
emamian
حظر تجوال في مينيابوليس.. والاحتجاجات تصل إلى واشنطن
تواصل الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس الأميركية، والبيت الأبيض يغلق بعد وصول الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد إلى واشنطن، بالتزامن مع إعلان ولاية جورجيا حالة الطوارئ.
أُغلق البيت الأبيض بعد وصول الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد إلى العاصمة الأميركية واشنطن وفقاً لوكالة "يو إس إيه توداي" الأميركية التي أكدت إغلاق أبواب غرف الاحتياط ومنع الاقتراب منه.
حاكم ولاية جورجيا أعلن حالة الطوارئ بناء على طلب عمدة أتلانتا وأرسل 500 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى المدينة على وقع الاحتجاجات.
وبرغم إعلان عمدة مدينة مينيابوليس فرض حظر للتجوال ليلاً خرج محتجون في تظاهرة منددة بالسياسة العنصرية لادارة ترامب.
بالتوازي، انتشر في المدينة نحو 500 من الشرطة الأميركية بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات العنيفة إثر وفاة جورج فلويد بعد اعتقاله بطريقة وحشية.
وطلبت كيلي شوفين زوجة ضابط شرطة مينيابوليس ديريك شوفين الطلاق من زوجها على خلفية قتله فلويد.
المرشّح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن اتهم الرئيس ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات في مدينة منيابوليس عقب مقتل شاب من أصول أفريقية.
وقال بايدن إن غضب الأميركيين من أصل أفريقي وإحباطهم وإنهاكهم "لا تنكر" وإن البلاد تحتاج إلى مواجهة "جرحها العميق المفتوح" المتعلق بالعنصرية معتبراً أن ما تشهده أميركا أزمة وطنية تحتاج الى قيادة حقيقية لاجتثاث العنصرية المنظمة".
وشهدت عدة ولايات أميركية مواجهات عنيفة إثر مقتل فلويد من الأصول الأفريقية على يد الشرطة الأميركية أثناء اعتقاله. كما شهدت مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية صدامات عنيفة وأعمال نهب للمحال التجارية انتقاماً لفلويد. وتفاقم الوضع إثر تسريح الشرطيين اللذين قتلا فلويد.
وبدأت التظاهرات مساء الخميس بعدد كبير من المحتجين الذين وضعوا أقنعة واقية من فيروس كورونا المستجد، بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات للمحال التجارية أيضاً.
وأفرجت شرطة مدينة منيابوليس الأميركية عن مراسل شبكة (سي.إن.إن) بعد نحو ساعة من احتجازه واقتياده مكبل اليدين مع طاقم التصوير أثناء تغطية حية للاحتجاجات في المدينة صباح أمس الجمعة.
المصدر:المیادین
أهمية الزكاة ومكانتها في الإسلام
الزكاة من أهم العبادات المالية في الإسلام، وقد أكد عليها القرآن في أكثر من سورة، وأشاد بها في عشرات الآيات. وهي فريضة قديمة، فرضت على الأنبياء قبل نبيّنا صلىاللهعليهوآله، وأوصى بها الله تعالى لوط وذريته وإسحاق ويعقوب، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾[1].
وكانت ـ كذلك ـ وصية الله تعالى لعيسى عليهالسلام، كما في قوله تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً﴾[2].
كما أُمِر أهل الكتاب بأداء الزكاة، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[3].
وسيبقى الأمر بها سارياً وأبدياً حتى يُمكّن الله تعالى في الأرض عباده الصالحين الذين يحملون الأمانة عند خروج الحجة المنتظر عليهالسلام، الذي يقيم أسباب العدل ويلتمس الخلاص لملايين الجياع والمحرومين في العالم، ولا يتم ذلك إلا بإقامة الزكاة على وجهها الصحيح، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[4].
وغني عن القول أن الزكاة هي أوسع أبواب الخير، وقد احتفظت بمقام الصدارة كسبيل من أكبر سُبل التكافل التي تستدعي الثواب والأجر الكبير، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ﴾[5]. وقال تعالى: ﴿... وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيماً﴾[6].
وقد فرض الله تعالى الزَّكاة لحكمة عظيمة، وغاية سامية تتعلّق بمواساة الفقراء، وإسعاف ذوي الحاجات، وتقوية أواصر المودة بين الأغنياء والفقراء، والتقريب بين طبقات وفئات المجتمع، ومعالجة أخطار الفقر الذي يعتبر أخطر شيء يهدد كيان الأمة، ثم إنّ الزكاة تطهر نفوس الأغنياء من الشح والبخل، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا...﴾[7].
وفي المقابل تقلع من نفوس الفقراء البغضاء، والحقد، والكراهية ضد الأغنياء. وفي هذا الصدد يُسلط أئمة آل البيت: الأضواء على وجه الزكاة وحكمتها، ويكشفوا لنا عن علل عميقة بخصوصها، قال الإمام الصادق عليهالسلام: «إنّما وضعت الزكاة اختبارا للأغنياء ومعونة للفقراء، ولو أنّ الناس أدوّا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً، ولاستغنى بما فرض الله عزّ وجلّ له، وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء» [8].
وعن الإمام الكاظم عليهالسلام: «إنّما وضعت الزكاة قوتا للفقراء، وتوفيراً لأموال الأغنياء» [9].
وقد حدّدت الشريعة موارد معيّنة لصرف أموال الزكاة، منها: «الفقراء والمساكين، والمراد بالفقير من لا يملك قوت سنته لنفسه وعائلته بالفعل أو بالقوة... والمسكين أسوأ حالاً من الفقير، فهو لا يملك قوته اليومي. والغارم: وهو من عليه دين وعجز عن أدائه، جاز أداء دينه من الزكاة، وإن كان متمكناً من إغاثة نفسه وعائلته سنة كاملة بالفعل أو بالقوة.
كما تصرف الزكاة في سبيل الله: ويقصد به المصالح العامة للمسلمين كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات وملاجئ الفقراء والمساجد والمدارس الدينية ونشر الكتب الإسلامية المفيدة وغير ذلك مما يحتاج إليه المسلمون.
ويجوز اعطاء الفقير الزكاة من دون إعلام حاله، ويجوز اعطاء الزكاة لمن يدّعي الفقر إذا علم فقره سابقاً ولم يعلم غناه بعد ذلك. ومن كان له على الفقير دين جاز له أن يحتسبه زكاة. والأولى أن لا يعطى للفقير من الزكاة أقل من خمسة دراهم عينا أو قيمة. ولا بأس باعطائه الزائد، بل يجوز أن يعطى ما يفي بمؤونته ومؤونة عائلته سنة واحدة»[10].
وقد اتّبع آل البيت: أسلوب الحوار الإقناعي لحمل أصحابهم على إعطاء الزَّكاة، فكشفوا عن المعطيات الإيجابية التي تنعكس على دافعيها كزيادة الرزق كما في حديث الإمام الباقر عليهالسلام: «.. الزكاة تزيد في الرزق» [11].
وبالمقابل اتبعوا معهم أسلوب التحذير من العواقب المترتبة على التهوين من شأنها، وعدم اعطائها لمستحقيها، عن الإمام الصادق عليهالسلام: «من منع قيراطاً من زكاة ماله، فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة » [12]. ومن حديث له مع المفضّل، قال عليهالسلام: «يا مفضّل، قل لأصحابك يضعون الزَّكاة في أهلها وإنّي ضامن لما ذهب لهم»[13].
وتبدو لنا النظرة العميقة للإمام الصادق عليهالسلام من تقسيمه للزَّكاة إلى ظاهرة وباطنة، لمّا سأله رجل: «في كم تجب الزكاة من المال؟ قال عليهالسلام: الزَّكاة الظاهرة أم الباطنة تريد؟ قال: اُريدهما جميعاً. فقال عليهالسلام: أمّا الظاهرة ففي كلّ ألف خمسة وعشرون درهما، وأمّا الباطنة فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك» [14].
ومن الواضح أنّ الزكاة الباطنة تعبير آخر عن التكافل الاجتماعي بشتّى صوره، وكذلك الحال في ﴿زكاة الجاه﴾ في حديث أمير المؤمنين عليهالسلام قال: «إنّ الله فرض عليكم زكاة جاهكم، كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم» [15].
وقال الإمام الصادق عليهالسلام: «المعروف زكاة النعم، والشفاعة زكاة الجاه»[16].
وهذه الرؤية المتميزة للزكاة لم تكن نبتاً بلا جذور، بل هي في الأساس رؤية نبوية كما في قوله صلىاللهعليهوآله: «الجاه أحد الرفدين» [17].
وفي هذا السياق قال الإمام الصادق عليهالسلام: «يسأل المرء عن جاهه كما يسأل عن ماله، يقول: جعلت لك جاهاً، فهل نصرت به مظلوماً، أو قمعت به ظالماً، أو أغثت به مكروباً» [18].
وعنه عليهالسلام: «من كان وصل لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم، ثبّت الله عزّ وجل قدميه يوم تزل فيه الأقدام» [19].
و«زكاة الفطرة» من موارد الزَّكاة التي ترفد الجهد التكافلي، فعن الإمام الصادق عليهالسلام: « إنّ من تمام الصوم إعطاء الزَّكاة» يعني الفطرة [20].
ومقدار زكاة الفطرة صاع من تمر أو زبيب أو شعير، وهي وإن كانت قليلة المقدار والقيمة ظاهرا، لكنّها تسهم في سد عوز الفقراء خصوصا في أيام العيد.
وكان للزكاة الأثر البالغ في إعالة العوائل التي نكبت بموت أو فقد معيلها، وفي هذا الخصوص يوصي الإمام الصادق عليهالسلام أصحابه بأن يعطوا الزكاة للعيال الذين مات من يعولهم حتى مرحلة البلوغ وتأمين مصدر العيش المناسب لهم، عن أبي بصير قال: «قلت لأبي عبدالله عليهالسلام الرجل يموت ويترك العيال، أيعطون من الزكاة؟ قال: نعم حتّى ينشأوا ويبلغوا ويسألوا من أين كانوا يعيشون إذا قطع ذلك عنهم» [21].
لقد سعى أهل البيت: إلى إزالة الحواجز النفسية التي تمنع المحتاجين من الوصول إلى دافعي الزكاة وتحثّ المنفقين على المبادرة إلى التفتيش عن المستحقين لها، وعدم تكليفهم مشقة الطلب، صوناً لكرامتهم وحقناً لماء وجوههم، وكان أهل البيت: يقدّرون أهمية العامل النفسي عند المتلقي للزكاة فلا يكلفونه عناء الطلب وذل السؤال، ومن الشواهد على هذا المنحى الحضاري، ما روي عن إسحاق بن عمّار، قال: قال لي أبو عبدالله عليهالسلام « يا إسحاق كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت؟ قال: يأتوني إلى المنزل فأعطيهم، فقال لي: ما أراك يا إسحاق إلا قد أذللت المؤمنين، فإيّاك إيّاك، إنّ الله تعالى يقول: من أذلَّ لي وليّا فقد أرصد لي بالمحاربة» [22].
وعن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليهالسلام: « الرّجل من أصحابنا يستحيي أن يأخذ من الزّكاة فأعطيه من الزّكاة ولا اُسمّي له أنها من الزكاة، فقال: أعطه ولا تسمّ له ولا تذلّ المؤمن»[23].
وكان الإمام الصادق عليهالسلام يحث على الأخذ بنظر الاعتبار مكانة وحيثية الفقراء حين اعطائهم الزكاة، فزكاة الأنعام من المناسب أن تعطى لذوي التجمل منهم والاحتشام، وزكاة النقدين تعطى لذوي الحاجة والفاقة.
عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمّي، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال: « تُعطى صدقة الأنعام لذوي التجمل من الفقراء، لأنها أرفع من صدقات الأموال، وإن كان جميعهما صدقة وزكاة، ولكن أهل التجمل يستحيون أن يأخذوا صدقات الأموال» [24]. وفي رواية أخرى عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله عليهالسلام: « إنّ صدقة الخفّ والظلف تدفع إلى المتجملين من المسلمين، أمّا صدقة الذّهب والفضة وما كيل بالقفيز ممّا أخرجت الأرض فللفقراء المدقعين، قال ابن سنان: قلت: وكيف صار هذا هكذا؟ فقال: لأنّ هؤلاء متجمّلون يستحيون من النّاس فتدفع إليهم أجمل الأمرين عند النّاس، وكلُّ صدقة» [25].
ومن الشواهد ذات الدلالة على حرص أئمة أهل البيت: على كرامة المحتاجين، وتعجيل دفع الحقوق لهم، عن عقبة بن خالد، عن أبي عبدالله عليهالسلام «أنّ عثمان بن عمران قال له: إنّي رجل موسر... ويجيئني الرجل فيسألني الشيء وليس هو إبّان زكاتي، فقال له أبو عبدالله عليهالسلام: القرض عندنا بثمانية عشر، والصّدقة بعشرة، وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسراً أعطيته، فإذا كان إبّان زكاتك احتسبت بها من الزّكاة. يا عثمان، لا ترده فإن ردّه عند الله عظيم. يا عثمان، إنّك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربِّه ما توانيت في حاجته»[26].
التكافل الاجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام – بتصرّف يسير
[1] سورة الأنبياء: 21 / 73.
[2] سورة مريم: 19 / 31.
[3] سورة البينة: 98 / 5.
[4] سورة الحج: 22 / 41.
[5] سورة البقرة: 2 / 110.
[6] سورة النساء: 4 / 162.
[7] سورة التوبة: 9 / 103.
[8] من لا يحضره الفقيه 2: 7 / 1579.
[9] علل الشرائع 2: 368 / 1، المكتبة الحيدرية، 1386 ه.
[10] انظر: المسائل المنتخية: 227 ـ 232، المسائل: 544، 545، 547، 552، 561، ط 3 ـ 1414 ه، مطبعة مهر ـ قم.
[11] الأمالي / الشيخ الطوسي: 296 المجلس الحادي عشر.
[12] من لا يحضره الفقيه / الصدوق 4: 367، طبع جماعة المدرسين، ط 2 ـ 1404 ه.
[13] تحف العقول: 514.
[14] معاني الأخبار / الصدوق: 153، انتشارات إسلامي.
[15] مجمع البيان / الطبرسي 3: 189 تفسير الآية ﴿114﴾ من سورة النساء.
[16] تحف العقول: 381.
[17] عوالي اللآلي 1: 293.
[18] المصدر السابق 1: 363.
[19] أمالي / الشيخ الطوسي: 99 / 151، المجلس الرابع.
[20] المقنعة / الشيخ المفيد: 264، جماعة المدرسين، قم ـ 1410 ه.
[21] الكافي 3: 548 / 1 باب أنّه يعطى عيال المؤمن من الزكاة إذا كانوا صغاراً، ويُقضى عن المؤمنين الديون من الزكاة، من كتاب الزكاة.
[22] المحاسن / البرقي 1: 136 / 19، مشكاة الأنوار / الطبرسي: 253.
[23] الكافي 3: 564 / 3 باب من تحلّ له الزكاة فيمتنع من أخذها، من كتاب الزكاة
[24] المقنعة / الشيخ المفيد: 260، جماعة المدرسين ـ قم 1410 ه.
[25] علل الشرائع 2: 371، باب 96.
[26] الكافي 4: 34 / 4 باب القرض من كتاب الزكاة.
الاستقامة والتحرر من الحزن والخوف
وردت في القرآن نقطة مهمة جدا- فيما يتعلق ببناء المجتمع الإسلامي وتحقيق القيم الإسلامية العظيمة- وهي مسألة الاستقامة؛ أي استقامة الذين ينشدون الحقيقة ويرفعون رايتها والملتزمون بها. الاستقامة ضرورية ليستطيع الإنسان تحقيق المثل العظيمة. لا سبيل للوصول إلى الكثير من القيم والمثل إلا باستقامة الشعب الدائمة مع مرور السنين. (10/8/1380).
أهمية الاستقامة؛ تنزل الملائكة
يتم التعامل مع الاستقامة كمفهوم رائج ومتداول وغير مهم؛ إلا أن الأمر ليس كذلك؛ فهو مفهوم فائق الأهمية وحساس؛ تبرز أهميته في العمل أكثر بمراتب من ذلك الشيء الذي يتصوره الإنسان في ذهنه. الاستقامة تعني الثبات على الصراط المستقيم ﴿وأن لَو استَقامُوا عَلى الطَرِيقَة لأسْقَيناهُمْ مَاءًا غدقاً﴾ [الجن/16]، أي إذا استقاموا على هذا الصراط نفسه، وكانوا في هذا الاتجاه عينه، ولم يبدلوا طريقهم ولم يتأثروا بالظروف؛ حينها ستترتب النتائج الدنيوية والثواب الأخروي. هذا ما يقوله القرآن ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا﴾، شرف نزول الملائكة ومخاطبتهم أن لا تخافوا ولا تحزنوا. متى يحصل هذا الشرف؟ عند الاستقامة. هي كلمة يقولها الإنسان: استقيموا اثبتوا، ينظر الجميع إلى بعضهم ويقولون سمعا وطاعة. ألا أن الاستقامة في ميدان العمل مسألة هامة جدا.(8/10/1374)
يقول القران الكريم: ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة﴾[1]، فقولهم ﴿ربنا الله﴾ يعني الإقرار بالعبودية لله والتسليم له؛ وهذا أمر في غاية العظمة؛ لكنه ليس كافيًا، فحينما نقول (ربُّنا الله) فهذا حسن جدًا لذلك الأوان الذي نطلقها فيه، لكننا إذا نسيناها فإن (ربّنا الله) الذي أطلقنا اليوم لن تجدينا نفعًا في الغد، لذلك فهو يقول ﴿ثم استقاموا﴾، أي يثبتون ويمضون على هذا الطريق. وهذا مما يؤدي إلى أن "تتنزل عليهم الملائكة"؛ وإلاّ لا تتنزل عليهم ملائكة الله للحظة جيدة أو آنٍ جيدٍ واحدًا، ولا يدرك الإنسان نور الهداية ولا تمتد نحوه يد العون الإلهي، ولا يبلغ الإنسان مقام العباد الصالحين [إن صلح لفترة ثم توقف]؛ فلابدّ من مواصلة هذا الدرب والمضي في ﴿ثم استقاموا﴾ وإذا ما أردتم أن تتحقق هذه الاستقامة فعليكم الحذر دائمًا من أن يهبط بناء وميزان المعنوية هذا عن مستواه المطلوب.(17/7/1381).
الاستقامة؛ التحرر من الحزن والخوف
من بين هذه المفردات تبرز مفردة "الاستقامة" ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا﴾، أي إنهم يكونون على اتصال بالملكوت الأعلى في دنياهم هذه، حيث يحصلون على معين لا ينضب روحيًا وفكريًا ونفسيًا فلا يستولي عليهم خوف ولا حزن؛ فالخوف إنما يأتي من الأخطار التي ربما تتهدد الإنسان. فإذا ما تحرر المرء من الخوف فحينها يمضي في طريقه ويتقدم نحو هدفه بمزيد من الجرأة والاقتدار وبروحية عالية، وعندما لا يعتري الإنسان الخوف والحزن فهو بسبب أنه لا يفقد شيئا...
أولًا، لأن سلوك هذا الطريق يكتنف الكثير من النجاح والتوفيق.
ثانيًا، إذا كان للإنسان أن يفقد شيئا؛ فلأنه في سبيل ما عهد إليه من واجب وأداءٍ للتكليف الإلهي، فهو مرتاح الضمير. مثلما هو حاصل بالنسبة لعوائل الشهداء الذين استشهد أبناؤهم وفجعوا بهم، لكن قلوبهم عامرة بالسرور، فشتان ما بين هؤلاء وبين أولئك الذين تصادفهم مثل هذه الحادثة في غير طريق الشهادة. (21/9/1380)
الاستقامة؛ الانطلاق والاستمرار
البداية والانطلاق أمر مبارك، لكنه ليس كافيا. عندما تستقيمون، وعندما تثبتون وتوتِدون أقدامكم في طريق وتستمرون فستتضاعف قيمة ذلك العمل. لا تكتفوا بالبداية الحسنة، صمموا على الاستمرار في الطريق بمراعاة الدقة والملاحظة وكل الظروف اللازمة للاستمرار في هذا السبيل.(17/9/1382).
106- إنّ المحافظة على النعمة أصعب من اكتسابها، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾[2] فلا يكفي مجرد قول: ﴿رَبُّنَا اللَّهُ﴾ بل لابد مع ذلك من الاستقامة، وعنده ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ فالاستقامة هي الأساس، وإلا فقد يكون بإمكان شخص ضعيف مثلي أن يرفع حملًا ثقيلًا للحظات، إلا أنه لا يمكنه أن يستمر في حمله وسرعان ما سيطرحه أرضًا. فالشخص القوي والمنجز للعمل هو الذي باستطاعته رفع هذا الحمل الثقيل والاستمرار في حمله خلال المدة المطلوبة.
إنّ نوايا كثيرين منّا صالحة، ونباشر العمل بنوايا صالحة، إلا أننا [عندما] لا نستطيع الاحتفاظ بهذه النوايا، حيث تصطدم هذه النوايا أثناء الطريق ببعض الموانع وتبدأ بالتآكل والاضمحلال، وأحيانًا تأتي جاذبة قوية معارضة تجر القلب نحوها - القلب الذي هو مكمن النوايا - وسرعان ما تدركون اختفاء النيّة وتبدّلها، وحينها ينحرف الشخص عن مساره، وإذا رأيتم أنّ أشخاصًا كانوا يقولون: ﴿رَبُّنَا اللَّهُ﴾ في حين أنهم حاليًا يتوجهون نحو عبادة الأصنام بدل توجههم الى الكعبة، وانقلبوا على شعاراتهم الخَلاّبة 180 درجة، إنما هو بسبب عدم تمكّنهم من الحفاظ على مبادئهم؛ لأنه قد ظهرت اثناء الطريق جذبات وميول.
ربما سمعتم بذلك الشخص الذي نوى أنْ يمارس الارتياض أربعين يومًا، مضى اليوم الاول والثاني والخامس؛ فما أن بلغ اليوم العشرين حتى دبّت فيه الوساوس الشيطانية، فعرضت له امرأة بالغة الجمال، ووُضع أمامه طعامُ شهي، وعُرضت له أموال طائلة، ولذا لم يتمالك نفسه، واستسلم للرغبات وذهبت الجهود التي بذلها طوال عشرين أو ثلاثين يومًا أدراج الرياح، يمكن لهذه الحكاية أن تكون حقيقة، وحتى إذا لم تكن حقيقة، فإن الدرس الذي يُراد تقديمه من خلالها واضح. (8/6/1384)
فاستقم كما امرت
علينا أن لا ننسى هذا الهدف أنّ الاستقامة يعني عدم ضلال الطريق وعدم نسيان الهدف. إن هذا الأمر دقيق ومهم إلى درجة أن الله تعالى مع عظمة النبي (صلى الله عليه وآله) قد أوصاه به أيضًا ونحن علينا أن نوصي أنفسنا بذلك.
لقد أوصى الله تعالى: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك". إحذروا الخطأ وضلالة الدرب. إن الحديث عن ضلالة الطريق هو حديث عام مبهم ومعقد بعض الشيء؛ كل شخص يدّعي أن الطريق من هنا، قد يصادف أن يكون صديقان أو أخوان وكل واحد منهما لديه نظرة وذوق وأسس مختلفة عن الآخر في مجالات سياسية واقتصادية؛ وكل واحد منهما يدعي أن طريقه هو الطريق الصحيح. فهل يا ترى هذا هو معنى الاستقامة على الطريق؟! كلا، حتمًا هناك اختلافات في الطباع والأذواق.
أنتم في كل صلاة تقفون بين يدي الخالق وترددون مرتين وفي كل يوم عشر مرات على الأقل "اهدنا الصراط المستقيم"، الإنسان في العادة، يدعو الله ويطلب منه الصراط المستقيم دائمًا، والاستجابة تكون "فاستقم كما أُمرت". وبالنسبة لنا نحن العاملين والمسؤولين تكون مسؤوليتنا أكبر وحملنا أثقل.
الاستقامة والبصيرة - مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة
[1]-صورة فصلت، الآية: 30.
[2]سورة فصلت، الآية: 30.
المصدر:شبکه المعارف
أفضل طعام لتجنب أعراض نقص فيتامين (د)
قد يكون من الصعب تحديد أعراض نقص فيتامين (د)، لأنه لا يجعلك تشعر بتوعك بالضرورة.
العالم - منوعات
وقالت إدارة الصحة الوطنية البريطانية (NHS)، إن فيتامين (د) مهم للغاية للصحة العامة للجسم، لأنه يساعد على الحفاظ على صحة العضلات والعظام والأسنان.
ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين (د) إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك تلين العظام أو الكساح أو بعض التشوهات.
ومن أسهل الطرق لتجنب النقص، هو إضافة المزيد من الأطعمة الغنية بفيتامين (د) إلى نظامك الغذائي. ويعتبر نوع السمك “أبو سيف” أحد أفضل الأطعمة التي يمكنك إضافتها إلى الغذاء، وفقا لـ Cleveland Clinic.
ويُنصح بتناول سمك السلمون أيضا، كما تتميز التونة بأنها أحد مصادر فيتامين (د) الأخرى.
ويحتاج الفرد إلى نحو 170 غراما من التونة المصفاة لتلبية احتياجات نقص فيتامين (د).
وقال Cleveland Clinic: “قد يكون من الصعب، خاصة بالنسبة للنباتيين أو الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز، الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) من وجباتهم الغذائية، ولهذا السبب قد يختار بعض الأشخاص تناول المكملات الغذائية. من المهم دائما تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية من جميع المجموعات الغذائية” حسبما افاد موقع المعلومة.
وخلال أشهر الشتاء، من المهم إضافة المزيد من فيتامين (د) إلى نظامك الغذائي.
وهناك علامات تحذيرية رئيسية لنقص فيتامين (د)، منها التعب المفرط أو الطاقة المنخفضة. وينبغي مراقبة تساقط الشعر، أو الشعور بآلام جديدة في المفاصل. انتهى 25ن
أطعمة يجب تجنبها عند الشعور بالقلق
ينصح الأطباء بعدم تناول بعض المواد الغذائية في حال الشعور بالقلق، الذي يعتبر كرد فعل طبيعي للحظات المجهدة والأمراض الصحية.
العالم_منوعات
ووفقا لموقع " ميس كيرا"، فإن تجنب بعض الأطعمة يساعد في التعامل الجيد مع القلق.
الكافيين
إذا كنت تشعر بالقلق، فعليك تجنب الكافيين بشكل كلي، حيث يمكن أن يؤدي تناول الكافيين يوميًا إلى إثارة القلق والاكتئاب وحتى الأفكار الانتحارية.
المواد المصبرة
أي مواد مصبرة أو محفوظة لمدة طويلة يمكن أن يسبب القلق بين الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة العقلية، حيث تعمل هذه المواد على إعاقة وظائف الجسم التي تتراوح من الهضم إلى الجهاز العصبي للأشخاص، الذين يعانون من عدم تحمل الهستامين.
السكريات
يمكن أن تسبب جميع أنواع الأطعمة السكرية أيضًا اضطرابات في المزاج والقلق أثناء تقلب مستويات السكر في الدم، حيث يمكن أن تؤدي المواد الغذائية التي تحتوي على "سكر مضاف"، مثل صلصة الطماطم وصلصة السلطة والمشروبات الغازية والخبز الأبيض والأطعمة الجاهزة للأكل، إلى إثارة العديد من المشاعر في وقت واحد، مما يجعلك تشعر بالإرهاق والقلق في نفس الوقت.
مواد تساعد على التعامل مع القلق
يمكن أن تكون بعض خيارات الطعام الأكثر أمانًا التي تضيفها إلى نظامك الغذائي لكبح الشعور بالقلق في كثير من الأحيان الأفوكادو الغني بمضادات الأكسدة والتوت والخضروات الخضراء وحليب اللوز والأسماك الدهنية المعبأة بأوميغا 3.
تبديل قهوتك مع شاي ماتشا الأخضر هو أيضًا خيار آخر للإقلاع عن الكافيين. يمكن للأشخاص ذوي الأسنان الحلوة تجربة الفواكه الحلوة بشكل طبيعي لمكافحة الرغبة الشديدة في السكر.
بواخر إيران إلى فنزويلا.. دروس كسر العقوبة الأميركية
صحيح أنّ فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ولكنها تمرّ بظروف تقنية صعبة تمنعها من تكريره بالشكل المطلوب، وبالتالي الحصول على مشتقاته من البنزين والسولار وغيرها. ولهذه العوائق التقنية قصة قصيرة نرويها هنا.
مثلّث العقوبات والماكينات ومدخلات الإنتاج
في العام 2002م، تمكّنت المعارضة الفنزويلية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركيّة، من شلّ قطاع النفط في البلاد، من خلال دعوة الإدارات الوسطى والعليا إلى الإضراب (المتضررة من السياسات الاشتراكية التي أنصفت الشّريحة الأوسع من العمال)، الأمر الذي سبّب تعطّل كلّ الأنظمة التقنيّة التي تقوم عليها شركة النفط الفنزويليّة، إضافة إلى تعطيل ناقلات النفط في البحر.
كانت الرسالة الأميركية واضحة: محاولة تركيع الحكومة البوليفارية عبر منعها من استخراج النفط، ومنعها من نقله، وبالتالي تجفيف مصدر الدخل الأساسي في الاقتصاد الفنزويلي، وتأليب الناس ضد نظام الثورة البوليفارية بعد تعطّل نظام النقل وشحّ المشتقات النفطية اللازمة للتدفئة، بسبب شحّ النفط المستخرج أساساً.
لم تغطِ وسائل الإعلام بالشكل الكافي آنذاك التدخّل الهندسي الإيراني لمعاودة تشغيل ماكينات الشركة العملاقة عبر آليات الهندسة العكسية، وتجاوزت الحكومة البوليفارية المحنة، وسقط شعار المعارضة المتداول آنذاك: "2002م من دون أعياد، 2003م من دون هوغو تشافيز".
لا تختلف الموجة الأخيرة في هدفها عن حادثة العام 2002م، فالولايات المتحدة الأميركية ما زالت تحمل المشروع نفسه ضد الحكومة البوليفارية، ولكن هذه المرة عبر تعطيل الخطوة الثانية من خطوات الإنتاج، وهي التكرير، إما بمنع وصول المواد الكيماوية اللازمة للحصول على البنزين، وإما بمنع وصول قطع الغيار، وبالضغط على الشركات العالمية التي تساعد في هذه الخطوة من الإنتاج. كل ذلك يجري على قاعدة: ماذا ستفعل فنزويلا بالنفط من دون مشتقاته؟
"Citgo" هي شركة مملوكة من شركة النفط الفنزويلية، ومقرها في الولايات المتحدة، ودورها الرئيسي هو تكرير النفط وإعادته إلى بنزين، سواء إلى محطات المحروقات أو إلى شركة النفط الفنزويلية نفسها.
في عملية سرقة منظّمة، قطعت الشركة علاقتها مع الشركة الأم (شركة النفط الفنزويلية)، وتكدّست عوائد الشركة لصالح الاقتصاد الأميركي وغوايدو، الأمر الذي يعني تقويض استقرار فنزويلا من دون تكاليف مباشرة، وإنما بأموال واحدة من شركاتها التاريخية.
تمتلك فنزويلا 18 معالجاً لتكرير النفط واستخراج البنزين، 12 منها خارج البلاد (على شاكلة "citgo")، و6 داخل حدود البلاد. ما سعت إليه الولايات المتحدة منذ أكثر من عام ونصف العام، هو العمل على قطع العلاقة بين هذه المعالجات والشركة الأم قدر الإمكان (على سبيل المثال، هي لا تستطيع قطع العلاقة مع معالج موجود في كوبا)، وتضييق الخناق على المعالجات في الداخل من ناحية وصول المواد الكيماوية اللازمة وقطع الغيار.
الحل الإيراني
أرسلت إيران 5 بواخر تحمل معها حلين للأزمة؛ علاجاً طارئاً يخفّف من التبعات المباشرة، وعلاجاً طويل الأمد: الأول وقود جاهز يعيد الحياة إلى فنزويلا، والآخر ما يلزم من مدخلات لإنتاجه في الوحدات التشغيلية اللازمة (قطع ومواد كيماوية). ويجب الانتباه هنا إلى أنّ النفط في العالم ليس مادة متماثلة تماماً، ووحدات التكرير ليست متماثلة أيضاً، ما يعني أن ما أرسلته إيران من هذه المواد والقطع معدلة لغايات الاستخدام الفنزويلي بشكل خاص، ما يعني أنها بذلت جهداً بحثياً لتقديم الحل.
سفن فورتشين (وصلت)، وبتونيا، وفورست (تصل في السابع والعشرين من الشهر الجاري)، وفاكسون (تصل في الثلاثين من الشهر الجاري)، وكلافيل (تصل في الثاني من حزيران/يونيو)، قدّمت للعالم دروساً أهمّها:
أولاً: تفقد العقوبات الأميركية فعاليتها عندما تمتلك الأمم ثرواتها، وأساليب الاستفادة منها، وأساليب نقل مخرجات معالجتها. إن العقوبات المالية تقف على أكتاف التحكم بالصناعة ومعرفة التقنيات العلمية. وعندما تُسحب أوراق الضغط الأميركية هذه من يد المستعمر الأميركي، تضعف قدرة العقوبات على التأثير.
ثانياً: إنّ لعبة الإعلام القائمة على تشويه صورة الحكومة البوليفارية، وتصويرها كعاجزة عن إدارة البلاد، ما هي إلا الخطة الثانية من الحرب على فنزويلا، فتعطيل إنتاج الوقود عبر الخطوات المذكورة سابقاً، يعطّل معه وصول الخضار والفواكه من المزارع إلى الناس، ويعطل وصول الأطباء والمرضى والأدوية إلى المستشفيات. في ظل جائحة كورونا، تمارس الولايات المتحدة كل ذلك، محاولةً تكريس هيمنتها.
ثالثاً: إن قوانين العقوبات انتقائية، ففي الوقت الذي طاردت الإدارة الأميركية الشركات العاملة في قطاع النفط الفنزويلي: Repsol الإسبانية، وENI الإيطالية، وRosneft الروسية، إلا أنها سمحت لشيفرون في استكمال مشاريعها الموقعة مسبقاً مع شركة النفط الفنزويلية.
رابعاً: إن العالم المعادي للولايات المتحدة الأميركية، يبني اليوم شبكته الخاصة من المؤسسات العلمية والإنتاجية، الأمر الذي يجعل السيطرة عبر الدولار أمراً غير قابل للتطبيق.
لقد تم تكثيف الرد في صورة واحدة؛ صور الشهيد قاسم سليماني والزعيم الراحل هوغو تشافيز، في انتظار وصول الباخرة التي كسرت الهيبة الأميركية. نعم، لقد غيّروا العالم
المصدر:المیادین
آفاق الانتخابات الرئاسية تحت سقف الفشل في التصدّي لوباء كورونا
أحدهم ذهب به التحدّي إلى الاستنجاد بميليشيا مُسلّحة في ولاية ميشيغان توفّر الحماية الفعلية لمؤسّسته من المُلاحقة الرسمية، وتُطمئِن الزبائن بمُمارسة أعمالهم اليومية
يسعى النظام السياسي الأميركي إلى التكيّف مع ما أفرزته حالة كورونا من شللٍ وتعميق لأزمته البنيوية التي كشفها الوباء بصورةٍ جليّة، تمثّلت بالعَجز والتخبّط والفشل في احتوائه.
ويعمل هذا النظام جاهداً للتوصّل إلى صيغة تضمن استمرار آليات انتخابية مقبولة للاستحقاقات الانتخابية. ويتم اختبار إجراءات العودة إلى الحياة الطبيعية وضوابطها في معظم الولايات من دون التيقّن مما ستحمله الأيام والشهور القادمة من نتائج، في ظل أجواء الخوف والحَذَر من مواجهة موجة مُتجدّدة لتفشّي الوباء.
يرغب الحزبان، وخصوصاً الرئيس ترامب، في أن يتحقّق مناخ شبه طبيعي قبل موعد الانتخابات بفترةٍ كافيةٍ، كي لا يتمّ الاضطرار إلى تأجيلها ودخول النظام في أزمة مُستعصية.
لتاريخه، تتعثّر محاولات الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، للتفاهم على دفعة رابعة من خطط الطوارئ لإنقاذ الاقتصاد، إذ يتوخّى كل طرف أن تسهم في خدمة أجندته الانتخابية.
أمام تحديات فيروس كورونا والأفق الضبابي للوضع الاقتصادي برمّته، لا زال تعويل الطرفين سارياً على الاستمرار في الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي قد تشهد تطوّرات غير مسبوقة في التاريخ السياسي للبلاد، واحتمالات مُتعدّدة ربما تفضي إلى تأجيل الموعد المُقرّر، على الرغم من ضآلة حظوظه.
البوصلة العامة لنتائج الانتخابات "الخاصة" التي جرت مؤخراً في ولايتين لمقعدين شاغرين في مجلس النواب، إما بدواعي استقالة العضو أو الوفاة، تساهم حالياً في تحديد الأفق والخطاب السياسي للطرفين، ولا سيما الحزب الفائز.
بهذه الخلفيّة، استطاع الحزب الجمهوري الفوز مؤخراً بمقعد نائب عن الحزب الديموقراطي لولاية كاليفورنيا في الكونغرس، استقالت من منصبها بعد تسرّب شريط فيديو عن علاقة عاطفية تجمعها بأحد مُساعديها.
أهميّة الفوز للجمهوريين تتمثل في أن المقعد لم يحسب تقليدياً لصالح مُرشّح الحزب الجمهوري منذ عقدين من الزمن، بل إن المُرشّحة السابقة للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، فازت بأصوات الدائرة الانتخابية عينها بنسبة 6% في العام 2016، وفاز المُرشّح باراك أوباما بأصوات الولاية في دورتين مُتتاليتين في العام 2008 والعام 2012، بنِسَب مُريحة.
كذلك، فاز مُرشّح الحزب الجمهوري في جولةٍ انتخابيةٍ خاصة في ولاية ويسكونسن بنسبةٍ كبيرة (14%)، والذي أيضاً لم يكن متوقّعاً نجاحه في ولاية تُعتَبر ليبرالية، على الرغم من تصويت أغلبيّتها لصالح المرشّح الرئاسي دونالد ترامب في الجولة السابقة.
استناداً إلى تلك الجزئية المُشجّعة عادة في المشهد الانتخابي العام، فإنها قد لا تُتَرجَم لصالح الحزب الجمهوري في النتائج النهائية، سواء في السباق الرئاسي أو في تحقيق رغبته في السيطرة على مجلس النواب، إلى جانب احتفاظه بأغلبية التمثيل في مجلس الشيوخ.
ما تشهده الساحة السياسية في الأيام الأخيرة من اتهاماتٍ مُتبادلةٍ بين الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس دونالد ترامب، سيؤدّي إلى تعديلاتٍ في المُقارَبة السياسية والانتخابية لدى فريقي الحزبين، ولا سيما أن المُرشّح عن الحزب الديموقراطي جو بايدن اختار الصفوف الخلفيّة في المرحلة الراهِنة، مُدرِكاً أن دخول أوباما في السِجال السياسي مع ترامب يمنحه فرصة التعويض عن فتور حملته، في ظلّ الشعبية الوازِنة للرئيس السابق في أوساط القاعدة الحزبية الديموقراطية.
عند إضافة تدهور الحالة الاقتصادية إلى المُعادلة الانتخابية، لا يستطيع الرئيس ترامب تنفّس الصُعداء، لكونه راهَن كثيراً على تمايُز الأوضاع الاقتصادية لصالحه وصالح حزبه.
وجاءت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة "هارفارد"، ونُشِرَت نتائجها في 18 أيار/مايو الجاري، مُخيّبة لآمال السياسيين، إذ أعرب نحو 65% من الجمهور عن قلقه من الأوضاع والسياسات الاقتصادية، مقابل 27% من المؤيّدين. النسبة الأخيرة تُشير بوضوحٍ إلى جمهور مؤيّدي الرئيس ترامب، الذين تراوحت نِسَبهم بين 27 و33% من مجموع الناخبين، واكتساب بعض النِسَب الضئيلة أحياناً على خلفيّة آلة التحريض الهائلة ضد الحزب الديموقراطي ومُرشّحيه، ولا سيما خلال الانتخابات التمهيدية وانسحاب المُرشّح بيرني ساندرز لصالح جو بايدن.
كذلك، عند الأخذ بعين الاعتبار الآثار المُترتّبة على فشل الأداء الحكومي لمُكافحة وباء كورونا، واستمرار تصاعُد حالات الوفيات جنباً إلى جنب مع الارتفاع في عدد الإصابات، يجد المرء نتائج مُغايرة للواقع والحقائق العلمية معاً.
سياسات الإدارة الأميركية بتسليط سيوف الاتهام على الصين، والزَعْم بمسؤوليّتها عن تفشّي الوباء، وما تكبّده الاقتصاد الأميركي نتيجة ذلك، أعطت أُكلها في تزايُد تأييد القاعدة الشعبية للرئيس ترامب، كما جاء في استطلاع رأي مُشترَك لكلٍ من شبكة "سي أن أن" ومجلة "نيوزويك" الأسبوعية، إذ أفاد الاستطلاع بتقدّم الرئيس ترامب بنسبة 7% على مُنافسه جو بايدن في مجموعة الولايات الحاسِمة، بينما تفوّق الأخير في ولاية كاليفورنيا "الليبرالية"، كما كان مُتوقّعاً.
يُشار أيضاً إلى أهميّة عامل المؤتمرات الصحافية اليومية التي "كان" الرئيس ترامب يعقدها في البيت الأبيض للحديث عن مراحل مُكافحة الفيروس، لكنه دأب على اتهام إدارة أوباما بالتقصير وتحمّل مسؤولية فُقدان المعدّات الطبية وغيابها، ومُهاجمة الصين ومُطالبتها بتعويض الخزينة الأميركية عن خسائرها نتيجة ذلك، ما حفّز قواعده الانتخابية وجمهور "الحرب الباردة" للتغاضي عن مسؤولية الحكومة الأميركية وتحميل الصين كامل اللوم.
الحال الذهنية للمُرشّح الديموقراطي جو بايدن تُقلِق مؤيّديه وتُسعِد خصومه، وسبق "لمركز الدراسات العربية والأميركية" أن تناول التدهور الملحوظ في صوابية تصرّفاته الشخصية وتصريحاته السياسية، ما يُضاعِف المُراهنة على اختياره لنائب رئيس باستطاعته/ا ملء الفراغ بسرعةٍ قياسية، وأيضاً نَيْل ثقة جمهور الناخبين وحماستهم.
أشارت بعض الأوساط في الحزب الديموقراطي، قبل مدة وجيزة، إلى ضرورة تحرّك قادة الحزب لتفادي العثرات المقبلة للمُرشّح بايدن، بالبحث عن بديلٍ قبل مؤتمر الحزب الذي تمّ تأجيله من مُنتصف شهر تموز/يوليو إلى مُنتصف آب/أغسطس المقبل، رغم ما قد ينجم عنه من مشاعر عدم اليقين لدى كبار مُموّلي الحزب وقادته التاريخيين.
يتعزَّز هذا الاقتراح مع تصاعُد صدقيّة الاتهامات الموجهة إلى جو بايدن بالتحرّش الجنسي بواحدةٍ من عدّة نساء، واتهامه باعتداء جنسي على أخرى كانت ضمن فريق عمل مكتبه مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وثمة عامِل مساعِد قد يخدم الاقتراح غير المسبوق أعلاه، وهو أن عدداً من الولايات لم تعقد انتخاباتها التمهيدية، وأخرى أجّلتها، ما يطرح مسألة تتعلّق بوجهة مندوبي الحزب وتأييد الفريق الواسع الذي لم يُعلن عن توجّهاته من تلك الولايات قَيْد المراجعة، وتسهيل سيناريو البديل في اللحظات الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر.
ذاك السيناريو يُعطي حكام الولايات عن الحزب الديموقراطي صلاحيات واسعة في "اختيار" المندوبين أو تسميتهم، وفق آليات وضوابط تتحكَّم بها الولاية وممثلوها في الكونغرس بشكلٍ كبير.
في حقيقة الأمر، ليس هناك ما يلزم قانونياً المندوب الذي وقع عليه/ا الاختيار للتصويت لصالح مُرشّح مُحدَّد، ما سيُعزِّز خروج المؤتمر بصيغة ترضية يمارس فيها كبار قادته والرئيسان أوباما وكلينتون وحكّام الولايات دوراً مركزياً لتوجيه الأصوات نحو مُرشّح يحظى برضاهم أولاً، على حساب المزاج الشعبي داخل أروقة المؤتمر.
في حال رسى الاختيار على "صيغة الترضية"، من المُرجَّح أن يحظى مؤيّدو السيناتور بيرني ساندرز بدورٍ أشدّ تأثيراً عما قبل، يُعيد لهم ولمُرشّحهم الاعتبار مرة ثالثة، على الأقل في عملية اختيار البديل، وهو ما سترفضه قيادات الحزب والرؤساء السابقون بقوّة.
ثمة استنتاج تلقائي بأن الأزمة الاقتصادية كفيلة بالإطاحة بالرئيس ترامب. ورغم ما ينطوي عليه من صحّة، فإن التاريخ السياسي الأميركي لا يدعم ذلك، فقد فاز الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت بدورةٍ ثانيةٍ خلال أزمة الركود العالمي، مدعوماً من مفاصل القطاعات الاقتصادية، ولا سيما التصنيعية منها.
في الشق الآخر من المُعادَلة، يُطالب قادة الحزب الجمهوري، بتأييد كُبريات الشركات والمؤسّسات الاقتصادية، بتسريع الخُطى لعودة عَجَلة الإنتاج واستئناف العمال لمهامهم، مقابل رفض شكلي لقادة الحزب الديموقراطي المُطالبين بأولوية التصدّي لوباء كورونا قبل إعادة آليات الإنتاج، وهم الذين رضخوا لضغوط خصومهم الجمهوريين في إعادة استئناف جلسات مجلسي الكونغرس، وإن بوتيرة أخفّ عما قبل.
أنصار الرئيس ترامب، ولا سيما في ولاية ميشيغان، التي تحكمها مُرشّحة مُحْتَمَلة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديموقراطي، وتحتوي على مفاصل أساسية من صناعة السيارات، يلوّحون بمُلاحقتها قضائياً لانتهاك "حقوقهم الدستورية" بعدم استجابتها لمطالبهم بالعودة التامة إلى الأوضاع الطبيعية والتخلّي عن القيود المفروضة راهناً.
يعتقد بعض المُراقبين أن إحدى أبرز خلفيّات تحرّك المُعارضين ضد حاكِمة الولاية، غريتشين ويتمر، تمّت بإيعاز من أوساط مؤيّدة لترامب، للإطاحة بحظوظها في أن تُختار لمنصب نائب الرئيس، لأن اختيارها سيعني حُكماً خسارة ترامب لولاية ميشيغان التي فاز فيها في الانتخابات الرئاسية بأصواتٍ قليلة، ولكنها كانت من مُفاجآت الانتخابات البارزة، لكون الولاية محسوبة تقليدياً على الحزب الديموقراطي.
تزخر البيانات اليومية بنماذج فردية لأرباب عمل يتحدّون القيود المفروضة في ولايات مُتعدّدة لمُزاولة أعمالهم، على الرغم من المُخالفات المالية المرتفعة المفروضة عليهم من قِبَل السلطات المحلية.
أحدهم ذهب به التحدّي إلى الاستنجاد بميليشيا مُسلّحة في ولاية ميشيغان توفّر الحماية الفعلية لمؤسّسته من المُلاحقة الرسمية، وتُطمئِن الزبائن بمُمارسة أعمالهم اليومية، ما اضطر سلطات الأمن المحلية إلى التراجُع والتعهّد بعدم إلقاء القبض على صاحب المؤسّسة، كما يستوجب القانون الساري، بل انضمّ القضاء في الولاية إلى جانب صاحب العمل، مُتحدّياً صلاحيات حاكِمة الولاية بعدم شرعيّة إجراءاتها.
في ظلّ تلك اللوحة من العوامِل والمحطّات والتوجّهات المُتناقِضة في المشهد السياسي لكل من الفريقين، ليس مُستبعداً فوز الرئيس ترامب بولاية ثانية. تُسعفه في ذلك بيانات مُشجّعة عن قرب التوصّل إلى إنتاج لقاح مُضاد لفيروس كورونا، أعلنت عنه شركة "موديرنا" في ولاية ماساتشوستس.
إمكانية أن ينجح الحزب الديموقراطي في الوصول إلى مُفاجأة، باختيار مُرشّح رئاسة (بديل من بايدن) ونائبٍ له يوفّران زخماً وجاذبيّة تُدخِل الحماس والثقة بتحريك ما هو أبعد من الناخبين الديموقراطيين وضمان تأييد قطاعات المُستقلّين والمُتردّدين.
المصدر:المیادین
إنعكاس خطاب المرشد الأعلى والمسيرة الافتراضية في يوم القدس العالمي في وسائل الإعلام العربية والغربية
القى قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد "علي الخامنئي" يوم أمس الجمعة خطابا متلفزا بمناسبة يوم القدس العالمي، واكد قائد الثورة الاسلامية، ان يوم القدس العالمي هو يوم أقدم على إعلانه الإمام الخميني بابتكار ذكي ليكون حلقة وصل بين نداءات المسلمين وفلسطين. وتم بث الخطاب على الهواء في وقت واحد على مختلف شبكات الإذاعة والتلفزيون والفضاء السيبراني المحلية والدولية. قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في خطابه: اليوم هو يوم القدس. اليوم الذي تم تحديده بمبادرة ذكية من الإمام الخميني (ره) كحلقة وصل لجميع المسلمين للتحدث عن قضية القدس المقدسة وفلسطين المضطهدة، وكان له في هذه العقود الأخيرة دوره الفاعل وسيكون له في المستقبل إن شاء الله مثل هذا الدور. الشعوب رحبّت بيوم القدس، باعتباره الواجب الأول أعني ابقاء راية تحرير فلسطين مرفوعة مرفرفة. سياسة الاستكبار والصهيونية تتركز على تغييب المسألة الفلسطينية من ذاكرة المجتمعات المسلمة، والواجب الفوري هو التصدّي لهذه الخيانة التي تحاك بيد عملاء العدو السياسيين والثقافيين في داخل البلدان الإسلامية".

وأضاف سماحة السيد، "إن الحقيقة أن قضية بعظمة القضية الفلسطينية لا يمكن لغَيرة الشعوب المسلمة وثقتهم بأنفسهم ووعيهم المتزايد أن تسمح بنسيانها، مهما جنّدت أمريكا وغيرها من السلطويين وأجرائهم في المنطقة كل أموالهم وقواهم على هذا السبيل. العامل والمجرم الأصلي في هذه المأساة البلدان الغربية وسياساتها الشيطانية حين عمدت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى إلى تقسيم منطقة غرب آسيا أي القسم الآسيوي من الأرض الخاضعة للحكومة العثمانية، باعتبارها من أهم غنائم الحرب في مؤتمر باريس، كانوا بحاجة إلى قاعدة آمنة في قلب هذه المنطقة لضمان المزيد من تسلطهم الدائم عليها. قبل ذلك بسنوات كانت بريطانيا بمشروع بالفور قد مهدت لذلك، وبالتعاون مع أرباب الأموال اليهود قد استحدثت بدعة باسم الصهيونية لتقوم بهذا الدور، ثم توفرت الأجواء للتنفيذ."
اصداء خطاب قائد الثورة في وسائل الاعلام العربية
حظي الخطاب الذي وجهه قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام "الخامنئي" الى الامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي بمناسبة يوم القدس العالمي باصداء واسعة النطاق في وسائل الاعلام العراقية بمختلف انواعها. وشاركت اكثر من 20 قناة عربية فضائية بنقل الخطاب التأريخي للامام "الخامنئي" بشكل مباشر، بينها قنوات الفرات، ونبأ، الانوار2، والنجباء، والاباء، والغدير، والاتجاه، واي نيوز، وقنوات عربية اخرى. فيما اجرت عشرات المحطات التلفزيونية والاذاعية المحلية ندوات وحلقات نقاش وتحليل عقب الخطاب التاريخي مباشرة، تم خلالها البحث والتحليل لكلمة قائد الثورة الاسلامية ومضامينها. وغطت عشرات الاذاعات ووكالات الانباء المحلية هذا الخطاب التأريخي فيما اخذت مضامينه ومختطفاته على شكل اخبار سريعة "عاجلة" وتم ادراجها في شريطها الاخباري.

وغطت شبكة الميادين اللبنانية خطاب سماحة قائد الثورة الاسلامية. كما غطى موقع "العهد" اللبناني على نطاق واسع تصريحات قائد الثورة الاسلامية في يوم القدس العالمي. وغطى أيضا القسم العربي لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" تصريحات قائد الثورة الاسلامية في يوم القدس العالمي. كما نقلت قناة المسيرة اليمنية خطاب سماحة السيد "علي الخامنئي" ونقلت هذه الشبكة اليمنية عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية قوله: "إن الحرب في سوريا واليمن، وكذلك صناعة داعش، كلها مؤامرات لاحتلال جبهة المقاومة والكان الصهيوني لن يدوم ويجب أن تستمر الانتفاضة الفلسطينية ضد هذا الكيان الصهيوني الغاصب". كما غطت قناة "المنار" اللبنانية خطاب المرشد الأعلى للثورة وذكرت: أكد الإمام الخامنئي في يوم القدس العالمي على استمرار النضال من أجل فلسطين ومواجهة جهود التطبيع مع الكيان الصهيوني.
اصداء خطاب قائد الثورة في وسائل الاعلام الغربية
أشار الموقع الالكتروني لقناة "فوكس نيوز" في تقرير له، إلى خطاب قائد الثورة آية الله العظمى السيد "علي الخامنئي" بمناسبة يوم القدس، وكتب: ان زعيم إيران وصف الكيان الصهيوني كغدة سرطانية لابد من استئصالها. وذكر موقع "فوكس نيوز"، الزعيم الايراني قارن تل ابيب بفايروس كورونا الذي يجب مكافحته وفي جانب آخر من تقريرها، تناولت قناة "فوكس نيوز" مقارنة قائد الثورة الكيان الصهيوني بفايروس كورونا، وكتب أن الزعيم الايراني قال: "بعضهم يبرر هذا السلوك القبيح بالقول إن الكيان الصهيوني حقيقة واقعية في المنطقة، دون أن يذكروا بأن من الضروري مكافحة الواقع المهلك المضرّ وإزالته. جائحة كورونا اليوم واقع لا شك فيه، وكل إنسان ذي شعور يرى أن من الواجب مكافحته. وجائحة الصهيونية القديمة سوف لا تبقى دون شك وسيقضى عليها من هذه المنطقة بهمة الشباب الغيارى والمؤمنين".

وفي سياق متصل، كتب صحيفة "جروزالم بوست"، "الزعيم الإيراني أعلن أن إسرائيل لن تبقى ونشرت هذه الصحيفة الصهيونية، مقاطع من خطاب "آية الله الخامنئي". إذ حمل عنوان تقريرها جانبا من حديث قائد الثورة بهذا المضمون بأن "إسرائيل لن تبقى". وتناولت هذه الصحيفة الصهيونية بدايات خطاب قائد الثورة حيث قال فيه: أول الحديث استعادة الذاكرة بشأن المأساة الكبرى التي حلّت باغتصاب فلسطين وزرع الغدة السرطانية الصهيونية فيها. لا توجد بين الجرائم البشرية في العصور القريبة من عصرنا الراهن جريمة بهذا الحجم وبهذه الشدّة. اغتصاب بلد وتشريد أهله تماماً من بيوتهم وأرض آبائهم وأجدادهم، كل ذلك بأبشع أنواع القتل وإهلاك الحرث والنسل، ثم استمرار هذا الظلم التاريخي لعشرات السنين.. هو حقاً رقم قياسي جديد من الوحشية والتشيطن على الصعيد البشري.
ومن جانبها كتبت صحيفة "رويترز": "الزعيم الإيراني وصف إسرائيل بأنها غدة لابد من استئصالها"، وكتبت "رويترز" أن الزعيم الإيراني قال في خطابه بشأن الكيان الصهيوني: الكيان الصهيوني زائدة مهلكة وضرر محض لهذه المنطقة وهو زائل لا محالة.
تحليل الكاتب العربي المشهور للعالم لتصريحات المرشد الأعلى للثورة الاسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي
رأى الكاتب والمحلل السياسي "عبدالباري عطوان"، أن سماحة السيد "اية الله الخامنئي" كان مُوفّقًا عندما سحب أهم ورقة في يد أمريكا وحُكومة الاحتلال عندما فرّق بين الصهيونية كحركة عُنصرية إرهابية، وبين اليهودية كديانة بقوله إزالة إسرائيل لا تعني إزالة الشعب اليهودي. وقال هذا الكاتب العربي أن توقيت هذا الهجوم، من قبل الرّجل الأول في إيران، يكتسب أهميته من عدّة محاور:

الأول: أنه يتزامن مع حرب سيبرانيّة مشتعلة فعليا في الوقت الراهن بين البلدين كان أحدثها اليوم، حيث اخترقت خلايا إيرانية العديد من المواقع الإسرائيلية أمنية ومدنية، ووضعت شعارات من بينها العد التنازلي لتدمير دولة إسرائيل الإرهابية، وقبلها اعترفت مصادر إسرائيلية بهجوم سيبراني إيراني استهدف البُنى التحتيّة للمياه والصرف الصحي، وجاء هُجوم إسرائيلي أمريكي بالمِثل على حواسيب ميناء الشهيد "رجائي" في بندر عبّاس يوم 9 نسيان (إبريل) ردًّا عليه، ولكنّه لم ينجح في تحقيق أهدافه.
الثّاني: الحرب الإسرائيلية المتصاعدة على مواقع إيرانية في العُمق السوري، وتصاعد وتيرتها في الفترة الأخيرة، وفشلها في تحقيق أي من أهدافها في إخراج القوات الإيرانية من سورية.
الثّالث: تصاعد حدّة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وتبادل التهديدات بين الجانبين بحرب السّفن في مياه الخليج الفارسي، وإرسال إيران 6 ناقلات نفط محمّلة بالبنزين ومشتقّات نفطيّة أخرى، إلى فنزويلا في تحدٍّ قوي للولايات المتحدة التي تفرض حصارًا خانقًا عليها، وتزايد احتمالات اعتراضها أمريكيا، الأمر الذي قد ينعكس على شكل مواجهات في الخليج الفارسي.
الرابع: نجاح إيران في امتِصاص صدمة وباء "كورونا"، والسيطرة شبه الكاملة عليه، وتعايشها مع العُقوبات الأمريكية، وعدم تأثّرها بانهِيار أسعار النفط مثل الدول الأخرى، لأنها ببساطة لا تُصدر إلا رُبع إنتاجها بسبب هذه العُقوبات.
ناشطون يحيون يوم القدس عبر وسائل التواصل
تفاعل الناشطون حول العالم مع يوم القدس العالمي، الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان كل عام، من خلال التعبير عبر منصات التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، والمطالبة باستعادة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية. وأكد آخرون أن القدس هي عاصمة القدس، لا عاصمة "إسرائيل"، في إشارة إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتراف بعض الدول بها عاصمةً لإسرائيل. واستذكر عدد من الناشطين الشهداء الذين بذلوا دماءهم في مقاومة "إسرائيل"، ومن أجل القضية الفلسطينية. ولقد نال هذا الموضوع تعليقات واراء كثيرة حيث نشرت "اميرة مصري"، صورة الشهيد سليماني وكتبت "القدس في هذا العام تفتقد قائد فيلقها". اما "نورهان رجب" فكتبت: "لا يجب أن تكون القدس في قلوبنا .... بل يجب أن تكون في وجداننا ولنسعى لتحريرها..... النصر قادم". وبدورها، غردت "سهام" المصرية: "القدس سوف تتحرر بسواعد الشرفاء والأحرار اليوم أو غداً .... فلنجعل هذا اليوم نصب أعيننا ولنستعد". اما "عبد الرحمن بولند" نشر هذا الكاريكاتير وكتب: "ليست القدس مدينة .. إنما القدس عقيدة". وايضا صفحة باسم ارض اليمن رملها بارود نشرت صورة بعنوان القدس هي البوصلة.

انطلاق مسيرات يوم القدس العالمي في العراق
انطلقت يوم أمس الجمعة، مسيرات يوم القدس العالمي لمساندة الشعب الفلسطيني في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية الاخرى. وشهدت العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، مسيرات حاشدة لمختلف شرائح الشعب العراقي بمن فيهم فصائل الحشد الشعبي وأنصارهم، وذلك إحياء لمناسبة يوم القدس العالمي التي دعا إليها الإمام الخميني (رض) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وقامت القوات الأمنية العراقية بإغلاق عدد من الشوارع الحيوية في العاصمة منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، لتسهيل حركة مسيرات يوم القدس. وفي العديد من شوارع العاصمة بغداد رسمت أعلام الكيان الصهيوني على أرضية الشوارع ليدوسها المشاركون في المسيرات بأقدامهم، كرمز لرفضهم الاحتلال الصهيوني وممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
انطلاق مسيرات يوم القدس العالمي في دمشق
تحت عنوان "القدس.. درب الشهداء" انطلقت اليوم مسيرة إحياء يوم القدس العالمي بدمشق عبر السيارات وذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفيروس "كورونا". وبدأت مسيرة السيارات من ساحة الأمويين باتجاه الخط السريع "المزة" وصولا إلى جامع الأكرم والعودة إلى الساحة مع رفع الأعلام الوطنية السورية والفلسطينية. وتم مسبقا نشر لافتات على اللوحات الإعلانية الموجودة في خط "المزة" السريع وساحة الأمويين تتضمن عبارات تؤكد على عروبة فلسطين وأن القدس العاصمة الأبدية لها وأن المقاومة طريق التحرير. وتحيي دمشق يوم القدس العالمي كل عام بمسيرات شعبية حاشدة سيراً على الأقدام ولكنها اختارت هذا العام أن تكون عبر السيارات منعا للتجمعات والتزاما بالإجراءات الاحترازية التي أقرها الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لفيروس "كورونا".
انطلاق مسيرات يوم القدس العالمي في اليمن
خرجت بمحافظة "صعدة" يوم أمس الجمعة مسيرة كبيرة بالسيارات بمناسبة يوم القدس العالمي بمشاركة عضو المجلس السياسي الأعلى "محمد علي الحوثي" وقيادة المحافظة. وخلال المسيرة التي حملت شعار "البراءة من اليهود والنصارى"، وأعلام فلسطين، أشار عضو السياسي الأعلى "الحوثي" أن هذا اليوم هو يوم تاريخي لتذكير الأمة وشدها نحو مقدساتها. وأشار إلى أن القدس في مرحلة خطرة نتيجة الأنظمة العميلة التي عملت على تدجين الأمة لتهيئتها للاستعمار. ودعا دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات إلى أن تتجه الاتجاه الصحيح لتحرير الأقصى بدل إغلاق بعض الدول منافذها في وجه الشعب الفلسطيني .. مؤكداً أن هذه الأنظمة لا تتحرك إلا لما يخدم الأمريكي. وأكد أن الشرعية الحقيقية هي شرعية القدس عاصمة فلسطين وستبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة.. لافتاً إلى أن من يقف ضد الشعب اليمني ويستهدفه منذ خمس سنوات هو نفسه من يقف في وجه الفلسطينيين ويعتدي عليهم .
إنسحاب قطر من مجلس التعاون؛ الأرضيات والمصالح والتهديدات
هل ستخرج قطر من مجلس التعاون؟ هذا سؤال تم طرحه في السنوات الأخيرة بعد الخلاف واسع النطاق الذي حدث بين دول هذا مجلس، وخاصةً بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخری.
الإختلافات في الرأي والمصالح العميقة أحيانًا بين أعضاء مجلس التعاون، لم تعكس بأي حال من الأحوال تحالفًا إقليميًا ناجحًا، مما دفع المراقبين إلى اعتبار الفلسفة الوجودية لهذه المنظمة الاقليمية منتهيةً، وبقاءها يعتمد على المتغيرات والمتطلبات الخارجية وليست الداخلية.
في غضون ذلك، تمتلك قطر الإمكانية الأكبر لدق ناقوس الخطر لمغادرة الأعضاء. على سبيل المثال، كان نائب رئيس الوزراء القطري "عبد الله بن حمد العطية" أول مسؤول رفيع المستوى في المنطقة تحدَّث عن انتهاء عمل مجلس التعاون، بعد شهر من بدء الأزمة.
ولذلك، في ديسمبر 2018، عندما أعلنت قطر عن نيتها مغادرة أوبك في 2019، دفعت موجة التخمينات وزير الخارجية القطري إلى اتخاذ موقف رسمي لإنهاء الشائعات حول احتمال خروج الدوحة من مجلس التعاون.
ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، انتشر في وسائل الإعلام العربية أنباء عن جهود الكويت المتجددة لتعزيز الوساطة في أزمة مقاطعة قطر في وسائل الإعلام العربية من قبل الأعضاء الثلاثة الآخرين في المجلس، وفي المقابل طلب الدوحة إعادة تنظيم مجلس التعاون "بعد أن فقد أسنانه".
يُظهر تقديم هذا الطلب أن نوافذ الأمل التي ظهرت خاصةً بعد حضور منتخب السعودية والإمارات لكرة القدم في كأس الخليج(الفارسي) في قطر، وتحدثت عن إمكانية حل الأزمة وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها لم تكن واقعيةً، ولا يمكن لمجلس التعاون أن يواصل عمله بالهيكل الحالي.
قد تسعی قطر لمجموعة متنوعة من الأهداف من وراء تقديم هذا الطلب، وتمهيد الطريق للانسحاب هو أحد السيناريوهات المحتملة. ولكن ما الفوائد التي سيجلبها مجلس التعاون لقطر؟
من ناحية أخرى، ما هي العوامل التي ستمنع قطر من كسر تحالفها الممتد لـ 40 عامًا مع جيرانها الذين يجلبون لها المتاعب؟ کذلك، ما هي أفضل طريقة لقطر للتعامل مع مصالح وتهديدات البقاء أو المغادرة؟
من المؤكد أن عضوية الدول في المنظمات والتحالفات الإقليمية والدولية، تقوم على المصالح الوطنية والمبادئ والأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية. ومع ذلك، فإن وضع العلاقات في إطار لغز الأمن يجعل التوتر في العلاقات دائمًا في مستوى يضعف الاتجاهات المتقاربة.
في هذه الأثناء، فإن المسار غير المتناسب وغير المتوازي لسياسة قطر الخارجية والخطوط السياسية لمجلس التعاون، والتي استندت إلى حد كبير إلى إملاءات السعودية بما يتماشى مع سياسات الولايات المتحدة الإقليمية، کان واضحًا تمامًا في السنوات الأخيرة.
السياسات المختلفة مع السعودية والإمارات في تطورات العالم العربي، والأيديولوجيا القطرية المختلفة في دعم الإخوان المسلمين، والميل إلى تحسين العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية، والنزاعات الحدودية والخوف من الهيمنة السعودية، کلها عوامل دفعت الدوحة إلى العمل خارج إطار مجلس التعاون في العديد من القضايا والملفات، وحتى العمل في تناقض مع السياسات التي أعلنها هذا المجلس.
في الواقع، يمكن الادعاء بأن سياسات مجلس التعاون، وخاصةً فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي، كانت تشكل بحد ذاتها تهديدًا للدوحة، أکثر من کونها تخدم المصالح السياسية والأمنية لقطر.
من ناحية أخرى، لم تتمكن العضوية في مجلس التعاون لأربعة عقود، من حل النزاعات بين الأعضاء أو الحد منها. بحيث في عام 1992، وبعد أن علقت قطر اتفاقها الحدودي لعام 1965، استولت السعودية على نقطة حدودية قطرية، ونتيجةً للاشتباك العسكري بين الطرفين قتل شخصان. وفي حالة أخرى، استدعت الرياض سفيرها عام 2002 بسبب تقارير الجزيرة الناقدة.
كما أن استدعاء سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة عام 2014، أدى أيضًا إلى أزمة استمرت ثمانية أشهر في العلاقات بين قطر والدول الثلاث. والآن أيضاً، وفي أكثر الأزمات غير المسبوقة في مجلس التعاون، مرت ثلاث سنوات منذ الحظر المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ومن الناحية الاقتصادية، أولاً أدى اقتصاد المنتج الواحد القائم على مبيعات النفط والغاز، إلى جعل قطر والدول الأعضاء في مجلس التعاون بشكل عام تقيم علاقات تجارية واقتصادية أوثق مع العالم الخارجي أكثر من بعضها مع بعض؛ وثانياً، عزز استخدام الشراكات الاقتصادية كأدوات وعوامل ضغط، وجهة النظر القائلة بالحد من الاعتماد المتبادل والتقارب الاقتصادي بين الأعضاء.
على سبيل المثال، قبل المقاطعة کانت قطر تستورد سلعاً بقيمة 5 مليارات دولار من السعودية والإمارات، أي حوالي 15 في المائة من وارداتها، ولكن بعد المقاطعة اتخذت قطر مبادرات بما في ذلك جذب الاستثمار الأجنبي، تطوير الصناعات المحلية وتوسيع التجارة مع الشركاء خارج الخليج الفارسي(وخاصةً مع الدول الآسيوية الكبرى).
سعت قطر أيضًا إلى معالجة التهديدات الأمنية المحتملة في المستقبل، من خلال إبرام اتفاقية أمنية مع تركيا، بالإضافة إلى شراء أسلحة كبيرة من الحكومات الغربية(والذي يعتبر دعمًا عسكريًا وقت الشراء).
وبهذا، فإن ثقة الدوحة المتزايدة في القدرة على التغلب بشکل ناجح على تحدي العقوبات التي يفرضها الأعضاء الآخرون لمدة ثلاث سنوات، وتقليل اعتمادها على مجلس التعاون، يمكن أن تكون ورقة قطر الرابحة للتأكيد على ضرورة مراجعة هيكل مجلس التعاون، بناءً على إنهاء الهيمنة السعودية والنظر في مصالح الأعضاء الأصغر في سياساته الجديدة.
تدرك قطر أنه في حين أن المشاركة في هذا المجلس باتت شکليةً والمجلس في غيبوبة فعلية، فإن مجلس التعاون لا يسعى لتحقيق مصالح هذا البلد في الوحدة الجماعية، ولكن ترك المجلس أو إجراء تغييرات جذرية فيه يضر بمصالح السعودية، التي استخدمت مجلس التعاون لإضفاء الشرعية على سياساتها في المنطقة.
بطبيعة الحال، إن أهم عامل رادع بالنسبة لهذا الإجراء القطري سيكون معارضة واشنطن. بحيث أنه على مدى العقود الأربعة الماضية، تصرَّف مجلس التعاون بما يتماشى مع المصالح الإقليمية للولايات المتحدة، ولعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في تقديم الدعم السياسي والأمني لمشيخات الخليج الفارسي في مواجهة التهديدات. وليس من قبيل المبالغة القول إن الولايات المتحدة قد منعت لسنوات انهيار مجلس التعاون.
لكن هذا العامل أيضاً قد ضعف في سنوات حكم ترامب علی البيت الأبيض. أولاً، البيت الأبيض وبدعمه الأولي للدول التي فرضت عقوبات بسبب إدانة قطر بدعم الإرهاب وضرورة قطع العلاقات مع طهران، أقلق الدوحة من الاعتماد فقط على التحالف الأمني مع الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، أظهر البيت الأبيض، في أعقاب تصاعد التوترات في الخليج الفارسي بعد فرض عقوبات نفطية على إيران، أنه ليس على استعداد للدخول في مواجهة عسکرية مباشرة لدعم حلفائه، ويجب على هذه الدول أن تحاول حل مشاكلها الأمنية بطريقة أخرى، ويمكن مشاهدة هذا الاستدلال في القرار الذي اتخذته الإمارات بسحب قواتها من اليمن، وبدء محادثات مع إيران بشأن التوترات في الخليج الفارسي.
ولذلك، وفقاً لما تقدَّم يمكن الإقرار بأنه علی الرغم من أن الدوحة قد لا تكون في عجلة من أمرها لمغادرة مجلس التعاون، ولكن عبر دعوتها لضرورة المراجعة في هيكل هذا المجلس، وفي الواقع بينما تكرر رفضها لمطالب الدول التي تفرض العقوبات لحل الأزمة في عملية الوساطة الكويتية، تعلن الخروج من موقع الدفاع إلى مرحلة الاستعداد لتهديد مصالح السعودية والإمارات في مجلس التعاون.
المصدر:الوقت
كلمة الإمام الخامنئي الموجّهة للأمّة الإسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي
بسم اله الرحمن الرحیم
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
تحية من الله طيبة مباركة أبعثها إلى جميع أبناء أمتنا الإسلامية من إخوة وأخوات، سائلاً الله لهم قبول الطاعات في شهر رمضان المبارك وأبارك لهم مقدّماً عيد الفطر السعيد، شاكراً لله سبحانه أن أنعم علينا بالحضور في شهر الضيافة الإلهية.
اليوم، يوم القدس، يوم أقدم على إعلانه الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) بابتكار ذكي ليكون حلقة وصل بين نداءات المسلمين بشأن القدس الشريف وفلسطين المظلومة، وكان له في هذه العقود الأخيرة دوره الفاعل وسيكون له في المستقبل إن شاء الله مثل هذا الدور. الشعوب رحبّت بيوم القدس، باعتباره الواجب الأول أعني ابقاء راية تحرير فلسطين مرفوعة مرفرفة. سياسة الاستكبار والصهيونية تتركز على تغييب المسألة الفلسطينية من ذاكرة المجتمعات المسلمة، والواجب الفوري هو التصدّي لهذه الخيانة التي تحاك بيد عملاء العدو السياسيين والثقافيين في داخل البلدان الإسلامية. والحقيقة أن مسألةً بعظمة المسألة الفلسطينية لا يمكن لغَيرة الشعوب المسلمة وثقتهم بأنفسهم ووعيهم المتزايد أن تسمح بنسيانها، مهما جنّدت أمريكا وغيرها من السلطويين وأجرائهم في المنطقة كل أموالهم وقواهم على هذا السبيل.
أول الحديث استعادة الذاكرة بشأن المأساة الكبرى التي حلّت باغتصاب فلسطين وزرع الغدة السرطانية الصهيونية فيها. لا توجد بين الجرائم البشرية في العصور القريبة من عصرنا الراهن جريمة بهذا الحجم وبهذه الشدّة. اغتصاب بلد وتشريد أهله تماماً من بيوتهم وأرض آبائهم وأجدادهم، كل ذلك بأبشع أنواع القتل وإهلاك الحرث والنسل، ثم استمرار هذا الظلم التاريخي لعشرات السنين.. هو حقاً رقم قياسي جديد من الوحشية والتشيطن على الساحة البشرية.
العامل والمجرم الأصلي في هذه المأساة البلدان الغربية وسياساتها الشيطانية حين عمدت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى إلى تقسيم منطقة غرب آسيا أي القسم الآسيوي من الأرض الخاضعة للحكومة العثمانية، باعتبارها من أهم غنائم الحرب في مؤتمر باريس، كانوا بحاجة إلى قاعدة آمنة في قلب هذه المنطقة لضمان المزيد من تسلطهم الدائم عليها. قبل ذلك بسنوات كانت بريطانيا بمشروع بالفور قد مهدت لذلك، وبالتعاون مع أرباب الأموال اليهود قد استحدثت بدعة باسم الصهيونية لتقوم بهذا الدور، ثم توفرت الأجواء للتنفيذ.
منذ تلك السنين رتبوا المقدمات، ثم بعد الحرب العالمية الثانية اغتنموا فرصة غفلة دول المنطقة ومشاكلها فأنزلوا ضربتهم وأعلنوا هذا الكيان الزائف، والدولة الصهيونية الخالية من الشعب.
كان المستهدف من هذه الضربة بالدرجة الأولى الشعب الفلسطيني، ومن بعده شعوب المنطقة بأجمعها.
نظرة على ما تلا ذلك من الحوادث في المنطقة تبين أن الهدف الأصلي والقريب للغربيين والكارتلات اليهودية من إيجاد الكيان الصهيوني كان هو بناء قاعدة لتواجدهم ونفوذهم الدائم في غرب آسيا ليتمكنوا من التدخل وفرض السيطرة على شعوب المنطقة كلها. من هنا فإنهم أغدقوا على هذا الكيان المفتعل والغاصب أنواع إمكانات القوة العسكرية منها وغير العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية، ووضعوا في برنامجهم هذه الغدة السرطانية لتمتد من النيل إلى الفرات.
ومن المؤسف أن معظم الدول العربية، بعد أن أبدت في البداية مقاومة كان بعضها يستحق الثناء، قد استسلمت بالتدريج، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية على أنها المتولي للمسألة، ونسيت واجبها الإنساني والإسلامي والسياسي كما نسيت أيضاً غيرتها ونخوتها العربية، واتجهت لمساندة أهداف العدوّ تحدوها أمال واهية.وكمب ديفيد مثال واضح لهذه الحقيقة المرة.
الفصائل المكافحة الفلسطينية هي أيضاً بعد أن قامت بعمليات جهادية وقدمت تضحيات على هذا الطريق في السنوات الأولى، انجرت بالتدريج إلى نهج خائب في إجراء محادثات مع المحتل وحماته وتركت نهجها الذي كان يستطيع أن ينتهي بتحقيق الآمال الفلسطينية. المحادثات مع أمريكا والدول الغربية الأخرى، وكذلك مع المجامع الدولية العديمة الفائدة هي تجربة مرة خاسرة في مسيرة القضية الفلسطينية. غصن الزيتون في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تكن له نتيجة سوى اتفاق أوسلو الخاسر، ثم انتهى أيضاً بمصير ياسر عرفات ومافيه عِبَر.
بزوغ فجر الثورة الإسلامية في إيران فتح فصلاً جديداً في النضال من أجل فلسطين، ابتداءاً من الخطوة الأولى أي طرد العناصر الصهيونية التي كانت تعتبر إيران في عصر الطاغوت إحدى قواعدها، وتسليم السفارة غير الرسمية للكيان الصهيوني في طهران لممثلي فلسطين، وقطع إمداد النفط، حتى الأعمال الكبيرة والنشاطات السياسية الواسعة.. كلها أدت إلى ظهور «جبهة المقاومة» في المنطقة كلها، وأحيت الأمل في القلوب بحلّ القضية. بظهور جبهة المقاومة فإن العقبات أمام الكيان الصهيوني صارت أصعب فأصعب، وستصبح أكثر صعوبة إن شاء الله، لكن مساعي حماة هذا الكيان وعلى رأسهم أمريكا في الدفاع عنه قد ازدادت بشدّة. ظهور القوة المؤمنة الفتية والمضحية من حزب الله في لبنان، وتشكيل المجاميع الناهضة من حماس والجهاد الإسلامي داخل حدود فلسطين، قد أثار الاضطراب والهلع لا بين الصهاينة فحسب، بل أيضاً بين حكام أمريكا وحكام الغرب، فعمدوا إلى استمالة الاتباع من داخل المنطقة وداخل المجتمع العربي و وضعوا ذلك في رأس قائمة اهتماماتهم بعد بذل كل ألوان الدعم الناعم واللوجستي لهذا الكيان الغاصب. ونتيجة هذه الأعمال الضخمة ماثلة اليوم للعيان في تصرفات وأقوال بعض حكام الدول العربية وبعض الخونة من النشطاء السياسيين والثقافيين.
النشاطات المتنوعة تجري اليوم على ساحة الصراع في الجانبين مع فارق هو أن جبهة المقاومة تتصاعد فيها القوة، ويزداد الأمل واستحصال المزيد من عناصر الاقتدار، وبالعكس فإن جبهة الظلم والكفر والاستكبار تنحدر باستمرار نحو الخواء واليأس والضعف. الدليل الواضح على ذلك أن الجيش الصهيوني الذي كان يوماً الجيش الذي لا يقهر وأنه القادر بضربة خاطفة أن يصدّ الجيوش الكبرى لبلدين مهاجمين خلال بضعة أيام، هو اليوم مضطر إلى الانسحاب أمام القوة الشعبية المناضلة في لبنان وغزة وإلى الأعتراف بالهزيمة.
مع ذلك فإن ساحة المواجهة خطيرة جداً وقابلة للتغيير وبحاجة إلى مراقبة دائمة، وموضوع هذا النضال حياتي ومصيري وعلى غاية من الأهمية. وأية غفلة وتساهل وخطأ في المحاسبات الأساس ستُنزل خسائر فادحة.
على هذا الأساس أتوجه بعدد من التوصيات لكل الذين يحملون همّ القضية الفسلطينية:
1- النضال من أجل فلسطين جهاد في سبيل الله وفريضة إسلامية لازمة. والنصر في ساحة الكفاح هذه مضمون، إذ من يقتل في هذا الطريق فقد نال إحدى الحسنيين. أضف إلى أن القضية الفلسطينية مسألة إنسانية. إخراج الملايين من الناس من بيوتهم ومزارعهم ومحل معيشتهم وكسبهم، كل ذلك بالقتل وارتكاب ألوان الجرائم بجرح الضمير الإنساني ويوجعه، ويدفع في حال توفر الهمة والشجاعة إلى التصدّي له. إذن حصر القضية في النطاق الفلسطيني، أو على الأكثر العربي، هو خطأ فادح.
أولئك الذين يرون في تنازل بعض العناصر الفلسطينية أو عدد من حكام البلدان العربية مجوّزاً للعبور من هذه المسألة الإسلامية والإنسانية، قد وقعوا بشدّة في خطأ لفهم المسألة، وقد يكونون قد ارتكبوا خيانة في تحريفها.
2- هدف هذا النضال تحرير الأرض الفلسطينية باجمعها من البحر إلى النهر، وعودة الفلسطينيين بأجمعهم إلى ديارهم. والتقليل من هذا الهدف وجعله مجرد إقامة دولة في زاوية من هذه الأرض، وبالطريقة الموهنة التي يذكرها الصهاينة في أدبياتهم الوقحة ليس مِنْ طلب الحق في شيء ولا من دلائل النظرة الواقعية. الواقع أن ملايين الفلسطينيين قد ارتقوا إلى مستوى من التفكير والتجربة والثقة بالنفس بحيث يدعوهم الى أن يعقدوا العزم على هذا الجهاد الكبير، وأن يثقوا بالنُصرة الإلهية والانتصار النهائي حيث قال سبحانه: ) وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( ولا شك أن كثيراً من المسلمين في أرجاء العالم سيساعدوهم وسيواسوهم إن شاء الله تعالى.
3- مع أن الاستفادة من أي إمكان حلال ومشروع في هذا النضال هو جائز، بما في ذلك الدعم العالمي، ولكن من المؤكد أن الاعتماد على الدول الغربية وعلى المحافل الدولية المرتبطة بهذه الدول ظاهراً أو باطناً يجب الحذر منه بشكل مؤكد فهؤلاء يعادون أي وجود إسلامي فاعل، ولا يعيرون أهمية لحقوق الناس والشعوب، وهم وراء أكثر الخسائر والجرائم التي حلّت بالأمة الإسلامية. والآن أية مؤسسة دولية أو أية قوة اجرامية تتحمل مسؤولية الاغتيالات، المجازر والحروب، والدمار، والمجاعات المصطنعة في عدد من البلدان الإسلامية والعربية!
العالم اليوم يحصي عدد المصابين بالكورونا واحداً واحداً في أرجاء العالم، ولكن لم يسأل أحد ولا يسأل من هو الفاعل والمسؤول عن مئات الآلاف من الشهداء والأسرى والمفقودين في البلدان التي أشعلت فيها أمريكا وأوروبا نيران الحروب؟ من المسؤول من كل هذه الدماء التي أريقت بدون حق في أفغانستان واليمن وليبيا والعراق وسوريا والبلدان الأخرى! لماذا لم يحصِ أحد هذه الملايين من الأطفال والنساء والرجال المظلومين في العالم الإسلامي؟ لماذا لم يرفع أحد صوت التعزية بما ينزل بالمسلمين من مجازر؟ لماذا يجب أن يبقى الملايين من الفلسطينيين سبعين سنة في المنافي بعيدين عن أرضهم وديارهم؟ لماذا تنزل بالقدس الشريف، قبلة المسلمين الأولى كل هذه الاهانات؟ منظمة ما يسمى بالأمم المتحدة لا تقوم بواجبها، ومؤسسات ما يسمى بحقوق الإنسان ميتة. وشعار «الدفاع عن حقوق الأطفال والنساء» لا يشمل المظلومين من النساء والأطفال في اليمن وفلسطين.
هذا هو وضع القوى الظالمة الغربية والمجامع المرتبطة بها. ووضع ذويلهم من حكومات المنطقة في الفضيحة أفظع من ذلك، ويعجز التعبير عن وصفيها.
إذن المجتمع المسلم الغيور المتدين يجب أن يعتمد على نفسه وعلى قوته الذاتية، وأن يشمّر عن ساعده القوي ويتكل على الله لاجتياز هذه الموانع.
4- ثمة مسأة مهمة يجب أن لا تغيب عن أنظار النخب السياسية والعسكرية في العالم الإسلامي، وهي السياسة الأمريكية والصهيونية في نقل الصراع إلى خلف جبهة المقاومة. إضرام نار الحروب الداخلية في سوريا، والحصار العسكري والقتل المتواصل ليلا ونهاراً في اليمن، والإرهاب، والتخريب وانتاج داعش في العراق، والقضايا المشابهة في بعض بلدان المنطقة، كها دسائس من أجل إشغال جبهة المقاومة ومنح الفرصة للكيان الصهيوني. بعض ساسة البلدان المسلمة قد وقعوا عن علم أو دون علم في شباك دسائس الأعداء هذه . والسبيل للتصدي إلى تنفيذ هذه السياسة الغبيثة يعتمد بالدرجة الأولى على المطالبة الجادة للشباب الغيارى في أرجاء العالم الإسلامي. الشباب في البلدان الإسلامية كلها وخاصة العربية منها يجب أن لا تغيب عن أنظارهم وصية الإمام الخميني حيث قال كل ما عندكم من صرخات الاعتراض وجهوها إلى أمريكا، وطبعاً أيضاً العدو الصهيوني.
5- سياسة تطبيع حضور الكيان الصهيوني في المنطقة من المحاور الأساسية لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية. بعض الحكومات العربية التي تؤدي دور الأجير في المنطقة ساعية إلى إعداد المقدمات اللازمة لذلك كالعلاقات الاقتصادية وأمثالها. هذه المساعي عقيمة ولا طائل تحتها. الكيان الصهيوني زائدة مهلكة وضرر محض لهذه المنطقة وهو زائل لا محالة، ويبقى سواد الوجه والخزي والعار لأولئك الذين وضعوا إمكاناتهم في خدمة هذه السياسة الاستكبارية. بعضهم يبرر هذا السلوك القبيح بالقول إن الكيان الصهيوني حقيقة واقعية في المنطقة، دون أن يذكروا بأن من الضروري مكافحة الواقع المهلك المضرّ وإزالته. جائحة الكرونا اليوم واقع لا شك فيه، وكل إنسان ذي شعور يرى أن من الواجب مكافحته. وجائحة الصهيونية القديمة سوف لا تبقى دون شك وسيقضى عليها من هذه المنطقة بهمة الشباب الغيارى والمؤمنين.
6- توصيتي الأساس هي استمرار النضال وترتيب الأمور في المنظمات الجهادي وتعاون مع بعضهم وتوسيع نطاق الجهاد في كل الأراضي الفلسطينية. على الجميع أن يساعدوا الشعب الفلسطيني في هذا الجهاد المقدس. على الجميع أن يسندوا عضد المناضل الفلسطيني ويحموا ظهره ونحن فخورون بأننا سنقدم ما استعطنا على هذا الطريق. لقد كان تشخيصنا يوماً أن المناضل الفلسطيني يتحلّى بالدين والغيرة والشجاعة، ومشكلته الوحيدة هي خلوّ يده من السلاح. وخططنا بهداية من الله سبحانه ومدده لملء هذا الفراغ، وكانت النتيجة أن تغير ميزان القوى في فلسطين، واليوم تستطيع غزّة أن تقف بوجه العدوان العسكري الصهيوني وتنتصر عليه. تغيير المعادلة هذا في القسم المسمى بالأرض المحتلة قادر على أن يدفع بالقضية الفلسطينية نحو مراحلها النهائية. هيئة الحكم الذاتي تتحمل في هذا المجال مسؤولية كبرى .لا يمكن التحدث مع العدوّ الوحشي إلا بالاقتدار ومن موضع القدرة. وأرضية هذه القدرة متوفرة والحمد لله في الشعب الفلسطيني الشجاع والمقاوم. الشباب الفلسطيني – اليوم متعطش للدفاع عن كرامته. وحماس والجهاد في فلسطين وحزب الله في لبنان قد أتمّوا علينا الحجة. العالم لم ينسَ ولن ينسى ذلك اليوم الذي اخترق فيه الصهاينة حدود لبنان وتوغلوا حتى بيروت، وذلك اليوم الذي ارتكب قاتل مجرم باسم اريل شارون مجزرة في صبرا وشاتيلا، وكذلك لم ينس ولن ينسى ذلك اليوم الذي نزل بهذا الجيش نفسه ضربات حزب الله القاصمة، فلم يكن أمامه إلاّ الانسحاب من حدود لبنان معترفاً بالهزيمة، بعد أن تكبد خسائر فادحة ، ثم راح يتوسل طالباً وقف إطلاقا النار. هذا هو العضد المشدود، وهذا هو موضع القدرة. والآن دع الدولة الأوربية الكذائية التي يجب أن تطأطئ رأسها خجلاً إلى الابد من بيعها المواد الكيمياوية لنظام صدام، دعها تعتبر حزب الله المجاهد الفخور غير قانوني. غير القانوني هو نظام مثل أمريكا الذي ينتج داعش، ونظام مثل تلك الدولة الأوربية التي ذهب على أثر موادها الكيمياوية الآلاف ضحية في مدينة بانه الإيرانية وحلبجة العراقية.
7- الكلمة الأخيرة هي أن فلسطين ملك للفلسطينيين وينبغي إدارتها بارادتهم. ما طرحناه من مشروع منذ عقدين من الزمان بشأن إجراء استفتاء بين كل الفلسطينيين بمختلف أديانهم وقومياتهم هو السبيل الوحيد للتغلب على التحديات القائمة والمستقبلية في فلسطين. هذا المشروع يبين إنما يكرره الغربيون في أبواقهم بشأن معاداة اليهودية لا أساس له من الصحة إطلاقاً. في إطار هذا المشروع يشترك اليهود المسيحيون والمسلمون جنباً إلى جنب في استفتاء يعين النظام السياسي لفلسطين. إن الذي يجب ان يزول قطعا هو النظام الصهيوني والصهيونية، فتلك بدعة في الدين اليهودي وغريبة عنه تماماً.
في الخاتمة لابد أن أذكر باعتزاز شهداء القدس من الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي والسيدعباس الموسوي إلى الوجه المقاوم الذي لا ينسى الشهيد قاسم سليماني والمجاهد العراقي الكبير أبي مهدي المهندس وغيرهم من شهداء القدس وأحيي روح الإمام العظيم الخميني الذي فتح أمامنا طريق العزّ والجهاد. كما اسأل الله ان يتغمد برحمته الأخ المجاهد المرحوم حسين شيخ الاسلام الذي بذل لسنوات مساعيه على هذا الطريق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته