المحاور الأساسية لمحادثات فيينا.. ما هي؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
المحاور الأساسية لمحادثات فيينا.. ما هي؟

تواصل الجمهورية الاسلامية الايرانية مفاوضاتها مع دول مجموعة 4+1 في فيينا، ومن اجل الوصول الى تحليل دقيق عن هذه المفاوضات فلابد من معرفة المحاور الأساسية لها، فما هي هذه المحاور؟
يجري الوفد الايراني المفاوض وعلى رأسه علي باقري مساعد وزير الخارجية في الشؤون السياسية، محادثات في فيينا مع وفود دول مجموعة 4+1، وفي الاسبوع الماضي قدم الوفد الايراني وثيقتين تتضمن مقترحات ايران في موضوعي إلغاء الحظر والقضايا النووية، عادت على إثرها الوفود الى عواصمها للتشاور بشأن هاتين الوثيقتين. وتنتظر ايران الرد، ومن المقرر ان تبين الدول مواقفها تجاه الوثيقتين خلال هذه الجولة من المحادثات.

هناك عدة محاور هامة بخصوص هذه المحادثات:


الاول) عماذا تبحث ايران و4+1؟ 
الجانب الايراني بصدد إلغاء الحظر، فيما الجانب المقابل بصدد إحياء الاتفاق النووي وهذا يعني عودة أميركا دون ثمن الى طاولة المفاوضات واستمرار ايران في تنفيذ التزاماتها دون ان تحصل على منافع من تنفيذ هذه الالتزامات. بينما تقول ايران أنه سواء مع الاتفاق النووي او بدونه، فإن هدفها الأساس هو إلغاء الحظر بشكل ناجز دون مماطلة، واذا كان مقرر ان تنفذ التزاما ما، فمن المؤكد لابد ان ترى شيئا بالمقابل وبشكل عملي.

 

الثاني) ايران تمسك بزمام المبادرة:
في هذه الجولة من  المحادثات يمسك الفريق الايراني بزمام المبادرة. فإيران هي التي تقدم مقترحات موثقة وعلى الجانب الغربي ان يبدي وجهة نظره بشأن الوثيقة الايرانية. وخلافا لما سبق، فإن الفريق الايراني المفاوض يسعى لدخول المفاوضات بتخطيط دقيق. وهذه خطوة الى الامام.

 

الثالث) ما هو شرط ايران المسبق؟

شرط ايران المسبق منطقي تماما، فهي تقول في البداية ألغوا حالات الحظر التي فرضت بعد الاتفاق النووي لكي نتمكن من العودة الى ما كان عليه الوضع في سنة التوقيع على الاتفاق. وإن لم يتحقق ذلك فإن أي ادعاء من الطرف المقابل بمعنى الاستهزاء بالمفاوضات والاتفاق النووي. فقد نفذت طهران في السنوات التي تلت التوقيع على الاتفاق النووي كل التزاماتها، وفي المقابل لم يتم إلغاء أي حظر عليها بل فُرضت عليها حالات حظر أخرى من قبل أميركا. فحتى لو تم إلغاء حالات الحظر هذه فمازالت هناك حسابات لابد من تسويتها، إذ على الطرف المقابل ان يعوض عن خسائر ايران بسبب الحظر او بسبب التنصل من وعوده، وأن ينفذ التزاماتها التي وعد بها في الاتفاق النووي في أسرع وقت.

 

الرابع) إما الاتفاق على كل شيء او لا إتفاق:

أعلنت ايران مرارا في المفاوضات السابقة انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن كل شيء، فمن الناحية العملية لا يوجد أي اتفاق. ومصداق هذا الامر جاء بخصوص المفاوضات التي خاضها مساعد وزير الخارجية الايراني السابق في الشؤون السياسية عباس عراقجي منذ نيسان/أبريل الماضي، حيث تم إدراج بعد البنود داخل اقواس، ولكن لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي بشأنها، وتقول ايران انه لا يوجد هناك أي اتفاق من الناحية العملية، فالجانب الايراني يقول ان الحكومة قد تغيرت، واذا لم يتم التوصل الى اتفاق وهو كذلك، فيجب التفاوض بشأن كل شيء.

 

الخامس) الصين وروسيا دول مؤيدة لإيران:

في هذه الجولة من المفاوضات يتماشى موقف الصين وروسيا مع ايران. فبالتزامن مع المفاوضات طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أميركا بالتعويض عن الخسائر بسبب خروجها من الاتفاق النووي، فيما أيدت الصين الخطوط العامة للوثيقة التي قدمتها ايران في هذه الجولة.

 

السادس) ماذا تفعل أميركا؟

أميركا وكعادتها تدخل الميدان بالتهديد والوعيد، ورغم انها لا تشارك في هذه المفاوضات بشكل مباشر، ولكنها تريد مواصلة سياسة العصا والجزرة من خلال تصريحات هذا المسؤول او ذاك، يقول روبرت مالي مسؤول سياسة العصا والجزرة: ان فشل مفاوضات فيينا، سيتبعه ضغوط اقتصادية ودبلوماسية مكثفة على ايران.

إن الخطأ الذي ترتكبه أميركا اليوم هو أنها تحولت بقضها وقضيضها الى عصا ولم تعد لجزرتها خلف الطاولة أي جاذبية بالنسبة للجانب الايراني. كما أثبتت ايران أنها لا تستسلم للضغوط مهما بلغت، بل انها تعبئ نفسها وتواجهها. وفي الوقت الراهن لا يبدو ان اميركا مستعدة للتخلي عن سياستها القديمة والرضوخ للواقع الايراني، لذلك من المتوقع ان تواصل ذات السياسة البالية.

 

السابع) ماذا يفعل الإعلام المعادي؟

الإعلام الأميركي والبريطاني وتوابعه في المنطقة كالإعلام السعودي أو الإعلام المناوئ للنظام الاسلامي، يمارس هذه السياسة بالإيحاء أن المفاوضات فاشلة، ويحاول تضخيم الاختلافات وتشويه الصورة. ومن جهة اخرى يسعى هذه الاعلام الى إلقاء اللوم على الجانب الايراني في فشل المفاوضات. فضلا عن بث اكاذيب إعلامية عن الوفد الايراني من قبيل ادعاء ان الوفد الايراني يضم 40 شخصا ويقيمون جميعهم في فندق "كوبورغ" ويفرضون تكاليف باهظة على دافعي الضرائب الايرانيين، في حين ان هؤلاء الـ40 شخصا سافروا الى فيينا في أرخص طيران ولم يقيموا في فندق "كوبورغ".

 

الثامن) تغيير الحكومة في ايران:

قد تكون أهم نقطة في هذه الجولة من المفاوضات، والتي قد تترك أثرا كبيرا على مسار المفاوضات هي تغيير الحكومة في الجمهورية الاسلامية الايرانية. فالحكومة الجديدة لم تضع كل بيضها في سلة المفاوضات، وهذه هي الورقة الرابحة الأساسية لإيران في هذه الجولة. والآن فإن الاطراف الغربية تدرك ان ايران لم تربط وضعها المعيشي بالمفاوضات، وأن الحكومة الجديدة وضعت على جدول اعمالها تعزيز القدرات الداخلية لإحباط أثر الحظر، الامر الذي يدفع الغربيين الى إدراك أن أداتهم (الحظر) لم تعد فاعلة كما يأملون، ولن توفر لهم قدرة كافية على المساومة.

 

قراءة 744 مرة