كلمة الإمام الخامنئي في حفل تخريج دفعة من كلية علوم الشرطة

قيم هذا المقال
(0 صوت)
كلمة الإمام الخامنئي في حفل تخريج دفعة من كلية علوم الشرطة

كلمة الإمام الخامنئي في حفل تخريج دفعة من كلية علوم الشرطة 17/9/2017

أية حماقة أميركية في "الملف النووي" ستواجه برد مناسب من الجمهورية الإسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم(1)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، لا سيما بقية الله في الأرضين.

لقد أدّيتم اليوم مراسم عظيمة وجميلة وعميقة جدًا: كانت التمارين جيدة جدًا، اصطفاف الميدان كان جميلًا جدًا، والعروض التي قدمتموها كانت مبتكرة وزاخرة بالمعاني بشكل كامل. إن الإبداع جذّاب ولافت للنظر في كل القضايا العملية والتعليمية والبحثية وفي الإدارات الصغيرة والكبيرة. وقد شاهدنا اليوم علامات الإبداع في هذه الساحة في مجالات مختلفة؛ أشكركم كثيرًا.

إنها أيام حساسة ومهمة. إنَّ تخرجكم أيها الخرّيجون وحصولكم على الرتب العسكرية أيها المتدرّجون قد جرى في مناسبة مهمة للغاية: أولًا إنه شهر ذي الحجة، وهو شهر كثير المناسبات والكرامات وغزير المعاني والمضامين؛ شهر عيد الأضحى وعيد الغدير ويوم عرفة وذكرى يوم المباهلة وذكرى ولادة بعض الأئمة المعصومين (عليهم السلام). وقد صادف آخر شهر شهريور (أواسط أيلول) حيث أسبوع الدفاع المقدس وعلى أعتاب شهر محرم بداية السنة الهجرية القمرية وشهر الإمام الحسين (عليه السلام) شهر الشهادة والفخر. في مناسبات كهذه، توفقتم أيها الشباب الأعزاء لنيل رتبكم العسكرية، إننا نتفاءل خيرًا بهذا ونسأل الله تعالى ثبات أقدامكم في هذا الدرب الذي سلكتموه وهو طريق مفعم بالمفاخر وهو سبيل سعادة الدنيا والآخرة.

حفظ الأمن قاعدة لمختلف أشكال التقدم في البلد
يا أعزائي: إن الأمر المهم هو التنبه إلى أهمية المسؤولية التي أصبحتم في مسارها؛ مسؤولية الحفاظ على الأمن والنظام في البلاد. الأمن في عداد نعم الله الأساسية. إذا توافر الأمن في بلد ما، سيصبح التقدم العلمي والتقدم العملي والتقدم الأخلاقي والتقدم الإنساني ممكنًا في ذلك البلد. وإذا لم يكن يتوافر الأمن، لم يكن أيّ من تلك الأمور ممكنًا أو لكان صعبًا جدًا.

لقد قررتم أن تؤمّنوا للناس هذا العامل الأساسي لسعادة البلاد والشعب. إنها مسؤولية مهمة للغاية. سوف تعينكم هممكم العالية وقدراتكم المعنوية والجسمانية لأداء هذه المسؤولية إن شاء الله.

يا أعزائي: إن الأمن بقدر ما هو مهم، هو عرضة لعدوانية الأعداء. يحاول العدو دائمًا القضاء على الأمن في البلد الذي يخاصمه. أعداؤنا الدوليون الشيطانيون؛ أي نظام الهيمنة وزعماء نظام الهيمنة والشيطان الأكبر ـ أمريكا وأتباعها ـ ومنذ اليوم الأول لانتصار هذا الشعب في الثورة الإسلامية قد عملوا وسعوا لضرب الأمن في هذا البلد. لقد كان الحفاظ على الأمن من مشكلاتنا الأساسية طوال هذه الأعوام الثمانية والثلاثين. لقد قاتل شبابنا بكل وجودهم من أجل حفظ الأم؛ سواء في الأشهر الأولى لانتصار الثورة حيث تشكلت حركات شريرة وانفصالية في بعض المناطق الحدودية من هذا البلد بتحريض من الأعداء. أو بعد ذلك خلال فترة الدفاع المقدس والحرب المفروضة التي استمرت ثمانية أعوام. أو بعد ذلك وإلى اليوم حيث حاول الأعداء سلب الأمن من هذا البلد. وقد وقف شبابنا المؤمن في القوات المسلحة ومنها الشرطة بكل بسالة وقوة ودافعوا عن أمن هذا البلد.

ماء وجه نظامنا منوط بنجاحكم في مهمتكم
أريد أن أقول لكم يا أبنائي الأعزاء، يا شبابي الأعزاء أنتم القوة الوحيدة الحاضرة أمام أنظار الناس في كل أنحاء البلاد. الناس يرون خدماتكم وجهودكم وتضحياتكم في المدن والقرى والطرق والحدود وفي محطات السفر وفي كل مكان. في الجبال والسهول والمناطق الخطرة وفي كل فصول السنة يشاهد الناس قوات الشرطة أمام أعينهم. ليس لدينا أي مؤسسة تحضر هكذا بهذه السعة أمام أنظار الشعب دائمًا.

إن قوتكم هي ماء وجه نظام الجمهورية الإسلامية. قدرتكم وبسالتكم ومبادرتكم وتحركاتكم في الوقت المناسب مبعث فخر وعنفوان لنظام الجمهورية الإسلامية. عندما تواجهون بشكل مباشر تيارات مُفسدة - مثل تيار تهريب المخدرات أو الأشرار في المدن أو السرقات أو الإخلال بالأمن بأشكال مختلفة - وتضحون وتتحملون الصعاب والمشاق في هذا السبيل، فإن الناس يرون بأعينهم جهودكم. فضلًا عن تأمينكم حاجة الشعب؛ أي الأمن، فإنكم تحفظون ماء وجه النظام الإسلامي. هذا مصدر كرامة لأي بلد. الحمد لله أنّ بلادنا اليوم وفي هذه المنطقة غير الآمنة؛ في هذه المنطقة التي نثرت فيها الأيدي الملوثة للعدو المتجاوز بذور الإرهاب. في مثل هذه المنطقة الحافلة بالمشاكل والأحداث استطعتم أنتم والشباب المسؤولون في هذا البلد الحفاظ على أمن يضرب به المثل. هذا أمر بالغ الأهمية.

أرى لزامًا عليّ أن أتقدم بالشكر لجهود قوات الشرطة في الوحدات والأقسام المختلفة، على عملها في مواجهة المفاسد والشرور.

أرفقوا اقتدراكم بمحبة الناس تنجحوا
يجب تقوية هذه الأدوار يومًا بعد يوم. يجب القيام بالأعمال بمنهجية علمية. التقرير الذي قدّم لي عن هذه الجامعة وما ذكره المسؤولون المحترمون اليوم هنا، يدلان على أن الأعمال التي يتم إنجازها أعمال مطلوبة وقيمة. الأعمال العلمية والأعمال البحثية والأعمال التجريبية وتعلم المهارات وإتقانها، كلها ضرورية ومطلوبة ويجب متابعتها دائمًا بمنتهى الجدية. يجب أن يكون لدينا قوات شرطة تليق بمستوى الجمهورية الإسلامية والدولة الإسلامية وبمستوى مجتمع قرآني وإسلامي. بالطبع هناك مسافة تفصلنا عن ذلك المستوى. عليكم أنتم أيها الشباب الأعزاء أن تتقدموا وتعبروا هذه المسافة. وأنا أعلم أنكم قادرون وسوف تحققون هذا بتوفيق إلهي.

الأمر المهم هو الاستمداد من الله تعالى والمحافظة على العلاقة بالله تعالى. والمهم بالدرجة التالية هو علاقة المحبة للناس. أرفقوا الاقتدار بالمحبة والعلاقة الحميمية مع الناس.

لا تأخذكم لومة لائم في تطبيق القانون
المهم هو الالتزام بالقانون؛ فلا يتم أي عمل من دون القانون. وبالتالي فما هو مهم الجرأة اللازمة والحزم في تطبيق القانون؛ حينما يكون هناك قانون لا تأخذكم لومة لائم؛ بل قوموا بالعمل بجرأة وشجاعة، ونفذوا الواجب الذي ألقاه القانون على عاتقكم. ينبغي عدم تجاوز القانون، كما يجب عدم التردد أبدًا في تطبيق القانون. عندما يكون هناك قانون فيجب تنفيذ القانون. المشكلة الأساسية في البلدان وعند الشعوب هي هذه ؛ أن يصيبها التردد والتريث في تنفيذ واجباتها، في تنفيذ واجباتها الدينية وواجباتها الوجدانية وواجباتها العقلانية، وواجباتها الإنسانية.

سننتصر على زعماء نظام الهيمنة مرة أخرى
أ ــ منطقتنا غير آمنة بسبب تدخلات أميركا والصهيونية
وأقولها لكم بالنسبة إلى الأمن. إن الأمن جزء منه الأمن في داخل البلاد وجزء منه أمن المنطقة. منطقتنا اليوم منطقة غير آمنة. فما هو السبب؟ أولًا؛ بسبب التدخلات الشيطانية والشريرة لقوى الهيمنة؛ تدخل أمريكا والصهيونية. فهم يستخدمون أي وسيلة للنفوذ ولتأمين مصالحهم غير الشرعية ولإضعاف الشعوب وللقضاء على الكرامة والشجاعة والقدرات الوطنية. في يوم من الأيام يخلقون "داعش"، وعندما تبدأ داعش وأمثال داعش بلفظ أنفاسها الأخيرة بهمة قوى المقاومة وعزم الشباب المؤمن، يبحثون عن طرق خبيثة أخرى. هذا هو دور أمريكا اليوم.

عندما ييأسون من طريق ما يبحثون في طريق آخر. وبالتأكيد، وبتوفيق من الله فإن الشعب الإيراني والشباب الإيراني وشباب المقاومة في المنطقة المنجذبين للشعارات الإسلامية والقرآنية سوف يمرِّغون مرة أخرى أنوف زعماء نظام الهيمنة بالتراب وينتصرون عليهم. المهم هو أن تشعر شعوب المنطقة وحكومات المنطقة بالقوة وأن تستخدم هذه القدرات التي هي موهبة إلهية. وعندها سيضطر العدو المتجاوز الطامع وخبيث القلب للتراجع والانهزام. أما إذا تراجعنا نحن وتنازلنا فسوف يتقدم العدو أكثر فأكثر.

ب ــ أميركا تتعامل بغطرسة مع "القضية النووية"
لاحظوا وقاحة زعماء نظام الهيمنة ! في قضية المفاوضات النووية هذه والمعاهدة النووية التي تسمى "برجام" (2). إنهم يقومون كل يوم بعمل شرير جديد، ويظهِرون في كل يوم وجهًا من شيطنتهم، ويثبتون صحة قول الإمام " إن أمريكا هي الشيطان الأكبر" (3). الحقُّ أن أخبث الشياطين هو نظام الولايات المتحدة الأمريكية.

حول قضية الحظر، اعلموا أيها الشباب الأعزاء: أن القضية واضحة والمعادلة بسيطة جدًا. الشعب الإيراني ولأجل تأمين حاجاته السلمية تابع نشاطاته النووية ولا يزال. إننا نحتاج بعد بضع سنين إلى ما لا يقل عن عشرين ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية ، يتم إنتاجها من الأجهزة النووية والطاقة النووية. هذا ما عدا المقدار من الطاقة الذي يتم إنتاجه من الأجهزة غير النووية. طبقًا لحسابات متخصصينا وخبرائنا يجب إنتاج عشرين ألف ميغاواط من المفاعلات النووية. وهكذا سار نظام الجمهورية الإسلامية في حركته العلمية والعملية بهذا الاتجاه. وهي عملية مشروعة وصحيحة وعديمة الضرر وعديمة الخطر ولا ضرر ولا خطر فيها على أي شعب وعلى أي بلد. لكن نظام الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقلقه التقدم العلمي لهذا الشعب وكل الشعوب الأخرى، ولا يرغب في تقدمها علميًا، ولا يسمح للشعوب بالتقدم، سواء من الناحية العلمية أو من الناحية العملية أو من الناحية الاقتصادية، فرض حظرًا ظالمًا مقابل هذا المسار المشروع والصحيح للجمهورية الإسلامية. توصل مسؤولو البلاد إلى نتيجة أن يتفاوضوا، ويغضوا النظر عن جزء من حقهم من أجل رفع الحظر، وهذا ما فعلوه. واليوم فإن نظام الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من كل العهود والعقود والتعهدات وكل المباحثات الطويلة التي حصلت، يتعامل مع هذه المفاوضات ومع نتيجة المفاوضات تعاملًا ظالمًا ومتغطرسًا ومتعجرفًا بشكل كامل.

1 ــ لتعلم أميركا أن سياسة التسلط لن تنجح مع إيران
ما الذي ينبغي أن يفعله الشعب الإيراني مقابل هذا التعامل العدواني؟ وما الذي ينبغي للمسؤولين أن يفعلوه. يجب على المسؤولين أن يثبتوا لزعماء النظام الفاسد في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم يستندون إلى شعبهم وأنّ هذا الشعب هو شعب قوي مقتدر. يجب أن يثبتوا أن الشعب الإيراني ببركة الإسلام لا يخضع للهيمنة والتسلط ولمنطق القوة ولا يركع أمام القوى العالمية. يجب أن يثبتوا هذا ويظهروه بشكل جلي. يجب أن يعلم الأمريكيون أن شعب إيران سيبقى صامدًا وثابتًا على مواقفه الشريفة المقتدرة، فلا معنى للتراجع في قاموس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في القضايا المهمة الخاصة بالمصالح الوطنية للبلاد. سوف نواصل مسيرتنا باقتدار. يجب أن يشعر العدو بهذا. وليعلم أن أسلوب التسلط إن كان يعطي نتيجة في أي مكان في العالم، فإنه لن ينجح وسينهزم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

2 ــ أية حماقة أميركية ستواجه برد مناسب
الجمهورية الإسلامية تقف شامخة مقتدرة، ولأنها ملهمة للشعوب الأخرى فإنَّ العدو يستهدفها أكثر. المسؤولون الفاسدون المُفسدون الكاذبون المخادعون في الولايات المتحدة الأمريكية لا يخجلون ويقفون بوقاحة ويتهمون شعب إيران ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران بالكذب. لقد سار الشعب الإيراني بصدق، وعمل بصدق، وتقدم بصدق، واختار طريق الله بصدق، وسوف يمضي في هذا الطريق إلى نهايته بصدق بتوفيق من الله. أنتم الكاذبون، والكاذبون هم زعماء نظام الهيمنة، الكاذبون هم أولئك الذين لا يتحملون رؤية السعادة والفرح عند أي شعب، ويريدون تأمين مصالحهم غير المشروعة بأي ثمن وعلى حساب مصالح الشعوب. هؤلاء هم المخادعون والكاذبون، الشعب الإيراني واقفٌ بصلابة وصمود. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي ليعلموا أنَّ أي عمل أحمق من نظام الهيمنة سيُواجه برد فعل مناسب من الجمهورية الإسلامية.

هنا تشعرون بأهمية الأمن في المنطقة. هذا الأمن غير المتوافر في المنطقة متوافرٌ والحمد لله في داخل البلاد. وهذا بفضل مساعيكم وجهادكم أيها الشباب المؤمن ومسؤولو ومديرو القوات المسؤولة عن هذه الأمور. نسأل الله أن يعين ويوفق.

سهم الشرطة في الحدّ من الحوادث المريرة
إحدى القضايا الأساسية هي أن تبحثوا عن النقاط الحساسة ونقاط الضعف وأن تعثروا عليها. لنفترض مثلًا قضية الطرق والشوارع وحوادث السير التي تحدث على الجادات. كم هو دور قوات الشرطة في الحيلولة دون وقوع هذه الحوادث على الطرق؟ يجب دراسة هذا الموضوع. بالطبع فإن هناك عوامل كثيرة وأجهزة متنوعة لها دورها في هذا الموضوع،. كم هو دور قوات الشرطة، وكم هو سهم وزارة المواصلات، والقطاعات الصناعية المتنوعة الأخرى في هذه الحوادث؟ لنعمل على إزالة العوامل المؤدية للحوادث المريرة والمؤلمة من حياة الناس. أو فيما يتعلق بالمحافظة على أمن الحدود أو في مجال تهريب المخدرات، أو على صعيد التعامل مع مستهلكي وموزعي المخدرات، أو في ما يتعلق بمواجهة العصابات والأشرار والمجرمين، هذه الأعمال التي تقوم بها قوات الشرطة والحمد لله باقتدار في مختلف مناطق البلاد وقطاعاتها، ينبغي التقدم فيها بمنتهى الدقة والسرعة وبشكل شامل وبأقصى درجات المتابعة. وعلى المسؤولين المحترمين أن يساعدوا قوات الشرطة في ذلك.

اللهم بمحمد وآل محمد ثبت أقدام هؤلاء الشباب الأعزاء على طريقك.

اللهم بمحمد وآل محمد اشمل هؤلاء الشباب الأعزاء بعونك ولطفك وعنايتك الخاصة.

اللهم اشملهم ومديريهم ومدربيهم وقادتهم والقطاعات المختلفة الأخرى من القوات المسلحة بعناياتك الخاصة.

أرضِ عنهم القلب المقدس لسيدنا الإمام المهدي المنتظر، وأرضِ عنهم أرواح الشهداء الطيبة.

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته

قراءة 2191 مرة