لماذا يبتلي الله عباده؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
لماذا يبتلي الله عباده؟

إن للابتلاء الإلهي معنى مختلفاً عن الابتلاء البشري فالبشر يبتلي ليكتشف ويزيل الغموض والجهل بينما الله يبتلي ليُنمي ويُربّي العباد.

وتحدث القرآن الكريم عن الابتلاء والاختبار البشري وقد يتساءل البعض عن أن الابتلاء غايته المعرفة وكشف المكنون في النفس بينما الله يعلم الغيب فما هو سبب الابتلاء الإلهي للعباد؟

وفي الإجابة يجب القول بأن معنى ومفهوم الابتلاء الإلهي مختلف عما يقوم به البشر من ابتلاءات فإن البشر غايته من الامتحان والبلاء المعرفة وإزالة الغموض والجهل بينما الغاية الإلهية من الابتلاء هي التربية والنمو.

وأشار القرآن الكريم أكثر من 20 مرة إلى موضوع الابتلاء على أنها سنة إلهية تهدف إلى تنمية المواهب الخفية وتربية العباد فكما يوضع الصلب في النار لتزداد قوته وسماكته يوضع الإنسان في ظرف الابتلاء لينمو.

وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في الآية 154 من سورة آل عمران المباركة “وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ”.

وفي أسباب الابتلاء روي عن الإمام علي بن أبي طالب (ع) قوله “و إن كان سبحانه اعلم بهن من انفسهم و لكن لتظهر الافعال التى بها يستحق الثواب و العقاب”.

فالصفات الباطنية للإنسان وحدها لا يمكن أن تكون معياراً للثواب والعقاب إلا إذا تجلت في سلوك الإنسان وأفعاله. يختبر الله عباده حتى تتجلى صفاتهم الباطنية في أفعالهم وسلوكهم وستتحول مواهبهم من القوة إلى الفعل، فيستحقون الثواب والعقاب الالهي. ولولا الاختبار الإلهي لما ازدهرت هذه المواهب، ولما ظهرت شجرة الوجود الإنساني على أغصانها ثمار الأعمال، وهذه هي فلسفة الاختبار الإلهي في المنطق الإسلامي.

قراءة 280 مرة