الامين العام لحزب الله تطرق في بداية كلمته بمناسبة ذكرى عاشوراء حول ما تعرض له القرآن الكريم من مهانة وطالب بالرد باعتباره تعدٍ على الاسلام نفسه.
ويرى المستشار في العلاقات الدولية د. قاسم حدرج، ان عاشوراء لم تعد مدرسة عزاء بل اصبحت مدرسة فداء. وقال:ان الشباب المؤمن خرج خلال الظروف المناخية القاسية، باعداد تفوق اعداد كل سنة، ليدل على ان الانتساب لهذه لمدرسة عاشوراء يزيد كل سنة، رغم شدة الحصار وتكاتف الاعداء وفتح كل الجبهات على هذه المدرسة، كالثقافية والاجتماعية والدينية وصولاً الى المساس بالمقدسات الاسلامية.
واوضح، ان ثورة الامام الحسين "عليه السلام" لم تكن ثورته دنيوية ولم تكن له مطالب، وانما كانت من اجل الاصلاح في امة جده، وقال "ألا ترون كتاب الله لا يعمل به" وبالتالي خرج دفاعاً عن القرآن، مشيراً الى ان الجموع التي خرجت في مسيرات عاشوراء ورفعت القرآن الكريم رداً على الاساءة اليه، جاءت لتؤكد للامام الحسين "عليه السلام" بانها مستعدة للدفاع عن الاساءة للقرآن، ولان وراء هذا الفعل المهين هي خلفية استكبارية "امريكية اسرائيلية" لزرع الشقاق مجدداً ما بين المسيحية والاسلام وادخال الدول في اتون صراعات كبرى.
من جانبه، اكد الخبير في الشؤون الاسرائيلية نهاد ابوغوش، ان كيان الاحتلال الاسرائيلي بطبيعته العنصرية معادي للانسانية وللآخر ان كان مختلفاً قومياً او دينياً او عرقياً، ولذا فهو لا يتورع عن تدنيس مقدساته
وقال: ان الاسرائيليين خلال مسيراتهم كانوا يسبون النبي "صلى الله عليه وآله" ويدنسون المسجد الاقصى، ولذلك كان هذا الرد الخلاّق الذي اوجده سماحة السيد حسن نصرالله بان الرد يجب ان يكون وطنيا وقوميا واسلاميا وحتى انسانيا ايضاً بمعنى ان المساس بمقدسات المسلمين سواء القرآن الكريم او ذكر النبي او تدنيس المسجد الاقصى، هذا يمس مشاعر ووجدان وعقيدة ملياري مسلم على مستوى العالم، وان هذا ليس شأناً فردياً خاصاً كي يصنف تحت خانة التعبير.
واوضح، ان الجميع يعلم ان بعض الدول الاوروبية تحاكم من ينتقد "اسرائيل" باعتباره معادياً للسامية وتقول ان هذا لا يندرج تحت حرية التعبير وهي جريمة ضد السامية، فعلى سبيل المثال يحاكمون من يعيد النظر في موضوع المحرقة او يشكك بها واسبابها، ولذلك وضع سماحة السيد نصرالله الامور في نصابها ورد خلال كلمته في ذكرى عاشوراء على الاساءة للقرآن الكريم، ودعا دول منظمة التعاون الاسلامية لاتخاذ الموقف الحاسم، واذا لم تقوم بواجباتها والرد بمستوى الاعتداء، فليقم الشباب المسلم بمسؤوليته ويعاقب المعتدين.
ووصف ابوغوش، ربط السيد نصرالله ما بين استفزاز مشاعر المسلمين وبين استفزاز وجودهم وكرامتهم ومقدساتهم وحتى حقوقهم الانسانية، بانه مبدع.
بدوره، اشار الباحث والاكاديمي الدكتور حامد الكعبي، الى ان الجماهير في مسيراتها العاشورائية ان كانت العراق او في ايران او في لبنان او في البحرين عبرت عن تعبير ورسالة واضحة للامام الحسين "عليه السلام" بأنها سائرة على خط نهجه.
واوضح، انه رغم ارتفاع درجة الحرارة الشديد في العراق، الا انه لم يكن عائقاً امام خروج الجماهير في المسيرات العاشورائية واعلان الولاء المطلق للامام الحسين "عليه السلام" واستعدادها التام والجهوزية الرائعة من اجل الاستشهاد على نفس المنهج الذي سار عليه الامام الحسين "عليه السلام" ولخط اهل البيت "عليهم السلام" من اجل تحقيق العدل وازالة الظلم.