مقتطفات عن سیرة السیدة فاطمة الزهراء(ع) وفضائلها

قيم هذا المقال
(2 صوت)

بنت خیر الكائنات وسید الأنبیاء والرسل محمد بن عبدالله (ص). أمها أم المؤمنین خدیجة الكبری بنت خویلد(ع).

أبتدیء كلامي بقول العلامة الإربلي: "فلنبدأ الآن بذكر فاطمة علیها السلام التي زاد إشراق هذا النسب باشراق أنوارها واكتسب فخراً ظاهراً من فخارها، واعتلی علی الانساب بعلو منارها وشرف قدره بشرف محلّها ومقدارها، فهي مشكاة النبوة التي أضاء لألاؤها،..... وعقلیة الرسالة التي علت السبع الشداد مراتب علا وعلاء.... 1 إنّ فاطمة علیها السلام هي سلیلة النبوة ورضیعة درّ الكرم والأبوة ودرة صدف الفخار وغرّة شمس النهار....

الزهرة الزهراء والغرة الغراء، العالیة المحل، الحالّة في رتبة العلاء السامیة، المكانة المكینة في عالم السماء، المضیئة النور، المنیرة الضیاء، المستغنیة باسمها عن حدّها ووسمها، قرة عین أبیها وقرار قلب أمهاو....2

وماعسی الكاتب أن یكتب عن هذه البضعة الطاهرة وأي قلم یرقی لها لیكتب عنها بل أي بنان یستطیع أن یحیط بكنه وجودها وسر تكوینها.

أمّاه! إنّ كلماتي هذه لا تتعدی أن تكون مرآة تعكس جرءاً ضئیلاً مما أنت علیه. إنّ الفقرات التي أكتبها ما هي إلا مختصرة عن شخصیة الزهراء علیها السلام، ومروراً سریعاً علی بعض جوانب حیاتها المباركة.

أبتديء بفضائلها في القرآن والسنة:

في القرآن الكریم:

الآیات التي نزلت بحق الزهراء علیها السلام وبحق أهل البیت علیهم السلام كثیرة حتی أنّ الامام أمیر المؤمنین (ع) قال: " نزل القرآن أرباعاً: فربع فینا وربع في عدونا وربع في سیر وأمثال وربع فرائض أحكام ولنا كرائم القرآن"3، أذكر هنا بعض ما نزل بحق أهل البیت (ع) ومنهم فاطمة الزهراء علیها السلام4:

1. (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنت الله علی الكاذبین)3. في العیون عن الكاظم (ع): لم یدع أحد أنّه أدخله النبي (ص) تحت الكساء عند المباهلة للنصاری إلّا علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسین(ع) فكان تأویل قوله عزوجلّ أبناءنا الحسن والحسین ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن ابي طالب علیهم صلوات الله5.

2. (إنّما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا)6.

عن یحیی بن عبید عن عمر بن أبي سلمة ربیب النبي (ص) قال: نزلت " إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا" في بیت أمّ سلمة فدعا النبي (ص) علیا وفاطمة وحسنا وحسیناً (ع) فجللهم بكساءٍ، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بیتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا"، قالت أم سلمة: وأنا معهم یا نبي الله؟ قال: أنت علی مكانك وأنت علی خیر7.

3. (إهدنا الصّراط المستقیم) 8. عن السّدي عن أسباط ومجاهد عن عبدالله بن عباس في قوله: " إهدنا الصراط المستقیم" قال : "قولوا معاشر العباد أرشدنا الی حبّ النبي (ص) وأهل بیته (ع)9.

4. (من ذا الذي یشفع عنده إلّا بإذنه)10، قال النبي (ص) لفاطمة: "فإذا كان یوم القیامة تشفعین أنت للنساء وأنا أشفع للرجال"11.

في السنة النبویة:

لقدد تكررت شهادة النبي (ص) في فضل فاطمة (ع) وسمو منزلتها وارتفاع مقامها، حتی أنّ المتتبع یستطیع أن یجمع من أحادیثه (ص) فیها كتاباً كبیراً. وقد خصص العلامة السید المرتضی الحسیني الفیروزآبادي في كتابه "فضائل الخمسة من الصحاح الستة" باباً لما ورد عن النبي (ص) بحق فاطمة الزهراء (ع) ویذكر فضائلها (ع)12. أقتبس منه بعض الاحادیث:

1. روی الحاكم النیشابوري 13 عن عبیدالله بن أبي رافع عن المسوّر، قال رسول الله (ص) بحق: " إنما فاطمة (ع) شجنة مني یبسطني ما یبسطها ویقبضني ما یقبضها"14.

2. روی الحاكم15 أیضا بسنده عن ابن عمر: " إنّ رسول الله (ص) كان إذا خرج في غزاة كان آخر عهده بفاطمة (ع) واذا رجع كان أول عهده بها.

3. روي في "كنز العمال": " إنّ الله عزوجل یغضب لغضب فاطمة ویرضی لرضاها" . قال: أخرجه الدیلمي عن علي (ع) وذكره ثانیاً في الصفحة المذكورة باختلاف یسیر، ولفظه: إنّ الله لیغضب لغضبك ویرضی لرضاك، قال: أخرجه أبو یعلي والطبراني وأبو نعیم في فضائل الصحابة"16.

4. قال علي (ع): " إنّ النبي (ص) قال لفاطمة (ع): ألا ترضین أن تكوني سیدة نساء أهل الجنة"17.

5. عن عائشة قالت: " ما رأیت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدیاً برسول الله (ص) من فاطمة بنته في قیامها وقعودها وكانت اذا دخلت علیه (ص) قام الیها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي (ص) اذا دخل علیها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها"18.

ولادتها علیها السلام:

ولدت فاطمة الزهراء (ع) في جمادي الآخرة یوم العشرین منها، سنة خمس وأربعین من مولد النبي (ص) وكان بعد مبعثه بخمس سنین19.

زواجها علیها السلام:

من المتسالم علیه ان النبي (ص) ردّ كل من خطب فاطمة الزهراء (ع) بقوله: أنتظر بها القضاء، فإنّ أبابكر خطبها الی النبي (ص) فقال النبي (ص): انتظر بها القضاء، فذكر ذلك أبوبكر لعمر فقال له عرم: ردّك یا أبا بكر. ثمّ إنّ أبا بكر قال لعمر: اخطب فاطمة (ع) الی النبي (ص) فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبي بكر، فاخبره فقال له: ردّك یا عمر20. ویقول ابن أبي الحدید21:" وإنّ إنكاحه علیا (ع) إیاها ما كان إلا بعد أن أنكحه الله تعالی إیاها في السماء بشهادة الملائكة".

نصرتها (ع) لأمیر المؤمنین علي (ع) ودفاعها (ع) عن الامامة:

یقول الكلیني22 : " عن أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) قالا: إنّ فاطمة (ع) لما أن كان من أمرهم ما كان ـ أخذت بتلابیب عمر فجذبته إلیها ثم قالت: أما والله یا ابن الخطاب لو لا أني أكره ان یصیب البلاء من لا ذنب له، لعلمت أني سأقسم علی الله ثمّ أجده سریع الاجابة".

ویثول ابن شهر آشوب 23: " دخلت أم سلمة علی فاطمة (ع) فقالت لها: كیف أصبحت عن لیلتك یا بنت رسول الله (ص)؟ قالت: أصبحت بین كمد وكرب، فقد النبي (ص) وظلم الوصي، هتك والله حجابه، أصبحت إمامته مقبضة علی غیر ماشرع الله في التنزیل وسنّها النبي (ص) في التأویل....".

وأقول إنّ ما مرّ علیك هو بعض الموارد في دفاعها عن بعلها لابما أنه بعلها من حیث إمامته وقیادته للأمة وقد كان دورها العظیم في الذبّ عنه في أقوالها وأفعالها التي صدرت منها في الحوادث القریبة بموت النبي (ص) علیه وآله وسلم.

یقول الشیخ عباس القمي 24 : " اختلفت الأقوال في مدة مكث فاطمة (ع) بعد وفاة النبي (ص) فالمكثر یقول: ستة اشهر 25 والمقلل یقول: أربعین یوماً26 والذي اختاره أنها مكثت بعد أبیها (ص) خمس وتسعین یوماً27 وقبضت في ثالث جمادي الآخرة28".

---------------------------------------------

1. كشف الغمة في معرفة الأئمة: أبوالفتح علي بن عیسی الإربلي، دار الاضواء، بیروت، ط 2، 1405هـ، 2/76.

2. م، ن:2/81

3. راجع للاستزادة آیات الولایة: سید كاظم ارفع، فیض كاشاني، طهران، ط 1، یذكر فیه 286آیة في أهل البیت علیهم السلام.

4. آل عمران/61.

5. تفسیر الصافي: ملّا محسن فیض الكاشاني. نشر مكتبة محمودي، طهران، لا تا، ص 107.

6. الأحزاب /33.

7. ینابیع المودة: سلیمان بن ابراهیم بابا خواجة الحسیني البلخي القندوزي، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بیروت، لاتاء 1/106.

8. الفاتحة/6.

9. مناقب آل ابي طالب: أبوجعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروري المازندراني، تصحیح وتعلیق السید هاشم الرسولي المحلاتي، مؤسسة انتشارات علامة، المطبعة العلمیة، قم، لاتا: 3/73.

10. بقرة /255.

11. بحار الأنوار: محمد باقر المجلسي، دارالكتب الاسلامیة، طهران، ط 4، 1362 ش: 44/293.

12. م.ن: 3/152 ـ 204.

13. المستدرك علی الصحیحین؛ أبو عبدالله الحاكم النیشابوري، وبذیله التلخیص للحافظ الذهبي، بإشراف یوسف عبدالرحمن المرعشلي، دارالمعرفة، بیروت، لاتا: 3/154.

14. الشجنة: الشعبة من كل شي، المعجم الوسیط: ابراهیم مصطفی وآخرون، دار الدعوة، تزكیة، 1410 هـ (شجن).

15. المستدرك علی الصحیحین: 1/489.

16. كنز العمال في سنن الاقوال الافعال: علاء الدین علي المتقي بن حسام الدین الهندي. تفسیر الشیخ بكر حیاني. تصحیح الشیخ صفوة السقا. مؤسسة الرسالة، بیروت، ط5، 1405هـ 12/111 وفیه فصل خاص في فضائل الزهراء علیها السلام، ص 105ـ 112.

17. م، ن: 12/110.

18. المستدرك علی الصحیحین: 4/272.

19. الكافي: 1/458، مناقب آل ابي طالب: 3/357 وفي زمن ولادتها اختلاف فراجع كتب التراجم.

20. الطبقات الكبری؛ محمد بن سعد، دارصادر، بیروت، 1405هـ: 8/19.

21. شرح نهج البلاغة؛ عبدالحمید بن أبي الحدید المعتزلي. تحقیق محمد أبو الفضل ابراهیم مؤسسة اسماعیلیان، قم، ط1، لاتا، 9/193.

22. الكافي: 1/460 باب مولد الزهراء علیها السلام.

23. مناقب آل ابي طالب: 2/205 ورواه عنه بحار الانوار: 43/156.

24. بیت الاحزان في مصائب سیدة النسوان: الشیخ عباس القمي. تقدیم وتحقیق باقر قرباني زرین. مؤسسة نبأ، المطبعة شفق، ط1، 1414هـ، ص 272.

25. مقاتل الطالبین؛ ابوالفرج الاصفهاني، شرح وتحقیق السید احمد صقر. دارالمعرفة، بیروت، لاتا: ص 49؛ كشف الغمة: 2/125؛ الاصابة في تمییز الصحابة؛ شهاب الدین ابوالفضل احمد بن علي بن حجر العسقلاني. دار إحیاء التراث الأدبي، بیروت، ط 1، 1328هـ 4/379؛ بحار الانوار: 43/183 و200.

26. مقاتل الطالبین: ص 49؛ بحار الانوار: 43/214.

27. كشف الغمة: 2/125؛ الاصابة:4/ بحار الانوار: 43/189.

28. بحار الانوار: 43/170و215

قراءة 3857 مرة