ما هو السند الروائي الذي يعتمد عليه كلّ من حديث الثقلين وحديث الغدير؟

قيم هذا المقال
(1 Vote)
ما هو السند الروائي الذي يعتمد عليه كلّ من حديث الثقلين وحديث الغدير؟

جواب:

لقد تمّ نقل حديث الثقلين وحديث الغدير الشريفين في مصادر الفريقين من طرف عدد كبير من الرواة، وسنقتصر هنا على استعراض بعض مصادر أهل السنّة البارزة، وبالنظر إلى وجود اختلاف في نقل متن الحديثين، فإنّنا سنذكر أيضاً قسماً من متن الروايتين.

ألف. حديث الثقلين

1. مسلم‌ بن ‌الحجّاج النيشابوري:

«ألا أَيُّهَا الناس فَإِنَّمَا أنا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسول رَبِّي فَأُجِيبَ، وأنا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فيه الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ. فَحَثَّ على كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فيه، ثُمَّ قال: وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي». (1)

2. أبوعيسي محمد بن ‌عيسي الترمذي:

الذي ينقل روايتين حول الثقلين، ثمّ يذكر بعد ذلك أنّ كلا الحديثين حسن (وهو الحديث الذي يحتلّ المرتبة الثانية من حيث الاعتبار بعد الحديث الصحيح).

 «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. قال هذا حديث حسن غريب». ‌(2)

ويروي كذلك الترمذي في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري:

«يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي». ‌(3)

3. الحافظ أبو‌عبد الله الحاكم نيشابوري:

 «... کأنّي قد دعيت فأجبت. إنّي قد ترکت فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الآخر: کتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا کيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترّقا حتى يردا عليّ الحوض (الكوثر)... ». ‌(4)

4. أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني:

يروي أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «إنّي قد تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ عز وجل حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأَرْضِ، وعترتي أَهْلُ بيتي، ألا إنّهما لَنْ يَفْتَرِقَا حتّى يَرِدَا عَلَىَّ الْحَوْضَ». ‌(5)

5. أحمد بن علي النسائي:

وينقل النسائي في كتاب "خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" نفس هذا الحديث مع إضافة يسيرة. (6)

6. الحافظ أبوالفداء ‌إسماعيل ‌بن ‌كثير الدمشقي:

ويتعرّض ابن كثير بدوره لنقل حديث الثقلين الشريف في تفسيره في ذيل الآية 23 من سورة الشورى. وقد جاء نصّ كلامه والحديث المزبور بالشكل التالي:

«وقد ثبت في الصحيح أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال في خطبته بغدير خم: إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي، وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». ‌(7)

ما ذكرناه لحدّ الآن لا يُمثّل إلاّ قسماً من المصادر التي تعرّضت لنقل حديث الثقلين، وتوجد عدّة مصادر أخرى أعرضنا عن ذكرها رعايةً للاختصار.

لقد تمّ نقل حديث الثقلين عن طريق 34 صحابي لرسول صلى الله عليه وآله وسلّم و19 تابعي، كما عمد العديد من الرواة ـ منذ القرن الأوّل إلى الآن ـ إلى نقل هذا الحديث. ولمن يرغب في الاطّلاع بشكل تفصيلي، يُمكنه الرجوع إلى كتاب: «نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنور» لمؤلّفه آية الله الميلاني.

ب. حديث الغدير

1. الترمذي:

«من كنت مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ‌». ‌(8)

2. ابن ماجة القزويني:

الذي ينقل عن سعد بن أبي الوقّاص أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في خطابه لعليّ عليه السلام: «من كنت مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ‌». (9)

3. أحمد بن حنبل:

«... من كنت مَوْلاَهُ، فَهَذَا مَوْلاَهُ، اللهمّ وَالِ من وَالاَهُ وَعَادِ من عَادَاهُ... ‌». (10)

4. النسائي:

«من كنت وليّه فهذا وليّه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه‌». (11)

5. الحاكم النيشابوري:

«من كنت مولاه فعلي مولاه‌». (12)

6. الطبراني:

«من كنت مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ». ‌(13)

كما يوجد العديد من الرواة الذين عمدوا إلى نقل هذه الرواية، وسنقتصر على ذكر أسمائهم فقط:

1 ـ محمّد بن إسحاق، صاحب كتاب «سيرة ابن اسحاق»

2 ـ مَعْمَر بن راشد

3 ـ محمّد بن إدريس الشافعي (زعيم المذهب الشافعي)

4 ـ عبدالرزّاق الصنعاني، مؤلّف كتاب «المصنَّف» وأستاذ البخاري.

5 ـ سعيد بن منصور، صاحب كتاب «المُسْنَد»

6 ـ أبوبكر البزّار، صاحب «المسند»

7 ـ أبو يَعْلى الموصلي، صاحب كتاب «المسند»

8 ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبرى، صاحب كتابي «التفسير» و«التاريخ»

9 ـ أبو حاتم بن حبّان، صاحب كتابي «الثّقات» و«الصحيح»

10 ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني (الذي كان في عصره مقدّماً في بغداد، وكان يُلقّب بين مشايخ الحديث من العامّة بـ «أمير المؤمنين في الحديث»)

11 ـ ابن عبد البَرّ، صاحب كتاب «الاستيعاب»

12 ـ الخطيب البغدادي، صاحب كتاب «تاريخ بغداد»

13 ـ أبو نعيم الأصفهاني، صاحب كتابي «حلية الأولياء» و«دلائل النّبوّة» وغيرهما

14 ـ البيهقي، صاحب كتابي «السّنن الكبرى» و«السّنن الصغرى»

15 ـ البَغَوي، صاحب كتاب «مصابيح السنّة»

16 ـ جار الله الزمخشري، صاحب كتاب «الكشّاف»

17 ـ ابن عساكر الدمشقي، صاحب كتاب «تاريخ مدينة دمشق» المعروف بتاريخ ابن عساكر

18 ـ الفخر الرازي، صاحب كتاب «مفاتيح الغيب» المعروف بـ «التفسير الكبير للفخر الرازي»

19 ـ الضياء المَقْدِسي، صاحب كتاب «المختارة»

20 ـ ابن الأثير الجزري، صاحب كتاب «أُسْد الغابة»

21 ـ الحافظ الكبير أبوبكر الهيثمي، صاحب كتاب «مجمع الزوائد»

22 ـ الحافظ المِزّي، صاحب كتاب «تهذيب الكمال»

23 ـ الحافظ الذهبي، صاحب كتاب «تلخيص المستدرك» وكتب أخرى

24 ـ الحافظ الخطيب التبريزي، صاحب كتاب «مشكاة المصابيح»

25ـ نظام الدّين النيشابورى، صاحب كتاب «غرائب القرآن» في التفسير

26 ـ ابن كثير الدمشقي، صاحب كتاب «تفسير القرآن العظيم» المعروف بتفسير ابن كثير، وكتاب «البداية والنهاية» في التاريخ .

27 ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني، الملقّب بـ «شيخ الإسلام»، ويُعدّ من أعيان العلماء عند السنّة الذين يعتمدون عليهم كثيراً في مجال النقليّات، وقد كان بحسب عباراتهم: من أهل الفنّ والاختصاص، كما كانت له العديد من المصنّفات، من جملتها الكتاب الضخم: >فتح الباري في شرح صحيح البخاري<.

28 ـ العيني الحنفي، صاحب كتاب «عمدة القاري فى شرح صحيح البخاري»

29 ـ الحافظ جلال الدّين السيوطى، صاحب المصنّفات العديدة التي بلغت جميعُها حدّاً كبيراً من الشهرة

30 ـ ابن حجر المكّي، صاحب كتاب «الصواعق المحرقة»

31 ـ الشيخ علي المتّقي الهندي، صاحب كتاب «كنز العمّال»

32 ـ الشيخ نور الدين الحلبي، صاحب كتاب «السيرة الحلبيّة»

33 ـ الشاه وليّ الله الدهلوي، صاحب التأليفات المتعدّدة، والذي كان يُسمّى بـ «علاّمة الهند»، ويعتمدون على مصنّفاته وينقلون عنها.

34 ـ شهاب الدين الخفاجي، الأديب والمحدّث المحقّق، صاحب كلّ من كتاب «نسيم الرياض فى شرح شفاء القاضي عياض» والتعليقة المفصّلة على تفسير البيضاوي، وكلاهما من الكتب المعتبرة.

35 ـ مرتضى الزبيدي، صاحب كتاب «تاج العروس في شرح القاموس»

36 ـ أحمد زيني دحلان، صاحب كتاب «السيرة الدحلانيّة».

 

الهوامش:

1. النيشابوري القشيري، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، صحيح مسلم، بيروت، دار إحياء التراث العربي، بدون تاريخ، ج 4، ص 1873.

2. الترمذي، سنن الترمذي، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1395 ق، ج 5، ص 663.

3. نفس المصدر، ص 662.

4. الحاكم النيشابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1411 هـ ق، ج 3، ص 118.

5. أحمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، مصر، مؤسسة قرطبة، بدون تاريخ، ج 3، ص 26.

6. . النسائي، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الكويت، مكتبة المعلاّ، 1406 هـ ق، ج 1، ص 96، ح 79.

7. إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء، تفسيرالقرآن العظيم، بيروت، دار الفكر، 1401 هـ ق، ج 4، ص 114.

8. الترمذي، سنن الترمذي، مصر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1395 ق، ج 6، ص 74.

9. ابن ماجه القزويني، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة، بيروت، دار الفكر، بدون تاريخ، ج 1، ص 45.

10. أحمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، مصر، مؤسسة قرطبة، بدون تاريخ، ج 4، ص 370.

11. النسائي، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الكويت، مكتبة المعلاّ، 1406 هـ ق، ج 1، ص 96، ح 79.

12. الحاكم النيشابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1411 هـ ق، ج 3، ص 613.

13. الطبراني، المعجم الكبير، مكتبة الزهراء ـ الموصل، 1404 ق، ج 5، ص 212، ح 5135.

14. للاطّلاع أكثر على بقيّة المصادر والرواة، يُمكنكم الرجوع إلى كتاب «الغدير» من تأليف العلاّمة الأميني.

 

قراءة 4618 مرة