الملخص
من المباحث التي تطرح نفسها في القرآن الکریم، هو البحث عن معنی "الحیاة الطیبة".
أين الطريق إلى الحياة الطيبة؟ إن الحياة الهادئة المستقرّة مطلبُ كلِّ إنسان، ومقصدُ كلّ عاقل، فكيف نتذوّقها في أنفسنا؟ كيف نعيشها في مجتمعاتنا؟ في هذه الحياة المليئة بالتعب وفي هذه الدنيا الفانية التي بها الضيق والبلاء تتطلَّع النفوس إلى ما تنشرح له وتطمئنّ به، وتتوق القلوبُ إلى ما ترتاح به وتأنَس إليه، وتتشوَّق الأبدان إلى ما تسعَد به وتهنأ في محيطه، خاصة أننا صِرنا في زمنٍ كثرت فيه أسبابُ الهموم والأحزان، وكثُرت فيه الشواغل.
الحياةُ المعاصرة أبدعت في أساليبِ الرفاهية لبني البشر، لكنَّ الحقييقة التي يجب أن نعترف بها أن الحياة المعاصرة لم تستطِع تأمينَ الحياة الطيبة، ولا سعادة القلب، ولا اطمئنان النفس، لقد بلغ العلم الحديث درجة عالية من الرّقي، فلم يحقِّق إلا لذّةً ظاهريّة ورفاهيةً آنيّة، لم تتذوّق بها النفس الحياةَ الطيبة. فأين الطريق ؟
قد يتصوَّر بعضُ الناس الحياةَ الطيبة مقترنةً بالمناصبِ الخادعة، ويتصوّرها آخرون مع الانغماس في الشهوات وآخرون مع تشييد القصور الفخمة. ولكن هل وجدوها هناك ؟
ولكن ماذا قال واهب الحياة وخالقها قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً. الإيمان الحقُّ بالله تعالى رباً ومعبوداً هو السببُ الأعظم للحياة الطيبة، الإيمان بالله هو سكينة النفس، وهداية القلب، وهو منار السالكين وأمل اليائسين، إنه أمان الخائفين ونصرة المجاهدين. وهو بشرى المتقين ومنحة المحرومين. من ملك هذا الكون ومالكه. إنه الله، خالقُ كلِّ شيء، ربّ كلّ شيء، مدبّر الأمر وحده، الخافض الرافع، المعزُّ المذلّ، الضارّ النافع، هو الذي بيده ملكوت كلّ شيء، هو على كل شيء قدير، قيومُ السموات والأرض. فإذا علم العبدُ ذلك فقد وجب عليه أن لا يخشى إلا ربَّه، وأن لا يبتغي العزةَ إلا في طاعته والتذلّل لعظمته، وأن لا يتَّجه إلى غيره، ولا يتعلق قلبه بسواه، وأن يلجأ إليه وحده في كل ما يلمّ به من المصائب والشدائد، فهو ربّه ومالكه، ومصلحُ أمره ومدبّره. وحينئذ تطمئنّ نفسُه، ويقوى قلبه؛ لأنه يعلم أنه يأوي إلى ركن شديد، ويحتمي بملك الملوك، فقد توكَّل على الحيّ الذي لا يموت، وهذا يجعل نفسَه دائماً مطمئنَّةً وحياتَه طيبة. فيقبل المؤمن على دنياه مطمئناً هانئاً سعيداً رضياً. مهما اختلفت عليه الظروف وتقلبت به الأحوال. لا ييأس على ما فات ولا يفرح بما حصل. إيمان ورضىً مقرون بتوكل وثبات، يعتبر بما مضى ويحتاط للمستقبل ويأخذ بالأسباب، لا يسخط على قضاء الله، ولا يتقاعس عن العمل، يستفرغ جهده من غير قلق، لأن شعاره وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.
المفردات الرئیسة:
الحیاة، الطیبة، الحیاة الطیبة، العمل الصالح، الایمان.
سبب النّزول
قبل البدأ بالبحث نذکر سبب نزول الآیة الشریفة وهو کما نقل الطبرسي عن ابن عباس،أنّ رجلا من حضرموت يقال له عبدان (عیدان) الأشرع قال يا رسول الله إن امرء القيس الكندي جاورني في أرضي فاقتطع من أرضي فذهب بها مني والقوم يعلمون إني لصادق ولكنه أكرم عليهم مني فسأل رسول الله (ص) امرءالقيس عنه فقال لا أدري ما يقول، فأمره أن يحلف فقال عبدان: إنه فاجر لا يبالي أن يحلف فقال إن لم يكن لك شهود فخذ بيمينه فلما قام ليحلف أنظره فانصرفا فنزل قوله:«وَ لا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَليلاً إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (96)»فلمّا قرأهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال امرؤ القيس: أمّا ما عندي فينفد وهو صادق فيما يقول، لقد اقتطعت أرضه ولم أدركم هي، فليأخذ من أرضي ما شاء ومثلها معها بما أكلت من ثمرها، فنزل فيه:
«مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ»
إحصاء أقوال أهم المفسرین حول معنی "الحیاة الطیبة"
1- الفقیه البارع الشیخ الطوسي (385-460ه)[1]
هذا وعد من اللَّه تعالى بأن من عمل صالحاً من الطاعات سواء كان فاعله ذكراً او أنثى، وهو مع ذلك مؤمن بتوحيد اللَّه، مقرّ بصدق أنبيائه، فأن اللَّه يحييه حياة طيبة. وقال ابن عباس: الحياة الطيبة هو الرزق الحلال. وقال الحسن:هي القناعة. وقال قتادة: حياة طيبة في الجنة. وقال قوم: الأولى ان يكون المراد بها القناعة في الدنيا، لأنه عقيب ما توعد غيرهم به من العقوبة فيها مع ان اكثر المؤمنين ليسوا بمتسعي الرزق في الدنيا.
ثم أخبر انه يجزيهم زيادة على الحياة الطيبة «أجرهم» وثوابهم «بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» وإنما قال: «و لنجزينهم» بلفظ الجمع، لان (مَنْ) يقع على الواحد والجميع، فردّ الكناية على المعنى.
2- المفسر الکبیر العلامة الطبرسي (468-548ه)[2]
هذا وعد من الله سبحانه أي: من عمل عملا صالحا سواء كان ذكرا أو أنثى وهو مع ذلك مؤمن مصدق بتوحيد الله مقر بصدق أنبيائه «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً» قيل فيه أقوال، (أحدها) أن الحياة الطيبة الرزق الحلال عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء و(ثانيها)أنها القناعة والرضا بما قسم الله عن الحسن ووهب وروي ذلك عن النبي (ص)و(ثالثها) أنها الجنة عن قتادة ومجاهد وابن زيد قال الحسن لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة وقال ابن زيد ألا ترى إلى قوله يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي و(رابعها) أنها رزق يوم بيوم و(خامسها) أنها حياة طيبة في القبر
3- ابن الجوزي (511- 597ه)[3]
قوله تعالى: (فلنحيينه حياة طيبة) اختلفوا أين تكون هذه الحياة الطيبة على ثلاثة أقوال : أحدها : أنها في الدنيا ، رواه العوفي عن ابن عباس. ثم فيها للمفسرين تسعة أقوال : أحدها : أنها القناعة، قاله علي عليه السلام ، وابن عباس في رواية، والحسن في رواية ، ووهب بن منبه . والثاني : أنها الرزق الحلال ، رواه أبو مالك عن ابن عباس. وقال الضحاك: يأكل حلالا ويلبس حلالا. والثالث: أنها السعادة، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. والرابع: أنها الطاعة، قاله عكرمة. والخامس: أنها رزق يوم بيوم، قاله قتادة. والسادس: أنها الرزق الطيب، والعمل الصالح، قاله إسماعيل بن أبي خالد. والسابع: أنها حلاوة الطاعة، قاله أبو بكر الوراق. والثامن: العافية والكفاية. والتاسع: الرضى بالقضاء، ذكرهما الماوردي. والثاني: أنها في الآخرة، قاله الحسن، ومجاهد ، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن زيد، وذلك إنما يكون في الجنة. والثالث: أنها في القبر، رواه أبو غسان عن شريك.
4- ابن العربي (560 -638ه)[4]
....فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً أي: حياة حقيقية لا موت بعدها بالتجرّد عن المواد البدنية والانخراط في سلك الأنوار السرمدية، والتلذّذ بكمالات الصفات في مشاهدات التجليات الأفعالية والصفاتية وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ من جنان الأفعال والصفات بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ إذ عملهم يناسب صفاتهم التي هي مبادئ أفعالهم وأجرهم يناسب صفاتنا التي هي مصادر أفعالنا، فانظر كم بينهما من التفاوت في الحسن.
5- فخر الدین الرازي (القرن التاسع)[5]
وفي الآية سؤالات: ..... السؤال الرابع: هذه الحياة الطيبة تحصل في الدنيا أو في القبر أو في الآخرة.
والجواب فيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: قال القاضي: الأقرب أنها تحصل في الدنيا بدليل أنه تعالى أعقبه بقوله: "وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ" ولا شبهة في أن المراد منه ما يكون في الآخرة.ولقائل أن يقول: لا يبعد أن يكون المراد من الحياة الطيبة ما يحصل في الآخرة، ثم إنه مع ذلك وعدهم اللّه على أنه إنما يجزيهم على ما هو أحسن أعمالهم فهذا لا امتناع فيه.
فإن قيل: بتقدير أن تكون هذه الحياة الطيبة إنما تحصل في الدنيا فما هي؟والجواب: ذكروا فيه وجوها قيل: هو الرزق الحلال الطيب، وقيل: عبادة اللّه مع أكل الحلال، وقيل:القناعة، وقيل: رزق يوم بيوم. كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول في دعائه: «قنعني بما رزقتني»وعن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه كان يدعو: «اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا»قال الواحدي وقول من يقول: إن القناعة حسن مختار لأنه لا يطيب عيش أحد في الدنيا إلا عيش القانع وأما الحريص فإنه يكون أبدا في الكد والعناء.
واعلم أن عيش المؤمن في الدنيا أطيب من عيش الكافر لوجوه: الأول: أنه لما عرف أن رزقه إنما حصل بتدبير اللّه تعالى، وعرف أنه تعالى محسن كريم لا يفعل إلا الصواب كان راضيا بكل ما قضاه وقدره، وعلم أن مصلحته في ذلك، أما الجاهل فلا يعرف هذه الأصول فكان أبدا في الحزن والشقاء. وثانيها: أن المؤمن أبدا يستحضر في عقله أنواع المصائب والمحن ويقدر وقوعها وعلى تقدير وقوعها يرضى بها، لأن الرضا بقضاء اللّه تعالى واجب، فعند وقوعها لا يستعظمها بخلاف الجاهل فإنه يكون غافلا عن تلك المعارف، فعند وقوع المصائب يعظم تأثيرها في قلبه. وثالثها: أن قلب المؤمن منشرح بنور معرفة اللّه تعالى، والقلب إذا كان مملوءا من هذه المعارف لم يتسع للأحزان الواقعة بسبب أحوال الدنيا، أما قلب الجاهل فإنه خال عن معرفة اللّه تعالى فلاجرم يصير مملوء من الأحزان الواقعة بسبب مصائب الدنيا. ورابعها: أن المؤمن عارف بأن خيرات الحياة الجسمانية خسيسة فلايعظم فرحه بوجدانها وغمه بفقدانها، أما الجاهل فإنه لا يعرف سعادة أخرى تغايرها فلا جرم يعظم فرحه بوجدانها وغمه بفقدانها. وخامسها: أن المؤمن يعلم أن خيرات الدنيا واجبة التغير سريعة التقلب فلولا تغيرها وانقلابها لم تصل من غيره إليه.
واعلم أن ما كان واجب التغير فإنه عند وصوله إليه لا تنقلب حقيقته ولا تتبدل ماهيته، فعند وصوله إليه يكون أيضا واجب التغير، فعند ذلك لا يطبع العاقل قلبه عليه ولا يقيم له في قلبه وزنا بخلاف الجاهل فإنه يكون غافلا عن هذه المعارف فيطبع قلبه عليها ويعانقها معانقة العاشق لمعشوقه فعند فوته وزواله يحترق قلبه ويعظم البلاء عنده، فهذه وجوه كافية في بيان أن عيش المؤمن العارف أطيب من عيش الكافر هذا كله إذا فسرنا الحياة الطيبة بأنها في الدنيا.
والقول الثاني: وهو قول السدي إن هذه الحياة الطيبة إنما تحصل في القبر.
والقول الثالث: وهو قول الحسن وسعيد بن جبير إن هذه الحياة الطيبة لا تحصل إلا في الآخرة والدليل عليه قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ [الإنشقاق: 6] فبين أن هذا الكدح باق إلى أن يصل إلى ربه وذلك ما قلناه، وأما بيان أن الحياة الطيبة في الجنة فلأنها حياة بلا موت وغنى بلا فقر، وصحة بلا مرض، وملك بلا زوال، وسعادة بلا شقاء، فثبت أن الحياة الطيبة ليست إلا تلك الحياة، ثم إنه تعالى ختم الآية بقوله: وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
6- فیض الکاشاني (1007- 1091ه)[6]
یعيش عيشا طيّبا.قال: «هي القناعة و الرّضا بما قسم اللّه» وأیضا ً«في الدنيا يعيش عيشاً طيباً.القميّ قال القنوع بما رزقه اللَّه.وفي نهج البلاغة أنّه عليه السلام سئل عنها فقال هي القناعة وفي المجمع عن النبي صلَّى اللَّه عليه و آله و سلم أنّها القناعة و الرضا بما قسم اللَّه وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ من الطاعة.[7]
7- محمد جواد مغنیة (1322- 1400ه)[8]
اختلفوا في الحياة الطيبة التي ذكرها سبحانه بقوله: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً). اختلفوا: هل تحصل هذه الحياة في الدنيا أو في الآخرة؟ .. وغريب ان يختلف المفسرون في ذلك، وهم يشاهدون بالحس والعيان ان الدنيا جنة الكافر، وسجن المؤمن، ويتلون بل يشرحون قوله تعالى: «وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ وَ لِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَ سُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وَ زُخْرُفاً وَ إِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ».[9] ومن أجل هذا نرجح ان المراد بالحياة الطيبة هنا الجنة، وان قوله: ولنجزينهم أجرهم الخ عطف تفسير على قوله: فلنحيينه وتأكيد له، ومثله قوله تعالى: «إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ»[10]
8- العلامة الطباطبایي (1321- 1402ه)[11]
وقوله: «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً» الإحياء إلقاء الحياة في الشيء وإفاضتها عليه فالجملة بلفظها دالة على أن الله سبحانه يكرم المؤمن الذي يعمل صالحا بحياة جديدة غير ما يشاركه سائر الناس من الحياة العامة، وليس المراد به تغيير صفة الحياة فيه وتبديل الخبيثة من الطيبة مع بقاء أصل الحياة على ما كانت عليه، ولو كان كذلك لقيل: فلنطيبن حياته.فالآية نظيرة قوله: «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ»: الأنعام: 122، وتفيد ما يفيده من تكوين حياة ابتدائية جديدة.
وليس من التسمية المجازية لأن الآيات المتعرضة لهذا الشأن ترتب عليه آثار الحياة الحقيقية كقوله تعالى: «أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ»: المجادلة: 22، وكقوله في آية الأنعام: «وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ» فإن المراد بهذا النور العلم الذي يهتدي به الإنسان إلى الحق في الاعتقاد والعمل قطعا.
وكما أن له من العلم والإدراك ما ليس لغيره كذلك له من موهبة القدرة على إحياء الحق وإماتة الباطل ما ليس لغيره، وقد قال سبحانه: «كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»: الروم: 47، وقال: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ»: المائدة: 69.
وهذا العلم والقدرة الحديثان يمهدان له أن يرى الأشياء على ما هي عليها فيقسمها قسمين حق باق وباطل فان، فيعرض بقلبه عن الباطل الفاني الذي هو الحياة الدنيا بزخارفها الغارة الفتانة ويعتز بعزة الله فلا يستذله الشيطان بوساوسه ولا النفس بأهوائها وهوساتها ولا الدنيا بزهرتها لما يشاهد من بطلان أمتعتها وفناء نعمتها.
ويتعلق قلبه بربه الحق الذي هو يحق كل حق بكلماته فلا يريد إلا وجهه ولايحب إلا قربه ولايخاف إلا سخطه وبعده، يرى لنفسه حياة طاهرة دائمة مخلدة لايدبر أمرها إلا ربه الغفور الودود، ولا يواجهها في طول مسيرها إلا الحسن الجميل فقد أحسن كل شيء خلقه، ولا قبيح إلا ما قبحه الله من معصيته.
فهذا الإنسان يجد في نفسه من البهاء والكمال والقوة والعزة واللذة والسرور ما لا يقدر بقدر، وكيف لا؟ وهو مستغرق في حياة دائمة لا زوال لها ونعمة باقية لا نفاد لها ولا ألم فيها ولا كدورة تكدرها، وخير وسعادة لا شقاء معها، هذا ما يؤيده الاعتبار وينطق به آيات كثيرة من القرآن لا حاجة إلى إيرادها على كثرتها.
فهذه آثار حيوية لا تترتب إلا على حياة حقيقية غير مجازية، وقد رتبها الله سبحانه على هذه الحياة التي يذكرها و يخصها بالذين آمنوا و عملوا الصالحات فهي حياة حقيقية جديدة يفيضها الله سبحانه عليهم.
وليست هذه الحياة الجديدة المختصة بمنفصلة عن الحياة القديمة المشتركة وإن كانت غيرها فإنما الاختلاف بالمراتب لا بالعدد فلا يتعدد بها الإنسان، كما أن الروح القدسية التي يذكرها الله سبحانه للأنبياء لا توجب لهم إلا ارتفاع الدرجة دون تعدد الشخصية.
هذا ما يعطيه التدبر في الآية الكريمة وهو حقيقة قرآنية وبه يظهر وجه توصيفها بالطيب في قوله: «حَياةً طَيِّبَةً» كأنها- كما اتضح- حياة خالصة لا خبث فيها يفسدها في نفسها أو في أثرها.
وللمفسرين في الآية وجوه من التفسير:منها: أن الحياة الطيبة هي الحياة التي تكون في الجنة فلا موت فيها ولا فقر ولا سقم ولا أي شقاء آخر.ومنها: أنها الحياة التي تكون في البرزخ ولعل التخصيص من حمل ذيل الآية على جنة الآخرة.ومنها: أنها الحياة الدنيوية المقارنة للقناعة والرضا بما قسم الله سبحانه فإنها أطيب الحياة.ومنها: أنها الرزق الحلال إذ لا عقاب عليه.ومنها: أنها رزق يوم بيوم.
ووجوه المناقشة فيها لا تكاد تخفى على الباحث المتدبر فلا نطيل بإيرادها.
وقوله: «وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» تقدم الكلام فيه في الآية السابقة، وفي معنى الآية قوله تعالى: «وَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ»: المؤمن:40
9- العلامة فضل الله (1354- 1430ه)[12]
أما مسألة الحياة الطيبة، ما هي؟ هل هي في الدنيا، أو في الآخرة؟ وإذا كانت في الدنيا، فكيف نفسر المشاكل والصعوبات المادية والمعنوية التي تجعل من الحياة سجنا للمؤمن في مقابل الرفاهية والنعيم والغنى والقوّة التي يعيشها الكافر لتكون الدنيا جنّة له؟ على ما ورد: «إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر».
ذكر بعضهم أن المقصود بالحياة ليست هي الحياة المادية التي يعيشها الإنسان بموازين الحس والغريزة، بل هي الحياة الروحية المعنوية، ففي الحياة أشياء كثيرة غير المال تطيب بها الحياة في حدود الكفاية، فيها الاتصال باللَّه والثقة به والاطمئنان إلى رعايته وستره ورضاه، وفيها الصحة والهدوء والرضى والبركة وسكن البيوت ومودات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الحياة ... وليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند اللَّه .[13]
وهذا تفسير جميل، وتحليل جيد للمعاني الروحية التي يختزنها الإيمان في نفس المؤمن العامل بالصالحات ويثيرها في مشاعره وأجوائه، ولكن المسألة هي التقاء هذا التحليل مع سياق الآية التي وردت لبيان الجزاء الذي يمنحه اللَّه للإنسان الذي يعمل الصالحات وهو مؤمن، مما يوحي بأن هذه الحياة التي يمنحها اللَّه له مفصولة عن الواقع الذي يعيشه الآن، وليست حالة وجدانية أو عملية في دائرته. وقد نلاحظ أن ما ذكر في "المیزان"، هو من آثار الإيمان، بينما تعتبر الآية أن الحياة الطيبة جزاء العمل الذي ينطلق من الإنسان المؤمن، واللَّه العالم، ولعل الأقرب، هو أن يكون المراد منها الدار الآخرة، أو الجنة، أو ما أشبه ذلك.[14]
10- آیة الله مکارم الشیرازي؛
لقد ذكر المفسّرون في معنى الحياة الطيبة تفاسير عديدة:فبعض فسرها بالرّزق الحلال.وبعض بالقناعة والرضا بالنصيب.وبعض بالرزق اليومي.وبعض بالعبادة مع الرزق الحلال.وبعض بالتوفيق لطاعة أوامر اللّه ... وما شابه ذلك.
ولعله لا حاجة بنا للتذكير بأن مفهوم الحياة الطيبة من السعة بحيث يشمل كل ما ذكروه وغيره، فالحياة الطيبة بجميع جهاتها، خالية من التلوثات والظلم والخيانة والعداوة والذل وكل ألوان الآلام والهموم، وفيها ما يجعل حياة الإنسان صافية كماء زلال.
وبملاحظة تعبير الآية عن الجزاء الإلهي وفق أحسن الأعمال، ليفهم من ذلك أنّ الحياة الطيبة ترتبط بعالم الدنيا بينما يرتبط الجزاء بالأحسن بعالم الآخرة.وعند ما سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قوله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً، قال: «هي القناعة»[15] .ولا شك أنّ هذا التّفسير لا يعني حصر معنى الحياة الطيبة بالقناعة، بل هو بيان لأحد مصاديقها الواضحة جدّا، حيث أنّ الإنسان لو أعطيت له الدنيا بكاملها وسلبت منه روح القناعة فإنه- والحال هذه- سيعيش دائما في عذاب وألم وحسرة، وبعكس ذلك، فإذا امتلك الإنسان القناعة وترك الحرص والطمع، فإنّه سيعيش مطمئنا راضيا على الدوام.
وقد ورد في روايات أخرى تفسير الحياة الطيبة بمعنى الرضا بقسم اللّه، وهذا المعنى قريب الأفق مع القناعة."[16]
ثمن الحياة الطيبة:
ثمّ يبيّن القرآن الكريم بعد ذلك- على صورة قانون عام- نتائج الأعمال الصالحة المرافقة للإيمان التي يؤديها الإنسان وبأية صورة كانت في هذه الدنيا وفي الآخرة، فيقول:
«مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.»
وعليه، فالمقياس هو الأعمال الصالحة الناتجة عن الإيمان بلا قيد أو شرط، من حيث السن أو الجنس أو المكانة الاجتماعية أو ما شابه ذلك في هذا الأمر.و«الحياة الطيبة» في هذه الدنيا هي النتاج الطبيعي للعمل الصالح النابع من الإيمان، أي أنّ المجتمع البشري سيعيش حينها حياة هادئة مطمئنة ملؤها الرفاه والسلم والمحبّة والتعاون، بل وكل ما يرتبط بالمجتمع من المفاهيم الإنسانية، وفي أمان من الآلام الناتجة عن الاستكبار والظلم والطغيان وعبادة الأهواء والأنانية التي تملأ الدنيا ظلاما وظلامات.وعلاوة على كل ما تقدم فإنّ اللّه سيجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون.[17]
النتیجة:
1- منابع الخلود
إنّ طبيعة الحياة في هذا العالم المادي هي الفناء والهلاك، فأقوى الأبنية وأكثر الحكومات دواما وأشد البشر قدرة لايعدون أن يصيروا في نهاية أمرهم إلى الضعف والفناء، وکل شيء معرض للتلف بلا استثناء في هذا الأمر.
أمّا لو تمكنت الكائنات من أن توجد لها ارتباطا على نحو ما مع الذات الإلهية المقدسة، وتبقى تعمل لأجلها وفي سبيلها، فإنّها والحال هذه ستصطبغ بصبغة الخلود، لأنّ ذات اللّه المقدسة أبدية وأزلية وكل من ينتسب اليه يحصل على صبغة الأبدية.
فالأعمال الصالحة أبدية، والشهداء لهم حياة أبدية، والأنبياء والعلماء المخلصون والمجاهدون في سبيل اللّه يبقى ذكرهم خالدا في ذاكرة التاريخ ..لأنّهم يحملون الصبغة الإلهية.
ولهذا، تذكّرنا الآيات أعلاه وتدعونا لأن ننفذ ذخائر وجودنا من الفناء، ونودعها في صندوق لا تطاله يد الزمان ولاتفنيه الليالي والأيّام.
فهلموا لبذل الطاقات في سبيل اللّه وفي خدمة خلق اللّه، وكسب رضا الباري، لتصبح من مصاديق «عند الله» ولتكون باقية بمقتضى ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ. وروي عن النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا عن ثلاث:صدقة جارية، علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له»[18] وعن علي عليه السّلام أنّه قال: «شتّان ما بين عملين: عمل تذهب لذته و تبقى تبعته، و عمل تذهب مؤنته و يبقى أجره».[19]
2- التساوي بين الرجل و المرأة
ممّا لا شك فيه أنّ بين الرجل والمرأة تفاوت واختلاف من الناحيتين الجسمية والروحية، وهذا الفرق هو الذي جعلهما مختلفين في وظائفها وشؤونهما الاجتماعية، إلّا أنّ طبيعة الاختلاف الموجود لا تنعكس على الشخصية الإنسانية، ولا توجد اختلافا في مقامهما عند اللّه عزّ وجل، فهما في هذا الجانب متساويان ومتكافئان، ويحكم شخصية أي منهما مقياس واحد ألا وهو الإيمان والعمل الصالح والتقوى، وإمكانية تحصيل ذلك لأيّ منهما متساوية.
إنّ الآيات أعلاه قد بيّنت هذه الحقيقة بكل وضوح لتخرس الأفواه المشككة في الطبيعة الإنسانية للمرأة في الماضي والحاضر، ولترد بقوّة أولئك الذين يعطون للمرأة مقاما أقل ورتبة أنزل من الناحية الإنسانية نسبة إلى الرجل، وقد أعلنت الآيات المنطق الإسلامي في هذه المسألة الاجتماعية المهمّة، فقالت: إنّ الإسلام خلافا لقاصري الفكر ليس دين الرجال، فهو يخص المرأة بنفس القدر الذي يخص الرجل.
فمن عمل صالحا وهو مؤمن رجلا كان أو امرأة، فله الحياة الطيبة وسينال ثواب اللّه تعالى من غير تمايز في الجنس، ولا تفاضل بينهما إلّا من خلال ما يتفوق أيّ منهما على الآخر من حيث الإيمان والعمل الصالح.
3- جذور العمل الصالح ترتوي من الإيمان
العمل الصالح: مصطلح له من سعة المفهوم ما يضم بين طياته جميع الأعمال الإيجابية والمفيدة والبناءة على كافة أصعدة الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ... إلخ.ويشمل: الاختراع الذي يبذل فيه العالم جهده سنوات طويلة من أجل خدمة الإنسانية... جهاد الشهيد الذي حمل روحه على كفه وخاض ساحة الصراع بين الحق والباطل فبذل دمه الشريف في سبيل اللّه .. الآلام التي تتحملها الأمّ المؤمنة عند الولادة وما تواجه من صعاب في تربية أبنائها .. وتشمل ما يعانيه العلماء في تحرير كتبهم الثمينة.وتشمل أيضا: أعظم الأعمال، كحمل رسالة النبوة .. وأقل وأصغر الأعمال، كرفع حجر صغير من طريق المارة، نعم، فكل ما ذكره يدخل ضمن مفهوم العمل الصالح.
والحال هذه .. يواجهنا «السؤال» الآتي: لما ذا قيّد العمل الصالح بشرط الإيمان، في حين يمكن أداؤه بدون هذا الشرط، والساحة البشرية فيها كثير من الشواهد التي تحكي ذلك؟
و«الجواب» ينصب على تبيان مسألة واحدة، ألا وهي (الباعث الإيماني)، فإن لم يحرز هذا الباعث فغالبا ما تكون الأعمال المنجزة ملوّثة (وقد تشد عن هذه القاعدة العامّة بعض المتفرقات هنا وهناك)، وأمّا إذا ارتوت جذور شجرة العمل الصالح من ماء التوحيد والإيمان باللّه، فنادرا ما يصيب هذا العمل آفات مثل: العجب، والرياء، الغرور، التقلب، المنّة .. إلخ، ولذلك نرى القرآن الكريم غالبا ما يربط بين هذين الأمرين، لما لارتباطهما من واقعية.[20]
علي شمس
1- الشیخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج6، ص: 42
2- الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج6، ص 593
3- ابن الجوزي، زاد المسير، ج 4، ص 356 و357
4- محیي الدبن ابن عربي،تفسير ابن عربي، ج1، ص: 366
5- فخر الدین الرازي،مفاتيح الغيب، ج20، ص 268
6- فیض الکاشاني،الأصفى في تفسيرالقرآن، ج1، ص662
7- فیض الکاشاني،تفسير الصافي، ج3، ص 155
8- محمد جواد مغنیة،تفسير الكاشف، ج4، ص 551
9- الزخرف 35
10- النحل 105
11- العلامة الطباطبایي، الميزان في تفسير القرآن، ج12، ص342 و343
12- العلامة فضل الله، تفسير من وحي القرآن، ج13، ص 295
13- سيّد قطب، في ظلال القرآن، ج 4، ص 193
14- العلامة فضل الله، تفسير من وحي القرآن، ج13، ص 296و297
15- نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 229
16- مکارم الشیرازي،الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج8، ص 317
17- مکارم الشیرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج8، ص 314
18- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج2، ص22
19- نهج البلاغة، الكلمات القصار، رقم 121
20- مکارم الشیرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج8، ص 315-317
المنابع
1- القرآن الکریم
2- نهج البلاغة
3- ابن الجوزي، زاد المسير، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1407ق
4- سيّد قطب، في ظلال القرآن، دارالشروق، بيروت- قاهرة، 1412ق
5- الطباطبایي، الميزان في تفسير القرآن، دفتر انتشارات اسلامى جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم،الطبعة الخامسة، 1417ق
6- الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ناصر خسرو،طهران،الطبعة الثالثة، 1372ش
7- الطوسي، محمد بن حسن، التبيان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت
8- فخر الدین الرازي، مفاتيح الغيب،دار إحياء التراث العربي، بيروت،الطبعة الثالثة، 1420ق
9- فضل الله، سيد محمد حسين، تفسير من وحي القرآن، بيروت، دار الملاك للطباعة و النشر،الطبعة الثانیة،1419ق
10- فیض الکاشاني، الأصفى في تفسيرالقرآن، مركز انتشارات دفتر تبليغات اسلامى، قم،الطبعة الاولی، 1418ق
11- ---------،التفسير الصافي، انتشارات الصدر، طهران،الطبعة الثانیة،1415ق
12- المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت،الطبعة الثانية، 1403ق
13- محیي الدبن ابن عربي، تفسير ابن عربي، دار إحياء التراث العربى، بيروت،الطبعة الاولی، 1422ق
14- مغنیة، محمد جواد ، تفسير الكاشف، دار الكتب الإسلامية، طهران،الطبعة الاولی، 1424 ق
15- مكارم الشيرازي، ناصر،الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل،مدرسةالامام علي بن ابي طالب، قم،الطبعة الاولی، 1421ق