وارث الكندي
جربت الشعوب العربية والإسلامية منذ إنشاء الدويلة اللقيطة كل الطروحات والأفكار والنظريات، بدءا من الشيوعية ثم القومية وبعدها العلمانية بكل أنواعها الليبرالية والحداثوية، وانتهاء بالفكر الشوفيني البعثي وفتاوى الدم الوهابية، فلم تنتج هذه الأفكار والنظريات والحكومات التي تبنتها تحرير البقاع المقدسة المغتصبة، بل أدت في المحصلة النهائية والنتائج المترشحة إلى التطبيع مع الصهاينة والاعتراف بوجودهم على الأرض المحتلة واعطائهم الشرعية، بل أمسى المقاوم والمطالب بحقه وأرضه وفق مفاهيمها إرهابيا، ومصنفا وفق المقاسات الأمريكية والغربية وذيولهم من الحاكمين والمتسلطين على رقاب شعوبنا العربية المسلمة بأنه خارج عن القانون ومتمردا، وظهر جليا واضحا أن هذه الطروحات والنظريات ما هي إلا لترسيخ القمع والدكتاتورية والنهب الأمريكي والصهيوني والغربي لخيرات ومقدرات شعوبنا، فلم يبق أمام الشعوب الإسلامية سوى الإسلام المحمدي الاصيل الضامن استرجاع حقوق شعوبنا المضطهدة المظلومة من براثن ونير المستعمر، وبالأخص مقدساتهم المغتصبة في فلسطين الحبيبة وبقية أراضيها، وهنا لا نقصد أي إسلام، فهناك الإسلام الأمريكي وهناك الإسلام الوهابي وهناك إسلام الطقسنة، وغيرها من أنواع الإسلام المصطنع الذي لا يتسق مع القرآن وسنة رسوله الكريم (ص) الصحيحة، او الذي نسميها بالنسخ المشوهة للإسلام، فحين اتخذ الشعب الإيراني المسلم هذا النهج الإسلامي الصحيح رأينا كيف أسقط عرش الطاووس الشاهنشاهي، وأصبحت إيران حرة القرار لا تنتمي للشرق أو الغرب، وهكذا حين بدأ الشعب العراقي ينتهج الطريق الصحيح للإسلام وأطاع مرجعياته الدينية الربانية قضى على مؤامرة داعش والتكفيريين، ونتوقف هنا لعرض سريع لشريط الجهاد الفلسطيني، فمنذ وضع المجاهدون الفلسطينيون أقدامهم على النهج الإسلامي الصحيح تاركين نسخه المشوهة وكل الطروحات السابقة، رأينا كيف كسروا أسطورة الصهيونية وأمريكا ومحورها وخلفائها وحلفائها مستفيدين من التجربة الإيرانية والعراقية واللبنانية واليمنية، نراهم اليوم يكسرون ويحطمون أكاذيب توراتهم المزيفة وتلمودها الدموي وتفاسير القبالاه والمنشا، لنخرج بالنتيجة النهائية أن الإسلام المحمدي الأصيل هو ضمانة الشعوب المستضعفة في تحرير أرضها ورسم مستقبلها الزاهر..فمثلما لم تسقط لبنان وسوريا واليمن والعراق بضمانة الإسلام ودعم السائرين بآفاقه الرحبة لهذه الشعوب، ستتحرر القدس وفلسطين بذات الضمانة،(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين).