استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، جمعاً غفيراً من مداحي أهل بيت (ع).
هذا اللقاء، على غرار الأعوام الماضية، يعقد ابتهاجا بحلول ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها) فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذي يتزامن أيضا مع ذكرى ولادة مؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران الإمام السيد روح الله الخميني (رض).
وخلال هذا اللقاء قال قائد الثورة الإسلامية: برنامج أمريكا للسيطرة على الدول يعتمد على أحد أمرين: إما خلق الاستبداد أو نشر الفوضى والاضطراب. في سوريا أوجدوا الفوضى، وهم الآن يظنون أنهم حققوا انتصارًا.
وأضاف، أحد العناصر الأمريكية يقول بشكل مبطن: "كل من يثير الفوضى في إيران سنقدم له الدعم" الحمقى ظنوا أنهم سيحصلون على شيء عظيم. الشعب الإيراني سيسحق تحت أقدامه أي شخص يقبل العمالة لأمريكا في هذا المجال.
كما قال سماحته، يقولون مرارا إن الجمهورية الإسلامية فقدت قواها الوكيلة في المنطقة! هذا أيضًا خطأ آخر! الجمهورية الإسلامية ليس لديها قوى بالوكالة. اليمن يقاتل لأنه مؤمن، وحزب الله يقاتل لأن قوته الإيمانية تدفعه إلى الساحة، وحماس والجهاد يقاتلان لأن عقيدتهما تدفعهما نحو ذلك. هؤلاء لا ينوبون عنا. إذا أردنا يوما ما أن نتخذ إجراءً، فلن نحتاج إلى قوى بالوكالة.
وحول التطورات في سوريا، أضاف قائد الثورة: أتوقع أن يشهد المستقبل ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا أيضًا.
وتابع، الشاب السوري ليس لديه ما يخسره. جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته كلها غير آمنة. ماذا يفعل؟ يجب أن يقف بقوة وإرادة أمام أولئك الذين خططوا لهذه الفوضى وأولئك الذين نفذوها، وبإذن الله سيتغلب عليهم. مستقبل المنطقة سيكون، بفضل الله، أفضل من حاضرها.
وأشار قائد الثورة الاسلامية الى جهود الأعداء في خلق الخوف والتفرقة واليأس في المجتمع، مؤكدا على أن صفة أتباع الشيطان هي المبالغة والكذب، والحل هو تبيين الحقائق وتقديم المنطق المقبول في هذا الخصوص.
ولفت سماحته الى ان الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق اهدافه بالقضاء على حركة حماس وحزب الله ، مؤكدا على ان شعوب المنطقة الحرة وبعون الله ستعمل على القضاء على هذا الكيان البشع وخلق غد أفضل للمنطقة.
وذكر مجددا ان مجموعة مثيرة للقلق وبمساعدة وتخطيط حكومات أجنبية، تمكنت من استغلال نقاط الضعف الداخلية في سورية وجر هذا البلد إلى الفوضى.
وعن المستجدات في المنطقة، تساءل قائد الثورة الاسلامية عن الانتصار الصهيوني المزعوم والمبالغ فيه ، قائلا:" أيها البائسون أين انتصرتم؟ هل يعتبر انتصارا قتل 40 ألف امرأة وطفل بالقنابل وبالمقابل فشل تحقيق ولو هدف واحد من أهدافكم المعلنة في بداية الحرب؟ هل دمرتم حماس وأطلقتم سراح أسراكم في غزة؟ هل تمكنتم من تدمير حزب الله اللبناني رغم استشهاد شخصية عظيمة مثل السيد حسن نصر الله؟ "
ورأى سماحته بأن المقاومة في المنطقة، بما فيها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، مازالت نشطة وآخذة بالتوسع ، مخاطبا الصهاينة انهم ليسوا منتصرين بل مهزومين.
وعزا سبب تقدم الصهاينة في سورية واحتلال اراضيها بهذه السهولة الى عدم وجود مقاومة هناك ولو حتى جندي واحد يواجههم، معتبرا هذا الامر ليس انتصارا للصهاينة مؤكدا على ان الشباب السوري الغيور والشجاع سيطردهم من هناك لاحقا.
وذكر سماحته ان هناك حقائق ملموسة ومجربة تؤكد صلابة وقوة المقاومة بعد مواجهة الازمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله اللبناني الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الأمني في الثمانينات واصبح اكثر قوة واقتدارا، وهذا هو حال المقاومة اليوم ايضا.
واعتبر آية الله الخامنئي مثلث "الترهيب والتفرقة واليأس" هو من أهداف العدو المعادية للإسلام ، مشيرا الى ان خدعة الشيطان وعمله الرئيسي هو خلق الخوف والذعر، وعلى أهل الأدب والشعر والتفكير أن ينقلوا "الشجاعة والوعي والمقاومة" الى الناس بمنطق لطيف ومقبول عند الناس.