emamian

emamian

لقد خصَّت الشريعة الغرّاء المجاهد بأرفع الأوسمة، فقد وردت الروايات من كلِّ باب منها تذكر المجاهد وترفعه إلى المقامات العليّة وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الّتي تَبَاهت بالمجاهد وعلّقت على صدره المدائح وساماً محفوراً على مدى التاريخ.
 
1- طوبى لهم:
عن الإمام عليٍّ بن أبي طالب (عليه السلام): "فطوبى للمجاهدين في سبيله والمقتولين في طاعته"[1].
 
أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يقول للمجاهدين إنّ (طوبى) هو مكان خصّصه الله تعالى للمجاهدين ثواباً منه وتقديراً على ما قدّموا من تضحيات، يقول سبحانه: ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾[2] وقد يكون المقصود من طوبى لهم معنًى هنيئاً لهم، فيكون بذلك قد هنّأهم بهذا التوفيق الإلهيّ وأيّ من المعنيين عنى عليه السلام فهو وسام لهم على كلّ حال.
 
2- خيرُ الناس‏:
أن تكون من خيرِ الناس، أو يقول عنك أهل البيت‏ (عليهم السلام) إنَّك من خير الناس ليس بالأمر السهل أو البسيط بل ذلك إنّما يكون لمن قدّم في سبيل ذلك أغلى شي‏ء وأثمن مقابل، وبالجهاد استحقّ المجاهد هذا التقدير من أهل البيت (عليهم السلام).
 
فعن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "خيرُ الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعداءه يلتمس الموت أو القتل في مصافّه"[3].
 
3- يغضب الله لغضبه ويستجيب دعاءه‏:
عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "اتّقوا أذى المجاهدين فإنّ الله يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم"[4].
 
وهذا إن دلّ على شيء‏ فإنّه يدلّ على مقام القرب منه سبحانه وتعالى ومقدار الاهتمام والرعاية منه تعالى لشأنهم عنده...
 
وفي حديث آخر عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "ثلاثة دعوتهم مستجابة: أحدهم الغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه؟"[5].
 
4- بابٌ للمجاهدين في الجنّة:
وكما فضّل تعالى المجاهدين في الدنيا على القاعدين، كذلك فقد خصّهم في الآخرة بميزة يتمايزون بها عن سائر الناس وهو أن يدخلوا الجنّة من باب قد أُعِدَّ خصّيصاً لهم.
 
ففي الحديث الشريف عن النبي محمّد(صلى الله عليه وآله): "للجنّة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلّدون سيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحّب بهم"[6].
 
ويمكنك أن تتصوّر بعقلك صورة ذلك وقد أقبل الناس فيه للحساب يتدافعون في زحمة فزعين خائفين والعرق يتصبّب منهم في حالة من الرُّعب والفزع وقد اصطفّوا للحساب، وبينما هم كذلك وإذ بباب المجاهدين قد فُتح فيدخل منه المجاهدون والملائكة على بابه مصطفّة ترحّب بهم فأيّ كرامة بعد هذا؟
 
5- الأقرب من درجة النبوّة، ويباهي الله بهم الملائكة:
ورد في الحديث الشريف: "أقرب الناس من منزلة النبوّة أهل العلم والجهاد"[7].
 
وفي الحديث الآخر عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنَّ الله يباهي بالمتقلّد سيفه ملائكته"[8] .
 
وما تلك المباهاة إلَّا لأنّ عملهم لا يُقاس بأعمال العباد، ففي الحديث الآخر عن رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله): "ما أعمال العباد كلّهم عند المجاهدين في سبيل الله إلّا كمثل خطاف أخذ بمنقاره من ماء البحر"[9].
 
وكم يستطيع طير الخطاف أن يأخذ من ماء البحر؟ نقطة أو بضع نقاط وما قدر ذلك أمام البحر...؟
 
6- مضاعفة أجره وثوابه‏:
إنَّ المجاهد غالباً ما يكون في طاعة الله فهو إن كان حارساً مراقباً فعمله لله، وإن كان مرابطاً فعمله لله، وإن كان مقاتلاً فقتاله في سبيل الله أيضاً وقد ضاعف الله ثوابه.
 
ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "صلاة الرجل متقلِّداً بسيفه تفضّل على صلاة غير متقلّدٍ بسبعمائة ضعف"[10].
 
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة"[11] .
 


[1] ميزن الحكمة، ح2681.
[2] القرآن الكريم،سورة الرعد، الآية: 29.
[3] ميزان الحكمة، ح2682.
[4] م.ن، ح 2695.
[5] وسائل الشيعة، ج11, ص14.
[6] ميزان الحكمة، ح 2679.
[7] المحجة البيضاء، ج1, ص14.
[8] ميزان الحكمة، ج1, ص448.
[9] م.ن، ج1، ص445.
[10] م.ن, ج1, ص448.
[11] م.ن, ح 2715.

خلال الاحتفال التكريمي الذي انعقد اليوم الثلاثاء 5 آب/أغسطس 2025، للواء الشهيد محمد سعيد إيزدي "الحاج رمضان"، قال الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إنّ "الحاج رمضان هو شهيد فلسطين الإيراني الذي أفنى عمره في خدمة فلسطين"، ولَفَتَ إلى أنّ "الحاج رمضان كان قائدًا في موقعٍ حساس عن عمر 19 سنة".

وأضاف الشيخ قاسم أنَّ ""الحاج رمضان" عمل في مكتب فلسطين المعني بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وأمضى وقتًا طويلًا في مرج الزهور مع الفلسطينيين المبعَدين، وكان يحرص على وحدة الفصائل الفلسطينية، ويحرص على أنْ يكون حزب الله على مقربة منهم".

وكشف الشيخ قاسم عن أنَّ ""الحاج رمضان" قال، إنَّ طوفان الأقصى معجزة لم تحقِّقها أيُّ قوة مقاومة، وإنَّ الأقصى والقدس يرفعان من يخدمهما". كما كشف عن أنَّ ""الحاج رمضان" قدِم إلى لبنان بعد يومين على شهادة السيد نصر الله ليضع نفسه بتصرُّف حزب الله".

وفي حين أشار إلى أنَّ ""الحاج رمضان" كان يعتنق نظرة الإمام الخميني تجاه الكيان الصهيوني؛ بوصفه غدَّةً سرطانية"، قال الأمين العام لحزب الله: "نظرة قادتنا تقضي بأنَّ فلسطين قضية إنسانية، وليست مسألةَ جغرافيا، ما يعني أنَّ على الجميع نصرتها".

وتابع قائلًا: ""الحاج رمضان" رجل عرفاني متواضع وذو هيبة، وكان عاشقًا للإمام الخميني والإمام الخامنئي".

وتوقَّف الشيخ قاسم عند "الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار المرفأ في 4 آب، والذي أحدث جرحًا كبيرًا في لبنان"، داعيًا إلى "الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيدًا عن التسييس الذي أخَّر النتيجة إلى هذه الفترة".

وشدَّد على أنَّ بناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه يحتاجان إلى "التشارك والتعاون في إطار وحدة وطنية ووضع الأولويات التي تؤسِّس لكل الواقع اللبناني، وعدم الخضوع للوصاية الأميركية أو غيرها".

وتطرَّق الشيخ قاسم إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مبيِّنًا أنَّه "اتفاق غير مباشر أبرز تعاونًا وثيقًا بين المقاومة والدولة، وهو من أرقى أشكال التعاون، حيث سهَّلت المقاومة للدولة كل الإجراءات المطلوبة في الاتفاق دون أيِّ تأجيل".

وأكَّد أنَّ "حزب الله التزم التزامًا تامًّا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يُذكر أيُّ خرق تجاه العدو أو حيالَ التعاون مع الدولة"، مشيرًا في المقابل إلى أنَّ ""إسرائيل" انقلبت على الاتفاق وخرقته آلاف المرات.

واعتبر أنَّ ""إسرائيل" ندمت على هذا الاتفاق، ورأت أنَّه يعطي حزب الله قدرة تخوِّل استمرارَ القوة الموجودة في لبنان، ولذلك لم تلتزم بالاتفاق".

وذكَّر بأنَّ "(المبعوث الأميركي توم) براك اشترط نزع السلاح في 30 يومًا، حتى القنبلة اليدوية وقذائف "الهاون"، أي الأسلحة التي تُعَدُّ بسيطة"، مضيفًا: "براك اشترط أنْ يُفكَّك 50 في المئة من القدرة في غضون شهر، ولكنَّه لا يعلم مستوى قدرتنا حتى يحدد الـ50 في المئة".

وفيما أشار إلى قول براك، إنَّ "إسرائيل" ستنسحب من النقاط الخمس عقب تنفيذ هذه الإجراءات، بيَّن الشيخ قاسم أنَّ "أميركا أرادت في ورقتها تجريد لبنان من قدرته العسكرية المتمثِّلة بالمقاومة ومنع الجيش من الحصول على سلاح يؤثِّر في "إسرائيل"".

وأردف قائلًا: "أميركا تقول، إنَّه في حال مخالفة الاتفاق يمكننا إدانة "إسرائيل" من مجلس الأمن الدولي، في حين إذا خالف لبنان فيتم تجميد المساعدات، ويخضع للعقوبات الاقتصادية أكثر من المفروضة عليه".

وقال الشيخ قاسم: "نحن لا نوافق على أيِّ اتفاق جديد. عليهم تنفيذ الاتفاق القديم. وأيُّ جدول زمني يُعرَض لينفَّذ تحت سقف العدوان "الإسرائيلي" لا نوافق عليه. نحن لا نقبل أنْ نكون عبيدًا لأحد، ومن يحدِّثنا عن التنازل تحت وطأة منع التمويل، نسأله: عن أيِّ تمويل يتحدَّث؟".

ورأى أنَّ "مصلحة "إسرائيل" أنْ لا تذهب لعدوان واسع؛ لأنَّ المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، وستسقط صواريخ في داخل الكيان، وكل الأمن الذي بنوا عليه لمدة 8 أشهر سيسقط في ساعة واحدة".

وأضاف: "إذا سلَّمنا سلاحنا لن يتوقَّف العدوان، وهذا ما يصرِّح به المسؤولون "الإسرائيليون". واستقرار لبنان غير مرتبط بما نقدِّم". وشدَّد على أنَّ "دعم الجيش منوطٌ بتأديته وظيفةً محلية، وليس لمجابهة "إسرائيل"، ولذلك فهو ليس دعمًا".

وإذ ذكَّر بأنَّ "البيان الوزاري يتحدَّث عن تحصين السيادة"، تساءل الأمين العام لحزب الله: "هل التخلِّي عن السلاح بناء على طلب "إسرائيل" وأميركا وبعض الدول العربية هو تحصين للسيادة؟ البيان الوزاري يتحدَّث عن ردع المعتدين، ولكنْ أين الدولة التي تدفع البلاء عن لبنان؟ وأين الدفاع عن الحدود والثغور؟ وإنْ قلتم ليس بمقدوركم؛ إذًا دعونا نحافظ على القدرة ونبنيها".

وواصل الشيخ قاسم قوله: "رئيس الحكومة يتغنَّى بفِقْرة التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات كافة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال "الإسرائيلي"، ولكن أين هذه الإجراءات؟"، فـ"على الدولة تأمين الحماية، لا أنْ تجرِّد شعبها ومقاومتها من قوتهما، بل عليها الاستفادة منها، بدًلا من سحب السلاح كُرمى لعيون "إسرائيل" وأميركا وإحدى الدول العربية"، بحسب الشيخ قاسم.

وقال: "يجب أنْ نذهب لمجلس الوزراء ونضع بندًا؛ كي نواجه العدوان ونحفظ السيادة، وعلينا وضع جدول زمني لتحقيق ذلك، ومناقشة كيفية إشراك الجميع في عملية الدفاع عن لبنان، وكيفية زيادة الضعوطات على العدو".

وفي حين لفت الانتباه إلى أنَّ "المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك، وهي أمر ميثاقي"، خاطب القوى السياسية اللبنانية بقوله: "تعالوا لنناقش إستراتيجية أمن وطني؛ يأخذ بقوة لبنان، بدلاً من وضع جدولٍ لنزع السلاح".

وتابع الشيخ قاسم قائلًا: "حريصون على التعاون والتفاهم بيننا وبين الرؤساء الثلاثة. علينا الانتباه من دُعاة الفتنة الداخلية الملطَّخة أيديهم بالدماء، ومن الذين يعملون لخدمة المشروع "الإسرائيلي". هذا بلد تُقدَّم فيه تضحيات ودماء، ولن نسمح لأحد بفرض الإملاءات علينا"، مستدركًا بقوله: "نحن نرتِّب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، ولن يحصل حل دون توافق داخلي".

ودعا الدولة إلى أنْ تخاطب المجتمع الدولي، وتقنعه بأنَّها "المعنية عن حماية حدودها الجنوبية والشرقية، وتتحمَّل مسؤولية ذلك"، مؤكِّدًا أنْ "لا أحد يستطيع حرمان لبنان من قوته، ولا أحد يستطيع منع لبنان من أنْ يكون عزيزًا"، معتبرًا أنَّ "من قدَّم التضحيات وحرَّر الأرض أكثر وطنية ممَّن عبث بالوطن وقتل المواطنين".

وأضاف الشيخ قاسم: "نحن في "أولي البأس" استطعنا وقف العدوان، وإلَّا كان وصل إلى بيروت. وقد منعت المقاومة والجيش والشعب العدوَّ من تحقيق أهدافه".

وشدَّد على أنَّ "المقاومة بخير، قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصمِّمة على أنْ تكون سيِّدة في بلدها، وأنْ يكون لبنان سيِّدًا عزيزًا مستقلًّا. وجمهورها صامد ومتماسك، والمجاهدون مستعدُّون لأقصى التضحيات".

من جهة أخرى، أشاد الشيخ قاسم بجرحى "البايجر" وكل الجرحى"، موضحًا: "هم أصحاب بصيرة وأصحاب عزم، وفي قمة العطاءات والعزيمة. وقد حقَّقوا نجاحات في الامتحانات الرسمية". وقال: "إذا ظنَّ العدو أنَّ جرحانا قد باتوا خارج الخدمة فهو مُخطئ، فجرحانا يقدِّمون ويتقدَّمون". كما رأى أنَّ "هذا النموذج أي "جرحى البايجر" لا يمكن أنْ يهزم أو يخسر". وبارك الشيخ قاسم "لجميع الناجحين في الامتحانات الرسمية من الطوائف كافة".

واعتبر أنَّ "المقاومة هي الأحزاب والقوى والشخصيات من الطوائف والأفكار المختلفة؛ هذا هو الرصيد الكبير".

وتابع قوله: "عدونا ليس مُطلَق اليد، ولم يحقِّق ما يريد حتى اليوم، فلا تدعوه يحقِّق ذلك. قولوا لمن يضغط عليكم: "روحوا راجعوا المقاومة"، ونحن نتولَّى أمرهم. عنوان المرحلة؛ نحن صامدون وسنتجاوزها مرفوعي الرأس، واعلموا أنَّ جماعة المقاومة مع الجيش والشعب ستبقى في الميدان وستنتصر"، مضيفًا: " لبنان يستقرُّ بجميع أبنائه، وليس بطرف على حساب طرف".

وأشار إلى أنَّ "المعركة اليوم؛ إمَّا أنْ يفوز بها لبنان؛ كلُّ لبنان، أو يخسر فيها الجميع، وقناعتنا بأنَّنا يمكن أنْ ننتصر معًا"، داعيًا إلى الالتفات إلى محاولات دُعاة الفتنة والانهزاميين لاستغلال الوضع لصالح الأجنبي"، مجدِّدًا تأكيده أنَّ "العدوان هو المشكلة وليس السلاح"، مخاطبًا أركان الحكم في لبنان بالقول: "حُلُّوا مشكلة العدوان، وبعدها نناقش مسألة السلاح".

وحدَّد الأمين العام لحزب الله الحل بـ"امتلاك أسباب القوة وليس بالتخلِّي عنها، والاعتماد على الشرفاء وليس على الذئب الأميركي"، قائلًا: "يجب أنْ نكون أسودًا لنتجاوز المرحلة لا حِملانًا فنُؤكل".

وأضاف: "سنواجه الوصاية الأجنبية والتغوُّل الأميركي العربي والتنمُّر الداخلي، وهذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، لكنَّنا أقوى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبالوحدة".

المصدر: موقع العهد

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، على ضرورة تحرك الدول الإسلامية لمنع استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، من خلال الدبلوماسية النشطة والضغط السياسي الموحد.

 الرئيس بزشكيان أجرى صباح اليوم الأربعاء، مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، شدد فيها على أن "الفظائع التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة غير مقبولة لأي إنسان حرّ"، معربًا عن أمله بأن "تتحرك الدول الإسلامية بشكل موحد ومسؤول، عبر دبلوماسية فعالة، لمنع استمرار هذه الجرائم".

وأشار بزشكيان إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دوماً مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، داعيًا الدول الإسلامية الأخرى إلى تبني مواقف أكثر صلابة وفاعلية دعماً لغزة. وأضاف: "التحرك الجماعي لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني سيكون الطريق الأنجع لكسر هذا العدوان".

وفي إشارة إلى "الحرب المفروضة لمدة 12 يوماً" التي شنّها الكيان الصهيوني ضد إيران، قال بزشكيان: "ذنبنا الوحيد هو أننا ندافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وحقوقه الإنسانية، ونبغض الظلم الواقع عليه؛ هذا ما يعتبره المستكبرون العالميون ذنباً، ومن أجله يمارسون علينا الضغوط".

كما دعا رئيس الجمهورية إلى توسيع التعاون مع ماليزيا وتعزيز العلاقات في كافة المجالات الثنائية.

من جانبه، أدان رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم جرائم الكيان الصهيوني في غزة، مشيراً إلى أن "الحكومة الماليزية أصدرت بياناً شديد اللهجة بهذا الخصوص، كما تبذل جهوداً دبلوماسية واسعة لوقف الإبادة الجماعية الجارية هناك"، وأعرب عن أمله بأن تتمكن الدول الإسلامية من إيقاف هذا العدوان من خلال التعاون المشترك.

وأكد أنور إبراهيم اهتمام حكومته الخاص بتعزيز التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معربًا عن احترام حكومة وشعب ماليزيا العميق لإيران، ومشدداً على أهمية الارتقاء بالعلاقات في مختلف المجالات.

وفي ختام المكالمة، أعرب رئيس الوزراء الماليزي عن شكره لدعوة الرئيس الإيراني لزيارة طهران، وأعلن عن استعداده لتلبية الدعوة.

تواصل العتبة العلويّة المقدّسة افتتاح مواقع الضيافة والاستراحة لخدمة زائري الأربعين، الذين يواصلون التوافد بأفواجهم المليونية إلى مرقد المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل توجههم إلى كربلاء المقدسة لإحياء مراسم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).

ومن بين هذه المواقع المهمة التي تمَّ افتتاحها، موقع مدينة الإمام الرضا (عليه السلام) الذي يقع في مفترق حيوي على الطريق الحولي، إذ يتوافد الزائرون من داخل العراق وخارجه.
 
20 ألف وجبة ضيافة قابلة للزيادة
وعن طبيعة عمل موقع الضيافة الجديد، قال مسؤول موقع الضيافة الخادم حسن السلامي في تصريح صحفي : "باشر موقع الضيافة بتوزيع أكثر من 20 ألف وجبة يوميًا موزَّعة على الفترات الثلاث، يصاحبها توزيع لمختلف الوجبات الساندة وعلى مدى 24 ساعة متواصلة، بدعم وإسناد وتنسيق مع بقية الأقسام المعنية"، مشيرًا إلى وجود موكب ضيافة مجتمعي ساند يعمل بإشراف قسم مضيف الزائرين، يقوم بخدمة الزوار الوافدين عبر الطريق الحولي، وبالخصوص الوافدين من خارج العراق.
 
 
300 خادم ومتشرّف لخدمة الزائرين
وأشار السلامي إلى تواجد أكثر من 300 شخص بين خادم ومتشرّف بالخدمة، يقدّمون مختلف الجهود لخدمة الزائرين وعلى مدى 24 ساعة متواصلة، موزّعين على جميع أرجاء موقع الضيافة لتنفيذ مختلف الأعمال.

يُذكَر أنَّ الأمانة العامّة للعتبة العلويّة المقدّسة قد حددت 16 موقع ضيافة لتقديم وجبات الطعام للزائرين، تساندها عشرات المواقع الثانوية التي تقدم خدماتها من الوجبات الساندة ومياه الشرب والعصائر والشاي، يُضاف لها العشرات من مواقع الاستراحة وغيرها، مما يساعد الزائر الكريم على المضي لإتمام مراسم زيارته على أكمل وجه.

أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن وحدة المسلمين حول العالم كفيلة بإنهاء قدرة الكيان الصهيوني على استهداف الشعوب المستقلة بشكل منفرد، داعيًا إلى التعاون العلمي والصناعي والزراعي بين الدول الإسلامية لتشكيل كتلة موحدة تلبي حاجات الأمة.

جاء ذلك خلال زيارة بزشكيان إلى مدينة لاهور، حيث التقى محمد نواز شريف، رئيس حزب الرابطة الإسلامية، بعد حضوره مراسم تكريم الشاعر والمفكر الإسلامي الكبير محمد إقبال.

وأشاد نواز شريف خلال اللقاء بصمود الشعب الإيراني في مواجهة الاعتداءات الأخيرة للكيان الصهيوني، قائلًا: "نقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسنواصل هذا الدعم بقوة أكبر في المستقبل. إن مقاومة الشعب الإيراني لم تكن فقط دفاعًا عن وطنه، بل كانت مواجهة شجاعة لقوى كبرى عالمية، وأعادت إحياء التاريخ العريق والمشرّف لإيران. نحن في باكستان نعتبر هذه المقاومة مصدر فخر واعتزاز لنا أيضًا".

وأضاف: "استقبالي للرئيس الإيراني في المطار هو رسالة تقدير لهذا الصمود العظيم. باكستان ليست مجرد جار لإيران، بل شقيق حقيقي، ونتطلع إلى تعزيز علاقاتنا في جميع المجالات".

من جانبه، ثمّن الرئيس الإيراني مواقف الشعب الباكستاني، مؤكدًا أن وحدة العالم الإسلامي هي السبيل لمواجهة التحديات، حيث قال: "إذا توحّد المسلمون، فلن يستطيع الكيان الصهيوني استهداف أي أمة مستقلة بمفردها. يجب أن نتشارك قدراتنا العلمية والصناعية والزراعية، ونبني كتلة موحدة تلبّي احتياجات الأمة الإسلامية بقدراتها الذاتية".

الحرس الثوري إذ يحيي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد "إسماعيل هنية" – الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس – يعتبر صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة اليوم أمام الإبادة الجماعية والجرائم الصهيونية، دليلاً على تمسكهم بأهداف تحرير فلسطين والقدس الشريف، ومواصلة درب هذا الشهيد الكبير وسائر شهداء المقاومة ضد الصهيونية.

وأضاف البيان: إن تصعيد جرائم الكيان الصهيوني، عبر منع سكان غزة المظلومين من الوصول إلى الضروريات الأساسية كالماء والغذاء والدواء، يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويمكن اعتباره شكلاً حديثاً من الإبادة الجماعية.

وتابع: هذه الجرائم الفادحة والمعادية للإنسانية، والتي تُرتكب في ظل صمت وتواطؤ بعض الدول الغربية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، أدت إلى تصاعد موجة الاحتجاجات العالمية ضد الممارسات الصهيونية، وجعلت من الضروري أن تتحمل المؤسسات الدولية مسؤولياتها، وهي اليوم أمام أكبر اختبار تاريخي لها.

وأشاد البيان بالموجة العالمية الداعمة للشعب الفلسطيني، واصفاً هذا الدعم بأنه ثمرة الدماء الطاهرة للشهداء وظلم ومعاناة أهالي غزة، مشدداً على أن الصمود المذهل للفلسطينيين، والدعم المستمر من قوى المقاومة الإسلامية في المنطقة، وخاصة الشعب الإيراني الثوري والرافض للظلم، وجّه رسالة مرعبة ومقلقة للعصابة الإجرامية في واشنطن وتل أبيب، فمفادها أن انتصار المقاومة ضد الصهيونية بات حتمياً، وأن النصر النهائي لفلسطين على الغاصبين والمحتلين بات قريباً.

كما أدان البيان عملية اغتيال الشهيد هنية في طهران، التي نُفذت أثناء زيارته لحضور مراسم تنصيب رئيس الجمهورية الإسلامية، واعتبر أن الإمكانات الخفية للمقاومة هي الضامن لانتصار غزة وهزيمة الكيان الصهيوني المزيف والقاتل للأطفال، وخزي داعميه.

وأكد أن: "عكس ما يتوهمه العدو الصهيوني الحقير والخبيث وداعموه الشياطين، فإن ’طوفان الأقصى‘ لم يكن حدثاً عابراً في لحظة من لحظات التاريخ، بل هو منهج واستراتيجية ميدانية مرسومة بدماء الشهداء – وفي مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار – لتحديد مستقبل المعركة، وأن الحديث هذه الأيام عن خطة شيطانية لتشكيل دولتين فلسطينية وإسرائيلية لن يثنينا عن هذا الطريق، ونُذكّر بالشعار البطولي لحركة حماس وكلمات الشهيد هنية: ’لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل.‘"

كما ندد البيان بقوة بجرائم الإبادة الجماعية في غزة، وصمت المؤسسات والمحافل الدولية أمام همجية الكيان الصهيوني، واعتبر أن التجويع المتعمد وخلق المجاعة في غزة يمثلان "جرائم ضد الإنسانية" بل و"جرائم حرب" بموجب القانون الدولي.

وطالب البيان المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها، وذلك من خلال التحرك الفوري لرفع الحصار عن غزة ووقف الإبادة الجماعية، واستخدام الوسائل الفاعلة والرادعة، وفرض عقوبات جادة على الكيان الصهيوني، مع العمل على محاكمة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية، عبر إجراءات مماثلة لتلك التي تم تطبيقها بعد حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حتى لا يفلت الجناة من العقاب ويستمروا في استخدام الجوع والحرمان من الغذاء كسلاح حرب.

وفي ختام البيان، شدد الحرس الثوري على أن صمود ومقاومة أهالي غزة يمثل استمراراً لدرب الشهيد هنية وسائر شهداء المقاومة، ويعكس تمسكهم بقضية تحرير فلسطين والقدس الشريف، مؤكداً أن الذين يخططون للإبادة في غزة يسعون نحو أهداف كبرى، إلا أن كسر صمت المجتمع الدولي وتضافر موجة الاحتجاجات العالمية ضد الصهيونية، سيُفشل طموحات العصابة الإجرامية الصهيونية والأمريكية، وستتكشف نهايتهم الحتمية قريباً بإذن الله.

شبهة أنّ الإمام الحسن عليه السلام كان مطلاقًا: قراءة علمية نقدية

تمهيد

لم يَسلم أئمة أهل البيت عليهم السلام من ألسنة الجهّال، ولا من أقلام الحاقدين الذين امتلأت قلوبهم حسدًا وعداءً لأهل النبوة ومعدن الرسالة. فكما طُعن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ، لم ينجُ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من افتراءات حاولت تشويه صورته الناصعة. ومن تلك الشبهات ما يُنسب إليه من أنه "مطلاق ذوّاق"، أي كثير الزواج والطلاق، وهي شبهة تكررت على ألسنة بعض الطاعنين الذين نسبوها إلى روايات موجودة في كتب الشيعة الإمامية.

أولًا: بيان الشبهة

استند مثيرو الشبهة إلى رواية نُسبت إلى الشيخ الكليني في الكافي، بسند ينتهي إلى عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام، « إِنَّ عَلِيّاً قَالَ وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: لَا تُزَوِّجُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِطْلَاقٌ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ: بَلَى وَ اللَّهِ لَنُزَوِّجَنَّهُ وَ هُوَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ وَ إِنْ شَاءَ طَلَّقَ » (1).

وقد جعل بعضهم هذه الرواية دليلاً على أن الشيعة الإمامية يقرّون بأن إمامهم الثاني كان كثير الطلاق، بل جعله بعضهم منقصة ومَطعنًا في عصمته وسلوكه، مع أن الطعن في الإمام هو في حقيقته طعن برسول الله صلى الله عليه وآله، لأن الإمام الحسن عليه السلام هو فلذة كبده وسيد شباب أهل الجنة.

ثانيًا: دراسة المواقف من هذه الشبهة

المؤيدون لكثرة الزواج والطلاق

ذهب بعض الباحثين إلى أن الإمام الحسن عليه السلام قد تزوج بكثرة، مستندين إلى ما ورد في بعض الروايات، ومُبررين ذلك بعدة أمور:

    استحباب الزواج في الشريعة الإسلامية

لا يوجد في أصل الشريعة الإسلامية ما يمنع كثرة الزواج ما دام في إطار الشرع، بل وردت أحاديث تحث على الزواج وتحث على التكاثر. وقد جاء في الحديث: « تَناكَحُوا تَكثُرُوا فإنّي اُباهِي بِكُمُ الاُمَمَ يَومَ القِيامَةِ » (2).

    المصاهرة كأداة سياسية

 قد يكون الإمام عليه السلام اتخذ الزواج وسيلة لتقوية الموقع الاجتماعي والسياسي لأهل البيت عليهم السلام، من خلال مصاهرة القبائل المختلفة، ومنهم بعض القبائل التي كانت تدين بالولاء للأمويين، فيكون زواجه وسيلة لاحتواء الخصوم، أو لكسب النفوذ في مجتمعات مختلفة.

 إقبال الناس على تزويج بناتهم منه

 كان الناس يتشرفون بمصاهرة الإمام الحسن عليه السلام، فهو حفيد النبي صلى الله عليه وآله، ومن الطبيعي أن يُعرض عليه الزواج بكثرة، وقد لا يرفض تلك العروض ما دام لا يتعارض مع التقوى والشرع.

الرافضون للشبهة والنافون لكثرة الزواج والطلاق

في المقابل، رفض آخرون هذه الشبهة، بل نفوا أصلها، واستدلوا بأدلة عقلية ونقلية، منها:

كراهة الطلاق في الشريعة الإسلامية

الطلاق مكروه في الشريعة، وقد ورد عن ابي عبد الله عليه السلام : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ مِمَّا أَحَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلَاقِ » (3).

فهل يُعقل أن يُكثر الإمام المعصوم من أمر مكروه لا يُلجأ إليه إلا عند الضرورة ؟

 تنافي الشبهة مع سيرة الإمام

 الإمام المعصوم عليه السلام هو القدوة في الأخلاق والرفق، ومن صفاته الرحمة والحنان. فهل يُعقل أن يسبب الأذى النفسي المتكرر للنساء بطلاقهن، خاصة وأن الطلاق المتكرر يترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا على المرأة في المجتمع ؟

مسؤوليات الإمام الكبيرة

كان الإمام الحسن عليه السلام إمامًا للأمة، ووريثًا للنبوة، ومشغولًا بهموم الأمة، ومتصديًا لقيادتها في أحلك الظروف، خصوصًا في ظل دسائس الأمويين والفتن السياسية. فمتى تفرغ – وفق هذه الدعوى – للزواج من عشرات أو مئات النساء كما يُقال؟

ضعف الروايات من حيث السند والمتن

أغلب الروايات التي تتحدث عن هذه الكثرة في الزواج والطلاق ضعيفة السند، وبعضها مرسل أو فيه رواة مطعون في عدالتهم، ما يجعل الاحتجاج بها باطلًا. بل إن نفس الرواية التي نُسبت للكليني يمكن مناقشة سندها، فضلاً عن مضمونها الذي يتنافى مع صفات الإمام المصعوم عليه السلام

ثالثًا: نظرة تحليلية متوازنة

يتبين من خلال ما تقدم أن هذه الشبهة ليست مسألة تاريخية بسيطة بل هي قضية عقائدية لها جذور طاعنة في مقام الإمامة والعصمة. وكما هو واضح، فإن الروايات المستخدمة في ترويج هذه الشبهة لا يمكن قبولها دون تحقيق علمي دقيق في أسانيدها ومتونها. ومجرد ذكر رواية في كتاب لا يعني تبني المؤلف لها، فإن الكليني وغيره من المحدثين كانوا ينقلون الروايات مع الثقة بأن العلماء سيُعرضونها على قواعد الجرح والتعديل وموازين الدراية.

بل إن الروايات الصحيحة والثابتة التي تُبيّن ورع الإمام وعلمه وتقواه تفوق بأضعاف هذه الروايات الشاذة التي لا تصمد أمام التحقيق العلمي.

رابعًا: مناقشة علمية إضافية تُسقط دعوى كثرة أزواج الإمام الحسن عليه السلام

ومهما يكن من شيء، فإنّه لا يوجد دليل علمي موثق يثبت كثرة أزواج الإمام الحسن عليه السلام غير الروايات التي أُشير إليها، وهي لا تصلح للاعتماد بسبب ما يحيط بها من شبهات وطعون سندية ومضمونية. بل هناك عدة قرائن تاريخية وعقلية تؤكد افتعال تلك الأكاذيب، منها:

1. عدم توافق عدد الذرية مع عدد الأزواج المزعوم

لو صحّت تلك الروايات عن كثرة زواجه وطلاقه، لكان عدد أولاد الإمام عليه السلام كبيرًا جدًا، في حين أن النسّابين والمؤرخين لم يذكروا له سوى اثنين وعشرين ولدًا بين ذكر وأنثى، وهو عدد معتدل لا يتناسب مع من يُدعى أنه تزوج العشرات أو المئات من النساء.

وهذا الاختلاف الكبير بين عدد الزوجات المزعوم وعدد الذرية الفعلي ينقض أصل الرواية.

2. صمت الخصوم عنه في مناظراته

لقد ورد في كتب التاريخ أن الإمام الحسن عليه السلام خاض مناظرات علنية مع خصومه من الأمويين وغيرهم، وخاصة الذين كانوا في دمشق، وكانوا في تلك المواقف يتربصون به ويحاولون النيل من شخصه الكريم، ولكنهم لم يذكروا شيئًا عن كثرة زواجه أو طلاقه.

ولو كانت تلك الشبهة حقيقية، لكانت أفضل وسيلة للطعن فيه علنًا، ولكن صمتهم يُعدّ دليلاً على عدم واقعيتها.

3. قلة عدد الأصهار

ذكر أبو جعفر محمد بن حبيب (ت: 245هـ) في كتابه المحبّر ثلاثة أصهار فقط للإمام الحسن عليه السلام:

    الإمام زين العابدين عليه السلام (ابنه من أم عبد الله)

    عبد الله بن الزبير (كان زوجًا لأم الحسن)

    عمرو بن المنذر (كان زوجًا لأم سلمة)

    ولو كان الإمام كثير الزواج لذكر له المؤلف عددًا كبيرًا من الأصهار، خصوصًا أن المؤلف معروف بعنايته بتوثيق نوادر الأزواج والأنساب، ولم يفعل ذلك.

4. استحالة أن يُنهى عنه علنًا من أمير المؤمنين عليه السلام

من الروايات الموضوعة: أن الإمام علي عليه السلام كان يصعد المنبر ويقول: « لا تزوجوا الحسن، فإنه مطلاق »

وهذا القول غير منطقي على عدة مستويات:

    هل عصى الإمام الحسن أمر والده؟ هذا مستبعد تمامًا لأن الإمام من أهل العصمة، ولا يمكن أن يُخالف وصية أبيه، وهو الإمام المعصوم كذلك.

    هل كان أمير المؤمنين عليه السلام سيعلن كراهته لفعله على المنبر أمام الناس؟ وهذا أيضًا بعيد، لأن الإمام لا يفضح أهل بيته بهذه الطريقة، بل يُربيهم بالحكمة والموعظة.

    هل كان الفعل غير سائغ شرعًا؟ فإن لم يكن، فكيف يفعله الحسن عليه السلام؟ وإن كان سائغًا، فلماذا يُنهى عنه؟

    كل ذلك يُؤكد أن الرواية موضوعة من خصوم الإمام لتشويه صورته وإسقاط مقامه، وللتأثير في مكانته كإمام من أهل البيت عليهم السلام.

5. كذب قصة "النسوة الحافيات" في جنازته

يروي بعضهم أن عند تشييع الإمام الحسن عليه السلام خرجت جمهرة من النساء حافيات حاسرات خلف جنازته، وهن يهتفن بأنهن زوجاته.

وهذا أمر بعيد كل البعد عن أخلاق نساء أهل البيت، إذ أن خروجهن بهذه الهيئة أمام الجماهير يُخالف السلوك الإسلامي والتقاليد الهاشمية القائمة على الحياء والتستّر. وهذا يُظهر أن القصة موضوعة لتُعزز الشبهة لا أكثر.

فرية المنصور :

ورجّح هذا الرأي المحقق النبيه والمدقق الواعي، سماحة الشيخ باقر شريف القرشي قدّس سره، في دراسته وتحقيقه المعمّق في كتابه حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل.

وأكبر الظن أن أبا جعفر المنصور هو أول من افتعل ذلك ، وعنه أخذ المؤرخون ، وسبب ذلك هو ما قام به الحسنيون من الثورات التي كادت أن تطيح بسلطانه ، وعلى أثرها القى القبض على عبد الله بن الحسن وخطب على الخراسانيين في الهاشمية خطابا شحنه بالسبّ والشتم لأمير المؤمنين ولأولاده ، وافتعل فيه على الحسن ذلك ، وهذا نص خطابه :

« إن ولد آل أبي طالب تركناهم والذي لا إله إلا هو والخلافة ، فلم نعرض لهم لا بقليل ولا بكثير ، فقام فيها علي بن أبي طالب ، فما أفلح وحكم الحاكمين ، فاختلفت عليه الأمة ، وافترقت الكلمة ، ثم وثب عليه شيعته وأنصاره وثقاته ، فقتلوه ، ثم قام بعده الحسن بن علي فو الله ما كان برجل عرضت عليه الأموال فقبلها ، ودسّ إليه معاوية أني أجعلك ولي عهدي ، فخلعه ، وانسلخ له مما كان فيه وسلمه إليه ، وأقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة ، ويطلق غدا أخرى ، فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه » (4).

خاتمة

يتّضح من خلال هذا البحث العلمي النقدي أنّ شبهة "كثرة زواج وطلاق الإمام الحسن عليه السلام" لا تمتّ إلى الواقع بصلة، بل هي دعوى مفبركة لا تقوم على أساس صحيح من النقل أو العقل. وقد ثبت بما لا يقبل الشك أن الأدلّة التي استند إليها مثيرو هذه الشبهة إما ضعيفة السند، أو مخالفة لمقام العصمة، أو متناقضة مع السيرة المعروفة للإمام الحسن عليه السلام في الحكمة، والورع، والعفة، وتحمل هموم الأمة.

إنّ الهدف من هذه التهمة كان واضحًا: تشويه صورة إمام معصوم من أهل البيت عليهم السلام، والإساءة إلى رموز الرسالة المحمدية، والحطّ من مكانتهم التي جعلها الله لهم. وقد لعبت الدوافع السياسية دورًا محوريًا في اختلاق هذه الفرية، خصوصًا في عهد العباسيين، كما أشار إلى ذلك المحقق الشيخ باقر شريف القرشي، حيث كانت السلطة ترى في الحسن المجتبى عليه السلام وأبنائه تهديدًا مباشرًا لشرعيتهم.

لقد أثبت هذا البحث أن مثل هذه الشبهات لا تصمد أمام النقد العلمي الرصين، ولا يمكن تمريرها على من يعرف قدر أهل البيت عليهم السلام ويدرك طبيعة سيرهم وسلوكهم، الذين هم ورثة النبوة، ومصابيح الهدى، ومراجع الأمة في الدين والأخلاق. ومن هنا، فإن مسؤولية التصدي لمثل هذه الدعاوى تقع على عاتق العلماء والباحثين، ليُزيلوا الغبار عن الحقائق، ويُفشلوا محاولات التشويه، ويُحيوا تراث الأئمة عليهم السلام صافياً نقيًّا كما أراده الله ورسوله.

وبهذا نخلص إلى أنّ ما نُسب إلى الإمام الحسن عليه السلام من كثرة الزواج والطلاق، ليس إلا وهمًا شُحن بالحقد والجهل والتضليل، ولا يصح أن يكون مادة للطعن في إمامته أو شخصه الشريف. بل الإمام الحسن عليه السلام يبقى مثالًا أعلى في العفة، والحكمة، والقيادة الربانية، كما يليق بسيدٍ من سادة أهل الجنة، وسبطٍ من سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 6 / الصفحة : 56 / - ط الاسلامية.

2. عوالي اللئالي / ابن أبي جمهور / المجلّد : 2 / الصفحة : 261.

3. الكافي / الشيخ الكليني / المجلّد : 6 / الصفحة : 54 / - ط الاسلامية.

4. حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل / باقر شريف القرشي / المجلّد : 2 / الصفحة : 452.

شهر صفر المظفر في الروايات الشريفة

شهر صفر المظفر أحد أشهر التي جعلها الله سبحانه وتعالى لنا حيث قال: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ  ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ (1). وقد حان شهر صفر المظفر من عام 1447 للهجرة ولهذا قررنا أن نكتب لكم عن هذا الشهر العظيم وعن آدابه وأعماله والمناسبات الموجودة فيه.

 

أعمال شهر صفر

قد روي أعمال كثيرة لهذا الشهر العظيم لكننا نقتصر على بعض الأعمال المشهورة والمروية في أكثر كتب الأعمال والعبادات.

قال الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان: « إعلم أن هذا الشهر معروف بالنحوسة ولا شي أجدى لرفع النحوسة من الصدقة والأدعية الاستعاذات المأثورة » (2). في توضيح هذا القول من الشيخ القمي يجب أن نبين مدى صحة نحوسة شهر صفر وسنناقشه إن شاء الله. لكن الأدعية المأثورة والصدقة من المجربات في دفع جميع أنواع البلايا والحوادث. فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « الصدقة تدفع البلاء وهي انجح دواء ، وتدفع القضاء وقد ابرم إبراما ، ولا يذهب بالادواء إلا الدعاء والصدقة » (3). ولايجب أن تكون الصدقة بشئ ثمين أو كثير جدا بل يمكن لأيّ شخص أن يتصدق بما عنده وبما أمكنه. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « كل معروف صدقة إلى غني أو فقير ، فتصدقوا ولو بشق تمرة ، واتقوا النار ولو بشق التمرة ، فان الله عزوجل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يوفيه إياها يوم القيامة ، حتى يكون أعظم من الجبل العظيم » (4).

وأحد الأعمال في شهر صفر هو الدعاء المعروف بشديد القوى. قال المحدث القمي في كتابه: « من أراد أن يصان مما ينزل في هذا الشهر من البَلاءِ فليقل كل يوم عشر مرّات كما روى المحدث الفيض وغيره: يا شَدِيدُ القُوى وَياشَدِيدَ المِحالِ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفَضِّلُ يا لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ » (5).

في اليوم الثالث من شهر صفر يستحب صلاة بهذه الطريقة: « ركعتين يقرأ في الأوّلى الحمد وسورة (إنا فتحنا)، وفي الثانية الحمد والتوحيد ويصلّي بعد السلام على محمد وآله مائة ويقول مائة مرّة : اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ ، ويستغفر مائة مرة ثم يسأل حاجته » (6).

نحوسة شهر صفر بين النفي والإثبات

قد شاع بين الناس أنّ شهر صفر شهر نحس وقد أوردنا كلام المحدث القمي حيث قال: « إعلم أن هذا الشهر معروف بالنحوسة ». فكرة النحوسة لا تختصّ بشعبٍ من الشعوب أو بدولةٍ من الدّول، بل نجدها لدى العديد من الشعوب والدّول، فنجد من يتشاءم من أرقام معيَّنة، أو من رؤية بعض الحيوانات أو الطّيور وما إلى هنالك. ولكنّ الخطورة كل الخطورة، عندما تعطى النحوسة بعداً دينيّاً، ونحن ينبغي أن تكون لنا الحساسية من أن يوصف الدين بما يسيء إليه ويشوه صورته، كما هو الحال فيما ورد عن شهر صفر. لكن اشتهار صفر بالنحوسة أمر لا أساس له في روايات أهل البيت عليهم السلام. بل يوجد عكسه في الروايات الشريفة. فالتشاؤم بالساعات والأيام والليالي من الأمور المنهية عنه في الروايات المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « لا تسبوا الرياح فانها مأمورة ، ولا الجبال ولا الساعات ولا الأيام ولا الليالي فتأثموا ويرجع إليكم » (7). وهناك حكاية جميلة عن الإمام علي الهادي عليه السلام لا بأس بالإشارة إليها: « عن أبي الحسن علي بن محمد عليه ‌السلام ، أن رجلاً نكبت إصبعه ، وتلقاه راكب فصدم كتفه ، ودخل في زحمة فخرقوا ثيابه ، فقال : كفاني الله شرك فما أشأمك من يوم ، فقال أبو الحسن عليه ‌السلام : هذا وأنت تغشانا ترمي بذنبك من لا ذنب له ، ثم قال : ما ذنب الأيام حتى صرتم تتشأمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها ، فقال الرجل : أنا أستغفر الله ، فقال : والله ما ينفعكم ولكن الله يعاقبكم بذمها على ما لا ذم عليها فيه ، أما علمت أن الله هو المثيب والمعاقب والمجازي بالأعمال ، فلا تعد ولا تجعل للأيام صنعاً في حكم الله » (8).

فعلى هذا ينتفي قول البعض أن هذا الشهر نحس لاستشهاد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فيه أو إنه نحس لكونه بعد الأشهر الحرم وفيه يبدأ القتال بين الناس. لأن استشهاد النبي صلى الله عليه وآله لا يستدعي أن يكون الشهر نحسا. وبدأ القتال في شهر صفر أيضا من فعل الناس. فعلى الناس أن يجتنبوا الحروب ما أمكن. وهذا لا يوجب نحوسة شهر صفر.

مناسبات شهر صفر المظفر

في شهر صفر مناسبات كثيرة. سنذكر البعض منها حسب الكتب الموجودة والمعروفة.

اليوم الأول

فيه في السنة السابعة والثلاثين ابتدي القتال في واقعة صفين. وفيه على بعض الأقوال في السنة الحادية والستين أدخل دمشق رأس سيد الشهداء عليه ‌السلام ، فجعله بنو أُمية عيداً لهم ، وهو يوم تتجدد فيه الأحزان.

كانَتْ مَآتِمُ بِالعِراقِ تَعدُّها * أَمَويةُ بالشامِ مِن أَعْيادِها

وفيه أيضاً على بعض الأقوال أو في الثالث منه في السنة الحادية والعشرين بعد المائة استشهد زيد بن علي بن الحسين عليه ‌السلام. (9)

اليوم السابع

استشهد فيه في سنة خمسين الإمام الحسن المجتبى عليه ‌السلام على قول الشهيد والكفعمي وغيرهما.  وفيه في سنة ١٢٨ كانت ولادة الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام في الأبواء ، وهو منزل بين مكة والمدينة (10).

اليوم العشرون

يوم الأَرْبعين وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الأنصاري كربَلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام وهو أول من زاره  ويستحب فيه زيارته عليه‌ السلام. عن الإمام العسكري عليه ‌السلام قال:« علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين الفرائض والنوافل اليومية وزيارة الأَرْبعين والتختم في اليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم » (11).

وهناك زيارة مختصة للإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين مذكورة في كتب الأدعية والعبادات مثل مفاتيح الجنان. رزقنا الله وإياكم زيارة سيدالشهداء عليه السلام في الدنيا والمشاية إلى حرمه الشريف وشفاعته في الآخرة.

اليوم الثامن والعشرون

سنة إحدى عشرة يوم شهادة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وقد صادف يوم الاثنين من أيام الأسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة.

وفي رواية أنّ فاطمة الزهراء سلام الله عليها أخذت تراب قبر أبيها بعد شهادته فوضعته على عينيها وقالت: « ماذا على المُشتَمِّ تُربَة أحمدَ * أن لايَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَوالِيا

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها * صُبَّتْ عَلى الأيامِ صِرْنَ لَيالِيا» (12).

اليوم الأخير

في سنة ثلاث ومائتين على رواية الطبرسي وابن الأثير استشهد الإمام الرضا عليه‌ السلام بعنب دس فيه السم وكان له من العمر خمس وخمسون سنة. (13).

هذه كانت جملة من الأمور المرتبطة بشهر صفر المظفر. إذا كنتم تعلمون أعمالا أو أدعية أخرى في هذا الشهر العظيم، أكتبوا لنا في التعليقات.

 

1) سورة التوبة / الآية: 36.

2) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 379 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

3) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 96 / الصفحة: 137 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.

4) بحار الأنوار (للعلامة محمد باقر المجلسي) / المجلد: 96 / الصفحة: 122 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 1.

5) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 380 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

6) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 380 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

7) وسائل الشيعة (للشيخ حرّ العاملي) / المجلد: 7 / الصفحة: 508 / الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – قم / الطبعة: 2.

8) وسائل الشيعة (للشيخ حرّ العاملي) / المجلد: 7 / الصفحة: 508 / الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – قم / الطبعة: 2.

9) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 380 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

10) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 380 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

11) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 380 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

12) مفاتيح الجنان (للشيخ عباس القمي) / المجلد: 1 / الصفحة: 381 / الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية – طهران / الطبعة: 1.

13) أعلام الورى (للشيخ الطبرسي) / المجلد: 1 / الصفحة: 328 / الناشر: مؤسسة آل البيت – قم / الطبعة: 1.

بسم الله الرحمن الرحيم 

الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، هو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، وأول ثمرة من ثمار بيت النبوة بعد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. وُلد في المدينة المنورة في النصف من شهر رمضان عام ثلاثة للهجرة، فكان مولده بهجة لقلوب المسلمين، وفرحًا لرسول الله(ص) الذي استقبله بالأذان والإقامة، وحنكه بريقه الطاهر، وسمّاه "حسنًا" بإلهام من السماء.

عاش الإمام الحسن(ع) في كنف جده النبي(ص)، وتربّى على مائدة الوحي، وتخلق بأخلاق الرسالة. وكان قريبًا إلى قلب الرسول(ص)، يحمله على كتفه، ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه». وقد عاش الإمام(ع) سبع سنوات في ظل الرسول(ص)، ثم في كنف والده الإمام علي(ع)، ينهل من علمه وتقواه.

عرف الإمام الحسن(ع) بالحلم والسماحة، وسُمي بكريم أهل البيت(علیهم السلام)، لما عرف عنه من كرم وجود، وكان من أعلام الهدى، وركنًا من أركان الدين، شهد مع والده الفتن الكبرى، وكان له دور بارز في تثبيت أركان الدولة الإسلامية.
وحين آلت إليه الخلافة بعد شهادة أمير المؤمنين، وجد نفسه أمام أمة منقسمة، تتربص بها الفتن، وتنهشها الأطماع. فلم يكن السلام الذي عقده مع معاوية ضعفًا أو هزيمة، بل كان ميثاقًا لحقن دماء المسلمين، وحفظًا لوحدة الأمة، مقدِّمًا بذلك درسًا في القيادة الحكيمة، والتضحية من أجل مصلحة الدين.

وقد امتُحن الإمام(ع) بظلم شديد، حتى انتهى به الأمر إلى أن يُغتال بالسم، شهيدًا في سبيل الله، مظلومًا مهضومًا، تاركًا وراءه تراثًا من المواقف العظيمة والمبادئ الخالدة، التي ما زالت تُلهم الأحرار والصالحين.

دوره في خلافة الإمام علي عليه السلام
 
بعد وفاة رسول الله(ص)، واكبت حياة الإمام الحسن(ع) أحداثًا جسامًا عصفت بالأمة، وكان فيها شاهدًا ومشاركًا، خاصة في عهد والده الإمام علي عليه السلام. فقد شارك في المشورة السياسية، والحملات العسكرية، لا سيما في معارك الجمل وصفين والنهروان، حيث كان يتولى الراية أحيانًا، ويخطب في الناس دفاعًا عن الحق.

ويفهم من وصية الإمام علي عليه السلام له بأنه "أعلم أهل زمانه، وأفضلهم حلمًا، وأشدهم خشية لله"، واعتبره الوريث الشرعي للإمامة من بعده، فبايعه الناس بالخلافة بعد استشهاد الإمام علي سنة 40 هـ. وكان عمر الامام الحسن حينها سبعًا وثلاثين سنة.

ورغم مكانته السامية، وجد الإمام الحسن نفسه أمام أمة متشرذمة، أنهكتها الحروب والانقسامات، وظهرت الفتن في العراق، حتى في أوساط جيشه، ما جعله أمام خيارين: مواصلة القتال، أو الحفاظ على وحدة الأمة.
 
الصلح مع معاوية – خيار الحكيم الشجاع
 
أدرك الإمام الحسن عليه السلام أن الحرب مع معاوية ستؤدي إلى حمام دم لا ينتهي، خاصة بعد أن اخترق معاوية جيشه بالمال والدعاية، واشترى ذمم القادة، حتى تخلّى عنه بعض أقرب الناس. وكان الجيش الكوفي قد فقد الحماسة، وأصابه الوهن والتخاذل.
 
ولم يكن صلح الإمام الحسن استسلامًا أو تراجعًا، بل كان موقفًا شجاعًا لحقن الدماء وصيانة ما تبقى من الدين. لقد اشترط الإمام(ع) بنودًا تحفظ حقوق أهل البيت، أهمها أن لا يُعيِّن معاوية أحدًا من بعده، وأن لا يتعرض لأتباع الإمام، وأن يُترك الأمر بعده شورى بين المسلمين.

وافق معاوية على الشروط ظاهريًا، لكنه نكث بها جميعًا. ومع ذلك، بقي الإمام الحسن(ع) وفيًا لعهده، صابرًا على الغدر، رابط الجأش، يؤدّي دوره كإمام من موقعه، ويواصل بثّ الوعي في الأمة من خلال العلم والإرشاد.
 
مناقب الإمام الحسن(ع) ومكارمه
 
تميز الإمام الحسن عليه السلام بعبادته وورعه، وكان إذا توضأ ارتجف لونه من خشية الله. حج خمسًا وعشرين حجة مشيًا على قدميه، وكان يُبهر الناس بجوده، إذ أعطى كل ما يملك في سبيل الله مرات عديدة، حتى أنه قسّم ماله نصفين في سبيل الله أكثر من مرة.

أما حلمه، فقد ضُرب به المثل. كان يتعامل مع المسيئين إليه بأدب جمّ وخلق عظيم، حتى روِي أنه مرّ عليه رجل من أهل الشام، شتمه وشتم أباه، فاستقبله الإمام بوجه طلق، وقال له: "أظنك غريبًا، إن كنت جائعًا أشبعناك، وإن كنت فقيرًا أغنيناك"، حتى بكى الرجل وقال: "الله أعلم حيث يجعل رسالته".
 
شهادته ومظلوميته
 
لم يُتح للإمام الحسن أن يعيش طويلًا بعد الصلح، فقد استُشهد مسمومًا سنة 50 هـ، بعد أن دسّ إليه معاوية السمّ عن طريق زوجته "جعدة بنت الأشعث"، مقابل وعد بالزواج من يزيد، وهو ما لم يتحقق.

وظل الإمام(ع) يعاني آلام السمّ أيامًا، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة شهيدًا مظلومًا، كما كان جده وأبوه من قبله. ورفض بنو أمية أن يُدفن إلى جوار جده المصطفى(ص)، فدُفن في البقيع، وشيّعه أخوه الإمام الحسين(ع) في جنازة مهيبة، وسط دموع المحبين، وغضب المؤمنين.

الإرث الخالد للإمام الحسن(ع)
 
خلّف الإمام الحسن(ع) تراثًا خالدًا في السيرة الإسلامية، فقد أثبت أن الإمامة ليست فقط موقفًا سياسيًا، بل رسالة ربانية تقوم على الرحمة، والحكمة، والتضحية. إن صلحه لم يكن خنوعًا، بل وعيًا عميقًا بما تقتضيه مصلحة الدين في ظرف ملتهب.

كما ترك وراءه مدرسة في العطاء، وحلمًا لا نظير له، وثباتًا في مواجهة التخاذل. وقد بقي اسمه رمزًا للسمو الروحي والقيادة الهادئة التي تدفع الشر بالحكمة، وتواجه الفتن بالحلم.
 
وأخيراً:
 
كان الإمام الحسن بن علي عليه السلام رجلًا اجتمع فيه نور النبوة وعزم الإمامة، فكان ثاني أئمة أهل البيت، وسيد شباب أهل الجنة مع أخيه، ودليلًا على أن الرفق أحيانًا أبلغ من السيف، وأن الإصلاح يحتاج إلى بصيرة، لا مجرد قوة.

لقد عاش الإمام(ع) في قلب العاصفة، ومات مسمومًا، لكنه انتصر في معركة التاريخ، حيث بقيت سيرته عنوانًا للحكمة، وسُمي بـكريم أهل البيت(ع) بحق، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء. والحمد لله رب العالمين
 
بقلم الأستاذ في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف آية الله السيد فاضل الموسوي الجابري 

الرئيس التركي يندد بجرائم الاحتلال في غزة ويدعو العالم إلى محاسبة مرتكبي الإبادة أمام القانون والتاريخ.

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إنّ "دولة الإرهاب إسرائيل تقتل بإجرام الشعب الفلسطيني منذ 22 شهراً"، وترتكب بحقه إبادة جماعية في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وأوضح إردوغان أنّ المشاهد غير الإنسانية التي تأتي من غزة "أسوأ وأكثر وحشية من معسكرات النازية"، مشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني يُقتل جوعاً وعطشاً أمام أعين العالم.

وأضاف: "الوضع الإنساني في غزة كارثي، حيث يموت الأطفال الأبرياء إمّا من الجوع أو من رصاص أسلحة قوات الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أن استخدام إسرائيل الجوع سلاحاً ضد الفلسطينيين "هو أوضح دليل على افتقارها إلى أي حس إنساني".

ودعا إردوغان جميع الدول والشعوب ذات الضمير، وخاصة البلدان الإسلامية، إلى رفع أصواتهم أكثر ضد الهمجية الإسرائيلية، مضيفاً: "سنستمر في بذل كل ما يلزم في هذا الصدد، وبإذن الله سنشهد اليوم الذي يُحاسب فيه مرتكبو الإبادة الجماعية بحق شعب غزة أمام القانون والتاريخ".