منشأ القيم في المنظور القرآني

قيم هذا المقال
(0 صوت)
منشأ القيم في المنظور القرآني

هناك أكثر من خمسين آية في القرآن الكريم قرنت الايمان بالعمل الصالح، باعتبارهما شرطين للسعادة، كما في قوله تعالى:
(الذين آمنوا وعملوا الصالحات)[17].
وفي قوله عزوجل:
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبداً)[18].
وفي قوله تعالى:
(ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو اُنثى وهو مؤمن فاُولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)[19].
وثمة آيات أخرى أشارت للايمان وحده، باعتباره شرطاً للسعادة، كما جاء في قوله تعالى:
(وعد اللّه المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من اللّه اكبر ذلك هو الفوز العظيم)[20].
وتوجد طائفة ثالثة من الايات اعتبرت العمل الصالح هو شرط السعادة كما قال تعالى:
(للذين أحسنوا الحسنى وزياة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة اُولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)[21].
وطرحت بعض الايات إطاعة اللّه والرسول باعتبارها ملاكاً للسعادة كما في قوله تعالى:
(تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)[22].
ومعلوم أن إطاعة اللّه ورسوله مترتبة أساساً على الايمان بهما.
وفي قبال الايات السابقة هناك آيات كثيرة اُخرى تدلّ على أن الكفر باللّه والانبياء واليوم الاخر يقود الى العذاب والخسران الابديين، ولكننا نحجم عن ذكرها تحاشياً للاطالة، كما أن هناك آيات اعتبرت إطاعة الشيطان والظلم والطغيان وأمثالها من عوامل الفساد، مشيرة الى أنها توجب دخول النار.
وثمة آيات أكّدت أن ليس لعمل الكفار قيمة أخلاقية، كما قال تعالى:
(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً واُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صرّ أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم اللّه ولكن أنفسهم يظلمون)[23].
وقال أيضاً:
(مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد)[24].
وقال أيضاً:
(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)[25].
وقال أيضاً:
(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً)[26].

قراءة 895 مرة