محمد "ص"...عنوان الاسلام ورايته

قيم هذا المقال
(0 صوت)

محمد

محمد هو الرحمة الالهية المهداة والنعمة الربانية المسداة، هو سراج الامة الذي أنار درب المسلمين بنور القرآن ومنهج الاسلام ،هو حبيب الله وصفيه وحامل رسالته الى البشرية جمعاء ، هو أبو الاتقياء والرحماء ، هو قدوة الايمان والزهد، هو منارة القلوب وهو وهو ...

ماذا نقول عن سيدنا ونبينا محمد "ص" والكلمات أعجز من أن تعبر عن مدى عظمة هذا النبي العظيم ...ماذا نقول عن حبيب إلاه العالمين وسيد الخلق أجمعين ...ماذا نقول عن من بعثه الله رحمة للعالمين ...

في الواقع ان أعظم ما شهدته البشرية جمعاء هو هذه الظاهرة المباركة التي كانت مفصلاً تاريخياً في حياة البشر التي أخرجتهم من غياهب الجاهلية الى النور والهداية . لم يكن محمد نبيُّ الله فحسب بل كان كلمته ودستوره ودولته التي أرادها الله ،أرسله بأعظم نظام سياسي ديمقراطي على الاطلاق هو الاسلام وخصّه بمعجزة الدستور الإلهي القرآن .

لقد كان النبي محمد "ص" النور الذي أضاء بصيرة البشرية ، وقدوة في الاخلاق ،ورحمة للعالمين التي تجاوزت البشر لتشمل الجماد والحيوان ، وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائـل والخِصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق.

وأسّس النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أوّل دولة إسلامية فأرسى قواعدها ومهد لدولته العالمية القائمة على شريعة الاسلام دين الرحمة والمحبّة والسلام والدعوة إلى الخير والوحدة. فجمع القبائل المتفرقة، وأصلح بين المتخاصمين، وأذاب العداوة بين قبائلها، ووضع حدًّا للحروب التي كانت تقوم على أتفه الأسباب، وأرسى دعائم الأخلاق، وأتمَّ مكارمها، وكوَّن منها أمةً أرست دعائم الحرية، وأقامت صرح الحقِّ والعدل والمساواة بين الناس دون تفرقةٍ بينهم بلونٍ أو جنسٍ أو طبقة...

فالنبي محمد "ص" هو السياسي والقائد والمشرع الذي دعا الى الوحدة ونبذ الفتن ، وقضى حياته لتثبيت الفكر الوحدوي بين المسلمين الذي يحبه الله تعالى ليتعاونوا ويتعاضدوا في مواجهة الكفر وليتمكنوا من المحافظة على الدين الاسلام المحمدي الأصيل بعيداً عن كل تشوهات كما أراد الله عز وجل ، كما كان أول من دعا الى عدم التفرقة بين الناس "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ".

نعم محمد "ص" هو منارة الوحدة وكيف لا !!! وهو عنوان الاسلام ورايته... وهو ركن العبادات في الدين الاسلامي الذي يوحد المسلمون من مختلف المذاهب ...فلا صلاة ولا حج ولاصوم ... دون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .

إذن لقد أراد الله تعالى من خلال هذه الشهادة التي هي عبارة عن إعلان دخول الانسان للاسلام ، فلا يمكن أن يكون الانسان مسلماً دون النطق بهاتين الشهادتين ،انما للتأكيد على أن محمد "ص" هو محور الاسلام الذي يجب أن يتوحد خلفه كل المسلمين فكما الله واحد... والكعبة واحدة ...فمحمد رسول الله "ص"واحد .

إن حياة النبيّ محمّد "ص" هي المثل الأعلى للإنسانية في جميع أحوال الحياة وأوجهها؛ في السلم والحرب، في الحياة الزوجية، مع الأهل والأصحاب، في الإدارة والرئاسة والحكم والسياسة، في البلاغ والبيان، فالنبيّ "ص" هو المثل الكامل ،ولن يُصلح آخر الأمة إلا بما صلح بها أولها، ولن تقوم للأمة الإسلامية قائمة إلا بالتأسي برسول الله "ص".

ونحن الآن في أمس الحاجة الى الاقتداء برسول الله محمد "ص" حتى يصلح حالنا ، نحن بحاجة الى رحمته وهدايته ، الى وحدته التي دعا اليها كي نتمكن من مواجهة هذا الفكر التكفيري الذي يحاول تشويه دين محمد وآل محمد وهو بعيد كل البعد عن رسول الرحمة والهدى الذي بعثه الله رحمة للعالمين . فكما نلتقي برسول الله محمد "ص" مع كل نداء وإقامة صلاة فلنلتقي معه في أخلاقه ورحمته ووحدته وليكن مثلنا الذي نقتدي به في كل زمان ومكان .

قراءة 3226 مرة