خطاب قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي في لقاء العمّال بمناسبة يوم العمل والعمّال (1) 30/4/2018
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفی محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين لا سيّما بقيّة الله في الأرضين.
أرحّب بكم كثيراً أعزّائي؛ لقد نوّرتم أجواء حسينيّتنا بحضوركم الصادق، الإيماني، الثوري، وبكلماتكم وما أدليتم به، وأذقتمونا طعم اللقاء الحلو بجمع عظيم من الطبقة الكادحة المؤمنة المضحيّة. حقّاً، إنّ شريحة عمّالنا --كما تمّت الإشارة إليه [من قبل المتكلّمين]، وذكرت ذلك مراراً- هي شريحة مخلصة، مؤمنة، صادقة، كادحة، ليس في المصنع فقط، [بل] في أجواء الثورة من أجل أصل الثورة، والدفاع عن الثورة، وفي فترة الحرب المفروضة.
اعرفوا قيمة الأمل وحافظوا عليه في قلوبكم!
إنّنا اليوم على مقربة من النصف من شعبان. سأتكلّم ببضع كلمات حول هذا العيد، وهي أنّ النصف من شعبان هو مظهر الأمل بالمستقبل؛ أي إنّ كلّ الآمال التي نعلّقها على شيء، قد تتحقّق وقد لا تتحقّق؛ أمّا الأمل بالإصلاح النهائي على يدي الوليّ المطلق للحقّ تعالى، صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه وأرواحنا له الفداء) فهو أمل لا يقبل الخلف.
السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه(2)؛ السلام عليك أيّها العَلَم المنصوب والعلم المصبوب والغوث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب(3) هذا هو وعد الله الذي لا يقبل الخلف. لسنا وحدنا نحن الشيعة من نقول بهذا، ولسنا وحدنا نحن المسلمين من نقول بهذا، بل جميع أديان العالم تنتظر مثل ذلك اليوم. ميزتنا أنّنا نعرف الشخص، نحسّ بوجوده، نسلّم بحضوره، نتكلّم معه، نخاطبه، نطلب منه ويجيبنا؛ هذا ما يميّزنا عن الآخرين. الآخرون -المسلمون غير الشيعة، والمتديّنون من غير المسلمين- يؤمنون بشيء مبهم؛ [أمّا] نحن الشيعة؛ فواضح ومعلوم ما نريد، مع من نتكلّم؛ [النصف من شعبان] يوم الأمل. أعزائي، أيّها الشباب الأعزّاء، العمّال الأعزّاء! فلتعرفوا قيمة الأمل؛ ولتحافظوا على الأمل في قلوبكم؛ الأمل بتغيير وجه الدنيا المظلم والمعتم والمعيوب، المحكوم اليوم لسلطة القوى الكبرى. اعلموا وثقوا بأنّ هذا الوضع سيتغيّر، ثقوا بأنّ جوّ الظلم والجور هذا الذي تشاهدونه اليوم في العالم، من الاستبداد، والافتراء، والخبث والرذيلة -ومظهره الأتمّ رؤساء أميركا والكيان الصهيوني- سيتغيّر من دون أدنى شكّ؛ هذا هو الأمل الذي لدينا. علينا أن نساعد، ونطلب من الله ونسعى أنفسنا من أجل تقريب ذلك اليوم إن شاء الله تعالى.
شعبان شهرُ الفرص
هناك مسألة أخرى أيضاً حول شهر شعبان؛ لا ينبغي الغفلة عن شهر شعبان. فشهر شعبان من أوّله إلى آخره عيد، كشهر رمضان المبارك الذي هو أيضاً عيد من أوّله إلى آخره، عيد أولياء الله. فكلّ يوم له موقعيّة ومكانة يمكن للإنسان فيه أن يشتغل على صفاء نفسه ونورانية قلبه، فهو يوم مغتنم ويوم عيد. شهر شعبان من أوّله إلى آخره شهر هذه الفرص.
الاستغفار في هذا الشهر، والدعاء، والزيارة، والتضرّع، وقراءة القرآن، والصلاة، كلّها فرص. إنّنا من أجل إعمار دنيانا علينا بذل كلّ جهودنا، ولا شكّ في ذلك، أمّا من أجل إعمار قلوبنا، فعلينا أيضاً أن نسعى؛ علينا أن نعمّر قلوبنا. فبالقلب العامر يمكن خلق دنيا جيّدة؛ إن لم يكن القلب عامراً، وكان ملوّثاً، ومظلماً وعاصياً، فيمكن أن يتقدّم بالتكنولوجيا، وإيصال التقانة إلى ما وصلت إليه اليوم وأكثر من ذلك، لكنّ الدنيا لا تكون دنيا عذبة وجميلة؛ [بل] دنيا مرّة، تفتقد إلى العدالة؛ تصبح الدينا حلوة وعذبة عندما تكون قلوب صنّاع القرار، والمبادرين، والمحرّكين، وإن أمكن عامّة الناس، صالحة وعامرة، ونيّرة. فلا تغفلُنّ عن شهر شعبان.
الطاقات الإنسانيّة؛ أعظم الثروات
سأتطرّق في حديثي [اليوم] إلى جملة أمور حول مسألة العمالة والعمل؛ وسأتكلّم قليلاً عن المشاكل العالميّة التي تواجهنا. فيما يتعلّق بقضايا العمل، [أقول] إنّ الطاقات الإنسانيّة هي واحدة من أعظم الثروات لكلّ بلد؛ أي إنّ وجود العامل، المصمّم، المهندس، الفعّال والنشيط من أجل الإنتاج في كلّ مجال من المجالات في البلد، قيمته بالنسبة للبلد، أعظم بدرجات من الثروات الجوفيّة ومن الذهب والنفط والألماس وأمثالها؛ وإنّ الذي يمكنه أن يعمّر البلد هو هذه [الطاقة الإنسانيّة]. لاحظوا الآن، هناك بلدان في العالم، يستخرج منها كلّ أو معظم ألماس العالم، لكنّها نفسها تعيش الفقر والتعاسة؛ لِم؟ لأنّها لا تمتلك الطاقات الإنسانيّة الكافية، والطاقات الإنسانيّة الفعّالة، والطاقات الإنسانيّة المفكّرة. الطاقة الإنسانيّة هي أعظم ثروة بالنسبة لبلد ما، وأنتم العمّال، والخالقون لفرص العمل، المهندسون، المصمّمون، الفعّالون في مجالات العمل المختلفة تشكّلون الطاقة الإنسانيّة. هذه هي القيمة الكبرى للطاقات الإنسانيّة، وشريحة العمّال تمثّل واحدة من هذه القيم الكبرى والثروات العظيمة.
يجب تقبيل أيديكم!
إنّ جهد عمّالنا هو جهد يفوق المتعارف والمعدّل الوسطيّ في العالم من حيث القيمة الخلّاقيّة. لقد قلت ذلك مراراً فيما يتعلّق بالمجالات المختلفة، فيما يتعلّق بالطلبة الجامعيّين، فيما يتعلّق بالمحقّقين والباحثين، ومن ثمّ حين تجري الدراسات والتحقيقات، تؤكّد كلّها هذا الأمر؛ هذا ما أؤمن به أيضاً فيما يتعلّق بالعمّال. العامل الإيراني واحد من أهمّ العمّال في العالم، أي إنّ يده الماهرة والرشيقة وفكره ودافعه الراقي أعلى من المعدّل العالمي. هذا والحال أنّه في عهد القمع، [أي] في العهد البهلوي الظالم، وقبله في العهد القاجاري فترة الغفلة والنوم الدائم، لم يكن يجري الاهتمام بالعمل والعمالة وشريحة العمّال والإنتاج والمسائل الوطنيّة؛ بالطبع، المسألة في العهد القاجاري سببها الحماقة والتخلّف الفكري، وفي العهد البهلوي سببها الخيانة. في الوقت نفسه، في عهد الثورة عندما تحرّكت قوة العمل والعمالة وانبعث فيها نشاط جديد، وتقدّمت من حيث الكمّيّة والنوعيّة، نرى أنّ معدّل القدرات والامتيازات لدى العامل الإيراني يفوق المعدّل العالمي.
أُقيم أمس هنا معرض مصغّر للمنتوجات الوطنيّة لأراه(4). فأتيت وتفقّدته لساعات، ورأيت أعمالكم. واقعاً، علينا تقبيل يد العامل الإيراني القديرة. يجب تقبيل أيديكم! هذا الإنتاج الوطني المهمّ من حيث الجودة، مع كلّ هذه المشاكل التي نعانيها، مع كلّ الحظر على الموادّ الأوّليّة الذي يفرضونه، والحظر على الآلات المتطوّرة، والمشاكل المختلفة التي يسبّبها لنا مستكبرو العالم؛ وفي الوقت نفسه، عندما ينظر الإنسان إلى هذا المنتج، يتعجّب لتميّزه وجودته! كلّ شيء [كان موجوداً]! لقد جاءت عشرات الشركات البارحة إلى هنا وعرضت منتجاتها -وهي أعمالكم نفسها وصنع أيديكم- لأراها؛ بدءاً من الأقمشة والألبسة والأدوات المنزليّة والزجاج والكريستال إلى الدواء وأدوات الزينة والأدوات الكهربائيّة والبرّادات، إلى الأدوات المكتبيّة والقرطاسيّة، وقد كانت كلّها ذات جودة وممتازة. فعلاً، إنّ الإنسان لينحني إجلالاً أمام القوى العاملة الوطنيّة! عندما أتكلّم عن دعم البضائع الإيرانيّة، لا يؤمن البعض بهذا الأمر، أو لا يصدّق، أو لا يعمل! حسناً، إنّ دعم البضائع الإيرانيّة يعني دعم هذا العامل، يعني دعم طاقات العمل، يعني دعم الإنتاج! هذ الدعم شامل ومتعدّد الجوانب؛ على الشعب أن يدعم، وعلى الدولة أن تدعم؛ على الجميع أن يدعم.
ليصمّم الجميع على دعم المنتجات الإيرانيّة!
كانوا يطرحون مشاكل مرتبطة بخالق فرص العمل، وبالعامل؛ مشكلة الضمان، مشكلة نقص الإمكانات، مشكلة النقد والسيولة، مشكلة الضرائب، مشاكل من ناحية البنوك، مشاكل من ناحية وزارة الاقتصاد، ومشاكل من نواحي مختلفة؛ ينبغي إزالة هذه المشاكل، والعمل بشكل حاسم وتامّ من أجل رفعها. عندما تُزال المشاكل، ويتمّ دعم المنتج الإيراني، وتُقدّر قيمة العامل الإيراني، عندها لن نشاهد بعد مصنعاً يقول "إنّني أعمل بثلث القدرة الإنتاجيّة". أمس كان البعض يقول: لدينا هذا الحجم من الإمكانيّات، وإنّنا نعمل بهذا الحجم: بثلث القدرة الإنتاجيّة، ونصفها. حسناً لماذا؟ أين عمّال هذين الثلثين الآخرين؟ هذا يتحوّل إلى بطالة متراكمة داخل البلاد. ما نطالب به من "دعم المنتجات الإيرانيّة" يعني أن نخلق فرص العمل، ونوجد فرص العمل؛ يعني أن لا يكون لدينا عامل من دون عمل؛ يعني أن لا يفكّر الشابّ المتعلّم عندنا بأن يعمل فقط في الدوائر الإداريّة؛ وليعلم أنّه يمكنه العمل بحسب شأنه في المجالات المختلفة. هذا ما سيحصل إذا ما تمّ دعم المنتجات الإيرانيّة. لماذا يصرّ البعض على أن يصبّ أمواله في جيوب الشركات الأجنبيّة؟ ما هذا المرض الذي نعاني منه وهو أنّه يجب استهلاك البضائع الأجنبيّة؟ أحياناً لا يكون لدينا منتج إيرانيّ مشابه للمنتجات الأجنبيّة، حسناً، لا نقاش في ذلك؛ توجد بعض المنتجات التي لا يطابق إنتاجها في الداخل المواصفات، ولا فائدة منها؛ [أي] لا يوجد [من حيث الجودة] منتج مشابه لها في الداخل. لا بأس بذلك! [لكن عندما] يوجد في الداخل، ويُنتج، وبعضها من حيث الجودة مشابه للمنتج الأجنبي، وبعضها أفضل، ما الذي يحتّم على البعض الإصرار على استهلاك المنتج الأجنبي الفلاني والماركة الأجنبيّة وما شابه؟ ما هذا الفهم السيّئ والمعوجّ الموجود لدى البعض؟ فلنستهلك المنتجات الإيرانيّة. ولنصمّم؛ المؤسّسات الكبرى، والحكومة نفسها، والآخرون، ليصمّم الجميع على دعم المنتجات الإيرانيّة. لسنا متعصّبين ضدّ الآخرين، ولا نريد أن نعاديهم؛ نريد أن ندفع أبناءنا، وشبابنا وعمّالنا نحو العمل؛ نريد لهم أن ينهمكوا بالعمل، نريد أن ننقذهم من مضارّ البطالة. فللبطالة مضارّ كثيرة؛ مضرّات اجتماعيّة، أمنيّة، أخلاقيّة، وأنواع مختلفة أخرى. هذا ما نريده؛ وسبيله دعم المنتجات الإيرانيّة. ينبغي حماية ودعم البضائع الإيرانيّة، والإنتاج الإيراني.
الحرب الاقتصاديّة والثقافيّة؛ سبيلهم لمواجهتنا
هذه هي المواجهة الفضلى للأعداء! لاحظوا يا أعزّائي، لقد أدرك أعداؤنا وفهموا بأنّهم لن يحقّقوا شيئاً في الحرب العسكريّة [المباشرة]. قبل عدّة سنوات، أطلق رئيس أميركي آخر -وكان مثل هذا [الرئيس الحالي دونالد ترامب] عديم الأخلاق، يطلق الترّهات وبذيء اللسان- التهديدات ضدّنا. فرددت عليه في خطاب ألقيته حينها: "يا سيّد، لقد ولّى الزمن الذي تضربون فيه وتهربون؛ إن ضربتم ستتلقّون الضربات."(5) إنّهم يعلمون هذا! يعلمون بأنّهم إن دخلوا في معركة وحرب عسكريّة ضدّنا، فإنّهم سيعلقون. نعم، قد يوجّهون لنا ضربة، لكنّهم قد يتلقّون ضربات مضاعفة، وهذا ما فهموه. والحلّ الذي اجترحوه هو الحرب الاقتصاديّة والحرب الثقافيّة وما شابه. الآن بحث الحرب الثقافيّة على حدة، [أمّا] ما هو مطروح اليوم بالنسبة للأعداء فهو الحرب الاقتصاديّة. إنّ غرفة حرب أميركا ضدّنا تتمثّل في وزارة الخزانة الأميركيّة وهي وزارة الاقتصاد والماليّة خاصّتهم؛ فهناك غرفة الحرب ضدّنا. حسناً، ما هو سبيل مواجهة الحرب الاقتصاديّة؟ هو أن نهتمّ نحن في الداخل باقتصادنا. عندما يكون اقتصادنا معتمداً على [الأجانب]، مرتبطاً [بهم]، ستظهر المشاكل. بالطبع، أنا لا أؤمن بوجوب قطع العلاقات الاقتصاديّة مع دول العالم، أو أنّه بالمستطاع ذلك؛ من الواضح أنّه لا يمكن ذلك؛ إنّ العالم كلّه اليوم مرتبط ومتّصل بعضه ببعض، لكنّ الاعتماد على الخارج هو خطأ مضاعف؛ لا ينبغي ارتكابه. نعم، فليذهبوا وليقيموا من خلال الذكاء، والتدبير، وتحديد السياسات الصحيحة، والمتابعة الصحيحة، والجدّيّة، علاقات مع دول العالم. العالم كبير؛ وغير محصور بأميركا وبعض الدول الأوروبيّة؛ العالم واسع جدّاً؛ ليذهبوا ويقيموا العلاقات بالمقدار اللازم، لكن لا يعلّقنّ الآمال على أيّ قوّة خارجيّة؛ ليعلّقوا الآمال على العنصر الداخلي، على هذه القيمة الكبرى: الطاقة الإنسانيّة الداخليّة. عندما يرى الشعب أنّنا نحن المسؤولين نصرّ على حلّ مشاكلهم في الداخل، وعلى الاستفادة من الطاقات الداخليّة، فإنّهم سيتحمّلون ويساعدوننا ولو كلّفهم ذلك بعض العناء؛ ما يجب على مسؤولي البلاد المحترمين الالتفات إليه، هو أنّه لا ينبغي الاعتماد على الخارج.
إحدى سبل الأمريكيّين لمواجهة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة الطالب للحرّيّة والمستقلّ -وهم يعارضون مطالبته هذه بحرّيته، وكونه مستقلّاً، ويقولون: عليكم أن تكونوا تحت سلطتنا، وتحت مظلّتنا، وتطيعوا أوامرنا، وتحدّدوا السياسات طبقاً لإرادتنا، لأنّنا أكثر منكم سلاحاً، وأكبر قوّة، وأوفر مالاً؛ هذا ما يريدونه- هو هذا العمل الاقتصادي. وإحداها -وذلك أيضاً من أجل أن تطّلعوا وتلتفتوا- هو تحريض بعض الدول القليلة الفهم، وما عساني سأقول وأعبّر! الدول عديمة الفهم في منطقتنا على إيجاد الخلافات والمشاكل والمواجهات وما شابه. يذهب الأمريكيّون ويلتقون بهؤلاء السعوديّين من أجل تحريضهم ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة؛ حسناً، إن كنتم تريدون أن تحرّضوا أحداً، فلِمَ لا تحرّضون الصهاينة، الذين هم خدّامكم؟ -هم بمعنى ما خدّام، وبمعنى أسياد- لماذا تحرّضون هؤلاء السعوديّين البائسين؟ يقولون نريد للحرب أن تستعر بين المسلمين. إحدى سبلهم هو التشجيع والتحريض والحثّ لدول من هذا القبيل -وقد مثّلت لذلك بالسعوديّة- على مواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة والوقوف بوجهها ومجابهتها. إن كان لدى هؤلاء عقل، لا ينبغي لهم أن ينخدعوا بهذا العدوّ؛ إن شنّوا حرباً على الجمهوريّة الإسلاميّة، فإنّهم حتماً سيتلقّون الضربة وينهزمون. إنّهم [الأمريكان] لا يريدون تحمّل كلفة مواجهة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وشعب إيران المقتدر، [ويريدون في المقابل] إلقاءها على عاتق مثل هذه الدول في المنطقة.
الذي يجب أن تُقطع قدمه هنا.. أمريكا!
إنّ مهمّة أمريكا هي زعزعة الأمن؛ كلّ مكان وطأته أقدام الأمريكيّين في هذه السنوات [الأخيرة]، زعزعوا فيه الأمن. في أيّ منطقة -سواءً في غرب آسيا حيث نحن، أم في مناطق العالم الأخرى؛ أينما ذهبوا- زعزعوا الأمن؛ [فهم] إمّا أثاروا الحروب الداخليّة، أو جعلوا الإخوة يتقاتلون ويقتلون بعضهم البعض، أينما ذهبوا سبّبوا للناس الشقاء والتعاسة. لذلك أيضاً، يجب إزالة الوجود الأمريكي في منطقة غرب آسيا؛ ينبغي للأمريكان أن يرحلوا عن منطقة غرب آسيا؛ إنّ الذي يجب أن تُقطع قدمه من هنا هو أمريكا، لا الجمهوريّة الإسلاميّة. نحن الجمهوريّة الإسلاميّة، نحن أهل هذه المنطقة، والخليج الفارسي ديارنا، وغرب آسيا منطقتنا، المنطقة منطقتنا، وأنتم الغرباء، أنتم الذين أتيتم من المناطق البعيدة، أنتم أصحاب الأهداف الخبيثة، أنتم تريدون إيجاد الفتنة، أنتم من ينبغي عليه أن يرحل. واعلموا أنّ رِجل الأمريكان ومن شابههم ستُقطع من هذه المنطقة.
أحد الأمور المتعلّقة بمسألة دعم المنتجات الإيرانيّة والتي أؤكّد عليها وأشرت إليها مراراً -والسيّد الوزير الآن حاضر هنا- والتي ينبغي إن شاء الله أن تُتابع بشكل جدّي في الحكومة، ومن قبل أصحاب الشأن، هي مسألة الحؤول دون الواردات العشوائيّة، والمنع الجدّيّ للتهريب، حيث يشتكي الكثير من المسؤولين والناشطين على صعيد قضيّة المنتجات الإيرانيّة [مثل] أصحاب العمل، المستثمرين، العمّال المهرة، وآخرين من استيراد البضاعة الأجنبيّة، وغالباً ما تكون أدنى مستوى من حيث الجودة، وتُنافِس -تنافساً غير عادل وغير متوازن- البضاعة الإيرانيّة، وتحدّ من انتشارها؛ هذه من جملة الأمور التي يجب منعها والحؤول دون وقوعها. بالطبع، المطالب التي عرضها السيّد الوزير اليوم هنا، والأعمال التي أُنجزت، وتُنجز، هي أعمال مهمّة؛ إن شاء الله يُعمل على تحقّقها، وتُرى نتائج الأعمال، وتكون ملموسة ومحسوسة؛ نسأل الله أن يؤول مصير شريحة العمّال، وخاصّة الشباب منهم، يوماً بعد يوم، نحو مستقبل أكثر طمأنينة وأملاً.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته