ما هي آثار ذكر الله على المؤمن؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
ما هي آثار ذكر الله على المؤمن؟

1- قلوب الذاكرين هي دوماً مطمئنة، لأنّها تحيا بذكر الله تبارك وتعالى ولا تخلو منه، قال تعالى: ﴿الّذِين آمنُواْ وتطْمئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ ألا بِذِكْرِ اللهِ تطْمئِنُّ الْقُلُوبُ﴾([1]).

جاء في دعاء للإمام زين العابدين عليه السلام: "إلهي بك هامت القلوب الوالهة، وعلى معرفتك جُمعت العقول المتباينة، فلا تطمئن القلوب إلا بذكراك، ولا تسكن النفوس إلا عند رؤياك"([2]).
 
2- يعيش الذاكرون لذّة الذكر الإلهيّ وعشقه ومحبّته.. فهنيئاً لمن ينال هذا الأثر العظيم، قال الإمام عليّ عليه السلام: "الذكر لذّة المحبّين"([3])، وعنه عليه السلام: "ذكر الله مسرّة كلِّ متّقٍ ولذّة كلِّ موقن"([4]). وعنه عليه السلام: "الذكر مفتاح الأنس"([5]).
 
وقد أوضح الأمير عليه السلام هذا الأثر بشكل عمليّ حينما قال: "إذا رأيت الله يؤنسك بذكره فقد أحبّك، إذا رأيت الله يؤنسك بخلقه ويوحشك من ذكره فقد أبغضك"([6]).
 
وعنه عليه السلام: "يقول الله عزّ وجلّ: إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي، جعلت بغيته ولذّته في ذكري، فإذا جعلت بغيته ولذّته في ذكري عشقني وعشقته، فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، وصيّرت ذلك تغالباً عليه، لا يسهو إذا سها الناس، أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال حقّاً"([7]).
 
3 - إنّ في ذكر الله تعالى صلاح الروح والقلب وشفاءهما من مرض الذنوب والآثام، فضلاً عن تحسين السلوك والأفعال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ذكر الله شفاء القلوب"([8])، وفي دعاء كميل: "يا من اسمه دواء وذكره شفاء".
 
وقال الإمام عليّ عليه السلام: "من عمّر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السرّ والجهر"([9]).
 
وعنه عليه السلام: "أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله"([10]).
 
وأيضاً عنه عليه السلام: "مداومة الذكر قوت الأرواح ومفتاح الصلاح"([11]). بل من الآثار المباركة لذكر الله تعالى حياة القلوب ونورها، فعن الإمام عليّ عليه السلام: "في الذكر حياة القلوب"([12])، وعنه عليه السلام: "عليك بذكر الله، فإنّه نور القلوب"([13]).
 
4 - إنّ في ذكر الله تبارك وتعالى هداية العقول وتبصرتها نحو طريق الحقّ، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الذكر جلاء البصائر ونور السرائر"([14])، وعنه عليه السلام: "الذكر هداية العقول وتبصرة النفوس"([15]).
 
5- وبذكر الله سبحانه تُستنزل الرحمة الإلهية وتُفتح أبواب البركات، قال أبو الحسنين عليه السلام: "الذكر يؤنس اللبّ ويُنير القلب ويستنزل الرحمة"([16]).
 
6- وذكر الله مطردة للشيطان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "ذكر الله مطردة الشيطان"([17]).
 
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام - في الدعاء -: "وجعلت لنا عدوّاً يُكيدنا... فاقهر سلطانه عنّا بسلطانك، حتى تحبسه عنّا بكثرة الدعاء لك، فنُصبح من كيده في المعصومين بك"([18]).
 
7- الذكر أمانٌ من النفاق والخداع، قال تعالى: ﴿إِنّ الْمُنافِقِين يُخادِعُون الله وهُو خادِعُهُمْ وإِذا قامُواْ إِلى الصّلاةِ قامُواْ كُسالى يُرآؤُون النّاس ولا يذْكُرُون الله إِلاّ قلِيلاً﴾([19]). وعن الإمام عليّ عليه السلام: "من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق"([20]).
 
8- الذاكر لله تعالى لا يموت عطشان، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كلُّ أحد يموت عطشان إلا ذاكر الله"([21]).
 
إذاً هي كلمات صغيرة تُردّدها أيّها الإنسان العزيز، وتعيش معها بقلبك ووجدانك، فتنتقل من عالمٍ البعد والوحشة إلى عالم القرب والمؤانسة، هو الذي وعد وهو أصدق من يوفي، هو الذي قال اذكروني، وهو الذي وعد بأن يذكرنا، وعندما يطلب الله سبحانه من عباده أن يذكروه، فهو يُحبّ أن يسمع صوتنا، ويرى ضمائرنا مقبلة إليه، فهو يُحبّ هذه المجالس، وهو يُحبّ أصحابها، هي مجالس الذكر لا الغفلة، ومجالس العلم لا الجهل، ومجالس القرب لا البعد، هي مجالس الحديث مع الله، فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "يا ربّ وددت أنّي أعلم من تُحبّ من عبادك فأُحبّه، فقال: إذا رأيت عبدي يُكثر ذكري، فأنا أذنت له في ذلك، وأنا أُحبّه، وإذا رأيت عبدي لا يذكرني، فأنا حجبته، وأنا أُبغضه"([22]).
 


([1]) الرعد:28.
([2]) الصحيفة السجّاديّة، ص419.
([3]) غرر الحكم، ح 3649.
([4]) م. ن، ح 3653.
([5]) م. ن، 3648.
([6]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج2، ص970.
([7]) م. ن، ج2، ص972.
([8]) م. ن، ص970.
([9]) م. ن، ص969.
([10]) غرر الحكم، ح 368.
([11]) ميزان الحكمة، الريشهري، ح2، ص969.
([12]) غرر الحكم، ح 3643.
([13]) م. ن، ح 3642.
([14]) ميزان الحكمة، الريشهري، ج2، ص970.
([15]) ميزان الحكمة، ج2، ص970.
([16]) م. ن.
([17]) غرر الحكم، ح 3614.
([18]) الصحيفة السجادية، الدعاء 25.
([19]) النساء:142.
([20]) ميزان الحكمة، ج2، ص971.
([21]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج78، ص240.
([22]) مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 5، ص 293.

قراءة 368 مرة