تونس

قيم هذا المقال
(0 صوت)

تونس

تونس، رسميا الجمهورية التونسية، هي دولة تقع في شمال أفريقيا يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الشرقي ليبيا (459 كم) ومن الغرب الجزائر (965 كم). عاصمتها مدينة تونس. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 163,610 كم2.

لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين والأمازيغ والقرطاجيين والونداليين والرومان وقد عرفت باسم مقاطعة أفريكا إبان الحكم الروماني لها والتي سميت باسمها كامل القارة. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ لتكون أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا. في ظل الإمبراطورية العثمانية، كانت تسمى "الإيالة التونسية". وقعت تحت الاحتلال الفرنسي في عام 1881, ثم حصلت على استقلالها في عام 1956 لتصبح رسميا المملكة التونسية في نهاية عهد محمد الأمين باي. مع إعلان الجمهورية التونسية في 25 يوليو 1957، أصبح الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس لها.

تلى الأخيرَ في رئاسة الجمهورية زين العابدين بن علي بالانقلاب عام 1987, واستمر حكمه حتي 2011 حين هرب خلال الثورة التونسية. اعتمدت تونس على الصناعات الموجهة نحو التصدير في عملية تحرير وخصخصة الاقتصاد الذي بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 5 ٪ منذ أوائل 1990s، عانت تونس الفساد في ضل حكم الرئيس السابق.

تونس لديها علاقات وثيقة وتاريخية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ولديها عدة إتفاقيات شراكة متقدمة تجمعها مع الإتحاد الأوروبي والذي يعد الزبون الأول لتونس والحليف الإقتصادي القوي. تونس هي أيضا عضو في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وأنشأت تونس علاقات وثيقة مع فرنسا على وجه الخصوص، من خلال التعاون الإقتصادي والتحديث الصناعي، وبرامج الخصخصة. وقد جعلت النهج الذي تتبعه الحكومة في الصراع بين إسرائيل وفلسطين كما أنها وسيط في مجال الدبلوماسية في الشرق الأوسط ومساهم كبير في فرض السلام في العالم عبر قواتها المنتشرة في مناطق النزاع والتابعة للامم المتحدة.

أهم مدنها: تونس، صفاقس ،سوسة، قابس، نابل، المنستير، بنزرت، القيروان، باجة، قفصة.

 

أصل التسمية

تأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تمتلك نفس الاسم. وتختلف الآراء عن تسمية هذه المدينة. يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الفينيقية حيث أن عادةً ما تسمى المدينة بألهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي تانيت. بعض المدارس العربية رجحت أصل الكلمة إلى جذور عربية من خلال المدينة القديمة ترشيش. كما رجح البعض الأخر أصل الكلمة إلى كلمة تينس التي وصفها ديودورس وبوليبيوس والتي يبدو وصفها قريباً من منطقة القصبة بضواحي تونس حالياً. أيضاً، أشار المؤرّخ التونسي عبد الرحمن بن خلدون إلى أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّة حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة. كما يوجد تفسير أخر يقول أن الكلمة من جذع فعل أنس الأمازيغي والذي يعني قضاء الليلة.مع تغير المعنى في الزمن والمكان، قد تكون كلمة تونس أخذت معنى مخيم ليلي، أو مخيم، أو مكان للتوقف. وهناك مراجع مكتوبة من الحضارة الرومانية القديمة تذكر مدن قريبة بأسماء مثل تونيزا (حالياً القالة)، تونسودى (حالياً سيدي مسكين)، تنسوت (حالياً بئر بورقبة)، تونسي (حالياً رأس الجبل). بما أن كل هذه القرى كانت موجودة على الطرقات الرومانية، فقد كانت بلاشك تستعمل كمحطة لتوقف والاستراحة[19]. تسمية البلاد في اللغات اللاتينية, التي تضيف إليها ia مثل الإنجليزية وهي قد تطورت من تسمية الجغرافيين والمؤرخين الفرنسيين الذين سموها Tunisie -ia,.[13] في أوائل القرن 19 كجزء من جهودهم الرامية إلى إعطاء أسماء للأراضي التي كانت تحتلها فرنسا. كلمة Tunisie المشتقة من الفرنسية تبنتها بعض اللغات الأوروبية مع بعض التعديلات الطفيفة, مما أنتج عن اسم مميز للبلاد. أما بعض اللغات الأخرى فلم تغير التسمية العربية كثيرا, مثال على ذلك التسمية الروسية لتونس Тунис (تو'نس) والتسمية الإسبانية Túnez.

 

الجغرافيا

تقع البلاد التونسية بين خطي الطول 30° و14 دقيقة, و 37° و 13 دقيقة شمال خط الاستواء وبين خطي الطول 7° و32 دقيقة و 11° و36 دقيقة شرق خط غرينيتش.

صورة فضائية لتونس

تضاريس تونس

 

التضاريس تقسم :

  • ساحل شمالي يتميز بأنه صخري مرتفع تجاوره أعماق بحرية متعرج فيه خلجان واسعة كخليج تونس ورؤوس كرأس الطيب يلي الساحل سهول ساحلية ضيقة لاقتراب الجبال من البحر أما الساحل الشرقي فهو ساحل رملي منخفض قليل التعاريج فيه خلجان واسعة كخليج الحمامات وخليج قابس وجزيرتي جربة وقرقنة
  • الجبال وهي سلسلة واحدة من جبال الأطلس البحري أعلاها سلسلة خمير
  • الهضاب امتداد لهضبة الشطوط في الجزائر تنتهي بسهول رملية فيها شط الجريد

يتألف سطح تونس من سهول ساحلية التي تمتد على السواحل البحرية المطلة على البحر المتوسط وتتسع في الوسط، المناطق الجنوبية هي امتداد للصحراء الجزائرية. تغطي الصحراء النصف الجنوبي من أراضي تونس. يعد وادي مجردة أكبر أنهار البلاد.

تنقسم البلاد التونسية إلى ثلاث مناطق كبرى :

  • التل الأعلى الذي يغطي الشمال.
  • الوسط التونسي، حيث الفيافي العليا والمنخفضة التي تنتهي عند الساحل الشرقي.
  • المنطقة الداخلية التي يحدها شط الجريد شمالا، وتتميز تلك الربوع بمساحاتها الصحراوية الشاسعة وبواحاتها الغناء الملتفة حول عدد قليل من منابع الماء.

تقع في تونس أقصى نقطة في شمال القارة الأفريقية، وهي رأس بن سكة.

 

المناخ

في تونس ثلاث أصناف من المناخات:

  1. مناخ متوسطي في الشمال تفوق كمية التساقطات 400 مم سنويا.
  2. مناخ شبه جاف في الوسط تتراوح فيه كميات الأمطار بين 200 و 400 مم.
  3. مناخ جاف بالجنوب تقل فيه الأمطار عن 200 مم سنويا.

 

البيئة

من أهم المخاطر المهددة للبيئة التونسية الجفاف, حيث تتعرض البلاد التونسية إلى سنوات متتالية من الجفاف حيث تغيب التساقطات وخاصة في إقليم الجنوب فالإحصائيات بين 1901 و 1980 تؤكد أن هذا الإقليم هو الأشد تضررا مما يتسبب في أضرار بيئية واقتصادية. كما حدثت في تونس بعض الفيضانات وهي كميات مرتفعة من الأمطار في وقت وجيز كما حدث في جانفي 1990 بكل من السند والمكناسي (قفصة وسيدي بوزيد) أو في العاصمة تونس في سبتمبر 2003. وتخلف خسائر بشرية ودمار للبنية التحتية. وتسعى الدولة التونسية إلى تقليص الفياضات بإنشاء السدود والمنشآت الحمائية بصفاقس والقيروان. أما التصحر وهو توسع للمساحات الصحراوية فيؤدي إلى تقدم الكثبان الرملية وتراجع خصوبة التربة. أسباب ذلك النمو السريع للسكان الذين تضاعفوا خمسة مرات منذ بداية القرن, وتوسع مناطق العمران على حساب الغابات والمساحات الخضراء عن طريق الزحف العمراني والرعي الجائر. تتمثل أساليب مكافحة التصحر في تونس بإنشاء برنامج اليد الصفراء سنة 1994 ويهدف إلى مقاومة الإرمال بتشييد الطوابي ومقاومة الانجراف المائي بتشييد البحيرات الجبلية وتهيئة المراعي. رغم المزايا العديدة للبيئة التونسية فإن عديد المخاطر تهججها مما يستوجب البحث عن حلول.

 

الجغرافيا الإدارية

تنقسم الجمهورية التونسية إدارياً إلى 6 مناطق تنمية، تتوزع عليها 24 ولاية كالآتي:

الشمال الشرقي : ولاية بنزرت، ولاية تونس، ولاية أريانة، ولاية منوبة، ولاية بن عروس، ولاية زغوان، ولاية نابل.

الشمال الغربي : ولاية جندوبة، ولاية باجة، ولاية الكاف، ولاية سليانة.

الوسط الشرقي : ولاية سوسة، ولاية المنستير، ولاية المهدية، ولاية صفاقس.

الوسط الغربي : ولاية القيروان، ولاية القصرين، ولاية سيدي بوزيد.

الجنوب الشرقي : ولاية قابس، ولاية مدنين، ولاية تطاوين.

الجنوب الغربي : ولاية قفصة، ولاية توزر، ولاية قبلي.

 

الجغرافيا البشرية

يتميز الإعمار والتنمية في الفضاء التونسي بعدم التكافئ على المستوين الاقتصادي والاجتماعي حيث يوجد تدرج بين داخل البلاد والسواحلها (أي اتجاه غرب - شرق). فالولايات الساحلية (13 من مجموع 24 ولاية) مثلاً تحتضن 65.3% من مجموع السكان بكثافة سكنية عالية (140 ساكن في الكم مربع مقارنةً ب 66.3 في كامل البلاد) . كما أنها تتميز بتنوع اقتصادي فهي تستحوذ على سبيل المثال على 85% من المؤسسة الصناعية في البلاد و-87.5% من اليد العاملة في هذا القطاع.

بلغت نسبة التحضر في تونس 66.3% سنة 2008 . الشبكة الحضرية متواجدة على السواحل الشرقية بين مناطق بنزرت وڨابس مروراً بالعاصمة تونس والوطن القبلي والساحل وصفاقس أين تتمركز أهم المنشأت الاقتصادية وكذلك 80% من السكان المتحضرين.

 

التاريخ

العهد الإسلامي

و هي ما يسميه المؤرخون الأروبيون "بالعهد الوسيط" أو "القرون الوسطى" إذ تقع في نظرهم بين العهد الإغريقي الروماني المزدهر من ناحية و النهضة الأوروبية الكبرى من ناحية أخرى. في هذه الفترة الزمنية الممتدة من منتصف القرن السابع إلى بداية القرن السادس عشر ميلادي إعتنقت بلاد المغرب و من ضمنها تونس الدين الإسلامي بصورة نهائية و تعربت بصورة متفاوتة حسب الجهات. كما إستطاعت أن تبلغ درجة كبيرة من الإزدهار في ظل الحضارة العربية بل إنها تمكنت في وقت ما من الحصول على إستقلالها السياسي و من بلوغ أوج نضجها الثقافي. كانت بداية هذه الحقبة بالفتح الإسلامي, و من ثم الدولة الأغلبية (800-910 م), الدولة الفاطمية (910-973 م), الدولة الزيرية (973 م- منتصف القرن الحادي عشر), الدولة الحفصية (حوالي 1230- 1574 م) لتدخل تونس بعد ذلك العهد التركي سنة 1574 م.

 

الحكم العثماني

أصبحت تونس بعدما دخلها العثمانيون الأتراك سنة 1574 إيالة عثمانية يحكمها باشا يولّيه عليها الخليفة في إسطمبول لمدّة معيّنة. والملاحظة هنا أن المقاطعة الجديدة في الإمبراطورية كانت تتميّز إدارياّ عن جارتيها إيّالتي الجزائر و طرابلس و أنّها كانت منذ ذلك الحين مؤهّلة لأن تسلك سبيلها الخاص في التطوّر أي تتميّز بكيان تونسي مستقل . سمّيت المقاطعة "وجقا أو سنجقا" وهو ما يؤكّد طابعها العسكري و قد انتصب بتونس و بصفة دائمة ما بين 3 آلاف و 4 آلاف من عساكر الإنكشارية. و عموما فقد كانت الأوجاق المغاربية حصون الإسلام المنيعة التي تتصدّى لضربات الجهاديين المسيحيين . كان للعساكر الإنكشاريين مهام أخرى في الدوّلة أهمّها فرض النظام على فسيفساء من القبائل الغير راضية على التواجد التركي و أخذ الضرائب من الشعب و لهذا فإن الدّيوان و هو المجلس العسكري الأعلى كان يتكوّن من ضبّاط سامين من [[أغوات]] و بولكابشية]] و هو المجلس العسكري الأعلى كان يتكوّن من ضبّاط سامين من أغوات و بولكابشية .

 

عهد الدّايات

كان الدايات ضبّاطا من أصل تركي, استولوا على السلطة بفضل عساكر الإنكشارية.كان للدّايات سلطة واسعة حتّى على الممثّلين الرّسميين للحكم العثماني بتونس مثل الباشا. وصل الدّايات إلى الحكم بعد ثورة 1591, فقد اغتنم عامّة الجند الأزمة السياسية و المالية التي كانت تتخبّط فيها إسطنبول،كما اغتنموا ظروف الغضب المتفشّي بين الرّعايا لقتل رؤوس القوّات التركية المحتكرين لعضوية الدّيوان الدّيوان هو مجلس عسكري أعلى يكوّن من آغوات و بولكابشية , كان له شأن عظيم في حياة المقاطعة الإيالة و كان سلطانه يعدل سلطة الباشا . و بذلك أصبح الدّابات أصحاب السلطة الحقيقييّن في تونس, ثم ما لبث أحد الدّايات المتنفّذين و هو عثمان داي أن استولى على الحكم عام 1598 و قضى بذلك على منافسيه و على الدّيمقراطيّة العسكرية المباشرة التي كانت سائدة آن ذاك. استمرّ حكم الدّايات إلى منتصف القرن السابع عشر و ذلك بفضل عنفوانهم و شدّتهم, إذ كانوا ضبّاطًا أشدّاء تخرّجوا من صفوف الجنديّة, يتعاطون الجهاد البحري مثل عثمان داي و أسطا مراد كانوا يغنمون من السفن المسيحية بضائعها و الأسرى الذين كانوا يباعون في أسواق تونس . كما برع الدّايات في السياسة مثل يوسف داي[1598-1610] و أحمد خوجة[1637-1640]. و يحسب للآغوات أنّهم أعادوا للجيش الإنضباط الشديدالذي كان هو مصدر قوّتهم, كما أنّهم سلكوا سياسة حازمة و عملوا على حماية أعيان البلاد و تعقّبهم أهل الفساد تعقّبًا لا هوادة فيه, كما أنصفوا الرّعايا من ظلم ممثّلي إسطنبول و أعادوا الأمن و الإستقرار للبلاد التونسية و تحوّل اعيان المدن التونسيين لمستشارين و مقرّبين لأصحاب السلطة. أمّا من ناحية الدّين, فقد حرص الدّايات على إقرار نظام المدينة الإسلامية و سننها من جديد فآزرهم علماء الدّين, مما زاد سلطان الدّايات شرعية .

 

فترة الإحتلال الفرنسي 1881 - 1956

بعد احتلالها للجزائر سنة 1833, فرضت فرنسا الإمبرياليّة معاهدة اقتصادية ظالمة على البلاد التونسية , ثمّ ما لبثت فرنسا أن استغلّت حالة الضعف التي تنخر جسم الإمبراطورية العثمانية و غزت التراب التونسي في العام المشؤوم على تونس 1881 , لاقت القوات الغازية مقاومة شرسة من قبل رجال تونس , إلاّ أن قلّة العدد و العدّة مقارنة بالجيش النّظامي الفرنسي أدّت إلى هزيمة التونسييّن و أُرغم الباي على توقيع معاهدة مُذلّة لتونس , فرضت بموجبها فرنسا الإحتلال على تونس و سمّيت بمعاهدة الحماية و ذلك في 2 ماي 1881,

 

الاستقلال

ساعدت الظرفية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية(1939-1945) التي اتسمت بالحرب الباردة الحزب الحر الدستوري الجديد على تدعيم موقفه حول النقاط الولسنية خاصة حق الشعوب في تقرير مصيرها ضد فرنسا التي أصبحت قوة استعمارية ضعيفة متراجعة من الحرب شأنها شأن إنجلترا. رغم أن فرنسا وعدت الحزب بالاستقلال سنة 1952 الا انها اخلفت الوعد فنتج عنه الثورة المسلحة مما جعلت فرنسا ترزح إلى المفاوضات سنة 1955 التي اقرت فيها حكومة منداس فرانس بالاستقلال الداخلي لتونس ثم الاستقلال التام سنة 1956 والتي شهدت بعض المعارضة لليمين المتطرف وانصار الامبريالية الفرنسية.

 

السياسة

السياسة الداخلية

الحبيب بورقيبة الرئيس الأول لتونس

تونس دولة ذات نظام جمهوري ليبرالي. في 14 يناير 2011 وإثر الثورة التونسية الشعبية التي جرت أواخر 2010 وأوائل 2011 والتي غادر على إثرها الرئيس زين العابدين بن علي البلاد، يرأس الجمهورية التونسية حالياً منصف المرزوقي.

رئيس الجمهورية ينتخب لمدة خمس سنوات ويقوم بتسمية الوزير الأول (رئيس الوزراء)، الذي يسهم في تنفيذ سياسات الدولة. الحكام المحليون للولايات والممثلون المحليون يتم تعيينهم أيضا من قبل الحكومة المركزية، في حين يتم انتخاب مجالس بلدية. تونس دولة ذات نظام رئاسي، ويوجد في تونس هيئتان تشريعيتان: مجلس النواب ومجلس المستشارين، مجلس النواب يتكون من 182 مقعدا. يأخذ هذا المجلس أهمية متزايدة كساحة نقاش وجدال حول السياسات الوطنية المتبعة لكن من النادر ألا تمر ميزانية أو تشريع مقدم من قبل السلطة التنفيذية. دخلت أحزاب المعارضة لأول مرة مجلس النواب التونسي عام 1994 وتحتل 9% من جملة مقاعده. كما جرت أول انتخابات رئاسية تعددية في أكتوبر 1999 وفاز بها بن علي بغالبية ساحقة بنسبة 99%. وفي انتخابات 2004 فاز زين العابدين بن علي بنسبة 94% من الأصوات.

في يوم الجمعة 14 يناير 2011، أطاحت الثورة التونسية الشعبية التي دامت قرابة الشهر بالرئيس زين العابدين بن علي الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة وأجبرته على التنحي عن السلطة من الباب الصغير ومغادرة البلاد إلى السعودية وتولى في نفس اليوم الوزير الأول محمد الغنوشي رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة بطريقة منافية للدستور حيث أنه ارتكز على الفصل 56 من الدستور التونسي والذي ينص على أن رئيس الدولة يفوض الوزير الأول في حال عدم تمكنه من القيام بمهامه بصفة وقتية الفصل 56 لرئيس الجمهورية إذا تعذر عليه القيام بمهامه بصفة وقتية أن يفوض بأمر سلطاته إلى الوزير الأول ما عدا حق حل مجلس النواب. غير أنه لم يكن هناك تفويض واضح وكان عليه الارتكاز على الفصل 57 وعرض الأمر على مجلسي المستشارين والنوب للموافقة على تعيين رئيس مجلس النواب كرئيس مؤقت والتحضير لانتحابات في مدة تتراوح بين 45 و 60 يوماً. وبناءً على ذلك أعلن في اليوم التالي وهو يوم السبت الـ 15 يناير عام 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت. وفي 27 فيفري 2011 عين السيد الباجي قائد السبسي رئيس وزراء الحكومة المؤقتة بعد استقالة محمد الغنوشي عن منصبه.وفي 23 أكتوبر تم انتخاب المجلس التاسيسي ومنه تم تعيين السيد منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية و السيد حمادي الجبالي رئيسا للوزراء.

 

السياسة الخارجية

خريطة دول العالم التي تربط تونس بها علاقات دبلوماسية

لتونس عدة بعثات ديبلوماسية مع أغلبية دول الأمم المتحدة إضافة إلى (السلطة الوطنية الفلسطينية) لتونس علاقات مميزة مع الولايات المتحدة و(روسيا) ودول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي و(كوبا) والأرجنتين والبرازيل والمكسيك و الصين و اليابان و إيران و الكوريتين وأيضا العلاقة الأخوية بين (صربيا) و تونس باعتبار أن تونس لم تعترف باستقلال إقليم كوسوفو وقادته الانفصاليين هناك علاقة شراكة اقتصادية بين تونس و الاتحاد الأوروبي ساهم بشكل كبير في تطور العلاقات الديبلوماسية بين تونس والدول ال27 في الاتحاد الأوروبي وخاصة مع فرنسا و إيطاليا و مالطا العلاقات التونسية الإيرانية جيدة خصوصا بعد زيارة وزير النقل والمواصلات التونسي عبد الرحيم الزواري لطهران وزيارة نائب الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى تونس في أيار 2009 العلاقات التونسية الأمريكية متميزة سواء في فترة الرئيس بورقيبة أو بن بن علي وأيضا مع كافة رؤساء واشنطن منذ 1957. لم يسبق لتونس أن أقامت علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل واكتفت فقط بإرسال بعثة اقتصادية بعد اتفاقية أوسلو 1993 ثم سحبتها سنة 2000 بعد استمرار إسرائيل في احتلال الضفة الغربية وإلى يومنا هذا لا توجد أي علاقات بين تونس وتل أبيب. يحسب لتونس أنها دعمت واحتضنت المقاومة الوطنية الفلسطينية في 1982 وأنشأ بحمام الشاطئ مقر منظمة التحرير (فتح) قبل أن يدمره الطيران الحربي الإسرائيلي في 1 أكتوبر 1985 كذلك أرسلت تونس مساعدة إنسانية إلى الصين بعد زلزال سيشوان المدمر كما أرسلت تونس العديد من المساعدات الإنسانية إلى لبنان وغزة. إضافة أن الدولة التونسية تنتهج سياسة انفتاحية على كل البلدان ولا تصدر أي مذكرات عداوة ضد أحد فهي دولة تريد تعميق التعاون الدولي واحترام القوانين الأممية ويتجلى ذلك في قيمة الجوائز الدولية المسندة لها.

 

الاقتصاد

لتونس اقتصاد متنوع ونشيط يملك قطاعات زراعية وتصنيعية وسياحية ومنجمية. للحكومة دور بارز في التحكم بالاقتصاد فالتدخل الحكومي في عجلة الاقتصاد قوي إلا أنه بدأ يقل في عقد التسعينات مع تجه نحو الخصخصة، وتبسيط البنية الضرائبية. حققت تونس في التسعينات نموا حقيقيا بلغ 5.5% وتباطئ معدل التضخم. وكان العامل الأساسي في هذا النمو الاقتصادي زيادة عائدات قطاع السياحة والتجارة.

بدأ تطبيق اتفاق الشراكة الأوروبية بين الاتحاد الأوروبي وتونس في 1 مارس 1998 وكان أول اتفاق يطبق بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر المتوسط، وطبقا للاتفاق ستقوم تونس بإزالة حواجز التجارة مع الاتحاد الأوروبي على مدى العقد التالي.وقد أصبحت تونس شريكا كاملا للاتحاد الأوروبي في عام 2008 (كما هي حالة النرويج وايسلاندا). من المفترض أن تستمر عملية الخصخصة وتحرير الاقتصاد التونسي وتحسين أداء الحكومة التونسية وسياساتها حتى ذلك الوقت.

تطور الدخل الفردي السنوي للمواطن في تونس

بلغ الدخل الفردي السنوي للمواطن في تونس في نهاية عام 2009 5319 ديناراً مقابل 2788 ديناراً عام 2000. كما حدّد منوال التنمية للعشرية 2007-2016 هدف مضاعفة الدخل الفردي للمواطن ليصل إلى حدود 8000 دينار عام 2016.

بلغت القوة الشرائية في تونس 63 مليار دولار في عام 2005 قابلها4,600 دولار كمتوسط للدخل القومي للفرد في تلك السنة وهو رقم متوسط نسبيا إذا ما قورن بمعدل الدخل في الدول الخليجية وعال إذا قورن بمعدلات الدخل في باقي الدول العربية. إذ يعتبر دخل التونسي الأعلى بين الدول غير النفطية في الوطن العربي وأفريقيا. أرقام تلخص الاقتصاد التونسي:

  • 12% نسبة البطالة حسب إحصاء قامت به مكاتب التشغيل.
  • 6.5% نسبة نمو الاقتصاد التونسي وهي نسبة مرتفعة مقارنة بدول الخليج العربي.
  • 2.8% نسبة السكان تحت خط الفقر (أقل من400دولار سنويا)
  • 40% من العاملين في تونس يعملون في قطاع الخدمات و 34% في قطاع الصناعة و26 بالمئة في قطاع الفلاحة حسب المخطط ال11 لالتنمية المصادق عليه من الرئيس نسبة البطالة ستنخفض إلى 10% وسيتم توسيع الطبقة الوسطى لتشمل 82 بالمئة من السكان.

كذلك رغم أن تونس في حالة عجز في الميزان التجاري رغم أنها تغطيه بالكامل وتساهم السياحة بتغطية 50 بالمائة من هذا العجز وتستأثر البلدان الأروبية بالنصيب الأكبر من المبادلات التجارية وهي تتعامل كذلك كثيرا مع بلدان المغرب العربي وخاصة ليبيا فهي تستورد من عندها النفط والغاز وتصدر لها منتوجات كثيرة ولكامل بلدان الغرب العربي تقريبا. انتهجت تونس منذ سنة 1987 استراتيجية تنموية تميزت بالشمولية والتدرج، حيث شهدت البلاد تطورا اقتصاديا، ففي العام 2007 حقق الاقتصاد التونسي نسبة نمو بلغت 6.3% مقابل 5.5% سنة 2006. كما تراجع مؤشر المديونية حيث تراجعت مؤشراتها إلى مستويات معقولة من ذلك انخفاض نسبة الدين الخارجي إلى حدود 44% من الدخل القومي الإجمالي.

 

القطاعات

أحد شواطئ جزيرة جربة السياحية

منذ الاستقلال، سجلت الفلاحة نسب نمو مرتفعة مما مكن البلاد من بلوغ مستوى أمن غذائي كافي. ورغم تطور بقية قطاعات الاقتصاد التونسي فإن الفلاحة حافضت على أهمية اجتماعية واقتصادية حيث تؤمن 12% من الناتج المحلي الإجمالي وتشغل 16% من اليد العاملة سنة 2006 . أهم المنتوجات الفلاحية تتمثل في الحبوب (القمح والشعير) والزيتون  (رابع منتج ثالث ومصدر عالمي) والتمور والقوارص وتربية الماشية ومنتوجات البحر. الدولة تتصرف في القطاع في غالبية فروعه عبر مؤسساتها ولكن تجدر الإشارة إلى ضهور مجامع خاصة خصوصاً في الصناعات الغذائية وأهمها مجموعة بولينا.

 

البنية التحتية

يتميز النقل الجوي بتوزع العديد من المطارات على جميع أقاليم البلاد منها 8 مطارات دولية: مطار طبرقة بالشمال الغربي ومطار تونس قرطاج بالعاصمة ومطارين بالمنستير والنفيضة في جهة الساحل وبصفاقس وبجزيرة جربة في الجنوب الشرقي ومطارين دوليين أيضا بالجنوب الغربي في كل من قفصة وتوزر. ويقوم ديوان الطيران المدني والمطارات بإدارات وتسيير غالبية تلك المطارات أما النقل البحري فهناك ميناء مسافرين واحد فقط بكامل الجمهورية التونسية ويوجد بمدينة حلق الوادي في الضاحية الشمالية للعاصمة وتقتصر الرحلات فقط إلى 5 موانئ بالارمو وروما وجنوى ومارسيليا دائما ومالطا فقط أثناء إرساء السفن للراحة خاصة عند التوجه لجنوى.

المترو الخفيف بتونس

النقل البري وهناك القطارات وتديره الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية وهي شركة عمومية في طريقها للخصحصة كطيران تونس وشركة تونس للملاحة وهناك خطوط بعيدة تتمثل في خطوط تونس-قابس وهو الأهم بكونه يضم مدن سوسة وصفاقس وخط تونس-غار الدماء بالشمال الفربي التونسي وخط تونس-القلعة الخصبة أيضا بالشمال الغربي ولكن مرورا بالفحص وولاية سليانة والكاف أما خط غار الدماء فيمر بباجة وجندوبة وكذلك منوبة بالعاصمة وأخيرا خط لا يكتسي أهمية كبرى من ناحية جودة العربات وعدد القطارات وتوقيتها وحتى عدد المسافرين وهو خط تونس-بنزرت وطبعا من خلال محطة قابس يمكنك التوجه عبر الربط قطار-حافلة الذي تديره شركة القطارات إلى جزيرة جربة ومدن مارث مدنين جرجيس تطاوين وغمراسن وأخيرا هناك خطي أحواز يعملان بالكهرباء واحد تونس-الرياض بالعاصمة واخر سوسة-المهدية عبر المنستير بجهة الساحل وأغلب قطارات تونس تعمل بالغازوال وهناك قطار اخلر كهربائي تونس-المرسى وهو يتبع شركة عمومية أخرى وهي شركة النقل بتونس (Transtu).

قطاع الحافلات والمترو الخفيف وتديره شركة النقل بتونس وشركة خاصة أخرى TUS وتسير حافلات لكافة مدن العاصمة مع وجود شركات نقل جهوية تنشط بكل الجهات أما المترو فهناك 5 خطوط تونس البحرية-ساحة برشلونة إلى 5 محطات وصول خط1 المروج خط2 أريانة خط3 ابن خلدون خط4 الدندان خط5 حي الانطلاقة وسيصل الخط 4 بعد انتهاء الأشغال إلى مدينة منوبة ومن ثم الحي الجامعي. توجد أيضاً شركة عمومية للحافلات تربط مدن الجمهورية تسمى الشركة الوطنية للنقل بين المدن.

وهدف الحكومة التونسية هو كهربة خط تونس-رادس-حمام الأنف-الرياض-سليمان ولقد انطلقت الأشغال وتجديد أسطول المترو بالكامل ولقد اقتنت الحكومة التونسية عربات مترو من كاتالونيا وهذه العربات هي نفسها التي تجوب شوارع ساحة برشلونة وضم شركة النقل بتونس إلى sncft كما كان الوضع غداة الاستقلال.

 

الطاقة

مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية

أظهر التقرير السنوي للمصرف المركزي التونسي أن إيرادات البلد من الغاز الطبيعي ازدادت 8.2 في المئة العام الماضي إلى 3.2 مليون طن مكافئ نفط. وتتوزع الإيرادات بين المنتوج المحلي والرسوم العينية التي تتقاضاها تونس على عبور أنبوبي غاز جزائريين أراضيها نحو إيطاليا وسلوفينيا. وبات الغاز يشكل 44.6 في المئة من مصادر الطاقة في تونس العام الماضي، في مقابل 41.3 في المئة قبل سنة. وتوقع التقرير أن تزداد أهمية الغاز في السنوات المقبلة مع دخول حقلي «صدر بعل» و«البرمة» مرحلة الإنتاج ومد شبكات التوزيع إلى محافظات جديدة، إضافة إلى تشغيل مصنعي غاز جديدين يعملان بنظام الدورة المزدوحة في كل من غنوش وبنزرت. وساهمت معاودة الإنتاج في حقل «ميسقار» الغازي في تحسين المنتوج المحلي، إذ يؤمن 1.4 مليون طن مكافئ نفط أي 62.5 في المئة من المنتوج الإجمالي للبلد من الغاز الطبيعي. وارتفعت استثمارات تونس في قطاع التفتيش عن المحروقات وتطوير الحقول من 500 مليون دينار (330 مليون دولار) إلى 2.7 مليار دينار (1.8 مليار دولار) بين 2005 و2008. وعلى رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية خلال 2009 ظلت الاستثمارات المخصصة لهذا القطاع في مستوى مرتفع لم ينزل دون 1.9 مليون دينار (1.3 مليار دولار). وأتاح حفر 38 بئراً استكشافية في السنتين الأخيرتين تحقيق 20 اكتشافاً نفطياً وغازياً. وفي هذا الإطار تعتزم شركة «كوبر انرجي» الأسترالية المتخصصة في التنقيب عن النفط مباشرة حفر بئر استكشافية جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في منطقة «برقو» (شمال). ويُتوقع أن تصل طاقة إنتاج البئر إلى نحو 26 مليون برميل. نفط مغاربي وتُركز تونس على ترفيع حجم وارداتها النفطية من البلدان المغاربية للتقليل من كلفة النقل والسيطرة على العجز في ميزان الطاقة. وزادت في الفترة الأخيرة الواردات النفطية من الجزائر وليبيا والمغرب الذي لا ينتج النفط ولكن يُكرره. وأفاد خبراء بأن موازنة السنة الحالية وُضعت على أساس سعر مرجعي لبرميل النفط لا يتجاوز 70 دولاراً كمتوسط سنوي، إلا أن السعر ارتفع أخيراً إلى 85 دولاراً، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أكثر من 1.4 دينار تونسي. وفي ضوء هذين المتغيرين أجرى أخيراً مسؤولون في «الشركة التونسية لتكرير النفط» (قطاع عام) التي تملك مصفاة النفط في بنزرت (شمال) محادثات مع مصفاة مغربية وحصلوا منها على أسعار مناسبة. وكثفت تونس أيضا الكميات المستوردة من الجزائر وليبيا ما وفر عليها قسماً من نفقات النقل والتأمين والضرائب التي كانت ترفع من كلفة النفط المستورد من أوروبا. ويترتب على شراء برميل النفط بسعر متوسط يعادل 75 دولاراً خلال السنة الحالية عجز يُقدر بـ500 مليون دينار (330 مليون دولار) نظراً إلى أن أسعار المحروقات مدعومة. وبات الغاز الطبيعي يُؤمن نحو 45 في المئة من حاجات البلد من المحروقات. ومع التهاب أسعار المحروقات في الأسواق العالمية، ازداد اعتماد التونسيين على الطاقة المحلية، وبلغ عدد البيوت الموصولة بشبكة توزيع الغاز 600 ألف بعد استكمال ربط 75 بلدة بالشبكة الوطنية للغاز. وبات أصحاب سيارات الأجرة يُجهزون سياراتهم بخزانات الغاز المُسيل إلى درجة أن جميع «التاكسيات» في مدينة صفاقس، ثاني المدن في البلد، مجهزة بخزانات الغاز. ويُركز التونسيون مستقبلاً على الحد من استهلاك الطاقة التقليدية في ورش البناء، التي تستأثر بـ 27 في المئة من استهلاك الطاقة في البلد، وتطوير استخدام الطاقات البديلة ليس فقط في هذا القطاع وإنما في المؤسسات التعليمية والمصانع والمنشآت السياحية. الطاقة الشمسية ويسعى التونسيون إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة الشمسية كون البلد يستقبل 3000 ساعة من الشمس سنوياً. وفي هذا الإطار أنشأ التونسيون أكثر من 65 ألف لاقط شمسي، وباتت الأسر تتسابق لشراء السخانات الشمسية، ويُتوقع بناء 500 ألف متر مربع من السخانات المنزلية خلال هذه السنة. وتُستخدم اللواقط أيضا في الحمامات التركية والفنادق والمبيتات الجامعية وكهربة الأرياف. لا بل انتقل التونسيون أخيرا إلى درس إمكانات إقامة محطات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة الشمسية. وفي سياق متصل أتى إنشاء شركة «ترانسغرين» Transgreen التونسية الإيطالية أخيراً لدرس نقل الطاقة الكهربائية المنتجة في الضفة الجنوبية إلى بلدان الضفة الشمالية. ولا تزال الطاقة الشمسية غير مستثمرة في بلدان حوض المتوسط، فلا تستخدم البلدان المشاطئة سوى 4 في المئة من الطاقة الممكنة، على رغم كونها مُعرضة لأشعة الشمس في غالبية أيام السنة. وقال مسؤول في الشركة إنها تسعى إلى إنشاء شبكة لتيسير نقل الطاقة المتجددة بين ضفتي المتوسط، في إطار «الخطة الشمسية المتوسطية» التي ترمي إلى إنتاج 20 جيغاويت من الكهرباء في أفق 2020. وتبدأ المراحل الأولى بتصدير 5 جيغاويت من الطاقة الشمسية المُنتجة في مناطق بعيدة عن أسواق الاستهلاك إلى أوروبا، بخاصة إيطاليا وإسبانيا. ويأمل التونسيون في زيادة حجم منتوجهم من الكهرباء من 3500 ميغاويت إلى 5000 في غضون أربعة أعوام.

 

السكان

صورة بعض سكان مدينة تونس عام 1899

بلغ عدد سكان البلاد التونسية حسب آخر تقدير نشره المعهد الوطني للإحصاء في غرة جويلية 2010 10 ملايين و549 ألفا و100 نسمة موزعين على 24 ولاية فيما يقدر عدد التونسيين بالخارج ب975 ألف نسمة حسب أرقام تعود إلى 2007.أغلب التونسيين من العرق السامي بما أن أغلب السكان من أصول أمازيغية معربة[44] ومن الأندلسيين والأتراك والصقليين الذين توافدوا على البلاد في حقبات تارخية محتلفة مع وجود بعض الزنوج. شهد عدد سكان البلاد تطورا كبيرا منذ الاستقلال بفضل تحسن مستوى المعيشة وانخفاض نسبة وفيات الرضع إلا نسبة النمو السكاني شهدت انخفاضا متواصلا في السنوات الأخيرة من 2,66% عام 1975، ثم 2,58 عام 1984، ثم 1,7 عام 1994 لتبلغ 0.989% سنة 2008 وهي أقل نسبة في الوطن العربي قبل لبنان. يمثل المسلمون الأغلبية الساحقة من السكان مع وجود أقليات مسيحية ويهودية صغيرة قدمت فيما بعد وعاشت دائما في سلام مع المسلمين. تعتبر تونس المتوسطية تجانسا إذ يمثل المسلمون 98% من السكان مما ولد انتماءا وطنيا قويا لدى التونسيين في غياب النزعات العرقية والطائفية رغم أنه بلد متعدد الأعراق. وتركيبة السكان حاليا هي مزيج من العرب والأمازيغ والفينيقيين والأوروبيين والأتراك والأفارقة والرومان وأندلسيين. يعتبر الأمازيغ هم أول من سكن البلاد لكن المحطة الأبرز في تاريخ تونس القديم تتمثل في وفود الفينيقيين الذي قاموا بتأسيس قرطاج في القرن التاسع قبل الميلادي. سيطر الرومان على شمال أفريقيا حتى القرن الخامس الذي شهد سقوط الإمبراطورية الرومانية، بعدها قدم إلى تونس مجموعات عرقية أوروبية أهمها الوندال. وفي القرن الثامن غزو العرب المسلمون البلاد عقبها مجيئ عدد كبير من العائلات والقبائل العربية لتأخذ تركيبة البلاد منئذ شكلها الحالي. شهدت البلاد أيضا وفود آلاف الأندلسيين الذين إلتجئوا إليها بعد طردهم من قبل المسيحيين كما عرفت ابتداءا من القرن السادس عشر استيطان عدد كبير من العائلات التركية.

 

الديانة

تقريبا جميع التونسيين (99% مسلمين) 85% منهم سنة من أتباع المذهب المالكي و 15% على المذهب الإباضي وهناك أقلية عبادية وهناك الصفريون مع وجود 2000 يهودي في جزيرة جربة التونسية حسب مصادر تونسية و 1500 حسب مصادر يهودية، يهود تونس العاصمة قدموا من إسبانيا في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد بعد اضطهادهم من قبل الإسبان.

لكن يهود جربة قدموا من المشرق العربي بعد حرق معبدهم من قبل نبوخذ نصر قبل 2500 سنة رغم أنه لا توجد أرقام رسمية تحصي عدد المسيحيين في تونس إلى أنه يوجد حوالي 50000 مسيحي من المقيمين وهم من فرنسيي تونس وتونسيون من أصول إيطالية وفرنسية ومالطية 80% منهم كاثوليك ومن كبار السن ويقيمون بتونس العاصمة وصفاقس. وهناك عدد ضئيل من الأرثودوكس (منهم ركاب سفينة روسية رحلتهم فرنسا إلى بنزرت أثناء الحرب العالمية الثانية إضاافة إلى بعض المهاجرين من اليونان) وهناك أقلية بروتستانية تقيم بجربة.

 

اللغات واللهجات

يتكلم التونسيين اللغة العربية باللهجة التونسية، وهي لهجة نتجت بالاساس عن تمازج بين [لغة عربية]و[اللغة الامازيغية] لغة السكان الاصلين دخلتها العديد من الكلمات من اللغات التركية والإيطالية وبدرجة كبيرة الفرنسية، نظرا لاعتبارات تاريخها يعود إلى القرنين 18 و 19. تمتلك الإيطالية حضوراً قوياً في اللهجة التونسية من خلال مفردات يعود أصلها للمهاجرين القادمين من صقلية. حصل أهم دمج في تاريخ اللهجة التونسية عندما أضيفت كلمات أندلسية (الإسبانية حاليا) بعد طرد المورو من الأندلس بين القرنين 17 و 18. تعتبر العربية اللغة الرسمية بينما تعد الفرنسية لغة الإدارة والأعمال بحكم الأمر الواقع. وكذا مفردات قديمة من الأمازيغية، ولا زالت مناطق متعددة من تونس تتكلم الأمازيغية في مطماطة وفي جزيرة جربة (في أجيم، قلالة، سدويكش وورسيغن) وفي شنني تطاوين وفي الدويرات.

 

التعليم

مرحلة ما قبل المدرسة (وهي للأطفال بين 3 و 6 سنوات) ليست إلزامية ويتم توفيرها في رياض الأطفال. التعليم الابتدائي إلزامي ومجاني بين 6 و 16 سنة. وينقسم إلى مرحلتين : المرحلة الأولى تدوم 6 سنوات في المدارس الابتدائية في حين أن المرحلة الثانية مدتها 3 سنوات وتجرى في المدارس الاعدادية. هذه الدراسة تتوج بشهادة ختم التعليم الأساسي وتخول الالتحاق مجاناً للتعليم الثانوي في المعاهد الثانوية. تضم الدراسة في هذه المعاهد 4 سنوات تنقسم إلى سنة جذع مشترك وثلاثة سنوات اختصاص من بين 6 اختصاصات مقترحة (أدب وعلوم وعلوم تقنية وعلوم العلمية واقتصاد وتصرف وعلوم اعلامية). تختم الدراسة الثانوية بشهادة البكالوريا وتفتح المجال للتعليم العالي الذي يحوي 179 معهد تابعين ل13 جامعة 5 منهم في العاصمة تونس والبقية موزعة على 7 ولايات بالإضافة ل24 معهد عالي للدراسات التكنولوجية (ISET) موزعة على جميع ولايات تونس. رغم أن 21% من ميزانية الدولة مخصصة للتعليم سنة 2008 فإن عدد التلاميذ المسجلين في 2008 في انخفاض مقارنةً بسنة 2000 (2.1 مليون في 2008 و 2.4 مليون سنة 2001). بينما يصل عدد الطلبة إلى 370000 أي ما يناهز 27% من الشريحة العمرية المعنية. بلغت نسبة التحصيل عام 2009 77.7%، وبلغت نسبة التمدرس للأطفال بين 12 و17 سنة عام 2005، بالتساوي بين الفتيان والفتيات، 66%.

مراحل نظام التعليم في تونس

المدرسة الصادقية أسسها خير الدين التونسي عام 1875

مقر جامعة الزيتونة في ساحة معقل الزعيم بمدينة تونس

الإعلام

المشهد الإعلامي في تونس متكون من قناتين فضائيتين حكوميتين (الوطنية 1 والوطنية 2) تابعة لمؤسسة التلفزة التونسية وبعض القنوات الخاصة (باقة قنوات حنبعل ونسمة) نتيجة الانفتاح للخواص بدايةً من سنة 2003. كما توجد 4 اذاعات وطنية (الإذاعة الوطنية وإذاعة تونس الثقافية وإذاعة الشباب بالعربية وإذاعة تونس الدولية المتعددة اللغات) و5 جهوية تحت إشراف مؤسسة الإذاعة التونسية. كما توجد 5 اذاعات خاصة (3 قنوات منوعات موزاييك إف إم وجوهرة أف أم وشمس أف أم وإذاعة إسلامية الزيتونة أف أم وأخرى مهتمة بالاقتصاد اكسبرس أف أم) . بعد الثورة التونسية ، ازداد عدد القنوات الخاصة . وهي قناة التونسية وقناة تونس اليوم وقناة الزيتونة وقناة تونسنا وقناة تونس العالمية وقناة الجنوبية وبعض قنوات أخرى . الصحافة المكتوبة سنة 2007 تتكون من 245 صحيفة ومجلة غالبيتها (90%) على ملك خواص ومستقلين .

 

الفنون

يوجد في تونس نوعان من الأدب الأول باللغة العربية والثاني بالفرنسية. يرجع تاريخ الأدب التونسي باللغة العربية إلى القرن السابع الميلادي، تاريخ الفتح الإسلامي للبلاد في حين يرجع جذور الصنف الثاني إلى أواخر القرن التاسع عشر، تاريخ انتصاب الحماية الفرنسية. يطغى مجالا القصة والشعر على أغلب المنشورات الأدبية الحالية. ومن أبرز أعلام القصة التونسية علي الدوعاجي، محمد العروسي المطوي، البشير خريّف، حسن نصر ومحمود المسعدي. ومن أبرز الشعراء أبو القاسم الشابي، مصطفى خريّف، أحمد خير الدين، الميداني بن صالح، محمد الغزي، المنصف لوهايبي وآدم فتحي. تتميز الموسيقى التونسية بتنوع كبير على مستوى أصنافها وألوانها. تنقسم الموسيقى التونسية أساسا إلى ثلاثة أنواع: موسيقى ذات طابع عصري بما في ذلك الأغاني بالعربية الفصحى أو العربية الدارجة، موسيقى ذات طابع تراثي كلاسيكي (أساسا المالوف والموشحات والسلامية) والموسيقى الشعبية (المزود والموسيقى الفلكلورية ذات الطابع الجهوي). أبرز تظاهرة للموسيقى التونسية هو "مهرجان الموسيقى التونسية". ترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لأنهج تونس العاصمة. في العام التالي أقيم في البلاد أول عرض سينمائي. سنة 1908 أفتتحت "أمنية باتي" كأول قاعة سينما في البلاد. سنة 1922 صور فيلم زهرة، أول فيلم قصير في البلاد، تبعه سنة 1937 أول فيلم طويل بعنوان "مجنون القيروان". سنة 1966 بعد الاستقلال أنتج أول فيلم تونسي بعنوان الفجر. تنتج السينما التونسية حاليا معدل ثلاثة أفلام طويلة و6 أفلام قصيرة في السنة. تعد أيام قرطاج السينمائية، أهم فعالية سينيمائة في البلاد. لكل جهة في البلاد موروثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها حتى وإن كانت متجانسة مع بعضها البعض. فكل منطقة تنطوي على أكلات، أزياء تقليدية، طراز معماري أو عادات محلية تمتاز بها على الأخرى. يظهر التنوع التراثي جليا على مستوى الصناعات التقليدية التي تشمل: الخزف والفخار أساسا في نابل وجربة، السجاد أو الزربية أساسا القيروان والمهدية، الجلد أساسا في العاصمة، صفاقس وقبلي، الخشب في الشمال الغربي وصناعة النحاس في العاصمة والقيروان.

تمثال لابن خلدون في قلب العاصمة بساحة الاستقلال في تونس

قراءة 6112 مرة
المزيد في هذه الفئة: « باكستان لبنان »