السيدة الزهراء(ع).. المربية والمعلمة الأولى

قيم هذا المقال
(1 Vote)


إذا راجعنا التاريخ بكل مراحله لن نجد في طياته إلا نوراً واحداً ينبع من بيت الرسالة. وهذا النور يشع من علم سيدة نساء العالمين(ع) المربية والمعلمة الأولى...

إن السيدة الزهراء(ع) اهتمت كثيراً بموضوع التربية حيث بذلت كل ما بوسعها لترسيخ القيم التي جاء بها رسول السماحة محمد (ص) فحملتها إلى أبنائها بما يضمن نبوغهم فنجحت بذلك نجاحاً تاماً.

فما هي أهم الركائز التي تقوم عليها التربية الفاطمية التي كانت تعتمدها سيدة نساء العالمين(ع) مع أولادها؟

احترام شخصية الطفل: كانت(ع) تهتم كثيراً بشخصية أطفالها، تعاملهم معاملة الرجال في التخاطب معهم. لأن هذه المعاملة تقوي معنوية الطفل وتفهمه أنه أيضاً يتمتع بمكانة ممتازة في الأسرة والمجتمع، وبدوره ينشأ على الطموح والاستقلال والثبات بعكس الأمهات اللواتي يحتقرن أطفالهن فإنهن يقتلن بعملهن هذا  جذور الشخصية والاستقلال.

التربية على أساس الإيمان: إن التربية التي لا أساس إيماني لها بالله تعالى تعتبر بلا جدوى, لأنها تقود الطفل إلى الإنكار والجحود. أما الزهراء(ع) فبيتها المتواضع كان منارة للإيمان ومشكاة للهداية. لقد أرضعت أولادها الإيمان الخالص وغذتهم بالقيم الروحية العالية فغدوا الامتداد الخلاق للرسالة المحمدية.

الاستقامة: السلوك المستقيم هو أساس المجتمع السليم الذي يقوم على أسس متينة تتحدر من القيم الأخلاقية التي أوصانا بها الله تعالى ورسوله(ص).

فالزهراء زرعت في أولادها الصراحة والصدق والوفاء بالوعد والتاريخ يشهد.

الاعتماد على النفس: الاعتماد على النفس من الشروط الأساسية للتكامل الفردي والاجتماعي. وعلى الوالدان أن يلقنا الطفل هذا الدرس من صغره حتى ينشأ مستندا إلى عمله لا مفتخرا بأمجاده وآبائه. والزهراء(ع) والإمام علي(ع) جسدا ذلك في أولادهم. هذه التربية الفاطمية كانت نابعة من علم لا ينضب تلقته الزهراء(ع) في بيت الوحي والرسالة.

فقد كان بيتها(ع) المدرسة الأولى في الإسلام وكانت(ع) المعلمة الأولى أيضا. فكانت الزهراء(ع) تستقبل النساء المسلمات اللواتي كن يقبلن على بيتها مستفهمات متعلمات فتفيض عليهن فاطمة(ع) مما وعته وتعلمته كما كانت تشجعهن على طلب العلم والمعرفة.

إن مجمل ما ورد حول الزهراء(ع) المعلمة والأم ما هي إلا استعارة من وصف الواقع المطلوب من كل معلمة وأم أن تلتزم بهذه التعاليم لأجل إنشاء أولاد وأجيال أفضل وأحسن وأجمل ما في الوجود.

 

 

قراءة 2347 مرة