في ذكرى ولادة الإمام أبا عبدالله الحسين (ع)

قيم هذا المقال
(2 صوت)

في ذكرى ولادة الإمام أبا عبدالله الحسين عليه السلام (*)

هو أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام)) ثالث أئمّة أهل البيت الطاهرين((عليهم السلام))، وثاني سبطَي رسول الله((صلى الله عليه وآله)) وسيّد شباب أهل الجنة، وريحانة المصطفى، وأحد الخمسة أصحاب الكساء وسيّد الشهداء، واُمّه فاطمة ((عليها السلام)) بنت رسول الله((صلى الله عليه وآله)).

 

تاريخ الولادة :

أكّد أغلب المؤرّخين أنّه ((عليه السلام)) ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة(1).

وثمّة مؤرّخون أشاروا الى أنّ ولادته ((عليه السلام)) كانت في السنة الثالثة(2).

 

رؤيا اُمّ أيمن :

كانت أُم أيمن قد فزعت حينما رأت في منامها أن بعض أعضاء رسول الله((صلى الله عليه وآله)) ملقىً في بيتها، فأوّل رسول الله((صلى الله عليه وآله)) تلك الرؤيا بولادة الحسين((عليه السلام)) حيث سيحلّ في بيتها صغيراً للرضاعة.

فقد ورد عن الإمام الصادق ((عليه السلام)) ما يشرح هذه الرؤيا كما يلي:

أقبل جيران اُمّ أيمن الى رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) فقالوا: يا رسول الله، إنّ اُمّ أيمن لم تنم البارحة من البكاء، لم تزل تبكي حتّى أصبحت، فبعث رسول الله الى اُمّ أيمن فجاءته فقال لها: «يا اُمّ أيمن، لا أبكى الله عينك، إنّ جيرانك أتوني وأخبروني أنّك لم تزلي الليل تبكين أجمع، فلا أبكى الله عينك ما الذي أبكاك؟ قالت: يا رسول الله، رأيت رؤياً عظيمة شديدة، فلم أزل أبكي الليل أجمع، فقال لها رسول الله((صلى الله عليه وآله)): فقصّيها على رسول الله فإنّ الله ورسوله أعلم، فقالت: تعظم عليّ أن أتكلّم بها، فقال لها: إنّ الرؤيا ليست على ما ترى، فقصّيها على رسول الله. قالت: رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك ملقىً في بيتي، فقال لها رسول الله((صلى الله عليه وآله)) : نامت عينك يا اُمّ أيمن، تلد فاطمة الحسين فتربّينه وتُلبنيه(3) فيكون بعض أعضائي في بيتك»(4).

 

الوليد المبارك :

ووضعت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ((عليها السلام)) وليدها العظيم، وزفّت البشرى الى الرسول ((صلى الله عليه وآله))، فأسرع الى دار عليّ والزهراء((عليهما السلام))، فقال لأسماء بنت عميس: «يا أسماء هاتي ابني، فحملته إليه وقد لُفّ في خرقة بيضاء، فاستبشر النبي((صلى الله عليه وآله)) وضمّه إليه، وأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى، فقالت أسماء: فداك أبي واُمي، ممّ بكاؤك؟ قال ((صلى الله عليه وآله)): من ابني هذا. قالت: إنّه ولد الساعة، قال ((صلى الله عليه وآله)): يا أسماء! تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي...»(5).

ثمّ إنّ الرسول ((صلى الله عليه وآله)) قال لعليّ((عليه السلام)): «أيّ شيء سمّيت ابني؟ فأجابه علىّ((عليه السلام)): «ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله». وهنا نزل الوحي على حبيب الله محمّد((صلى الله عليه وآله)) حاملاً اسم الوليد من الله تعالى، وبعد أن تلقّى الرسول أمر الله بتسمية وليده الميمون، التفت الى علىّ((عليه السلام)) قائلاً: سمّه حسيناً».

وفي اليوم السابع أسرع الرسول ((صلى الله عليه وآله)) الى بيت الزهراء((عليها السلام)) فعقّ عن سبطه الحسين كبشاً، وأمر بحلق رأسه والتصدّق بزنة شعره فضّة، كما أمر بختنه(6).

وهكذا أجرى للحسين السبط ما أجرى لأخيه الحسن السبط من مراسم.

 

اهتمام النبىّ((صلى الله عليه وآله)) بالحسين((عليه السلام)) :

لقد تضافرت النصوص الواردة عن رسول الله((صلى الله عليه وآله)) بشأن الحسين((عليه السلام)) وهي تبرز المكانة الرفيعة التي يمثّلها في دنيا الرسالة والأُمّة. ونختار هنا عدّة نماذج منها للوقوف على عظيم منزلته:

1 ـ روى سلمان أنّه سمع رسول الله((صلى الله عليه وآله)) يقول في الحسن والحسين((عليهما السلام)): «اللّهمّ إنّي اُحبّهما فأَحِبَّهما واُحبّ من أحبّهما»(7).

2 ـ «من أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله، ومن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلَّده في النار»(8).

3 ـ «إنّ ابنىّ هذين ريحانتاي من الدنيا»(9).

4 ـ رُوي عن ابن مسعود أنّه قال: كان النبىّ((صلى الله عليه وآله)) يصلّي فجاء الحسن والحسين((عليهما السلام)) فارتدفاه، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً، فلمّا عاد عادا، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر، ثم قال: «من أحبّني فَلْيُحبّ هذين»(10).

5 ـ «حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط»(11).

6 ـ «الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، واُمّهما أفضل نساء أهل الأرض»(12).

7 ـ «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة»(13).

8 ـ عن برّة ابنة اُميّة الخزاعي أنّها قالت: لمّا حملت فاطمة((عليها السلام)) بالحسن خرج النبىّ((صلى الله عليه وآله)) في بعض وجوهه فقال لها: «إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير اليك» قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن((عليه السلام)) وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطينيه حتّى اُرضعه ، فقالت: «كلاّ» ثمّ أدركتها رقّة الاُمّهات فأرضعته، فلمّا جاء النبىّ((صلى الله عليه وآله)) قال لها: «ماذا صنعت؟» قالت: «أدركني عليه رقّة الاُمهات فأرضعته» فقال: «أبى الله عزّوجلّ إلاّ ما أراد».

فلمّا حملت بالحسين((عليه السلام)) قال لها: «يا فاطمة إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك ولو أقمت شهراً»، قالت: «أفعل ذلك»، وخرج رسول الله((صلى الله عليه وآله)) في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين((عليه السلام)) فما أرضعته حتى جاء رسول الله فقال لها: «ماذا صنعت؟» قالت: «ما أرضعته» فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمصّ، حتى قال النبىّ((صلى الله عليه وآله)): «إيهاً حسين إيهاً حسين»!! ثمّ قال: «أبى الله إلاّ ما يريد، هي فيك وفي ولدك»(14) يعني الإمامة.

9 ـ إنّ النبىّ((صلى الله عليه وآله)) كان جالساً فأقبل الحسن والحسين، فلمّا رآهما النبىّ((صلى الله عليه وآله)) قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه، وقال: «نعم المطيُّ مطيّكما، ونعم الراكبان أنتما، وأبوكما خير منكما»(15).

 

كنيته وألقابه :

أمّا كنيته فهي : أبو عبدالله .

وأمّا ألقابه فهي : الرشيد، والوفي، والطيّب، والسيّد، والزكيّ، والمبارك، والتابع لمرضاة الله، والدليل على ذات الله، والسبط. وأشهرها رتبةً ما لقّبه به جدّه ((صلى الله عليه وآله)) في قوله عنه وعن أخيه : «أنّهما سيّدا شباب أهل الجنة»(16). وكذلك السبط لقوله((صلى الله عليه وآله)): «حسين سبط من الأسباط»(17).

 

انطباعات عن شخصية الإمام الحسين((عليه السلام))

1 ـ مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) في آيات الذكر الحكيم :

لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت((عليهم السلام)) وعلوّ مقامهم العلمي والروحي، واتصافهم بمجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانية أن تتحلى بها.

ويعود هذا الاتّفاق الى جملة من الاُصول، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت((عليهم السلام)) من خلال التنصيص على تطهيرهم من الرجس، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف الله بها الإنسانية جمعاء، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة لله وخافوا عذاب الله وتجلببوا بخشيته، فضمن لهم الجنّة والنجاة من عذابه.

والإمام الحسين ((عليه السلام)) هو من أهل البيت((عليهم السلام)) المطهّرين من الرجس بلا ريب، بل هو ابن رسول الله بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران. وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث بمداليله العميقة في قوله تعالى:

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(18).

وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت((عليهم السلام))، وهم: رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كما صرّحوا على أنّ الأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب.

وتضمّنت هذه الحادثة تصريحاً من الرسول بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على الله، ولهذا فهو يباهل بهم، واعترف أسقف نجران بذلك أيضاً قائلاً:

«أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله»(19).

وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليّتهم، وأنّهم أحبّ الخلق الى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحدٌ من العالمين .

ولم ينص القرآن الكريم على عصمة أحد من المسلمين سوى النبيّ وأهل بيته((عليهم السلام)) الذين أراد الله أن يطهّرهم من الرجس تطهيراً(20).

ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت; فإنّهم لم يختلفوا قط في دخول عليّ والزهراء والحسنَيْن((عليهم السلام)) في ما تقصده الآية المباركة(21).

ومن هنا نستطيع أن نفهم السرّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم وترجيح حبّهم على حبّ من سواهم بنصّ الكتاب العزيز(22).

فإنّ عصمة أهل البيت ((عليهم السلام)) أدلّ دليل على أنّ النجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطرق وتختلف الأهواء، فمن عصمه الله من الرجس وكان دالاًّ على النجاة كان متّبعه ناجياً من الغرق.

ونصّ النبىّ((صلى الله عليه وآله)) ـ كما عن ابن عباس ـ بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التى أوجبت على المسلمين طاعتهم بقوله: إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما(23).

ولا يتركنا القرآن الحكيم حتّى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة «الدهر أو الإنسان» التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت ((عليهم السلام)) والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم بقوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)(24).

لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السورة المباركة نزلت في أهل البيت((عليهم السلام)) بعد ما مرض الحسنان، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكراً لله إن برئا، فوفوا بنذرهم أيّما وفاء، إنّه وفاءٌ جسَّد أروع أنواع الإيثار حتّى نزل قوله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)(25) فشكر الله سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتّى يرث الأرض ومن عليها.

 

2 ـ مكانة الإمام الحسين((عليه السلام)) لدى خاتم المرسلين((صلى الله عليه وآله)):

لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين ((عليهما السلام)) بأوصاف تنبئ عن عظم منزلتهما لديه، فهما:

1 ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الأمّة(26).

2 ـ وهما خير أهل الأرض(27).

3 ـ وهما سيّدا شباب أهل الجنّة(28).

4 ـ وهما إمامان قاما أو قعدا(29).

5 ـ وهما من العترة (أهل البيت) التي لا تفترق عن القرآن الى يوم القيامة، ولن تضلّ اُمّة تمسّكت بهما(30).

6 ـ كما أنّهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق(31).

7 ـ وهما ممّن قال عنهم جدّهم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»(32).

8 ـ وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول ((صلى الله عليه وآله)) أنّهم قد سمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين ((عليهما السلام)) : «اللهمّ إنّك تعلم أ نّي اُحبُّهما فأحبَّهما وأحبّ من يحبّهما»(33).

 

3 ـ مكانة الإمام الحسين((عليه السلام)) لدى معاصريه:

1 ـ قال عمر بن الخطاب للحسين ((عليه السلام)) : فإنّما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم(34).

2 ـ قال عثمان بن عفان في الحسن والحسين((عليهما السلام)) وعبدالله بن جعفر: فطموا العلم فطماً(35) وحازوا الخير والحكمة(36).

3 ـ قال أبو هريرة: دخل الحسين بن عليّ وهو معتمٌّ، فظننت أنّ النبيّ قد بعث(37).

وكان ((عليه السلام)) في جنازة فأعيى، وقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال له: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال له: دعني، فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم(38).

4 ـ أخذ عبدالله بن عباس بركاب الحسن والحسين ((عليهما السلام)) ، فعوتب في ذلك، وقيل له: أنت أسنّ منهما! فقال: إنّ هذين ابنا رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما(39) ؟

وقال له معاوية بعد وفاة الحسن ((عليه السلام)): يا ابن عباس أصبحت سيّد قومك، فقال: أمّا ما أبقى الله أبا عبدالله الحسين فلا(40).

5 ـ قال أنس بن مالك ـ وكان قد رأى الحسين ((عليه السلام)) ـ : كان أشبههم برسول الله((صلى الله عليه وآله))(41).

6 ـ قال زيد بن أرقم لابن زيادـ حين كان يضرب شفتي الحسين((عليه السلام)) ـ : اعل بهذا القضيب، فوالله الذي لا إله غيره، لقد رأيت شفتي رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) على هاتين الشفتين يقبّلهما، ثم بكى.

قال له ابن زياد: أبكى الله عينك، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت لضربت عنقك، فخرج وهو يقول: أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم! قتلتم الحسين ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة! فهو يقتل خياركم ويستبقي شراركم(42).

7 ـ قال أبو برزة الأسلمي ليزيد حينما رآه ينكث ثغر الحسين((عليه السلام)) : أتنكث بقضيبك في ثغرالحسين؟! أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذاً لربّما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يرشفه. أما إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك! ويجيء هذا ومحمّد شفيعه(43).

8 ـ وحين قال معاوية لعبد الله بن جعفر : أنت سيّد بني هاشم؟ أجابه قائلاً: سيّد بني هاشم حسن وحسين(44).

وكتب إليه: إن هلكت اليوم طفئ نور الإسلام فإنّك علم المهتدين ورجاء المؤمنين(45).

9 ـ سأل رجل عبدالله بن عمر عن دم البعوض يكون في الثوب أفيصلى فيه؟ فقال له: ممّن أنت؟ قال: من أهل العراق، فقال ابن عمر: اُنظروا الى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله ((صلى الله عليه وآله))! وقد سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا»(46).

10 ـ قال محمّد بن الحنفية: «إنّ الحسين أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، وأقربنا من رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) رحماً، كان فقيهاً قبل أن يخلق...»(47).

11 ـ مرّ الحسين ((عليه السلام)) بعمرو بن العاص وهو جالس في ظلّ الكعبة فقال: هذا أحب أهل الأرض الى أهل الأرض والى أهل السماء اليوم(48).

12 ـ قال عبد الله بن عمرو بن العاص وقد مرّ عليه الحسين ((عليه السلام)): من أحبّ أن ينظر الى أحبّ أهل الأرض الى أهل السماء فلينظر الى هذا المجتاز(49).

13 ـ وحين أشار يزيد على أبيه معاوية أن يكتب للحسين ((عليه السلام)) جواباً عن كتاب كتبه له، على أن يصغّر فيه الحسين((عليه السلام))، قال معاوية رادّاً عليه: وما عسيت أن أعيب حسيناً، ووالله ما أرى للعيب فيه موضعاً(50).

14 ـ قال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (والي المدينة) لمروان بن الحكم ـ لمّا أشار عليه بقتل الحسين ((عليه السلام)) إذا لم يبايع ـ : والله يا مروان ما أُحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها وأنّي قتلت الحسين. سبحان الله! أقتل حسيناً إن قال لا اُبايع؟ والله إنّي لأظنّ أنّ من يقتل الحسين يكون خفيف الميزان يوم القيامة(51).

15 ـ لمّا قبض ابن زياد على قيس بن مسهر الصيداوي ـ رسول الحسين ((عليه السلام)) الى أهل الكوفة ـ أمره أن يصعد المنبر ويسبّ الحسين وأباه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس، إنّ هذا الحسين بن عليّ، خير خلق الله، وهو ابن فاطمة بنت رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، وأنا رسوله اليكم، وقد فارقته بالحاجر من بطن ذي الرّمة فأجيبوه، واسمعوا له وأطيعوا. ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعليّ والحسين. فأمر به ابن زياد، فألقي من رأس القصر، فتقطّع(52).

16 ـ من خطبة ليزيد بن مسعود النهشلي ((رحمه الله)): وهذا الحسين بن عليّ ابن رسول الله ((عليه السلام))، ذو الشرف الأصيل، والرأي الأثيل، له فضلٌ لا يوصف، وعلمٌ لا ينزف، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته. يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير. فأكرم به راعي رعيّة، وإمام قوم وجبت لله به الحجّة، وبلغت به الموعظة(53).

17 ـ قال عبد الله بن الحرّ الجعفي: ما رأيت أحداً قطّ أحسن ولا أملأ للعين من الحسين(54).

18 ـ قال إبراهيم النخعي: لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم اُدخلت الجنّة لاستحييت أن أنظر الى وجه رسول الله ((صلى الله عليه وآله))(55).

 

4 ـ الإمام الحسين ((عليه السلام)) عبر القرون والأجيال :

1 ـ قال الربيع بن خيثم لبعض من شهد قتل الحسين ((عليه السلام)): والله لقد قتلتم صفوةً لو أدركهم رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لقبّل أفواههم، وأجلسهم في حجره(56).

2 ـ قال ابن سيرين: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلاّ على الحسين ((عليه السلام))، ولمّا قتل اسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً، حتّى رؤيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنّها علقة(57).

3 ـ قال علي جلال الحسيني: السيّد الزكي الإمام أبو عبدالله الحسين((عليه السلام)) ابن بنت رسول الله((صلى الله عليه وآله)) وريحانته، وابن أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه، وشأن بيت النبوّة له أشرف نسب وأكمل نفس، جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، من علوّ الهمّة، ومنتهى الشجاعة، وأقصى غاية الجود، وأسرار العلم، وفصاحة اللسان، ونصرة الحقّ، والنهي عن المنكر، وجهاد الظلم، والتواضع عن عزٍّ، والعدل، والصبر، والحلم، والعفاف، والمروءة، والورع وغيرها.

واختصّ بسلامة الفطرة، وجمال الخلقة، ورجاحة العقل، وقوة الجسم، وأضاف الى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير، كالصلاة والحجّ والجهاد في سبيل الله والإحسان. وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها مفيداً بعلمه، مرشداً بعمله، مهذّباً بكريم أخلاقه، ومؤدّباً ببليغ بيانه، سخيّاً بماله، متواضعاً للفقراء، معظّماً عند الخلفاء، موصلاً للصدقة على الأيتام والمساكين، منتصفاً للمظلومين، مشتغلاً بعبادته، مشى من المدينة على قدميه الى مكّة حاجّاً خمساً وعشرين مرّة(58)...

كان الحسين في وقته علم المهتدين ونور الأرض، فأخبار حياته فيها هدىً للمسترشدين بأنوار محاسنه المقتفين آثار فضله(59).

4 ـ قال محمّد رضا المصري: هو ابن بنت رسول الله((صلى الله عليه وآله))، وعلم المهتدين، ورجاء المؤمنين(60).

5 ـ قال عمر رضا كحالة: الحسين بن عليّ، وهو سيّد أهل العراق فقهاً وحالاً وجوداً وبذلاً(61).

6 ـ قال عبد الله العلايلي: جاء في أخبار الحسين: أنّه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جدّه العظيم، فأفاض النبيّ ((صلى الله عليه وآله)) إشعاعة غامرة من حبّه، وأشياء نفسه، ليتمّ له أيضاً من وراء الصورة معناها فتكون حقيقة من بعد كما كانت من قبل إنسانية ارتقت الى نبوّة «أنا من حسين» ونبوة هبطت الى إنسانية «حسين منّي» فسلام عليه يوم ولد(62).

7 ـ قال عباس محمود العقّاد: مثل للناس في حلّة من النور تخشع لها الأبصار، وباء بالفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ بني الإنسان، غير مستثنىً منهم عربي ولا عجمي، وقديم وحديث، فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشهداء من أنجبتهم اُسرة الحسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تأريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السنين(63).

8 ـ قال عمر أبو النصر: هذه قصة اُسرة من قريش. حملت لواء التضحية والاستشهاد والبطولة من مشرق الأرض الى مغربها. قصة ألّف فصولها شباب ما عاشوا كما عاش الناس، ولا ماتوا كما مات الناس، ذلك أنّ الله شرّف هذه الجماعة من خلقه بأن جعل النبوّة والوحي والإلهام في منازلها، وزاد ندىً فلم يشأ لها حظّ الرجل العادي من عبادة، وإنّما أرادها للتشريد والاستشهاد، وأرادها للمثل العليا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب لها أن تتزعّم لواء التقوى والصلاح الى آخر مايكون من ذرّيتها(64).

9 ـ قال عبد الحفيظ أبو السعود: عنوان النضال الحرّ، والجهاد المستميت، والاستشهاد في سبيل المبدأ والعقيدة، وعدم الخضوع لجور السلطان وبغي الحاكمين(65).

10 ـ قال أحمد حسن لطفي: إنّ الموت الذي كان ينشده فيها كان يمثّل في نظره مثلاً أروع من كلّ مثل الحياة، لأنّه الطريق الى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى، ولأنّه السبيل الى الانتصار والى الخلود، فهو أعظم بطل ينتصر بالموت على الموت(66).

 

مظاهر مـن شخصية الإمام الحسين ((عليه السلام))

ولد الإمام الحسين بن علىّ((عليهما السلام)) في بيت كان محطّ الملائكة ومهبط التنزيل، في بقعة طاهرة تتصل بالسماء طوال يومها بلا انقطاع، وتتناغم مع أنفاسه آيات القرآن التي تتلى آناء الليل والنهار، وترعرع بين شخصيّات مقدّسة تجلّلت بآيات الله، ونهل من نمير الرسالة عذب الارتباط مع الخالق، وصاغ لبنات شخصيته نبي الرحمة ((صلى الله عليه وآله)) بفيض مكارم أخلاقه وعظمة روحه. فكان الحسين((عليه السلام)) صورةً لمحمّد((صلى الله عليه وآله)) في اُمتّه، يتحرّك فيها على هدى القرآن، ويتحدّث بفكر الرسالة، ويسير على خطى جدّه العظيم ليبيّن مكارم الأخلاق، ويرعى للاُمّة شؤونها، ولا يغفل عن هدايتها ونصحها ونصرتها، جاعلاً من نفسه المقدسة اُنموذجاً حيّاً لما أرادته الرسالة والرسول، فكان((عليه السلام)) نور هدىً للضالّين وسلسبيلاً عذباً للراغبين وعماداً يستند إليه المؤمنون وحجّة يركن إليها الصالحون، وفيصل حقّ إذيتخاصم المسلمون، وسيف عدل يغضب لله ويثور من أجل الله. وحين نهض كان بيده مشعل الرسالة الذي حمله جدّه النبي((صلى الله عليه وآله)) يدافع عن دينه ورسالته العظيمة.

ومن الإمعان في شخصيّة الإمام الحسين((عليه السلام)) الفذّة نتلمّس المظاهر التالية:

 

1 ـ تواضعه ((عليه السلام)):

جُبل أبو عبدالله الحسين((عليه السلام)) على التواضع ومجافاة الأنانية، وهو صاحب النسب الرفيع والشرف العالي والمنزلة الخصيصة لدى الرسول((صلى الله عليه وآله)) فكان((عليه السلام)) يعيش في الأُمّة لايأنف من فقيرها ولا يترفّع على ضعيفها ولا يتكبّر على أحد فيها، يقتدي بجدّه العظيم المبعوث رحمةً للعالمين، يبتغي بذلك رضا الله وتربية الأُمّة، وقد نُقلت عنه((عليه السلام)) مواقف كثيرة تعامل فيها مع سائر المسلمين بكلّ تواضع مظهراً سماحة الرسالة ولطف شخصيّته الكريمة، ومن ذلك:

إنّه((عليه السلام)) قد مرّ بمساكين وهم يأكلون كسراً(67) على كساء، فسلّم عليهم، فدعوه الى طعامهم فجلس معهم وقال: لولا أنّه صدقةٌ لأكلت معكم. ثمّ قال: قوموا الى منزلي، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.

وروي: أنّه ((عليه السلام)) مرّ بمساكين يأكلون في الصُّفَة، فقالوا: الغداء، فقال((عليه السلام)): إنّ الله لا يحب المتكبّرين، فجلس وتغدّى معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم، فمضى بهم الى منزله وقال لزوجته: أخرجي ماكنت تدّخرين(68).

 

2 ـ حلمه وعفوه((عليه السلام)):

تأدّب الحسين السبط ((عليه السلام)) بآداب النبوّة، وحمل روح جدّه الرسول الأعظم((صلى الله عليه وآله)) يوم عفا عمّن حاربه ووقف ضد الرسالة الإسلامية، لقد كان قلبه يتّسع لكلّ الناس، وكان حريصاً على هدايتهم متغاضياً في هذا السبيل

عن إساءة جاهلهم، يحدوه رضا الله تعالى، يقرّب المذنبين ويطمئنهم ويزرع فيهم الأمل برحمة الله، فكان لا يردّ على مسيء إساءة بل يحنو عليه ويرشده الى طريق الحقّ وينقذه من الضلال.

فقد روي عنه((عليه السلام)) أنّه قال: «لو شتمني رجل في هذه الاُذن ـ وأومأ الى اليمنى ـ واعتذر لي في اليسرى لقبلت ذلك منه، وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب((عليه السلام)) حدّثني أنّه سمع جدّي رسول الله((صلى الله عليه وآله)) يقول: لا يرد الحوض مَن لم يقبل العذر من محقٍّ أو مبطل(69).

كما روي أنّ غلاماً له جنى جنايةً كانت توجب العقاب، فأمر بتأديبه فانبرى العبد قائلاً: يا مولاي والكاظمين الغيظ، فقال((عليه السلام)): خلّوا عنه، فقال: يا مولاي والعافين عن الناس، فقال((عليه السلام)): قد عفوت عنك، قال: يا مولاي والله يحب المحسنين، فقال((عليه السلام)): أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك(70).

 

3 ـ جوده وكرمه ((عليه السلام)) :

وبنفس كبيرة كان الإمام الحسين بن علي((عليهما السلام)) يعين الفقراء والمحتاجين، ويحنو على الأرامل والأيتام، ويثلج قلوب الوافدين عليه، ويقضي حوائج السائلين من دون أن يجعلهم يشعرون بذلّ المسألة، ويصل رحمه دون انقطاع، ولم يصله مال إلاّ فرّقه وأنفقه وهذه سجيّة الجواد وشنشنة الكريم وسمة ذي السماحة.

فكان يحمل في دجى الليل البهيم جراباً مملوءً طعاماً ونقوداً الى منازل الأرامل واليتامى حتّى شهد له بهذا الكرم معاوية بن أبي سفيان، وذلك حين بعث لعدّة شخصيات بهدايا، فقال متنبّئاً: أمّا الحسين فيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفّين، فإن بقي شيء نحر به الجزور وسقى به اللبن(71).

وفي موقف مفعم باللطف والإنسانية والحنان جعل العتق رداً للتحية، فقد روى عن أنس أنّه قال :

كنت عند الحسين فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيّته بها، فقال لها: أنت حرّة لوجه الله تعالى. وانبهر أنس وقال: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟! فقال ((عليه السلام)): كذا أدّبنا الله، قال تبارك وتعالى: ( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)(72)، وكان أحسن منها عتقها(73).

ومن كرمه وعفوه أنّه وقف((عليه السلام)) ليقضي دين اُسامة بن زيد وليفرّج عن همّه الذي كان قد اعتراه وهو في مرضه(74)، رغم أنّ اُسامة كان قد وقف في الصفّ المناوئ لأبيه أمير المؤمنين((عليه السلام)).

ووقف ذات مرّة سائل على باب الحسين((عليه السلام)) وأنشد قائلاً:

لم يخب الآن من رجاك *** حرّك من دون بابك الحلقة

أنت جواد أنت معتمد *** أبوك قد كان قاتل الفسقة

فأسرع اليه الإمام الحسين((عليه السلام)) وما أن وجد أثر الفاقة عليه حتّى نادى بقنبر وقال متسائلاً: ما تبقّى من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، فقال((عليه السلام)): هاتها فقد أتى مَن هو أحقّ بها منهم، فأخذها ودفعها الى السائل معتذراً منه، وأنشد قائلاً :

خذها فإنّي إليك معتذر *** واعلم بأنّي عليك ذو شفقة

لو كان في سيرنا الغداة عصاً *** أمست سمانا عليك مندفقة

لكنّ ريب الزمان ذو غِير *** والكفّ منّي قليلة النفقة

فأخذها الأعرابي شاكراً وهو يدعو له((عليه السلام)) بالخير، وأنشد مادحاً:

مطهّرون نقيّات جيوبهمُ *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

وأنتم أنتم الأعلون عندكمُ *** علم الكتاب وما جاءت به السورُ

من لم يكن علويّاً حين تنسبه *** فما له في جميع الناس مفتخر(75)

 

4 ـ شجاعته ((عليه السلام)) :

إنّ المرء ليعجز عن الوصف والقول حين يطالع صفحة الشجاعة من شخصية الإمام الحسين((عليه السلام)); فإنّه ورثها عن آبائه وتربّى عليها ونشأ فيها، فهو من معدنها وأصلها، وهو الشجاع في قول الحقّ والمستبسل للدفاع عنه، فقد ورث ذلك عن جدّه العظيم محمّد((صلى الله عليه وآله)) الذي وقف أمام أعتى قوّة مشركة حتّى انتصر عليها بالعقيدة والإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى.

ووقف مع أبيه ـ أمير المؤمنين((عليه السلام)) ـ يعيد الإسلام حاكماً، وينهض بالاُمّة في طريق دعوتها الخالصة، يصارع قوى الضلال والانحراف بالقول والفعل وقوة السلاح ليعيد الحقّ الى نصابه.

ووقف مع أخيه الإمام الحسن((عليه السلام)) موقف الأبطال المضحّين من أجل سلامة الأُمّة ونجاة الصفوة المؤمنة المتمسّكة بنهج الرسالة الإسلامية.

ووقف صامداً حين تقاعست جماهير المسلمين عن نصرة دينها أمام جبروت معاوية وضلاله وأزلامه والتيار الذي قاده لتشويه الدين القويم.

ولم يخشَ كلّ التهديدات ولا ما كان يلوح في الاُفق من نهاية مأساوية نتيجة الخروج لطلب الإصلاح وإحياء رسالة جدّه النبىّ((صلى الله عليه وآله)) والوقوف في وجه الظلم والفساد، فخرج وهو مسلّم لأمر الله وساع لابتغاء مرضاته، وها هو((عليه السلام)) يردُّ على الحرّ بن يزيد الرياحي حين قال له: اُذكّرك الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ، ولئن قوتلت لتهلكنّ، فقال له الإمام أبو عبدالله((عليه السلام)):

أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه :

سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى *** إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلما

وواسى رجالاً صالحين بنفسه *** وخالف مثبوراً وفارق مجرما

فإن عشت لم أندم وإن متّ لم اُلَم *** كفى بك ذلاً أن تعيش وتُرغما(76)

ووقف((عليه السلام)) يوم الطفّ موقفاً حيّر به الألباب وأذهل به العقول، فلم ينكسر أمام جليل المصاب حتّى عندما بقي وحيداً، فقد كان طوداً شامخاً لا يدنو منه العدوّ هيبةً وخوفاً رغم جراحاته الكثيرة حتى شهد له عدوّه بذلك، فقد قال حميد بن مسلم:

فوالله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشد عليها بسيفه فيكشفهم عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا اشتد عليها الذئب(77).

 

5 ـ إباؤه ((عليه السلام)):

لقد تجلّت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها في إباء الإمام الحسين((عليه السلام)) ورفضه للصبر على الحيف والسكوت على الظلم، فسنّ بذلك للأجيال اللاحقة سنّة الإباء والتضحية من أجل العقيدة وفي سبيلها، حين وقف ذلك الموقف الرسالي العظيم يهزّ الأُمّة ويشجّعها أن لا تموت هواناً وذلاًّ، رافضاً بيعة الطليق ابن الطليق يزيد بن معاوية قائلاً: «إنّ مثلي لا يبايع مثله»(78).

وها هو يصرّح لأخيه محمّد بن الحنفية مجسّداً ذلك الإباء بقوله((عليه السلام)): «يا أخي! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأٌ ولا مأوىً لما بايعت يزيد بن معاوية»(79).

ورغم أنّ الشيطان كان قد استحكم على ضمائر الناس فأماتها حتّى رضيت بالهوان، لكن الإمام الحسين((عليه السلام)) وقف صارخاً بوجه جحافل الشرّ والظلم من جيوش الردّة الاُموية قائلاً: «والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، إنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون»(80).

لقد كانت كلمات الإمام أبي عبدالله الحسين((عليه السلام)) تعبّر عن أسمى مواقف أصحاب المبادئ والقيم وحملة الرسالات، كما تنمّ عن عزته واعتداده بالنفس، فقد قال((عليه السلام)):

«ألا وإنّ الدعيَّ ابن الدعيَّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلة، يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، واُنوف حميّة، ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام»(81).

وهكذا علّم الإمام الحسين((عليه السلام)) البشرية كيف يكون الإباء في المواقف وكيف تكون التضحية من أجل الرسالة.

 

6 ـ الصراحة والجرأة في الإصحار بالحقّ :

لقد كانت نهضة الإمام الحسين ((عليه السلام)) وثورته بركاناً تفجّر في تأريخ الرسالة الإسلامية وزلزالاً صاخباً أيقظ ضمير المتقاعسين عن نصرة الحقّ، والكلمة الطيبة التي دعت كلّ الثائرين والمخلصين للعقيدة والرسالة الإسلامية إلى مواصلة المسيرة في بناء المجتمع الصالح وفق ما أراده الله تعالى ورسوله((صلى الله عليه وآله)).

وقد نهج الإمام الحسين((عليه السلام)) منهج الصراحة والمكاشفة موضّحاً للاُمّة الخلل والزيغ والطريق الصحيح، فها هو بكل جرأة يقف أمام الطاغية يحذّره ويمنعه عن التمادي في الغيّ والفساد... وتلك كتبه((عليه السلام)) الى معاوية واضحة لا لبس فيها ينذره ويحذّر من الاستمرار في ظلمه ويكشف للاُمّة مدى ضلالته وفساده(82).

وبكلّ صراحة وقوّة رفض البيعة ليزيد بن معاوية، وقال موضّحاً للوليد ابن عتبة حين كان والياً ليزيد : «إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد فاسق فاجر، شارب للخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لايبايع مثله»(83).

وكانت صراحته ساطعة مع أصحابه ومن أعلن عن نصرته، ففي أثناء المسير باتّجاه الكوفة وصله نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وخذلان الناس له، فقال((عليه السلام)) للذين اتّبعوه طلباً للعافية: «قد خذلنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام»(84).

فتفرّق عنه ذوو الأطماع وضعاف اليقين، وبقيت معه الصفوة الخيّرة من أهل بيته وأصحابه، ولم يخادع ولم يداهن في الوقت الذي كان يعزّ فيه الناصر.

وقبل وقوع المعركة أذن لكل مَن كان قد تبعه من المخلصين في الانصراف عنه قائلاً: «إنّي لا أعلم أصحاباً أصحّ منكم ولا أعدل ولا أفضل أهل بيت، فجزاكم الله عنّي خيراً، فهذا الليل قد أقبل فقوموا واتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجل منكم بيد صاحبه أو رجل من إخوتي وتفرّقوا في سواد هذا الليل، وذروني وهؤلاء القوم، فإنّهم لا يطلبون غيري، ولو أصابوني وقدروا على قتلي لما طلبوكم»(85).

والحقّ أنّ من يطالع كلّ تفاصيل نهضة الإمام الحسين((عليه السلام)) سيجد الصدق والصراحة والجرأة في كلّ قول وفعل في جميع خطوات نهضته المباركة.

 

7 ـ عبادته وتقواه((عليه السلام)) :

ما انقطع أبو عبدالله الحسين((عليه السلام)) عن الاتّصال بربّه في كلّ لحظاته وسكناته، فقد بقي يجسّد اتّصاله هذا بصيغة العبادة لله، ويوثّق العرى مع الخالق جلّت قدرته، ويشدّ التضحية بالطاعة الإلهية متفانياً في ذات الله ومن أجله، وقد كانت عبادته ثمرة معرفته الحقيقية بالله تعالى.

وإنّ نظرة واحدة الى دعائه((عليه السلام)) في يوم عرفة تبرهن على عمق هذه المعرفة وشدّة العلاقة مع الله تعالى، وننقل مقطعاً من هذا الدعاء العظيم:

قال((عليه السلام)): «كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهِر لك؟! متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟! عميت عينٌ لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً...

إلهي هذا ذُلّي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك. منك أطلب الوصول إليك، وبك استدلّ عليك، فاهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك...

أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتّى عرفوك ووحّدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك ولم يلجأوا الى غيرك، أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم...

ماذا وَجدَ مَن فقدك؟! وما الذي فقد من وجدك؟!

لقد خاب من رضي دونك بَدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتحوّلا...

يا مَن أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين...»(86).

ولقد بدا عليه عظيم خوفه من الله وشدّة مراقبته له حتّى قيل له: ما أعظم خوفك من ربّك! فقال((عليه السلام)): «لا يأمن يوم القيامة إلاّ من خاف من الله في الدنيا»(87).

 

صورٌ من عبادته((عليه السلام)) :

إنّ العبادة عند أهل بيت النبوة((عليهم السلام)) هي وجود وحياة، فقد كانت لذّتهم في مناجاتهم لله تعالى، وكانت عبادتهم له متّصلة في الليل والنهار وفي السرّ والعلن، والإمام الحسين((عليه السلام)) ـ وهو أحد أعمدة هذا البيت الطاهر ـ كان يقوم بين يدَي الجبّار مقام العارف المتيقّن والعالم العابد، فإذا توضّأ تغيّر لونه وارتعدت فرائصه، فقيل له في ذلك فقال((عليه السلام)): «حقّ لمن وقف بين يدي الجبّار أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله»(88).

وحرص((عليه السلام)) على أداء الصلاة في أحرج المواقف، حتى وقف يؤدّي صلاة الظهر في قمّة الملحمة في اليوم العاشر من المحرّم(89) وجيوش الضلالة قد تأهبت لقتالِهِ وقتله.

وكان ((عليه السلام)) يخرج متذلّلاً لله ساعياً الى بيته الحرام يؤدّي مناسك الحجّ بخشوع وتواضع، حتّى حجّ خمساً وعشرين حجّة ماشياً على قدميه(90).

وقد اشتهرت بين محدّثي الشيعة ومختلف طبقاتهم مواقفه الخاشعة في عرفات أيّام موسم الحجّ، ومناجاته الطويلة لربّه وهو واقف على قدميه في ميسرة الجبل والناس حوله.

لقد كان((عليه السلام)) كثير البرّ والصدقة، فقد روي أنّه ورث أرضاً وأشياء فتصدّق بها قبل أن يقبضها، وكان يحمل الطعام في غلس الليل الى مساكين أهل المدينة لم يبتغ بذلك إلاّ الأجر من الله والتقرب إليه(91).

 

الهوامش

(*) اقتبس هذا المقال من موسوعة أعلام الهداية ج5 (الإمام الحسين سيد الشهداء / الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام).

(1) مقاتل الطالبيين : 78، الإرشاد : 18، تاريخ ابن عساكر : 14 / 313، اُسد الغابة : 2 / 18، مجمع الزوائد : 9 / 194 .

(2) اُصول الكافي : 1 / 463، والاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة : 1 / 377 .

(3) أي : تسقينه اللبن.

(4) الأمالي، الشيخ الصدوق: 142، روضة الواعظين: 154، مناقب آل أبي طالب 3: 226، بحار الأنوار : 43 / 242 .

(5) إعلام الورى بأعلام الهدى : 1 / 427 .

(6) عيون أخبار الرضا : 2 / 25 ، إعلام الورى : 1 / 427 .

(7) الإرشاد: 2/28 .

(8) الإرشاد: 2 / 28.

(9) صحيح البخاري : 2 / 188 ، سنن الترمذي : 5 / 615 ح 3770، الإرشاد: 2/28 .

(10) مستدرك الحاكم : 3 / 166 ، وكفاية الطالب : 422 ، وإعلام الورى : 1 / 432 .

(11) مسند أحمد : 4 / 172، صحيح الترمذي : 5 / 658 ح3775، بحار الأنوار : 43 / 261

(12) عيون أخبار الرضا : 2 / 62، بحارالأنوار: 43/261 .

(13) سنن ابن ماجة : 1 / 56 ، والترمذي : 5 / 614 / ح 3768 ، وبحار الأنوار : 43 / 265 .

(14) راجع : المناقب : 3 / 50، بحار الأنوار : 43 / 254.

(15) راجع : ذخائر العقبى : 130، بحار الأنوار : 43 / 285 ـ 286 .

(16) مسند أحمد 3: 3 و62 و 64 و 82 و 5: 391 و392، سنن ابن ماجه 1: 44، سنن الترمذي 5: 321 وغيرها من المصادر.

(17) مسند أحمد 4: 172، سنن ابن ماجة 1: 51، سنن الترمذي 5: 324، الإرشاد 2: 127، أعيان الشيعة : 1 / 579 .

(18) آل عمران (3) : 61 .

(19) مسند أحمد 1 : 85 ، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة، وراجع تفاسير: الكشّاف، البيضاوي، الرازي الجلالين، وروح البيان، سنن البيهقي : 7 / 63، ومصابيح السنة: 2 / 201. نور الأبصار : 100، صحيح الترمذي : 2 / 166.

(20) كما نصّت على ذلك الآية 33 من سورة الأحزاب.

(21) مسند أحمد: 4 / 107، صحيح مسلم : 2 / 33، خصائص النسائي: 4، سنن البيهقي : 2 / 150، مستدرك الحاكم : 2 / 416، مشكل الآثار 1 : 334، اُسد الغابة 5: 521 وراجع التفسير الكبير للفخر الرازي وتفسير النيسابوري .

(22) قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطباً رسوله الكريم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى). وقال في سورة سبأ الآية: (ما سألتكم من أجر فهو لكم).

(23) راجع التفسير الكبير ، وتفسير الطبري ، والدر المنثور في تفسير آية المودّة.

(24) الإنسان (76) : 9 ـ 12 .

(25) الإنسان (76) : 5 ـ 7 .

(26) صحيح البخاري : 2 / 188 ، وسنن الترمذي: 5/321 ح3856 و326 و3870.

(27) عيون أخبار الرضا : 2 / 62.

(28) سنن ابن ماجة : 1 / 56 ، والترمذي: 5/322 / ح3859.

(29) المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 163. نقلاً عن مسند أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة وغيرهم.

(30) جامع الترمذي: 5/328، ومستدرك الحاكم : 3 / 109.

(31) حلية الأولياء : 4 / 306.

(32) مستدرك الحاكم : 3 / 149.

(33) خصائص النسائي : 26.

(34) الإصابة : 1 / 333، وقال: سنده صحيح.

(35) فطموا العلم فطماً : أي قطعوه عن غيرهم قطعاً، وجمعوه لأنفسهم جمعاً.

(36) الخصال : 136.

(37) مناقب آل أبي طالب 3: 185، بحار الأنوار 10 : 82 .

(38) تاريخ ابن عساكر : 4 / 322 .

(39) تاريخ ابن عساكر: 4/322 .

(40) حياة الإمام الحسين ، للقرشي : 2 / 500 .

(41) مسند أحمد 3: 261، صحيح البخاري 4: 216، سنن الترمذي 5: 325، ومقدمة فتح الباري: 275، أعيان الشيعة : 1 / 563 .

(42) اُسد الغابة : 2 / 21 .

(43) الحسن والحسين سبطا رسول الله : 198 .

(44) الحسن بن عليّ لكامل سليمان : 173 .

(45) البداية والنهاية : 8 / 167 .

(46) تاريخ ابن عساكر : 4 / 314 .

(47) الكافي 1: 302، إعلام الورى 1: 423، بحار الأنوار : 10 / 140 .

(48) تأريخ ابن عسساكر : 4 / 322 .

(49) مناقب آل أبي طالب 3: 228، بحار الأنوار : 10 / 83 .

(50) الاحتجاج 2: 22، أعيان الشيعة : 1 / 583 .

(51) البداية والنهاية : 8 / 147 .

(52) المصدر السابق : 18 / 168 .

(53) اللهوف على قتلى الطفوف: 27، أعيان الشيعة : 1 / 590.

(54) الدر النظيم، ابن حاتم العاملي (ت 664 هـ ): 549، أعيان الشيعة : 4 / ق 1 / 118.

(55) الإصابة : 1 / 335 .

(56) تفسير الثعلبي 8: 239، مناقب آل أبي طالب 3: 156، بحار الأنوار : 10 / 79 .

(57) تأريخ ابن عساكر : 4 / 339 .

(58) انظر سير أعلام النبلاء 3: 193.

(59) راجع كتابه « الحسين » ((عليه السلام)) : 1 / 6 . وراجع أيضاً: مجمع الزوائد: 9/201 وبحار الأنوار: 44/193.

(60) الحسن والحسين سبطا رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) : 75.

(61) أعلام النساء : 1 / 28.

(62) تاريخ الحسين((عليه السلام)) : 226.

(63) أبو الشهداء الحسين بن عليّ ((عليهما السلام)) : 150، طبعة النجف، مطبعة الغري الحديثة.

(64) آل محمّد في كربلاء : 30 .

(65) سبطا رسول الله الحسن والحسين : 188 .

(66) الشهيد الخالد الحسين بن عليّ : 47.

(67) خبزاً يابساً .

(68) تاريخ ابن عساكر : ترجمة الإمام الحسين ((عليه السلام)) حديث 196، وتفسير البرهان: 2: 363 ، أعيان الشيعة 1: 580 .

(69) إحقاق الحقّ : 11 / 431 .

(70) كشف الغمّة : 2 / 31 ، والفصول المهمة لابن الصبّاغ: 168 مع اختلاف يسير ، وأعيان الشيعة : 4 / 53 .

(71) حياة الإمام الحسين : 1 / 128.

(72) النساء (4): 86 .

(73) كشف الغمّة : 2 / 31، والفصول المهمة : 167 .

(74) مناقب آل أبي طالب : 4 / 65، بحار الأنوار : 44 / 189 .

(75) تأريخ ابن عساكر : 4 / 323، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 65.

(76) تأريخ الطبري : 4 / 254 ، والكامل في التاريخ : 3 / 270.

(77) اعلام الورى : 1 / 468، وتأريخ الطبري : 5 / 540.

(78) الفتوح لابن أعثم الكوفي 5: 14، مقتل الحسين، الخوارزمي 1: 184.

(79) الفتوح لابن أعثم : 5 / 23، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 188، وبحار الأنوار : 44 / 329.

(80) تاريخ الطبري : 4 / 330، إعلام الورى : 1 / 459، مقتل الحسين للمقرّم : 280، أعيان الشيعة : 1 / 602.

(81) الاحتجاج : 2 / 24، مقتل الحسين ((عليه السلام)) للخوارزمي : 2 / 6، أعيان الشيعة : 1 / 603.

(82) الإمامة والسياسة : 1 / 189 و 195.

(83) الفتوح : 5 / 14، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 184، وبحار الأنوار : 44 / 325 .

(84) تأريخ الطبري : 3 / 303، الإرشاد: 2/75، البداية والنهاية : 8 / 182، بحار الأنوار : 44 / 374 .

(85) الفتوح : 5 / 105، وتأريخ الطبري : 3 / 315، وأعيان الشيعة : 1 / 600 .

(86) المنتخب الحسني للأدعية والزيارات : 924 ـ 925.

(87) بحار الأنوار : 44 / 190.

(88) جامع الأخبار : 76، وراجع: إحقاق الحقّ : 11 / 422.

(89) ينابيع المودة : 410، ومقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 17.

(90) سير أعلام النبلاء : 3 / 193، ومجمع الزوائد : 9 / 201.

(91) حياة الإمام الحسين ((عليه السلام)) : 1 / 135.

قراءة 8566 مرة