نشرت صحيفة "موند أفريك" تقريرا يتحدث عن الحرب الاسرائيلي على غزة واكدت أن تأثيرها سيكون سلبياً أكثر عليها من على فلسطين، وأن هذه الحرب الاستعمارية التي تشنها ستفشل مثلما فشلت جميع المشاريع الاستعمارية وسوف تختفي الصهيونية.
تحدث موقع "موند أفريك" الفرنسي، في تقرير عن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي لا تزال تلقى دعماً وضوءاً أخضر من الولايات المتحدة الأميركية، ويشير إلى أن مستقبل الصهيونية المتمثل بـ"إسرائيل" لا يتحدث عنه أحد، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر هو على "إسرائيل" نفسها وهي الخاسر الأكبر في هذه الحرب، أكثر من الدولة الفلسطينية.
فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:
لا يزال لدى "إسرائيل" الضوء الأخضر الأميركي والدولي للاستمرار، طالما لم يتم التوصل إلى حل ما بعد الحرب، وما دام المفاوضون مستمرين في الحديث عن حل إداري ليس فقط لغزة، بل أيضاً لفلسطين والمنطقة برمتها. لكن لا أحد يتحدث أو يناقش مستقبل الصهيونية، ممثلة بـ"إسرائيل" اليوم، بينما على المدى الطويل فإن الأخيرة بشكلها الحالي أكثر عرضة للخطر من الدولة الفلسطينية.. لماذا؟
أصبحت "إسرائيل" معزولة بشكل متزايد في العالم. لقد أصبح الدعم غير المشروط نادراً على نحو متزايد، والتكاليف في الأرواح البشرية والمواد هائلة. سيتعين على "إسرائيل" أن تقوم بتقييم ما بعد هذه الحرب والكشف عنه لعامة الناس، ولن تتمكن بعد الآن من إخفاء الأرقام عندما يعود الجنود إلى منازلهم، أو عندما يعودون معوقين، أو لا يعودون على الإطلاق.
في الحرب، نصف قوة المقاتلين على الأقل تكمن في إرادتهم للقتال. لكن على الجانب الإسرائيلي، لن يكون هذا موجوداً كثيراً بـ"استثناء بين المتطرفين والمستوطنين"، بينما على الجانب الفلسطيني، فهو فطري ومتأصل في جميع السكان.
بعد الحرب، من المحتمل أن تكون هناك انتخابات في "إسرائيل". هذه لن تكون سهلة. المنافسة الشديدة ستكون بين اليمين المتطرف والمعارضة. وبغض النظر عمن سيفوز، فإن الفصيل الذي يخسر الانتخابات سيكون لديه ما يكفي من النفوذ لمنع الفصيل الذي يفوز من إدارة البلاد بشكل صحيح. وسندخل مرة أخرى في دوامة الانسداد، كما حدث في السنوات الأخيرة مع 5 انتخابات متتالية في أقل من 4 سنوات.
ناهيك عن أن عملية التطبيع مع الدول العربية ستتباطأ. والقضية الفلسطينية عادت إلى واجهة المشهد السياسي.
وبالتالي فإن الصهيونية، ممثلة بـ "إسرائيل"، هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب. ولم تكسب "إسرائيل" شيئاً لا عسكرياً ولا سياسياً، ولا في أي مجال آخر سوى زرع بذور الانتقاد، وحتى الكراهية، في جميع أنحاء العالم. ماذا ستنتج هذه البذور؟.. ومن المحتمل أن تندلع حرب جديدة ضد الصهيونية (وليس ضد اليهود) في غضون سنوات قليلة، والتي من المحتمل أن تكون أكثر فتكاً.
إن هذه الحروب التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 هي حروب استعمارية بحتة. جميع المشاريع الاستعمارية فشلت واختفت، وسوف تختفي الصهيونية أيضاً بالطريقة نفسها.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي قناة العالم وإنما تعبر عن رأي الصحيفة حصراً