هل يُعتبر حليب الصويا بديلاً نباتياً لحليب البقر ولأولئك الذين لا يتحملون اللاكتوز؟ وكيف يفيد حليب الصويا الجسم البشري؟
حليب الصويا: بديلاً نباتياً لحليب البقر
يُصنع حليب الصويا عن طريق مزج فول الصويا المنقوع بالماء وتصفية المواد الصلبة منه، تاركاً سائلاً ناعماً يشبه الحليب. ويُعتبر أكثر استخداماً لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية من بروتين الحليب أو من يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً.
يأتي حليب الصويا بأصناف محلاة وغير محلاة: الأصناف المحلاة تحتوي على مُحلي، عادةً ما يكون سكر القصب، بالإضافة إلى الزيت والفانيليا، أما غير المحلاة فتحتوي على فول الصويا والماء فقط. وكلا الصنفين يحتويان على مثبتات وإضافات تساعد المكونات الموجودة في الحليب على البقاء في خليط موحد. ومن أنواع المثبتات المستخدمة: صمغ الجراد، صمغ الجيلان والكاراجينان.
العناصر الغذائية لحليب الصويا غير المحلى
يحتوي 250 مل من حليب الصويا غير المحلى على:
دهون: 4 غرام
كربوهيدرات: 4 غرام
بروتين: 7 غرام
بالإضافة إلى اعتباره مصدراً غنياً لفيتامين B6 والمغنيسيوم والفولات والزنك. من جهة أخرى، العديد من العلامات التجارية لحليب الصويا يتم تعزيزها بالفيتامينات والمعادن مثل الريبوفلافين والكالسيوم والفيتامينات أ، ب 12، د.
ما الفرق بين الحليب العادي وحليب الصويا؟
يُعتبر حليب الصويا مصدراً جيداً للبروتين النباتي قليل الدسم، خالي من الكوليسترول، ويحتوي على دهون مشبعة أقل من الحليب العادي. من جهة أخرى، يحتوي الحليب العادي على المزيد من الفيتامينات، مثل فيتامين ب 12 وفيتامين د.
لكن في هذه الأيام، غالباً ما يتم تعزيز حليب الصويا المصنوع تجارياً، بحيث يحتوي على الكالسيوم والمواد المغذية المشابهة للحليب العادي. وفي نفس الوقت، يأتي الحليب العادي الآن في نسخ قليلة الدسم ويحتوي على دهون مشبعة أقل من حليب الصويا التجاري.
فوائد حليب الصويا
تحسين مستويات الكوليسترول والحماية من أمراض القلب
تؤثر العديد من الأطعمة على نسبة الكوليسترول بشكل سلبي لدى الإنسان، لكن قد تؤثر أطعمة أخرى مثل حليب الصويا بشكل مفيد على هذه النسبة أيضاً.
أفادت دراسة طبية، عن تحسن كبير في كوليسترول LDL السيئ وHDL الجيد، وكذلك الدهون الثلاثية (نوع من دهون الدم إذا ارتفعت يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب) لدى الأشخاص الذين تناولوا ما بين 240 مل إلى 1 لتر من حليب الصويا.
تقليل ضغط الدم من فوائد حليب الصويا
ارتفاع ضغط الدم لا يؤثر فقط على القلب بل يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى. وقد أشارت دراسة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا 1 لتر من حليب الصويا يومياً لمدة 3 أشهر، انخفضت لديهم مستويات ضغط الدم. وأن معدل ضغط الدم الإنقباضي انخفض بنسبة 92% و ضغط الدم الإنبساطي بنسبة 77%.
في دراسة أخرى، أكدت النتائج أن آثار انخفاض ضغط الدم كانت بسبب فول الصويا وليس بالضرورة حليب الصويا، ويقترح الباحثون أن الإيسوفلافون الموجود في فول الصويا، هو المسؤول عن هذا الإنخفاض لكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث.
تقليل الإلتهاب والحماية من الأمراض
عدم معالجة الإلتهاب وبقاءه لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بأمراض السكري والقلب والسرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وقد تم ربط الإلتهاب بالنظام الغذائي، فالأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات، تزيد فكرة حدوث أمراض مزمنة. أما النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية والصحية كاحتواءه على حليب الصويا مثلاً، يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وجدت بعض الدراسات، أن تناول حليب الصويا ساعد على تقليل نوعين من البروتينات الإلتهابية الرئيسية: بروتين سي التفاعلي وعامل نخر الورم. وأن وجود الأيسوفلافون في حليب الصويا يثبط العمليات التي تولد هذه البروتينات الإلتهابية.
حليب الصويا للتسمين؟ إليك الجواب
يعود فقدان الوزن إلى تناول سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم.
يحتوي 240 مل من حليب الصويا على 80 سعرة حرارية مما يجعله خياراً ممتازاً. بالإضافة إلى غناه بالبروتين الذي يقدم أهم الفوائد الرئيسية لفقدان الوزن: تعزيز الشعور بالإمتلاء والحفاظ على كتلة العضلات.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي حليب الصويا على نسبة منخفصة من السكر. ووجود الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة فيه، تمنع امتصاص الأمعاء للدهون.
الحماية من سرطان البروستاتا
يحتوي حليب الصويا على الإستروجين النباتي، وهو هرمون نباتي يمكن أن يثبط إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال. ما يعني أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
المحافظة على صحة الدماغ
من أهم العناصر التي يحتوي عليها حليب الصويا هي أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تقلل من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. لكن، يتطلب الأمر أبحاثاً أكثر تؤكد هذه النتائج على الرغم من أن فول الصويا بشكل عام هو أحد أفضل المصادر غير الحيوانية لأحماض أوميغا 3.
فوائد حليب الصويا للنساء
انخفاض أعراض سن اليأس
فوائد حليب الصويا على الهرمونات الأنثوية تكمن في الإستروجين النباتي الموجود في حليب الصويا. يعتبر تناول هذا الحليب طريقة جيدة للوقاية من الأعراض التي تحدث بعد انقطاع الطمث والتخفيف من حدتها.
حليب الصويا للحامل
استخدام حليب الصويا أثناء الحمل لا يُعتبر آمناً خاصةً مع الأدوية التي تتناولها المرأة الحامل. أما بالنسبة للرضاعة الطبيعية، لا يوجد معلومات كافية تؤكد ما إذا كان حليب الصويا أمناً أثناء هذه الفترة.
ما هي مضار حليب الصويا؟
مشاكل في المعدة
يمكن أن يسبب حليب الصويا بعض الآثار الجانبية الخفيفة مثل الإمساك والإنتفاخ والغثيان. كما يمكن أن يسبب تفاعلات حساسية مثل الطفح الجلدي والحكة ومشاكل التنفس لدى بعض الأشخاص.
حليب الصويا للأطفال
استخدام حليب الصويا كبديل عن حليب البقر للأطفال لا يُعتبر جيدًّا.
قصور في الغدة الدرقية
يعاني بعض الأشخاص المصابين بنقص في نشاط الغدة الدرقية من انخفاض مستويات اليود، وقد يؤدي تناول حليب الصويا إلى تفاقم هذه الحالة لديهم.
الإصابة بحصوات الكلى
يحتوي حليب الصويا على مادة كيميائية تسمى "فيتويستروغنز". قد يعاني الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي من ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين النباتي في الدم. لذلك إذا كنت تعاني من الفشل الكلوي تجنب تناول كميات كبيرة من الصويا.
من جهة أخرى، قد يزيد حليب الصويا من خطر الإصابة بحصوات الكلى. إذ يحتوي هذا الحليب على كميات كبيرة من مواد كيميائية تسمى "الأكسالات"، وهي المكوّن الرئيسي في حصوات الكلى.
يمكن القول إن حليب الصويا خيار جيد لأي نظام غذائي نباتي، لكن لا يمكن الاستغناء عن حليب البقر الطبيعي. يقدم الصويا فوائد جيدة خاصةً على القلب والدماغ، أما الحليب العادي يلعب دوراً مهماً في نمو العظام ويحتوي على فيتامينات أكثر.