وهذه الفرقة منسوبة إلى محمد بن كرام السجستاني (المتوفّى عام 255 هـ) شيخ الكرامية.
قال الذهبي: ساقط الحديث على بدعته، أكثر عن أحمد الجويباري ومحمد بن تميم السعدي وكانا كذّابين.
وقال ابن حبّان: خذل، حتّى التقط من المذاهب أردأها، ومن الأحاديث أوهاها... وجعل الإيمان قولاً بلا معرفة.
وقال ابن حزم: قال ابن كرام: الإيمان قول باللسان، وان اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن. ومن بدع الكرامية قولهم في المعبود تعالى إنه جسم لا كالأجسام، وقد سقت أخبار ابن كرّام في تاريخي الكبير، وله أتباع ومؤيّدون، وقد سجن في نيسابور لأجل بدعته ثمانية أعوام، ثم أُخرج وسار إلى بيت المقدس، ومات بالشام سنة 255 هـ . ( [1])
إنّ للكرامية نظريات في موضوعات أُخر، ذكرها البغدادي، وقد بلغت جرأتهم في باب النبوّة حتّى قال بعضهم: إنّ النبي أخطأ في تبليغ قوله «ومناة الثالثة الأُخرى» حتّى قال بعده «تلك الغرانيق العلى، وان شفاعتها لترتجى».( [2])
مع أنّ قصة الغرانيق أُقصوصة ابتدعها قوم من أهل الضلالة، وقد أوضحنا حالها في كتابنا «سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) ».
ونكتفي بهذا النزر في بيان عقائدهم، وكلّها وليد، إقصاء العقل والمنطق عن ساحة العقائد والاكتفاء بالروايات مع ما فيها من أباطيل وترّهات وضعها الأعداء، واختلقتها الأهواء فهي من أسوأ الحركات الرجعية الظاهرة في أواسط القرن الثالث.
[1] . ميزان الاعتدال: 4 / 21 .
[2] . الفرق بين الفرق: 222 .