إذا رجعنا إلى الحوراء زينب (س) ، وألقينا نظرة فاحصة على مجمل حياتها سواء ما قبل كربلاء أو فيها، وفي يوم عاشوراء ـ الذي يعتبر بحقّ ـ ذلك الفعل الحضاري، الذي لا تزال البشرية بحاجة إلى أن تنهل من معينه العذب ، أو ما بعد عاشوراء، وقصة التاريخ البطولي الذي صنعته امرأة تعيش أعلى درجات المأساة وأقسى مراحل التاريخ.
نعم، إذا رجعنا إلى تلك المرأة العظيمة وفي تلك الأيام، بل في كل مراحل حياتها، فسوف لا نجد لها إطاراً أو انتماءً أو محوراً غير الإطار والانتماء الإسلامي، سواءً على مستوى الفكر أو العاطفة، وهذا ما يمكن لنا أن نلحظه ـ وعلى سبيل المثال ـ من خلال مخاطبتها ليزيد الطاغية المتجبّر وهو رأس الدولة آنذاك، وهي تقول له:
>والله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا<[1] ، حيث أنها، ومع كل تلك البشاعات والأهوال لم ترَ أمامها سوى انتمائها الفكري والعقائدي، وهو الإسلام، وذكر الإسلام؛ حيث أرادت أن تقول وتصرخ بوجه الزمن وتبعثها صرخة حضارية مدوّية في أعماق التاريخ وبكل أبعاده: إنّ القضية كلّها قضية فكر ورسالة، ومنهج عمل لبناء أمّة، وهداية مجتمع، رغم الإرادات والمساعي التي بذلها الآخرون في سبيل شخصنة القضية، وإذابتها في بوتقة الصراعات القبلية المتسافلة.
ومن هنا يجب الإلتفات إلى هذه النقطة المهمّة في دراسة تاريخنا الإسلامي بشكل عام، والتاريخ الفاعل لأهل البيت (ع) بشكل خاص؛ باعتبارهم رموزاً حضاريةً، تحتل مساحات واسعة في تاريخنا الممتد بتأثيره الإيجابي إلى نهاية العالم كما هي الرسالة الخاتمة.
فلا يجوز أن نعمل على إلغاء الأثر الإيجابي الفعّال لقادتنا في الحياة من خلال تحجيم الدور الريادي والثقل العظيم الذي نهضوا به.
وفي هذه النقطة بالذات، يمكننا أن نقف على عمق التربية المركّزة، التي تلقتها السيّدة زينب (س) ؛ كونها نتاج تلك الأُسرة النموذجية لكل التاريخ البشري على الإطلاق، تلك الأُسرة المحمّدية العلوية، التي تربّت على مائدة الوحي الإلهي ؛ حيث أصبحت جامعة الدنيا في العلم والعمل.
نعم، في هكذا بيئة تربّت السيّدة زينب، وقد صقلتها وعركتها قوّة المبادئ الرسالية التي نبتت بذورها الأولى في ذلك البيت الطاهر المجسّد لتلك المبادئ بأعلى درجات التجسيد؛ وما يترتّب على ذلك كلّه من ثمار تربوية تُنشئ جيلاً ؛ لا يمكن لدواهي الحياة إلا أن تزيده وعياً ولمعاناً في سماء الفكر والممارسة.
عقيلة الوحي:
السيدة زينب (س) عقيلة الوحي والنبوة.
أبوها: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أخو النبي ووليه ووزيره ونجيبه ووارث علمه ووصيه, وأول الناس إيماناً بالله, وأعلمهم بأحكامه, فتى الإسلام شجاعة وتقىً, وعلماً وعملاً وزهداً في الدنيا, ورغبة فيما عندالله.
وأمها: فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين, وخير نساء أهل الجنة وأفضلهنَّ بحكم النصّ الصريح الصحيح, وإجماع الأمة كافة, آثرها الله عز وجل بذرية نبية,فإن ذرية كل نبي من صلبه إلا رسول الله’ فإن ذريته إنما هي من علي وفاطمة.
وجدّها لأمها: سيد المرسلين. و خاتم النبيين محمد’ البشير النذير السراج المنير, وكفى بذلك فخراً.
وجدّتها لأمها: خديجة بنت خويلد أُم المؤمنين صدّيقة هذه الأُمة, وأولها إيماناً بالله, وتصديقاً بكتابه و مواساة لرسوله’.
قال لها رسول الله’: «يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام عن اله عزوجل, ويبشركِ ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» .[2]
فقالت في جوابه : «الله عزوجل هو السلام, و منه السلام, و إليه يعود السلام, وعلى رسول الله و جبرائيل السلام, ورحمة الله وبركاته» .[3]
وجدّ زينب لأبيها : شيخ الأباطح, أبو طالب بن عبد المطلب‘, عم النبي’ القائم في كفالته مقام أبيه, إذ مات أبوه عبدالله وهو جنين, ثم مات جدّه عبد المطلب (ع), و النبي’ في السابعة من عمره الشريف, فكفله عمه أبو طالب (ع), فكان أفضل أب عطوف, ولم يغفل عما يجب له لحظة واحدة, ولم يسلمه إلى طغاة قريش, وقد لجوا في طغيانهم يعمهون, اذ طلبوه منه, ولاسيما إذ سمعوه’ يقول : «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أموت دونه»[4] , فيحنو عليه حنو المرضعات على الفطيم و هو قول : اذهب وشأنك فوالله لا أسلمك لشئ أبداً.
وجدّة زينب لأبيها : فاطمة بنت أسد بن عبد مناف بن هاشم زوجة أبي طالب عم رسول الله’ وأول هاشمية ولدت لهاشمي. كانت من السابقات الى الإسلام, فحسن إسلامها, وأوصت الى النبي’إذا حضرتها الوفاة, فقبل وصيتها, وكفنها بقميصه, وصلّى عليها, ونزل في لحدها, فاضطجع معها فيه, فقال له بعض أصحابه: ما رأيناك صنعت بأحد هذا الصنع ؟ فقال’ : «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب (ع) أبر بي منها, إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة, واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها» [5].
هذا نسب العقيلة , ولها من الحسب ما يكافئ هذا النسب شرفاً .. {ذُرّيّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ وَالله سَمِيعًُ عَلِيمُ} [6].
ولادتها:
ولدت (س) سنة ست للهجرة [7] وهي سنة صلح الحديبية , ونزول سورة الفتح على رسول الله’ وهو قافل منها الى المدينة المنورة. فكانت في الهاشميات كالتي انجبتها, تنطق الحكمة و العصمة من محاسن أخلاقها, ويتمثلان وما إليها من أخلاق في منطقها وأفعالها, فلم ير أكرم منها أخلاقاً, ولا أنبل فطرة, ولا أطيب عنصراً, ولا أخلص جوهراً, إلا أن يكون جدهاو اللذين أولداها, و كانت مما لا يستفزها نزق ولا يستخفها غضب, ولا يروع حملها رائع , آية من آيات الله في الذكاء والفهم, وصفاء النفس, ولطافة الحس, وقوة الجنان, و ثبات الفؤاد, في أروع صورة من الشجاعة والإباء والترفع, وحسبك في ذلك موقفها من الطاغيه عبيدالله بن زياد إذ دخلت عليه, وقد حفّ بها إماؤها فأخذت مجلسها دون أن تلقي بالاً إليه, فحدث اللعين بها عينيه, وهي تجلس بادية الترفع, لا تنتظر أن يأذن لها في الجلوس, فكلمها مرتين أو ثلاثاً وهي لا تجيب احتقاراً له, و تكبراً عليــــه.
فقال الطاغية مستخفاً من هذه ؟ فأجابت إحدى إمائها : هذه زينب بنت فاطمة, فقال : الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت (س) في جوابه «الحمدلله الذي أكرمنا بنبينا محمد’وأذهب عنا الرجس أهل البيت و طهرنا تطهيراً, إنما يفتضح الفاسق, ويكذب الفاجر, وهو غيرنا والحمدلله» [8].
فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك, والعتاة المردة من أهل بيتك؟
فأجابته (س) باستعلاء : «أُولئك قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم, وسيجمع الله بينك و بينهم, فتحاج وتخاصم, فانظر لمن الفلج يومئذٍ, ثكلتك أمك يا ابن مرجانة».
فغضب الطاغية وهم ّ أن يضربها بقضيب كان في يده, فقال له عمرو بن حريث : مهلاً أيها الأمير إنها إمرأة والمرأة لا تؤاخذ في شئ من منطقها. فقال اللعين متشفياً : لقد شفى الله نفسي من طاغيتك.
فردّت عبرتها وقالت (س): «لعمري لقد قتلت كهلي, واستأصلت أهلي, وقطعت فرعي, واجتثثت أصلي, فإن يشفك هذا فقد اشتفيت».
فقال : هذه سجّاعة, ولقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.
فقالت (س) : «ما لي وللسجاعة إنّ لي عنها لشغلاً».
فردّ عليها بصرة متأملاً في وجوه أسرى آل محمد فرأى زين العابدين علي بن الحسين (ع) وكان يظنه مقتولاً. فسأله ما اسمك ؟ فقال (ع): أنا علي بن الحسين .
فقال اللعين: أولم يقتل الله علي بن الحسين ؟ فسكت الإمام.
فقال الطاغية : مالك لا تتكلم ؟
فقال الإمام : «كان لي أخ يقال له علياً فقتله الناس».
قال ابن زياد : بل الله قتله . فأمسك الإمام, فاستحثه الطاغية على الجواب . فقال (ع) : {اللهُ يَتَوَفّى الأنفُسَ حِينَ مِوتِهَا}[9] {وَمَا كَانَ لِنَفسٍ أن تَمُوتَ إِلّا بإذنِ الله} [10].
فانتهره الطاغية قائلاً : أبك جرأة على ردِّ جوابي ؟ ثم أمر به أن يقتل . فاعتنقته زينب وهي تقول: حسبك يا ابن زياد من دمائنا ثم آلت عليه ليدعنَّ ابن أخيها أو ليقتلنها قبله فتأملها الطاغية برهة , ثم انثنى يقول لجلاديه : عجباً للرحم , إني لأظنها ودّت أن أقتلها قبله, دعوه ينطلق معها.
وسجل التاريخ لها موقفاً مع أهل الكوفة, وقد أحاطوا بها مطأطئي رؤوسهم يبكون حزناً على ما أصابهم من القتل و السبي. فقالت (س) :
« أما بعد .. يا أهل الكوفة أتبكون؟! فلا سكنت العبرة, ولا هدأت الرنة, إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً, تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا ساء ما تزرون. إي والله فأبكوا كثيراً واضحكوا قليلاً, فقد ذهبتم بعارها وشنارها, فلن ترحضوها بغسل أبداً, وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوة, ومعدن الرسالة, ومدار حجتكم ومنار محجتكم, وهو سيد شباب أهل الجنة؟ لقد أتيتم بها خرقاء شوهاء, أتعجبون لو أمطرت دماً؟ ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم , وفي العذاب أنتم خالدون. أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ و أي دم له سفكتم؟ وأي كريمة ابرزتم؟ لقد جئتم شيئاً إداً, تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً» [11].
قال من سمعها: فلم أر والله خفرة أنطق منها, كأنما تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, فلا والله ما أتمت حديثها حتى ضج الناس بالبكاء وذهلوا, وسقط ما في أيديهم من هول تلك المحنة.
وللعقيلة زينب مواقف في الشام أحدها حين أمر يزيد بإدخال سبايا الوحي عليه, فأدخلوهن مربقات و عنده وجوه دمشق, فغظوا أبصارهم احتراماً وإستحياءً, ولكن رجلاً من أعوانه و مقوي سلطانه من أجلاف الناس أمعن النظر في فاطمة بنت الحسين فراقه جمالها, فخافت منه, وروعها إذ التهمها بعينيه, فلاذت بعمتها مذعورة ترتعد, فتسمعه العقيلة يقول ليزيد يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية. فتقول (س) وهي تحتضن الفتاة : «كذبت والله ولؤمت, ما كان ذلك لك ولا له».
فغضب يزيد وقال : كذبت والله إن ذلك لي , ولو شئت أن أفعله لفعلت.
قالت (س): «كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج عن ملتنا, وتدين بغير ديننا». فاستشاط غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا . إنما خرج من الدين أبوك وأخوك.
فأجابته (س): « بدين الله ودين أبي وأخي وجدي اهتديت يا يزيد أنت و أبوك وجدك إن كنتم مسلمين».
فقال : كذبت يا عدوة الله. فهزت رأسها استخفافاً وهي تقول (س) : «أنت أمير تشتم ظالماً, وتقهر بسلطانك». فلم يجب و اعتراه والحاظرين كلهم وجوم طويل, فعاد الشامي يلتهم فاطمة بعينيه ويقول يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية, فصاح به يزيد اعزب, وهب الله لك حتفاً قاضياً.
ثم كان المشهد الفظيع إذ كشف يزيدعن رؤوس الشهداء فجعل بعبث بقضيب في يده بثنايا سيد الشهداء, و خامس اصحاب الكساء وهو ينشد :
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحــــاً ثم قالوا يا يزيد لا تشــــل
لعبت هاشم بالملـك فلا خبر جاء ولا وحي نــــزل [12]
فبكت النسوة والبنيات من ودائع الرسول, وخفرات البتول, غير عقيلتهن فإنها اهتزت واستعلت على الطاغية تكفّره وتخزيه بقولها (س) :
«صدق الله تعالى يا يزيد إذ يقول عز من قائل: {ثُمّ كَانَ عَاقِبَةَ الّذيِنَ أسَاءُوا السّوَءَىَ أن كَذّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَستَهزِئُونَ} [13].
أظننت يا يزيد, حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأُسارى, ان بنا على الله هواناً, وبك عليه كرامة... فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً, حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة, وحيث صفا لك ملكنا وسلطاننا, فمهلاً مهلاً, أنسيت قول الله تعالى : {وَلا يَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا أنّمَا نُملِي لَهُم خَيرُ لأنفُسِهِم إِنّمَا نُملِي لَهُم لِيَزدَادُوَا إِثمَاً وَلَهُمُ عَذَابُ مّهِينُ} [14].
أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء, تخديرك حرائرك وإماءك, وسوقك بنات رسول الله’ سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههنُّ, تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد... ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم : ليت أشياخي ببدر شهدوا, منحنياً على ثنايا أبي عبدالله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك, وكيف لاتقول ذلك؟ وقد نكأت القرحة, واستأصلت الشأفة, بإراقتك دماء ذرية محمد’ ونجوم الأرض من آل عبد المطلب, وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم, وتودنَّ أنك شللت وبكمت, ولم تكن قلت ما قلت, وفعلت مافعلت»...
والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة، ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد، ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل» [15].
ثم سيّرهم يزيد بن معاوية مع النعمان بن بشير الأنصاري إلى المدينة [16].
السيدة زينب بعد رجوعها إلى المدينة المنوّرة:
وأما أحوال السيدة زينب (س) في المدينة بعد رجوعها من الشام فإنها لما عادت والإمام السجاد وأهل بيته (ع) إلى مدينة جدّهم رسول الله’، بلغ عبد الله بن جعفر زوج زينب مقتل ابنيه محمد وعون مع الحسين (ع)، فجلس للعزاء عليهم، وأخذ الناس يدخلون عليه يعزّونه بمصابه بهم، فلما اجتمعوا عنده قال: الحمد لله عزّ وجل على مصرع الحسين، إن لم تكن يداي واست حسيناً فقد واساه وَلَداي، والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أُقتل معه، والله إنه لممّا يُسخي بنفس عنهما، ويهوّن عليّ المصاب بهما، أنهما أصيبا مع أخي وابن عمّي، مواسيَين له صابرَين معه [17].
ونقل العبيدلي العرجي في كتابه (أنساب آل أبي طالب) [18] بسنده عن مصعب بن عبد الله، قال: لما قام عبد الله بن الزبير بمكة، وحمل الناس على الأخذ بثأر الحسين، وخلع يزيد، وبلغ ذلك أهل المدينة، خطبت زينب فيهم وصارت تؤلّبهم على القيام للأخذ بالثأر، فبلغ ذلك الأمير الأموي على المدينة عمرو بن سعيد الأشدق وكتب إلى يزيد يُعلمه بالخبر.
فكتب يزيد إليه: أن فرّق بينها وبينهم (أهل المدينة).
فأبلغها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء [19].
وخرجت الحوراء زينب (ع) من المدينة كرهاً، في أواخر شهر ذي الحجة سنة 61 للهجرة أي قبل أن يحول الحول على قتل أخيها الحسين (ع) ومعها ابنتاه فاطمة وسكينة، قاصدة مصر.
وبعد مضي سنة توفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من شهر رجب سنة 62 للهجرة.
الهوامش
1 مقتل الإمام الحسين×، أبو مخنف الازدي: 227، وبحار الأنوار، المجلسي 45: 135.
2 راجع العمدة: 392.
3 راجع بحار الأنوار 8:16
4 بحار الأنوار 182:18.
5 شرح نهج البلاغة 14:1.
6 آل عمران :34.
7 في الخامس من جمادي الأول في المدينة المنورة
8 مثير الاحزان 90.
9 الزمر 42.
10 آل عمران :145
11 راجع اللهوف :146.
12 الاحتجاج 307:2
13 الروم 10 .
14 آل عمران :178.
15 مقتل الحسين× للخوارزمي: ج3 ص71 ـ 74، بلاغات النساء: ص31 ـ 33 ط بيروت.
16 مقتل الحسين للخوارزمي ج3/ 71 ، بلاغات النساء : 31 ـ 33 ط بيروت.
17 وقعة الطف: ص272 ـ 274، عن تاريخ الطبري: ج5 ص466، وإرشاد المفيد: ج2 ص124.
18 إن أقدم مصدر معتبر لأخبار السيدة زينب(س) هو ما كتبه السيد علي بن الحسن العبيدلي الأعرجي، المنسوب إلى عُبيد الله الأعرج بن الحسين بن علي بن الحسين السجاد×، الذي أدرك الإمام الرضا× وروى عنه، له كتاب: أنساب آل أبي طالب، ولذا عُرّف بالعُبيدلي النسّابة، وله رسالة أخبرا الزينبات، جمع فيه الأخبار التي تخص المسمّيات بزينب المنتسبات إلى بني هاشم منهن، أو من غيرهنّ، ومنهنّ السيدة زينب بنت فاطمة(س)، وهي رسالة مطبوعة ومنشورة.
19 السيدة زينب وأخبار الزينبات للعُبيدلي: ص19 ـ 22، نشر حسن محمد قاسم ط المنيرية، بمصر.