في ظل تواصل المباحثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي لرفع الحظر عن ايران وتمسك طهران بشروطها تطرح تساؤلات كثيرة.
يرى خبراء بالشؤون الاستراتيجية الدولية، ان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا كان لها تداعيات على مباحثات فيينا لرفع الحظر عن ايران.
ويقولون، إن العقوبات الإقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا، اثرت على استراد النفط والغاز الروسي وكذلك سعر النفط العالمي، وهذا ادى الى التأثير على مسار محادثات فيينا لرفع الحظر عن ايران في فيينا.
ويضيفون، إن واشنطن لديها سيناريوهات جديدة لمسار مباحثات فيينا، السيناريو المنطقي يقول انها سوف تعجل بالاتفاق النووي الايراني، لانها ستحتاج الى نفت وغاز ايران لكي يتم تصديره وتضخ طهران كل طاقتها من النفط والغاز، وهذا سوف يخفض سعر النفط العالمي، والسيناريو الثاني، الولايات المتحدة قد تتشدد على موقفها ولن تقدم اي تنازلات في الاتفاق النووي في حين انتصرت روسيا في ازمتها مع اوكرانيا.
ويوضح الخبراء، ما سيترتب على الاتفاق النووي الايراني من السماح للطهران من انتاج وبيع النفط، سيكون له تداعيات ايجابية على سعر النفط العلمي، موكدين على ان تأخير او تعجيل الاتفاق النووي ورفع الاحظر عن ايران في مباحثات فيينا متعلق بمجريات الأزمة الأوكرانية.
بدورهم يقول باحثون سياسيون ان المراقبيين الاوروبيين يتفاءلون بنسبة 60 بالمئة بنجاح مباحثات فيينا وبانها ستؤول الى اتفاق قريب.
ويوضح الباحثون، أن تسديد بريطانيا ديون إيران المستحقة عليها يؤشر الى ميل الادارة الاميركية الى اراحة ملف الاتفاق النووي الايراني، مشيرا الى ان هذا المؤشر ليس حاسما بالنسبة الى نية واشنطن لاحياء الاتفاق النووي.
ويشيرون، الى ان الولايات المتحدة الاميركية تمر في ازمة حاليا، حيث انها لو تقدمت الى الامام تقع في مشكلة وان رجعت الى الوراء تقع في مشكلة، حيث انها ان رفعت العقوبات عن ايران فانها ستعلن افلاس هيمنتها الامبريالية للعلن، وان ابقت العقوبات ستتحمل اعباء ومشاكل جديدة في المنطقة بما لهذه العقوبات من تداعيات، موكدا على ان اميركا تميل الى الوصول الى اتفاق نووي قريب ولكن بشروطها حيث ان تبقى طهران في اطار سياستها الامبريالية وهذا ما ترفضه طهران.
ويؤكد الباحثون السياسيون، بأن الازمة الأوكرانية اثبتت عجز اميركا في مواجهة التحديات الكبرى، وبانها لاتمتلك القدرة على حل الأزمات.
ويلفت الباحثون الى ان الرئيس الاميركي جوبايدن يميل الى احياء الاتفاق النووي الايراني لانه بحاجة ماسة الى اي انجاز حتى يرمم صورة الرئيس الاميركي القوي الحازم في قراراته والمحافظ على المصالح الاميركية.
ويرى الباحثون السياسيون، ان واشنطن تجاورزت اعتراضات الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج الفارسي بشأن مسار محادثات فيينا والاتفاق النووي الايراني ولم يتبقى لدى الادارة الاميركية سوى ترتيبات داخلية وسيعلن الكونغرس في الاخير عن قبوله لعودة واشنطن الى الاتفاق النووي.
ويقول خبراء استراتيجيون، إن المؤشرات الدولية والاقليمية المستحدثة والاضطربات الاقتصادية في داخل اميركا والدول الاوروبية، ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مسار ونتائج مباحثات فيينا.
ويرى الخبراء الاستراتيجيون ان ايران منذ بداية المباحثات في فيينا أعلنت استعدادها من اجل رجوع اميركا الى الاتفاق النووي، لكن الاميركيين خلال المباحثات خلطوا الاوراق والقضايا الخارجة عن اطار الاتفاق النووي حتى يتملصوا من كامل تعهداتهم في الاتفاق.
ويوضحون، أن الامركيين حتى الان لم يقبلوا بالضمانات الايرانية المطلوبة وفي المقابل طرحوا عدة سيناريوهات منها ان الشركات الاميركية الكبيرة تريد الاستثمار في النفط و الغاز والكميائيات داخل ايران لكن طهران رفضت هذا السيناريو.
ويشدد الخبراء الاستراتيجيون، على ان واشنطن ان عادت الى الاتفاق النووي سيكون لعودتها انعكاسات ايجابية على الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث ستعزز مكانتها وقوتها في مستويات مختلفة، وان لم تعد واشنطن الى الاتفاق سنشهد فيوقت قريب اتفاقيات بين وزارة النفط الايرانية وبين شركات نفط روسية، وستطور برنامجها النووي وفي كلا الحالتين اميركا المتضرر الاكبر.