بعدم فعلهم.
وإذا کان عمل السلف حجة، وإن لم یکن المعصوم داخلا فیهم، وکان عصرهم العصرالذی تنعقد فیه الإجماعات، وتصیر حجة وتشریعا متبعا...و إذا کان یجوز إطراح القرآن، وکل ما قاله النبی (ص) لمجرد انه انعقد الإجماع بعد عصر النبی (ص) علی خلافهم إذا جاز کل ذلک فلقد سُبّ أمیر المؤمنین علی ابن أبی طالب (ع) علی المنابر فی جمیع أقطار العالم الإسلامی من قبل وعاظ السلاطین طیلة العشرات من السنین، ومن قبل العدید من الصحابة.
سابعا: ان عدم الدلیل لیس بدلیل. قال ابن القیم فی هذا المعنی. حیث اعترض علیه فی مسألة القراءة للأموات فی کتاب (الروح) ما نصه:
والقائل: ان أحدا من السلف لم یفعل ذلک، قائل ما لا علم له به، فإن هذه شهادة علی نفی ما لم یعلمه، وما یدریه ان السلف کانوا یفعلون ذلک ولایشهدون من حضرهم علیه.
ثامنا: إن ترک الصحابة الإحتفال بالمولد لا یعنی تحریم أو کراهیة الإحتفال بالمولد، لأن الترک لم یقترن بنهی أو غیره، فغایة ما فیه هو جواز الترک للإحتفال فقط, وقد قال الله تعالی: «ما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا»، ولم یقل: ما ترکه فانتهوا عنه، فالترک لا یفید التحریم. و قد حرر بحث الترک تحریرا ما علیه مزید العلامة الکبیر المحقق السید عبدالله بن الصدیق الغماری الحسنی فی رسالة (حسن التفهم والدرک لمسألة الترک) فراجع.
الهوامش:
- اقتضاء الصراط المستقیم، 293 ـ 295.
- مجموع فتاوی و مقالات متنوعة، ج 1، ص 183.
- اللجنة الدائمة من الفتوی، رقم 1774.
- البدعة لابن فوزان، ص 25-27.
- إقتضاء الصراط المستقیم لابن تیمیة، ج 2، ص 615؛ البدعة لابن فوزان، ص 28.
- 6 . البدعة لابن فوزان، ص 28.
- فتاوی منار الاسلام، ج 1، ص 42.
- قرة العیون ، کما فی فتح المجید، ص 154.
- تعلیق فتح المجید، ص 154.
- التوبة: 24.
- المستدرک علی الصحیحین، ج 3، ص 149.
- صحیح البخاری، ج 1، ص 9؛ صحیح مسلم، ج 1، ص 49؛ مسند احمد، ج 3، ص 177.
- سنن الترمذی، ج 5، ص 644، ص 3789.
- کنزالعمال، ج 12، ص 105، ح 34206.
- سنن البیهقی، ج 3، ص 396.
- الشوری: 23.
- الصافات:24.
- تذکرة الخواص، ص 10.
- انظر هذا الحدیث و الذی سبقه فی المستدرک علی الصحیحین.
- صحیح البخاری،باب کیفیةالصلوة علی النبی(ص).
- المستدرک علی الصحیحین 3/161 ح12.
- المستدرک علی الصحیحین.
- فتح الباری1/50ـ51.
- صحیح البخاری2/17 کتاب الجنائز.
- البقره:125.
- صحیح البخاری،کتاب الانبیاء 2/158ـ159.
- البقره:158.
- صحیح البخاری،کتاب الانبیاء 2/158.
- الصافات:101-107.
- الحج:32.
- ابراهیم:5.
- الشوری:23.
- السیرةالحلبیه 1/58، السیرةالنبویة لدحلان1/21.
- الاعراف:157.
- المائدة:11.
- الانشراح:7.
- الفتح:3.
- هود:120.
- بلوغ المامول فی الاحتفاء و الاحتفال بمولدالرسول (ص).
- یونس:58.
- الانبیاء:107.
- الدرالمنثور 4/367.
- تفسیر روح المعانی 10/141،تفسیر ابی السعود 4/146.
- صحیح مسلم 2/819.
- لطائف المعارف ص98.
- صحیح البخاری 7/215،صحیح مسلم 1130.
- الحاوی للفتاوی 1/196.
- تحفةالاحوذی 1/86،سنن الدارمی 1/26،الشفاء للقاضی عیاض 1/408.
- دلائل النبوة 5/270.
- الحاوی للفتاوی للسیوطی 1/196.
- اخرجه مالک فی الموطا 1/108،الترمذی 491و قال حسن صحیح.
- مسند احمد 4/24، المصنف لابن ابی شیبة6/180،المعجم الکبیر للطبرانی1/842.
- مسند احمد1/306،مسندالطیالسی،حدیث2697.
- صحیح البخاری،کتاب الادب 5/2278 حدیث5799.
- تاریخ الخمیس1/323.
- السیرةالحلبیه1/83ـ84.
- المواهب اللدنیة1/148.
- الانشراح:4.
- المواهب اللدنیة1/27،السیرةالحلبیة1/83 ـ84، السیرةالنبویة لدحلان1/24.
- القول الفصل فی حکم الاحتفال بمولد خیر الرسل ص 175.
- المدخل 2/29 ـ30.
- الحاوی للفتاوی1/189 ـ197.
- البدایة و النهایة3/163.
- الحاوی للفتاوی1/190.
- الروائح الزکیة ص33 ـ34.
- الاحزاب:21.
- الاحزاب:56.
- کشف الظنون.
- فتح المجید بشرح عقیدةالتوحید،هامش صفحتی 154 ـ155.
- اقتضاءالصراط المستقیم، هامش ص 119.
- کشف الارتیاب، ص 103 ـ106 بتصرف و تلخیص.
- المدخل لابن الحاج 2/2.
- الحاوی للفتاوی 1/190.
- مسند احمد 2/246.
- اقتضاءالصراط المستقیم ص313.
- عون المعبود 6/32.
- انظر: کشف الارتیاب ص 449.
- اقتضاءالصراط المستقیم 294ـ196.
- المصدر السابق ص 375 ـ376.
- القول الفصل فی حکم الاحتفال بمولد خیر الرسل ص 53.
- البدعة لابن فوزان 25ـ27.
- اخرجه البخاری فی کتاب المغازی، باب غزوة احد ح4043، ابن کثیرفی البدایةو النهایة 4/28.
- الفتاوی لشلتوت، ص 88.
- صحیح مسلم 1130، صحیح البخاری 7/215.
- حکم الاحتفال بالمولد النبوی 1/31 نقلا عن الفتاوی الکبری لابن تیمیة.
- نفس المصدر 1/31ـ32،نقلا عن کتاب(المدخل)لابن الحاج.
- حکم الاحتفال بالمولد النبوی 1/57.
- اقتضاءالصراط المستقیم:293 ـ294.
- منهاج الفرقة الناجیةص 55 عن مجموعة الرسائل و المسائل 2/357.
- منهاج الفرقه الناجیة ص 107.
- راجع: المنتظم لابن الجوزی 2/210، الاحکام فی اصول الاحکام1/204 ـ205.
- راجع: مجمع الزوائد 10/66، عن احمد و البزار و الطبرانی،عن ابی ذر.ابی هریرة عنه(ص) و عن عماربن یاسر،کنزالعمال 2/374 عن ابن عساکر ،عن ابی هریرة.
_____________________________
[1] . اقتضاء الصراط المستقیم :293 ـ 295.
[2] . مجموع فتاوی و مقالات متنوعة: 1/183.
[3] . اللجنة الدائمة من الفتوی: رقم 1774.
[4] . البدعة لابن فوزان: ص 25-27.
[5] . إقتضاء الصراط المستقیم لابن تیمیة 2/615، البدعة لابن فوزان: ص 28.
[6] . البدعة لابن فوزان: ص 28.
لا تقدم هذه الأطعمة لطفلك الرضيع
حذرت مجلة ““بيبي وفاميليه” الألمانية الوالدين من تقديم الأطعمة النيئة والمدخنة لطفلهما الرضيع عندما يبدأ تناول الأطعمة الصلبة، اعتبارا من عمر ستة شهور تقريبا.
وعللت المجلة المعنية بشؤون الأسرة والطفل ذلك بأن هذه الأطعمة قد تحتوي على جراثيم مثل النوروفيروس والسالمونيلا والليستريا، التي تهدد الطفل بالإصابة بالتسمم الغذائي، الذي تظهر أعراضه في صورة قيء وإسهال ومتاعب المعدة والأمعاء.
كما لا يجوز أيضا تقديم المكسرات وشرائح التفاح وأصابع الجزر للطفل خلال عامه الأول؛ نظرا لأن بعض أجزاء هذه الأطعمة الصلبة قد تصل إلى القصبة الهوائية مسببة الإصابة بالاختناق.
المصدر: الوكالة الالمانية للأنباء